اَلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ كَخُدَّامٍ لِلّٰهِ
«كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ». — اف ٥:١.
١، ٢ (أ) مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
«لَا تُوجَدُ عُطْلَةٌ أَوِ ٱسْتِرَاحَةٌ مِنْ مُمَارَسَةِ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ. فَٱلتَّهْذِيبُ نَافِعٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ». هذَا مَا كَتَبَتْهُ ٱلْمُؤَلِّفَةُ سو فوكس عَنْ آدَابِ ٱلسُّلُوكِ. فَعِنْدَمَا يَكُونُ مِنْ عَادَةِ ٱلشَّخْصِ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِلِيَاقَةٍ، تَخِفُّ ٱلْمَشَاكِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْآخَرِينَ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْأَدْنَى وَتَخْتَفِي فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ. وَٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ، فَمُعَامَلَةُ ٱلنَّاسِ بِفَظَاظَةٍ تُؤَدِّي إِلَى ٱلنِّزَاعِ وَٱلِٱسْتِيَاءِ وَٱلْغَمِّ.
٢ يَتَحَلَّى ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عُمُومًا بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ. رَغْمَ ذلِكَ، يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَحْتَرِسَ لِئَلَّا نَتَأَثَّرَ بِقِلَّةِ ٱلْأَدَبِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. فَلْنَرَ كَيْفَ يُمْكِنُ لِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي مَسْأَلَةِ ٱللِّيَاقَةِ وَٱلتَّهْذِيبِ أَنْ يَحْمِيَنَا عَلَى هذَا ٱلصَّعِيدِ وَيَجْذِبَ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي مِثَالِ يَهْوَه ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ، وَهُوَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ عَلَى فَهْمِ مَا يَعْنِيهِ ٱلِٱتِّصَافُ بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ.
يَهْوَه وَٱبْنُهُ مِثَالُ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ
٣ أَيُّ مِثَالٍ فِي ٱللِّيَاقَةِ يَرْسُمُهُ يَهْوَه ٱللّٰهُ؟
٣ يَرْسُمُ يَهْوَه ٱللّٰهُ ٱلْمِثَالَ ٱلْكَامِلَ فِي ٱللِّيَاقَةِ. فَرَغْمَ رِفْعَةِ مَرْكَزِهِ بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ، يُعَامِلُ ٱلْبَشَرَ بِلُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ كَبِيرَيْنِ. فَعِنْدَمَا خَاطَبَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى كِلَيْهِمَا، ٱسْتَعْمَلَ فِي ٱللُّغَةِ ٱلْأَصْلِيَّةِ لَفْظَةً عِبْرَانِيَّةً تُحَوِّلُ ٱلصِّيغَةَ مِنَ ٱلْأَمْرِ إِلَى ٱلطَّلَبِ بِرِفْقٍ. (تك ١٣:١٤؛ خر ٤:٦) كَمَا أَنَّ يَهْوَه «رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلْحَقِّ» عِنْدَمَا يَرْتَكِبُ خُدَّامُهُ ٱلْأَخْطَاءَ. (مز ٨٦:١٥) فَشَتَّانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَعْضِ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يَنْفَجِرُونَ غَضَبًا حِينَ يُخَيِّبُ ٱلْآخَرُونَ آمَالَهُمْ.
