هَلْ أَنْتَ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ؟
«يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَخَافُ. وَإِيَّاهُ تَخْدُمُ، وَبِهِ تَلْتَصِقُ». — تث ١٠:٢٠.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٠٦، ٢٧
١، ٢ (أ) لِمَ نَرْغَبُ أَنْ نَكُونَ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
مَنْ مِنَّا لَا يَرْغَبُ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ؟ فَلَا أَحَدَ يَفُوقُ إِلٰهَنَا فِي ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْقُوَّةِ وَٱلْحِكْمَةِ. (مز ٩٦:٤-٦) لِذَا نَرْغَبُ جَمِيعًا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لَهُ وَنَقِفَ إِلَى جَانِبِهِ. لٰكِنَّ بَعْضَ عُبَّادِهِ فَشِلُوا فِي ذٰلِكَ.
٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ رِوَايَاتٍ عَنْ أَشْخَاصٍ ٱدَّعَوْا أَنَّهُمْ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ، لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَصَرَّفُوا بِطَرِيقَةٍ يَكْرَهُهَا. وَسَنَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ.
يَهْوَهُ يَفْحَصُ ٱلْقُلُوبَ
٣ مَاذَا قَالَ يَهْوَهُ لِقَايِينَ، وَلِمَاذَا؟
٣ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ قَايِينَ. صَحِيحٌ أَنَّهُ لَمْ يَعْبُدْ آلِهَةً بَاطِلَةً، لٰكِنَّ عِبَادَتَهُ لَمْ تُرْضِ يَهْوَهَ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ يَهْوَهَ رَأَى بُذُورَ ٱلشَّرِّ تَنْمُو فِي قَلْبِهِ. (١ يو ٣:١٢) فَحَذَّرَهُ قَائِلًا: «إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ، فَعِنْدَ ٱلْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ ٱشْتِيَاقُهَا. فَهَلْ تَسُودُ أَنْتَ عَلَيْهَا؟». (تك ٤:٦، ٧) بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، قَالَ لَهُ: «إِذَا تُبْتَ وَوَقَفْتَ بِثَبَاتٍ إِلَى جَانِبِي، أَقِفُ أَنَا أَيْضًا إِلَى جَانِبِكَ».
٤ كَيْفَ تَصَرَّفَ قَايِينُ؟
٤ كَانَ يَهْوَهُ سَيَرْضَى عَلَى قَايِينَ لَوْ أَنَّهُ صَحَّحَ تَفْكِيرَهُ. لٰكِنَّ قَايِينَ لَمْ يَقْبَلِ ٱلنَّصِيحَةَ. فَقَادَهُ تَفْكِيرُهُ ٱلْخَاطِئُ وَرَغْبَتُهُ ٱلْأَنَانِيَّةُ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ. (يع ١:١٤، ١٥) وَرُبَّمَا لَمْ يَتَصَوَّرْ قَايِينُ فِي صِغَرِهِ أَنَّهُ سَيَتْرُكُ يَهْوَهَ يَوْمًا مَا. لٰكِنَّهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ تَمَرَّدَ عَلَى يَهْوَهَ وَقَتَلَ أَخَاهُ.
٥ أَيُّ تَفْكِيرٍ يُخَسِّرُنَا رِضَى يَهْوَهَ؟
٥ وَمِثْلَ قَايِينَ، يَدَّعِي بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ، إِنَّمَا يَسْلُكُونَ بِطَرِيقَةٍ لَا تُرْضِيهِ. (يه ١١) فَيَشْتَرِكُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ بِنَشَاطٍ وَيَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَسْمَحُونَ لِلتَّخَيُّلَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ وَٱلطَّمَعِ وَٱلْكَرَاهِيَةِ أَنْ تُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ. (١ يو ٢:١٥-١٧؛ ٣:١٥) وَتَفْكِيرٌ كَهٰذَا يَقُودُهُمْ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ. وَلٰكِنْ حَتَّى لَوِ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يُخْفُوا أَفْكَارَهُمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ عَنِ ٱلنَّاسِ، فَلَنْ يُخْفُوهَا عَنْ يَهْوَهَ. فَهُوَ يَعْرِفُ هَلْ نَحْنُ إِلَى جَانِبِهِ كَامِلًا أَمْ لَا. — اقرأ ارميا ١٧:٩، ١٠.
٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ ‹لِنَسُودَ› عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ؟
٦ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَقْطَعُ ٱلْأَمَلَ مِنَّا. فَحِينَ يَرَى أَنَّنَا نَبْتَعِدُ عَنْهُ، يُشَجِّعُنَا قَائِلًا: «اِرْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ». (مل ٣:٧) وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَقِفَ فِي وَجْهِ ٱلشَّرِّ، خُصُوصًا فِيمَا نُصَارِعُ ضَعَفَاتِنَا. (اش ٥٥:٧) وَعِنْدَئِذٍ يَقِفُ هُوَ أَيْضًا إِلَى جَانِبِنَا. فَيُقَوِّينَا رُوحِيًّا وَمَعْنَوِيًّا وَجَسَدِيًّا ‹لِنَسُودَ› عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ. — تك ٤:٧.
«لَا تَضِلُّوا»
٧ كَيْفَ خَسِرَ سُلَيْمَانُ صَدَاقَتَهُ مَعَ يَهْوَهَ؟
٧ نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ أَيْضًا مِمَّا حَصَلَ مَعَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَدْ طَلَبَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ فِي شَبَابِهِ. لِذَا جَعَلَهُ حَكِيمًا جِدًّا، وَأَوْكَلَ إِلَيْهِ بِنَاءَ هَيْكَلِهِ ٱلْعَظِيمِ فِي أُورُشَلِيمَ. إِلَّا أَنَّ سُلَيْمَانَ لَمْ يَظَلَّ صَدِيقًا لِيَهْوَهَ. (١ مل ٣:١٢؛ ١١:١، ٢) فَٱلشَّرِيعَةُ أَوْصَتِ ٱلْمَلِكَ فِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا «يُكَثِّرَ لِنَفْسِهِ ٱلزَّوْجَاتِ، لِئَلَّا يَزِيغَ قَلْبُهُ». (تث ١٧:١٧) لٰكِنَّ سُلَيْمَانَ لَمْ يُطِعْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ، بَلِ ٱتَّخَذَ ٧٠٠ زَوْجَةٍ وَ ٣٠٠ سُرِّيَّةٍ. (١ مل ١١:٣) كَمَا أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنْهُنَّ كُنَّ غَيْرَ إِسْرَائِيلِيَّاتٍ وَعَبَدْنَ آلِهَةً بَاطِلَةً. وَبِذٰلِكَ خَالَفَ أَيْضًا ٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي مَنَعَتِ ٱلزَّوَاجَ مِنْ نِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ. — تث ٧:٣، ٤.
٨ إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَخْطَأَ سُلَيْمَانُ إِلَى يَهْوَهَ؟
٨ خَسِرَ سُلَيْمَانُ تَدْرِيجِيًّا مَحَبَّتَهُ لِوَصَايَا يَهْوَهَ. فَٱرْتَكَبَ بِٱلنَّتِيجَةِ خَطَايَا خَطِيرَةً جِدًّا. فَقَدْ بَنَى مَذَابِحَ لِآلِهَةٍ بَاطِلَةٍ، مِثْلِ عَشْتُورَثَ وَكَمُوشَ. وَٱنْضَمَّ إِلَى زَوْجَاتِهِ فِي عِبَادَةِ ٱلْأَوْثَانِ. وَأَيْنَ بَنَى هٰذِهِ ٱلْمَذَابِحَ؟ عَلَى جَبَلٍ مُقَابِلَ أُورُشَلِيمَ حَيْثُ بَنَى هَيْكَلَ يَهْوَهَ! (١ مل ١١:٥-٨؛ ٢ مل ٢٣:١٣) وَرُبَّمَا أَوْهَمَ نَفْسَهُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَتَغَاضَى عَنْ عِصْيَانِهِ، مَا دَامَ يُقَدِّمُ ٱلذَّبَائِحَ فِي ٱلْهَيْكَلِ أَيْضًا.
