مقالة الدرس ٣٤
دَوْرُكَ مُهِمٌّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
«كَمَا أَنَّ ٱلْجَسَدَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ ٱلْجَسَدِ، مَعَ كَوْنِهَا كَثِيرَةً، هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذٰلِكَ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا». — ١ كو ١٢:١٢.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠١ اَلْعَمَلُ مَعًا بِٱتِّحَادٍ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ لَدَيْنَا؟
اِمْتِيَازٌ كَبِيرٌ أَنْ نَكُونَ جُزْءًا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَنَحْنُ نَعِيشُ فِي فِرْدَوْسٍ رُوحِيٍّ بَيْنَ أَشْخَاصٍ مُسَالِمِينَ وَسُعَدَاءَ. وَلٰكِنْ قَدْ تَتَسَاءَلُ: ‹مَا دَوْرِي فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟›.
٢ أَيُّ مَثَلٍ أَعْطَاهُ بُولُسُ فِي عَدَدٍ مِنْ رَسَائِلِهِ؟
٢ نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ مِنْ مَثَلٍ أَعْطَاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي عَدَدٍ مِنْ رَسَائِلِهِ. فَهُوَ شَبَّهَ ٱلْجَمَاعَةَ بِجِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ، وَٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ فِيهَا بِأَعْضَاءِ ٱلْجِسْمِ. — رو ١٢:٤-٨؛ ١ كو ١٢:١٢-٢٧؛ اف ٤:١٦.
٣ أَيَّةُ دُرُوسٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ مَثَلِ بُولُسَ. أَوَّلًا، سَنَرَى أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا لَهُ دَوْرٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.b ثَانِيًا، سَنُنَاقِشُ مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ لَيْسَ لَنَا دَوْرٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَثَالِثًا، سَنَعْرِفُ لِمَ ضَرُورِيٌّ أَنْ نَبْقَى مَشْغُولِينَ بِإِتْمَامِ دَوْرِنَا.
كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لَهُ دَوْرٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
٤ مَاذَا تُعَلِّمُنَا رُومَا ١٢:٤، ٥؟
٤ اَلدَّرْسُ ٱلْأَوَّلُ مِنْ مَثَلِ بُولُسَ هُوَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا لَهُ دَوْرٌ مُهِمٌّ فِي عَائِلَةِ يَهْوَهَ. فَبُولُسُ بَدَأَ مَثَلَهُ قَائِلًا: «كَمَا أَنَّ لَنَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَةً، وَلٰكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ ٱلْأَعْضَاءِ ٱلْعَمَلُ عَيْنُهُ، فَكَذٰلِكَ نَحْنُ ٱلْكَثِيرِينَ جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ، وَلٰكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عُضْوٌ لِلْآخَرِ». (رو ١٢:٤، ٥) فَمَاذَا قَصَدَ بُولُسُ؟ أَدْوَارُنَا مُخْتَلِفَةٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، لٰكِنَّهَا كُلَّهَا مُهِمَّةٌ.
٥ أَيُّ عَطَايَا قَدَّمَهَا يَهْوَهُ لِلْجَمَاعَةِ؟
٥ عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي ٱلْأَدْوَارِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، قَدْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا فَوْرًا ٱلْإِخْوَةَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ. (١ تس ٥:١٢؛ عب ١٣:١٧) وَهٰذَا صَحِيحٌ. فَمِنْ خِلَالِ ٱلْمَسِيحِ، أَعْطَى يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ «عَطَايَا فِي رِجَالٍ». (اف ٤:٨) وَمِنْ بَيْنِهِمْ أَعْضَاءُ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، مُسَاعِدُو ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، أَعْضَاءُ لِجَانِ ٱلْفُرُوعِ، نُظَّارُ ٱلدَّوَائِرِ، ٱلْمُدَرِّسُونَ فِي ٱلْحَقْلِ، ٱلشُّيُوخُ، وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ. وَكُلُّ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ مُعَيَّنُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِيَهْتَمُّوا بِخِرَافِ يَهْوَهَ ٱلْغَالِيَةِ وَيُقَوُّوا ٱلْجَمَاعَةَ. — ١ بط ٥:٢، ٣.
