أَرْبَعُ مَرْكَبَاتٍ وَتَاجٌ عَظِيمٌ
«يَكُونُ ذٰلِكَ إِذَا سَمِعْتُمْ صَوْتَ يَهْوَهَ إِلٰهِكُمْ». — زك ٦:١٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٧، ١٣٦
١، ٢ كَيْفَ كَانَتْ حَالُ ٱلْيَهُودِ فِي أُورُشَلِيمَ بَعْدَمَا ٱنْتَهَتْ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّابِعَةُ؟
لَدَى زَكَرِيَّا ٱلْكَثِيرُ لِيُفَكِّرَ فِيهِ بَعْدَمَا ٱنْتَهَتِ ٱلرُّؤْيَا ٱلسَّابِعَةُ. فَيَهْوَهُ أَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ سَيُحَاسِبُ ٱلَّذِينَ لَا يَسْلُكُونَ بِنَزَاهَةٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا ٱلْوَعْدَ شَجَّعَهُ. إِلَّا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَا زَالَ عَلَى حَالِهِ. فَٱلشَّرُّ مُنْتَشِرٌ، وَبِنَاءُ ٱلْهَيْكَلِ فِي أُورُشَلِيمَ مُتَوَقِّفٌ. وَلٰكِنْ لِمَاذَا تَرَكَ ٱلْيَهُودُ بِهٰذِهِ ٱلسُّرْعَةِ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ ٱللّٰهُ إِلَيْهِمْ؟ وَهَلْ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْعَوْا وَرَاءَ مَصَالِحِهِمْ؟
٢ عَرَفَ زَكَرِيَّا أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ أَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ تَحَلَّوْا بِٱلْإِيمَانِ. فَقَدْ ‹نَبَّهَ ٱللّٰهُ رُوحَهُمْ› لِيَتَخَلَّوْا عَنْ بُيُوتِهِمْ وَأَشْغَالِهِمْ فِي بَابِلَ. (عز ١:٢، ٣، ٥) وَتَرَكُوا مِنْطَقَةً ٱعْتَادُوا عَلَيْهَا، وَٱنْتَقَلُوا إِلَى أَرْضٍ لَمْ يَرَهَا مُعْظَمُهُمْ مِنْ قَبْلُ. وَلَا بُدَّ أَنَّ بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ كَانَ مُهِمًّا جِدًّا فِي نَظَرِهِمْ. فَقَدْ قَامُوا بِرِحْلَةٍ خَطِرَةٍ ٱمْتَدَّتْ ٦٠٠,١ كلم تَقْرِيبًا عَبْرَ أَرَاضٍ وَعِرَةٍ.
٣، ٤ أَيَّةُ عَقَبَاتٍ وَاجَهَهَا ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ؟
٣ وَمَاذَا دَارَ فِي فِكْرِ ٱلْيَهُودِ أَثْنَاءَ هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ؟ لَا شَكَّ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا سَاعَاتٍ طَوِيلَةً فِي مَوْطِنِهِمِ ٱلْجَدِيدِ. فَقَدْ سَمِعُوا عَنْ جَمَالِ مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْمَاضِي. كَمَا أَنَّ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا بَيْنَهُمْ رَأَوْا مَجْدَ ٱلْهَيْكَلِ ٱلسَّابِقِ. (عز ٣:١٢) وَلٰكِنْ تَخَيَّلْ نَفْسَكَ مَعَهُمْ فِي تِلْكَ ٱلرِّحْلَةِ. فَكَيْفَ تَشْعُرُ حِينَ تَلْمَحُ أُورُشَلِيمَ أَوَّلَ مَرَّةٍ؟ هَلْ تَتَحَسَّرُ حِينَ تَرَى مَبَانِيَهَا مُدَمَّرَةً وَتُغَطِّيهَا ٱلْأَعْشَابُ ٱلضَّارَّةُ؟ هَلْ تُقَارِنُ أَسْوَارَهَا ٱلْمُهَدَّمَةَ بِأَسْوَارِ بَابِلَ ٱلْمُزْدَوِجَةِ ٱلْعَالِيَةِ؟ هَلْ تَأْسَفُ حِينَ تَرَى فَجَوَاتٍ فِي ٱلْأَسْوَارِ مَكَانَ ٱلْأَبْوَابِ وَٱلْأَبْرَاجِ؟ رَغْمَ كُلِّ هٰذَا، ظَلَّتْ مَعْنَوِيَّاتُ ٱلْيَهُودِ عَالِيَةً. فَقَدْ رَأَوْا كَيْفَ حَمَاهُمْ يَهْوَهُ خِلَالَ رِحْلَةِ ٱلْعَوْدَةِ ٱلطَّوِيلَةِ. لِذٰلِكَ مَا إِنْ وَصَلُوا حَتَّى بَنَوْا مَذْبَحًا فِي مَوْقِعِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلسَّابِقِ، وَقَرَّبُوا عَلَيْهِ يَوْمِيًّا ذَبَائِحَ لِيَهْوَهَ. (عز ٣:١، ٢) فَكَانُوا مُتَحَمِّسِينَ جِدًّا، وَبَدَا أَنْ لَا شَيْءَ سَيُضْعِفُ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ.
