حَصِّنْ زَوَاجَكَ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ
«إِنْ لَمْ يَحْفَظْ يَهْوَهُ ٱلْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ ٱلْحَارِسُ». — مز ١٢٧:١ب.
١، ٢ (أ) كَيْفَ ضَيَّعَ ٠٠٠,٢٤ إِسْرَائِيلِيٍّ بَرَكَاتٍ رَائِعَةً مِنْ يَدِهِمْ؟ (ب) لِمَ تَهُمُّنَا هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْيَوْمَ؟
قُبَيْلَ دُخُولِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، ٱرْتَكَبَ عَشَرَاتُ آلَافِ ٱلرِّجَالِ ‹ٱلْفِسْقَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ›، مَا أَدَّى إِلَى هَلَاكِ ٠٠٠,٢٤ عَلَى يَدِ يَهْوَهَ. فَيَا لَهَا مِنْ نَتِيجَةٍ مُؤْسِفَةٍ! لَقَدْ كَانَتْ تَفْصِلُهُمْ شَعْرَةٌ عَنْ نَيْلِ مِيرَاثِهِمِ ٱلَّذِي ٱنْتَظَرُوهُ طَوِيلًا. إِلَّا أَنَّهُمْ ضَيَّعُوا كُلَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرَّائِعَةِ مِنْ يَدِهِمْ بِٱسْتِسْلَامِهِمْ لِهٰذَا ٱلْإِغْرَاءِ. — عد ٢٥:١-٥، ٩.
٢ لَقَدْ كُتِبَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْمَأْسَاوِيَّةُ «تَحْذِيرًا لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ». (١ كو ١٠:٦-١١) فَنَحْنُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ نَعِيشُ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْخِتَامِيِّ مِنَ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» وَنَقِفُ عَلَى عَتَبَةِ عَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ. (٢ تي ٣:١؛ ٢ بط ٣:١٣) وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُحْزِنِ أَنَّ بَعْضَ عُبَّادِ يَهْوَهَ لَا يَلْتَزِمُونَ جَانِبَ ٱلْحَذَرِ، فَيَقَعُونَ فِي شَرَكِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ وَيَحْصُدُونَ عَوَاقِبَهُ ٱلْمُرَّةَ. كَمَا أَنَّهُمْ يُعَرِّضُونَ أَنْفُسَهُمْ لِخَسَارَةِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
٣ لِمَ يَحْتَاجُ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ إِلَى تَوْجِيهِ يَهْوَهَ وَحِمَايَتِهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ بِمَا أَنَّ ٱلْهَوَسَ بِٱلْجِنْسِ وَبَأٌ مُتَفَشٍّ فِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ، يَحْتَاجُ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ إِلَى تَوْجِيهِ يَهْوَهَ وَحِمَايَتِهِ كَيْ يَحْفَظُوا زَوَاجَهُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْخَطَرِ. (اقرإ المزمور ١٢٧:١.) لِذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ يُمْكِنُ تَحْصِينُ ٱلزَّوَاجِ مِنْ خِلَالِ صَوْنِ ٱلْقَلْبِ، ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَهَ، لُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ، ٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ، وَتَأْدِيَةِ ٱلْوَاجِبِ ٱلزَّوْجِيِّ.
