تَكَلَّمْ بِٱلْحَقِّ
«تَكَلَّمُوا بِٱلْحَقِّ بَعْضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ». — زك ٨:١٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٤، ٦٣
١، ٢ أَيُّ أَمْرٍ لَهُ أَسْوَأُ تَأْثِيرٍ عَلَى ٱلْبَشَرِ، وَمَنِ ٱسْتَعْمَلَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ؟
بَعْضُ ٱلِٱخْتِرَاعَاتِ كَٱلتِّلِفُونِ وَٱلسَّيَّارَةِ حَسَّنَتْ حَيَاتَنَا. أَمَّا ٱخْتِرَاعَاتٌ أُخْرَى، كَٱلسَّجَائِرِ وَٱلْقَنَابِلِ، فَتُعَرِّضُنَا لِلْخَطَرِ. لٰكِنْ هُنَاكَ أَمْرٌ أَقْدَمُ مِنْ كُلِّ هٰذِهِ لَهُ أَسْوَأُ تَأْثِيرٍ عَلَى ٱلْبَشَرِ. إِنَّهُ ٱلْكَذِبُ. وَٱلْكَذِبُ هُوَ قَوْلُ شَيْءٍ غَيْرِ صَحِيحٍ عَمْدًا لِخِدَاعِ ٱلْآخَرِينَ. وَمَنْ كَذَبَ أَوَّلَ مَرَّةٍ؟ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ «إِبْلِيسَ» هُوَ «أَبُو ٱلْكَذِبِ». (اقرأ يوحنا ٨:٤٤.) وَمَتَى كَذَبَ أَوَّلَ كِذْبَةٍ؟
٢ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ، وَضَعَ يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ. وَطَلَبَ مِنْهُمَا أَلَّا يَأْكُلَا مِنْ ثَمَرِ «شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ»، وَإِلَّا فَسَيَمُوتَانِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ عَرَفَ ذٰلِكَ، قَالَ لِحَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ: «لَنْ تَمُوتَا». وَكَانَتْ هٰذِهِ أَوَّلَ كِذْبَةٍ فِي ٱلتَّارِيخِ. ثُمَّ تَابَعَ: «اَللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ». — تك ٢:١٥-١٧؛ ٣:١-٥.
٣ لِمَ كِذْبَةُ ٱلشَّيْطَانِ مُؤْذِيَةٌ جِدًّا، وَمَاذَا نَتَجَ عَنْهَا؟
٣ كَانَتْ كِذْبَةُ ٱلشَّيْطَانِ مُؤْذِيَةً جِدًّا لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ حَوَّاءَ سَتَمُوتُ إِذَا صَدَّقَتْهُ وَأَكَلَتْ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ. وَهٰذَا مَا حَصَلَ. فَآدَمُ وَحَوَّاءُ تَمَرَّدَا عَلَى يَهْوَهَ وَمَاتَا. (تك ٣:٦؛ ٥:٥) وَبِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْخَطِيَّةِ، «ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ». وَهٰكَذَا «مَلَكَ ٱلْمَوْتُ» حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا مِثْلَ آدَمَ. (رو ٥:١٢، ١٤) وَبَدَلَ أَنْ نَعِيشَ كَامِلِينَ إِلَى ٱلْأَبَدِ كَمَا قَصَدَ ٱللّٰهُ، صَارَتْ ‹أَيَّامُ سِنِينَا سَبْعِينَ سَنَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانِينَ سَنَةً، فَهِيَ مَلْآنَةٌ شَقَاءً وَأَذًى›. (مز ٩٠:١٠) وَكُلُّ ذٰلِكَ بِسَبَبِ كِذْبَةِ ٱلشَّيْطَانِ.
٤ (أ) أَيُّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟ (ب) بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُور ١٥:١، ٢، كَيْفَ نَكُونُ أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ؟
٤ قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ فِي يُوحَنَّا ٨:٤٤: «لَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا حَقَّ فِيهِ». وَٱلشَّيْطَانُ لَمْ يَتَغَيَّرْ. فَهُوَ «يُضِلُّ ٱلْمَسْكُونَةَ كُلَّهَا» بِأَكَاذِيبِهِ. (رؤ ١٢:٩) لٰكِنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ يُضِلَّنَا وَيُخَسِّرَنَا عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ، كَمَا حَصَلَ مَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ. لِذَا سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: كَيْفَ يُضِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ؟ لِمَ يَكْذِبُ ٱلنَّاسُ؟ وَكَيْفَ ‹نَتَكَلَّمُ بِٱلْحَقِّ› دَائِمًا؟ — اقرإ المزمور ١٥:١، ٢.
