حَذَارِ مِنَ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ!
«اَلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ». — ١ كو ١٥:٣٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧٣، ١١٩
١ فِي أَيَّةِ فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ نَعِيشُ ٱلْآنَ؟
نَحْنُ نَعِيشُ فِي أَزْمِنَةٍ صَعْبَةٍ جِدًّا. فَمُنْذُ أَنْ بَدَأَتِ «ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ» عَامَ ١٩١٤، غَرِقَ ٱلْعَالَمُ فِي «أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ» لَمْ يَشْهَدِ ٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ مِثْلَهَا مِنْ قَبْلُ. (٢ تي ٣:١-٥) وَسَتَسْتَمِرُّ أَحْوَالُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ فِي ٱلتَّدَهْوُرِ، لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ أَنْبَأَ أَنَّ ‹ٱلنَّاسَ ٱلْأَشْرَارَ وَٱلدَّجَّالِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ›. — ٢ تي ٣:١٣.
٢ أَيَّةُ مِيزَةٍ تَطْغَى عَلَى تَسْلِيَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢ يُشَاهِدُ كَثِيرُونَ أَوْ يُمَارِسُونَ، بِنِيَّةِ ٱلتَّسْلِيَةِ، أُمُورًا لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ كَٱلْعُنْفِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْأَخْلَاقِيِّ وَٱلْأَرْوَاحِيَّةِ. فَغَالِبًا مَا يُوضَعُ ٱلْعُنْفُ وَٱلْفَسَادُ ٱلْأَخْلَاقِيُّ فِي قَالَبٍ جَمِيلٍ فِي ٱلْإِنْتِرْنِت وَبَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ وَٱلْأَفْلَامِ وَٱلرِّوَايَاتِ وَٱلْمَجَلَّاتِ. وَٱلتَّصَرُّفُ ٱلَّذِي ٱعْتُبِرَ يَوْمًا غَيْرَ مَقْبُولٍ يُشَرَّعُ ٱلْيَوْمَ فِي بَعْضِ ٱلْأَمَاكِنِ. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ ٱللّٰهَ يَرْضَى عَنْ سُلُوكٍ كَهٰذَا. — اقرأ روما ١:٢٨-٣٢.
٣ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْعَالَمُ إِلَى ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ وَفْقَ مَقَايِيسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟
٣ تَجَنَّبَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْمُنْحَطَّةَ وَسَلَكُوا بِحَسَبِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. فَصَارُوا عُرْضَةً لِلِٱنْتِقَادِ وَٱلِٱضْطِهَادِ بَيْنَ مُعَاصِرِيهِمْ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مُخَاطِبًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «لِأَنَّكُمْ لَا تُوَاصِلُونَ ٱلرَّكْضَ مَعَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْمَسْلَكِ إِلَى بُؤْرَةِ ٱلْخَلَاعَةِ عَيْنِهَا، يَتَحَيَّرُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ عَلَيْكُمْ بِكَلَامٍ مُهِينٍ». (١ بط ٤:٤) وَٱلْيَوْمَ، يُعْتَبَرُ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ وَفْقَ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ غَرِيبِي ٱلْأَطْوَارِ. كَمَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ «إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا». — ٢ تي ٣:١٢.
«اَلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ»
٤ بِمَ تَنْصَحُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ؟
٤ تَنْصَحُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ فِعْلَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ أَلَّا يُحِبُّوا ٱلْعَالَمَ وَمُمَارَسَاتِهِ. (اقرأ ١ يوحنا ٢:١٥، ١٦.) فَأَدْيَانُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَحُكُومَاتُهُ وَمُؤَسَّسَاتُهُ ٱلتِّجَارِيَّةُ، بِمَا فِي ذٰلِكَ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ ٱلتَّابِعَةُ لَهَا، هِيَ تَحْتَ تَأْثِيرِ «إِلٰهِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»، ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ. (٢ كو ٤:٤؛ ١ يو ٥:١٩) لِذٰلِكَ، عَلَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ أَنْ نَحْذَرَ مِنَ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ. فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا تُحَذِّرُنَا: «لَا تَضِلُّوا. اَلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ». — ١ كو ١٥:٣٣.