صَوْنُ ٱلْقَلْبِ
٤ كَيْفَ يَقَعُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْخَطِيَّةِ؟
٤ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَنْجَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى سُلُوكٍ فَاسِدٍ أَخْلَاقِيًّا؟ غَالِبًا مَا تَكُونُ ٱلْعَيْنُ هِيَ ٱلشَّرَارَةَ ٱلْأُولَى. ذَكَرَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ». (مت ٥:٢٧، ٢٨؛ ٢ بط ٢:١٤) فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ يُضْعِفُونَ دِفَاعَاتِهِمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةَ بِرُؤْيَةِ صُوَرٍ وَأَفْلَامٍ إِبَاحِيَّةٍ، قِرَاءَةِ مُؤَلَّفَاتٍ مُثِيرَةٍ جِنْسِيًّا، أَوْ مُشَاهَدَةِ مَوَادَّ فَاحِشَةٍ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت. أَمَّا آخَرُونَ فَيَتَفَرَّجُونَ عَلَى أَفْلَامٍ وَمَسْرَحِيَّاتٍ وَبَرَامِجَ تِلِفِزْيُونِيَّةٍ فَاضِحَةٍ جِنْسِيًّا. هٰذَا وَإِنَّ ٱلْبَعْضَ يَرْتَادُونَ ٱلْمَلَاهِيَ ٱللَّيْلِيَّةَ، نَوَادِيَ ٱلتَّعَرِّي، أَوْ مَرَاكِزَ لِلتَّدْلِيكِ ٱلشَّهْوَانِيِّ.
٥ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَصُونَ قَلْبَنَا؟
٥ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يَسْتَسْلِمُ ٱلْبَعْضُ لِلْإِغْرَاءِ لِأَنَّهُمْ يَلْتَفِتُونَ إِلَى ٱلشَّخْصِ غَيْرِ ٱلْمُنَاسِبِ بَحْثًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ. فَفِي عَالَمٍ تَنْقُصُهُ ٱلرَّوَادِعُ وَيَسْتَلِذُّ بِكُلِّ أَشْكَالِ ٱلْفَسَادِ، مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا عَلَى قَلْبٍ مُخَادِعٍ يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ أَنْ يُنَمِّيَ مَشَاعِرَ رُومَنْطِيقِيَّةً تِجَاهَ شَخْصٍ غَيْرِ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ. (اقرأ ارميا ١٧:٩، ١٠.) قَالَ يَسُوعُ: «مِنَ ٱلْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ، وَقَتْلٌ، وَزِنًى، وَعَهَارَةٌ». — مت ١٥:١٩.
٦، ٧ (أ) كَيْفَ يَقُودُ ٱلْقَلْبُ ٱلْغَدَّارُ ٱلشَّخْصَ إِلَى مَسْلَكٍ خَاطِئٍ؟ (ب) مَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى تَجَنُّبِ ٱلِٱنْحِطَاطِ ٱلْأَخْلَاقِيِّ؟
٦ بِمُجَرَّدِ أَنْ تَتَأَصَّلَ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ فِي ٱلْقَلْبِ ٱلْغَدَّارِ، يَجِدُ شَخْصَانِ يَتَبَادَلَانِ ٱلْإِعْجَابَ أَنَّهُمَا يَتَحَادَثَانِ فِي مَوَاضِيعَ لَا يُحْكَى فِيهَا إِلَّا مَعَ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ. وَسُرْعَانَ مَا يَبْدَآنِ بِخَلْقِ عُذْرٍ تِلْوَ ٱلْآخَرِ لِيَكُونَا مَعًا، فَتَتَكَرَّرُ لِقَاءَاتُهُمَا ٱلَّتِي تَبْدُو فِي ٱلظَّاهِرِ بَرِيئَةً وَمِنْ دُونِ مِيعَادٍ. وَفِيمَا تَقْوَى مَشَاعِرُهُمَا، يَضْعُفُ تَصْمِيمُهُمَا عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ. فَيَتَمَادَيَانِ أَكْثَرَ فِي هٰذَا ٱلْمَسْلَكِ ٱلْأَثِيمِ، مَا يُصَعِّبُ عَلَيْهِمَا ٱلتَّوَقُّفَ مَعَ أَنَّهُمَا يَعْرِفَانِ أَنَّ عَلَاقَتَهُمَا خَاطِئَةٌ. — ام ٧:٢١، ٢٢.
