هَلْ ضَمِيرُكَ مُرْشِدٌ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ؟
«هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ إِنَّمَا غَايَتُهَا ٱلْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ وَضَمِيرٍ صَالِحٍ». — ١ تي ١:٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٧، ٤٨
١، ٢ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِٱلضَّمِيرِ، وَلِمَ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى ذٰلِكَ؟
وَهَبَنَا ٱللّٰهُ حِينَ خَلَقَنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ، أَيْ أَعْطَانَا حُرِّيَّةَ ٱلِٱخْتِيَارِ. وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا بِمُرْشِدٍ دَاخِلِيٍّ يُدْعَى ٱلضَّمِيرَ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ. وَإِذَا أَحْسَنَّا ٱسْتِعْمَالَ هٰذَا ٱلْمُرْشِدِ، يُسَاعِدُنَا عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ وَتَجَنُّبِ ٱلْخَطَإِ. فَٱلضَّمِيرُ إِذًا دَلِيلٌ أَنَّ ٱللّٰهَ يُحِبُّنَا وَيُرِيدُ لَنَا ٱلنَّجَاحَ فِي حَيَاتِنَا.
٢ وَٱلْيَوْمَ، لَا يَزَالُ ٱلضَّمِيرُ يَلْعَبُ دَوْرًا فِي حَيَاةِ ٱلْبَشَرِ. (اقرأ روما ٢:١٤، ١٥.) صَحِيحٌ أَنَّ كَثِيرِينَ حَادُوا عَنِ ٱتِّبَاعِ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، لٰكِنَّ ٱلْعَالَمَ لَمْ يَخْلُ مِنْ أُنَاسٍ يَفْعَلُونَ ٱلْخَيْرَ وَيَمْقُتُونَ ٱلْإِثْمَ. فَضَمِيرُهُمْ يَرْدَعُهُمْ عَنِ ٱلتَّمَادِي فِي فِعْلِ ٱلشَّرِّ. وَلَوْ كَانَ ٱلنَّاسُ كُلُّهُمْ بِلَا ضَمِيرٍ، لَسَاءَتْ أَحْوَالُ ٱلْعَالَمِ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ، وَلَسَمِعْنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِشُرُورٍ لَمْ نَعْهَدْهَا حَتَّى ٱلْآنَ. فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَنْعَمَ عَلَى ٱلْبَشَرِ بِٱلضَّمِيرِ!
٣ مَا فَوَائِدُ ٱمْتِلَاكِ ضَمِيرٍ مُدَرَّبٍ؟
٣ بِخِلَافِ مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ، يَسْعَى خُدَّامُ يَهْوَهَ إِلَى تَدْرِيبِ ضَمَائِرِهِمْ لِأَنَّ ٱلضَّمِيرَ ٱلْمُدَرَّبَ هُوَ عَامِلٌ مُوَحِّدٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يَتَّفِقَ صَوْتُ ضَمِيرِنَا مَعَ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ وَٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ. إِلَّا أَنَّ تَدْرِيبَ ٱلضَّمِيرِ وَٱسْتِخْدَامَهُ لَا يَعْنِيَانِ مُجَرَّدَ مَعْرِفَةِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. فَٱلضَّمِيرُ ٱلصَّالِحُ يَرْتَبِطُ بِٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِيمَانِ. كَتَبَ بُولُسُ: «هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ إِنَّمَا غَايَتُهَا ٱلْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ وَضَمِيرٍ صَالِحٍ وَإِيمَانٍ بِلَا رِيَاءٍ». (١ تي ١:٥) فَبَيْنَمَا نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا وَنَسْتَجِيبُ لِصَوْتِهِ، تَعْمُقُ مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ وَيَتَرَسَّخُ إِيمَانُنَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، تَكْشِفُ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي نَسْتَخْدِمُ بِهَا ضَمِيرَنَا عُمْقَ رُوحِيَّاتِنَا، شِدَّةَ رَغْبَتِنَا فِي إِرْضَاءِ يَهْوَهَ، وَحَقِيقَةَ إِنْسَانِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ.
