مقالة الدرس ٥١
كَيفَ تشعُرُ بِالسَّلامِ خِلالَ الأزَمات؟
«لا تَقلَقوا ولا تَخافوا». — يو ١٤:٢٧.
التَّرنيمَة ١١٢ يَهْوَه مُعطي السَّلام
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ ما هو «سَلامُ اللّٰه»، وكَيفَ يُساعِدُنا؟ (فيلبي ٤:٦، ٧)
هُناك نَوعٌ مِنَ السَّلامِ لا يعرِفُ العالَمُ عنهُ شَيئًا: «سَلامُ اللّٰه». وهذا السَّلامُ هو شُعورٌ بِالهُدوءِ نَتيجَةَ عَلاقَتِنا الغالِيَة بِأبينا السَّماوِيّ. فعِندَما نعرِفُ أبانا ونثِقُ بهِ ونُطيعُه، يُعطينا هذا السَّلامَ الَّذي يُريحُ بالَنا خِلالَ الأزَمات. فحينَ يكونُ لدَينا سَلامُ اللّٰه، نشعُرُ بِالأمان. (إقرأ فيلبي ٤:٦، ٧.) كما نتَمَتَّعُ بِصَداقَةٍ قَوِيَّة مع «إلهِ السَّلامِ» ومعَ الَّذينَ يُحِبُّونَه. — ١ تس ٥:٢٣.
٢ ماذا يُؤَكِّدُ أنَّنا نقدِرُ أن نشعُرَ بِسَلامِ اللّٰه؟
٢ ولكنْ هل نقدِرُ أن نشعُرَ بِسَلامِ اللّٰهِ خِلالَ أزَماتٍ مِثلِ الأوبِئَة، الكَوارِث، الاضطِراباتِ المَدَنِيَّة، أوِ الاضطِهاد؟ خِلالَ أزَماتٍ كهذِه، قد نشعُرُ بِخَوفٍ شَديد. لِذلِك نصَحَنا يَسُوع وقالَ لنا: «لا تَقلَقوا ولا تَخافوا». (يو ١٤:٢٧) وبِالفِعل، طبَّقَ إخوَةٌ كَثيرونَ نَصيحَتَه. وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه، شعَروا بِالسَّلامِ خِلالَ الأزَماتِ الَّتي مرُّوا بها.
خِلالَ الأوبِئَة
٣ كَيفَ يُمكِنُ أن تُخَسِّرَنا الأوبِئَةُ سَلامَنا؟
٣ يُمكِنُ أن تُشَقلِبَ الأوبِئَةُ حَياتَنا. وهذا ما حدَثَ لِكَثيرينَ خِلالَ كُوفِيد-١٩. فبِحَسَبِ إحدى الدِّراسات، عانى أكثَرُ مِن نِصفِ النَّاسِ خِلالَهُ مَشاكِلَ في النَّوم. كما زادَت مُعَدَّلاتُ القَلَق، الاكتِئاب، إساءَةِ استِعمالِ الكُحولِ والمُخَدِّرات، العُنفِ المَنزِلِيّ، ومُحاوَلاتِ الانتِحار. فهل ينتَشِرُ وَبَأٌ في مِنطَقَتِك؟ إذًا، كَيفَ تُخَفِّفُ مِن قَلَقِكَ وتشعُرُ بِسَلامِ اللّٰه؟
٤ لِمَ نشعُرُ بِالسَّلامِ حينَ نعرِفُ نُبُوَّةَ يَسُوع عنِ الأيَّامِ الأخيرَة؟
٤ تنَبَّأَ يَسُوع أن في الأيَّامِ الأخيرَة ستكونُ هُناك أوبِئَةٌ «في أماكِنَ كَثيرَة». (لو ٢١:١١) ولِمَ نشعُرُ بِالسَّلامِ حينَ نعرِفُ هذِهِ النُّبُوَّة؟ لِأنَّنا لا نتَفاجَأُ حينَ تنتَشِرُ الأوبِئَة، بل نعرِفُ أنَّ انتِشارَها يُتَمِّمُ نُبُوَّةَ يَسُوع. لِذا، نتبَعُ النَّصيحَةَ الَّتي أعطاها لِلَّذينَ يعيشونَ في الأيَّامِ الأخيرَة. فقدْ قال: «لا تَرتَعِبوا». — مت ٢٤:٦.
