مقالة الدرس ٥٠
يَهْوَهُ يَمْنَحُنَا ٱلْحُرِّيَّةَ
«تُنَادُونَ بِٱلْعِتْقِ فِي ٱلْأَرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا». — لا ٢٥:١٠.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٢٢ اَلْمَلَكُوتُ يَحْكُمُ، فَصَلُّوا أَنْ يَأْتِيَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١-٢ (أ) مَا هُوَ ٱلْيُوبِيلُ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «اَلْيُوبِيلُ قَدِيمًا».) (ب) عَمَّ تَكَلَّمَ يَسُوعُ فِي لُوقَا ٤:١٦-١٨؟
فِي عَدَدٍ مِنَ ٱلْبُلْدَانِ، يَحْتَفِلُ ٱلنَّاسُ بِمُرُورِ ٥٠ سَنَةً عَلَى حَدَثٍ مُهِمٍّ. وَتُدْعَى ٱحْتِفَالَاتٌ كَهٰذِهِ «ٱلْيُوبِيلَ ٱلذَّهَبِيَّ». وَقَدْ تَسْتَمِرُّ يَوْمًا أَوْ أُسْبُوعًا أَوْ أَكْثَرَ. لٰكِنَّهَا فِي ٱلْآخِرِ تَنْتَهِي وَيَنْسَى ٱلنَّاسُ ٱلْفَرْحَةَ.
٢ وَفِي ٱلْمَاضِي، ٱحْتَفَلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ كُلَّ ٥٠ سَنَةً بِيُوبِيلٍ دَامَ سَنَةً كَامِلَةً. وَهٰذَا ٱلْيُوبِيلُ مَنَحَهُمُ ٱلْحُرِّيَّةَ. وَهُوَ يُذَكِّرُنَا بِيُوبِيلٍ أَفْضَلَ هَيَّأَهُ لَنَا يَهْوَهُ لِيَمْنَحَنَا ٱلْحُرِّيَّةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، حَتَّى إِنَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْهُ ٱلْآنَ. وَقَدْ تَكَلَّمَ يَسُوعُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ. — اقرأ لوقا ٤:١٦-١٨.
٣ حَسَبَ ٱللَّاوِيِّين ٢٥:٨-١٢، كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ تَرْتِيبِ ٱلْيُوبِيلِ؟
٣ كَيْ نَفْهَمَ مَا قَصَدَهُ يَسُوعُ حِينَ تَكَلَّمَ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ، لِنَتَحَدَّثْ أَوَّلًا عَنْ تَرْتِيبِ ٱلْيُوبِيلِ قَدِيمًا. فَيَهْوَهُ أَوْصَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «تُقَدِّسُونَ ٱلسَّنَةَ ٱلْخَمْسِينَ، وَتُنَادُونَ بِٱلْعِتْقِ فِي ٱلْأَرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا. تَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلًا، فَتَعُودُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مِلْكِهِ، وَتَعُودُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى عَشِيرَتِهِ». (اقرإ اللاويين ٢٥:٨-١٢.) فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، رَأَيْنَا كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ تَرْتِيبِ ٱلسَّبْتِ. لٰكِنْ كَيْفَ ٱسْتَفَادُوا مِنْ تَرْتِيبِ ٱلْيُوبِيلِ؟ لِنَفْرِضْ أَنَّ إِسْرَائِيلِيًّا وَقَعَ فِي ٱلدَّيْنِ وَٱضْطُرَّ أَنْ يَبِيعَ أَرْضَهُ. فَفِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ، كَانَتِ ٱلْأَرْضُ تَعُودُ إِلَى صَاحِبِهَا. وَبِٱلتَّالِي، كَانَ ٱلرَّجُلُ ‹يَعُودُ إِلَى مِلْكِهِ›، وَلَا يَخْسَرُ أَوْلَادُهُ مِيرَاثَهُمْ. أَوْ لِنَفْرِضْ أَنَّ رَجُلًا مَدْيُونًا جِدًّا ٱضْطُرَّ، هُوَ أَوْ أَحَدُ أَوْلَادِهِ، أَنْ يَصِيرَ عَبْدًا لِيُوفِيَ دَيْنَهُ. فَفِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ، كَانَ ‹يَعُودُ إِلَى عَشِيرَتِهِ› أَيْ عَائِلَتِهِ وَأَقْرِبَائِهِ. وَهٰكَذَا لَا يَبْقَى أَحَدٌ عَبْدًا إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَكَمْ كَانَ يَهْوَهُ حَنُونًا عَلَى شَعْبِهِ!