كَيْفَ يُضِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ؟
٥ كَيْفَ يُضِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ ٱلْيَوْمَ؟
٥ أَظْهَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَتَجَنَّبَ خِدَاعَ ٱلشَّيْطَانِ. قَالَ: «نَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ». (٢ كو ٢:١١) فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ إِبْلِيسَ. وَهٰذَا يَشْمُلُ ٱلْأَدْيَانَ ٱلْبَاطِلَةَ، ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ، وَٱلتِّجَارَةَ ٱلْجَشِعَةَ. (١ يو ٥:١٩) لِذٰلِكَ لَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ يَدْفَعَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ أَصْحَابَ ٱلْمَرَاكِزِ أَنْ ‹يَتَفَوَّهُوا بِٱلْأَكَاذِيبِ›. (١ تي ٤:١، ٢) مَثَلًا، يَكْذِبُ تُجَّارٌ كَثِيرُونَ وَيُرَوِّجُونَ مُنْتَجَاتٍ مُؤْذِيَةً كَيْ يَخْدَعُوا ٱلنَّاسَ وَيَأْخُذُوا مَالَهُمْ.
٦، ٧ (أ) لِمَ أَكَاذِيبُ رِجَالِ ٱلدِّينِ هِيَ مِنْ أَخْطَرِ أَنْوَاعِ ٱلْكَذِبِ؟ (ب) أَيَّةُ أَكَاذِيبَ سَمِعْتَهَا مِنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ؟
٦ وَأَكَاذِيبُ رِجَالِ ٱلدِّينِ هِيَ مِنْ أَخْطَرِ أَنْوَاعِ ٱلْكَذِبِ. فَٱلَّذِي يُصَدِّقُهَا وَيَفْعَلُ مَا يَكْرَهُهُ ٱللّٰهُ قَدْ يَخْسَرُ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (هو ٤:٩) وَيَسُوعُ عَرَفَ أَنَّ رِجَالَ ٱلدِّينِ فِي أَيَّامِهِ يَخْدَعُونَ ٱلنَّاسَ. قَالَ لَهُمْ بِجُرْأَةٍ: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ، لِأَنَّكُمْ تَجُوبُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْيَابِسَةَ لِتَصْنَعُوا مُتَهَوِّدًا وَاحِدًا، وَمَتَى صَارَ تَجْعَلُونَهُ يَسْتَحِقُّ ٱلْهَلَاكَ فِي وَادِي هِنُّومَ»، أَيِ ٱلْمَوْتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (مت ٢٣:١٥) وَأَدَانَهُمْ قَائِلًا إِنَّهُمْ ‹مِنْ أَبِيهِمْ إِبْلِيسَ، قَاتِلِ ٱلنَّاسِ›. — يو ٨:٤٤.
٧ وَفِي أَيَّامِنَا، يَكْثُرُ رِجَالُ ٱلدِّينِ وَتَكْثُرُ تَسْمِيَاتُهُمْ: قَسٌّ، أُسْقُفٌ، حَاخَامٌ، وَغَيْرُهَا. وَكَٱلْفَرِّيسِيِّينَ، يُخْفِي هٰؤُلَاءِ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَ ‹يُبْدِلُونَهُ بِٱلْكَذِبِ›. (رو ١:١٨، ٢٥) وَمِنْ أَكَاذِيبِهِمْ خُلُودُ ٱلنَّفْسِ، ٱلتَّقَمُّصُ، وَنَارُ جَهَنَّمَ. وَهُمْ يَنْشُرُونَ ٱلْفِكْرَةَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَرْضَى عَنْ طَرِيقَةِ حَيَاةِ ٱلْمِثْلِيِّينَ وَزَوَاجِهِمْ.
٨ أَيُّ كِذْبَةٍ سَيُعْلِنُهَا ٱلسِّيَاسِيُّونَ قَرِيبًا، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ رَدَّةُ فِعْلِنَا؟
٨ وَٱلسِّيَاسِيُّونَ أَيْضًا يُضِلُّونَ ٱلنَّاسَ بِأَكَاذِيبِهِمْ. وَقَرِيبًا سَنَسْمَعُ وَاحِدَةً مِنْ أَكْبَرِ ٱلْأَكَاذِيبِ. فَهُمْ سَيُعْلِنُونَ أَنَّهُمْ حَقَّقُوا ‹ٱلسَّلَامَ وَٱلْأَمْنَ› فِي ٱلْعَالَمِ. لٰكِنْ حِينَئِذٍ يَأْتِيهِمْ «هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ». فَلَا نَنْخَدِعْ بِهٰذِهِ ٱلْكِذْبَةِ وَنَنْسَ أَنَّ نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ سَيَزُولُ قَرِيبًا. فَنَحْنُ نَعْرِفُ «حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ آتٍ كَسَارِقٍ فِي ٱللَّيْلِ». — ١ تس ٥:١-٤.