٤ كَيْفَ نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا؟
٤ وَلٰكِنْ كَيْفَ نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا؟ يُمْكِنُنَا ذٰلِكَ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ، ٱلتَّأَمُّلِ فِي مَا نَقْرَأُهُ، وَٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَنَا عَلَى تَطْبِيقِ مَا نَتَعَلَّمُهُ. وَهٰذَا يَسْتَلْزِمُ أَكْثَرَ مِنْ حِفْظِ مَعْلُومَاتٍ وَقَوَاعِدَ. فَيَجِبُ أَنْ تَتَبَلْوَرَ تَدْرِيجِيًّا فِي أَذْهَانِنَا صُورَةُ يَهْوَهَ، شَخْصِيَّتُهُ، صِفَاتُهُ، وَمَا يُحِبُّهُ وَيُبْغِضُهُ. وَهٰكَذَا يَصِيرُ ضَمِيرُنَا مُدَوْزَنًا لِيَعْمَلَ بِحَسَبِ طُرُقِ ٱللّٰهِ، دَافِعًا إِيَّانَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.
٥ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٥ غَيْرَ أَنَّنَا قَدْ نَتَسَاءَلُ: كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ضَمِيرُنَا ٱلْمُدَرَّبُ جَيِّدًا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟ كَيْفَ نَحْتَرِمُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي يَتَّخِذُهَا إِخْوَتُنَا عَلَى أَسَاسِ ضَمِيرِهِمْ؟ وَكَيْفَ يَحْمِلُنَا ضَمِيرُنَا عَلَى فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثِ نَوَاحٍ نَحْتَاجُ فِيهَا إِلَى ضَمِيرٍ مُدَرَّبٍ يُرْشِدُنَا: (١) اَلْعِنَايَةِ بِصِحَّتِنَا، (٢) ٱلتَّسْلِيَةِ، وَ (٣) ٱلْخِدْمَةِ.
كُنْ مُتَعَقِّلًا
٦ فِي أَيِّ مَجَالٍ تَنْشَأُ حَاجَةٌ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
٦ يُشَجِّعُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تُؤْذِينَا وَنَكُونَ مُعْتَدِلِينَ فِي ٱلْعَادَاتِ، كَعَادَاتِ ٱلْأَكْلِ وَٱلشُّرْبِ. (ام ٢٣:٢٠؛ ٢ كو ٧:١) وَتَطْبِيقُ مَبَادِئِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ يَحْمِينَا صِحِّيًّا إِلَى حَدٍّ مَا. لٰكِنَّنَا رَغْمَ ذٰلِكَ نَمْرَضُ وَنَشِيخُ. وَهٰذَا يَضَعُنَا أَحْيَانًا أَمَامَ قَرَارَاتٍ لَا بُدَّ مِنْهَا. فَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ، تَتَوَفَّرُ مَجْمُوعَةٌ وَاسِعَةٌ مِنَ ٱلْعِلَاجَاتِ فِي ٱلطِّبِّ ٱلتَّقْلِيدِيِّ وَٱلطِّبِّ ٱلْبَدِيلِ. وَتَتَسَلَّمُ مَكَاتِبُ ٱلْفُرُوعِ بِٱنْتِظَامٍ رَسَائِلَ مِنْ إِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ يَسْتَفْهِمُونَ عَنْ عِلَاجٍ مُعَيَّنٍ. فَكَثِيرُونَ يَسْأَلُونَ: «هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَقْبَلَ خَادِمُ يَهْوَهَ عِلَاجًا كَهٰذَا؟».
