كَيْفَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً؟
«كُونُوا . . . مُدْرِكِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ». — اف ٥:١٧.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٩، ٥٧
١ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْوَصَايَا ٱلْمُحَدَّدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَلِمَ هِيَ لِخَيْرِنَا؟
أَعْطَانَا يَهْوَهُ فِي كَلِمَتِهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ عَدَدًا مِنَ ٱلشَّرَائِعِ أَوِ ٱلْوَصَايَا ٱلْمُحَدَّدَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حَرَّمَ ٱلْعَهَارَةَ وَعِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ وَٱلسَّرِقَةَ وَٱلسُّكْرَ. (١ كو ٦:٩، ١٠) كَمَا أَعْطَى يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَصِيَّةً مُحَدَّدَةً لِأَتْبَاعِهِ قَائِلًا: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَكُلُّ مَا يَأْمُرُنَا بِهِ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ هُوَ لِخَيْرِنَا. فَإِطَاعَةُ ٱلْوَصَايَا وَٱلشَّرَائِعِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱحْتِرَامِ ٱلذَّاتِ، نَتَمَتَّعَ بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ، وَنَنْعَمَ بِحَيَاةٍ عَائِلِيَّةٍ سَعِيدَةٍ. لٰكِنَّ ٱلْأَهَمَّ هُوَ أَنَّنَا حِينَ نُطِيعُ وَصَايَا يَهْوَهَ، بِمَا فِيهَا وَصِيَّةُ ٱلْكِرَازَةِ، نَحْظَى بِبَرَكَتِهِ وَرِضَاهُ.
٢، ٣ (أ) لِمَ لَا يَضَعُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ قَوَاعِدَ مُفَصَّلَةً تُغَطِّي كُلَّ حَالَةٍ نُوَاجِهُهَا؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢ وَلٰكِنْ هُنَالِكَ حَالَاتٌ عَدِيدَةٌ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ شَرَائِعَ مُحَدَّدَةً بِشَأْنِهَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَا تَحْتَوِي ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَلَى قَوَاعِدَ مُفَصَّلَةٍ بِخُصُوصِ ٱللِّبَاسِ ٱلَّذِي يَلِيقُ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَكَيْفَ يَعْكِسُ ذٰلِكَ حِكْمَةَ يَهْوَهَ؟ إِنَّ ٱلْأَزْيَاءَ وَٱلتَّقَالِيدَ تَتَفَاوَتُ مِنْ مِنْطَقَةٍ إِلَى أُخْرَى، بَلْ تَتَغَيَّرُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. فَلَوِ ٱحْتَوَى ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى قَائِمَةٍ بِأَنْوَاعِ ٱللِّبَاسِ وَٱلْهِنْدَامِ ٱلْمَقْبُولَةِ، لَأَصْبَحَتْ هٰذِهِ ٱلْقَائِمَةُ عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ فِي عَصْرِنَا. وَلِأَسْبَابٍ مُمَاثِلَةٍ، لَا تَضَعُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ قَوَاعِدَ كَثِيرَةً بِشَأْنِ ٱخْتِيَارِ ٱلْعَمَلِ، ٱلْعِنَايَةِ ٱلصِّحِّيَّةِ، أَوِ ٱلتَّسْلِيَةِ. بَلْ تَتْرُكُ لِلْأَفْرَادِ وَرُؤُوسِ ٱلْعَائِلَاتِ حُرِّيَّةَ ٱلِٱخْتِيَارِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَجَالَاتِ.
٣ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْكَ ٱتِّخَاذُ قَرَارٍ مُهِمٍّ يُؤَثِّرُ عَلَى حَيَاتِكَ، وَلَا تَجِدُ شَرِيعَةً مُحَدَّدَةً بِشَأْنِهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، قَدْ تَتَسَاءَلُ: ‹هَلْ يَهُمُّ يَهْوَهَ مَا أَخْتَارُ؟ هَلْ يَرْضَى عَنْ أَيِّ قَرَارٍ أَتَّخِذُهُ مَا دَامَ لَا يَكْسِرُ شَرِيعَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ وَكَيْفَ أَتَأَكَّدُ مَا ٱلَّذِي يُرْضِيهِ؟›.