٥، ٦ أَيُّ أَشْخَاصٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ نُعَاشِرَهُمْ، وَلِمَاذَا؟
٥ وَلِكَيْلَا تُفْسَدَ عَادَاتُنَا ٱلنَّافِعَةُ، لَا يَنْبَغِي أَنْ نُعَاشِرَ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ أُمُورًا خَاطِئَةً. وَهٰذَا لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُعَاشَرَةِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فَقَطْ، بَلْ يَشْمُلُ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ وَلٰكِنَّهُمْ يَنْتَهِكُونَ شَرَائِعَهُ عَمْدًا. فَإِذَا كَانَ هٰؤُلَاءِ يُمَارِسُونَ أَخْطَاءً خَطِيرَةً وَلَا يَتُوبُونَ عَنْهَا، لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي مُعَاشَرَتِهِمْ. — رو ١٦:١٧، ١٨.
٦ إِنَّ مُعَاشَرَةَ ٱلَّذِينَ يَنْتَهِكُونَ شَرَائِعَ ٱللّٰهِ تُغْرِينَا بِٱلتَّمَثُّلِ بِهِمْ لِنَكُونَ مَقْبُولِينَ فِي نَظَرِهِمْ. مَثَلًا، إِذَا عَاشَرْنَا أَشْخَاصًا مُنْحَطِّينَ أَخْلَاقِيًّا، فَقَدْ نُغْرَى بِٱرْتِكَابِ ٱلْعَهَارَةِ. وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ مَسِيحِيِّينَ مُنْتَذِرِينَ، وَبَعْضُهُمْ فُصِلُوا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلتَّوْبَةِ. (١ كو ٥:١١-١٣) وَإِذَا بَقُوا عَلَى مَوْقِفِهِمْ، يُمْكِنُ أَنْ تَصِيرَ حَالَتُهُمْ كَٱلْحَالَةِ ٱلَّتِي وَصَفَهَا ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ. — اقرأ ٢ بطرس ٢:٢٠-٢٢.
٧ مَنْ يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا عُشَرَاءَنَا ٱلْأَحِمَّاءَ؟
٧ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَتَعَامَلُ بِلُطْفٍ حَتَّى مَعَ ٱلَّذِينَ لَا يَتْبَعُونَ ٱلشَّرَائِعَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ، وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَصِيرَ عُشَرَاءَهُمْ أَوْ أَصْدِقَاءَهُمُ ٱلْأَحِمَّاءَ. لِذَا، مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ يُوَاعِدَ شَاهِدٌ عَازِبٌ شَخْصًا لَا يَخْدُمُ يَهْوَهَ وَلَا يَلْتَزِمُ بِمَقَايِيسِهِ ٱلسَّامِيَةِ. فَأَنْ يُحَافِظَ ٱلْمَسِيحِيُّ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ أَهَمُّ بِأَشْوَاطٍ مِنْ أَنْ يَنَالَ ٱسْتِحْسَانَ مَنْ لَا يَعِيشُونَ بِمُقْتَضَى شَرَائِعِ ٱللّٰهِ. فَلَا يَلْزَمُ أَنْ نُنَمِّيَ صَدَاقَاتٍ حَمِيمَةً إِلَّا مَعَ ٱلَّذِينَ يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ إِلٰهِنَا. قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ يَفْعَلُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَذَاكَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي». — مر ٣:٣٥.
٨ كَيْفَ أَثَّرَتِ ٱلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ؟
٨ لَقَدْ ذَاقَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ ٱلْعَوَاقِبَ ٱلْوَخِيمَةَ لِلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ. فَقَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، حَذَّرَ يَهْوَهُ ٱلشَّعْبَ مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلسَّاكِنِينَ هُنَاكَ، قَائِلًا: «لَا تَسْجُدْ لآِلِهَتِهِمْ وَلَا تَخْدُمْهَا، وَلَا تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ، بَلْ تَنْقُضُهَا نَقْضًا وَتُحَطِّمُ أَنْصَابَهَا ٱلْمُقَدَّسَةَ تَحْطِيمًا. وَتَخْدُمُونَ يَهْوَهَ إِلٰهَكُمْ». (خر ٢٣:٢٤، ٢٥) لٰكِنَّ مُعْظَمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يُطِيعُوا إِرْشَادَاتِ ٱللّٰهِ وَكَسَرُوا ٱسْتِقَامَتَهُمْ. (مز ١٠٦:٣٥-٣٩) لِذٰلِكَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ لَاحِقًا: «هَا هُوَ بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ». (مت ٢٣:٣٨) فَقَدْ رَفَضَهُمْ يَهْوَهُ، وَحَوَّلَ بَرَكَتَهُ نَحْوَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. — اع ٢:١-٤.