٧ كَيْفَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً فِي مَجَالِ ٱلْعِلَاجَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ؟
٧ لَا يَحِقُّ لِمَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ وَلَا لِشُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُقَرِّرُوا فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ بِٱلنِّيَابَةِ عَنْ أَحَدٍ، وَلَوْ طَلَبَ مِنْهُمْ ذٰلِكَ. (غل ٦:٥) وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ يَلْفِتُوا نَظَرَهُ إِلَى كَلِمَةِ يَهْوَهَ لِيُسَاعِدُوهُ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلْحَكِيمِ. مَثَلًا، يُوصِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنِ ٱلدَّمِ. (اع ١٥:٢٩) وَهٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ تَتَنَافَى مَعَ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْعِلَاجَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ ٱلَّتِي تَشْمُلُ نَقْلَ ٱلدَّمِ ٱلْكَامِلِ أَوْ أَيٍّ مِنْ مُكَوِّنَاتِهِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلْأَرْبَعَةِ. حَتَّى إِنَّهَا قَدْ تُؤَثِّرُ عَلَى ضَمِيرِ ٱلْمَسِيحِيِّ حِينَ يُقَرِّرُ شَخْصِيًّا هَلْ يَقْبَلُ مُشْتَقَّاتِ ٱلدَّمِ ٱلثَّانَوِيَّةَ ٱلْمَأْخُوذَةَ مِنْ مُكَوِّنَاتِهِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ.a وَأَيَّةُ نَصَائِحَ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُرْشِدُنَا فِي مَجَالِ ٱلْعِلَاجَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ؟
٨ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا فِيلِبِّي ٤:٥ فِي مَجَالِ ٱلْعِنَايَةِ بِصِحَّتِنَا؟
٨ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٤:١٥: «قَلِيلُ ٱلْخِبْرَةِ يُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ، وَٱلنَّبِيهُ يَتَأَمَّلُ فِي خُطُوَاتِهِ». وَبِمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَمْرَاضِ لَمْ يُكْتَشَفْ لَهَا عِلَاجٌ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَحْذَرَ مِنْ أَيِّ عِلَاجَاتٍ يُقَالُ إِنَّهَا ٱجْتَرَحَتِ ٱلْمُعْجِزَاتِ وَلَا دَلِيلَ عَلَى نَجَاحِهَا. كَتَبَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ: «لِيُعْرَفْ تَعَقُّلُكُمْ عِنْدَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ». (في ٤:٥) وَٱلتَّعَقُّلُ يَمْنَعُنَا أَيْضًا مِنْ أَنْ تُصْبِحَ ٱلْعِنَايَةُ بِصِحَّتِنَا هَوَسًا يُلْهِينَا عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَإِذَا صَارَتْ صِحَّتُنَا هِيَ شُغْلَنَا ٱلشَّاغِلَ، يُمْكِنُ أَنْ نُصْبِحَ أَنَانِيِّينَ لَا هَمَّ لَنَا سِوَى أَنْفُسِنَا. (في ٢:٤) وَبِمَا أَنَّ ٱلتَّمَتُّعَ بِصِحَّةٍ كَامِلَةٍ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ أَمْرٌ مُسْتَحِيلٌ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُتَعَقِّلِينَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ وَاضِعِينَ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا. — اقرأ فيلبي ١:١٠.
٩ كَيْفَ تُؤَثِّرُ رُومَا ١٤:١٣، ١٩ فِي ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلصِّحَّةِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ تَعْرِيضُ وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ لِلْخَطَرِ؟
٩ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُتَعَقِّلَ لَا يَفْرِضُ رَأْيَهُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ. لَاحِظْ مَثَلًا مَا حَدَثَ فِي أَحَدِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ. فَقَدْ رَوَّجَ زَوْجَانِ بِحَمَاسَةٍ لِنِظَامٍ غِذَائِيٍّ وَبَعْضِ ٱلْمُكَمِّلَاتِ ٱلْغِذَائِيَّةِ. فَأَقْنَعَا بِهَا بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ، فِي حِينِ رَفَضَهَا آخَرُونَ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، أَتَتِ ٱلنَّتَائِجُ مُخَيِّبَةً لِلْآمَالِ، مَا أَثَارَ ٱسْتِيَاءَ كَثِيرِينَ. لَقَدْ كَانَ مِنْ حَقِّ ٱلزَّوْجَيْنِ أَنْ يُقَرِّرَا شَخْصِيًّا ٱتِّبَاعَ نِظَامٍ غِذَائِيٍّ مُعَيَّنٍ وَتَنَاوُلَ ٱلْمُكَمِّلَاتِ، وَلٰكِنْ هَلْ تَعْرِيضُ وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ لِلْخَطَرِ بِسَبَبِ مَسْأَلَةٍ صِحِّيَّةٍ هُوَ تَصَرُّفٌ يَنِمُّ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ؟ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، كَانَ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا ٱلْقَدِيمَةِ آرَاءٌ مُتَضَارِبَةٌ حَوْلَ تَنَاوُلِ بَعْضِ ٱلْأَطْعِمَةِ وَحِفْظِ أَيَّامٍ مُعَيَّنَةٍ. فَنَصَحَهُمْ بُولُسُ قَائِلًا: «وَاحِدٌ يَحْكُمُ أَنَّ يَوْمًا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ، وَآخَرُ يَحْكُمُ أَنَّ يَوْمًا هُوَ كَغَيْرِهِ. فَلْيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ مُقْتَنِعًا تَمَامًا فِي عَقْلِهِ». فَكَانَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَلَّا يَضَعُوا مَعْثَرَةً أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ. — اقرأ روما ١٤:٥، ١٣، ١٥، ١٩، ٢٠.