قَرَارَاتُنَا تُؤَثِّرُ فِينَا وَفِي ٱلْآخَرِينَ
٤، ٥ كَيْفَ تُؤَثِّرُ قَرَارَاتُنَا فِينَا وَفِي ٱلْآخَرِينَ؟
٤ يَعْتَقِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ قَرَارَاتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةَ لَا تَهُمُّ أَحَدًا سِوَاهُمْ. أَمَّا نَحْنُ فَنُرِيدُ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَهَ. وَلِكَيْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً، عَلَيْنَا أَنْ نَلْتَفِتَ إِلَى ٱلشَّرَائِعِ وَٱلْمَبَادِئِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي كَلِمَتِهِ وَنُطَبِّقَهَا. مَثَلًا، لِنَحْظَى بِرِضَى ٱللّٰهِ، يَنْبَغِي أَنْ نَلْتَزِمَ بِشَرِيعَتِهِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلدَّمِ. (تك ٩:٤؛ اع ١٥:٢٨، ٢٩) كَمَا أَنَّ ٱلصَّلَاةَ إِلَى يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتِنَا عَلَى ضَوْءِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٥ وَلِلْقَرَارَاتِ ٱلْمُهِمَّةِ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي صِحَّتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ. فَكُلُّ قَرَارٍ نَتَّخِذُهُ يَنْعَكِسُ إِيجَابًا أَوْ سَلْبًا عَلَى عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَهَ، فَيُقَوِّيهَا أَوْ يُضْعِفُهَا. كَمَا أَنَّ قَرَارَاتِنَا تُؤَثِّرُ فِي ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا. فَيَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا تُؤْذِيَ إِخْوَتَنَا رُوحِيًّا أَوْ تُعْثِرَهُمْ، أَوْ تُعَكِّرَ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ. لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتِنَا بِحِكْمَةٍ. — اقرأ روما ١٤:١٩؛ غلاطية ٦:٧.
٦ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَرْتَكِزَ قَرَارَاتُنَا؟
٦ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا وَاجَهْنَا حَالَةً لَا تُوجَدُ وَصِيَّةٌ مُحَدَّدَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِشَأْنِهَا؟ عِوَضَ أَنْ تُوَجِّهَنَا تَفْضِيلَاتُنَا ٱلشَّخْصِيَّةُ، يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَفْحَصَ ٱلْمَسْأَلَةَ مِنْ كُلِّ جَوَانِبِهَا وَنَتَّخِذَ قَرَارًا يَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ. وَعِنْدَئِذٍ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّهُ سَيُبَارِكُ قَرَارَنَا. — اقرإ المزمور ٣٧:٥.
إِدْرَاكُ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ
٧ كَيْفَ نَعْرِفُ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ عِنْدَمَا لَا تُوجَدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شَرِيعَةٌ تُرْشِدُنَا؟
٧ قَدْ تَتَسَاءَلُ: ‹كَيْفَ نَعْرِفُ مَا يُرْضِي يَهْوَهَ فِي مَسْأَلَةٍ مَا، إِذَا كَانَتْ كَلِمَتُهُ لَا تَحْتَوِي عَلَى شَرِيعَةٍ تُرْشِدُنَا؟›. تَحُثُّنَا أَفَسُس ٥:١٧ أَنْ نَكُونَ «مُدْرِكِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ». فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَبَيَّنَ مَا يُرِيدُ أَنْ نَفْعَلَهُ، وَذٰلِكَ بِٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ وَقُبُولِ إِرْشَادِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.
٨ أَوْضِحْ كَيْفَ أَدْرَكَ يَسُوعُ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ.
