ثِقْ بِيَهْوَهَ لِتَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً
«دَاوِمْ عَلَى ٱلطَّلَبِ بِإِيمَانٍ، دُونَ أَيِّ شَكٍّ». — يع ١:٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨١، ٧٠
١ مَاذَا ٱخْتَارَ قَايِينُ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
وَاجَهَ قَايِينُ قَرَارًا مُهِمًّا: إِمَّا أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى رَغَبَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ أَوْ يَسْتَسْلِمَ لَهَا. وَكَانَتْ عَوَاقِبُ قَرَارِهِ سَتُلَازِمُهُ بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ. لٰكِنَّ قَايِينَ ٱخْتَارَ مَعَ ٱلْأَسَفِ أَنْ يَتْبَعَ رَغَبَاتِهِ. فَقَتَلَ أَخَاهُ هَابِيلَ وَخَسِرَ عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ. — تك ٤:٣-١٦.
٢ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً؟
٢ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، نُوَاجِهُ خِيَارَاتٍ وَقَرَارَاتٍ كَثِيرَةً فِي حَيَاتِنَا. صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَهَا أَهَمُّ مِنْ غَيْرِهَا، لٰكِنَّ ٱلْكَثِيرَ مِنْهَا يَتْرُكُ فِينَا أَثَرًا كَبِيرًا. فَحِينَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً، تَقِلُّ مَشَاكِلُنَا وَنَعِيشُ بِهُدُوءٍ وَنَتَجَنَّبُ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ. — ام ١٤:٨.
٣ (أ) بِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَثِقَ لِكَيْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ وَٱلْإِيمَانُ بِٱللّٰهِ يُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَنَحْنُ نَثِقُ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ مُسَاعَدَتَنَا وَأَنَّهُ سَيُعْطِينَا ٱلْحِكْمَةَ ٱللَّازِمَةَ. وَنَثِقُ أَيْضًا بِمَشُورَتِهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اقرأ يعقوب ١:٥-٨.) وَكُلَّمَا ٱقْتَرَبْنَا إِلَيْهِ وَأَحْبَبْنَا كَلِمَتَهُ، زَادَتْ ثِقَتُنَا بِإِرْشَادِهِ. وَهٰكَذَا لَا نَتَّخِذُ أَيَّ قَرَارٍ إِلَّا بَعْدَ أَنْ نَطْلُبَ مَشُورَتَهُ. وَلٰكِنْ كَيْفَ نُحَسِّنُ قُدْرَتَنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟ وَمَتَى يَلْزَمُ أَنْ نُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِيهَا؟
اَلْقَرَارَاتُ جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنْ حَيَاتِنَا
٤ مَاذَا ٱخْتَارَ آدَمُ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
٤ مُنْذُ بِدَايَةِ ٱلتَّارِيخِ وَٱلْقَرَارَاتُ جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنْ حَيَاةِ ٱلْبَشَرِ. فَٱلْإِنْسَانُ ٱلْأَوَّلُ آدَمُ لَزِمَ أَنْ يَخْتَارَ بَيْنَ ٱلسَّمَاعِ لِخَالِقِهِ يَهْوَهَ وَٱلسَّمَاعِ لِزَوْجَتِهِ. لٰكِنَّهُ ٱنْقَادَ لِحَوَّاءَ وَٱتَّخَذَ قَرَارًا سَيِّئًا جِدًّا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، خَسِرَ ٱلْفِرْدَوْسَ وَحَيَاتَهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ. وَحَتَّى ٱلْيَوْمِ، لَا نَزَالُ نُعَانِي مِنْ عَوَاقِبِ هٰذَا ٱلْقَرَارِ.
٥ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَغِلَّ مَقْدِرَتَنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
٥ يَتَمَنَّى ٱلْبَعْضُ لَوْ كَانَتِ ٱلْحَيَاةُ بِلَا قَرَارَاتٍ. فَهَلْ هٰذَا مَا تَتَمَنَّاهُ أَنْتَ أَيْضًا؟ تَذَكَّرْ أَنَّنَا لَسْنَا رِجَالًا آلِيِّينَ. فَيَهْوَهُ أَعْطَانَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ. كَمَا أَعْطَانَا كَلِمَتَهُ لِيُعَلِّمَنَا كَيْفَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً. إِذًا، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَسْتَغِلَّ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةَ، وَهِيَ مَسْؤُولِيَّةٌ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا.