٤-٥ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَعَلَّمَ عَنِ ٱلْيُوبِيلِ قَدِيمًا؟
٤ أَيْضًا، هُنَاكَ فَائِدَةٌ أُخْرَى لِتَرْتِيبِ ٱلْيُوبِيلِ. قَالَ يَهْوَهُ: «لَا يَكُونُ عِنْدَكَ فَقِيرٌ، لِأَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُكَ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ إِيَّاهَا مِيرَاثًا لِتَمْتَلِكَهَا». (تث ١٥:٤) وَهٰذَا مُخْتَلِفٌ تَمَامًا عَمَّا نَرَاهُ حَوْلَنَا. فَٱلْغَنِيُّ فِي أَيَّامِنَا يَصِيرُ أَغْنَى وَٱلْفَقِيرُ أَفْقَرَ.
٥ طَبْعًا، نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَسْنَا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ. وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا لَا نَتْبَعُ تَرْتِيبَ ٱلْيُوبِيلِ ٱلَّذِي يُوصِي بِتَحْرِيرِ ٱلْعَبِيدِ وَإِلْغَاءِ ٱلدُّيُونِ وَإِعَادَةِ ٱلْأَرَاضِي. (رو ٧:٤؛ ١٠:٤؛ اف ٢:١٥) مَعْ ذٰلِكَ، مُهِمٌّ أَنْ نَتَعَلَّمَ عَنِ ٱلْيُوبِيلِ لِأَنَّهُ يُذَكِّرُنَا بِمَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ كَيْ يُحَرِّرَنَا.
يَسُوعُ تَكَلَّمَ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ
٦ لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ؟
٦ جَمِيعُنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ لِأَنَّنَا عَبِيدٌ لِلْخَطِيَّةِ. فَبِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ، نَكْبَرُ فِي ٱلْعُمْرِ وَنَمْرَضُ وَنَمُوتُ. وَكَثِيرُونَ يَرَوْنَ آثَارَهَا كُلَّمَا نَظَرُوا فِي مِرْآةٍ أَوِ ٱحْتَاجُوا إِلَى طَبِيبٍ. أَيْضًا، نَحْنُ نَرْتَكِبُ أَخْطَاءً كَثِيرَةً، وَهٰذَا يُضَايِقُنَا. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱعْتَرَفَ أَنَّهُ ‹أَسِيرٌ لِشَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَعْضَائِهِ›. ثُمَّ أَضَافَ: «يَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ بَائِسٍ! مَنْ يُنَجِّينِي مِنَ ٱلْجَسَدِ ٱلَّذِي يُكَابِدُ هٰذَا ٱلْمَوْتَ؟». — رو ٧:٢٣، ٢٤.