٤ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَهْوَه حِينَ يُخَاطِبُنَا ٱلْآخَرُونَ؟
٤ يُمْكِنُنَا تَعَلُّمُ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ أَيْضًا مِنْ طَرِيقَةِ إِصْغَاءِ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلْبَشَرِ. فَعِنْدَمَا سَأَلَهُ إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَهْلِ سَدُومَ، أَجَابَهُ بِصَبْرٍ عَنْ أَسْئِلَتِهِ كُلِّهَا. (تك ١٨:٢٣-٣٢) فَلَمْ يَعْتَبِرْ مَخَاوِفَ إِبْرَاهِيمَ مَضْيَعَةً لِوَقْتِهِ. وَيَهْوَه أَيْضًا يُصْغِي إِلَى صَلَوَاتِ خُدَّامِهِ وَيَسْمَعُ صُرَاخَ ٱلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ. (اِقْرَأْ مزمور ٥١:١١، ١٧.) أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِيَهْوَه بِٱلْإِصْغَاءِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ حِينَ يُخَاطِبُونَنَا؟
٥ كَيْفَ تَتَحَسَّنُ عَلَاقَاتُنَا بِٱلْآخَرِينَ حِينَ نَتَحَلَّى بِٱللِّيَاقَةِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ؟
٥ كَانَتِ ٱللِّيَاقَةُ إِحْدَى ٱلصِّفَاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي تَعَلَّمَهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مِنْ أَبِيهِ. فَأَظْهَرَ ٱلصَّبْرَ وَٱللُّطْفَ دَائِمًا، رَغْمَ أَنَّ خِدْمَتَهُ ٱسْتَهْلَكَتْ وَقْتَهُ وَطَاقَتَهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ. وَقَدْ وَجَدَ عِنْدَهُ ٱلْبُرْصُ وَٱلْعُمْيُ ٱلْمُتَسَوِّلُونَ وَغَيْرُهُمْ مِنَ ٱلْمُحْتَاجِينَ ٱلْعَوْنَ عَلَى ٱلدَّوَامِ. فَلَمْ يَتَجَاهَلْهُمْ رَغْمَ مَجِيئِهِمْ إِلَيْهِ دُونَ مَوْعِدٍ. وَغَالِبًا مَا قَطَعَ يَسُوعُ مَا كَانَ يَفْعَلُهُ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْبَائِسِينَ. كَمَا رَاعَى جِدًّا مَشَاعِرَ ٱلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ. (مر ٥:٣٠-٣٤؛ لو ١٨:٣٥-٤١) وَيُمْكِنُنَا كَمَسِيحِيِّينَ ٱلتَّمَثُّلُ بِهِ بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱللُّطْفِ وَمَدِّ يَدِ ٱلْمُسَاعَدَةِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ. وَهذَا ٱلسُّلُوكُ لَا بُدَّ أَنْ يُلَاحِظَهُ أَقْرِبَاؤُنَا وَجِيرَانُنَا وَغَيْرُهُمْ. كَمَا أَنَّهُ يُمَجِّدُ يَهْوَه وَيَجْلُبُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ.
٦ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي ٱلدِّفْءِ وَٱلْمَوَدَّةِ؟
٦ اِحْتَرَمَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ أَيْضًا بِمُخَاطَبَتِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ. وَهَلْ أَكْرَمَ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْيَهُودُ ٱلْآخَرِينَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ؟ كَلَّا، بَلِ ٱعْتَبَرُوا مَنْ لَا يَعْرِفُ ٱلشَّرِيعَةَ ‹مَلْعُونًا›. (يو ٧:٤٩) أَمَّا ٱبْنُ ٱللّٰهِ فَلَمْ يَكُنْ مِثْلَهُمْ. فَقَدْ سَمِعَتْهُ مَرْثَا وَمَرْيَمُ وَزَكَّا وَكَثِيرُونَ غَيْرُهُمْ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ. (لو ١٠:٤١، ٤٢؛ ١٩:٥) طَبْعًا، قَدْ تُمْلِي عَلَيْنَا ٱلْأَعْرَافُ وَٱلظُّرُوفُ طَرِيقَةً أُخْرَى لِمُخَاطَبَةِ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ، لكِنَّنَا كَخُدَّامٍ لِيَهْوَه نَسْعَى رَغْمَ ذلِكَ إِلَى ٱلِٱتِّصَافِ بِٱلدِّفْءِ وَٱلْمَوَدَّةِ عِنْدَ مُخَاطَبَتِهِمْ.a كَمَا أَنَّنَا لَا نَسْمَحُ لِلتَّمْيِيزِ ٱلطَّبَقِيِّ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنَ ٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْوَاجِبِ لِإِخْوَانِنَا وَغَيْرِهِمْ. — اِقْرَأْ يعقوب ٢:١-٤.