٧ وَشَيْئًا فَشَيْئًا، تَتَدَاعَى تَحْصِينَاتُهُمَا ٱلرُّوحِيَّةُ حِينَ تَتَحَوَّلُ ٱلرَّغَبَاتُ وَٱلْأَحَادِيثُ غَيْرُ ٱللَّائِقَةِ إِلَى مَسْكِ ٱلْأَيْدِي، تَبَادُلِ ٱلْقُبَلِ، ٱلْمُلَامَسَةِ، ٱلْعِنَاقِ وَٱلتَّقْبِيلِ ٱلْمُثِيرَيْنِ جِنْسِيًّا، وَتَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي تَقْتَصِرُ عَلَى رُفَقَاءِ ٱلزَّوَاجِ. وَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، ‹تَجْتَذِبُهُمَا وَتُغْرِيهِمَا [أَيْ، تَصْطَادُهُمَا كَمَا لَوْ بِطُعْمٍ] شَهْوَتُهُمَا›. وَٱلشَّهْوَةُ حِينَ تَخْصَبُ «تَلِدُ خَطِيَّةً»، أَيْ زِنًى فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ. (يع ١:١٤، ١٥) فَيَا لَهَا مِنْ نَتِيجَةٍ مَأْسَاوِيَّةٍ! وَلٰكِنْ كَانَ فِي وِسْعِ ٱلطَّرَفَيْنِ أَنْ يَتَفَادَيَا كُلَّ هٰذَا ٱلِٱنْحِطَاطِ ٱلْأَخْلَاقِيِّ لَوْ سَمَحَا لِيَهْوَهَ أَنْ يُعَزِّزَ ٱحْتِرَامَهُمَا لِقُدْسِيَّةِ ٱلزَّوَاجِ. فَكَيْفَ يَفْعَلَانِ ذٰلِكَ؟
اَلِٱقْتِرَابُ إِلَى يَهْوَهَ
٨ كَيْفَ تُحَصِّنُنَا ٱلصَّدَاقَةُ مَعَ يَهْوَهَ ضِدَّ ٱلْفَسَادِ؟
٨ اقرإ المزمور ٩٧:١٠. إِنَّ ٱلصَّدَاقَةَ مَعَ يَهْوَهَ حَصَانَةٌ قَوِيَّةٌ ضِدَّ ٱلْفَسَادِ. فَعِنْدَمَا نَتَعَلَّمُ عَنْ صِفَاتِهِ ٱلَّتِي تَجْذِبُنَا إِلَيْهِ وَنَسْعَى أَنْ ‹نَقْتَدِيَ بِهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ وَنَسِيرَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ›، نَتَسَلَّحُ بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ لِنَرْفُضَ «ٱلْعَهَارَةَ وَٱلنَّجَاسَةَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ». (اف ٥:١-٤) وَحِينَ يُبْقِي رُفَقَاءُ ٱلزَّوَاجِ فِي بَالِهِمْ أَنَّ «ٱللّٰهَ سَيَدِينُ ٱلْعَاهِرِينَ وَٱلزُّنَاةَ»، يَعْمَلُونَ جَاهِدِينَ لِيُحَافِظُوا عَلَى زَوَاجِهِمْ مُكَرَّمًا وَبِلَا دَنَسٍ. — عب ١٣:٤.