٧ مَاذَا تَنَبَّأَ إِشَعْيَا؟
٧ لٰكِنَّ ٱلْخَبَرَ ٱلْمُفْرِحَ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ هَيَّأَ وَسِيلَةً لِيُحَرِّرَنَا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ. وَيَسُوعُ لَهُ ٱلدَّوْرُ ٱلْأَسَاسِيُّ فِي تَحْرِيرِنَا. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ قم، تَنَبَّأَ إِشَعْيَا عَنْ حُرِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ سَيَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلنَّاسُ. وَهٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةُ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ. كَتَبَ إِشَعْيَا: «رُوحُ ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ يَهْوَهَ عَلَيَّ، لِأَنَّ يَهْوَهَ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ ٱلْحُلَمَاءَ. أَرْسَلَنِي لِأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ، لِأُنَادِيَ بِٱلْعِتْقِ لِلْمَأْسُورِينَ». (اش ٦١:١) فَمَنْ تَمَّمَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ؟
٨ مَنْ تَمَّمَ نُبُوَّةَ إِشَعْيَا؟
٨ بَدَأَتْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ تَتِمُّ عِنْدَمَا بَدَأَ يَسُوعُ خِدْمَتَهُ. فَهُوَ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِ ٱلنَّاصِرَةِ وَقَرَأَ أَمَامَ ٱلْيَهُودِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا، ثُمَّ طَبَّقَهَا عَلَى نَفْسِهِ. قَالَ: «رُوحُ يَهْوَهَ عَلَيَّ، لِأَنَّهُ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ ٱلْفُقَرَاءَ، أَرْسَلَنِي لِأَكْرِزَ لِلْمَأْسُورِينَ بِٱلْعِتْقِ وَلِلْعُمْيَانِ بِرَدِّ ٱلْبَصَرِ، لِأَصْرِفَ ٱلْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، لِأَكْرِزَ بِسَنَةِ يَهْوَهَ ٱلْمَقْبُولَةِ». (لو ٤:١٦-١٩) فَكَيْفَ تَمَّمَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ؟
أَوَّلُ ٱلَّذِينَ تَحَرَّرُوا
٩ أَيُّ حُرِّيَّةٍ تَمَنَّاهَا كَثِيرُونَ أَيَّامَ يَسُوعَ؟
٩ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، بَدَأَ ٱلنَّاسُ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا إِشَعْيَا وَيَسُوعُ. وَهٰذَا مَا أَكَّدَهُ يَسُوعُ حِينَ أَعْلَنَ: «اَلْيَوْمَ تَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ ٱلَّتِي قَدْ سَمِعْتُمُوهَا». (لو ٤:٢١) كَثِيرُونَ مِمَّنْ سَمِعُوا هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ كَانُوا يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنَ ٱلرُّومَانِ. وَرُبَّمَا أَحَسُّوا مِثْلَ ٱلتِّلْمِيذَيْنِ ٱللَّذَيْنِ قَالَا عَنْ يَسُوعَ: «كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي سَيُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ». (لو ٢٤:١٣، ٢١) لٰكِنْ كَمَا نَعْرِفُ، لَمْ يُشَجِّعْ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَتَمَرَّدُوا عَلَى حُكْمِ ٱلرُّومَانِ ٱلْقَاسِي. بَلْ أَوْصَاهُمْ أَنْ يُعْطُوا «مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ». (مت ٢٢:٢١) إِذًا كَيْفَ حَرَّرَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ فِي أَيَّامِهِ؟
١٠ مِمَّ حَرَّرَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ؟
١٠ حَرَّرَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلنَّاسَ بِطَرِيقَتَيْنِ: أَوَّلًا، مِنْ تَعَالِيمِ رِجَالِ ٱلدِّينِ ٱلْخَاطِئَةِ. فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ كَانُوا عَبِيدًا لِلْمُعْتَقَدَاتِ وَٱلتَّقَالِيدِ ٱلظَّالِمَةِ. (مت ٥:٣١-٣٧؛ ١٥:١-١١) فَٱلَّذِينَ ٱدَّعَوْا أَنَّهُمْ يَقُودُونَ ٱلشَّعْبَ رُوحِيًّا كَانُوا «عُمْيَانًا». وَلِأَنَّهُمْ رَفَضُوا ٱلْمَسِيحَ وَنُورَ ٱلْحَقِّ، بَقُوا فِي ٱلظُّلْمَةِ وَلَمْ تُغْفَرْ خَطَايَاهُمْ. (يو ٩:١، ١٤-١٦، ٣٥-٤١) لٰكِنَّ يَسُوعَ حَرَّرَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ بِتَعَالِيمِهِ ٱلصَّحِيحَةِ وَمِثَالِهِ ٱلْجَيِّدِ. — مر ١:٢٢؛ ٢:٢٣–٣:٥.