٦ حَسَبَ ١ تَسَالُونِيكِي ٢:٦-٨، مَا دَوْرُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُعَيَّنِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
٦ وَلَدَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمُ ٱللّٰهُ بِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ مَسْؤُولِيَّاتٌ مُتَنَوِّعَةٌ. وَمِثْلَمَا تَعْمَلُ أَعْضَاءُ ٱلْجِسْمِ، كَٱلْيَدَيْنِ وَٱلرِّجْلَيْنِ، لِخَيْرِ ٱلْجِسْمِ بِكَامِلِهِ، يَبْذُلُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ جُهْدًا كَبِيرًا لِخَيْرِ ٱلْجَمَاعَةِ بِكَامِلِهَا. فَلَيْسَ هَدَفُهُمْ أَنْ يُمَجِّدُوا أَنْفُسَهُمْ، بَلْ أَنْ يُشَجِّعُوا ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ وَيُقَوُّوهُمْ. (اقرأ ١ تسالونيكي ٢:٦-٨.) وَنَحْنُ نَشْكُرُ يَهْوَهَ عَلَى هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُحِبِّينَ وَٱلرُّوحِيِّينَ.
٧ كَيْفَ يُكَافِئُ يَهْوَهُ ٱلْخُدَّامَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟
٧ يَخْدُمُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ كَمُرْسَلِينَ، فَاتِحِينَ خُصُوصِيِّينَ، أَوْ فَاتِحِينَ عَادِيِّينَ. فَحَوْلَ ٱلْعَالَمِ، يَخْتَارُ ٱلْعَدِيدُ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَهُمْ يُسَاعِدُونَ كَثِيرِينَ أَنْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ. وَمَعْ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُبَشِّرِينَ رُبَّمَا لَيْسَ لَدَيْهِمِ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَالِ، يُكَافِئُهُمْ يَهْوَهُ بِحَيَاةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلْبَرَكَاتِ. (مر ١٠:٢٩، ٣٠) وَنَحْنُ نُحِبُّ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ وَنُقَدِّرُ وُجُودَهُمْ بَيْنَنَا.
٨ لِمَ يُقَدِّرُ يَهْوَهُ كُلَّ نَاشِرٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٨ وَهَلِ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ وَٱلْخُدَّامُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ دَوْرٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ طَبْعًا لَا. فَكُلُّ نَاشِرٍ مُهِمٌّ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ وَٱلْجَمَاعَةِ. (رو ١٠:١٥؛ ١ كو ٣:٦-٩) فَأَحَدُ أَهَمِّ أَهْدَافِ ٱلْجَمَاعَةِ هُوَ مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ أَنْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ ١ تي ٢:٤) وَكُلُّ ٱلَّذِينَ هُمْ جُزْءٌ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ، سَوَاءٌ كَانُوا نَاشِرِينَ مُعْتَمِدِينَ أَمْ غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ، يَضَعُونَ هٰذَا ٱلْعَمَلَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمْ. — مت ٢٤:١٤.
٩ لِمَ نُقَدِّرُ ٱلْأَخَوَاتِ كَثِيرًا؟
٩ أَعْطَى يَهْوَهُ دَوْرًا مُهِمًّا لِلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَهُوَ يُقَدِّرُ ٱلزَّوْجَاتِ، ٱلْأُمَّهَاتِ، ٱلْأَرَامِلَ، وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْعَازِبَاتِ ٱللَّوَاتِي يَخْدُمْنَهُ بِوَلَاءٍ. وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَقْرَأُ عَنْ نِسَاءٍ كَثِيرَاتٍ أَرْضَيْنَ يَهْوَهَ، وَرَسَمْنَ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْحِكْمَةِ، ٱلْإِيمَانِ، ٱلْغِيرَةِ، ٱلشَّجَاعَةِ، ٱلْكَرَمِ، وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْجَيِّدَةِ. (لو ٨:٢، ٣؛ اع ١٦:١٤، ١٥؛ رو ١٦:٣، ٦؛ في ٤:٣؛ عب ١١:١١، ٣١، ٣٥) وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نَشْكُرُ يَهْوَهَ كَثِيرًا لِأَنَّنَا نَخْدُمُهُ مَعْ أَخَوَاتٍ لَدَيْهِنَّ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ ٱلْجَمِيلَةُ.
