آذار (مارس)
الجمعة ١ آذار (مارس)
لِماذا تفَتِخر؟ — ١ كو ٤:٧.
طلَبَ الرَّسولُ بُطْرُس مِن إخوَتِهِ أن يستَعمِلوا قُدُراتِهِم ومَواهِبَهُم لِيُشَجِّعوا رِفاقَهُمُ المَسيحِيِّين. كتَب: «أُخدُموا بَعضُكُم بَعضًا على قَدْرِ ما نِلتُم مِن مَوهِبَة، بِصِفَتِكُم وُكَلاءَ صالِحينَ على هِبَةِ اللّٰه». (١ بط ٤:١٠) فلا يجِبُ أن نتَرَدَّدَ في استِعمالِ مَواهِبِنا إلى أقصى حَدّ، خَوفًا مِن أن يغارَ مِنَّا الآخَرونَ أو تضعُفَ مَعنَوِيَّاتُهُم. ولكنْ يجِبُ أن ننتَبِهَ كَي لا نفتَخِرَ بها. (١ كو ٤:٦) ولْنتَذَكَّرْ دائِمًا أنَّ مَواهِبَنا هي هَدِيَّةٌ مِن يَهْوَه. لِذلِك يجِبُ أن نستَعمِلَها لِنبنِيَ الجَماعَة، لا لِنُبرِزَ نَفْسَنا. (في ٢:٣) وعِندَما نستَعمِلُ طاقَتَنا وقُدُراتِنا لِنفعَلَ مَشيئَةَ يَهْوَه، سنفرَحُ كَثيرًا. وهذا لَيسَ لِأنَّنا نُنجِزُ أكثَرَ مِن غَيرِنا أو نتَفَوَّقُ علَيهِم، بل لِأنَّنا نستَعمِلُ مَواهِبَنا لِنُسَبِّحَ يَهْوَه. ب٢٢/٤ ص ١١-١٢ ف ٧-٩.
السبت ٢ آذار (مارس)
إفتَحْ عَيْنَيَّ لِأرى بِوُضوحٍ الأُمورَ الرَّائِعَة في شَريعَتِك. — مز ١١٩:١٨.
أحَبَّ يَسُوع كَثيرًا كَلِمَةَ اللّٰه. لاحِظْ كَيفَ تصِفُ النُّبُوَّةُ في المَزْمُور ٤٠:٨ مَشاعِرَه: «أنا أفرَحُ بِأن أعمَلَ مَشيئَتَكَ يا إلهي، وشَريعَتُكَ هي في أعماقي». وبِالنَّتيجَة، فرِحَ يَسُوع بِخِدمَةِ يَهْوَه وكانَ ناجِحًا فيها. نَحنُ أيضًا، مُهِمٌّ أن نسعى لِنُدخِلَ كَلِمَةَ اللّٰهِ إلى قَلبِنا. فعِندَئِذٍ، سنفرَحُ كَثيرًا ونكونُ ناجِحين. (مز ١:١-٣) لِنُحَسِّنْ إذًا مَهاراتِنا في قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس. وسَيُساعِدُنا في هذا المَجالِ أن نتَمَثَّلَ بِيَسُوع ونتبَعَ الطُّرُقَ الثَّلاثَ الَّتي ذكَرَها. فيَجِبُ أن نزيدَ فَهمَنا. لِذا مُهِمٌّ أن نُصَلِّي، نقرَأَ على مَهلِنا، نُفَكِّرَ في أسئِلَة، ونكتُبَ مُلاحَظاتٍ مُختَصَرَة. كما يلزَمُ أن نطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَنا التَّمييز، ثُمَّ نُحَلِّلَ بِدَورِنا ما نقرَأُهُ ونستَعمِلَ أدَواتِ البَحث. وأخيرًا، يجِبُ أن نقرَأَ بالدَّافِعِ الصَّحيح، ونتَعَلَّمَ دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَنا. وهكَذا، نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس، ونقتَرِبُ إلى أبينا السَّماوِيِّ يَهْوَه. — مز ١١٩:١٧؛ يع ٤:٨. ب٢٣/٢ ص ١٣ ف ١٥-١٦.
الأحد ٣ آذار (مارس)
خُطَطُ المُجتَهِدِ تُؤَدِّي إلى النَّجاح. — أم ٢١:٥.
ضعْ هَدَفًا مُحَدَّدًا. وبَعدَ ذلِك، قُمْ بِالخُطُواتِ اللَّازِمَة لِتصِلَ إلَيه. كَيف؟ لِنفتَرِضْ أنَّكَ تُريدُ أن تُحَسِّنَ مَهارَتَكَ في التَّعليم. في هذِهِ الحالَة، يُمكِنُكَ أن تدرُسَ جَيِّدًا كُرَّاسَة تحَسَّنْ في القِراءَةِ والتَّعليم. وعِندَما يُعَيَّنُ لكَ جُزءٌ في اجتِماعِ وَسَطِ الأُسبوع، تمَرَّنْ علَيهِ جَيِّدًا. وقَبلَ أن تُقَدِّمَه، اطلُبْ مِن أخٍ ماهِرٍ أن يسمَعَكَ ويُعطِيَكَ بَعضَ الاقتِراحاتِ لِتتَحَسَّن. أُبذُلْ جُهدَكَ كَي لا تكونَ ماهِرًا فَقَط، بل لِتكونَ أيضًا مَعروفًا بِأنَّكَ مُجتَهِدٌ ويُتَّكَلُ علَيك. (٢ كو ٨:٢٢) ولكنْ ماذا لَو كانَتِ المَهارَةُ الَّتي تُريدُ أن تُنَمِّيَها صَعبَةً جِدًّا علَيك؟ لا تستَسلِم. وهل صارَ تِيمُوثَاوُس خَطيبًا مُمَيَّزًا أو مُعَلِّمًا بارِعًا جِدًّا؟ لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن ذلِك. ولكنْ لا شَكَّ أنَّهُ سمِعَ نَصيحَةَ بُولُس، وتحَسَّنَ أكثَرَ فأكثَرَ في إتمامِ مَسؤولِيَّاتِه. — ٢ تي ٣:١٠. ب٢٢/٤ ص ٢٤-٢٥ ف ٨-١١.
الإثنين ٤ آذار (مارس)
رَأيتُ وَحشًا طالِعًا مِنَ البَحر، لهُ عَشَرَةُ قُرونٍ وسَبعَةُ رُؤوس. — رؤ ١٣:١.
إلى ماذا يرمُزُ الوَحشُ الَّذي لهُ سَبعَةُ رُؤوس؟ نقرَأُ أنَّ هذا الوَحشَ يُشبِهُ النِّمر، ولكنْ أرجُلُهُ كأرجُلِ الدُّبّ، وفَمُهُ كفَمِ الأسَد، ولهُ عَشَرَةُ قُرون. كُلُّ هذِهِ المُواصَفاتِ مَوجودةٌ أيضًا في الحَيَواناتِ الأربَعَة المَذكورَة في دَانْيَال٧ . ولكنْ في سِفرِ الرُّؤْيَا، تنطَبِقُ هذِهِ المُواصَفاتُ على وَحشٍ واحِدٍ فَقَط، لا على أربَعَةِ حَيَواناتٍ مُنفَصِلَة. إذًا، هذا الوَحشُ لا يُمَثِّلُ فَقَط حُكومَةً أو إمبَراطورِيَّةً عالَمِيَّة واحِدَة. لاحِظْ أيضًا أنَّ يُوحَنَّا ذكَرَ أنَّ هذا الوَحشَ يحكُمُ «على كُلِّ قَبيلَةٍ وشَعبٍ ولُغَةٍ وأُمَّة». وبِالتَّالي، هو لَيسَ مُجَرَّدَ حُكومَةٍ واحِدَة. (رؤ ١٣:٧) لا بُدَّ إذًا أنَّ هذا الوَحشَ يرمُزُ إلى كُلِّ القِوى السِّياسِيَّة الَّتي حكَمَتِ البَشَرَ على مَرِّ التَّاريخِ حتَّى يَومِنا هذا. (جا ٨:٩) وهُناك دَليلٌ آخَرُ هو أنَّ الرَّقمَ عَشَرَةً غالِبًا ما يُشيرُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ إلى التَّمام. ب٢٢/٥ ص ٩ ف ٦.
