«عَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ»
«اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ». — ام ٣:٥.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ ظُرُوفٍ قَدْ نُوَاجِهُهَا؟ (ب) عَلَى مَنْ يَجِبُ أَنْ نَعْتَمِدَ حِينَ تُلِمُّ بِنَا ٱلشَّدَائِدُ، نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ هَامَّةً، أَوْ نُقَاوِمُ ٱلتَّجَارِبَ، وَلِمَاذَا؟
لَيْلَىa مُوَظَّفَةٌ فِي شَرِكَةٍ قَلَّصَتْ أَعْمَالَهَا وَسَرَّحَتْ عَدَدًا مِنْ مُوَظَّفِيهَا. وَهِيَ تَشْعُرُ أَنَّ دَوْرَهَا قَدْ حَانَ. وَلكِنْ مَاذَا تَفْعَلُ إِنْ خَسِرَتْ عَمَلَهَا؟ كَيْفَ تَدْفَعُ ٱلْفَوَاتِيرَ ٱلْمُتَرَتِّبَةَ عَلَيْهَا؟ پَامِيلَا أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ تَرْغَبُ فِي ٱلْخِدْمَةِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى مُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَلكِنْ هَلْ قَرَارُهَا بِٱلِٱنْتِقَالِ صَائِبٌ؟ دَانِي شَابٌّ يُوَاجِهُ مُشْكِلَةً مِنْ نَوْعٍ آخَرَ. فَقَدْ شَاهَدَ ٱلْفَنَّ ٱلْإِبَاحِيَّ فِي صِغَرِهِ. وَهَا هُوَ ٱلْآنَ فِي عِشْرِينَاتِهِ يَتَعَرَّضُ لِإِغْرَاءٍ قَوِيٍّ بِمُمَارَسَةِ تِلْكَ ٱلْعَادَةِ مُجَدَّدًا. فَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَكْبَحَ مَيْلَهُ هذَا؟
٢ عَلَى مَنْ تَعْتَمِدُ حِينَ تُلِمُّ بِكَ ٱلشَّدَائِدُ، تَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ هَامَّةً، أَوْ تُقَاوِمُ ٱلتَّجَارِبَ؟ هَلْ تَتَّكِلُ فَقَطْ عَلَى نَفْسِكَ أَمْ ‹تُلْقِي عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ›؟ (مز ٥٥:٢٢) يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «عَيْنَا يَهْوَهَ نَحْوَ ٱلْأَبْرَارِ، وَأُذُنَاهُ إِلَى ٱسْتِغَاثَتِهِمْ». (مز ٣٤:١٥) فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَلَا نَعْتَمِدَ عَلَى فَهْمِنَا! — ام ٣:٥.
٣ (أ) مَاذَا يَعْنِي ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَهَ؟ (ب) لِمَ يَمِيلُ ٱلْبَعْضُ إِلَى ٱلِٱعْتِمَادِ عَلَى فَهْمِهِمْ؟
٣ يَعْنِي ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ فِعْلَ ٱلْأُمُورِ عَلَى طَرِيقَتِهِ، حَسَبَ مَشِيئَتِهِ. وَهذَا يَقْتَضِي حَتْمًا أَنْ نُصَلِّيَ إِلَيْهِ بِٱسْتِمْرَارٍ طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ. لكِنَّ كَثِيرِينَ يَشُقُّ عَلَيْهِمِ ٱلِٱعْتِمَادُ كُلِّيًّا عَلَى يَهْوَهَ. تَعْتَرِفُ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ ٱسْمُهَا لِين: «وَاجَهْتُ صِرَاعًا دَائِمًا كَيْ أَتَعَلَّمَ ٱلِٱتِّكَالَ تَمَامًا عَلَى يَهْوَهَ. فَمَا مِنْ عَلَاقَةٍ تَجْمَعُنِي بِأَبِي، وَأُمِّي لَمْ تَمْنَحْنِي أَيَّةَ عِنَايَةٍ عَاطِفِيَّةٍ أَوْ جَسَدِيَّةٍ. لِذَا ٱعْتَدْتُ مُنْذُ صِغَرِي أَنْ أَهْتَمَّ بِنَفْسِي». إِنَّ خَلْفِيَّةَ لِين صَعَّبَتْ عَلَيْهَا أَنْ تَعْتَبِرَ أَحَدًا مُتَّكَلَهَا. أَمَّا آخَرُونَ فَيَعْتَمِدُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِسَبَبِ نَجَاحَاتِهِمْ وَمَقْدِرَاتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. مَثَلًا، قَدْ يَسْتَنِدُ شَيْخٌ إِلَى خِبْرَتِهِ فَيَرُوحُ يُسَوِّي شُؤُونَ ٱلْجَمَاعَةِ دُونَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى ٱللّٰهِ أَوَّلًا.
٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ لكِنَّ يَهْوَهَ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَسْعَى بِإِخْلَاصٍ لِلْعَمَلِ بِمُوجِبِ صَلَوَاتِنَا وَبِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَتِهِ. فَكَيْفَ نُوَازِنُ بَيْنَ إِلْقَاءِ هُمُومِنَا عَلَيْهِ وَبَيْنَ بَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِحَلِّ مَشَاكِلِنَا ٱلْعَوِيصَةِ؟ مِمَّ يَنْبَغِي أَنْ نَحْذَرَ حِينَ نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ؟ وَمَا أَهَمِّيَّةُ ٱلصَّلَاةِ عِنْدَ مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي أَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
حِينَ تُلِمُّ بِنَا ٱلشَّدَائِدُ
٥، ٦ كَيْفَ تَصَرَّفَ حَزَقِيَّا حِينَ هَدَّدَهُ مَلِكُ أَشُّورَ؟
٥ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا «ٱلْتَصَقَ بِيَهْوَهَ وَلَمْ يَحِدْ عَنِ ٱتِّبَاعِهِ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا يَهْوَهُ مُوسَى». نَعَمْ، «وَثِقَ [حَزَقِيَّا] بِيَهْوَهَ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ». (٢ مل ١٨:٥، ٦) فَكَيْفَ تَصَرَّفَ حِينَ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ ٱلْأَشُّورِيُّ سَنْحَارِيبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مَنْدُوبِينَ عَنْهُ، بِمَنْ فِيهِمْ رَبْشَاقَى، وَمَعَهُمْ جَيْشٌ عَظِيمٌ؟ فَهذَا ٱلْجَيْشُ ٱلْأَشُّورِيُّ ٱلْقَوِيُّ سَبَقَ أَنِ ٱسْتَوْلَى عَلَى عَدَدٍ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْمُحَصَّنَةِ، وَهَا هُوَ سَنْحَارِيبُ ٱلْآنَ قَدْ وَضَعَ أُورُشَلِيمَ نُصْبَ عَيْنَيْهِ. فَمَا كَانَ مِنْ حَزَقِيَّا إِلَّا أَنْ قَصَدَ بَيْتَ يَهْوَهَ وَرَاحَ يُصَلِّي: «يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا، خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، لِتَعْرِفَ مَمَالِكُ ٱلْأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ، يَا يَهْوَهُ، ٱللّٰهُ وَحْدَكَ». — ٢ مل ١٩:١٤-١٩.
٦ وَقَدْ عَمِلَ حَزَقِيَّا بِمُقْتَضَى صَلَاتِهِ. فَقَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَ، أَمَرَ ٱلشَّعْبَ أَلَّا يَرُدُّوا عَلَى تَعْيِيرَاتِ رَبْشَاقَى. كَمَا أَرْسَلَ وَفْدًا إِلَى إِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ مُلْتَمِسًا مِنْهُ ٱلْمَشُورَةَ. (٢ مل ١٨:٣٦؛ ١٩:١، ٢) فِعْلًا، ٱتَّخَذَ حَزَقِيَّا ٱلْخُطُوَاتِ ٱلصَّائِبَةَ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. فَهُوَ لَمْ يُفَتِّشْ عَنْ حَلٍّ يُخَالِفُ مَشِيئَةَ إِلهِهِ كَطَلَبِ ٱلدَّعْمِ مِنْ مِصْرَ أَوِ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُجَاوِرَةِ. وَهكَذَا ٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ عِوَضَ أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى فَهْمِهِ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ بَعْدَمَا ضَرَبَ مَلَاكُ يَهْوَهَ ٠٠٠,١٨٥ جُنْدِيٍّ مِنْ رِجَالِ سَنْحَارِيبَ، «ٱرْتَحَلَ» هذَا ٱلْمَلِكُ ٱلْأَشُّورِيُّ عَائِدًا إِلَى نِينَوَى. — ٢ مل ١٩:٣٥، ٣٦.