١٠ لِمَ إِخْوَتُنَا ٱلْمُسِنُّونَ بَرَكَةٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٠ بَرَكَةٌ أُخْرَى فِي ٱلْجَمَاعَةِ هِيَ إِخْوَتُنَا ٱلْمُسِنُّونَ. فَبَعْضُهُمْ أَمْضَوْا حَيَاتَهُمْ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِوَلَاءٍ. وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ تَعَرَّفُوا إِلَى ٱلْحَقِّ مُؤَخَّرًا. وَفِي ٱلْحَالَتَيْنِ، يُوَاجِهُونَ مَشَاكِلَ صِحِّيَّةً عَدِيدَةً. وَهٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلُ قَدْ تَحُدُّ مِنْ نَشَاطِهِمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَفِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. مَعْ ذٰلِكَ، يَفْعَلُونَ كُلَّ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ وَفِي تَشْجِيعِ ٱلْإِخْوَةِ وَتَدْرِيبِهِمْ. وَنَحْنُ نَسْتَفِيدُ كَثِيرًا مِنْ خِبْرَتِهِمْ. وَهُمْ جَمِيلُونَ جِدًّا فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ، وَفِي عُيُونِنَا أَيْضًا. — ام ١٦:٣١.
١١-١٢ كَيْفَ شَجَّعَكَ ٱلشَّبَابُ فِي جَمَاعَتِكَ؟
١١ فَكِّرْ أَيْضًا بِٱلشَّبَابِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَهُمْ يُوَاجِهُونَ تَحَدِّيَاتٍ كَثِيرَةً فِيمَا يَكْبُرُونَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ وَأَفْكَارُهُ ٱلشِّرِّيرَةُ. (١ يو ٥:١٩) وَنَحْنُ نَتَشَجَّعُ كَثِيرًا حِينَ نَرَاهُمْ يُجَاوِبُونَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، يُشَارِكُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ، وَيُدَافِعُونَ عَنْ إِيمَانِهِمْ بِشَجَاعَةٍ. حَقًّا أَيُّهَا ٱلشَّبَابُ، لَدَيْكُمْ دَوْرٌ مُهِمٌّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. — مز ٨:٢.
١٢ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ يَسْتَصْعِبُونَ أَنْ يُصَدِّقُوا أَنَّ دَوْرَهُمْ مُهِمٌّ. فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَرَى أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا لَهُ دَوْرٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
لَا تَنْسَ أَنَّ دَوْرَكَ مُهِمٌّ
١٣-١٤ لِمَ يَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ أَنْ لَا قِيمَةَ لَهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٣ لِنَتَحَدَّثِ ٱلْآنَ عَنِ ٱلدَّرْسِ ٱلثَّانِي مِنْ مَثَلِ بُولُسَ. فَهُوَ أَشَارَ إِلَى مُشْكِلَةٍ يُعَانِي مِنْهَا كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ. فَهُمْ يَسْتَصْعِبُونَ أَنْ يُصَدِّقُوا أَنَّ لَهُمْ قِيمَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ. كَتَبَ بُولُسُ: «إِنْ تَقُلِ ٱلْقَدَمُ: ‹لِأَنِّي لَسْتُ يَدًا، لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْجَسَدِ›، فَلَيْسَ بِسَبَبِ ذٰلِكَ لَا تَكُونُ جُزْءًا مِنَ ٱلْجَسَدِ. وَإِنْ تَقُلِ ٱلْأُذُنُ: ‹لِأَنِّي لَسْتُ عَيْنًا، لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْجَسَدِ›، فَلَيْسَ بِسَبَبِ ذٰلِكَ لَا تَكُونُ جُزْءًا مِنَ ٱلْجَسَدِ». (١ كو ١٢:١٥، ١٦) فَمَاذَا قَصَدَ بُولُسُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