الثلاثاء ٥ آذار (مارس)
سَيَمسَحُ اللّٰهُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِهِم، والمَوتُ لن يَعودَ مَوْجودًا. ولن يَكونَ هُناك حُزنٌ ولا صُراخٌ ولا وَجَعٌ في ما بَعد. — رؤ ٢١:٤.
مَن سيَكونونَ بَينَ الَّذينَ سيَستَفيدونَ مِن هذِهِ البَرَكاتِ الرَّائِعَة؟ أوَّلًا، الجَمعُ الكَثيرُ الَّذينَ سيَنجونَ مِن هَرْمَجَدُّون، والأولادُ الَّذينَ قد يولَدونَ في العالَمِ الجَديد. لكنَّ الرُّؤْيَا ٢٠ تعِدُنا أيضًا أنَّ الأمواتَ سيَقومون. (رؤ ٢٠:١١-١٣) فالأشخاصُ الطَّائِعونَ وأيضًا الأشرارُ الَّذينَ لم ينالوا فُرصَةً كافِيَة لِيَتَعَلَّموا عن يَهْوَه سيَعودونَ إلى الحَياةِ هُنا على الأرض. (أع ٢٤:١٥؛ يو ٥:٢٨، ٢٩) ولكنْ هل يعني ذلِك أنَّ كُلَّ الأمواتِ سيَقومونَ خِلالَ الـ ٠٠٠,١ سَنَة؟ كلَّا. فالَّذينَ رفَضوا بِعِنادٍ أن يخدُموا يَهْوَه قَبلَ أن يموتوا لن يقوموا إلى الحَياة. فهُم أخَذوا فُرصَتَهُم لكنَّهم برهَنوا أنَّهُم لا يستَحِقُّونَ أن يعيشوا في الفِردَوسِ على الأرض. — مت ٢٥:٤٦؛ ٢ تس ١:٩؛ رؤ ١٧:٨؛ ٢٠:١٥. ب٢٢/٥ ص ١٨ ف ١٦-١٧.
الأربعاء ٦ آذار (مارس)
إلى مَن سنَذهَبُ وعِندَكَ كَلامُ الحَياةِ الأبَدِيَّة؟ — يو ٦:٦٨.
مِن خِلالِ «العَبدِ الأمينِ الحَكيم»، يُنَظِّمُ يَسُوع أتباعَهُ في هَيئَةٍ فَريدَة على الأرضِ لِيَنشُروا العِبادَةَ النَّقِيَّة. (مت ٢٤:٤٥) فكَيفَ تشعُرُ تِجاهَ هذِهِ الهَيئَة؟ لا شَكَّ أنَّكَ تشعُرُ مِثلَ بُطْرُس الَّذي قالَ لِيَسُوع كَلِماتِ آيَةِ اليَوم. فِعلًا، ماذا كانَ سيَحدُثُ لنا لَو لم نتَعَرَّفْ على هَيئَةِ يَهْوَه؟! فمِن خِلالِها، يُعطينا المَسِيح الطَّعامَ الرُّوحِيَّ المُغَذِّي. ويُدَرِّبُنا كَي ننجَحَ في خِدمَتِنا. كما يُساعِدُنا أن نلبَسَ «الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة» كَي نُرضِيَ يَهْوَه. (أف ٤:٢٤) أيضًا، يُعطينا يَسُوع إرشاداتٍ حَكيمَة خِلالَ الأزَمات. فعِندَما بدَأَ كُوفِيد-١٩، استَفَدنا كَثيرًا مِنَ الإرشاداتِ الَّتي نِلناها مِن هَيئَةِ يَهْوَه. فبَينَما كانَ كَثيرونَ في العالَمِ ضائِعين، تأكَّدَ يَسُوع أن ننالَ إرشاداتٍ واضِحَة لِنحمِيَ أنفُسَنا. ب٢٢/٧ ص ١٢ ف ١٣-١٤.
الخميس ٧ آذار (مارس)
إعرِفوا دائِمًا ما هيَ الأُمورُ الأهَمّ. — في ١:١٠.
طلَبَ يَهْوَه مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا أن يُخبِروا أولادَهُم عنهُ بِاستِمرار. (تث ٦:٦، ٧) وآنَذاك، كانَ لَدى الوالِدينَ فُرَصٌ كَثيرَة خِلالَ النَّهارِ لِيَتَكَلَّموا مع أولادِهِم ويَزرَعوا في قُلوبِهِمِ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه. مَثَلًا، قد يُمضي الصَّبِيُّ الإسْرَائِيلِيُّ ساعاتٍ طَويلَة وهو يُساعِدُ والِدَهُ في الزِّراعَةِ والحَصاد. أمَّا أُختُه، فقد تُمضي مُعظَمَ وَقتِها تُساعِدُ أُمَّها في الخِياطَةِ والنَّسجِ وأعمالٍ مَنزِلِيَّة أُخرى. وفيما يعمَلُ الوالِدونَ مع أولادِهِم، كانوا يقدِرونَ أن يتَكَلَّموا معهُم عن مَواضيعَ مُهِمَّة كَثيرَة. فيُخبِرونَهُم مَثَلًا كم يَهْوَه صالِحٌ ويُساعِدُ عائِلَتَهُم. لكنِ اليَوم، في بُلدانٍ كَثيرَة، لا يقدِرُ الوالِدونَ أن يُمضوا وَقتًا طَويلًا مع أولادِهِم. فالوالِدونَ عادةً يكونونَ في العَمَل، والأولادُ في المَدرَسَة. لِذلِك، يجِبُ أن يخلُقَ الوالِدونَ فُرَصًا لِيَتَكَلَّموا مع أولادِهِم. — أف ٥:١٥، ١٦. ب٢٢/٥ ص ٢٨ ف ١٠-١١.
الجمعة ٨ آذار (مارس)
ألَستُم تعلَمونَ أنَّ الأثَمَةَ لا يرِثونَ مَلَكوتَ اللّٰه؟ — ١ كو ٦:٩.