٧ كَيْفَ تُطَمْئِنُنَا صَلَوَاتُ حَنَّةَ وَيُونَانَ؟
٧ حَنَّةُ أَيْضًا زَوْجَةُ ٱللَّاوِيِّ أَلْقَانَةَ ٱعْتَمَدَتْ عَلَى يَهْوَهَ حِينَ لَوَّعَ ٱلْحُزْنُ قَلْبَهَا لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ قَادِرَةً عَلَى ٱلْإِنْجَابِ. (١ صم ١:٩-١١، ١٨) وَكَذلِكَ ٱلنَّبِيُّ يُونَانُ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُنْقِذَهُ مِنْ جَوْفِ سَمَكَةٍ عَظِيمَةٍ قَائِلًا: «مِنْ شِدَّتِي صَرَخْتُ إِلَى يَهْوَهَ، فَٱسْتَجَابَ لِي. وَمِنْ جَوْفِ شِيُولَ ٱسْتَغَثْتُ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي». (يون ٢:١، ٢، ١٠) فَكَمْ نَطْمَئِنُّ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ فِي وُسْعِنَا ٱلصُّرَاخَ إِلَى يَهْوَهَ ‹مُلْتَمِسِينَ رِضَاهُ› مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا أَلِيمَةً! — اِقْرَأْ مزمور ٥٥:١، ١٦.
٨، ٩ بِمَ ٱهْتَمَّ حَزَقِيَّا وَحَنَّةُ وَيُونَانُ كَمَا تُظْهِرُ صَلَوَاتُهُمْ، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُمْ؟
٨ تُعَلِّمُنَا أَمْثِلَةُ حَزَقِيَّا وَحَنَّةَ وَيُونَانَ دَرْسًا مُهِمًّا آخَرَ عَمَّا يَحْسُنُ بِنَا تَذَكُّرُهُ حِينَ نُصَلِّي خِلَالَ ٱلْمِحَنِ. فَمَعَ أَنَّ ثَلَاثَتَهُمْ قَاسَوْا ضِيقًا شَدِيدًا سَبَّبَ لَهُمُ ٱلْأَلَمَ، تُظْهِرُ صَلَوَاتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُرَكِّزُوا فَقَطْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنْ هَمِّهِمْ. بَلْ أَوْلَوُا ٱلْأَهَمِّيَّةَ ٱلْكُبْرَى لِٱسْمِ ٱللّٰهِ وَعِبَادَتِهِ وَفِعْلِ مَشِيئَتِهِ. فَحَزَقِيَّا ٱنْزَعَجَ كَثِيرًا مِنَ ٱلتَّعْيِيرِ ٱلَّذِي كَانَ يَلْحَقُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ. وَحَنَّةُ وَعَدَتْ أَنْ تُقَدِّمَ ٱلِٱبْنَ ٱلَّذِي تَحَرَّقَتْ إِلَى إِنْجَابِهِ كَيْ يَخْدُمَ فِي ٱلْمَسْكَنِ فِي شِيلُوهَ. وَيُونَانُ قَالَ: «مَا نَذَرْتُهُ أُوفِي بِهِ». — يون ٢:٩.