١٠ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِمَ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلَّتِي يَتَّخِذُهَا ٱلْآخَرُونَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٠ أَمَّا إِذَا كُنَّا لَا نَسْتَوْعِبُ قَرَارًا ٱتَّخَذَهُ أَحَدُ إِخْوَتِنَا فِي مَسْأَلَةٍ شَخْصِيَّةٍ عَلَى أَسَاسِ ضَمِيرِهِ، فَلَا نُسَارِعْ إِلَى إِدَانَتِهِ أَوْ نَضْغَطْ عَلَيْهِ لِيَعْدِلَ عَنْ رَأْيِهِ. فَرُبَّمَا لَا يَزَالُ ضَمِيرُهُ ‹ضَعِيفًا› وَيَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ، أَوْ أَنَّهُ حَسَّاسٌ جِدًّا فِي بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ. (١ كو ٨:١١، ١٢) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، رُبَّمَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْنَا نَحْنُ أَنْ نَفْحَصَ ضَمِيرَنَا، لَعَلَّهُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. فَفِي مَسَائِلَ كَٱلْعِنَايَةِ ٱلصِّحِّيَّةِ، يَنْبَغِي أَنْ يَتَّخِذَ كُلٌّ مِنَّا قَرَارًا شَخْصِيًّا وَيَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّتَهُ.
تَمَتَّعْ بِٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْبَنَّاءَةِ
١١، ١٢ أَيُّ تَحْذِيرٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهُ فِي بَالِنَا عِنْدَ ٱخْتِيَارِ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّسْلِيَةِ؟
١١ خَلَقَ يَهْوَهُ ٱلْإِنْسَانَ بِحَيْثُ يَتَمَتَّعُ بِٱلتَّسْلِيَةِ وَيَسْتَفِيدُ مِنْهَا. وَقَدْ كَتَبَ سُلَيْمَانُ أَنَّهُ «لِلضَّحِكِ وَقْتٌ» وَ «لِلرَّقْصِ فَرَحًا وَقْتٌ». (جا ٣:٤) وَلٰكِنْ لَيْسَتْ كُلُّ أَنْوَاعِ ٱلتَّسْلِيَةِ مُفِيدَةً أَوْ مُرِيحَةً أَوْ مُنْعِشَةً، وَلَا هُوَ نَافِعٌ أَنْ نَصْرِفَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِيهَا. فَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا ضَمِيرُنَا عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِتَسْلِيَةٍ بَنَّاءَةٍ وَٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْهَا؟
١٢ تُحَذِّرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مِنْ «أَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ» ٱلَّتِي تَشْمُلُ «ٱلْعَهَارَةَ، ٱلنَّجَاسَةَ، ٱلْفُجُورَ، ٱلصَّنَمِيَّةَ، مُمَارَسَةَ ٱلْأَرْوَاحِيَّةِ، ٱلْعَدَاوَاتِ، ٱلنِّزَاعَ، ٱلْغَيْرَةَ، نَوْبَاتِ ٱلْغَضَبِ، ٱلْمُخَاصَمَاتِ، ٱلِٱنْقِسَامَاتِ، ٱلْبِدَعَ، ٱلْحَسَدَ، حَفَلَاتِ ٱلسُّكْرِ، ٱلْعَرْبَدَةَ، وَمَا يُشْبِهُهَا». وَكَتَبَ بُولُسُ «أَنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ مِثْلَ هٰذِهِ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». (غل ٥:١٩-٢١) وَعَلَيْهِ، لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ يَدْفَعُنِي ضَمِيرِي إِلَى رَفْضِ ٱلرِّيَاضَاتِ ٱلْعِدَائِيَّةِ، ٱلتَّنَافُسِيَّةِ، ٱلْعَنِيفَةِ، أَوِ ٱلَّتِي تُثِيرُ رُوحَ ٱلْقَوْمِيَّةِ؟ وَهَلْ يُؤَنِّبُنِي حِينَ أُغْرَى بِمُشَاهَدَةِ فِيلْمٍ فِيهِ مَشَاهِدُ إِبَاحِيَّةٌ أَوْ يُشَجِّعُ عَلَى ٱلْعَهَارَةِ، ٱلسُّكْرِ، أَوِ ٱلْأَرْوَاحِيَّةِ؟›.