اِحْذَرْ مِمَّا تَقْرَأُهُ وَتُشَاهِدُهُ
٩ لِمَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ مُؤْذِيَةً لِلْمَسِيحِيِّينَ؟
٩ تُنْتِجُ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ مَوَادَّ كَثِيرَةً يُمْكِنُ أَنْ تُؤْذِيَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ رُوحِيًّا. فَمَوَادُّ كَهٰذِهِ لَا تَهْدِفُ إِلَى بِنَاءِ إِيمَانِهِمْ بِيَهْوَهَ وَوُعُودِهِ، بَلْ تَعْكِسُ رُوحَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَهْدَافَهُ. لِذٰلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَحْتَاطَ لِئَلَّا نَخْتَارَ مَوَادَّ تُثِيرُ فِينَا «ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ». — تي ٢:١٢.
١٠ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِوَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ ٱلْمُؤْذِيَةِ؟
١٠ عَمَّا قَرِيبٍ، سَيَزُولُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ وَوَسَائِلُ إِعْلَامِهِ ٱلْمُؤْذِيَةُ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْعَالَمُ يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتُهُ، وَأَمَّا ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ». (١ يو ٢:١٧) كَذٰلِكَ، رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «إِنَّ فَاعِلِي ٱلسُّوءِ يُقْطَعُونَ، . . . أَمَّا ٱلْحُلَمَاءُ فَيَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ ٱلسَّلَامِ». وَلِكَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ؟ يُتَابِعُ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ: «اَلْأَبْرَارُ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ». — مز ٣٧:٩، ١١، ٢٩.
١١ كَيْفَ يُزَوِّدُ ٱللّٰهُ شَعْبَهُ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُغَذِّي؟
١١ بِخِلَافِ مَا يُنْتِجُهُ ٱلْعَالَمُ، تُشَجِّعُنَا ٱلْمَوَادُّ ٱلَّتِي تُصْدِرُهَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ أَنْ نَسْلُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. صَلَّى يَسُوعُ إِلَى يَهْوَهَ قَائِلًا: «هٰذَا يَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ: أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنْكَ، أَنْتَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ، وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». (يو ١٧:٣) وَيُزَوِّدُنَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ، بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ، بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُغَذِّي. فَنَحْنُ نَحْصُلُ عَلَى مَوَادَّ تُرَوِّجُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ كَٱلْمَجَلَّاتِ وَٱلْكُرَّاسَاتِ وَٱلْكُتُبِ وَأَفْلَامِ ٱلْفِيدْيُو وَصَفَحَاتِ ٱلْوَبْ. كَمَا تُرَتِّبُ هَيْئَةُ ٱللّٰهِ ٱجْتِمَاعَاتٍ مُنْتَظِمَةً فِي أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١١٠ جَمَاعَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَفِي ٱجْتِمَاعَاتِنَا وَمَحَافِلِنَا، نَتَأَمَّلُ فِي مَوَادَّ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَبْنِي ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ وَوُعُودِهِ. — عب ١٠:٢٤، ٢٥.
تَزَوَّجْ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ»
١٢ مَا مَعْنَى مَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ نَتَزَوَّجَ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ»؟
١٢ إِنَّ تَوَخِّيَ ٱلْحَذَرِ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ ٱلْعُشَرَاءِ مُهِمٌّ خُصُوصًا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلزَّوَاجَ. تُوصِينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ بِوُضُوحٍ: «لَا تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ لَا تَكَافُؤَ فِيهِ مَعَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. فَأَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟ أَوْ أَيَّةُ شِرْكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ ٱلظُّلْمَةِ؟». (٢ كو ٦:١٤) فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَنْصَحُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلزَّوَاجَ أَنْ يَتَزَوَّجُوا «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ»، أَيْ أَلَّا يَتَزَوَّجُوا سِوَى خَادِمٍ لِيَهْوَهَ مُنْتَذِرٍ وَمُعْتَمِدٍ يَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. (١ كو ٧:٣٩) وَبِتَطْبِيقِ نَصِيحَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، تَحْصُلُ عَلَى شَرِيكٍ مُنْتَذِرٍ لِيَهْوَهَ يُسَاعِدُكَ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ.