الخَطايا الخَطيرَة هي مُخالَفَةٌ كَبيرَة لِشَريعَةِ اللّٰه. وإذا ارتَكَبَ مَسيحِيٌّ خَطِيَّةً كهذِه، يجِبُ أن يُصَلِّيَ إلى يَهْوَه كَي يُسامِحَه، ويَجِبُ أيضًا أن يُخبِرَ شُيوخَ الجَماعَة. (مز ٣٢:٥؛ يع ٥:١٤) وما دَورُ الشُّيوخ؟ طَبعًا، يَهْوَه وَحدَهُ لَدَيهِ السُّلطَةُ أن يغفِرَ الخَطايا كامِلًا، وهو يفعَلُ ذلِك على أساسِ الفِديَة. لكنَّهُ أعطى الشُّيوخَ المَسؤولِيَّةَ أن يُقَرِّروا هل سيَبقى الخاطِئُ في الجَماعَة. (١ كو ٥:١٢) وأيَّةُ عَوامِلَ يُفَكِّرونَ فيها حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّسِ لِيَأخُذوا قَرارَهُم؟ إنَّهُم يُفَكِّرونَ في أسئِلَةٍ مِثل: هل كانَتِ الخَطِيَّةُ عَمدِيَّة؟ هل خطَّطَ الشَّخصُ لِيَقومَ بها؟ هل ظلَّ يرتَكِبُها لِفَترَةٍ طَويلَة؟ والأهَمّ، هل هُناك دَليلٌ أنَّهُ تابَ فِعلًا، وأنَّ يَهْوَه قد سامَحَه؟ — أع ٣:١٩. ب٢٢/٦ ص ٩ ف ٤.
السبت ٩ آذار (مارس)
أحِبُّوا الحَقّ. — زك ٨:١٩.
شجَّعَ يَسُوع أتباعَهُ أن يكونوا جائِعينَ وعَطِشينَ إلى الحَقّ. (مت ٥:٦) فيَجِبُ أن نرغَبَ في فِعلِ الصَّواب، ونكونَ مُستَقيمينَ وطاهِرينَ في نَظَرِ اللّٰه. فهل تُحِبُّ الحَقّ؟ نَحنُ مُتَأكِّدونَ مِن ذلِك. فأنتَ تكرَهُ الكَذِبَ وكُلَّ الشُّرور. (مز ١٩:٨؛ ١١٩:١٦٣) تذَكَّرْ أنَّ الكَذِبَ مِن طَبعِ الشَّيْطَان، حاكِمِ هذا العالَم. (يو ٨:٤٤؛ ١٢:٣١) والشَّيْطَان يسعى لِيُشَوِّهَ سُمعَةَ يَهْوَه. فمُنذُ التَّمَرُّدِ في عَدَن، ينشُرُ الشَّيْطَان أكاذيبَ عنِ اللّٰه. فهو يُريدُ أن يوهِمَ النَّاسَ أنَّ اللّٰهَ حاكِمٌ أنانِيٌّ وظالِم، حاكِمٌ يحرِمُهُم مِنَ الخَير. (تك ٣:١، ٤، ٥) ولا يزالُ الشَّيْطَان يُسَمِّمُ عُقولَ النَّاسِ وقُلوبَهُم بِأكاذيبِه. وهكَذا، يدفَعُ الَّذينَ لا ‹يُحِبُّونَ الحَقَّ› أن يفعَلوا كُلَّ أنواعِ الشُّرور. — رو ١:٢٥-٣١. ب٢٣/٣ ص ٢ ف ٣.
الأحد ١٠ آذار (مارس)
وَلاءُ يَهْوَه يَبْقى إلى الأبَد. — مز ١٠٠:٥.
فيما تُحارِبُ عادَةً سَيِّئَة، قد تُعاني انتِكاساتٍ مِن وَقتٍ إلى آخَر. وفيما تسعى إلى هَدَفٍ مُعَيَّن، قد ينفَدُ صَبرُكَ وتَيأس. ولكنْ هُناك صِفَةٌ مُهِمَّة تُساعِدُكَ لِتُواجِهَ تَحَدِّياتٍ كهذِه: مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَه. فالوَلاءُ لِيَهْوَه، أوِ المَحَبَّةُ الثَّابِتَة له، صِفَةٌ جَميلَة جِدًّا. (أم ٣:٣، الحاشية) إنَّها أفضَلُ صِفَةٍ تقدِرُ أن تُنَمِّيَها. (أمثال ٣:٣-٦) فحينَ تكونُ مَحَبَّتُكَ لِلّٰهِ قَوِيَّة، تُساعِدُكَ أن تتَغَلَّبَ على مُختَلِفِ التَّحَدِّيات. ولِمَ تقدِرُ أن تُنَمِّيَ هذِهِ الصِّفَة؟ لِأنَّ اللّٰهَ عمِلَكَ على صورَتِه. (تك ١:٢٦) فيَهْوَه يُحِبُّ خُدَّامَه، ويَبقى وَلِيًّا لهُم. فهو لا يتَوَقَّفُ عن مَحَبَّتِهِم، ولا يتَخَلَّى عنهُم أبَدًا. ولكنْ كَيفَ تُنَمِّي مَحَبَّةً كهذِه؟ نمِّ أوَّلًا تَقديرَكَ لِيَهْوَه. (١ تس ٥:١٨) فكُلَّ يَوم، اسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لي؟›. ثُمَّ اشكُرْهُ في صَلاتِكَ على أشياءَ مُحَدَّدَة فعَلَها مِن أجْلِك. لاحِظْ ماذا يفعَلُ لكَ أنتَ لِأنَّهُ يُحِبُّك. ب٢٣/٣ ص ١٢ ف ١٧-١٩.
الإثنين ١١ آذار (مارس)
كانَ [يَسُوع] يَعرِفُ ما في قَلبِ البَشَر. — يو ٢:٢٥.
عامَلَ يَسُوع رُسُلَهُ ال ١٢ كُلَّهُم بِلُطفٍ ومَحَبَّة. فماذا نتَعَلَّمُ مِنه؟ حتَّى حينَ يكونُ معنا حَقّ، يجِبُ أن نتَحَكَّمَ في رَدَّةِ فِعلِنا. فحينَ ننزَعِجُ مِن أحَدِ الإخوَة، لِنسألْ نَفْسَنا: ‹لِمَ انزَعَجتُ مِنهُ إلى هذا الحَدّ؟ هل يدُلُّ ذلِك أنَّ لَدَيَّ ضُعفًا يجِبُ أن أتَغَلَّبَ علَيه؟ هل يمُرُّ هذا الأخُ بِظَرفٍ صَعب؟ وحتَّى لَو معي حَقّ، فهل أقدِرُ أن أُظهِرَ لهُ المَحَبَّةَ وأنسى ما حصَل؟›. لِنتَذَكَّرْ أنَّنا حينَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِإخوَتِنا، نُبَرهِنُ أنَّنا أتباعُ يَسُوع الحَقيقِيُّون. ونتَعَلَّمُ دَرسًا آخَرَ مِن يَسُوع: أن نتَفَهَّمَ إخوَتَنا. (أم ٢٠:٥) طَبعًا، نحنُ لا نقدِرُ أن نقرَأَ القُلوبَ مِثلَه. لكنَّنا نقدِرُ أن نجِدَ أعذارًا لِإخوَتِنا ونتَحَمَّلَ ضَعَفاتِهِم. (أف ٤:١، ٢؛ ١ بط ٣:٨) وحينَ نُفَكِّرُ في ظُروفِهِم، يسهُلُ علَينا أن نُظهِرَ لهُمُ المَحَبَّة. ب٢٣/٣ ص ٣٠ ف ١٤-١٦.
الثلاثاء ١٢ آذار (مارس)
اللّٰهُ لَيسَ إلهَ أموات، بل إلهُ أحياء. — لو ٢٠:٣٨.