٦، ٧ (أ) أَيُّ قَرَارٍ لَزِمَ أَنْ يَتَّخِذَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) لِمَ ٱسْتَصْعَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّحِيحِ؟
٦ حَالَمَا سَكَنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، لَزِمَ أَنْ يَخْتَارُوا بَيْنَ عِبَادَةِ يَهْوَهَ وَعِبَادَةِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْأُخْرَى. (اقرأ يشوع ٢٤:١٥.) لَرُبَّمَا يَبْدُو هٰذَا ٱلْخِيَارُ بَسِيطًا، لٰكِنَّهُ كَانَ سَيُؤَدِّي إِمَّا إِلَى حَيَاتِهِمْ أَوْ مَوْتِهِمْ. وَفِي زَمَنِ ٱلْقُضَاةِ، ٱسْتَمَرَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱتِّخَاذِ خِيَارَاتٍ سَيِّئَةٍ. فَكَانُوا يَتْرُكُونَ يَهْوَهَ وَيَعْبُدُونَ آلِهَةً بَاطِلَةً. (قض ٢:٣، ١١-٢٣) وَلَاحِقًا فِي زَمَنِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا، لَمْ يَحْسِمُوا قَرَارَهُمْ بَيْنَ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَٱلْإِلٰهِ ٱلْبَاطِلِ بَعْلٍ. (١ مل ١٨:٢١) قَدْ تَقُولُ إِنَّ هٰذَا ٱلْقَرَارَ سَهْلٌ، فَخِدْمَةُ يَهْوَهَ هِيَ دَائِمًا ٱلْخِيَارُ ٱلْأَفْضَلُ. وَٱلشَّخْصُ ٱلْحَكِيمُ لَنْ يَخْتَارَ عِبَادَةَ إِلٰهٍ عَدِيمِ ٱلْحَيَاةِ. مَعَ ذٰلِكَ، ظَلَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مُحْتَارِينَ ‹بَيْنَ رَأْيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ›. لِذَا شَجَّعَهُمْ إِيلِيَّا أَنْ يَكُونُوا حُكَمَاءَ وَيَعْبُدُوا ٱلْإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَهْوَهَ.
٧ وَلِمَ ٱسْتَصْعَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّحِيحِ؟ أَوَّلًا، لِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِيَهْوَهَ وَرَفَضُوا أَنْ يَتَّبِعُوا إِرْشَادَهُ. فَهُمْ لَمْ يَثِقُوا بِهِ وَلَمْ يُخَصِّصُوا ٱلْوَقْتَ لِيَتَعَلَّمُوا عَنْهُ. لِذٰلِكَ كَانَتْ تَنْقُصُهُمُ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلدَّقِيقَةُ وَٱلْحِكْمَةُ. (مز ٢٥:١٢) ثَانِيًا، سَمَحَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى أَنْ تُؤَثِّرَ فِي تَفْكِيرِهِمْ وَقَرَارَاتِهِمْ. فَٱتَّبَعُوهَا وَعَبَدُوا آلِهَتَهَا، رَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ حَذَّرَهُمْ مِنْ ذٰلِكَ قَبْلَ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ. — خر ٢٣:٢.
هَلْ يُقَرِّرُ ٱلْآخَرُونَ عَنَّا؟
٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟
٨ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ ٱتِّبَاعَ إِرْشَادِ ٱللّٰهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَ ٱلصَّحِيحَ. وَتُذَكِّرُنَا غَلَاطِيَة ٦:٥ أَنَّ مَسْؤُولِيَّةَ قَرَارَاتِنَا تَقَعُ عَلَيْنَا نَحْنُ وَلَيْسَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيِ ٱللّٰهِ وَنَفْعَلَهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا.