٨ تَأَمَّلْ كَيْفَ أَدْرَكَ يَسُوعُ مَا يُرِيدُهُ أَبُوهُ. فَفِي مُنَاسَبَتَيْنِ، صَلَّى ثُمَّ أَطْعَمَ عَجَائِبِيًّا جُمُوعًا غَفِيرَةً. (مت ١٤:١٧-٢٠؛ ١٥:٣٤-٣٧) أَمَّا عِنْدَمَا جَرَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، فَرَفَضَ أَنْ يُحَوِّلَ ٱلْحِجَارَةَ إِلَى خُبْزٍ لِيَسُدَّ جُوعَهُ. (اقرأ متى ٤:٢-٤.) فَلِأَنَّهُ عَرَفَ جَيِّدًا فِكْرَ أَبِيهِ، أَدْرَكَ أَنَّ ٱسْتِغْلَالَ قُدُرَاتِهِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ لِمَصْلَحَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ لَا يُرْضِي ٱللّٰهَ. وَبِرَفْضِهِ تَحْوِيلَ ٱلْحِجَارَةِ إِلَى خُبْزٍ، أَظْهَرَ ٱتِّكَالَهُ عَلَى يَهْوَهَ وَثِقَتَهُ أَنَّ أَبَاهُ سَيُرْشِدُهُ وَيُعِيلُهُ.
٩، ١٠ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟ أَوْضِحْ.
٩ وَلِكَيْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى إِرْشَادِ يَهْوَهَ، ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْمَشُورَةِ: «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. لَا تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. خَفْ يَهْوَهَ وَحِدْ عَنِ ٱلشَّرِّ». (ام ٣:٥-٧) فَحِينَ نَتَعَرَّفُ بِفِكْرِ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نُدْرِكُ مَاذَا يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَفْعَلَ فِي حَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ. وَكُلَّمَا تَعَرَّفْنَا بِفِكْرِهِ، صَارَ قَلْبُنَا طَيِّعًا يَتَجَاوَبُ مَعَ إِرْشَادِهِ، لَا قَلْبًا قَاسِيًا مِنْ حَجَرٍ. — حز ١١:١٩.
١٠ عَلَى سَبِيلِ ٱلْإِيضَاحِ، تَخَيَّلِ ٱمْرَأَةً مُتَزَوِّجَةً تَذْهَبُ لِلتَّسَوُّقِ. فَتَرَى حِذَاءً يُعْجِبُهَا، لٰكِنَّهُ غَالٍ جِدًّا. فَتَسْأَلُ نَفْسَهَا: ‹كَيْفَ سَيَشْعُرُ زَوْجِي إِذَا صَرَفْتُ كُلَّ هٰذَا ٱلْمَالِ؟›. إِنَّهَا تَعْرِفُ ٱلْجَوَابَ مُسْبَقًا، مَعَ أَنَّ زَوْجَهَا لَيْسَ مَعَهَا. فَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، أَصْبَحَتْ تَعْرِفُ وُجْهَةَ نَظَرِهِ بِخُصُوصِ مَصْرُوفِ ٱلْعَائِلَةِ بِٱلنَّظَرِ إِلَى دَخْلِهِمَا ٱلْمَحْدُودِ. وَهٰكَذَا، تُدْرِكُ رَأْيَهُ فِي شِرَاءِ ٱلْحِذَاءِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، كُلَّمَا تَعَرَّفْنَا بِفِكْرِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَهَ وَطُرُقِهِ، تَحَسَّنَتْ قُدْرَتُنَا عَلَى إِدْرَاكِ مَشِيئَتِهِ فِي مُخْتَلِفِ ٱلظُّرُوفِ.
كَيْفَ تَتَعَرَّفُ بِفِكْرِ يَهْوَهَ؟
١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا عِنْدَمَا نَقْرَأُ أَوْ نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «فِيمَا تَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ».)