٤ لٰكِنَّ بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ لَمْ يَكُنِ ٱلْعَمَلَ ٱلْوَحِيدَ ٱلْوَاجِبَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْعَائِدِينَ. فَقَدْ لَزِمَ أَيْضًا أَنْ يُرَمِّمُوا مُدُنَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ، يَزْرَعُوا حُقُولَهُمْ، وَيُطْعِمُوا عَائِلَاتِهِمْ. (عز ٢:٧٠) لِذَا لَمْ تَكُنْ مُهِمَّتُهُمْ سَهْلَةً إِطْلَاقًا. كَمَا أَنَّ ٱلْأَعْدَاءَ سُرْعَانَ مَا بَدَأُوا يُقَاوِمُونَهُمْ. وَفِيمَا ٱسْتَمَرَّتِ ٱلْمُقَاوَمَةُ ٱلشَّدِيدَةُ ١٥ سَنَةً، ضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ تَدْرِيجِيًّا. (عز ٤:١-٤) ثُمَّ جَاءَتِ ٱلضَّرْبَةُ ٱلْقَاضِيَةُ عَامَ ٥٢٢ قم، حِينَ أَمَرَ مَلِكُ فَارِسَ بِوَقْفِ أَعْمَالِ ٱلْبِنَاءِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَهٰكَذَا أَصْبَحَ مَصِيرُ ٱلْمَدِينَةِ مُظْلِمًا. — عز ٤:٢١-٢٤.
٥ كَيْفَ دَعَمَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ؟
٥ عَرَفَ يَهْوَهُ أَنَّ شَعْبَهُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ. فَأَعْطَى زَكَرِيَّا رُؤْيَا أَخِيرَةً أَكَّدَ فِيهَا أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ وَيُقَدِّرُ مَا أَنْجَزُوهُ، وَأَنَّهُ سَيَحْمِيهِمْ إِذَا عَادُوا إِلَى ٱلْعَمَلِ. كَمَا وَعَدَهُمْ أَنْ يُنْهُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ قَائِلًا: «يَكُونُ ذٰلِكَ إِذَا سَمِعْتُمْ صَوْتَ يَهْوَهَ إِلٰهِكُمْ». — زك ٦:١٥.
جَيْشٌ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ
٦ (أ) كَيْفَ تَبْدَأُ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلثَّامِنَةُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) لِمَ أَلْوَانُ ٱلْخُيُولِ تَخْتَلِفُ بَيْنَ مَرْكَبَةٍ وَأُخْرَى؟
٦ إِنَّ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلثَّامِنَةَ وَٱلْأَخِيرَةَ مُشَجِّعَةٌ جِدًّا. (اقرأ زكريا ٦:١-٣.) تَخَيَّلْ مَا رَآهُ ٱلنَّبِيُّ: أَرْبَعُ مَرْكَبَاتٍ تَنْطَلِقُ «مِنْ بَيْنِ جَبَلَيْ . . . نُحَاسٍ»، وَهِيَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مُجَهَّزَةٌ لِلْقِتَالِ. وَٱلْخُيُولُ ٱلَّتِي تَجُرُّهَا لَهَا أَلْوَانٌ عَدِيدَةٌ، مِمَّا يُسَهِّلُ ٱلتَّمْيِيزَ بَيْنَ ٱلْمَرْكَبَاتِ. فَيَسْأَلُ زَكَرِيَّا: «مَا هٰذِهِ»؟ (زك ٦:٤) وَنَحْنُ أَيْضًا نُرِيدُ أَنْ نَعْرِفَ لِأَنَّ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا مُهِمَّةٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ.
لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يَحْمِي شَعْبَهُ وَيَدْعَمُهُمْ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ
٧، ٨ (أ) مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْجَبَلَانِ؟ (ب) لِمَ ٱلْجَبَلَانِ مِنْ نُحَاسٍ؟
٧ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، تُمَثِّلُ ٱلْجِبَالُ أَحْيَانًا مَمَالِكَ أَوْ حُكُومَاتٍ. وَٱلْجَبَلَانِ ٱللَّذَانِ رَآهُمَا زَكَرِيَّا يُشْبِهَانِ ٱلْجَبَلَيْنِ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّانِي مِنْ سِفْرِ دَانِيَالَ. وَٱلْأَوَّلُ يُمَثِّلُ سُلْطَانَ يَهْوَهَ ٱلْأَبَدِيَّ فِي ٱلْكَوْنِ، أَمَّا ٱلثَّانِي فَيُمَثِّلُ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ بِرِئَاسَةِ يَسُوعَ. (دا ٢:٣٥، ٤٥) وَمُنْذُ أَصْبَحَ يَسُوعُ مَلِكًا خَرِيفَ عَامِ ١٩١٤، يَلْعَبُ هٰذَانِ ٱلْجَبَلَانِ دَوْرًا مُمَيَّزًا فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
٨ وَلِمَ ٱلْجَبَلَانِ مِنْ نُحَاسٍ؟ اَلنُّحَاسُ مَعْدِنٌ ثَمِينٌ لَمَّاعٌ، مِثْلُ ٱلذَّهَبِ. وَقَدْ أَوْصَى يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَسْتَخْدِمُوهُ فِي صُنْعِ ٱلْمَسْكَنِ وَهَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ لَاحِقًا. (خر ٢٧:١-٣؛ ١ مل ٧:١٣-١٦) مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يُشَدِّدُ ٱلنُّحَاسُ فِي ٱلْجَبَلَيْنِ عَلَى سُمُوِّ سُلْطَانِ يَهْوَهَ وَٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. وَفِي ظِلِّ هٰذَيْنِ ٱلْجَبَلَيْنِ، سَيَنْعَمُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ بِٱلْأَمَانِ وَبِبَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ.
٩ مَاذَا تُمَثِّلُ ٱلْمَرْكَبَاتُ مَعَ فُرْسَانِهَا، وَمَا هُوَ تَعْيِينُهُمْ؟
٩ لِنَعُدِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْمَرْكَبَاتِ. تُمَثِّلُ ٱلْمَرْكَبَاتُ مَعَ فُرْسَانِهَا مَلَائِكَةً، وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَجْمُوعَاتٍ أَوْ فِرَقًا مِنْهُمْ. (اقرأ زكريا ٦:٥-٨.) وَهٰؤُلَاءِ ٱلْمَلَائِكَةُ يَخْرُجُونَ مِنْ «أَمَامِ رَبِّ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا» فِي مُهِمَّةٍ خُصُوصِيَّةٍ. فَهُمْ يُرْسَلُونَ إِلَى مَنَاطِقَ مُعَيَّنَةٍ لِيَحْمُوا شَعْبَ يَهْوَهَ. وَهُمْ يَحْمُونَهُمْ خُصُوصًا مِنْ «أَرْضِ ٱلشَّمَالِ»، أَيْ بَابِلَ. فَيَهْوَهُ مَا كَانَ لِيَسْمَحَ لَهَا بِأَنْ تَسْتَعْبِدَ شَعْبَهُ مُجَدَّدًا. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا طَمْأَنَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ أَعْدَاءَهُمْ لَنْ يُوقِفُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ.