٧ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ بِلِيَاقَةٍ مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ أَيْنَمَا كُنَّا نَعِيشُ؟
٧ إِنَّ طَرِيقَةَ ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ فِي مُعَامَلَةِ ٱلنَّاسِ كَافَّةً، مِنْ كُلِّ ٱلشُّعُوبِ وَٱلْعُرُوقِ، بِلِيَاقَةٍ وَذَوْقٍ تَمْنَحُهُمُ ٱلْكَرَامَةَ وَتَجْذِبُ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ إِلَى ٱلْحَقِّ. طَبْعًا، تَتَفَاوَتُ آدَابُ ٱلسُّلُوكِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ. لِذلِكَ لَا نَتْبَعُ قَوَاعِدَ صَارِمَةً فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ، بَلْ نَتَّصِفُ بِٱلْمُرُونَةِ فِي كَيْفِيَّةِ إِكْرَامِ رُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ أَيْنَمَا كُنَّا نَعِيشُ، ضِمْنَ إِطَارِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلكِنْ، كَيْفَ تُنْتِجُ مُعَامَلَةُ ٱلنَّاسِ بِأَدَبٍ ثَمَرًا جَيِّدًا فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
إِلْقَاءُ ٱلتَّحِيَّةِ وَٱلتَّحَدُّثُ إِلَى ٱلنَّاسِ
٨، ٩ (أ) أَيُّ عَادَةٍ قَدْ تُعْتَبَرُ دَلَالَةً عَلَى قِلَّةِ ٱلْأَدَبِ؟ (ب) لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٥:٤٧ تُؤَثِّرُ فِي مُعَامَلَتِنَا لِلْآخَرِينَ؟
٨ إِنَّ عَجَلَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمَحْمُومَةِ فِي ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْيَوْمَ تَجْعَلُ ٱلنَّاسَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ يَمُرُّونَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ دُونَ كَلِمَةِ «مَرْحَبًا» أَوْ «كَيْفَ حَالُكَ؟». طَبْعًا، لَيْسَ مُتَوَقَّعًا أَنْ نُحَيِّيَ جَمِيعَ ٱلْمَارَّةِ عَلَى رَصِيفٍ مُكْتَظٍّ. وَلكِنْ هُنَاكَ حَالَاتٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَكُونُ فِيهَا ٱلتَّحِيَّةُ لَائِقَةً وَمُسْتَحَبَّةً. فَهَلْ مِنْ عَادَتِكَ إِلْقَاءُ ٱلتَّحِيَّةِ عَلَى ٱلنَّاسِ؟ أَمْ إِنَّكَ غَالِبًا مَا تَمُرُّ بِهِمْ دُونَ أَيِّ ٱبْتِسَامَةٍ أَوْ كَلِمَةٍ حُلْوَةٍ؟ فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يُنَمِّيَ ٱلْمَرْءُ، دُونَ أَيِّ نِيَّةٍ سَيِّئَةٍ، عَادَةً تَنِمُّ فِي ٱلْحَقِيقَةِ عَنْ قِلَّةِ أَدَبٍ.
٩ وَلَدَيْنَا مِنْ هذَا ٱلْقَبِيلِ مُذَكِّرٌ فِي كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «إِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ شَيْءٍ يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ تَفْعَلُونَ؟ أَلَيْسَ ٱلْأُمَمِيُّونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟». (مت ٥:٤٧) وَفِي هذَا ٱلْمَجَالِ، كَتَبَ ٱلْمُسْتَشَارُ دونالد وايس: «يَكْرَهُ ٱلنَّاسُ أَنْ يَتَجَاهَلَهُمُ ٱلْآخَرُونَ أَوْ لَا يُلَاحِظُوا وُجُودَهُمْ. فَمَا مِنْ حُجَّةٍ إِطْلَاقًا تُبَرِّرُ بِهَا لِشَخْصٍ تَجَاهُلَكَ لَهُ. فَٱلْمَطْلُوبُ سَهْلٌ وَبَسِيطٌ: أَلْقِ ٱلتَّحِيَّةَ. تَحَدَّثْ إِلَى ٱلنَّاسِ». وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَحْصُدُ نَتَائِجَ جَيِّدَةً إِذَا لَمْ نَسْمَحْ لِلْبُرُودَةِ وَٱلْجَفَاءِ بِإِقَامَةِ جَلِيدٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْآخَرِينَ.