٩ مَاذَا حَدَثَ لِأَنَّ سُلَيْمَانَ تَجَاهَلَ وَصَايَا يَهْوَهَ؟
٩ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَاضَى عَنِ ٱلْخَطَإِ. تُخْبِرُ ٱلرِّوَايَةُ: «اِشْتَدَّ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَى سُلَيْمَانَ، لِأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنْ يَهْوَهَ . . . ٱلَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ. وَأَوْصَاهُ مِنْ جِهَةِ هٰذَا ٱلْأَمْرِ أَلَّا يَذْهَبَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ يَهْوَهُ». نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، خَسِرَ سُلَيْمَانُ رِضَى ٱللّٰهِ وَدَعْمَهُ. فَلَمْ يَمْلِكِ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ عَلَى كَامِلِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَعَانَوْا مَصَائِبَ كَثِيرَةً عَلَى مَرِّ ٱلْأَجْيَالِ. — ١ مل ١١:٩-١٣.
١٠ مَاذَا يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِنَا لِلْخَطَرِ؟
١٠ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟ حِينَ نُصَادِقُ أَشْخَاصًا لَا يُقَدِّرُونَ مَبَادِئَ يَهْوَهَ وَلَا يُطَبِّقُونَهَا، تَتَعَرَّضُ رُوحِيَّاتُنَا لِلْخَطَرِ. وَهٰؤُلَاءِ قَدْ يَكُونُونَ إِخْوَةً ضُعَفَاءَ رُوحِيًّا، أَوْ أَقَارِبَ وَجِيرَانًا وَزُمَلَاءَ فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ. عَلَى أَيِّ حَالٍ، إِنْ أَمْضَيْنَا ٱلْوَقْتَ مَعَ أَشْخَاصٍ لَا يُقَدِّرُونَ مَبَادِئَ يَهْوَهَ، فَسَيُخَرِّبُونَ عَلَاقَتَنَا بِهِ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا.
١١ كَيْفَ نُقَيِّمُ مُعَاشَرَاتِنَا؟
١١ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٣٣. يَتَمَتَّعُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ بِبَعْضِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ. وَكَثِيرُونَ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ لَا يُسِيئُونَ ٱلتَّصَرُّفَ دَائِمًا. فَإِذَا صَحَّ ذٰلِكَ عَلَى مَعَارِفِكَ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ خَارِجَهَا، فَهَلْ تَكُونُ مُعَاشَرَتُهُمْ جَيِّدَةً حَتْمًا؟ اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ تُؤَثِّرُ رِفْقَتُهُمْ عَلَى عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ؟ هَلْ يُقَرِّبُونَنِي إِلَيْهِ؟ وَمَا هِيَ ٱهْتِمَامَاتُهُمْ؟ هَلْ يَدُورُ كُلُّ حَدِيثِهِمْ حَوْلَ ٱلْمُوضَةِ، ٱلْمَالِ، ٱلتَّسْلِيَةِ، ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ، وَمَا شَابَهَ؟ وَهَلْ مِنْ عَادَتِهِمْ أَنْ يَنْتَقِدُوا ٱلْآخَرِينَ أَوْ يُخْبِرُوا نِكَاتًا بَذِيئَةً؟›. حَذَّرَ يَسُوعُ: «مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ». (مت ١٢:٣٤) لِذَا إِذَا أَحْسَسْتَ أَنَّ ٱلَّذِينَ تُعَاشِرُهُمْ يُفْسِدُونَ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ، فَٱتَّخِذْ إِجْرَاءً حَازِمًا. قَلِّلِ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي تُمْضِيهِ مَعَهُمْ، أَوِ ٱقْطَعْ عَلَاقَتَكَ بِهِمْ إِنْ لَزِمَ ٱلْأَمْرُ. — ام ١٣:٢٠.
يَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنَّا ٱلْوَلَاءَ
١٢ (أ) مَاذَا قَالَ يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَعْدَمَا حَرَّرَهُمْ مِنْ مِصْرَ؟ (ب) بِمَ أَجَابَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ؟
١٢ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَعْدَمَا حَرَّرَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ. فَعِنْدَمَا تَجَمَّعَ ٱلشَّعْبُ أَمَامَ جَبَلِ سِينَاءَ، أَظْهَرَ يَهْوَهُ نَفْسَهُ لَهُمْ بِطَرِيقَةٍ مُذْهِلَةٍ. فَرَأَوْا سَحَابَةً مُظْلِمَةً وَبُرُوقًا وَدُخَانًا. وَسَمِعُوا رُعُودًا وَصَوْتًا عَالِيًا جِدًّا يُشْبِهُ صَوْتَ ٱلْقَرْنِ. (خر ١٩:١٦-١٩) ثُمَّ أَعْلَنَ يَهْوَهُ أَنَّهُ «إِلٰهٌ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ». وَوَعَدَهُمْ أَنْ يَكُونَ وَلِيًّا لَهُمْ إِذَا أَحَبُّوهُ وَأَطَاعُوا وَصَايَاهُ. (اقرإ الخروج ٢٠:١-٦.) وَكَأَنَّهُ قَالَ: «إِذَا وَقَفْتُمْ بِثَبَاتٍ إِلَى جَانِبِي، أَقِفُ أَنَا أَيْضًا إِلَى جَانِبِكُمْ». وَٱلْآنَ تَخَيَّلْ أَنَّكَ مَعَهُمْ هُنَاكَ. فَمَاذَا تَقُولُ لِيَهْوَهَ؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُجِيبُ مِثْلَهُمْ: «كُلُّ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ». (خر ٢٤:٣) وَلٰكِنْ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى وَاجَهَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَضْعًا ٱمْتَحَنَ وَلَاءَهُمْ.
١٣ أَيُّ وَضْعٍ ٱمْتَحَنَ وَلَاءَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟
١٣ لَقَدْ خَافَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنَ ٱلسَّحَابَةِ ٱلْمُظْلِمَةِ وَٱلْبُرُوقِ وَٱلظَّوَاهِرِ ٱلْأُخْرَى. لِذَا طَلَبُوا مِنْ مُوسَى أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَ يَهْوَهَ نِيَابَةً عَنْهُمْ. فَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ لِهٰذَا ٱلْهَدَفِ. (خر ٢٠:١٨-٢١) وَلٰكِنْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ، وَلَمْ يَعُدْ مُوسَى إِلَى ٱلْمُخَيَّمِ. فَهَلْ بَاتَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَالِقِينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ بِلَا قَائِدِهِمْ؟ يَبْدُو أَنَّ إِيمَانَهُمُ ٱعْتَمَدَ عَلَى وُجُودِ مُوسَى مَعَهُمْ. فَفِي غِيَابِهِ، قَلِقُوا كَثِيرًا وَقَالُوا لِهَارُونَ: «اِصْنَعْ لَنَا إِلٰهًا يَسِيرُ أَمَامَنَا، لِأَنَّ مُوسَى هٰذَا، ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لَا نَعْرِفُ مَاذَا جَرَى لَهُ». — خر ٣٢:١، ٢.