٩ وَعَلَيْهِ، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتَفَحَّصَ دَوَافِعَنَا عِنْدَمَا نُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُفَرِّجَ كَرْبَنَا. فَهَلْ هَمُّنَا ٱلْأَوْحَدُ هُوَ ٱلْخُرُوجُ مِنْ ضَائِقَتِنَا، أَمْ إِنَّنَا نُبْقِي يَهْوَهَ وَقَصْدَهُ فِي بَالِنَا؟ فَفِي خِضَمِّ ٱلْأَلَمِ وَٱلْحُزْنِ، قَدْ نُصْبِحُ مَأْخُوذِينَ بِمُشْكِلَتِنَا بِحَيْثُ نَضَعُ ٱلْمَسَائِلَ ٱلرُّوحِيَّةَ فِي مَرْتَبَةٍ ثَانِيَةٍ. لِذلِكَ حِينَ نُصَلِّي إِلَى ٱللّٰهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ، لِنُبْقِ عُقُولَنَا مُرَكَّزَةً عَلَى يَهْوَهَ، تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ، وَتَبْرِئَةِ سُلْطَانِهِ. وَهكَذَا نُحَافِظُ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ حَتَّى لَوْ لَمْ يَتَحَقَّقْ مَا نَرْجُوهُ. فَأَحْيَانًا يَسْتَجِيبُ ٱللّٰهُ صَلَوَاتِنَا إِذْ يَمُدُّنَا بِٱلْقُوَّةِ لِٱحْتِمَالِ مُصَابِنَا. — اِقْرَأْ اشعيا ٤٠:٢٩؛ فيلبي ٤:١٣.
حِينَ نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ
١٠، ١١ مَاذَا فَعَلَ يَهُوشَافَاطُ عِنْدَمَا وَاجَهَ قَرَارًا صَعْبًا؟
١٠ كَيْفَ تَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةً فِي ٱلْحَيَاةِ؟ هَلْ تَحْسِمُ ٱلْأَمْرَ أَوَّلًا وَمِنْ ثُمَّ تُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُبَارِكَ قَرَارَكَ؟ تَأَمَّلْ مَاذَا فَعَلَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا حِينَ ٱجْتَمَعَتْ قُوَّاتُ ٱلْمُوآبِيِّينَ وَٱلْعَمُّونِيِّينَ ٱلْمُتَحَالِفَةُ لِتَشُنَّ عَلَيْهِ حَرْبًا فِيمَا ٱلْأُمَّةُ عَاجِزَةٌ عَنِ ٱلتَّصَدِّي لَهُمْ.
١١ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ «خَافَ . . . وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ يَهْوَهَ». فَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا وَجَمَعَ ٱلشَّعْبَ «لِيَسْأَلُوا يَهْوَهَ». ثُمَّ وَقَفَ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَرَفَعَ صَلَاةً إِلَى ٱللّٰهِ جَاءَ فِيهَا: «يَا إِلٰهَنَا، أَلَا تُنَفِّذُ فِيهِمْ حُكْمَكَ؟ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هٰذَا ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ ٱلْآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَاذَا نَفْعَلُ، وَإِنَّمَا عُيُونُنَا إِلَيْكَ». وَقَدْ أَصْغَى ٱلْإِلهُ ٱلْحَقُّ إِلَى تَوَسُّلَاتِ يَهُوشَافَاطَ وَأَنْقَذَ ٱلْأُمَّةَ عَجَائِبِيًّا. (٢ اخ ٢٠:٣-١٢، ١٧) إِذًا، عِنْدَمَا نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةً، وَلَا سِيَّمَا إِنْ كَانَتْ تُؤَثِّرُ فِي رُوحِيَّاتِنَا، أَوَلَيْسَ حَرِيًّا بِنَا أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ لَا عَلَى فَهْمِنَا؟
١٢، ١٣ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ لَنَا ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
١٢ وَمَاذَا لَوْ وَاجَهْنَا مَشَاكِلَ قَدْ نَسْتَسْهِلُ حَلَّهَا رُبَّمَا ٱعْتِمَادًا عَلَى خِبْرَتِنَا ٱلسَّابِقَةِ؟ ثَمَّةَ رِوَايَةٌ عَنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ تَمْنَحُنَا مَشُورَةً سَدِيدَةً فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ. فَلَمَّا أَغَارَ ٱلْعَمَالِيقِيِّونَ عَلَى مَدِينَةِ صِقْلَغَ، أَسَرُوا زَوْجَتَيْ دَاوُدَ وَأَوْلَادَهُ وَكَذلِكَ زَوْجَاتِ رِجَالِهِ وَأَوْلَادَهُمْ. فَسَأَلَ يَهْوَهَ قَائِلًا: «هَلْ أُطَارِدُ فِرْقَةَ ٱلْغُزَاةِ هٰذِهِ؟». أَجَابَهُ يَهْوَهُ: «طَارِدْ، فَإِنَّكَ سَتُدْرِكُ وَتُنْقِذُ». فَأَطَاعَ دَاوُدُ قَوْلَهُ وَ «أَنْقَذَ . . . كُلَّ مَا أَخَذَهُ ٱلْعَمَالِيقِيُّونَ». — ١ صم ٣٠:٧-٩، ١٨-٢٠.