١٠ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْآدَابُ ٱلْحَسَنَةُ عَلَى ٱلْإِثْمَارِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ: «اِبْدَإِ ٱلْحَدِيثَ بِٱبْتِسَامَةٍ دَافِئَةٍ».)
١٠ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَعِيشُ زَوْجَانِ مَسِيحِيَّانِ ٱسْمُهُمَا توم وَكارول فِي إِحْدَى مُدُنِ أَميركا ٱلشَّمَالِيَّةِ ٱلْكُبْرَى. وَهُمَا يَجْعَلَانِ ٱلْحَدِيثَ ٱلْمُمْتِعَ مَعَ جِيرَانِهِمَا فِي ٱلْمَنْطِقَةِ جُزْءًا مِنْ خِدْمَتِهِمَا. كَيْفَ؟ يَقُولُ توم مُشِيرًا إِلَى يَعْقُوبَ ٣:١٨: «نَسْعَى أَنْ نَكُونَ وُدِّيِّينَ وَمُسَالِمِينَ. فَنَقْتَرِبُ بِٱبْتِسَامَةٍ مِنَ ٱلَّذِينَ نَرَاهُمْ خَارِجَ مَنَازِلِهِمْ أَوِ ٱلْعُمَّالِ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي ٱلْمَنْطِقَةِ، وَنُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ نَبْدَأُ بِٱلْحَدِيثِ عَنْ أَمْرٍ يَخُصُّهُمْ: أَوْلَادِهِمْ، كِلَابِهِمْ، مَنَازِلِهِمْ، أَشْغَالِهِمْ، وَمَا شَابَهَ ذلِكَ. وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، نَكْسِبُ صَدَاقَتَهُمْ». وَتُضِيفُ كارول: «عِنْدَمَا نَلْتَقِي بِهِمْ ثَانِيَةً، نُخْبِرُهُمْ بِٱسْمَيْنَا وَنَسْأَلُهُمْ عَنْ أَسْمَائِهِمْ. كَمَا نُطْلِعُهُمْ عَمَّا نَفْعَلُهُ فِي ٱلْمَنْطِقَةِ، وَلكِنْ بِإِيجَازٍ. وَفِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ، تَسْنَحُ لَنَا فُرْصَةُ ٱلشَّهَادَةِ لَهُمْ». وَقَدْ كَسَبَ توم وَكارول ثِقَةَ ٱلْأَهَالِي. فَأَصْبَحَ عَدَدٌ لَا بَأْسَ بِهِ مِنْهُمْ يَقْبَلُونَ مَطْبُوعَاتِنَا، كَمَا أَبْدَى ٱلْبَعْضُ مَزِيدًا مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْحَقِّ.
اَلتَّحَلِّي بِٱللِّيَاقَةِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَسِيرَةِ
١١، ١٢ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّعَ سُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ، وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَاوَبَ؟
١١ نُعَامَلُ أَحْيَانًا مُعَامَلَةً فَظَّةً أَثْنَاءَ كِرَازَتِنَا بِٱلْبِشَارَةِ. وَهذَا أَمْرٌ مُتَوَقَّعٌ، لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ سَبَقَ فَحَذَّرَ تَلَامِيذَهُ: «إِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ أَيْضًا». (يو ١٥:٢٠) لكِنَّ ٱلرَّدَّ عَلَى ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْمُهِينَةِ بِمِثْلِهَا لَا يُؤَدِّي إِلَى عَوَاقِبَ حَمِيدَةٍ. فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَاوَبَ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «قَدِّسُوا ٱلْمَسِيحَ رَبًّا فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِلدِّفَاعِ أَمَامَ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِيكُمْ، وَلٰكِنِ ٱفْعَلُوا ذٰلِكَ بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ». (١ بط ٣:١٥) فَمُحَافَظَتُنَا عَلَى ٱللِّيَاقَةِ، بِٱلرَّدِّ بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ، قَدْ تُلَيِّنُ مَوْقِفَ ٱلَّذِينَ يُهِينُونَنَا. — تي ٢:٧، ٨.