١٠ كَيْفَ تُطَمْئِنُنَا ٱلْيَوْمَ نُبُوَّةُ زَكَرِيَّا عَنِ ٱلْمَرْكَبَاتِ وَفُرْسَانِهَا؟
١٠ وَٱلْيَوْمَ، لَا يَزَالُ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ يَحْمِي شَعْبَهُ وَيَدْعَمُهُمْ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ. (مل ٣:٦؛ عب ١:٧، ١٤) فَمُنْذُ أَنْ تَحَرَّرُوا مِنْ أَسْرِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ عَامَ ١٩١٩، تَتَقَدَّمُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّرِسَةِ. (رؤ ١٨:٤) وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يَحْمُونَ هَيْئَةَ يَهْوَهَ، لَا نَخَافُ أَنْ يَقَعَ شَعْبُهُ فِي ٱلْأَسْرِ ٱلرُّوحِيِّ مُجَدَّدًا. (مز ٣٤:٧) عَلَى ٱلْعَكْسِ، نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ سَيَزْدَهِرُونَ رُوحِيًّا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي رُؤْيَا زَكَرِيَّا، نُدْرِكُ أَنَّنَا بِأَمَانٍ تَحْتَ حِمَايَةِ جَبَلَيِ ٱلنُّحَاسِ.
١١ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ مِنَ ٱلْهُجُومِ ٱلْوَشِيكِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ؟
١١ قَرِيبًا جِدًّا، سَتُشَكِّلُ حُكُومَاتُ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ تَحَالُفًا لِلْقَضَاءِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. (حز ٣٨:٢، ١٠-١٢؛ دا ١١:٤٠، ٤٤، ٤٥؛ رؤ ١٩:١٩) وَتُشَبِّهُ نُبُوَّةُ حَزْقِيَالَ هٰذِهِ ٱلْحُشُودَ بِسَحَابٍ يُغَطِّي ٱلْأَرْضَ. وَتُصَوِّرُهُمْ رَاكِبِينَ خَيْلًا وَهَاجِمِينَ بِشَرَاسَةٍ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. (حز ٣٨:١٥، ١٦)a فَهَلْ مِنْ دَاعٍ أَنْ نَخَافَ مِنْهُمْ؟ إِطْلَاقًا. فَمَعَنَا جَيْشٌ يُسَانِدُنَا. وَفِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ ٱلْحَاسِمَةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، سَيَحْمِي ٱلْمَلَائِكَةُ شَعْبَ ٱللّٰهِ وَيَقْضُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ سُلْطَانَهُ. (٢ تس ١:٧، ٨) وَكَمْ سَيَكُونُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ مُمَيَّزًا! وَلٰكِنْ مَنْ يَقُودُ جَيْشَ يَهْوَهَ ٱلسَّمَاوِيَّ؟
يَهْوَهُ يُتَوِّجُ رَئِيسَ كَهَنَتِهِ مَلِكًا
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ زَكَرِيَّا؟ (ب) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ «ٱلْفَرْخَ» يُشِيرُ إِلَى يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟
١٢ حِينَ رَأَى زَكَرِيَّا ٱلرُّؤَى ٱلثَّمَانِيَ، كَانَ وَحْدَهُ. أَمَّا ٱلْآنَ فَيُشَارِكُ فِي تَمْثِيلِيَّةٍ نَبَوِيَّةٍ، وَهَدَفُهَا تَشْجِيعُ ٱلَّذِينَ يَبْنُونَ ٱلْهَيْكَلَ. (اقرأ زكريا ٦:٩-١٢.) فَيَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَأْخُذَ فِضَّةً وَذَهَبًا مِنْ حَلْدَايَ وَطُوبِيَا وَيَدَعْيَا، ٱلَّذِينَ عَادُوا مُؤَخَّرًا مِنْ بَابِلَ، وَيَصْنَعَ مِنْهَا «تَاجًا عَظِيمًا». (زك ٦:١١) وَهَلْ يَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَضَعَ ٱلتَّاجَ عَلَى رَأْسِ ٱلْوَالِي زَرُبَّابِلَ، ٱلَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا وَسُلَالَةِ دَاوُدَ؟ كَلَّا، بَلْ عَلَى رَأْسِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعَ! وَلَا شَكَّ أَنَّ ذٰلِكَ يُثِيرُ دَهْشَةَ ٱلْحَاضِرِينَ.