قد يستَغِلُّ الشَّيْطَان ظَرفًا صِحِّيًّا لِيجعَلَنا نتَخَلَّى عن مَبادِئِنا. فقدْ يضغَطُ علَينا الأطِبَّاءُ أوِ الأقرِباءُ غَيرُ المُؤمِنينَ لِنكسِرَ شَريعَةَ اللّٰهِ ونقبَلَ نَقلَ الدَّم. أو قد يُحاوِلُ أحَدُ الأشخاصِ أن يُقنِعَنا بِأن نقبَلَ عِلاجًا يتَعارَضُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس. صَحيحٌ أنَّنا لا نُريدُ أن نموت، لكنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه سيَظَلُّ يُحِبُّنا حتَّى لَو مُتنا. (رو ٨:٣٧-٣٩) فهو يظَلُّ يتَذَكَّرُ أصدِقاءَهُ الَّذينَ ماتوا، كما لَو أنَّهُم لا يزالونَ أحياء. (لو ٢٠:٣٧) وهو مُشتاقٌ أن يُعيدَهُم إلى الحَياة. (أي ١٤:١٥) وقدْ دفَعَ ثَمَنًا غالِيًا كَي ‹نَنالَ حَياةً أبَدِيَّة›. (يو ٣:١٦) لا شَكَّ إذًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويَهتَمُّ بنا كَثيرًا. لِذلِك عِندَما نمرَضُ أو تكونُ حَياتُنا في خَطَر، لا نتَخَلَّى عن يَهْوَه، بل نلجَأُ إلَيه كَي يُعَزِّيَنا ويُعطِيَنا الحِكمَةَ والقُوَّة. — مز ٤١:٣. ب٢٢/٦ ص ١٨ ف ١٦-١٧.
الأربعاء ١٣ آذار (مارس)
الحِكمَةُ الحَقيقِيَّة تَصرُخُ في الشَّارِع. — أم ١:٢٠.
يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «خَوفُ يَهْوَه هو بِدايَةُ الحِكمَة، ومَعرِفَةُ الإلهِ الأكثَرِ قَداسَةً هيَ الفَهم». (أم ٩:١٠) فيَجِبُ أن نأخُذَ قَراراتِنا المُهِمَّة على أساسِ «مَعرِفَةِ الإلهِ الأكثَرِ قَداسَة»، أي نبحَثَ في الكِتابِ المُقَدَّسِ ومَطبوعاتِنا كَي نعرِفَ رَأيَ يَهْوَه. وحينَ نفعَلُ ذلِك، نُظهِرُ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة في حَياتِنا. (أم ٢:٥-٧) ويَهْوَه هوَ المَصدَرُ الوَحيدُ لِلحِكمَةِ الحَقيقِيَّة. (رو ١٦:٢٧) لِماذا نقولُ ذلِك؟ أوَّلًا، يَهْوَه هوَ الخالِق، ويعرِفُ بِالتَّالي كُلَّ شَيءٍ عن خَليقَتِه. (مز ١٠٤:٢٤) ثانِيًا، كُلُّ أعمالِ يَهْوَه تُظهِرُ أنَّهُ حَكيم. (رو ١١:٣٣) ثالِثًا، نَصائِحُ يَهْوَه الحَكيمَة تُفيدُ دائِمًا الَّذينَ يُطَبِّقونَها. (أم ٢:١٠-١٢) حينَ نقبَلُ هذِهِ الحَقائِقَ الثَّلاث، ونأخُذُ قَراراتِنا ونتَصَرَّفُ على أساسِها، ننالُ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة. ب٢٢/١٠ ص ١٩ ف ٣-٤.
الخميس ١٤ آذار (مارس)
وَقَعَت حَربٌ في السَّماء: مِيخَائِيل ومَلائِكَتُهُ حارَبوا التِّنِّين، وحارَبَهُمُ التِّنِّينُ ومَلائِكَتُهُ لكنَّهُم لم يَنتَصِروا، ولم يَعُدْ لهُم مَكانٌ في السَّماء. — رؤ ١٢:٧، ٨.
خسِرَ الشَّيْطَانُ الحَربَ الَّتي يُخبِرُنا عنها الفَصل ١٢ مِنَ الرُّؤْيَا، وأُلْقِيَ إلى الأرضِ هو وأبالِسَتُه. فغضِبَ كَثيرًا، وبدَأَ يصُبُّ غَضَبَهُ على البَشَر، ما سبَّبَ ‹وَيْلًا لِلأرض›. (رؤ ١٢:٩-١٢) فماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّات؟ تدُلُّ الأحداثُ العالَمِيَّة والتَّغييرُ الواضِحُ في سُلوكِ النَّاسِ أنَّ يَسُوع أصبَحَ مَلِكًا. لِذلِك بَدَلَ أن ننزَعِجَ مِن تَصَرُّفاتِ النَّاسِ الأنانِيَّة والوَحشِيَّة، نتَذَكَّرُ أنَّها تُتَمِّمُ نُبُوَّةَ الكِتابِ المُقَدَّس. وبِالتَّالي، نتَأكَّدُ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ تحكُمُ الآن. (مز ٣٧:١) وفيما نقتَرِبُ مِن هَرْمَجَدُّون، نتَوَقَّعُ أن يتَقَدَّمَ العالَمُ مِن سَيِّئٍ إلى أسوَأ. (مر ١٣:٨؛ ٢ تي ٣:١٣) لكنَّنا نشكُرُ كَثيرًا أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ لِأنَّهُ كشَفَ لنا سَبَبَ الأحوالِ السَّيِّئَة في العالَم. ب٢٢/٧ ص ٣ ف ٧-٨.
الجمعة ١٥ آذار (مارس)
التَّوَسُّلاتُ الَّتي يُقَدِّمُها الشَّخصُ المُستَقيمُ مَفعولُها قَوِيّ. — يع ٥:١٦.
يُمكِنُنا أن نطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَ إخوَتَنا كَي يتَحَمَّلوا المَرَض، الكَوارِثَ الطَّبيعِيَّة، الحَربَ الأهلِيَّة، الاضطِهاد، أو غَيرَها مِنَ المَشاكِل. كما نستَطيعُ أن نُصَلِّيَ مِن أجلِ الإخوَةِ الَّذينَ يُضَحُّونَ لِيُشارِكوا في عَمَلِ الإغاثَة. فهل تعرِفُ إخوَةً يمُرُّونَ بِمَشاكِل؟ لِمَ لا تذكُرُهُم بِالِاسْمِ في صَلَواتِك؟ فهكَذا، تُظهِرُ أنَّكَ تُحِبُّ إخوَتَكَ فِعلًا. أيضًا، يحتاجُ الإخوَةُ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَةَ أن نُصَلِّيَ مِن أجْلِهِم، وهُم يُقَدِّرونَ ذلِك كَثيرًا. لاحِظْ ماذا طلَبَ الرَّسولُ بُولُس مِنَ الإخوَةِ في أفَسُس: «[صلُّوا] مِن أجْلي أنا أيضًا، لِكَي أُعطى عِندَ فَتحِ فَمي قُدرَةً على التَّكَلُّمِ بِحُرِّيَّةِ كَلامٍ لِأُعَرِّفَ بِالسِّرِّ المُقَدَّس، سِرِّ البِشارَة». (أف ٦:١٩) والإخوَةُ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَةَ بَينَنا اليَومَ يعمَلونَ أيضًا بِاجتِهاد. ونَحنُ نُظهِرُ مَحَبَّتَنا لهُم حينَ نُصَلِّي إلى يَهْوَه كَي يُبارِكَ عَمَلَهُم. ب٢٢/٧ ص ٢٣-٢٤ ف ١٤-١٦.
السبت ١٦ آذار (مارس)
إلبَسوا رَجاءَ الخَلاصِ خوذَة. — ١ تس ٥:٨.