١٢ وَهَلْ يُمْكِنُنَا إِعْدَادُ أَنْفُسِنَا لِمُوَاجَهَةِ ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةِ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِي ٱللّٰهَ؟ نَعَمْ. نَصَحَ بُولُسُ: «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ، لِكَيْ تَعْرِفُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ وَاحِدٍ». (كو ٤:٦) فَإِذَا كَانَ مِنْ عَادَتِنَا أَنْ نَتَصَرَّفَ بِلِيَاقَةٍ ضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ، فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، فِي مَكَانِ ٱلْعَمَلِ، فِي ٱلْجَمَاعَةِ، أَوْ فِي ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي نَسْكُنُ فِيهِ، نَكُونُ أَكَثْرَ ٱسْتِعْدَادًا لِمُوَاجَهَةِ ٱلْهُزْءِ وَٱلْإِهَانَاتِ كَمَا يَلِيقُ بِشَعْبِ يَهْوَه. — اِقْرَأْ روما ١٢:١٧-٢١.
١٣ أَعْطُوا مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ ٱللِّيَاقَةَ يُمْكِنُ أَنْ تُلَيِّنَ مَوْقِفَ ٱلْمُقَاوِمِينَ.
١٣ إِنَّ ٱلتَّحَلِّيَ بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَسِيرَةِ لَهُ نَتَائِجُ جَيِّدَةٌ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَعَرَّضَ شَاهِدٌ فِي ٱلْيَابَانِ لِلِٱسْتِهْزَاءِ مِنْ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَضَيْفِهِ كِلَيْهِمَا. فَٱنْصَرَفَ ٱلْأَخُ بِتَهْذِيبٍ وَتَابَعَ ٱلْكِرَازَةَ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ. فَلَاحَظَ أَنَّ ٱلضَّيْفَ يُتَابِعُ تَحَرُّكَاتِهِ عَنْ كَثَبٍ. وَعِنْدَمَا ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِ ٱلْأَخُ، قَالَ لَهُ ٱلرَّجُلُ: «أَعْتَذِرُ عَمَّا حَدَثَ. فَمَعَ أَنَّنَا قُلْنَا لَكَ كَلَامًا فَظًّا، لَمْ تُفَارِقِ ٱلِٱبْتِسَامَةُ شَفَتَيْكَ. كَيْفَ يَسَعُنِي أَنْ أَكُونَ مِثْلَكَ؟». فَكَانَ هذَا ٱلرَّجُلُ قَدْ قَطَعَ ٱلْأَمَلَ مِنْ إِمْكَانِيَّةِ ٱلشُّعُورِ بِٱلسَّعَادَةِ بَعْدَ خَسَارَةِ وَظِيفَتِهِ، وَوَفَاةِ أُمِّهِ مُنْذُ أَمَدٍ قَرِيبٍ. فَعَرَضَ عَلَيْهِ ٱلشَّاهِدُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَوَافَقَ، وَسُرْعَانَ مَا أَصْبَحَ ٱلدَّرْسُ يُعْقَدُ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ.
أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِتَعْزِيزِ آدَابِ ٱلسُّلُوكِ
١٤، ١٥ كَيْفَ رَبَّى خُدَّامُ يَهْوَه أَوْلَادَهُمْ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٤ حَرِصَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْأَتْقِيَاءُ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ آدَابَ ٱلسُّلُوكِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ فِي ٱلْبَيْتِ. لَاحِظْ، مَثَلًا، ٱلْأُسْلُوبَ ٱلْمُهَذَّبَ ٱلَّذِي تَخَاطَبَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ٢٢:٧. كَمَا أَنَّ أَثَرَ ٱلتَّرْبِيَةِ ٱلصَّالِحَةِ يُرَى فِي قِصَّةِ يُوسُفَ. فَقَدْ كَانَ مُهَذَّبًا حَتَّى مَعَ رُفَقَائِهِ فِي ٱلسِّجْنِ، فَخَاطَبَهُمْ مُسْتَعْمِلًا لَفْظَةً عِبْرَانِيَّةً تُحَوِّلُ ٱلصِّيغَةَ مِنَ ٱلْأَمْرِ إِلَى ٱلطَّلَبِ بِرِفْقٍ. (تك ٤٠:٨، ١٤) وَيُظْهِرُ كَلَامُهُ مَعَ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ تَعَلَّمَ ٱلْأُسْلُوبَ ٱللَّائِقَ لِمُخَاطَبَةِ أَصْحَابِ ٱلْمَنَاصِبِ ٱلْعُلْيَا. — تك ٤١:١٦، ٣٣، ٣٤.