٥ (أ) حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:٨، ٩، ماذا نقدِرُ أن نطلُبَ في صَلاتِنا عِندَ انتِشارِ وَبَإ؟ (ب) مِثلَ دَايْزِي، كَيفَ ستُساعِدُكَ التَّسجيلاتُ السَّمعِيَّة الَّتي تُعِدُّها هَيئَةُ يَهْوَه؟
٥ ولكنْ حينَ ينتَشِرُ وَبَأ، قد نقلَقُ كَثيرًا وحتَّى نخاف. هذا ما شعَرَت بهِ أُختٌ اسْمُها دَايْزِي.b فعَمُّها، ابْنُ عَمِّها الآخَر، وطَبيبُها أُصيبوا كُلُّهُم بِكُوفِيد-١٩ وماتوا. لِذا، خافَت أن تُصابَ هي أيضًا وتُعدِيَ أُمَّها المُسِنَّة. كما خافَت أن تخسَرَ وَظيفَتَها، ولا تقدِرَ بِالتَّالي أن تشتَرِيَ الطَّعامَ وتدفَعَ إيجارَ البَيت. وهذِهِ المَخاوِفُ شغَلَت بالَها، وطيَّرَتِ النَّومَ مِن عَينِها. لكنَّ دَايْزِي استَعادَت سَلامَها. كَيف؟ صلَّت إلى يَهْوَه تَحديدًا كَي يُساعِدَها أن تبقى هادِئَةً وتُفَكِّرَ بِإيجابِيَّة. (إقرأ فيلبي ٤:٨، ٩.) كما سمِعَت يَهْوَه «يتَكَلَّمُ» معها مِن خِلالِ تَسجيلاتِ الكِتابِ المُقَدَّس. تقول: «صَوتُ القُرَّاءِ الهادِئُ أراحَني كَثيرًا وذكَّرَني بِأنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بي». — مز ٩٤:١٩.
٦ كَيفَ سيُساعِدُكَ الدَّرسُ الشَّخصِيُّ وحُضورُ الاجتِماعات؟
٦ لا شَكَّ أنَّ الوَبَأَ سيُلَخبِطُ روتينَك. ولكنْ لا تدَعْهُ يُؤَثِّرُ على دَرسِكَ الشَّخصِيِّ وحُضورِكَ لِلاجتِماعات. فالاختِباراتُ في مَطبوعاتِنا وفيديواتِنا ستُذَكِّرُكَ أنَّ هُناك إخوَةً يمُرُّونَ بِظُروفٍ مُشابِهَة لكنَّهُم يبقَونَ أُمَناء. (١ بط ٥:٩) وسَتُساعِدُكَ الاجتِماعاتُ أن تملَأَ عَقلَكَ بِأفكارٍ إيجابِيَّة مِن كَلِمَةِ اللّٰه. كما ستُعطيكَ فُرَصًا لِتُشَجِّعَ الإخوَةَ وتتَشَجَّعَ بهِم. (رو ١:١١، ١٢) وكُلَّما رأيْتَ كَيفَ يدعَمُ يَهْوَه الإخوَةَ لِيَتَغَلَّبوا على المَرَضِ أوِ الخَوفِ أوِ الوَحدَة، قوِيَ إيمانُكَ وزادَت ثِقَتُكَ بِأنَّهُ سيَدعَمُكَ أنتَ أيضًا.
٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِنَ الرَّسولِ يُوحَنَّا؟
٧ أُبذُلْ جُهدَكَ لِتطمَئِنَّ على الإخوَة. فحينَ ينتَشِرُ وَبَأ، قد لا تقدِرُ أن تراهُم بِسَبَبِ التَّباعُدِ الجَسَدِيّ. وفي أوقاتٍ كهذِه، قد تشعُرُ مِثلَما شعَرَ الرَّسولُ يُوحَنَّا. فهو أرادَ أن يرى صَديقَهُ غَايُس وَجهًا لِوَجه. (٣ يو ١٣، ١٤) لكنَّهُ عرَفَ أنَّهُ لن يقدِرَ بِسَبَبِ ظُروفِه. لِذلِك فعَلَ ما يقدِرُ علَيه؛ كتَبَ لهُ رِسالَة. بِشَكلٍ مُماثِل، إذا لم تقدِرْ أن تزورَ الإخوَة، فاتَّصِلْ بهِم أو أرسِلْ لهُم رِسالَة. وهكَذا، سيَخِفُّ إحساسُكَ بِالوَحدَة، وسَتشعُرُ أكثَرَ بِالسَّلام. أيضًا، أخبِرِ الشُّيوخَ عن مَخاوِفِك، واستَفِدْ مِنَ التَّشجيعِ الَّذي يُقَدِّمونَهُ لكَ بِمَحَبَّة. — إش ٣٢:١، ٢.