٩ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لِلْآخَرِينَ بِأَنْ يُقَرِّرُوا عَنَّا؟
٩ أَحْيَانًا، يَضْغَطُ عَلَيْنَا ٱلنَّاسُ لِنَفْعَلَ أُمُورًا خَاطِئَةً. (ام ١:١٠، ١٥) فَلَا يَجِبُ أَنْ نَنْقَادَ لَهُمْ مَهْمَا ضَغَطُوا عَلَيْنَا، لِأَنَّ هٰذَا يُؤَدِّي إِلَى عَوَاقِبَ خَطِيرَةٍ. فَٱلْقَرَارُ هُوَ قَرَارُنَا، وَمِنْ مَسْؤُولِيَّتِنَا أَنْ نَتْبَعَ دَائِمًا ضَمِيرَنَا ٱلْمُدَرَّبَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١٠ مِمَّ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي غَلَاطِيَةَ؟
١٠ حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي غَلَاطِيَةَ أَلَّا يَدَعُوا ٱلْآخَرِينَ يُقَرِّرُونَ عَنْهُمْ. (اقرأ غلاطية ٤:١٧.) فَبَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأَنَانِيِّينَ حَاوَلُوا أَنْ يُقَرِّرُوا عَنْ إِخْوَتِهِمْ بِهَدَفِ إِبْعَادِهِمْ عَنِ ٱلرُّسُلِ. فَهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَلَمْ يَحْتَرِمُوا حَقَّ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلِٱخْتِيَارِ.
١١ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتِهِمْ؟
١١ أَمَّا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فَرَسَمَ لَنَا مِثَالًا حَسَنًا بِٱحْتِرَامِ حُرِّيَّةِ ٱلْآخَرِينَ. (اقرأ ٢ كورنثوس ١:٢٤.) وَٱلشُّيُوخُ يَتْبَعُونَ مِثَالَهُ ٱلْيَوْمَ. فَعِنْدَمَا يَسْتَشِيرُهُمْ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ فِي مَسْأَلَةٍ خَاصَّةٍ، يَكْتَفُونَ بِذِكْرِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. فَفِي ٱلنِّهَايَةِ، كُلُّ شَخْصٍ سَيَتَّخِذُ قَرَارَهُ بِنَفْسِهِ، وَهُوَ مَنْ سَيَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّتَهُ. وَفِي ذٰلِكَ دَرْسٌ مُهِمٌّ لَنَا نَحْنُ أَيْضًا. فَبِدَافِعِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِإِخْوَتِنَا، نَلْفِتُ نَظَرَهُمْ إِلَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلٰكِنْ لَا يَحِقُّ لَنَا أَبَدًا أَنْ نَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَاتِ نِيَابَةً عَنْهُمْ. فَهُمْ وَحْدَهُمْ سَيَتَحَمَّلُونَ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ.