١٣ وَبَعْدَ مُرُورِ فَتْرَةٍ عَلَى هُجُومِ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ، صَعِدَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ. فَٱسْتَشَارَ دَاوُدُ يَهْوَهَ مُجَدَّدًا وَتَلَقَّى مِنْهُ جَوَابًا وَاضِحًا: «اِصْعَدْ، فَإِنِّي أَدْفَعُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ إِلَى يَدِكَ». (٢ صم ٥:١٨، ١٩) وَبُعَيْدَ ذلِكَ، عَادَ ٱلشَّعْبُ نَفْسُهُ لِمُحَارَبَةِ دَاوُدَ. فَمَاذَا فَعَلَ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ؟ هَلْ قَالَ فِي نَفْسِهِ: ‹وَاجَهْتُ هذِهِ ٱلْحَالَةَ مَرَّتَيْنِ. فَلْأُحَارِبْ أَعْدَاءَ ٱللّٰهِ كَمَا فَعَلْتُ سَابِقًا›؟ أَمْ إِنَّهُ ٱلْتَمَسَ تَوْجِيهَ يَهْوَهَ؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، لَمْ يَتَّكِلْ دَاوُدُ عَلَى خِبْرَتِهِ ٱلسَّابِقَةِ، بَلِ ٱلْتَفَتَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ كَسَابِقِ عَهْدِهِ. وَكَمْ سُرَّ لِأَنَّهُ سَأَلَ يَهْوَهَ! فَقَدْ نَالَ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ إِرْشَادَاتٍ مُخْتَلِفَةً. (٢ صم ٥:٢٢، ٢٣) نَحْنُ أَيْضًا، يَلْزَمُ أَنْ نَحْذَرَ مِنَ ٱلِٱتِّكَالِ فَقَطْ عَلَى خِبْرَتِنَا ٱلسَّابِقَةِ إِذَا مَا ٱعْتَرَضَتْ سَبِيلَنَا مَصَاعِبُ عَهِدْنَاهَا مِنْ قَبْلُ. — اِقْرَأْ ارميا ١٠:٢٣.
١٤ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلرِّوَايَةِ عَنْ يَشُوعَ وَٱلْجِبْعُونِيِّينَ؟
١٤ وَبِمَا أَنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ، بِمَنْ فِينَا ٱلشُّيُوخُ ذَوُو ٱلْخِبْرَةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَحْتَرِسَ لِئَلَّا نَنْسَى طَلَبَ إِرْشَادِ يَهْوَهَ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ. تَأَمَّلْ فِي مَا فَعَلَهُ يَشُوعُ خَلَفُ مُوسَى وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ لَمَّا أَتَاهُمُ ٱلْجِبْعُونِيُّونَ بِدَهَاءٍ وَقَدْ تَنَكَّرُوا مُتَظَاهِرِينَ بِقُدُومِهِمْ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ. فَدُونَ أَنْ يَسْأَلُوا يَهْوَهَ، صَنَعُوا سَلَامًا مَعَ ٱلْجِبْعُونِيِّينَ وَقَطَعُوا مَعَهُمْ عَهْدًا. وَمَعَ أَنَّ يَهْوَهَ أَيَّدَ هذَا ٱلِٱتِّفَاقَ، فَقَدْ حَرِصَ أَنْ يُضَمِّنَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةَ كَيْ نَتَّعِظَ بِهَا. — يش ٩:٣-٦، ١٤، ١٥.