لِمَ يَكْذِبُ ٱلنَّاسُ؟
٩، ١٠ (أ) لِمَ يَكْذِبُ ٱلنَّاسُ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟ (ب) أَيَّةُ حَقِيقَةٍ عَنْ يَهْوَهَ لَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَاهَا؟
٩ لَمْ يَعُدِ ٱلْكَذِبُ ٱلْيَوْمَ مَحْصُورًا بِأَصْحَابِ ٱلْمَرَاكِزِ. ذَكَرَتْ مَجَلَّةُ نَاشُونَال جِيُوغْرَافِيك، فِي ٱلْمَقَالَةِ «لِمَ ٱلْكَذِبُ؟»، أَنَّ ٱلْكَذِبَ صَارَ مُتَأَصِّلًا فِي طَبِيعَةِ ٱلْبَشَرِ. وَغَالِبًا مَا يَكْذِبُونَ لِيُخْفُوا أَغْلَاطَهُمْ أَوْ جَرَائِمَهُمْ، أَوْ رُبَّمَا لِيَتَبَاهَوْا أَوْ يُحَسِّنُوا وَضْعَهُمُ ٱلْمَادِّيَّ. وَأَضَافَتِ ٱلْمَقَالَةُ أَنَّ ٱلنَّاسَ يَكْذِبُونَ بِسُهُولَةٍ، أَكَاذِيبَ صَغِيرَةً وَكَبِيرَةً، عَلَى ٱلْغُرَبَاءِ وَزُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ وَٱلْأَحِبَّاءِ.
١٠ وَمَا نَتِيجَةُ كُلِّ هٰذَا ٱلْكَذِبِ؟ يَفْقِدُ ٱلنَّاسُ ٱلثِّقَةَ وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ وَتَتَحَطَّمُ ٱلْعَلَاقَاتُ بَيْنَهُمْ. تَخَيَّلْ مَثَلًا كَمْ يَتَأَلَّمُ رَجُلٌ حِينَ يَكْتَشِفُ أَنَّ زَوْجَتَهُ خَانَتْهُ وَكَذَبَتْ عَلَيْهِ. أَوْ فَكِّرْ فِي رَجُلٍ يُسِيءُ فِي ٱلسِّرِّ إِلَى عَائِلَتِهِ، لٰكِنَّهُ يَتَظَاهَرُ أَمَامَ ٱلنَّاسِ أَنَّهُ رَبُّ عَائِلَةٍ مِثَالِيٌّ. صَحِيحٌ أَنَّ مَنْ يَتَصَرَّفُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يَخْدَعُ ٱلْآخَرِينَ، لٰكِنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَخْدَعَ يَهْوَهَ. ‹فَكُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ› أَمَامَهُ. — عب ٤:١٣.
١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ ٱلرَّدِيءِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
١١ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ زَوْجَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ ٱسْمُهُمَا حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةُ خَطَّطَا لِخِدَاعِ ٱلرُّسُلِ. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ ‹ٱلشَّيْطَانَ جَعَلَهُمَا يَتَجَرَّآنِ وَيَكْذِبَانِ› عَلَى ٱللّٰهِ. فَقَدْ بَاعَا حَقْلًا وَتَبَرَّعَا بِجُزْءٍ مِنْ ثَمَنِهِ. لٰكِنَّهُمَا ٱدَّعَيَا أَنَّهُمَا تَبَرَّعَا بِكُلِّ ثَمَنِهِ كَيْ يَتَبَاهَيَا أَمَامَ ٱلْجَمَاعَةِ. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ رَأَى مَا فَعَلَاهُ وَعَاقَبَهُمَا. — اع ٥:١-١٠.