لَا تَتَّكِلْ عَلَى قَلْبِكَ
١٢، ١٣ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَاتِ حِينَ نَكُونُ غَاضِبِينَ أَوْ يَائِسِينَ؟
١٢ يَقُولُ أَشْخَاصٌ كَثِيرُونَ: ‹قَلْبِي دَلِيلِي›. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلْأَمْرَ خَطِيرٌ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُحَذِّرُنَا مِنَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى قَلْبِنَا ٱلنَّاقِصِ أَوْ مَشَاعِرِنَا. (ام ٢٨:٢٦) وَٱلسَّبَبُ أَنَّ «ٱلْقَلْبَ أَشَدُّ غَدْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ». (ار ١٧:٩) وَنَجِدُ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَمْثِلَةً عَدِيدَةً تُظْهِرُ مَخَاطِرَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى ٱلْقَلْبِ. (ار ٣:١٧؛ ١٣:١٠؛ ١ مل ١١:٩) وَلٰكِنْ مَاذَا لَوِ ٱتَّبَعْنَا قَلْبَنَا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
١٣ إِنَّ ٱلْقَلْبَ مُهِمٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّ، فَيَهْوَهُ يُوصِينَا أَنْ نُحِبَّهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنُحِبَّ قَرِيبَنَا كَنَفْسِنَا. (مت ٢٢:٣٧-٣٩) وَلٰكِنْ كَمَا تُظْهِرُ ٱلْآيَاتُ فِي ٱلْفِقْرَةِ ٱلسَّابِقَةِ، لَا يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لِمَشَاعِرِنَا بِأَنْ تَتَحَكَّمَ فِي تَفْكِيرِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا. فَمِنَ ٱلصَّعْبِ مَثَلًا أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارًا صَحِيحًا فِي لَحْظَةِ غَضَبٍ. (ام ١٤:١٧؛ ٢٩:٢٢) وَيَصْعُبُ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَخْتَارَ بِحِكْمَةٍ حِينَ نَشْعُرُ بِٱلْخَيْبَةِ وَٱلْيَأْسِ. (عد ٣٢:٦-١٢؛ ام ٢٤:١٠) لِذَا بَدَلَ أَنْ نَنْقَادَ لِعَوَاطِفِنَا، عَلَيْنَا أَنْ نَدَعَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تُوَجِّهُنَا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُهِمَّةِ. — رو ٧:٢٥.
مَتَى تَرْجِعُ عَنْ قَرَارِكَ؟
١٤ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلرُّجُوعَ عَنْ قَرَارَاتِنَا لَيْسَ خَطَأً؟
١٤ يَلْزَمُ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً. وَلٰكِنْ لَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ تَغْيِيرَهَا أَوْ إِعَادَةَ ٱلنَّظَرِ فِيهَا. وَيَهْوَهُ يَرْسُمُ لَنَا مِثَالًا كَامِلًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَلَمَّا رَأَى أَنَّ أَهْلَ نِينَوَى رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ، «تَأَسَّفَ ٱللّٰهُ عَلَى ٱلْبَلِيَّةِ ٱلَّتِي قَالَ إِنَّهُ يُنْزِلُهَا بِهِمْ، وَلَمْ يُنْزِلْهَا». (يون ٣:١٠) فَقَدْ عَدَّلَ قَرَارَهُ بَعْدَمَا رَأَى تَوْبَتَهُمْ. وَهٰكَذَا أَعْرَبَ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْحَنَانِ. كَمَا أَنَّ إِلٰهَنَا يَهْوَهَ، بِعَكْسِ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ، لَا يَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ طَائِشَةً فِي لَحْظَةِ غَضَبٍ.
١٥ مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نُغَيِّرَ قَرَارَاتِنَا أَحْيَانًا؟
١٥ وَمَتَى يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِي قَرَارَاتِنَا؟ أَوَّلًا، عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ٱلظُّرُوفُ. فَيَهْوَهُ غَيَّرَ أَحْيَانًا قَرَارَاتِهِ حِينَ غَيَّرَ ٱلْأَشْخَاصُ مَوَاقِفَهُمْ. (١ مل ٢١:٢٠، ٢١، ٢٧-٢٩؛ ٢ مل ٢٠:١-٥) ثَانِيًا، تَفْرِضُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا ٱلْمَعْلُومَاتُ ٱلْجَدِيدَةُ أَنْ نُعَدِّلَ قَرَارَاتِنَا. فَذَاتَ مَرَّةٍ، ٱتَّخَذَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ قَرَارًا يَتَعَلَّقُ بِمَفِيبُوشَثَ حَفِيدِ شَاوُلَ عَلَى أَسَاسِ مَعْلُومَاتٍ خَاطِئَةٍ. لٰكِنَّهُ رَجَعَ عَنْ قَرَارِهِ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِيقَةِ كَامِلَةً. (٢ صم ١٦:٣، ٤؛ ١٩:٢٤-٢٩) أَفَلَا يَحْسُنُ بِنَا فِعْلُ ٱلْأَمْرِ نَفْسِهِ؟!