خِلالَ الكَوارِث
٨ كَيفَ قد تُخَسِّرُكَ كارِثَةٌ سَلامَك؟
٨ هل تعَرَّضتَ مِن قَبل لِفَيَضان، زِلزال، أو حَريق؟ طَبعًا، هذا لَيسَ سَهلًا أبَدًا. وقدْ تظَلُّ تشعُرُ بِقَلَقٍ شَديدٍ لِمُدَّةٍ طَويلَة. وإذا خسِرتَ مُمتَلَكاتِكَ أو شَخصًا تُحِبُّه، فطَبيعِيٌّ أن تشعُرَ بِالحُزنِ أوِ اليَأسِ أو حتَّى الغَضَب. كما أنَّ الَّذينَ حَولَكَ قد يتَوَقَّعونَ أن تشعُرَ بِمَشاعِرَ سَلبِيَّة كهذِه. (أي ١:١١) لكنَّ هذِهِ المَشاعِرَ لا تعني أنَّكَ شَخصٌ مادِّيّ، أو أنَّ إيمانَكَ ضَعيف. كما أنَّكَ تقدِرُ أن تشعُرَ بِالسَّلامِ رَغمَ الظُّروفِ الصَّعبَة. كَيف؟
٩ ماذا أنبَأَ يَسُوع عنِ الكَوارِث؟
٩ لا يتَوَقَّعُ بَعضُ النَّاسِ أن تحصُلَ لهُم أيُّ كارِثَة. أمَّا نَحن، فنتَوَقَّعُ أن نُواجِهَ كَوارِثَ أكثَرَ فأكثَر. فيَسُوع أخبَرَ أتباعَهُ أنَّ «زَلازِلَ عَظيمَة» وكَوارِثَ أُخرى ستحصُلُ قَبلَ أن تأتِيَ النِّهايَة. (لو ٢١:١١) كما أنبَأَ عنِ «ازدِيادِ الشَّرّ»، الَّذي يظهَرُ على شَكلِ جَرائِمَ وأعمالٍ عَنيفَة وهَجَماتٍ إرهابِيَّة. (مت ٢٤:١٢) ويَسُوع لم يذكُرْ أبَدًا أنَّ هذِهِ الكَوارِثَ ستُصيبُ فَقَطِ الأشخاصَ البَعيدينَ عن يَهْوَه. بِالعَكس، وقَعَ كَثيرونَ مِن خُدَّامِ يَهْوَه ضَحِيَّةَ الكَوارِث. (إش ٥٧:١؛ ٢ كو ١١:٢٥) فقدْ لا يصنَعُ يَهْوَه عَجائِبَ لِيَحمِيَنا منها. لكنَّهُ يُعطينا كُلَّ ما نحتاجُهُ لِنُحافِظَ على هُدوئِنا وسَلامِنا.
١٠ كَيفَ يدُلُّ استِعدادُنا لِلكَوارِثِ الآنَ أنَّنا نثِقُ بِيَهْوَه؟ (أمثال ٢٢:٣)
١٠ حينَ نستَعِدُّ مُسبَقًا لِلكَوارِث، يكونُ أسهَلَ علَينا أن نبقى هادِئينَ خِلالَها. ولكنْ هل يعني استِعدادُنا لِلكَوارِثِ أنَّنا لا نثِقُ بِيَهْوَه؟ على العَكس، يُظهِرُ أنَّنا نثِقُ بِاهتِمامِهِ بنا. فهو ينصَحُنا في كَلِمَتِهِ أن نستَعِدَّ لِلكَوارِثِ المُحتَمَلَة. (إقرإ الأمثال ٢٢:٣.) كما يُشَجِّعُنا على ذلِك مِن خِلالِ المَجَلَّات، الاجتِماعات، والإعلاناتِ الَّتي تُعِدُّها هَيئَتُه.c فهل نثِقُ بِيَهْوَه ونُطَبِّقُ نَصيحَتَه؟ مُهِمٌّ جِدًّا أن نفعَلَ ذلِكَ الآن، قَبلَ أن تحصُلَ كارِثَة.