١٣ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ تُقَدِّمُهَا ١ تِيمُوثَاوُس ٤:٨ وَ ٱلْأَمْثَال ١٣:٢٠ فِي مَجَالِ ٱلتَّسْلِيَةِ؟
١٣ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، يُزَوِّدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِمَبَادِئَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَصُوغَ ضَمِيرَنَا فِي مَسْأَلَةِ ٱلتَّسْلِيَةِ. فَهُوَ مَثَلًا يَقُولُ إِنَّ «ٱلتَّدْرِيبَ ٱلْجَسَدِيَّ نَافِعٌ لِقَلِيلٍ». (١ تي ٤:٨) وَعَلَى ضَوْءِ ذٰلِكَ، يَرَى كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْقِيَامَ بِبَعْضِ ٱلتَّمَارِينِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ ٱلْمُنْتَظِمَةِ يُفِيدُ ٱلصِّحَّةَ وَيُنْعِشُ ٱلْجَسَدَ وَٱلْعَقْلَ. وَمَاذَا لَوْ أَرَدْنَا مُمَارَسَةَ ٱلرِّيَاضَةِ مَعَ آخَرِينَ؟ هَلْ نَخْتَارُ أَيًّا كَانَ؟ تُخْبِرُنَا ٱلْأَمْثَال ١٣:٢٠: «اَلسَّائِرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَمُعَاشِرُ ٱلْأَغْبِيَاءِ يُضَرُّ». فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ إِذًا أَنْ نَسْتَخْدِمَ ضَمِيرَنَا ٱلْمُدَرَّبَ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي مَجَالِ ٱلتَّسْلِيَةِ.
١٤ كَيْفَ طَبَّقَتْ عَائِلَةٌ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْوَارِدَةَ فِي رُومَا ١٤:٢-٤؟
١٤ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ إِحْدَى ٱلْمُرَاهِقَاتِ. يَقُولُ وَالِدُهَا: «خِلَالَ أُمْسِيَةٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، نَاقَشْنَا مَسْأَلَةَ ٱلِٱسْتِجْمَامِ وَٱلتَّسْلِيَةِ، وَأَجْمَعْنَا أَنَّ بَعْضَ أَنْوَاعِ ٱلتَّسْلِيَةِ مَقْبُولَةٌ أَمَّا غَيْرُهَا فَلَا. كَمَا نَاقَشْنَا مَوْضُوعَ ٱلْمُعَاشَرَةِ. فَتَشَكَّتِ ٱبْنَتُنَا أَنَّ بَعْضَ ٱلتَّلَامِذَةِ ٱلشُّهُودِ فِي مَدْرَسَتِهَا يَتَصَرَّفُونَ خِلَالَ أَوْقَاتِ ٱلِٱسْتِرَاحَةِ بِطَرِيقَةٍ ٱعْتَبَرَتْهَا غَيْرَ لَائِقَةٍ، مَا يُشَكِّلُ عَلَيْهَا ضَغْطًا لِمُجَارَاتِهِمْ. فَتَبَاحَثْنَا فِي ٱلْأَمْرِ وَخَلَصْنَا إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ لِكُلٍّ مِنَّا ضَمِيرَهُ، وَعَلَيْنَا أَنْ نَسْمَحَ لَهُ بِأَنْ يُرْشِدَنَا لِنَخْتَارَ مَاذَا نَفْعَلُ وَبِصُحْبَةِ مَنْ». — اقرأ روما ١٤:٢-٤.