١٦ (أ) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً؟ (ب) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِي قَرَارَاتِنَا؟
١٦ تَنْصَحُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَيْضًا بِعَدَمِ ٱلتَّسَرُّعِ. (ام ٢١:٥) فَعَلَيْنَا أَنْ نَدْرُسَ ٱلْمَسْأَلَةَ مِنْ كُلِّ جَوَانِبِهَا. (١ تس ٥:٢١) مَثَلًا، قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ ٱلْأَبُ قَرَارًا فِي مَسْأَلَةٍ مَا، يَلْزَمُ أَنْ يَبْحَثَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَيَسْتَشِيرَ أَفْرَادَ عَائِلَتِهِ. فَيَهْوَهُ أَوْصَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَسْمَعَ لِقَوْلِ زَوْجَتِهِ. (تك ٢١:٩-١٢) وَٱلشُّيُوخُ أَيْضًا يَصْرِفُونَ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلْبَحْثِ. وَعِنْدَمَا تَتَّضِحُ مَعْلُومَاتٌ جَدِيدَةٌ، يُعَدِّلُ ٱلشَّيْخُ ٱلْمُتَعَقِّلُ وَٱلْمُتَوَاضِعُ تَفْكِيرَهُ وَقَرَارَاتِهِ. وَلَا يَكُونُ هَمُّهُ ٱلْأَوَّلُ وَٱلْأَخِيرُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى كَرَامَتِهِ. وَإِذَا ٱتَّبَعْنَا مِثَالَ ٱلشُّيُوخِ هٰذَا، نُحَافِظُ عَلَى سَلَامِ وَوَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. — اع ٦:١-٤.
اِلْتَزِمْ بِقَرَارَاتِكَ
١٧ كَيْفَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً؟
١٧ بَعْضُ ٱلْقَرَارَاتِ أَهَمُّ مِنْ غَيْرِهَا. مَثَلًا، هَلْ يَتَزَوَّجُ ٱلشَّخْصُ أَمْ يَبْقَى عَازِبًا؟ بِمَنْ يَتَزَوَّجُ؟ أَوْ مَتَى يَبْدَأُ بِٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟ تَتَطَلَّبُ مِنَّا قَرَارَاتٌ كَهٰذِهِ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهَا مَلِيًّا، نُجْرِيَ ٱلْبَحْثَ، وَنَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ. وَيَلْزَمُ أَنْ نَثِقَ كَامِلًا بِإِرْشَادِهِ. (ام ١:٥) فَهُوَ يُعْطِينَا أَفْضَلَ مَشُورَةٍ فِي كَلِمَتِهِ. وَيُعْطِينَا أَيْضًا ٱلصِّفَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِكَيْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً تَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَتِهِ. إِذًا، لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ مُسْبَقًا: ‹هَلْ يَعْكِسُ قَرَارِي مَحَبَّتِي لِيَهْوَهَ؟ هَلْ يَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ لِعَائِلَتِي؟ وَهَلْ يُظْهِرُ أَنِّي صَبُورٌ وَلَطِيفٌ؟›.
١٨ لِمَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتِنَا نَحْنُ بِأَنْفُسِنَا؟
١٨ لَا يُجْبِرُنَا يَهْوَهُ أَنْ نُحِبَّهُ أَوْ نَخْدُمَهُ. فَٱلْقَرَارُ يَرْجِعُ إِلَيْنَا. فَهُوَ أَعْطَانَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ وَيَحْتَرِمُ حَقَّنَا فِي ٱلِٱخْتِيَارِ. (يش ٢٤:١٥؛ جا ٥:٤) لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَلْتَزِمَ بِأَيِّ قَرَارٍ نَتَّخِذُهُ عَلَى ضَوْءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَلْنَثِقْ دَائِمًا بِتَوْجِيهِهِ وَنَتْبَعْ مَبَادِئَهُ. وَهٰكَذَا، نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً وَنُبَرْهِنُ أَنَّنَا ثَابِتُونَ فِي جَمِيعِ طُرُقِنَا. — يع ١:٥-٨؛ ٤:٨.