١١ ماذا تتَعَلَّمُ مِن مَارْغَرِيت؟
١١ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها مَارْغَرِيت. فقدِ اندَلَعَ حَريقٌ كَبيرٌ في مِنطَقَتِها، وطُلِبَ مِنها أن تُخلِيَ بَيتَها. ولكنْ بِما أنَّ أشخاصًا كَثيرينَ جِدًّا كانوا يهرُبونَ في الوَقتِ نَفْسِه، حصَلَت زَحمَةٌ وتوَقَّفَ السَّير. فاضطُرَّت أن تبقى في سَيَّارَتِها لِوَقتٍ طَويل، وكانَ الدُّخانُ الأسوَدُ يملَأُ الجَوّ. لكنَّها نجَت لِأنَّها استَعَدَّت مُسبَقًا. ففي شَنطَةِ يَدِها، كانَت تحمِلُ خَريطَةً تدُلُّها على طَريقٍ بَديل. حتَّى إنَّها كانَت قد جرَّبَتهُ كَي تعتادَ علَيه. وهكَذا بِفَضلِ استِعدادِها، نجَت مَارْغَرِيت مِنَ الكارِثَة.
١٢ لِمَ مُهِمٌّ أن نتبَعَ إرشاداتِ السَّلامَة؟
١٢ بِهَدَفِ حِمايَةِ السُّكَّانِ وحِفظِ النِّظام، تفرِضُ السُّلُطاتُ أحيانًا حَظرَ التَّجَوُّل، تطلُبُ مِنَّا أن نُخلِيَ المِنطَقَة، أو تُعطينا إرشاداتٍ أُخرى. يتَرَدَّدُ بَعضُ النَّاسِ أن يُطيعوا هذِهِ الإرشادات، لِأنَّهُم يكونونَ مُتَعَلِّقينَ بِمُمتَلَكاتِهِم ولا يُريدونَ أن يترُكوها. ولكنْ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ نَحنُ كمَسِيحِيِّين؟ يوصينا الكِتابُ المُقَدَّس: «إخضَعوا لِكُلِّ سُلطَةٍ بَشَرِيَّة مِن أجْلِ الرَّبّ: لِلمَلِكِ لِأنَّهُ في مَركَزٍ عَالٍ، ولِلحُكَّامِ لِأنَّهُم مُعَيَّنونَ مِنَ المَلِك». (١ بط ٢:١٣، ١٤) كما أنَّ هَيئَةَ يَهْوَه تُعطينا إرشاداتٍ لِتحمِيَنا. مَثَلًا، تُذَكِّرُنا دائِمًا أن نُعطِيَ الشُّيوخَ عُنوانَنا ورَقمَ تِلِفونِنا لِيَتَّصِلوا بنا عِندَ الطَّوارِئ. فهل أعطَيتَ الشُّيوخَ هذِهِ المَعلومات؟ أيضًا، قد يُعطينا الشُّيوخُ إرشاداتٍ بِأن نبقى في بُيوتِنا أو نُخلِيَها، أو يُخبِرونَنا كَيفَ نحصُلُ على مُؤَنِ الإغاثَةِ أو نُساعِدُ غَيرَنا. فهل نُطيعُ هذِهِ الإرشادات؟ إذا لم نفعَلْ ذلِك، فسَنُعَرِّضُ حَياتَنا أو حَياةَ الشُّيوخِ لِلخَطَر. فهؤُلاءِ الرِّجالُ الأُمَناءُ ‹يبقَونَ ساهِرينَ على نُفوسِنا›. (عب ١٣:١٧) قالَت مَارْغَرِيت: «لِأنِّي اتَّبَعتُ إرشاداتِ الشُّيوخِ والهَيئَة، نجَوتُ مِنَ الكارِثَة».