١٢ مَا مَصِيرُ ٱلْكَذَّابِينَ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ، وَلِمَاذَا؟
١٢ وَكَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ تِجَاهَ ٱلْكَذَّابِينَ؟ إِنَّ مَصِيرَ ٱلشَّيْطَانِ وَكُلِّ ٱلْكَذَّابِينَ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ هُوَ «بُحَيْرَةُ ٱلنَّارِ»، أَيِ ٱلْهَلَاكُ ٱلْأَبَدِيُّ. (رؤ ٢٠:١٠؛ ٢١:٨؛ مز ٥:٦) فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَضَعُ ٱلْكَذَّابِينَ فِي نَفْسِ ٱلْخَانَةِ مَعَ ٱلْمُشَبَّهِينَ ‹بِٱلْكِلَابِ›، أَيِ ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِأَعْمَالٍ يَشْمَئِزُّ مِنْهَا ٱللّٰهُ. — رؤ ٢٢:١٥.
١٣ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكْذِبَ ٱللّٰهُ، وَإِلَامَ يَدْفَعُنَا ذٰلِكَ؟
١٣ طَبْعًا، «لَيْسَ ٱللّٰهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ»، بَلْ «يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكْذِبَ». (عد ٢٣:١٩؛ عب ٦:١٨) وَهُوَ ‹يُبْغِضُ لِسَانَ ٱلزُّورِ›. (ام ٦:١٦، ١٧) فَكَيْ نُرْضِيَهُ، لَا ‹نَكْذِبُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ› بَلْ نَقُولُ ٱلْحَقِيقَةَ. — كو ٣:٩.
نَحْنُ ‹نَتَكَلَّمُ بِٱلْحَقِّ›
١٤ (أ) مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَنْ غَيْرِهِمْ؟ (ب) أَوْضِحِ ٱلْمَبْدَأَ فِي مَتَّى ١٢:٣٤.
١٤ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَنْ أَعْضَاءِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ؟ نَحْنُ ‹نَتَكَلَّمُ بِٱلْحَقِّ›. (اقرأ زكريا ٨:١٦، ١٧.) وَقَالَ بُولُسُ: «نُوَصِّي بِأَنْفُسِنَا كَخُدَّامِ ٱللّٰهِ . . . بِكَلَامٍ حَقٍّ». (٢ كو ٦:٤، ٧) كَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ: «مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ». (مت ١٢:٣٤) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلصَّادِقَ فِي قَلْبِهِ يَقُولُ ٱلْحَقِيقَةَ دَائِمًا. فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِٱلْحَقِّ فِي كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، مَعَ ٱلْغُرَبَاءِ وَزُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ وَٱلْأَحِبَّاءِ. وَٱلْآنَ لِنَتَحَدَّثْ عَنْ مَجَالَاتٍ نُظْهِرُ فِيهَا أَنَّنَا صَادِقُونَ.
١٥ (أ) لِمَاذَا لَا يَلْزَمُ أَنْ نَعِيشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلشَّبَابَ أَنْ يُقَاوِمُوا ضَغْطَ رِفَاقِهِمْ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
١٥ إِذَا كُنْتَ شَابًّا، فَرُبَّمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مَقْبُولًا بَيْنَ رِفَاقِكَ. لٰكِنِ ٱحْذَرْ لِئَلَّا تَعِيشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً. فَٱلْبَعْضُ يَتَظَاهَرُونَ أَنَّهُمْ يُطَبِّقُونَ وَصَايَا ٱللّٰهِ أَمَامَ عَائِلَتِهِمْ وَٱلْجَمَاعَةِ. لٰكِنَّهُمْ يَصِيرُونَ شَخْصًا آخَرَ عَلَى مَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ أَوْ مَعَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْعَالَمِ. فَيَقُولُونَ كَلَامًا بَذِيئًا، يَلْبَسُونَ ثِيَابًا غَيْرَ مُحْتَشِمَةٍ، يَسْمَعُونَ أَغَانِيَ فَاسِدَةً، يَسْكَرُونَ، يَتَعَاطَوْنَ ٱلْمُخَدِّرَاتِ، يُصَاحِبُونَ بِٱلسِّرِّ، وَيَفْعَلُونَ أُمُورًا أَسْوَأَ. إِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابَ يَعِيشُونَ كِذْبَةً. فَهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَعَلَى ٱلْإِخْوَةِ وَعَلَى يَهْوَهَ. (مز ٢٦:٤، ٥) لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ مَنْ ‹يُكْرِمُهُ بِشَفَتَيْهِ أَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنْهُ بَعِيدًا›. (مر ٧:٦) فَمِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْأَمْثَال ٢٣:١٧: «لَا يَحْسُدْ قَلْبُكَ ٱلْخُطَاةَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ».a
١٦ كَيْفَ يَلْزَمُ أَنْ تُجِيبَ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِي طَلَبٍ لِلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟
١٦ وَرُبَّمَا تُفَكِّرُ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْعَادِيِّ أَوِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ كَٱلْخِدْمَةِ فِي بَيْتَ إِيلَ. وَفِيمَا تَمْلَأُ ٱلطَّلَبَ، مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ تُجِيبَ بِصِدْقٍ عَنْ كُلِّ ٱلْأَسْئِلَةِ حَوْلَ صِحَّتِكَ وَتَسْلِيَتِكَ وَسُلُوكِكَ. (عب ١٣:١٨) وَمَاذَا لَوْ كُنْتَ تَقُومُ بِعَمَلٍ يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ أَوْ يُعَذِّبُ ضَمِيرَكَ وَلَمْ تُخْبِرِ ٱلشُّيُوخَ بَعْدُ؟ اُطْلُبْ مُسَاعَدَتَهُمْ كَيْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ. — رو ٩:١؛ غل ٦:١.