١٤ إِذَا قَارَنْتَ نَفْسَكَ بِٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، فَقَدْ لَا تَعُودُ تَرَى أَنَّ لَكَ قِيمَةً. فَٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مَاهِرُونَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ، ٱلتَّنْظِيمِ، أَوْ تَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ. وَرُبَّمَا تَشْعُرُ أَنَّكَ لَسْتَ مَوْهُوبًا مِثْلَهُمْ. وَهٰذَا دَلِيلٌ أَنَّكَ شَخْصٌ مُتَوَاضِعٌ وَيَعْرِفُ حُدُودَهُ. (في ٢:٣) وَلٰكِنِ ٱنْتَبِهْ. إِذَا بَقِيتَ تُقَارِنُ نَفْسَكَ بِٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَهَارَاتٌ مُمَيَّزَةٌ، تُحِسُّ أَنَّكَ بِلَا قِيمَةٍ. حَتَّى إِنَّكَ قَدْ تَشْعُرُ، كَمَا ذَكَرَ بُولُسُ، أَنْ لَا دَوْرَ لَكَ إِطْلَاقًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَكَيْفَ تُحَارِبُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ؟
١٥ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٢:٤-١١، أَيَّةُ فِكْرَةٍ جَيِّدٌ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهَا؟
١٥ تَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةِ: فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، أَعْطَى يَهْوَهُ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَوَاهِبَ عَجَائِبِيَّةً بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. لٰكِنَّهُ لَمْ يُعْطِ ٱلْجَمِيعَ ٱلْمَوَاهِبَ نَفْسَهَا، بَلْ مَنَحَهُمْ مَوَاهِبَ وَقُدُرَاتٍ مُخْتَلِفَةً. (اقرأ ١ كورنثوس ١٢:٤-١١.) مَعْ ذٰلِكَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كَانَ مُهِمًّا فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. نَحْنُ ٱلْيَوْمَ لَيْسَ لَدَيْنَا مَوَاهِبُ عَجَائِبِيَّةٌ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. لٰكِنَّ ٱلْمَبْدَأَ نَفْسَهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا. فَرُبَّمَا لَيْسَ لَدَيْنَا جَمِيعًا ٱلْمَوَاهِبُ نَفْسُهَا، لٰكِنَّنَا جَمِيعًا مُهِمُّونَ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ.
١٦ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ مُهِمَّةٍ أَعْطَاهَا بُولُسُ؟
١٦ إِذًا، بَدَلَ أَنْ نُقَارِنَ نَفْسَنَا بِغَيْرِنَا، جَيِّدٌ أَنْ نُطَبِّقَ نَصِيحَةَ بُولُسَ: «لِيُبَيِّنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هُوَ عَمَلُهُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ سَبَبٌ لِلِٱبْتِهَاجِ بِمَا عَمِلَهُ هُوَ، دُونَ أَنْ يُقَارِنَ نَفْسَهُ بِٱلْآخَرِينَ». — غل ٦:٤.
١٧ كَيْفَ تُفِيدُنَا نَصِيحَةُ بُولُسَ؟
١٧ إِذَا طَبَّقْنَا نَصِيحَةَ بُولُسَ وَرَكَّزْنَا عَلَى مَا نَقْدِرُ أَنْ نَفْعَلَهُ، نَرَى أَنَّ لَدَيْنَا مَوَاهِبَ وَقُدُرَاتٍ مُمَيَّزَةً. مَثَلًا، قَدْ لَا يَكُونُ ٱلشَّيْخُ مَوْهُوبًا فِي ٱلتَّعْلِيمِ مِنْ عَلَى ٱلْمِنْبَرِ، لٰكِنَّهُ مَوْهُوبٌ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ. أَوْ قَدْ لَا يَكُونُ مَاهِرًا فِي ٱلتَّنْظِيمِ كَبَاقِي ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، لٰكِنَّهُ رَاعٍ مُحِبٌّ يَرْتَاحُ ٱلنَّاشِرُونَ أَنْ يَطْلُبُوا مِنْهُ نَصِيحَةً. أَوْ رُبَّمَا هُوَ مَعْرُوفٌ بِكَرَمِهِ وَضِيَافَتِهِ. (عب ١٣:٢، ١٦) فَحِينَ نُرَكِّزُ عَلَى مَوَاهِبِنَا وَنِقَاطِ قُوَّتِنَا، نَقْتَنِعُ أَنَّ لَنَا دَوْرًا مُهِمًّا فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلَا نَحْسُدُ إِخْوَتَنَا ٱلَّذِينَ مَوَاهِبُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ مَوَاهِبِنَا.