٩ (أ) لِمَ نَجَحَ يُوسُفُ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلْإِغْرَاءِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يُوسُفَ؟
٩ يُضْعِفُ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ دِفَاعَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةَ بِمُعَاشَرَةِ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ بَعْدَ سَاعَاتِ ٱلدَّوَامِ. وَقَدْ يَتَعَرَّضُونَ لِلْإِغْرَاءَاتِ خِلَالَ ٱلدَّوَامِ أَيْضًا. وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ ٱلشَّابِّ ٱلْوَسِيمِ يُوسُفَ. فَبَيْنَمَا كَانَ فِي مَكَانِ عَمَلِهِ، لَاحَظَ أَنَّ زَوْجَةَ سَيِّدِهِ مَفْتُونَةٌ بِهِ. وَقَدْ حَاوَلَتْ يَوْمًا فَيَوْمًا إِغْرَاءَهُ بِمُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَهَا. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، «أَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: ‹اِضْطَجِعْ مَعِي!›». غَيْرَ أَنَّ يُوسُفَ نَجَحَ فِي ٱلْإِفْلَاتِ مِنْهَا. فَمَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى إِبْقَاءِ دِفَاعَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ حَصِينَةً فِي وَجْهِ هٰذَا ٱلْإِغْرَاءِ ٱلْقَوِيِّ؟ إِنَّ تَصْمِيمَهُ ٱلرَّاسِخَ أَلَّا يُفْسِدَ عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ صَانَ طَهَارَتَهُ وَٱسْتِقَامَتَهُ. صَحِيحٌ أَنَّهُ فَقَدَ عَمَلَهُ وَسُجِنَ ظُلْمًا بِسَبَبِ مَوْقِفِهِ ٱلثَّابِتِ هٰذَا، لٰكِنَّ يَهْوَهَ بَارَكَهُ بِسَخَاءٍ. (تك ٣٩:١-١٢؛ ٤١:٣٨-٤٣) وَيَتَعَلَّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ مِثَالِهِ أَلَّا يَتَوَاجَدُوا مَعَ غَيْرِ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ فِي أَيِّ وَضْعٍ يُغْرِي بِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ، سَوَاءٌ فِي ٱلْعَمَلِ أَوْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ.
لُبْسُ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ
١٠ كَيْفَ تَحْمِينَا ٱلشَّخْصِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ مِنَ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ؟
١٠ بِمَا أَنَّ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ «خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ»، فَهِيَ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَصَانَةِ رُفَقَاءِ ٱلزَّوَاجِ ٱلرُّوحِيَّةِ. (اف ٤:٢٤) فَٱلَّذِينَ يَلْبَسُونَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ‹يُمِيتُونَ› أَعْضَاءَهُمْ «مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلنَّجَاسَةِ، ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ، ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي، وَٱلطَّمَعِ». (اقرأ كولوسي ٣:٥، ٦.) وَتُشِيرُ كَلِمَةُ «أَمِيتُوا» أَنَّ عَلَيْنَا ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءَاتٍ حَازِمَةٍ لِمُحَارَبَةِ رَغَبَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلْخَاطِئَةِ، فَنَتَجَنَّبُ كُلَّ مَا قَدْ يُثِيرُ فِينَا رَغْبَةً جِنْسِيَّةً تِجَاهَ شَخْصٍ لَيْسَ رَفِيقَ زَوَاجِنَا. (اي ٣١:١) وَحِينَ نَحْيَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، نَتَعَلَّمُ أَنْ ‹نَمْقُتَ مَا هُوَ شَرٌّ، وَنَلْتَصِقَ بِمَا هُوَ صَالِحٌ›. — رو ١٢:٢، ٩.
١١ كَيْفَ تُعَزِّزُ ٱلشَّخْصِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ رِبَاطَ ٱلزَّوَاجِ؟
١١ تَعْكِسُ ٱلشَّخْصِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ «صُورَةَ ٱلَّذِي خَلَقَهَا»، يَهْوَهَ ٱللّٰهِ. (كو ٣:١٠) فَحِينَ يُحَصِّنُ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ دِفَاعَاتِهِمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةَ بِلُبْسِ «عَوَاطِفِ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفِ، وَٱتِّضَاعِ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةِ، وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ»، يَحْصُدُونَ بَرَكَاتٍ وَلَا أَرْوَعَ! (كو ٣:١٢) كَمَا أَنَّهُمْ يَنْعَمُونَ بِزَوَاجٍ أَكْثَرَ ٱنْسِجَامًا وَتَنَاغُمًا عِنْدَمَا ‹يَسُودُ فِي قُلُوبِهِمْ سَلَامُ ٱلْمَسِيحِ›. (كو ٣:١٥) وَ ‹حَنَانُهُمْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ› يَدْفَعُهُمْ بِكُلِّ سُرُورٍ أَنْ ‹يَأْخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ› وَاحِدِهِمِ ٱلْآخَرَ. — رو ١٢:١٠.