حِينَ نُجَاهِدُ لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ
١٥ أَوْضِحُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلصَّلَاةِ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ.
١٥ إِنَّ «شَرِيعَةَ ٱلْخَطِيَّةِ» كَائِنَةٌ فِي أَعْضَائِنَا، لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نُحَارِبَ مُيُولَنَا ٱلْخَاطِئَةَ بِكُلِّ مَا أُوتِينَا مِنْ قُوَّةٍ. (رو ٧:٢١-٢٥) وَفِي وُسْعِنَا رِبْحُ هذِهِ ٱلْحَرْبِ. كَيْفَ؟ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ تَلْعَبُ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ. (اِقْرَأْ لوقا ٢٢:٤٠.) وَإِنْ لَمْ تُفَارِقْنَا ٱلْأَفْكَارُ وَٱلرَّغَبَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ بَعْدَ ٱلصَّلَاةِ إِلَى ٱللّٰهِ، يَجِبُ أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى طَلَبِ ٱلْحِكْمَةِ مِنْهُ› كَيْ نَتَخَطَّى ٱلتَّجْرِبَةَ. وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ «يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِكَرَمٍ وَلَا يُعَيِّرُ». (يع ١:٥) وَكَتَبَ يَعْقُوبُ أَيْضًا: «أَمَرِيضٌ [رُوحِيًّا] أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ ٱلْجَمَاعَةِ، وَلْيُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ، وَيَدْهُنُوهُ بِزَيْتٍ بِٱسْمِ يَهْوَهَ. وَصَلَاةُ ٱلْإِيمَانِ تَشْفِي ٱلْمُتَوَعِّكَ». — يع ٥:١٤، ١٥.
١٦، ١٧ مَتَى هُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْأَمْثَلُ لِلصَّلَاةِ عِنْدَ مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ؟
١٦ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلصَّلَاةَ ضَرُورِيَّةٌ لِمُحَارَبَةِ ٱلتَّجَارِبِ، وَلكِنْ يَنْبَغِي أَنْ نَعِيَ أَهَمِّيَّةَ تَقْدِيمِهَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. إِلَيْكَ حَالَةَ فَتًى يَرِدُ ذِكْرُهُ فِي ٱلْأَمْثَال ٧:٦-٢٣. فَفِي إِحْدَى ٱلْأُمْسِيَاتِ عِنْدَ ٱلشَّفَقِ، عَبَرَ فِي شَارِعٍ حَيْثُ تَقْطُنُ ٱمْرَأَةٌ فَاسِقَةٌ. وَبَعْدَمَا أَضَلَّتْهُ بِمَقْدِرَتِهَا عَلَى ٱلْإِقْنَاعِ وَأَغْوَتْهُ بِتَمَلُّقِ شَفَتَيْهَا، ذَهَبَ وَرَاءَهَا كَثَوْرٍ يَمْضِي إِلَى ٱلذَّبْحِ. فَلِمَ قَصَدَ ٱلْفَتَى هذَا ٱلشَّارِعَ أَصْلًا؟ بِمَا أَنَّهُ «نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ»، أَيْ قَلِيلُ ٱلْخِبْرَةِ، فَأَغْلَبُ ٱلظَّنِّ أَنَّهُ كَانَ يَتَصَارَعُ مَعَ رَغَبَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ. (ام ٧:٧) وَمَتَى كَانَتِ ٱلصَّلَاةُ سَتَعُودُ عَلَيْهِ بِٱلْفَائِدَةِ ٱلْقُصْوَى؟ لَا شَكَّ أَنَّ تَضَرُّعَهُ إِلَى ٱللّٰهِ فِي أَيِّ وَقْتٍ خِلَالَ ٱلتَّجْرِبَةِ كَانَ سَيُسَاعِدُهُ عَلَى رَفْضِ ٱلْإِغْرَاءِ. لكِنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلْأَمْثَلَ لِلصَّلَاةِ فِي حَالَتِهِ كَانَ حِينَمَا لَمَعَتْ فِي رَأْسِهِ فِكْرَةُ ٱلْعُبُورِ فِي ذلِكَ ٱلشَّارِعِ.