١٨ كَيْفَ نُطَوِّرُ مَهَارَاتِنَا؟
١٨ مَهْمَا كَانَ دَوْرُنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ، فَعَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نُحَسِّنَ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَنُطَوِّرَ مَهَارَاتِنَا. وَكَيْ يُسَاعِدَنَا يَهْوَهُ أَنْ نَتَحَسَّنَ، يُدَرِّبُنَا بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ. مَثَلًا، فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ، نَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُحَسِّنُ مَهَارَاتِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَهَلْ تَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنْ هٰذَا ٱلتَّدْرِيبِ؟
١٩ كَيْفَ تُحَقِّقُ هَدَفَكَ أَنْ تَحْضُرَ مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟
١٩ وَيَهْوَهُ يُدَرِّبُنَا أَيْضًا مِنْ خِلَالِ مَدْرَسَةِ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَهٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةُ يُمْكِنُ أَنْ يَحْضُرَهَا ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِينَ عُمْرُهُمْ بَيْنَ ٢٣ وَ ٦٥ سَنَةً. قَدْ تُفَكِّرُ أَنَّ هٰذَا ٱلْهَدَفَ مُسْتَحِيلٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْكَ. لٰكِنْ بَدَلَ أَنْ تُعَدِّدَ ٱلْأَسْبَابَ ٱلَّتِي تَمْنَعُكَ أَنْ تَحْضُرَ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةَ، فَكِّرْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَحْضُرَهَا. ثُمَّ ضَعْ خُطَّةً تُسَاعِدُكَ أَنْ تَبْلُغَ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ. وَهٰكَذَا بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ وَٱلْعَمَلِ بِٱجْتِهَادٍ، تُحَقِّقُ مَا ظَنَنْتَهُ مُسْتَحِيلًا.
اِسْتَعْمِلْ مَوَاهِبَكَ لِتُقَوِّيَ ٱلْجَمَاعَةَ
٢٠ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ رُومَا ١٢:٦-٨؟
٢٠ اَلدَّرْسُ ٱلثَّالِثُ مِنْ مَثَلِ بُولُسَ هُوَ فِي رُومَا ١٢:٦-٨. (اقرأها.) هُنَا أَيْضًا، يُظْهِرُ بُولُسُ أَنَّ أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ لَدَيْهِمْ مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ. لٰكِنَّهُ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ يُشَدِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ أَنْ نَسْتَعْمِلَ أَيَّ مَوْهِبَةٍ لَدَيْنَا لِنُقَوِّيَ ٱلْجَمَاعَةَ.
٢١-٢٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رُوبِرْت وَفِلِيتْشِي؟
٢١ لَاحِظْ مَا حَصَلَ مَعْ أَخٍ سَنَدْعُوهُ رُوبِرْت. فَبَعْدَمَا خَدَمَ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ، عُيِّنَ لِيَخْدُمَ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بَلَدِهِ. وَمَعْ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ طَمَّنُوهُ أَنَّ ٱلتَّغْيِيرَ فِي ٱلتَّعْيِينِ لَيْسَ بِسَبَبِ أَيِّ تَقْصِيرٍ مِنْهُ، قَالَ: «بَقِيتُ عِدَّةَ أَشْهُرٍ أُحِسُّ أَنِّي فَاشِلٌ. حَتَّى إِنِّي فَكَّرْتُ أَحْيَانًا أَنْ أَتْرُكَ ٱلْخِدْمَةَ فِي بَيْتَ إِيلَ». فَكَيْفَ ٱسْتَعَادَ رُوبِرْت فَرَحَهُ؟ ذَكَّرَهُ شَيْخٌ أَنَّ يَهْوَهَ دَرَّبَنَا فِي تَعْيِينَاتِنَا ٱلسَّابِقَةِ لِنَكُونَ فَعَّالِينَ أَكْثَرَ فِي تَعْيِينِنَا ٱلْحَالِيِّ. فَأَدْرَكَ رُوبِرْت أَنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلْمَاضِي وَيُرَكِّزَ عَلَى مَا يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَهُ ٱلْآنَ.