١٥ وَفِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُعَطَاةِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، شَمَلَتِ ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرُ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلتَّالِيَةَ: «أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ». (خر ٢٠:١٢) وَكَانَ ٱلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ فِي ٱلْبَيْتِ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُكْرِمُ بِهَا ٱلْأَوْلَادُ وَالِدِيهِمْ. وَقَدْ أَعْرَبَتِ ٱبْنَةُ يَفْتَاحَ عَنِ ٱحْتِرَامٍ بَارِزٍ لِأَبِيهَا بِإِذْعَانِهَا لِنَذْرِهِ فِي وَضْعٍ بَالِغِ ٱلصُّعُوبَةِ. — قض ١١:٣٥-٤٠.
١٦-١٨ (أ) مَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى تَعْلِيمِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْآدَابَ ٱلْحَسَنَةَ؟ (ب) مَا هِيَ بَعْضُ فَوَائِدِ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ تَرْبِيَةً حَسَنَةً؟
١٦ لَا نُغَالِي مَهْمَا شَدَّدْنَا عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلتَّرْبِيَةِ ٱلْحَسَنَةِ. فَلَنْ يَنْجَحَ أَوْلَادُنَا فِي حَيَاتِهِمْ كَرَاشِدِينَ مَا لَمْ يَتَعَلَّمُوا فِي صِغَرِهِمْ آدَابَ تَحِيَّةِ ٱلزَّائِرِينَ، ٱلرَّدِّ عَلَى ٱلْهَاتِفِ، وَتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. فَيَجِبُ إِفْهَامُهُمْ لِمَ يَنْبَغِي إِمْسَاكُ ٱلْبَابِ لِيَدْخُلَ شَخْصٌ آخَرُ، وَلِمَ يَجِبُ إِظْهَارُ ٱللُّطْفِ لِلْمُسِنِّينَ وَٱلْمَرْضَى وَعَرْضُ ٱلْمُسَاعَدَةِ عَلَى مَنْ يَحْمِلُ حِمْلًا ثَقِيلًا. وَيَلْزَمُ أَنْ يُدْرِكُوا أَهَمِّيَّةَ ٱسْتِعْمَالِ تَعَابِيرِ ٱلْمُجَامَلَةِ ٱلصَّادِقَةِ، مِثْلِ: «مِنْ فَضْلِكَ»، «شُكْرًا»، «تَفَضَّلْ!»، وَ «أَنَا آسِفٌ».
١٧ لَيْسَتْ تَرْبِيَةُ ٱلْأَوْلَادِ عَلَى مَحَاسِنِ ٱلْأَخْلَاقِ بِٱلْأَمْرِ ٱلْعَسِيرِ. وَخَيْرُ سَبِيلٍ إِلَى ذلِكَ هُوَ رَسْمُ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ. يَتَذَكَّرُ كيرت، ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، كَيْفَ تَعَلَّمَ ٱلتَّهْذِيبَ هُوَ وَإِخْوَتُهُ ٱلثَّلَاثَةُ: «كُنَّا نَرَى وَنَسْمَعُ أَبَوَيْنَا يَتَحَادَثَانِ بِلُطْفٍ وَيُعَامِلَانِ غَيْرَهُمَا بِمُرَاعَاةٍ وَصَبْرٍ. وَفِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، كَانَ أَبِي يَأْخُذُنِي مَعَهُ لِمُحَادَثَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا قَبْلَ ٱلِٱجْتِمَاعِ وَبَعْدَهُ. كُنْتُ أَسْمَعُ تَحِيَّاتِهِ وَأَرَى ٱحْتِرَامَهُ لَهُمْ». وَيُتَابِعُ كيرت: «بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، تَشَرَّبْتُ أَخْلَاقَهُ. فَمُعَامَلَةُ ٱلنَّاسِ بِتَهْذِيبٍ أَمْرٌ عَفْوِيٌّ يَصْدُرُ عَنِ ٱلْمَرْءِ بِدَافِعٍ ذَاتِيٍّ، لَا بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ».