يلبَسُ الجُندِيُّ الخوذَةَ لِيَحمِيَ رَأسَهُ. بِشَكلٍ مُماثِل، نحتاجُ في حَربِنا الرُّوحِيَّة أن نحمِيَ عَقلَنا مِن هَجَماتِ الشَّيْطَان. فهو يُمطِرُنا بِالإغراءاتِ والأفكارِ السَّيِّئَة كَي يُفسِدَ عَقلَنا. ولكنْ مِثلَما تحمي الخوذَةُ رَأسَ الجُندِيّ، يحمي الرَّجاءُ عَقلَنا. وهكَذا، نبقى أُمَناءَ لِيَهْوَه. أمَّا إذا ضعُفَ رَجاؤُنا، فسَنُرَكِّزُ على رَغَباتِنا الأنانِيَّة وننسى وَعدَ الحَياةِ الأبَدِيَّة. هذا ما حصَلَ مع بَعضِ المَسيحِيِّينَ في كُورِنْثُوس. فقدْ خسِروا إيمانَهُم بِأحَدِ وُعودِ اللّٰهِ الرَّئيسِيَّة: وَعدِ القِيامَة. (١ كو ١٥:١٢) لِذا حذَّرَهُم بُولُس أنَّهُم إذا لم يُؤْمِنوا بِالقِيامَة، فسَيَكونُ كُلُّ هَمِّهِم أن يُشبِعوا رَغَباتِهِم. (١ كو ١٥:٣٢) بِشَكلٍ مُماثِل، لا يُؤْمِنُ كَثيرونَ اليَومَ بِوُعودِ اللّٰه. لِذا يكونُ كُلُّ هَمِّهِم أن يسعَوا وَراءَ المَلَذَّات. أمَّا نَحن، فنثِقُ بِوُعودِ اللّٰه. ب٢٢/١٠ ص ٢٥-٢٦ ف ٨-٩.
الأحد ١٧ آذار (مارس)
صَلُّوا بِلا انقِطاع. — ١ تس ٥:١٧.
يُشَجِّعُكَ يَهْوَه أن تُصَلِّيَ إلَيه. فهو يرى ما تمُرُّ به، ويُؤَكِّدُ أنَّهُ سيُصغي إلَيكَ في أيِّ وَقت. فهو يفرَحُ بِصَلَواتِ خُدَّامِه. (أم ١٥:٨) ولكنْ ماذا ستُخبِرُ يَهْوَه حينَ تشعُرُ بِالوَحدَة؟ إفتَحْ لهُ قَلبَك. (مز ٦٢:٨) أخبِرْهُ ما هي مَخاوِفُك، وكَيفَ تُؤَثِّرُ علَيك. واطلُبْ مِنهُ أن يُساعِدَكَ كَي تتَغَلَّبَ علَيها وأن يُعطِيَكَ الشَّجاعَةَ لِتُعَبِّرَ عن نَفْسِك. أُطلُبْ مِنهُ أيضًا الحِكمَةَ لِتعرِفَ كَيفَ تشرَحُ مُعتَقَداتِكَ بِلَباقَة. (لو ٢١:١٤، ١٥) أمَّا إذا كُنتَ تُحارِبُ مَشاعِرَ سَلبِيَّة، فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ أن تُخبِرَ أخًا ناضِجًا كَيفَ تشعُر، وأن يُساعِدَ ذلِكَ الأخَ أن يُصغِيَ إلَيكَ بِصَبرٍ وتَفَهُّم. ثُمَّ لاحِظْ كَيفَ يستَجيبُ لكَ يَهْوَه، واقبَلِ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين. وهكَذا سيَخِفُّ شُعورُكَ بِالوَحدَة. ب٢٢/٨ ص ١٠ ف ٦.
الإثنين ١٨ آذار (مارس)
هُم يُخالِفونَ قَوانينَ قَيْصَر. — أع ١٧:٧.
واجَهَتِ الجَماعَةُ الَّتي تأسَّسَت حديثًا في تَسَالُونِيكِي مُقاوَمَةً شَديدَة. فجَمعٌ مِنَ المُقاوِمينَ الشَّرِسينَ جرُّوا «بَعضَ الإخوَةِ إلى حُكَّامِ المَدينَة». (أع ١٧:٦) تخَيَّلْ كمِ انصَدَمَ هؤُلاءِ الإخوَةُ الجُدُد. لكنَّ الرَّسولَ بُولُس لم يُرِدْ أن تُضعِفَ المُقاوَمَةُ نَشاطَهُم. لِذا، تأكَّدَ أن ينالوا الدَّعمَ الَّذي يحتاجونَه. قالَ لهُم: «أرسَلنا تِيمُوثَاوُس، أخانا . . .، لِكَي يُثَبِّتَكُم ويُعَزِّيَكُم لِأجْلِ إيمانِكُم، حتَّى لا يتَقَلقَلَ أحَدٌ مِن جَرَّاءِ هذِهِ الضِّيقات». (١ تس ٣:٢، ٣) وكانَ تِيمُوثَاوُس قد رأى كَيفَ شجَّعَ بُولُس الإخوَةَ في لِسْتَرَة، وكَيفَ دعَمَهُم يَهْوَه. لِذا، استَطاعَ تِيمُوثَاوُس أن يُطَمِّنَ الإخوَةَ الجُدُدَ في تَسَالُونِيكِي أنَّ كُلَّ شَيءٍ سيَكونُ على ما يُرام. — أع ١٤:٨، ١٩-٢٢؛ عب ١٢:٢. ب٢٢/٨ ص ٢١ ف ٤.
الثلاثاء ١٩ آذار (مارس)
نَنالُ بِواسِطَتِهِ الحَياة. — ١ يو ٤:٩.
سَنَةَ ١٨٧٠، قادَ تْشَارْلْز تَاز رَصِل فَريقًا مِن تَلاميذِ الكِتابِ المُقَدَّسِ في دَرسٍ عَميق لِكَلِمَةِ اللّٰه. وقدْ أرادوا أن يعرِفوا كَيفَ تُفيدُ ذَبيحَةُ يَسُوع البَشَر، وكَيفَ يجِبُ أن يعقِدوا ذِكرى مَوتِه. فقاموا بِبَحثٍ نستَفيدُ مِنهُ اليَومَ أيضًا. فصِرنا نعرِفُ الحَقيقَةَ عن فِديَةِ يَسُوع وفَوائِدِها. (١ يو ٢:١، ٢) كما تعَلَّمنا أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يضَعُ رَجاءَينِ أمامَ البَشَرِ الطَّائِعين: حَياةً خالِدَة في السَّماءِ لِلبَعض، وحَياةً أبَدِيَّة على الأرضِ لِآخَرين. وحينَ نتَأمَّلُ في الفِديَة، نقتَرِبُ أكثَرَ إلى يَهْوَه. فهي تُظهِرُ لنا مَحَبَّتَهُ الكَبيرَة، وتُفيدُ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا. (١ بط ٣:١٨) لِذا، مِثلَما كانَ الإخوَةُ يفعَلونَ مِن سِنين، ندعو الآخَرينَ كَي يحضُروا معنا الذِّكرى بِالطَّريقَةِ الَّتي أسَّسَها يَسُوع. ب٢٣/١ ص ٢١ ف ٦-٧.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث ٩ نيسان القمري بعد الغروب) مرقس ١٤:٣-٩
الأربعاء ٢٠ آذار (مارس)
هو ماتَ عنِ الجَميعِ لِكَيلا يحيا الأحياءُ في ما بَعدُ لِأنفُسِهِم، بل للَّذي ماتَ عنهُم وأُقيم. — ٢ كو ٥:١٥.