١٤ بِمَ أَوْهَمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْفُسَهُمْ، وَلٰكِنْ كَيْفَ نَظَرَ يَهْوَهُ إِلَى تَصَرُّفِهِمْ؟
١٤ عَرَفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ خَطِيَّةٌ خَطِيرَةٌ. (خر ٢٠:٣-٥) وَلٰكِنْ هَا هُمُ ٱلْآنَ يَعْبُدُونَ عِجْلًا ذَهَبِيًّا. وَمَعَ أَنَّهُمْ كَسَرُوا وَصِيَّةَ يَهْوَهَ، أَوْهَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ إِلَى جَانِبِهِ، حَتَّى إِنَّ هَارُونَ دَعَا عِبَادَةَ ٱلْعِجْلِ ‹عِيدًا لِيَهْوَهَ›. وَلٰكِنْ كَيْفَ نَظَرَ يَهْوَهُ إِلَى هٰذَا ٱلتَّصَرُّفِ؟ لَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ خِيَانَةً. وَقَالَ لِمُوسَى إِنَّ ٱلشَّعْبَ ‹فَسَدُوا› وَ ‹حَادُوا عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي أَوْصَاهُمْ أَنْ يَسْلُكُوهُ›. وَمِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ، فَكَّرَ فِي إِبَادَةِ ٱلْأُمَّةِ بِكَامِلِهَا. — خر ٣٢:٥-١٠.
١٥، ١٦ كَيْفَ بَرْهَنَ مُوسَى وَهَارُونُ أَنَّهُمَا إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٥ لٰكِنَّ يَهْوَهَ إِلٰهٌ رَحِيمٌ. لِذَا قَرَّرَ أَلَّا يُفْنِيَ ٱلْأُمَّةَ. وَأَعْطَى خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ فُرْصَةً لِيُبَرْهِنُوا أَنَّهُمْ إِلَى جَانِبِهِ. (خر ٣٢:١٤) فَعِنْدَمَا رَأَى مُوسَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَهْتِفُونَ وَيُغَنُّونَ وَيَرْقُصُونَ أَمَامَ ٱلْعِجْلِ ٱلذَّهَبِيِّ، سَحَقَهُ حَتَّى صَارَ نَاعِمًا. ثُمَّ نَادَى: «مَنْ لِيَهْوَهَ فَإِلَيَّ!». وَعِنْدَئِذٍ، «ٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لَاوِي». — خر ٣٢:١٧-٢٠، ٢٦.
١٦ وَمَعَ أَنَّ هَارُونَ صَنَعَ ٱلْعِجْلَ، تَابَ وَوَقَفَ مَعَ بَاقِي ٱللَّاوِيِّينَ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا فَرَزَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنْفُسَهُمْ عَنِ ٱلْخُطَاةِ. وَتَصَرُّفُهُمْ هٰذَا كَانَ فِي مَحَلِّهِ. فَقَدْ مَاتَ ٱلْآلَافُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ لِأَنَّهُمْ عَبَدُوا ٱلْعِجْلَ ٱلذَّهَبِيَّ. أَمَّا هُمْ، فَوَعَدَهُمْ يَهْوَهُ أَنْ يُبَارِكَهُمْ. — خر ٣٢:٢٧-٢٩.
١٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا قَالَهُ بُولُسُ؟
١٧ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ صَارَتْ لَنَا أَمْثِلَةً . . . فَلَا تَصِيرُوا عَبَدَةَ أَصْنَامٍ، كَمَا صَارَ بَعْضٌ مِنْهُمْ . . . فَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا، وَكُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ. إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَحْتَرِزْ لِئَلَّا يَسْقُطَ». (١ كو ١٠:٦، ٧، ١١، ١٢) فَحَسْبَمَا أَشَارَ بُولُسُ، حَتَّى ٱلْخُدَّامُ ٱلْأُمَنَاءُ يُمْكِنُ أَنْ يَرْتَكِبُوا خَطَايَا خَطِيرَةً. كَمَا أَنَّهُمْ قَدْ يُوهِمُونَ أَنْفُسَهُمْ أَنَّ ٱللّٰهَ رَاضٍ عَنْهُمْ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَقْبَلَ عِبَادَتَهُمْ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ يَرْغَبُونَ فِي صَدَاقَتِهِ، أَوْ يَدَّعُونَ ٱلْوَلَاءَ لَهُ. — ١ كو ١٠:١-٥.