١٨ وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِذَا عَلَّمَ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمُ ٱلْآدَابَ ٱلْحَسَنَةَ؟ سَيَسْهُلُ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ كَسْبُ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَمُسَالَمَةُ ٱلْآخَرِينَ. وَسَيَكُونُونَ أَيْضًا مُجَهَّزِينَ لِلتَّعَاوُنِ مَعَ أَرْبَابِ وَزُمَلَاءِ عَمَلِهِمْ. كَمَا أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ ٱلْمُهَذَّبِينَ وَٱلْمُسْتَقِيمِينَ يُدْخِلُونَ ٱلْبَهْجَةَ وَٱلِٱكْتِفَاءَ إِلَى قَلْبِ وَالِدِيهِمْ. — اِقْرَأْ امثال ٢٣:٢٤، ٢٥.
اَلْآدَابُ ٱلْحَسَنَةُ تُمَيِّزُنَا عَنِ ٱلْعَالَمِ
١٩، ٢٠ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ ٱقْتِدَاءً بِٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ؟
١٩ كَتَبَ بُولُسُ: «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ». (اف ٥:١) وَيَشْمُلُ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَهْوَه ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ تَطْبِيقَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، كَٱلْمَبَادِئِ ٱلْوَارِدَةِ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ. وَعِنْدَئِذٍ، لَا نُجَامِلُ بِرِيَاءٍ طَمَعًا بِمَنْفَعَةٍ مَادِّيَّةٍ أَوْ تَمَلُّقًا لِشَخْصٍ أَعْلَى مِنَّا مَرْكَزًا. — يه ١٦.
٢٠ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ، فِي آخِرِ أَيَّامِ حُكْمِهِ ٱلشِّرِّيرِ، عَاقِدٌ ٱلْعَزْمَ عَلَى مَحْوِ مَقَايِيسِ ٱلسُّلُوكِ ٱلْحَسَنِ ٱلَّتِي أَقَرَّهَا يَهْوَه. لكِنَّهُ سَيَفْشَلُ فِي طَمْسِ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ. فَلْيُصَمِّمْ كُلٌّ مِنَّا عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ ٱقْتِدَاءً بِٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ لِنَكُونَ مُخْتَلِفِينَ دَائِمًا قَوْلًا وَعَمَلًا عَنِ ٱلنَّاسِ ٱلْعَدِيمِي ٱلْأَخْلَاقِ. وَبِفِعْلِنَا ذلِكَ، نُسَبِّحُ ٱسْمَ يَهْوَه ٱللّٰهِ، مِثَالِنَا ٱلْكَامِلِ فِي ٱللِّيَاقَةِ، وَنَجْذِبُ ٱلْمُخْلِصِينَ إِلَى عِبَادَتِهِ ٱلْحَقَّةِ.