علَّمَ يَسُوع النَّاسَ عنِ البَرَكاتِ الَّتي ستجلُبُها مَملَكَةُ اللّٰه. ونَحنُ نُقَدِّرُ الفِديَةَ الَّتي قدَّمَها، لِأنَّها فتَحَت لنا الطَّريقَ لِنكسِبَ صَداقَتَهُ وصَداقَةَ أبيه. وحينَ نُظهِرُ الإيمانَ بِفِديَةِ يَسُوع، تكونُ أمامَنا الفُرصَةُ لِنعيشَ إلى الأبَدِ ونرى أحِبَّاءَنا المَوتى مُجَدَّدًا. (يو ٥:٢٨، ٢٩؛ رو ٦:٢٣) طَبعًا، نَحنُ لا نستاهِلُ هذِهِ البَرَكات، ولا نستَطيعُ أبَدًا أن نرُدَّ الجَميلَ لِيَهْوَه ويَسُوع. (رو ٥:٨، ٢٠، ٢١) لكنَّنا نستَطيعُ أن نُظهِرَ لهُما أنَّنا نُقَدِّرُ ما فعَلاهُ مِن أجلِنا. كَيف؟ حينَ ندعَمُ عَمَلَ مَملَكَةِ اللّٰهِ بِوَقتِنا، طاقَتِنا، ومُمتَلَكاتِنا. فهل نستَطيعُ مَثَلًا أن نُشارِكَ في بِناءِ وصِيانَةِ المَباني الثِّيوقراطِيَّة؟ ب٢٣/١ ص ٢٦ ف ٣؛ ص ٢٨ ف ٥.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث نهار ٩ نيسان القمري) مرقس ١١:١-١١
الخميس ٢١ آذار (مارس)
رَأيتُ الخَروفَ ومعهُ ٠٠٠,١٤٤. — رؤ ١٤:١.
سيَهتَمُّ الحُكَّامُ في مَملَكَةِ اللّٰهِ بِبَلايينِ الأشخاصِ في كُلِّ الأرض. مِثلَ يَسُوع، سيَكون الـ ٠٠٠,١٤٤ مُلوكًا وكَهَنَة. (رؤ ٥:١٠) وأيُّ دَورٍ فَريدٍ سيَقومونَ بهِ كمُلوكٍ وكَهَنَة؟ تَحتَ الشَّريعَةِ المُوسَوِيَّة، اهتَمَّ الكَهَنَةُ بِالحِفاظِ على صِحَّةِ الشَّعبِ الرُّوحِيَّة والجَسَدِيَّة. وبِما أنَّ الشَّريعَةَ هي «ظِلُّ الخَيراتِ الآتِيَة»، فلا شَكَّ أنَّ المُختارينَ سيَهتَمُّونَ بِالحاجاتِ الرُّوحِيَّة والجَسَدِيَّة لِشَعبِ اللّٰه. (عب ١٠:١) طَبعًا، علَينا أن ننتَظِرَ لِنرى كَيفَ سيَتَواصَلونَ مع شَعبِ اللّٰهِ على الأرض. لكنَّنا نثِقُ أنَّ شَعبَهُ سيَنالونَ الإرشاداتِ الَّتي يحتاجونَها. — رؤ ٢١:٣، ٤. ب٢٢/١٢ ص ١١ ف ١١-١٣.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث نهار ١٠ نيسان القمري) مرقس ١١:١٢-١٩
الجمعة ٢٢ آذار (مارس)
تُداوِمونَ على المُناداةِ بِمَوتِ الرَّبّ، إلى أن يجيء. — ١ كو ١١:٢٦.
هُناك عِدَّةُ أسبابٍ لِندعُوَ الآخَرينَ إلى الذِّكرى. لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ يستَفيدُ الَّذينَ يحضُرونَها لِأوَّلِ مَرَّة. فهُم يتَعَلَّمونَ الحَقيقَةَ عن ما فعَلَهُ يَهْوَه ويَسُوع مِن أجْلِنا. (يو ٣:١٦) وما يرَونَهُ ويَسمَعونَهُ خِلالَ الذِّكرى قد يُشَوِّقُهُم لِيَعرِفوا المَزيدَ عن يَهْوَه ويصيروا مِن خُدَّامِه. نَحنُ ندعو أيضًا الإخوَةَ الخامِلينَ إلى الذِّكرى. وهكَذا، نُؤَكِّدُ لهُم أنَّ اللّٰهَ لا يزالُ يُحِبُّهُم. وكَثيرونَ مِنهُم يُلَبُّونَ الدَّعوَة، وهذا يُفَرِّحُنا كَثيرًا. وحينَ يحضُرونَ هذِهِ المُناسَبَة، يتَذَكَّرونَ كم كانوا يفرَحونَ بِخِدمَةِ يَهْوَه. (مز ١٠٣:١-٤) فلْنجتَهِدْ إذًا في دَعوَةِ الآخَرينَ إلى الذِّكرى، سَواءٌ كانوا سيَقبَلونَ دَعوَتَنا أو لا. ولْنثِقْ أنَّ يَهْوَه يهُمُّهُ كُلُّ شَخصٍ مِنهُم. — لو ١٥:٧؛ ١ تي ٢:٣، ٤. ب٢٣/١ ص ٢٠ ف ١؛ ص ٢٢-٢٣ ف ٩-١١.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث نهار ١١ نيسان القمري) مرقس ١١:٢٠–١٢:٢٧، ٤١-٤٤
السبت ٢٣ آذار (مارس)
عَيْنُ يَهْوَه على الَّذينَ يَخافونَه. — مز ٣٣:١٨.
في آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ أن يموتَ يَسُوع، طلَبَ طَلَبًا خُصوصِيًّا مِن أبيهِ السَّماوِيّ: أن يحمِيَ أتباعَه. (يو ١٧:١٥، ٢٠) وعَينُ يَهْوَه هي دائِمًا على شَعبِه. فهو يهتَمُّ بهِم ويَحميهِم. لكنَّ يَسُوع عرَفَ أنَّ أتباعَهُ سيُواجِهونَ هَجَماتٍ شَرِسَة مِنَ الشَّيْطَان، وأنَّهُم يحتاجونَ إلى مُساعَدَةِ يَهْوَه لِيَثبُتوا في وَجهِها. واليَوم نحَنُ، كمَسيحِيِّينَ حَقيقِيِّين، نُواجِهُ ضَغطًا كَبيرًا مِن عالَمِ الشَّيْطَان. فنمُرُّ بِمَشاكِلَ قد تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا وتمتَحِنُ وَلاءَنا لِيَهْوَه. ولكنْ لا داعِيَ أن نخاف. فعَيْنُ يَهْوَه علَينا. فهو يرى التَّحَدِّياتِ الَّتي نُواجِهُها، ومُستَعِدٌّ دائِمًا أن يُساعِدَنا. حقًّا، «عَيْنُ يَهْوَه على الَّذينَ يَخافونَه . . . كَي يُنقِذَهُم». — مز ٣٣:١٨-٢٠. ب٢٢/٨ ص ٨ ف ١-٢.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث نهار ١٢ نيسان القمري) مرقس ١٤:١، ٢، ١٠، ١١؛ متى ٢٦:١-٥، ١٤-١٦
تاريخ الذِّكرى
بعد غروب الشمس
الأحد ٢٤ آذار (مارس)
إستَمِرُّوا في فِعلِ ذلِك لِتَتَذَكَّروني. — لو ٢٢:١٩.