٢٢ حَصَلَ أَمْرٌ مُشَابِهٌ مَعَ ٱلْأَخِ فِلِيتْشِي إِبِيسْكُوبُو. فَهُوَ وَزَوْجَتُهُ تَخَرَّجَا مِنْ جِلْعَادَ سَنَةَ ١٩٥٦ وَخَدَمَا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلدَّائِرِيِّ فِي بُولِيفْيَا. وَسَنَةَ ١٩٦٤، صَارَ لَدَيْهِمَا وَلَدٌ. يُخْبِرُ فِلِيتْشِي: «كَانَ صَعْبًا عَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَ تَعْيِينَنَا ٱلَّذِي أَحْبَبْنَاهُ كَثِيرًا. أَعْتَرِفُ أَنِّي ضَيَّعْتُ سَنَةً تَقْرِيبًا وَأَنَا أُشْفِقُ عَلَى نَفْسِي. لٰكِنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَنِي أَنْ أُغَيِّرَ مَوْقِفِي وَأُرَكِّزَ عَلَى مَسْؤُولِيَّتِي ٱلْجَدِيدَةِ كَأَبٍ». هَلْ تَمُرُّ بِظَرْفٍ يُشْبِهُ ظَرْفَ رُوبِرْت أَوْ فِلِيتْشِي؟ هَلْ أَنْتَ مُتَضَايِقٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لَدَيْكَ نَفْسُ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ لَدَيْكَ مِنْ قَبْلُ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، سَتَفْرَحُ أَكْثَرَ إِذَا غَيَّرْتَ مَوْقِفَكَ وَرَكَّزْتَ عَلَى مَا تَقْدِرُ أَنْ تَفْعَلَهُ ٱلْآنَ لِتَخْدُمَ يَهْوَهَ وَإِخْوَتَكَ. اِسْتَعْمِلْ مَوَاهِبَكَ وَقُدُرَاتِكَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ كَيْ تُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ. وَهٰكَذَا تَفْرَحُ لِأَنَّكَ تُقَوِّي جَمَاعَتَكَ.
٢٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُقَدِّرَ دَوْرَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ، وَمَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
٢٣ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا غَالٍ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ. وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَكُونَ جُزْءًا مِنْ عَائِلَتِهِ. فَإِذَا فَكَّرْتَ فِي مَا تَقْدِرُ أَنْ تَفْعَلَهُ لِتُقَوِّيَ إِخْوَتَكَ ثُمَّ بَذَلْتَ جُهْدَكَ لِتَفْعَلَ ذٰلِكَ، لَا تَعُودُ تَشْعُرُ أَنَّ دَوْرَكَ لَيْسَ مُهِمًّا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُمْ وَنَحْتَرِمُهُمْ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ ٱلْمُهِمَّ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٢٤ هَيَّا نَصْعَدُ جَبَلَ بَيْتِ يَهْوَهَ!
a كُلُّنَا نُحِبُّ أَنْ نَشْعُرَ أَنَّ لَنَا قِيمَةً فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. لٰكِنْ أَحْيَانًا نَتَسَاءَلُ هَلْ لَنَا دَوْرٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا لَهُ دَوْرٌ مُهِمٌّ.
b شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: يَشْمُلُ دَوْرُنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ تَشْجِيعَ ٱلْإِخْوَةِ وَتَقْوِيَتَهُمْ. وَهُوَ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى عِرْقِنَا، حَضَارَتِنَا، جِنْسِيَّتِنَا، ثَقَافَتِنَا، وَمُسْتَوَانَا ٱلْمَادِّيِّ وَٱلِٱجْتِمَاعِيِّ.
c وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: تُظْهِرُ ٱلصُّوَرُ ٱلثَّلَاثُ مَاذَا يَحْدُثُ قَبْلَ، خِلَالَ، وَبَعْدَ ٱجْتِمَاعٍ لِلْجَمَاعَةِ. اَلصُّورَةُ ١: شَيْخٌ يُرَحِّبُ بِأَحَدِ ٱلضُّيُوفِ، أَخٌ شَابٌّ يَهْتَمُّ بِأَجْهِزَةِ ٱلصَّوْتِ، وَأُخْتٌ تَتَحَدَّثُ مَعْ أُخْتٍ مُسِنَّةٍ. اَلصُّورَةُ ٢: اَلصِّغَارُ وَٱلْكِبَارُ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ لِيُجَاوِبُوا فِي دَرْسِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ. اَلصُّورَةُ ٣: زَوْجَانِ يُسَاعِدَانِ فِي تَنْظِيفِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، أُمٌّ تُسَاعِدُ ٱبْنَتَهَا أَنْ تَضَعَ مَالًا فِي صُنْدُوقِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ، أَخٌ شَابٌّ يَهْتَمُّ بِٱلْمَطْبُوعَاتِ، وَأَخٌ يُشَجِّعُ ٱلْأُخْتَ ٱلْمُسِنَّةَ.