١١ لِكَيْ نَتَعَرَّفَ بِفِكْرِ يَهْوَهَ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ مِنْ أَوْلَوِيَّاتِنَا. وَعِنْدَمَا نَقْرَأُ أَوْ نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹مَاذَا تَكْشِفُ لِي هٰذِهِ ٱلْآيَاتُ عَنْ يَهْوَهَ وَطُرُقِهِ ٱلْبَارَّةِ وَفِكْرِهِ؟›. فَيَنْبَغِي أَنْ نَتَبَنَّى مَوْقِفَ دَاوُدَ ٱلَّذِي رَنَّمَ قَائِلًا: «طُرُقَكَ يَا يَهْوَهُ عَرِّفْنِي، سُبُلَكَ عَلِّمْنِي. اِهْدِنِي إِلَى حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، لِأَنَّكَ أَنْتَ إِلٰهُ خَلَاصِي. إِيَّاكَ رَجَوْتُ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ». (مز ٢٥:٤، ٥) وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَجَالَاتٍ لِتَطْبِيقِهَا. فَأَيْنَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْهَا: فِي ٱلْبَيْتِ، ٱلْعَمَلِ، ٱلْمَدْرَسَةِ، أَوِ ٱلْخِدْمَةِ؟ وَحِينَ نُحَدِّدُ أَيْنَ نُطَبِّقُ مَا قَرَأْنَاهُ، سَيَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ كَيْفَ نُطَبِّقُهُ.
١٢ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَطْبُوعَاتُنَا وَٱجْتِمَاعَاتُنَا أَنْ نَتَعَرَّفَ بِفِكْرِ يَهْوَهَ فِي شَتَّى ٱلْمَسَائِلِ؟
١٢ وَثَمَّةَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّعَرُّفِ بِفِكْرِ يَهْوَهَ، أَلَا وَهِيَ ٱلِٱنْتِبَاهُ جَيِّدًا لِإِرْشَادِ هَيْئَتِهِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. مَثَلًا، إِنَّ فِهْرِسَ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ دَلِيلَ ٱلْمَوَاضِيعِ فِي مَطْبُوعَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ مُصَمَّمَانِ لِيُسَاعِدَانَا أَنْ نَعْرِفَ فِكْرَ يَهْوَهَ حِينَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ. كَمَا أَنَّنَا نَسْتَفِيدُ كَثِيرًا مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عِنْدَمَا نُصْغِي بِٱنْتِبَاهٍ وَنُقَدِّمُ ٱلتَّعْلِيقَاتِ وَنَتَأَمَّلُ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ. وَبِٱلِٱسْتِفَادَةِ كَامِلًا مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي يُعِدُّهَا يَهْوَهُ لِتَغْذِيَتِنَا رُوحِيًّا، نُدْرِكُ فِكْرَهُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَنَتَبَنَّى وُجْهَةَ نَظَرِهِ. وَهٰكَذَا نَتَمَكَّنُ مِنِ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَحْظَى بِبَرَكَتِهِ وَرِضَاهُ.
اَلِٱسْتِرْشَادُ بِفِكْرِ يَهْوَهَ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ
١٣ اُذْكُرْ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّعَرُّفُ بِفِكْرِ يَهْوَهَ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ.