نَحنُ نُريدُ أن نُظهِرَ أنَّنا نُقَدِّرُ ما فعَلَهُ يَسُوع مِن أجْلِنا. فخِلالَ مَوسِمِ الذِّكرى كُلَّ سَنَة، نُصَلِّي ونتَأمَّلُ في مَعنى مَوتِه. كما ندعو أكبَرَ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ إلى هذِهِ المُناسَبَةِ الخُصوصِيَّة. ونُصَمِّمُ أن نحضُرَها مَهما واجَهْنا مِن صُعوبات. وحينَ نحضُرُها نتعَلَّمُ لِمَ يحتاجُ البَشَرُ إلى فِديَة، كَيفَ يُغَطِّي مَوتُ شَخصٍ واحِدٍ خَطايا كَثيرين، إلى ماذا يرمُزُ الخُبزُ والنَّبيذ، ومَن يتَناوَلونَ مِن هذَينِ الرَّمزَين. (لو ٢٢:١٩، ٢٠) كما نتَأمَّلُ في البَرَكاتٍ الَّتي تنتَظِرُ الَّذينَ سيَعيشونَ إلى الأبَدِ على الأرض. (إش ٣٥:٥، ٦؛ ٦٥:١٧، ٢١-٢٣) فيا لهُ منِ امتِيازٍ كَبيرٍ أن نعرِفَ كُلَّ هذِهِ الحَقائِق! ب٢٣/١ ص ٢٠ ف ٢؛ ص ٢١ ف ٤.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث نهار ١٣ نيسان القمري) مرقس ١٤:١٢-١٦؛ متى ٢٦:١٧-١٩ (أحداث ١٤ نيسان القمري بعد الغروب) مرقس ١٤:١٧-٧٢
الإثنين ٢٥ آذار (مارس)
اللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن، مَوْلودَهُ الوَحيد، لِكَي يَنالَ كُلُّ مَن يُظهِرُ الإيمانَ بهِ حَياةً أبَدِيَّة. — يو ٣:١٦.
حينَ قدَّمَ اللّٰهُ ابْنَهُ فِديَةً لِيُزيلَ خَطايانا، فتَحَ لنا البابَ لِننالَ الحَياةَ الأبَدِيَّة. (مت ٢٠:٢٨) كتَبَ الرَّسولُ بُولُس: «بِما أنَّ المَوتَ بِإنسان، فبِإنسانٍ أيضًا قِيامَةُ الأموات. فكما في آدَم يموتُ الجَميع، هكَذا أيضًا في المَسِيح سيُحيا الجَميع». (١ كو ١٥:٢١، ٢٢) إضافَةً إلى ذلِك، علَّمَ يَسُوع أتباعَهُ أن يُصَلُّوا إلى اللّٰه، قائِلين: «لِتَأتِ مَملَكَتُك. لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ . . . على الأرض». (مت ٦:٩، ١٠) ومَشيئَةُ اللّٰهِ تشمُلُ أن يعيشَ البَشَرُ إلى الأبَدِ على الأرض. وماذا فعَلَ يَهْوَه لِيُتَمِّمَ مَشيئَتَه؟ عيَّنَ ابْنَهُ مَلِكًا على مَملَكَتِه. ومُنذُ القَرنِ الأوَّل، بدَأَ يجمَعُ ٠٠٠,١٤٤ شَخصٍ لِيَحكُموا معَ ابْنِهِ ويُتَمِّموا مَشيئَتَه. — رؤ ٥:٩، ١٠. ب٢٢/١٢ ص ٥ ف ١١-١٢.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث نهار ١٤ نيسان القمري) مرقس ١٥:١-٤٧
الثلاثاء ٢٦ آذار (مارس)
المَحَبَّةُ الَّتي عِندَ المَسِيح تُلزِمُنا، لِكَيلا يحيا الأحياءُ في ما بَعدُ لِأنفُسِهِم. — ٢ كو ٥:١٤، ١٥.
حينَ يموتُ شَخصٌ نُحِبُّه، نشتاقُ إلَيهِ كَثيرًا. وفي البِدايَة، نحزَنُ جِدًّا خُصوصًا إذا تعَذَّبَ قَبلَ مَوتِه. ولكنْ مع مُرورِ الوَقت، نبدَأُ بِالابتِسامِ حينَ نتَذَكَّرُ شَيئًا علَّمَنا إيَّاه، أو مَرَّةً شجَّعَنا فيها أو أضحَكَنا. بِشَكلٍ مُماثِل، نحزَنُ حينَ نقرَأُ كَيفَ تألَّمَ يَسُوع ومات. فخِلالَ مَوسِمِ الذِّكرى، نتَأمَّلُ في التَّضحِيَةِ الكَبيرَة الَّتي قامَ بها. (١ كو ١١:٢٤، ٢٥) لكنَّنا نفرَحُ كَثيرًا حينَ نُفَكِّرُ في ما فعَلَهُ وعلَّمَهُ وهو على الأرض. كما نتَشَجَّعُ حينَ نُفَكِّرُ في ما يفعَلُهُ الآن، وما سيَفعَلُهُ لنا في المُستَقبَل. ب٢٣/١ ص ٢٦ ف ١-٢.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث نهار ١٥ نيسان القمري) متى ٢٧:٦٢-٦٦ (أحداث ١٦ نيسان القمري بعد الغروب) مرقس ١٦:١
الأربعاء ٢٧ آذار (مارس)
ضَعوا مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا في حَياتِكُم. — مت ٦:٣٣.
فكِّرْ كَيفَ شعَرَ التَّلاميذُ عِندَما ماتَ يَسُوع. فهُم لم يفقِدوا فَقَط صَديقَهُمُ العَزيز، بل فقَدوا أيضًا كُلَّ أمَلٍ لَدَيهِم. لا عَجَبَ إذًا أنَّهُم حزِنوا كَثيرًا. (لو ٢٤:١٧-٢١) لكنَّ يَسُوع ظهَرَ لهُم بَعدَ قِيامَتِه، وأوضَحَ لهُم دَورَهُ في إتمامِ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس. كما أعطاهُم عَمَلًا مُهِمًّا لِيَقوموا به. (لو ٢٤:٢٦، ٢٧، ٤٥-٤٨) وهكَذا، عِندَما أتى الوَقتُ لِيَصعَدَ إلى السَّماء، كانَ حُزنُ التَّلاميذِ قد تحَوَّلَ إلى فَرَحٍ عَظيم. فقدْ تأكَّدوا أنَّ سَيِّدَهُم حَيٌّ وسَيُساعِدُهُم أن يقوموا بِتَعيينِهِمِ الجَديد. لِذا، فرِحوا كَثيرًا واستَمَرُّوا في خِدمَةِ يَهْوَه. (لو ٢٤:٥٢، ٥٣؛ أع ٥:٤٢) وكَي نتَمَثَّلَ بِهِم، علَينا أن نضَعَ مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا في حَياتِنا. وطَبعًا، لن يضيعَ الجُهدُ الَّذي نبذُلُهُ لِنستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه. فهو يعِدُنا بِبَرَكاتٍ كَثيرَة بِالمُقابِل. — أم ١٠:٢٢. ب٢٣/١ ص ٣٠-٣١ ف ١٥-١٦.
قراءة الكتاب المقدس للذِّكرى: (أحداث نهار ١٦ نيسان القمري) مرقس ١٦:٢-٨
الخميس ٢٨ آذار (مارس)
إلى تُرابٍ تَعود. — تك ٣:١٩.