١٣ كَيفَ حافَظَ إخوَةٌ كَثيرونَ على فَرَحِهِم وسَلامِهِم؟
١٣ أُضطُرَّ إخوَةٌ كَثيرونَ أن يترُكوا بُيوتَهُم بِسَبَبِ الكَوارِث، الحُروب، أوِ الاضطِراباتِ المَدَنِيَّة. وهُم يبذُلونَ جُهدَهُم لِيَتَأقلَموا مع وَضعِهِمِ الجَديد، ويَنشَغِلونَ بِخِدمَةِ يَهْوَه. فمِثلَ المَسيحِيِّينَ الَّذينَ تشَتَّتوا بِسَبَبِ الاضطِهاد، يستَمِرُّونَ في ‹التَّبشيرِ بِالكَلِمَة›. (أع ٨:٤) وبِهذِهِ الطَّريقَة، يُرَكِّزونَ على مَملَكَةِ اللّٰه، لا على ظُروفِهِمِ الصَّعبَة. وبِالنَّتيجَة، يُحافِظونَ على فَرَحِهِم وسَلامِهِم.
خِلالَ الاضطِهاد
١٤ كَيفَ يُمكِنُ أن يُخَسِّرَنا الاضطِهادُ سَلامَنا؟
١٤ قد يحرِمُنا الاضطِهادُ مِن أشياءَ كَثيرَة تُشعِرُنا بِالفَرَحِ والسَّلام. فنَحنُ نفرَحُ حينَ نجتَمِعُ بِحُرِّيَّة، نُبَشِّرُ عَلَنًا، ونعيشُ حَياتَنا دونَ أن نخافَ مِنَ الاعتِقال. أمَّا حينَ نخسَرُ هذِهِ الحُرِّيَّات، فقدْ نقلَقُ ونخافُ مِمَّا سيَحصُلُ لنا. هذا شُعورٌ طَبيعِيّ. ولكنْ يلزَمُ أن ننتَبِه. فيَسُوع حذَّرَنا أنَّ الاضطِهادَ يُمكِنُ أن يجعَلَنا نترُكُه. (يو ١٦:١، ٢) فكَيفَ نُحافِظُ على سَلامِنا حينَ نتَعَرَّضُ لِلاضطِهاد؟
١٥ لِمَ لا نخافُ مِنَ الاضطِهاد؟ (يوحنا ١٥:٢٠؛ ١٦:٣٣)
١٥ تُخبِرُنا كَلِمَةُ اللّٰه: «جَميعُ الَّذينَ يرغَبونَ في أن يحيَوا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ في المَسِيح يَسُوع سيُضطَهَدونَ أيضًا». (٢ تي ٣:١٢) إستَصعَبَ شَيخٌ اسْمُهُ أَنْدْرِيه أن يقبَلَ هذِهِ الحَقيقَة. فحينَ حظَرَتِ السُّلُطاتُ عَمَلَنا في البَلَدِ الَّذي يعيشُ فيه، فكَّر: ‹هُناك عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِنَ الإخوَةِ هُنا. فكَيفَ ستعتَقِلُنا السُّلُطاتُ كُلَّنا؟›. ولكنْ حينَ فكَّرَ بِهذِهِ الطَّريقَة، لم يشعُرْ بِالسَّلام، بل كانَ قَلِقًا طولَ الوَقت. بِالمُقابِل، اتَّكَلَ إخوَةٌ آخَرونَ على يَهْوَه، ولم يستَبعِدوا أن تعتَقِلَهُمُ السُّلُطات. مع ذلِك، لم يكونوا قَلِقينَ مِثلَ أَنْدْرِيه. لِذا، قرَّرَ أن يفعَلَ مِثلَهُم ويَتَّكِلَ على يَهْوَه. وهكَذا، بدَأَ يشعُرُ بِالسَّلامِ والفَرَحِ رَغمَ الاضطِهاد. نَحنُ أيضًا، يجِبُ أن لا نخافَ مِنَ الاضطِهاد. فمع أنَّ يَسُوع حذَّرَنا أنَّنا سنتَعَرَّضُ لِلاضطِهاد، أكَّدَ لنا أنَّنا نقدِرُ أن نبقى أُمَناء. — إقرأ يوحنا ١٥:٢٠؛ ١٦:٣٣.