١٥ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَتَّى ٦:٣٣ عِنْدَ ٱلتَّخْطِيطِ لِلتَّسْلِيَةِ؟
١٥ وَمَاذَا عَنِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَصْرِفُهُ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ؟ هَلْ تَحْتَلُّ ٱلنَّشَاطَاتُ ٱلرُّوحِيَّةُ كَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْخِدْمَةِ وَٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِكَ؟ أَمْ إِنَّكَ تُحَاوِلُ إِقْحَامَهَا بَيْنَ أَوْقَاتِ ٱلِٱسْتِجْمَامِ؟ أَيَّهُمَا تَضَعُ أَوَّلًا؟ قَالَ يَسُوعُ: «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ، وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ». (مت ٦:٣٣) فَهَلْ يُمْلِي عَلَيْكَ ضَمِيرُكَ أَنْ تُنَسِّقَ أَوْلَوِيَّاتِكَ وَفْقًا لِنَصِيحَةِ يَسُوعَ؟
اَلضَّمِيرُ يَحُثُّنَا عَلَى ٱلْكِرَازَةِ
١٦ كَيْفَ يَدْفَعُنَا ضَمِيرُنَا إِلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
١٦ لَا يَنْحَصِرُ دَوْرُ ٱلضَّمِيرِ ٱلصَّالِحِ فِي تَحْذِيرِنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْمَعَاصِي، بَلْ يَدْفَعُنَا أَيْضًا إِلَى فِعْلِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ. وَأَحَدُ أَهَمِّ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ هُوَ ٱلْمُشَارَكَةُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَتَحَيُّنُ ٱلْفُرَصِ لِلشَّهَادَةِ غَيْرِ ٱلرَّسْمِيَّةِ. وَهٰذَا مَا أَمْلَاهُ ضَمِيرُ بُولُسَ عَلَيْهِ. فَقَدْ كَتَبَ: «اَلضَّرُورَةُ مَفْرُوضَةٌ عَلَيَّ. بَلِ ٱلْوَيْلُ لِي إِنْ لَمْ أُبَشِّرْ!». (١ كو ٩:١٦) وَإِذَا تَمَثَّلْنَا بِهِ، يَشْهَدُ لَنَا ضَمِيرُنَا، مُؤَكِّدًا لَنَا أَنَّنَا نَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ. وَبِإِظْهَارِ ٱلْحَقِّ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، نُنَاشِدُ ضَمَائِرَ ٱلنَّاسِ لِيَفْعَلُوا مَا هُوَ صَائِبٌ، «مُوَصِّينَ بِأَنْفُسِنَا لَدَى كُلِّ ضَمِيرٍ بَشَرِيٍّ أَمَامَ ٱللّٰهِ». — ٢ كو ٤:٢.
١٧ كَيْفَ سَمِعَتْ أُخْتٌ شَابَّةٌ لِصَوْتِ ضَمِيرِهَا؟
١٧ عِنْدَمَا كَانَتْ جَاكْلِين فِي ٱلـ ١٦ مِنْ عُمْرِهَا، دَرَسَتْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ مَادَّةَ عِلْمِ ٱلْأَحْيَاءِ. وَعِنْدَمَا شُرِحَتْ لِلتَّلَامِيذِ نَظَرِيَّةُ ٱلتَّطَوُّرِ، لَمْ يُطَاوِعْهَا ضَمِيرُهَا أَنْ تُشَارِكَ مُشَارَكَةً فَعَّالَةً فِي مُنَاقَشَاتِ ٱلصَّفِّ كَمَا تَفْعَلُ عَادَةً. تَقُولُ: «لَمْ أَسْتَطِعْ تَأْيِيدَ نَظَرِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ. فَشَرَحْتُ لِلْمُعَلِّمِ مَوْقِفِي، وَتَفَاجَأْتُ أَنَّهُ كَانَ وَدُودًا وَعَرَضَ عَلَيَّ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ أَتَحَدَّثَ أَمَامَ ٱلصَّفِّ بِكَامِلِهِ عَنْ مَوْضُوعِ ٱلْخَلْقِ». فَشَعَرَتْ جَاكْلِين بِٱكْتِفَاءٍ عَمِيقٍ لِأَنَّهَا سَمِعَتْ لِصَوْتِ ضَمِيرِهَا ٱلْمُدَرَّبِ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهَلْ يَدْفَعُكَ ضَمِيرُكَ أَنْتَ أَيْضًا إِلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ؟
١٨ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَسْعَى لِحِيَازَةِ ضَمِيرٍ صَالِحٍ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ؟
١٨ إِنَّهُ لَهَدَفٌ رَائِعٌ أَنْ نُكَيِّفَ حَيَاتَنَا وَفْقَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ وَطُرُقِهِ! وَٱلضَّمِيرُ هُوَ خَيْرُ أَدَاةٍ لِتَحْقِيقِ هٰذِهِ ٱلْغَايَةِ. فَلْنُدَرِّبْ ضَمِيرَنَا بِٱلْغَوْصِ فِي دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِٱنْتِظَامٍ، ٱلتَّأَمُّلِ فِي مَا نَقْرَأُهُ، وَٱلسَّعْيِ إِلَى تَطْبِيقِهِ. وَهٰكَذَا، يَصِيرُ مُرْشِدًا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
a اُنْظُرْ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ ١٥ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ٢٠٠٤، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٩-٣١.