١١ مِمَّ حَرَّرَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ أَيْضًا؟
١١ ثَانِيًا، فَتَحَ يَسُوعُ ٱلْمَجَالَ لِيَتَحَرَّرَ ٱلنَّاسُ مِنْ خَطِيَّةِ آدَمَ. فَعَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ، صَارَ مُمْكِنًا أَنْ يَغْفِرَ يَهْوَهُ أَخْطَاءَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ وَيُظْهِرُونَ إِيمَانَهُمْ بِٱلْأَعْمَالِ. (عب ١٠:١٢-١٨) قَالَ يَسُوعُ: «إِنْ حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبْنُ، تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا». (يو ٨:٣٦) وَهٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةُ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ قَدِيمًا. فَٱلْعَبْدُ ٱلَّذِي يُحَرَّرُ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ قَدْ يَصِيرُ عَبْدًا مِنْ جَدِيدٍ، وَسَيَمُوتُ فِي ٱلنِّهَايَةِ.
١٢ مَنِ ٱسْتَفَادَ أَوَّلًا مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا يَسُوعُ؟
١٢ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، مَسَحَ يَهْوَهُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلرُّسُلَ وَأَشْخَاصًا أُمَنَاءَ آخَرِينَ. فَهُوَ تَبَنَّاهُمْ كَيْ يَحْكُمُوا مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَعْدَ قِيَامَتِهِمْ. (رو ٨:٢، ١٥-١٧) وَهٰؤُلَاءِ هُمْ أَوَّلُ ٱلْمُسْتَفِيدِينَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا يَسُوعُ فِي مَجْمَعِ ٱلنَّاصِرَةِ. فَهُمْ لَمْ يَعُودُوا عَبِيدًا لِتَعَالِيمِ رِجَالِ ٱلدِّينِ ٱلْيَهُودِ ٱلْخَاطِئَةِ، وَلَا لِتَقَالِيدِهِمْ غَيْرِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. كَمَا ٱعْتَبَرَهُمْ يَهْوَهُ أَحْرَارًا مِنْ خَطِيَّةِ آدَمَ. وَٱلْيُوبِيلُ ٱلْمَجَازِيُّ ٱلَّذِي بَدَأَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم سَيَنْتَهِي عِنْدَ نِهَايَةِ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْأَلْفِيِّ. وَلٰكِنْ مَاذَا سَيَحْدُثُ حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟
اَلْمَلَايِينُ يَتَحَرَّرُونَ أَيْضًا
١٣-١٤ مَنْ يَسْتَفِيدُ أَيْضًا مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا يَسُوعُ؟
١٣ فِي أَيَّامِنَا، مَلَايِينُ ٱلْإِخْوَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ هُمْ مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (يو ١٠:١٦) وَمَعْ أَنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يَخْتَرْهُمْ لِيَحْكُمُوا مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ، لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهَلْ أَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ؟
١٤ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، أَنْتَ تَتَمَتَّعُ مُنْذُ ٱلْآنَ بِبَعْضِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْمَمْسُوحُونَ. مَثَلًا، بِمَا أَنَّكَ تُؤْمِنُ بِفِدْيَةِ يَسُوعَ، فَأَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَطْلُبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَامِحَكَ عَلَى أَخْطَائِكَ. وَهٰكَذَا يَرْضَى يَهْوَهُ عَنْكَ، وَيَصِيرُ ضَمِيرُكَ طَاهِرًا أَمَامَهُ. (اف ١:٧؛ رؤ ٧:١٤، ١٥) فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَتَمَتَّعُ بِهَا لِأَنَّكَ تَحَرَّرْتَ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ. قَالَ يَسُوعُ: «تَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». (يو ٨:٣٢) وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ تُفْرِحُكَ كَثِيرًا.