١٢ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَرَى أَنَّ لَهَا دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِنْجَاحِ ٱلزَّوَاجِ؟
١٢ حِينَ سُئِلَ أَخٌ ٱسْمُهُ سِيد عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي أَسْهَمَتْ فِي إِنْجَاحِ زَوَاجِهِ، أَجَابَ: «اَلْمَحَبَّةُ هِيَ ٱلصِّفَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي نَعْمَلُ دَوْمًا عَلَى تَنْمِيَتِهَا. وَ ٱلْوَدَاعَةُ أَيْضًا فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ». وَتُوَافِقُهُ زَوْجَتُهُ سُونِيَا ٱلرَّأْيَ وَتُضِيفُ قَائِلَةً: «اَللُّطْفُ صِفَةٌ جَوْهَرِيَّةٌ. كَمَا نُحَاوِلُ إِظْهَارَ ٱلتَّوَاضُعِ، مَعَ أَنَّنَا نَسْتَصْعِبُ ذٰلِكَ أَحْيَانًا».
اَلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ
١٣ أَيُّ عَامِلٍ يَلْعَبُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي ٱسْتِقْرَارِ ٱلزَّوَاجِ، وَلِمَاذَا؟
١٣ يَلْعَبُ ٱلْكَلَامُ ٱللَّطِيفُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي ٱسْتِقْرَارِ ٱلزَّوَاجِ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَتَحَدَّثُونَ بِٱحْتِرَامٍ وَتَهْذِيبٍ مَعَ ٱلْجَمِيعِ عَدَا رُفَقَاءِ زَوَاجِهِمْ. فَأَحْيَانًا، يَشُنُّ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ حَرْبًا كَلَامِيَّةً بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِكُلِّ «مَرَارَةٍ وَغَضَبٍ وَسُخْطٍ وَصِيَاحٍ وَكَلَامِ إِهَانَةٍ»، مَا يُؤَدِّي إِلَى تَرَاخِي عَلَاقَتِهِمِ ٱلزَّوْجِيَّةِ. (اف ٤:٣١) لِذٰلِكَ بَدَلَ زَعْزَعَتِهَا بِٱلِٱنْتِقَادِ ٱلْمُتَوَاصِلِ وَٱلسُّخْرِيَةِ ٱلْجَارِحَةِ، عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَوُّوهَا بِكَلِمَاتٍ كُلُّهَا لُطْفٌ وَحَنَانٌ وَتَعَاطُفٌ. — اف ٤:٣٢.
١٤ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ؟
١٤ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ». (جا ٣:٧) لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي أَنْ يَحْتَجِبَ رُفَقَاءُ ٱلزَّوَاجِ وَرَاءَ جِدَارٍ مِنَ ٱلصَّمْتِ يَقْطَعُ خُطُوطَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلضَّرُورِيَّةَ. تُخْبِرُ زَوْجَةٌ مِنْ أَلْمَانِيَا: «فِي حَالَةٍ كَهٰذِهِ، ٱلصَّمْتُ يُؤْذِي رَفِيقَكَ». وَتُضِيفُ: «صَحِيحٌ أَنَّ تَمَالُكَ ٱلنَّفْسِ صَعْبٌ حِينَ تَتَوَتَّرُ ٱلْأَجْوَاءُ، وَلٰكِنْ لَيْسَ ٱلْحَلُّ أَنْ تُنَفِّسَ عَنْ غَضَبِكَ كَيْفَمَا تَشَاءُ. فَقَدْ تَقُولُ أَوْ تَفْعَلُ شَيْئًا مُتَهَوِّرًا يَجْرَحُ رَفِيقَ زَوَاجِكَ، وَهٰكَذَا تَصُبُّ ٱلزَّيْتَ عَلَى ٱلنَّارِ». فَعَلَى ٱلْمَدَى ٱلْبَعِيدِ، لَا ٱلصِّيَاحُ وَلَا ٱلْقَطِيعَةُ يَحُلَّانِ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلزَّوْجِيَّةَ. بِٱلْأَحْرَى، يُحَصِّنُ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ عَلَاقَتَهُمْ بِعَدَمِ ٱلسَّمَاحِ لِلْخِلَافَاتِ أَنْ تُصْبِحَ وَاقِعًا يَوْمِيًّا أَوْ تَجُرَّهُمْ إِلَى مُجَادَلَاتٍ لَا تَنْتَهِي.