١٣ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ تَخْتَصُّ بِٱلزَّوَاجِ أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟
١٣ يَعْرِفُ يَهْوَهُ مَا هُوَ ٱلْأَفْضَلُ لِخُدَّامِهِ، وَلَطَالَمَا أَوْصَى شَعْبَهُ أَلَّا يَتَزَوَّجُوا أَشْخَاصًا لَا يُشَارِكُونَهُمْ إِيمَانَهُمْ. مَثَلًا، لَاحِظْ مَا قَالَهُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي لَمْ تَكُنْ تَعْبُدُهُ: «لَا تُصَاهِرْهُمْ. اِبْنَتَكَ لَا تُعْطِ لِٱبْنِهِ، وَٱبْنَتَهُ لَا تَأْخُذْ لِٱبْنِكَ. لِأَنَّهُ يَرُدُّ ٱبْنَكَ عَنِ ٱتِّبَاعِي، فَيَخْدُمُونَ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَيْكُمْ، وَيُفْنِيكُمْ سَرِيعًا». — تث ٧:٣، ٤.
١٤، ١٥ مَاذَا حَلَّ بِسُلَيْمَانَ لِأَنَّهُ تَجَاهَلَ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ؟
١٤ فِي بِدَايَةِ حُكْمِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، صَلَّى هٰذَا ٱلْمَلِكُ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ. فَٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَاتَهُ وَأَعْطَاهُ حِكْمَةً وَافِرَةً. فَٱشْتُهِرَ سُلَيْمَانُ بِصِفَتِهِ ٱلْمَلِكَ ٱلْحَكِيمَ عَلَى أُمَّةٍ مُزْدَهِرَةٍ. حَتَّى إِنَّ مَلِكَةَ سَبَأَ تَعَجَّبَتْ عِنْدَ زِيَارَتِهِ وَقَالَتْ: «لَمْ أُصَدِّقِ ٱلْكَلَامَ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا ٱلنِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ! قَدْ فُقْتَ حِكْمَةً وَٱزْدِهَارًا عَلَى ٱلْأَخْبَارِ ٱلَّتِي سَمِعْتُهَا». (١ مل ١٠:٧) وَلٰكِنْ، لِلْأَسَفِ، أَصْبَحَ سُلَيْمَانُ عِبْرَةً لِمَنْ يَتَجَاهَلُ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ وَيَتَزَوَّجُ بِغَيْرِ مُؤْمِنٍ. — جا ٤:١٣.
١٥ فَرَغْمَ كُلِّ مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللّٰهُ عَلَيْهِ، تَجَاهَلَ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ أَلَّا يَتَزَوَّجَ بِنِسَاءٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِهِ. فَقَدْ «أَحَبَّ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ زَوْجَاتٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ»، وَكَانَ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ وَثَلَاثُ مِئَةِ سُرِّيَّةٍ. وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟ تَقُولُ ٱلرِّوَايَةُ إِنَّ زَوْجَاتِهِ، فِي زَمَنِ شَيْخُوخَتِهِ، «أَمَلْنَ قَلْبَهُ إِلَى ٱتِّبَاعِ آلِهَةٍ أُخْرَى، . . . وَفَعَلَ سُلَيْمَانُ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ». (١ مل ١١:١-٦) وَهٰكَذَا، أَفْسَدَتْ مُعَاشَرَاتُهُ ٱلرَّدِيئَةُ حِكْمَتَهُ وَأَبْعَدَتْهُ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَيَا لَهُ مِنْ تَحْذِيرٍ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ قَدْ يُفَكِّرُونَ فِي ٱلِٱقْتِرَانِ بِشَخْصٍ لَا يُحِبُّ يَهْوَهَ!
١٦ أَيَّةُ مَشُورَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَنْطَبِقُ عَلَى خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْمُقْتَرِنِينَ بِأَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ؟
١٦ وَلٰكِنْ، مَاذَا لَوْ صَارَ أَحَدٌ عَابِدًا لِلّٰهِ وَهُوَ مُتَزَوِّجٌ بِغَيْرِ مُؤْمِنٍ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «أَنْتُنَّ أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَاتُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِأَزْوَاجِكُنَّ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْهُمْ مَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِدُونِ كَلِمَةٍ، مِنْ سُلُوكِ زَوْجَاتِهِمْ». (١ بط ٣:١) وَطَبْعًا، تَنْطَبِقُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ أَيْضًا عَلَى ٱلْأَزْوَاجِ ٱلْمُقْتَرِنِينَ بِنِسَاءٍ غَيْرِ مُؤْمِنَاتٍ. فَمَشُورَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْمَسِيحِيِّينَ وَاضِحَةٌ: كُونُوا أَزْوَاجًا أَوْ زَوْجَاتٍ صَالِحِينَ، وَعِيشُوا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلسَّامِيَةِ لِلزَّوَاجِ. وَكَمْ مِنْ أَزْوَاجٍ وَزَوْجَاتٍ قَبِلُوا ٱلْحَقَّ لِأَنَّهُمْ لَاحَظُوا ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي أَجْرَاهَا شَرِيكُهُمْ إِطَاعَةً لِمَطَالِبِ ٱللّٰهِ!
عَاشِرِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ
١٧، ١٨ لِمَ نَجَا نُوحٌ وَكَذٰلِكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ نِهَايَةِ ٱلنِّظَامِ ٱلَّذِي عَاشُوا فِيهِ؟
١٧ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةَ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ، تَنْجُمُ نَتَائِجُ حَسَنَةٌ عَنِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ نُوحٍ ٱلَّذِي عَاشَ فِي عَالَمٍ شِرِّيرٍ، وَلٰكِنَّهُ لَمْ يُعَاشِرِ ٱلنَّاسَ ٱلْمُحِيطِينَ بِهِ مُعَاشَرَةً لَصِيقَةً. فَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، «رَأَى يَهْوَهُ أَنَّ شَرَّ ٱلْإِنْسَانِ كَثِيرٌ فِي ٱلْأَرْضِ وَكُلَّ مَيْلِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ». (تك ٦:٥) لِذَا، قَرَّرَ أَنْ يَمْحُوَ ذٰلِكَ ٱلنِّظَامَ ٱلْفَاسِدَ بِوَاسِطَةِ طُوفَانٍ عَالَمِيٍّ. إِلَّا أَنَّ نُوحًا كَانَ «رَجُلًا بَارًّا، لَا عَيْبَ فِيهِ بَيْنَ مُعَاصِرِيهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللّٰهِ». — تك ٦:٧-٩.
١٨ فَنُوحٌ لَمْ يُعَاشِرْ إِطْلَاقًا أُنَاسًا لَا يُحِبُّونَ يَهْوَهَ، بَلْ بَقِيَ هُوَ وَأَفْرَادُ عَائِلَتِهِ ٱلسَّبْعَةُ مَشْغُولِينَ بِبِنَاءِ ٱلْفُلْكِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ ذَاتِهِ، كَانَ ‹كَارِزًا بِٱلْبِرِّ›. (٢ بط ٢:٥) وَقَدْ أَبْقَاهُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ وَعَمَلُهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَمُعَاشَرَتُهُ لِعَائِلَتِهِ مَشْغُولًا بِفِعْلِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَرْضَى عَنْهَا ٱللّٰهُ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، نَجَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ مِنَ ٱلطُّوفَانِ. وَبِمَا أَنَّنَا جَمِيعَنَا ٱلْيَوْمَ مُتَحَدِّرُونَ مِنْهُمْ، يَجِبُ أَنْ نَكُونَ شَاكِرِينَ لَهُمْ لِأَنَّهُمْ أَطَاعُوا يَهْوَهَ وَتَجَنَّبُوا ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةَ. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، بَقِيَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوْلِيَاءُ وَٱلطَّائِعُونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ. فَنَجَوْا مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ وَٱلنِّظَامِ ٱلْيَهُودِيِّ سَنَةَ ٧٠ بم. — لو ٢١:٢٠-٢٢.
١٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَحْظَى بِرِضَى ٱللّٰهِ؟
١٩ كَعُبَّادٍ لِيَهْوَهَ، عَلَيْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِنُوحٍ وَعَائِلَتِهِ وَبِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلطَّائِعِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُنْفَصِلِينَ عَنْ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هٰذَا وَنَخْتَارَ عُشَرَاءَنَا مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ يُعَدُّونَ بِٱلْمَلَايِينِ. فَٱلِٱلْتِصَاقُ بِٱلَّذِينَ تُرْشِدُهُمُ ٱلْحِكْمَةُ ٱلْإِلٰهِيَّةُ يُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَثْبُتَ فِي ٱلْإِيمَانِ› فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْحَرِجَةِ. (١ كو ١٦:١٣؛ ام ١٣:٢٠) وَفَكِّرْ فِي ٱلرَّجَاءِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُنَا. فَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَنْجُوَ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ وَنَعِيشَ فِي عَالَمِ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدِ إِذَا أَخَذْنَا حَذَرَنَا مِنَ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ ٱلْيَوْمَ.