١٧ وَٱلْيَوْمَ، قَدْ يَسْعَى ٱلْمَرْءُ جَاهِدًا كَيْ يَتَفَادَى مُشَاهَدَةَ ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ. وَلكِنْ لِنَفْرِضْ أَنَّهُ يَنْوِي زِيَارَةَ مَوَاقِعَ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت يَعْرِفُ أَنَّهَا تَتَضَمَّنُ صُوَرًا وَأَفْلَامًا مُثِيرَةً جِنْسِيًّا. أَفَلَا يَكُونُ بِذلِكَ سَائِرًا عَلَى خُطَى ٱلْفَتَى ٱلْمُشَارِ إِلَيْهِ فِي ٱلْأَمْثَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ٧؟ وَمَا أَخْطَرَ ٱلسَّيْرَ فِي هذَا ٱلطَّرِيقِ! فَإِذَا شَعَرَ ٱلْمَرْءُ بِرَغْبَةٍ فِي مُشَاهَدَةِ ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَوَقَّفَ وَيُصَلِّيَ قَبْلَ دُخُولِ تِلْكَ ٱلْمَوَاقِعِ.
١٨، ١٩ (أ) لِمَ مِنَ ٱلصَّعْبِ مُقَاوَمَةُ ٱلتَّجَارِبِ، وَكَيْفَ نُوَاجِهُ هذَا ٱلتَّحَدِّيَ؟ (ب) مَا هُوَ تَصْمِيمُكُمْ؟
١٨ لَيْسَ سَهْلًا أَلْبَتَّةَ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلتَّجَارِبَ أَوْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْعَادَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ كَتَبَ: «اَلْجَسَدُ ضِدُّ ٱلرُّوحِ فِي مَا يَشْتَهِي، وَٱلرُّوحُ ضِدُّ ٱلْجَسَدِ». لِذَا ‹لَا نَفْعَلُ مَا نُرِيدُ أَنْ نَفْعَلَ›. (غل ٥:١٧) وَلِمُوَاجَهَةِ هذَا ٱلتَّحَدِّي، يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ بِحَرَارَةٍ حَالَمَا تُدَاعِبُ خَيَالَنَا ٱلْأَفْكَارُ وَٱلرَّغَبَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ، ثُمَّ نَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِنَا. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلَّا مَا هُوَ مَعْهُودٌ عِنْدَ ٱلنَّاسِ». وَبِمَعُونَةِ يَهْوَهَ، نَبْقَى أُمَنَاءَ فِي عَيْنَيْهِ. — ١ كو ١٠:١٣.
١٩ لِذَا سَوَاءٌ كُنَّا نَمُرُّ بِظَرْفٍ عَصِيبٍ، نَتَّخِذُ قَرَارًا هَامًّا، أَوْ نَسْعَى إِلَى مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ، فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ وَهَبَنَا عَطِيَّةً رَائِعَةً، أَلَا وَهِيَ تَدْبِيرُ ٱلصَّلَاةِ ٱلثَّمِينُ. فَبِصَلَاتِنَا إِلَيْهِ نُبَرْهِنُ أَنَّهُ مُعْتَمَدُنَا. وَيَجِبُ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى طَلَبِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يَهْدِي خُطُوَاتِنَا وَيَمُدُّنَا بِٱلْقُوَّةِ. (لو ١١:٩-١٣) إِذًا، لِنَتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ وَلَا نَعْتَمِدْ عَلَى فَهْمِنَا.
[الحاشية]
a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلْأَسْمَاءِ.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ حَزَقِيَّا وَحَنَّةَ وَيُونَانَ عَنِ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ؟
• كَيْفَ يُؤَكِّدُ مِثَالَا دَاوُدَ وَيَشُوعَ أَهَمِّيَّةَ تَوَخِّي ٱلْحَذَرِ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
• مَتَى هُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْأَمْثَلُ لِلصَّلَاةِ بِشَأْنِ ٱلتَّجَارِبِ؟
[الصورة في الصفحة ٩]
مَتَى تَعُودُ عَلَيْكَ ٱلصَّلَاةُ بِٱلْفَائِدَةِ ٱلْقُصْوَى عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ؟