[الحاشية]
a فِي بَعْضِ ٱلْحَضَارَاتِ، مِنْ قِلَّةِ ٱلْأَدَبِ مُخَاطَبَةُ شَخْصٍ أَكْبَرَ سِنًّا بِٱسْمِهِ، مَا لَمْ يَأْذَنْ هُوَ بِذلِكَ. وَيَحْسُنُ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ مُرَاعَاةُ عَادَاتٍ كَهذِهِ.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يَهْوَه وَٱبْنِهِ عَنِ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ؟
• لِمَاذَا تَنْعَكِسُ عَلَيْنَا إِيجَابًا تَحِيَّةُ ٱلْآخَرِينَ بِمَوَدَّةٍ؟
• كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱللِّيَاقَةُ عَلَى ٱلْإِثْمَارِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
• مَا دَوْرُ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمِ ٱلْآدَابَ ٱلْحَسَنَةَ؟
[الاطار في الصفحة ٢٧]
اِبْدَإِ ٱلْحَدِيثَ بِٱبْتِسَامَةٍ دَافِئَةٍ
يَتَرَدَّدُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ فِي ٱلْبَدْءِ بِحَدِيثٍ مَعَ شَخْصٍ لَا يَعْرِفُونَهُ. لكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لِلّٰهِ وَٱلْقَرِيبِ تَدْفَعُ شُهُودَ يَهْوَه إِلَى بَذْلِ جُهْدٍ حَثِيثٍ لِتَعَلُّمِ فَنِّ ٱلْمُحَادَثَةِ بُغْيَةَ إِخْبَارِ ٱلنَّاسِ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَمَاذَا يُسَاعِدُكَ عَلَى ٱلتَّحَسُّنِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟
ثَمَّةَ مَبْدَأٌ قَيِّمٌ مَذْكُورٌ فِي فِيلِبِّي ٢:٤: ‹لَا تَنْظُرْ بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى أُمُورِكَ ٱلْخَاصَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى تِلْكَ ٱلَّتِي لِلْآخَرِينَ›. فَكِّرْ فِي هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَلَى ٱلنَّحْوِ ٱلتَّالِي: إِذَا كُنْتَ لَمْ تَلْتَقِ شَخْصًا قَطُّ، فَأَنْتَ غَرِيبٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. فَيُمْكِنُكَ أَنْ تُهَدِّئَ رَوْعَهُ بِٱبْتِسَامَةٍ دَافِئَةٍ وَتَحِيَّةٍ وُدِّيَّةٍ. وَلكِنْ، ثَمَّةَ عَامِلٌ آخَرُ يَنْبَغِي أَنْ تَأْخُذَهُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ.
فَعِنْدَمَا تُحَاوِلُ ٱلْبَدْءَ بِمُحَادَثَةٍ مَعَ أَحَدِ ٱلْأَشْخَاصِ، مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَقْطَعَ عَلَيْهِ حَبْلَ تَفْكِيرِهِ. وَإِذَا حَاوَلْتَ حَمْلَهُ عَلَى مُنَاقَشَةِ مَا يَدُورُ فِي بِالِكَ، لَا مَا يَشْغَلُ بَالَهُ، فَقَدْ لَا يَتَجَاوَبُ مَعَكَ. لِذلِكَ، إِذَا ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تُمَيِّزَ مَا كَانَ يُفَكِّرُ فِيهِ، يُمْكِنُكَ ٱلْبَدْءُ بِٱلْحَدِيثِ مَعَهُ عَلَى هذَا ٱلْأَسَاسِ. هذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ عِنْدَمَا ٱلْتَقَى ٱلْمَرْأَةَ ٱلسَّامِرِيَّةَ عِنْدَ ٱلْبِئْرِ. (يو ٤:٧-٢٦) فَقَدْ كَانَتْ تُفَكِّرُ فِي ٱسْتِقَاءِ ٱلْمَاءِ. فَٱسْتَغَلَّ يَسُوعُ ذلِكَ لِلْبَدْءِ بِٱلْمُحَادَثَةِ مَعَهَا، وَمَا لَبِثَ أَنْ حَوَّلَ ٱلْحَدِيثَ إِلَى مُنَاقَشَةٍ رُوحِيَّةٍ مُثِيرَةٍ.
[الصورتان في الصفحة ٢٦]
إِنَّ كَوْنَنَا وُدِّيِّينَ مَعَ ٱلنَّاسِ يُتِيحُ لَنَا فُرْصَةَ ٱلشَّهَادَةِ لَهُمْ
[الصورة في الصفحة ٢٨]
مِنَ ٱللَّائِقِ ٱلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ فِي كُلِّ حِينٍ