١٥ أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ تَنْتَظِرُنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٥ وَبِٱنْتِظَارِكَ حُرِّيَّةٌ أَعْظَمُ بَعْدُ. فَقَرِيبًا، سَيُزِيلُ يَسُوعُ كُلَّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْمُزَيَّفَةِ وَٱلْحُكُومَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ. وَسَيَحْمِي يَهْوَهُ «جَمْعًا كَثِيرًا» مِنْ خُدَّامِهِ، وَيُعْطِيهِمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً عَلَى ٱلْأَرْضِ. (رؤ ٧:٩، ١٤) كَمَا أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ سَيَقُومُونَ وَيَنَالُونَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ كُلِّ آثَارِ خَطِيَّةِ آدَمَ. — اع ٢٤:١٥.
١٦ أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ رَائِعَةٍ تَنْتَظِرُ ٱلْبَشَرَ؟
١٦ أَيْضًا، خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَيُسَاعِدُ يَسُوعُ وَٱلْحُكَّامُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ أَنْ يَصِيرُوا كَامِلِينَ جَسَدِيًّا وَرُوحِيًّا. وَمِثْلَمَا نَالَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْحُرِّيَّةَ خِلَالَ سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ، سَيَنَالُ خُدَّامُ يَهْوَهَ حُرِّيَّةً أَعْظَمَ خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ. فَفِي نِهَايَتِهِ، سَيَكُونُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَامِلِينَ وَأَحْرَارًا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ.
١٧ حَسَبَ إِشَعْيَا ٦٥:٢١-٢٣، كَيْفَ سَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ (اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.)
١٧ اقرأ اشعيا ٦٥:٢١-٢٣. تَصِفُ كَلِمَاتُ إِشَعْيَا ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَٱلنَّاسُ آنَذَاكَ لَنْ يَكُونُوا كَسْلَانِينَ وَبِلَا عَمَلٍ، بَلْ سَيَقُومُونَ بِعَمَلٍ نَافِعٍ وَمُفْرِحٍ. وَفِي نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَوْفَ «تُحَرَّرُ ٱلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». — رو ٨:٢١.
١٨ لِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ مُسْتَقْبَلًا جَمِيلًا يَنْتَظِرُنَا؟
١٨ وَمِثْلَمَا سَاعَدَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُوَازِنُوا بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ، سَيُسَاعِدُ شَعْبَهُ أَنْ يَفْعَلُوا ٱلشَّيْءَ نَفْسَهُ خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ آنَذَاكَ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَعِبَادَةُ يَهْوَهَ أَسَاسُ سَعَادَتِنَا ٱلْيَوْمَ، وَسَتَبْقَى كَذٰلِكَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ حُكْمَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيَّ كَيْ نَفْرَحَ كَامِلًا فِي عَمَلِنَا وَعِبَادَتِنَا لِيَهْوَهَ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٢ لِنَتَمَسَّكْ بِرَجَائِنَا
a هَيَّأَ يَهْوَهُ تَرْتِيبَ ٱلْيُوبِيلِ لِيُحَرِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. وَمَعْ أَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ، مُهِمٌّ أَنْ نَعْرِفَ عَنْهُ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُذَكِّرُنَا ٱلْيُوبِيلُ بِتَرْتِيبٍ آخَرَ مِنْ يَهْوَهَ، وَسَنَرَى كَيْفَ يُفِيدُنَا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ.
b وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: رَجُلَانِ كَانَا عَبْدَيْنِ يَتَحَرَّرَانِ فِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ وَيَعُودَانِ إِلَى عَائِلَتِهِمَا وَأَرْضِهِمَا.