١٦ أيُّ إرشاداتٍ يلزَمُ أن نُطيعَها خِلالَ الاضطِهاد؟
١٦ حينَ تحظُرُ السُّلُطاتُ عَمَلَنا أو تفرِضُ قُيودًا كَثيرَة علَيه، ننالُ إرشاداتٍ مِن مَكتَبِ الفَرعِ ومِنَ الشُّيوخِ في الجَماعَة. وهذِهِ الإرشاداتُ ستحمينا. كما ستُساعِدُنا أن ننالَ الطَّعامَ الرُّوحِيَّ بِانتِظام، وأن نستَمِرَّ في التَّبشيرِ على قَدِّ ما نستَطيع. فابذُلْ جُهدَكَ لِتُطيعَها، حتَّى لَو لم تفهَمْ كامِلًا السَّبَبَ وَراءَها. (يع ٣:١٧) أيضًا، لا تكشِفْ مَعلوماتٍ عنِ الإخوَةِ ونَشاطاتِ الجَماعَةِ لِأشخاصٍ لا يحِقُّ لهُم أن يعرِفوها. — جا ٣:٧.
١٧ مِثلَ الرُّسُلِ في القَرنِ الأوَّل، علامَ نَحنُ مُصَمِّمون؟
١٧ أبقِ في بالِكَ لِماذا يُحارِبُ الشَّيْطَان شَعبَ اللّٰه. فأحَدُ الأسبابِ الرَّئيسِيَّة هو أنَّ «لَدَيهِم عَمَلَ الشَّهادَةِ عن يَسُوع». (رؤ ١٢:١٧) إذًا، لا تخَفْ مِنَ الشَّيْطَان وعالَمِه. بل تذَكَّرْ أنَّ التَّبشيرَ رَغمَ الاضطِهادِ سيُفَرِّحُكَ ويُحَسِّسُكَ بِالسَّلام. لِذا، تمَثَّلْ بِالرُّسُلِ في القَرنِ الأوَّل. فحينَ أمَرَتهُمُ السُّلُطاتُ اليَهُودِيَّة أن لا يُبَشِّروا، صمَّموا أن يُطيعوا اللّٰهَ ويَستَمِرُّوا في التَّبشير. وهذا العَمَلُ فرَّحَهُم كَثيرًا. (أع ٥:٢٧-٢٩، ٤١، ٤٢) طَبعًا، عِندَما يكونُ عَمَلُنا مَحظورًا، يلزَمُ أن تُبَشِّرَ بِحَذَر. (مت ١٠:١٦) ولكنْ إذا بذَلتَ جُهدَكَ لِتستَمِرَّ في التَّبشير، فسَتشعُرُ بِالسَّلامِ لِأنَّكَ تُرضي يَهْوَه وتوصِلُ رِسالَةً تُنقِذُ الحَياة.
«إلهُ السَّلامِ سيَكونُ معك»
١٨ مَن يُعطينا السَّلامَ الحَقيقِيّ؟
١٨ ثِقْ أنَّكَ تقدِرُ أن تشعُرَ بِالسَّلام، حتَّى خِلالَ أصعَبِ الأزَمات. ولكنْ تذَكَّرْ أنَّكَ تحتاجُ في أوقاتٍ كهذِه إلى «سَلامِ اللّٰه»، أيِ السَّلامِ الَّذي يقدِرُ يَهْوَه فَقَط أن يُعطِيَه. لِذا، اتَّكِلْ علَيهِ خِلالَ الأوبِئَة، الكَوارِث، أوِ الاضطِهاد. إبقَ قَريبًا مِن هَيئَتِه. وفكِّرْ في المُستَقبَلِ الرَّائِعِ الَّذي وعَدَكَ به. وعِندَئِذٍ، «إلهُ السَّلامِ سيَكونُ معك». (في ٤:٩) ولكنْ كَيفَ نُساعِدُ إخوَتَنا أن يشعُروا بِسَلامِ اللّٰهِ خِلالَ الأزَمات؟ سنرى الجَوابَ في المَقالَةِ التَّالِيَة.
التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!
a يعِدُ اللّٰهُ الَّذينَ يُحِبُّونَهُ بِأن يُعطِيَهُمُ السَّلام. ولكنْ ما هو «سَلامُ اللّٰه»؟ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِننالَه؟ وكَيفَ يُساعِدُنا خِلالَ الأوبِئَة، الكَوارِث، والاضطِهاد؟ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة.
b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
c أُنظُرْ مَقالَة «خُطُواتٌ لِلنَّجاةِ مِنَ الكَوارِث» في إستَيقِظْ!، العَدَد ٥، ٢٠١٧.
d وصف الصورة: أخت تستعد مسبقًا لتخلي بيتها.
e وصف الصورة: أخ يبشِّر بحذر في بلد يفرض قيودًا على عملنا.