١٨ مَاذَا يُبْعِدُنَا عَنْ يَهْوَهَ، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١٨ وَمِثْلَمَا قَلِقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ حِينَ تَأَخَّرَ مُوسَى فِي ٱلْجَبَلِ، يُمْكِنُ أَنْ نَقْلَقَ ٱلْيَوْمَ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ تَأَخَّرَتْ. حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نُفَكِّرُ أَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ بَعِيدَةٌ جِدًّا أَوْ خَيَالِيَّةٌ. وَإِذَا لَمْ نُعَالِجْ هٰذَا ٱلْوَضْعَ، فَسَنُرَكِّزُ عَلَى مَا نُرِيدُهُ نَحْنُ، لَا عَلَى مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، نَبْتَعِدُ عَنْهُ تَدْرِيجِيًّا وَنَرْتَكِبُ خَطَايَا مَا كُنَّا نَتَخَيَّلُ أَنَّنَا سَنَرْتَكِبُهَا.
١٩ أَيُّ حَقِيقَةٍ يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَهَا، وَلِمَاذَا؟
١٩ لِنَتَذَكَّرْ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يَطْلُبُ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ وَنُطِيعَهُ كَامِلًا. (خر ٢٠:٥) فَإِذَا ٱبْتَعَدْنَا عَنْ عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِأَيِّ شَكْلٍ مِنَ ٱلْأَشْكَالِ، فَسَنَفْعَلُ مَشِيئَةَ ٱلشَّيْطَانِ. وَهٰذَا لَنْ يَقُودَنَا إِلَّا إِلَى كَارِثَةٍ. لِذَا ذَكَّرَنَا بُولُسُ: «لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ يَهْوَهَ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ؛ لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَنَاوَلُوا مِنْ ‹مَائِدَةِ يَهْوَهَ› وَمَائِدَةِ شَيَاطِينَ». — ١ كو ١٠:٢١.
اِبْقَ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ
٢٠ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ إِذَا ٱرْتَكَبْنَا خَطَأً؟
٢٠ مَا ٱلْقَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكُ بَيْنَ قَايِينَ وَسُلَيْمَانَ وَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا؟ لَقَدْ حَظُوا جَمِيعًا بِفُرْصَةٍ ‹لِيَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا› إِلَى يَهْوَهَ. (اع ٣:١٩) فَيَهْوَهُ لَا يَقْطَعُ ٱلْأَمَلَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ خَطَأً. وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ لِمُسَامَحَتِهِمْ إِنْ تَابُوا، مِثْلَمَا سَامَحَ هَارُونَ. وَٱلْيَوْمَ، يُنَبِّهُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ وَإِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَحِينَ نُصْغِي إِلَيْهِ، نَثِقُ أَنَّهُ سَيَرْحَمُنَا.
٢١ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟
٢١ خِتَامًا، لَا نَنْسَ ٱلْقَصْدَ مِنْ نِعْمَةِ يَهْوَهَ. (٢ كو ٦:١) فَهِيَ تُعْطِينَا ٱلْفُرْصَةَ «لِنَنْبِذَ ٱلْكُفْرَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ». (اقرأ تيطس ٢:١١-١٤.) وَمَا دُمْنَا نَعِيشُ «وَسْطَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هٰذَا»، فَسَنُوَاجِهُ ظُرُوفًا تَمْتَحِنُ وَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ. فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَثْبُتَ إِلَى جَانِبِهِ، وَنَتَذَكَّرِ ٱلْوَصِيَّةَ: «يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَخَافُ. وَإِيَّاهُ تَخْدُمُ، وَبِهِ تَلْتَصِقُ». — تث ١٠:٢٠.