١٧ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ عِنْدَمَا تَسْأَلُنَا ٱلسُّلُطَاتُ عَنْ إِخْوَتِنَا؟
١٧ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ، وَٱسْتَدْعَتْكَ ٱلسُّلُطَاتُ لِتَسْأَلَكَ عَنِ ٱلْإِخْوَةِ؟ هَلْ يَجِبُ أَنْ تَقُولَ كُلَّ مَا تَعْرِفُهُ؟ عِنْدَمَا طَرَحَ حَاكِمٌ رُومَانِيٌّ أَسْئِلَةً عَلَى يَسُوعَ، طَبَّقَ يَسُوعُ ٱلْمَبْدَأَ: «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ، وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ». فَلَمْ يُجِبْ عَنْ كُلِّ أَسْئِلَتِهِ. (جا ٣:١، ٧؛ مت ٢٧:١١-١٤) نَحْنُ أَيْضًا، فِي مَوْقِفٍ كَهٰذَا نَتَصَرَّفُ بِحَذَرٍ وَحِكْمَةٍ لِئَلَّا نُعَرِّضَ إِخْوَتَنَا لِلْخَطَرِ. — ام ١٠:١٩؛ ١١:١٢.
١٨ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ عِنْدَمَا يَسْأَلُنَا ٱلشُّيُوخُ عَنْ إِخْوَتِنَا؟
١٨ لِنَفْرِضْ أَنَّ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا وَأَنْتَ تَعْرِفُ بِٱلْأَمْرِ. قَدْ يَسْأَلُكَ ٱلشُّيُوخُ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ لِأَنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْ طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَكَيْفَ تَتَصَرَّفُ؟ وَمَاذَا لَوْ كَانَ ٱلْخَاطِئُ صَدِيقًا أَوْ قَرِيبًا لَكَ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «مَنْ يَبُثُّ ٱلْأَمَانَةَ يَنْطِقُ بِٱلْبِرِّ»، أَيْ إِنَّ ٱلشَّاهِدَ ٱلْأَمِينَ يَقُولُ ٱلْحَقَّ. (ام ١٢:١٧؛ ٢١:٢٨) فَمِنْ مَسْؤُولِيَّتِكَ أَنْ تُخْبِرَ ٱلشُّيُوخَ ٱلْحَقِيقَةَ كَامِلَةً، لَا جُزْءًا مِنْهَا فَقَطْ. فَمِنْ حَقِّهِمْ أَنْ يَعْرِفُوا كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ. وَهٰكَذَا يَتَّضِحُ لَهُمْ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِيُسَاعِدُوا ٱلْخَاطِئَ أَنْ يَسْتَعِيدَ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ. — يع ٥:١٤، ١٥.
١٩ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ صَلَّى دَاوُدُ إِلَى يَهْوَهَ: «أَنْتَ تُسَرُّ بِٱلصِّدْقِ فِي ٱلْبَاطِنِ». (مز ٥١:٦) فَقَدْ عَرَفَ دَاوُدُ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ. وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ‹يَتَكَلَّمُونَ بِٱلْحَقِّ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ› فِي كُلِّ أَوْجُهِ حَيَاتِهِمْ. وَهُنَاكَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى تُمَيِّزُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ، وَهِيَ تَعْلِيمُ ٱلْحَقِّ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَهٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
a اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ١٥، «كَيْفَ أُقَاوِمُ ضَغْطَ ٱلنَّظِيرِ؟»، وَٱلْفَصْلَ ١٦، «هَلْ مِنْ دَاعٍ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ أَنَّنِي أَعِيشُ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً؟»، مِنْ كِتَابِ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ — أَجْوِبَةٌ تَنْجَحُ، ٱلْجُزْءِ ٢.