١٣ لِنَأْخُذْ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّعَرُّفُ بِفِكْرِ يَهْوَهَ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ. فَقَدْ نَرْغَبُ أَنْ نَنْضَمَّ إِلَى صُفُوفِ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ كَفَاتِحِينَ عَادِيِّينَ. وَلِبُلُوغِ هٰذَا ٱلْهَدَفِ، نَبْدَأُ بِتَبْسِيطِ حَيَاتِنَا. وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، رُبَّمَا نَتَسَاءَلُ هَلْ نَكُونُ سُعَدَاءَ فِعْلًا بِدَخْلٍ وَمُمْتَلَكَاتٍ أَقَلَّ. طَبْعًا، لَا يَفْرِضُ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَكُونَ فَاتِحِينَ؛ فَفِي وِسْعِنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ كَنَاشِرِينَ. لٰكِنَّ يَسُوعَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّنَا سَنَحْصُدُ بَرَكَاتٍ جَزِيلَةً إِذَا بَذَلْنَا ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ ٱلْمَلَكُوتِ. (اقرأ لوقا ١٨:٢٩، ٣٠.) كَمَا تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّنَا سَنَنْعَمُ بِرِضَى يَهْوَهَ إِذَا قَدَّمْنَا لَهُ ‹قَرَابِينَ فَمِنَا ٱلطَّوْعِيَّةَ› وَبَذَلْنَا بِسُرُورٍ مَا فِي وِسْعِنَا لِدَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. (مز ١١٩:١٠٨؛ ٢ كو ٩:٧) أَفَلَا يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلصَّلَاةُ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ نَتَوَصَّلَ إِلَى قَرَارٍ يَتَنَاسَبُ مَعَ وَضْعِنَا وَيَحْظَى بِبَرَكَتِهِ؟
١٤ كَيْفَ نَتَّخِذُ قَرَارًا يُرْضِي يَهْوَهَ فِي مَسْأَلَةِ ٱللِّبَاسِ؟
١٤ لِنَأْخُذْ مِثَالًا آخَرَ. لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تُحِبُّ مُوضَةَ ثِيَابٍ مُعَيَّنَةً يُمْكِنُ أَنْ تُزْعِجَ ٱلْبَعْضَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهَا لَا تَتَعَارَضُ مَعَ أَيِّ شَرِيعَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلٰكِنْ مَا هُوَ فِكْرُ يَهْوَهَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟ نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ: «أُرِيدُ أَنْ تُزَيِّنَ ٱلنِّسَاءُ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسٍ مُرَتَّبٍ، مَعَ حِشْمَةٍ وَرَزَانَةٍ، لَا بِضَفْرِ ٱلشَّعْرِ أَوْ بِٱلذَّهَبِ أَوِ ٱللَّآلِئِ أَوِ ٱلثِّيَابِ ٱلْغَالِيَةِ جِدًّا، بَلْ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ، أَيْ بِمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ يَقُلْنَ إِنَّهُنَ وَرِعَاتٌ». (١ تي ٢:٩، ١٠) مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ، يَنْطَبِقُ هٰذَا ٱلنُّصْحُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ كَافَّةً، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلرِّجَالُ. وَكَأَشْخَاصٍ وَرِعِينَ مُتَعَبِّدِينَ لِلّٰهِ، لَا نَهْتَمُّ بِتَفْضِيلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا بِٱلْأَثَرِ ٱلَّذِي يَتْرُكُهُ لِبَاسُنَا وَهِنْدَامُنَا فِي ٱلْآخَرِينَ. فَٱلِٱحْتِشَامُ وَٱلْمَحَبَّةُ يَدْفَعَانِنَا أَنْ نَأْخُذَ مَشَاعِرَ إِخْوَتِنَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ، لِئَلَّا نُعْثِرَهُمْ أَوْ نُسِيءَ إِلَيْهِمْ. (١ كو ١٠:٢٣، ٢٤؛ في ٣:١٧) وَعِنْدَمَا نُبْقِي فِي بَالِنَا مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ، نُدْرِكُ مَا هُوَ فِكْرُ يَهْوَهَ وَنَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي تُرْضِيهِ.