١٥ كَيْفَ يُوَثِّقُ ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ ٱلرِّبَاطَ ٱلزَّوْجِيَّ؟
١٥ يَتَوَثَّقُ ٱلرِّبَاطُ ٱلزَّوْجِيُّ حِينَ يُخَصِّصُ ٱلزَّوْجُ وَٱلزَّوْجَةُ ٱلْوَقْتَ لِتَبَادُلِ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلْمَشَاعِرِ. لٰكِنَّ أُسْلُوبَ ٱلْكَلَامِ لَا يَقِلُّ أَهَمِّيَّةً أَبَدًا عَنْ مَضْمُونِهِ. لِذَا حَتَّى لَوْ تَأَزَّمَ ٱلْمَوْقِفُ بَيْنَهُمَا، فَلْيَسْعَيَا إِلَى إِظْهَارِ ٱللُّطْفِ، سَوَاءٌ بِنَبْرَةِ ٱلصَّوْتِ أَوْ بِٱخْتِيَارِ ٱلْكَلِمَاتِ. وَهٰكَذَا يَسْهُلُ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْغِيَا وَاحِدُهُمَا إِلَى ٱلْآخَرِ. (اقرأ كولوسي ٤:٦.) فَٱلْمُتَزَوِّجُونَ يُقَوُّونَ عَلَاقَتَهُمْ بِٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ حِينَ يَتَلَفَّظُونَ بِكُلِّ «مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ، لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً» لِرُفَقَاءِ زَوَاجِهِمْ. — اف ٤:٢٩.
تَأْدِيَةُ ٱلْوَاجِبِ ٱلزَّوْجِيِّ
١٦، ١٧ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُرَاعِيَ كُلٌّ مِنَ ٱلزَّوْجَيْنِ حَاجَاتِ شَرِيكِهِ ٱلْعَاطِفِيَّةَ وَٱلْجِنْسِيَّةَ؟
١٦ يُوَطِّدُ رُفَقَاءُ ٱلزَّوَاجِ عَلَاقَتَهُمْ أَيْضًا بِطَلَبِ مَصْلَحَةِ شَرِيكِهِمْ وَوَضْعِ ٱهْتِمَامَاتِهِ قَبْلَ ٱهْتِمَامَاتِهِمْ. (في ٢:٣، ٤) فَيَنْبَغِي لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ أَنْ يُرَاعِيَ كُلٌّ مِنْهُمَا حَاجَاتِ شَرِيكِهِ ٱلْعَاطِفِيَّةَ وَٱلْجِنْسِيَّةَ. — اقرأ ١ كورنثوس ٧:٣، ٤.
١٧ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ، يَمْتَنِعُ ٱلْبَعْضُ عَنْ إِظْهَارِ ٱلْحُبِّ وَيَتَجَنَّبُونَ ٱلتَّعَابِيرَ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْحَمِيمَةَ. هٰذَا وَيَظُنُّ بَعْضُ ٱلرِّجَالِ أَنَّ ٱلتَّعَامُلَ مَعَ ٱلزَّوْجَةِ بِرِقَّةٍ وَحَنَانٍ يَتَنَافَى مَعَ ٱلرُّجُولَةِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ: «أَنْتُمْ، أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، بِتَفَهُّمٍ سَاكِنُوا نِسَاءَكُمْ». (١ بط ٣:٧، ترجمة الكسليك) فَيَلْزَمُ أَنْ يَفْهَمَ ٱلزَّوْجُ أَنَّ تَأْدِيَةَ ٱلْوَاجِبِ ٱلزَّوْجِيِّ تَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ. فَحِينَ يَكُونُ مُحِبًّا وَحَنُونًا فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ، يُرَجَّحُ أَنْ تَفْرَحَ زَوْجَتُهُ أَكْثَرَ بِٱلْعَلَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ بَيْنَهُمَا. وَعِنْدَمَا يُظْهِرُ ٱلرَّفِيقَانِ كِلَاهُمَا ٱلِٱعْتِبَارَ وَٱلتَّفَهُّمَ، يَسْهُلُ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا سَدُّ حَاجَاتِ ٱلْآخَرِ ٱلْعَاطِفِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ.