طَبعًا، نَحنُ لا نُريدُ أن نُكَرِّرَ غَلطَةَ آدَم وحَوَّاء. فماذا يُساعِدُنا؟ مُهِمٌّ أن نسعى دائِمًا لِنتَعَلَّمَ عن يَهْوَه، نُقَدِّرَ صِفاتِه، ونفهَمَ طَريقَةَ تَفكيرِه. فعِندَئِذٍ، ستزيدُ مَحَبَّتُنا له. هذا ما فعَلَهُ إبْرَاهِيم. فهو أحَبَّ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه. لِذلِك، حينَ استَصعَبَ أن يفهَمَ بَعضَ قَراراتِ يَهْوَه، لم يتَمَرَّدْ علَيه، بل سعى لِيَتَعَرَّفَ علَيهِ أكثَر. مَثَلًا، حينَ عرَفَ إبْرَاهِيم أنَّ يَهْوَه سيُدَمِّرُ سَدُوم وعَمُورَة، خافَ في البِدايَةِ أنَّ «قاضِيَ كُلِّ الأرضِ» سيُميتُ الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير. لكنَّ إبْرَاهِيم شعَرَ أنَّ هذا مُستَحيل. فسألَ يَهْوَه بِتَواضُعٍ عَدَدًا مِنَ الأسئِلَة. ويَهْوَه أجابَهُ بِصَبر. وهكَذا، فهِمَ إبْرَاهِيم أنَّ يَهْوَه يرى قَلبَ كُلِّ شَخص، وأنَّهُ لا يُعاقِبُ أبَدًا الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير. — تك ١٨:٢٠-٣٢. ب٢٢/٨ ص ٢٨ ف ٩-١٠.
الجمعة ٢٩ آذار (مارس)
الَّذي يستاهِلُ الثِّقَةَ يَحفَظُ الأسرار. — أم ١١:١٣، الحاشية.
بَعدَ بِناءِ أسوارِ أُورُشَلِيم سَنَةَ ٤٥٥ قم، بحَثَ الحاكِمُ نَحَمْيَا عن رِجالٍ يُتَّكَلُ علَيهِم لِيَهتَمُّوا جَيِّدًا بِالمَدينَة. وأحَدُ الرِّجالِ الَّذينَ اختارَهُم هو حَنَنْيَا، رَئيسُ القَلعَة. فحَنَنْيَا استاهَلَ ثِقَتَهُ لِأنَّهُ «كانَ أمينًا جِدًّا ويَخافُ اللّٰهَ أكثَرَ مِن أشخاصٍ كَثيرين». (نح ٧:٢) فهُوَ كانَ يُحِبُّ يَهْوَه ويَخافُ أن يُزَعِّلَه. لِذلِكَ اجتَهَدَ لِيُتَمِّمَ مَسؤولِيَّاتِه. وإذا نمَّينا نَحنُ أيضًا صِفاتٍ كهذِه، فسَنكونُ أشخاصًا يُتَّكَلُ علَيهِم في خِدمَةِ يَهْوَه. لاحِظْ أيضًا مِثالَ تِيخِيكُس، أحَدِ رُفَقاءِ الرَّسولِ بُولُس. فبُولُس وثِقَ بهِ ووَصَفَهُ بِأنَّهُ ‹خادِمٌ أمين›. (أف ٦:٢١، ٢٢) فقدِ اتَّكَلَ علَيهِ كَي يوصِلَ رِسالَتَيهِ إلى الإخوَةِ في أفَسُس وكُولُوسِي، وكَي يُشَجِّعَهُم ويُعَزِّيَهُم. وتِيخِيكُس يُذَكِّرُنا بِالإخوَةِ الأُمَناءِ والمَوثوقِ بهِمِ الَّذينَ يهتَمُّونَ بِحاجاتِنا الرُّوحِيَّة اليَوم. — كو ٤:٧-٩. ب٢٢/٩ ص ٩-١٠ ف ٥-٦.
السبت ٣٠ آذار (مارس)
المَحَبَّةُ تَغفِرُ خَطايا كَثيرَة. — ١ بط ٤:٨.
واجَهَ يُوسُف صُعوباتٍ كَبيرَة لِمُدَّةِ ١٣ سَنَةً تَقريبًا. مع ذلِك، لم يشُكَّ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّه، ولم يُفَكِّرْ أنَّهُ تخَلَّى عنهُ في وَقتِ الحاجَة. فيُوسُف لم يُصبِحْ حاقِدًا، بل كانَ واعِيًا وظلَّ هادِئًا. كما أنَّه لم ينتَقِمْ مِن إخوَتِهِ عِندَما أتَتهُ الفُرصَة، بل سامَحَهُم وأظهَرَ لهُمُ المَحَبَّة. (تك ٤٥:٤، ٥) فماذا ساعَدَ يُوسُف؟ كانَ يُفَكِّرُ بِمَوضوعِيَّة. فبَدَلَ أن يُرَكِّزَ على مَشاكِلِه، ركَّزَ على مَشيئَةِ يَهْوَه. (تك ٥٠:١٩-٢١) فكَيفَ تتَمَثَّلُ به؟ حينَ يُعامِلُكَ الآخَرونَ بِطَريقَةٍ سَيِّئَة، لا تحقِدْ على يَهْوَه أو تُفَكِّرْ أنَّهُ تخَلَّى عنك. بل لاحِظْ كَيفَ يُساعِدُكَ لِتتَحَمَّلَ المُشكِلَة. وسامِحِ الآخَرينَ بِدافِعِ المَحَبَّة. ب٢٢/١١ ص ٢١ ف ٤.
الأحد ٣١ آذار (مارس)
كُلُّ المَمالِكِ ستَخدُمُهُم وتُطيعُهُم. — دا ٧:٢٧.
رأى النَّبِيُّ دَانْيَال رُؤًى تُظهِرُ أنَّ سُلطَةَ يَهْوَه أعلى مِن كُلِّ السُّلُطاتِ الأُخرى. فقدْ رأى أربَعَةَ حَيَواناتٍ ضَخمَة تُمَثِّلُ دُوَلًا عالَمِيَّة في الماضي والحاضِر: (١) بَابِل، (٢) مَادِي وفَارِس، (٣) اليُونَان، و (٤) رُومَا الَّتي أتَت مِنها الدَّولَةُ العالَمِيَّة الحالِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة. (دا ٧:١-٣، ١٧) ثُمَّ رأى دَانْيَال يَهْوَه جالِسًا على عَرشِهِ في السَّماء. (دا ٧:٩، ١٠) ويَهْوَه سيَأخُذُ السُّلطَةَ مِنَ الحُكَّامِ البَشَرِ ويُعطيها لِحُكَّامٍ آخَرينَ يستَحِقُّونَها، حُكَّامٍ مُؤَهَّلينَ أكثَر. ومَن هُم هؤُلاءِ الحُكَّام؟ ‹واحِدٌ يُشبِهُ ابْنَ إنسانٍ›، أي يَسُوع المَسِيح، و ‹قِدِّيسو اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء›، أيِ ال ٠٠٠,١٤٤ الَّذينَ سيَحكُمونَ «إلى الأبَد». (دا ٧:١٣، ١٤، ١٨) مِنَ الواضِحِ إذًا أنَّ يَهْوَه هوَ «العالي على كُلِّ شَيء». وهذا الإجراءُ ينسَجِمُ مع ما ذكَرَهُ دَانْيَال سابِقًا. فقدْ قالَ إنَّ «إلهَ السَّماءِ . . . يُزيلُ مُلوكًا ويُعَيِّنُ مُلوكًا». — دا ٢:١٩-٢١. ب٢٢/١٠ ص ١٤-١٥ ف ٩-١١.