١٣ فَهَلْ يُصْبِحُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعُ مَلِكًا عِنْدَ تَتْوِيجِهِ؟ كَلَّا. فَهُوَ لَيْسَ مِنْ سُلَالَةِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ، وَبِٱلتَّالِي لَا يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَمْلِكَ. فَمَا مَعْنَى هٰذِهِ ٱلتَّمْثِيلِيَّةِ إِذًا؟ لَقَدْ أَشَارَتْ نَبَوِيًّا إِلَى مَلِكٍ وَرَئِيسِ كَهَنَةٍ أَبَدِيٍّ يُسَمَّى «ٱلْفَرْخَ». وَتُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِوُضُوحٍ أَنَّ هٰذَا «ٱلْفَرْخَ» هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. — اش ١١:١؛ مت ٢:٢٣.b
١٤ أَيُّ عَمَلٍ يُؤَدِّيهِ يَسُوعُ بِصِفَتِهِ مَلِكًا وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ؟
١٤ وَيَسُوعُ، بِصِفَتِهِ مَلِكًا وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ، يَقُودُ جَيْشَ يَهْوَهَ ٱلسَّمَاوِيَّ. وَهُوَ يَحْرِصُ أَنْ يَنْعَمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ بِٱلْأَمَانِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْعِدَائِيِّ. (ار ٢٣:٥، ٦) وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ، سَيَغْلِبُ ٱلْأُمَمَ لِتَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ وَحِمَايَةِ شَعْبِهِ. (رؤ ١٧:١٢-١٤؛ ١٩:١١، ١٤، ١٥) وَلٰكِنْ قَبْلَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، أَمَامَهُ عَمَلٌ عَظِيمٌ لِيُنْجِزَهُ.
«هُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ يَهْوَهَ»
١٥، ١٦ (أ) أَيُّ عَمَلِ رَدٍّ وَتَمْحِيصٍ يَجْرِي فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، وَمَنْ يَقُومُ بِهِ؟ (ب) مَاذَا سَيَتَحَقَّقُ عِنْدَ نِهَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ؟
١٥ لَمْ يُعَيَّنْ يَسُوعُ مَلِكًا وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ فَحَسْبُ، بَلْ أُوكِلَ إِلَيْهِ أَيْضًا أَنْ «يَبْنِيَ هَيْكَلَ يَهْوَهَ». (اقرأ زكريا ٦:١٣.) فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، شَمَلَ عَمَلُ ٱلْبِنَاءِ هٰذَا تَحْرِيرَ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ وَرَدَّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عَامَ ١٩١٩. وَأَقَامَ يَسُوعُ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» لِيُشْرِفَ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْعَظِيمِ. (مت ٢٤:٤٥) كَمَا أَنَّ يَسُوعَ يَنْشَغِلُ بِتَمْحِيصِ شَعْبِ ٱللّٰهِ لِتَكُونَ عِبَادَتُهُمْ طَاهِرَةً. — مل ٣:١-٣.
١٦ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، سَيَحْكُمُ يَسُوعُ أَلْفَ سَنَةٍ مَعَ ٱلْمُلُوكِ وَٱلْكَهَنَةِ ٱلْمُعَاوِنِينَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤. وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، سَيُسَاعِدُونَ ٱلْبَشَرَ ٱلْأُمَنَاءَ لِيُصْبِحُوا كَامِلِينَ. وَعِنْدَمَا يُنْجِزُونَ عَمَلَهُمْ، لَنْ يَبْقَى عَلَى ٱلْأَرْضِ سِوَى عُبَّادِ ٱللّٰهِ. وَهٰكَذَا، تُرَدُّ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ كَامِلًا.