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ إِذَا ٱسْتَرْسَلْنَا فِي ٱلتَّخَيُّلَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى إِدْرَاكِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ بِشَأْنِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي نَخْتَارُهَا؟ (ج) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ عِنْدَمَا تُوَاجِهُنَا قَرَارَاتٌ مُهِمَّةٌ؟
١٥ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يَحْزَنُ حِينَ يَتَّبِعُ ٱلنَّاسُ مَسْلَكًا رَدِيئًا وَيَكُونُ ‹مَيْلُ أَفْكَارِ قَلْبِهِمْ شِرِّيرًا›. (اقرإ التكوين ٦:٥، ٦.) مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، نُدْرِكُ أَنَّ مِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلِٱسْتِرْسَالَ فِي ٱلتَّخَيُّلَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ. فَهٰذَا يَقُودُ إِلَى ٱرْتِكَابِ خَطَايَا خَطِيرَةٍ تَدِينُهَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَنْسَجِمُ مَعَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ. كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَعَقِّلَةٌ، مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً، لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي». (يع ٣:١٧) وَإِدْرَاكُ ذٰلِكَ يَدْفَعُنَا إِلَى رَفْضِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي تُثِيرُ ٱلْأَفْكَارَ وَٱلْمُيُولَ ٱلْخَاطِئَةَ. فَعِنْدَمَا نَفْهَمُ بِوُضُوحٍ عَلَى ضَوْءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَا يُحِبُّهُ يَهْوَهُ أَوْ يَكْرَهُهُ، يَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ أَيَّ كُتُبٍ أَوْ أَفْلَامٍ أَوْ أَلْعَابٍ نَخْتَارُ. فَلَنْ نَحْتَاجَ أَنْ نَسْأَلَ أَحَدًا بِشَأْنِ ذٰلِكَ.
١٦ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ، تَتَعَدَّدُ ٱلْخِيَارَاتُ وَتَكُونُ كُلُّهَا مَقْبُولَةً فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُسْتَحْسَنِ فِي ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُهِمَّةِ أَنْ نَسْتَشِيرَ ٱلشُّيُوخَ أَوْ غَيْرَهُمْ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ. (تي ٢:٣-٥؛ يع ٥:١٣-١٥) طَبْعًا، مِنْ غَيْرِ ٱللَّائِقِ أَنْ نَطْلُبَ مِنَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُقَرِّرُوا بِٱلنِّيَابَةِ عَنَّا. فَعَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يُدَرِّبَ وَيَسْتَخْدِمَ قُوَى إِدْرَاكِهِ. (عب ٥:١٤) وَعَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يُبْقِيَ فِي بَالِهِ كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ: «كُلُّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ». — غل ٦:٥.
١٧ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَجْنِيهَا حِينَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تُرْضِي ٱللّٰهَ؟
١٧ إِذًا، فَلْتَكُنْ شَرَائِعُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَبَادِئُهُ مُرْشِدًا لَنَا إِلَى فِكْرِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ فِي مُخْتَلِفِ ٱلْمَسَائِلِ. وَحِينَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتِنَا بِنَاءً عَلَى فِكْرِ يَهْوَهَ، نَقْتَرِبُ إِلَيْهِ وَنَنْعَمُ بِبَرَكَتِهِ وَرِضَاهُ. (يع ٤:٨) وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُقَوِّي إِيمَانَنَا بِهِ. طَبْعًا، لَا حُدُودَ لِلتَّعَلُّمِ عَنْ يَهْوَهَ. (اي ٢٦:١٤) وَلٰكِنْ حِينَ نَبْذُلُ جُهْدًا دَؤُوبًا لِنَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ، نَكْتَسِبُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ ٱللَّازِمَيْنِ لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ. (ام ٢:١-٥) وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ أَفْكَارِ ٱلْبَشَرِ وَخُطَطِهِمِ ٱلَّتِي لَا تَبْقَى عَلَى حَالِهَا، يَهْوَهُ لَا يَتَغَيَّرُ أَبَدًا. يُذَكِّرُنَا صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «أَمَّا مَشُورَةُ يَهْوَهَ فَإِلَى ٱلدَّهْرِ تَثْبُتُ، وَأَفْكَارُ قَلْبِهِ إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ». (مز ٣٣:١١) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ فِي وِسْعِنَا أَنْ نَتَّخِذَ أَفْضَلَ ٱلْقَرَارَاتِ حِينَ نَتَعَلَّمُ أَنْ نُفَكِّرَ كَمَا يُفَكِّرُ إِلٰهُنَا ٱلْكُلِّيُّ ٱلْحِكْمَةِ يَهْوَهُ وَنَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.