١٨ كَيْفَ يُقَوِّي ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ رِبَاطَ زَوَاجِهِمْ؟
١٨ صَحِيحٌ أَنْ لَا مُبَرِّرَ لِلْخِيَانَةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ، لٰكِنَّ ٱلْفَرَاغَ ٱلْعَاطِفِيَّ قَدْ يَدْفَعُ أَحَدَ ٱلشَّرِيكَيْنِ إِلَى ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْحُبِّ وَٱلْعَلَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ خَارِجَ ٱلزَّوَاجِ. (ام ٥:١٨؛ جا ٩:٩) لِذٰلِكَ يَحُثُّ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ: «لَا يَحْرِمْ أَحَدُكُمَا ٱلْآخَرَ ذٰلِكَ [ٱلْحَقَّ ٱلزَّوْجِيَّ]، إِلَّا عَلَى تَوَافُقٍ وَلِوَقْتٍ مُعَيَّنٍ». وَلِمَاذَا؟ «لِكَيْلَا يُجَرِّبَكُمَا ٱلشَّيْطَانُ لِعَدَمِ ضَبْطِ أَنْفُسِكُمَا». (١ كو ٧:٥) فَكَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ أَنْ يَسْمَحَ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَسْتَغِلَّ ‹عَدَمَ ضَبْطِ أَنْفُسِهِمْ› وَيَجُرَّهُمْ إِلَى ٱلزِّنَى! بِٱلْمُقَابِلِ، حِينَ يَطْلُبُ كُلٌّ مِنْهُمْ لَا «مَنْفَعَةَ نَفْسِهِ بَلْ مَنْفَعَةَ غَيْرِهِ» وَيُوفِي شَرِيكَهُ حَقَّهُ ٱلزَّوْجِيَّ بِدَافِعِ ٱلْحُبِّ لَا ٱلْوَاجِبِ، فَعِنْدَئِذٍ تُقَوِّي ٱلْعَلَاقَةُ ٱلْحَمِيمَةُ رِبَاطَ ٱلزَّوَاجِ. — ١ كو ١٠:٢٤.
حِمَايَةُ ٱلزَّوَاجِ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ
١٩ عَلَامَ يَجِبُ أَنْ نُصَمِّمَ، وَلِمَاذَا؟
١٩ نَحْنُ نَقِفُ عَلَى عَتَبَةِ عَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ. لِذٰلِكَ فَمُقَاوَمَةُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ هِيَ مَسْأَلَةُ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ، مِثْلَمَا ٱتَّضَحَ فِي حَالَةِ ٱلْـ ٠٠٠,٢٤ إِسْرَائِيلِيٍّ فِي سُهُولِ مُوآبَ. فَبَعْدَمَا تَصِفُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةَ ٱلْمَأْسَاوِيَّةَ ٱلشَّائِنَةَ، تُحَذِّرُ: «مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَحْتَرِزْ لِئَلَّا يَسْقُطَ». (١ كو ١٠:١٢) فَكَمْ ضَرُورِيٌّ إِذًا أَنْ يُمَتِّنَ كُلٌّ مِنَّا رِبَاطَهُ ٱلزَّوْجِيَّ بِٱلْبَقَاءِ وَلِيًّا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَوَفِيًّا لِشَرِيكِهِ! (مت ١٩:٥، ٦) فَٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، عَلَيْنَا أَنْ ‹نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنُوجَدَ أَخِيرًا عِنْدَهُ بِلَا لَطْخَةٍ وَلَا شَائِبَةٍ فِي سَلَامٍ›. — ٢ بط ٣:١٣، ١٤.