شَارِكْ فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ
١٧ أَيُّ دَعْمٍ إِضَافِيٍّ وَعَدَ يَهْوَهُ بِهِ، وَكَيْفَ أَثَّرَ ذٰلِكَ فِي ٱلْيَهُودِ؟
١٧ كَيْفَ أَثَّرَتْ رِسَالَةُ زَكَرِيَّا عَلَى ٱلْيَهُودِ فِي أَيَّامِهِ؟ وَعَدَهُمْ يَهْوَهُ أَنْ يُوَفِّرَ لَهُمُ ٱلْأَمَانَ وَٱلْحِمَايَةَ لِيُكْمِلُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا رَفَعَ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ. وَلٰكِنْ كَيْفَ لِأَشْخَاصٍ قَلِيلِينَ أَنْ يُنْجِزُوا هٰذَا ٱلْعَمَلَ ٱلْهَائِلَ؟ تُزِيلُ كَلِمَاتُ زَكَرِيَّا ٱلتَّالِيَةُ أَيَّةَ شُكُوكٍ أَوْ مَخَاوِفَ عِنْدَهُمْ. فَٱلْيَهُودُ كَانُوا يَحْظَوْنَ بِدَعْمِ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ مِثْلِ حَلْدَايَ وَطُوبِيَا وَيَدَعْيَا. وَيَهْوَهُ يَعِدُهُمُ ٱلْآنَ بِدَعْمٍ إِضَافِيٍّ قَائِلًا: «يَأْتِي ٱلْبَعِيدُونَ وَيَبْنُونَ فِي هَيْكَلِ يَهْوَهَ». (اقرأ زكريا ٦:١٥.) فَيَثِقُ ٱلْيَهُودُ بِدَعْمِهِ، وَيَعُودُونَ إِلَى عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ رَغْمَ ٱلْحَظْرِ. وَسُرْعَانَ مَا يُزِيلُ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْعَقَبَةَ ٱلْكَبِيرَةَ أَيْضًا. وَهٰكَذَا، يَنْتَهِي بِنَاءُ ٱلْهَيْكَلِ عَامَ ٥١٥ قم. (عز ٦:٢٢؛ زك ٤:٦، ٧) إِلَّا أَنَّ وَعْدَ يَهْوَهَ لَهُ إِتْمَامٌ أَعْظَمُ فِي أَيَّامِنَا.
١٨ كَيْفَ تَتِمُّ زَكَرِيَّا ٦:١٥ فِي أَيَّامِنَا؟
١٨ يَنْضَمُّ ٱلْمَلَايِينُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَهُمْ يَتَبَرَّعُونَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ ‹بِنَفَائِسِهِمِ› ٱلَّتِي تَشْمُلُ وَقْتَهُمْ وَطَاقَتَهُمْ وَمُمْتَلَكَاتِهِمْ. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، يَدْعَمُونَ هَيْكَلَ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلْعَظِيمَ. (ام ٣:٩) فَهَلْ يُقَدِّرُ يَهْوَهُ هٰذَا ٱلدَّعْمَ؟ لِنَعُدْ إِلَى حَلْدَايَ وَطُوبِيَا وَيَدَعْيَا. فَقَدْ تَبَرَّعُوا بِفِضَّةٍ وَذَهَبٍ لِيَصْنَعَ مِنْهَا زَكَرِيَّا ٱلتَّاجَ ٱلْعَظِيمَ. وَهٰذَا ٱلتَّاجُ أَصْبَحَ «تَذْكَارًا»، أَيْ مُذَكِّرًا بِتَبَرُّعِهِمْ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. (زك ٦:١٤) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَنْ يَنْسَى يَهْوَهُ أَبَدًا عَمَلَنَا وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي نُظْهِرُهَا لَهُ. — عب ٦:١٠.
١٩ إِلَامَ تَدْفَعُنَا رُؤَى زَكَرِيَّا ٱلْيَوْمَ؟
١٩ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، أَنْجَزَ شَعْبُ يَهْوَهَ عَمَلًا هَائِلًا يَدُلُّ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَقُودُهُمْ وَيَهْوَهَ يُبَارِكُهُمْ. وَنَحْنُ مَسْرُورُونَ أَنْ نَكُونَ بِأَمَانٍ دَاخِلَ هَيْئَةٍ ثَابِتَةٍ وَأَبَدِيَّةٍ. وَنَتَشَجَّعُ لِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُحَقِّقُ قَصْدَهُ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَقَدِّرْ وُجُودَكَ بَيْنَ شَعْبِهِ ‹وَٱسْمَعْ صَوْتَ يَهْوَهَ إِلٰهِكَ›. وَهٰكَذَا تَبْقَى تَحْتَ حِمَايَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ وَيَسُوعَ، مَلِكِنَا وَرَئِيسِ كَهَنَتِنَا. وَٱدْعَمِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ كَامِلًا، فَيَحْفَظَكَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ وَيَحْمِيَكَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْبَاقِي مِنْ هٰذَا ٱلنِّظَامِ، وَإِلَى ٱلْأَبَدِ أَيْضًا!
a لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، ٱنْظُرْ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي عَدَدِ ١٥ أَيَّارَ (مَايُو) ٢٠١٥ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٢٩-٣٠.
b فِي ٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، تُشْتَقُّ ٱلتَّسْمِيَةُ «نَاصِرِيٌّ» مِنْ كَلِمَةٍ تَعْنِي «ٱلْفَرْخَ».