سِرْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ تَنْعَمْ بِٱلْحَيَاةِ وَٱلسَّلَامِ
‹لَا تَسِرْ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ، بَلْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ›. — رو ٨:٤.
١، ٢ (أ) أَيُّ خَطَرٍ يَتَأَتَّى عَنِ ٱلتَّلَهِّي أَثْنَاءَ ٱلْقِيَادَةِ؟ (ب) أَيُّ خَطَرٍ نَتَعَرَّضُ لَهُ إِذَا ٱلْتَهَيْنَا عَنْ عِبَادَةِ يَهْوَهَ؟
«اَلتَّلَهِّي أَثْنَاءَ ٱلْقِيَادَةِ آفَةٌ مُتَفَشِّيَةٌ، وَيَبْدُو أَنَّهَا تَتَفَاقَمُ سَنَةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى»، هذَا مَا أَدْلَى بِهِ وَزِيرُ ٱلنَّقْلِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. وَٱلْهَوَاتِفُ ٱلْخَلَوِيَّةُ هِيَ مِنَ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلَّتِي تَصْرِفُ ٱنْتِبَاهَ ٱلسَّائِقِ عَمَّا يُفْتَرَضُ أَنْ يَكُونَ شَاغِلَهُ ٱلْأَوْحَدَ: اَلْقِيَادَةِ. فَأَكْثَرُ مِنْ ثُلْثِ ٱلَّذِينَ شَمَلَهُمْ أَحَدُ ٱلِٱسْتِطْلَاعَاتِ ذَكَرُوا أَنَّهُمْ تَعَرَّضُوا أَوْ كَادُوا يَتَعَرَّضُونَ لِحَادِثِ ٱصْطِدَامٍ مَعَ سَيَّارَةٍ سَائِقُهَا مُنْشَغِلٌ بِهَاتِفِهِ ٱلْخَلَوِيِّ. فَمَعَ أَنَّ إِنْجَازَ عِدَّةِ مَهَامَّ فِي آنٍ وَاحِدٍ يَبْدُو عَمَلِيًّا، فَهُوَ يُفْضِي أَحْيَانًا إِلَى نَتَائِجَ مَأْسَاوِيَّةٍ.
٢ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ فِي عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ. فَكَمَا أَنَّ ٱلسَّائِقَ ٱلْمُلْتَهِيَ يَعْجَزُ فِي ٱلْغَالِبِ عَنْ مُلَاحَظَةِ إِشَارَاتِ ٱلْخَطَرِ، كَذلِكَ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُلْتَهِي عَنْ عِبَادَةِ يَهْوَهَ يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِلْأَذَى بِكُلِّ سُهُولَةٍ. فَإِذَا سَمَحْنَا لِأَنْفُسِنَا أَنْ نَحِيدَ عَنْ مَسْلَكِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ وَنَشَاطَاتِنَا ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، فَسَتَتَحَطَّمُ بِنَا سَفِينَةُ ٱلْإِيمَانِ. (١ تي ١:١٨، ١٩) وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَذَّرَ مِنْ هذَا ٱلْخَطَرِ حِينَ نَبَّهَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا: «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ إِنَّمَا هُوَ مَوْتٌ، وَأَمَّا مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ». (رو ٨:٦) فَمَاذَا قَصَدَ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ» وَنَسْعَى وَرَاءَ «مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ»؟
‹لَا حُكْمَ عَلَيْهِمْ›
٣، ٤ (أ) عَنْ أَيِّ صِرَاعٍ شَخْصِيٍّ كَتَبَ بُولُسُ؟ (ب) لِمَ تَهُمُّنَا حَالَةُ بُولُسَ؟
٣ كَتَبَ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا عَنْ صِرَاعٍ خَاضَهُ شَخْصِيًّا، نِزَاعٍ بَيْنَ جَسَدِهِ وَعَقْلِهِ. (اِقْرَأْ روما ٧:٢١-٢٣.) غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ تَبْرِيرَ تَصَرُّفَاتِهِ أَوِ ٱلْإِشْفَاقَ عَلَى ذَاتِهِ وَكَأَنَّهُ يَرْزَحُ تَحْتَ ثِقْلِ ٱلْخَطِيَّةِ مَغْلُوبًا عَلَى أَمْرِهِ. فَهُوَ كَانَ مَسِيحِيًّا نَاضِجًا وَمَمْسُوحًا بِٱلرُّوحِ ٱخْتِيرَ ‹رَسُولًا لِلْأُمَمِ›. (رو ١:١؛ ١١:١٣) فَلِمَ كَتَبَ إِذًا عَنْ صِرَاعِهِ هذَا؟
٤ كَانَ بُولُسُ يَعْتَرِفُ بِصِدْقٍ أَنَّهُ عَاجِزٌ بِجُهْدِهِ ٱلْخَاصِّ عَنْ فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ قَدْرَ مَا يُرِيدُ. وَٱلسَّبَبُ؟ يُجِيبُ هُوَ نَفْسُهُ: «اَلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْكِسُوا مَجْدَ ٱللّٰهِ». (رو ٣:٢٣) فَكَمُتَحَدِّرٍ مِنْ آدَمَ، كَانَ بُولُسُ يُعَانِي مِنْ تَأْثِيرَاتِ ٱلْخَطِيَّةِ عَلَى جَسَدِهِ ٱلنَّاقِصِ. وَنَحْنُ نَتَفَهَّمُهُ لِأَنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ وَنُوَاجِهُ كُلَّ يَوْمٍ صِرَاعَاتٍ مُمَاثِلَةً. أَضِفْ إِلَى ذلِكَ وُجُودَ تَلْهِيَاتٍ كَثِيرَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُحَوِّلَ ٱنْتِبَاهَنَا وَتُبْعِدَنَا عَنِ ‹ٱلطَّرِيقِ ٱلْحَرِجِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ›. (مت ٧:١٤) لكِنَّ حَالَةَ بُولُسَ لَمْ تَكُنْ مَيْؤُوسًا مِنْهَا، وَكَذَا حَالَتُنَا نَحْنُ.
٥ مِنْ أَيْنَ ٱسْتَمَدَّ بُولُسُ ٱلرَّاحَةَ وَٱلْمُسَاعَدَةَ؟
٥ كَتَبَ بُولُسُ: «مَنْ يُنَجِّينِي . . .؟ اَلشُّكْرُ لِلّٰهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا!». (رو ٧:٢٤، ٢٥) وَبَعْدَ ذلِكَ خَاطَبَ ٱلَّذِينَ «فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ»، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (اِقْرَأْ روما ٨:١، ٢.) فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يَتَبَنَّاهُمْ يَهْوَهُ كَأَبْنَاءٍ لَهُ دَاعِيًا إِيَّاهُمْ لِيَكُونُوا «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ». (رو ٨:١٤-١٧) وَبِمُسَاعَدَةِ هذَا ٱلرُّوحِ ٱلْمُقْتَرِنَةِ بِإِيمَانِهِمْ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، يَسْتَطِيعُونَ إِحْرَازَ ٱلنَّصْرِ فِي ٱلصِّرَاعِ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُولُسُ وَٱلْخُرُوجَ مِنْهُ ‹لَا حُكْمَ عَلَيْهِمْ›. فَهُمْ يَتَحَرَّرُونَ «مِنْ شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ».
٦ لِمَ يَنْبَغِي لِكَافَّةِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ أَنْ يَفْهَمُوا كَلِمَاتِ بُولُسَ؟
٦ صَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ وَجَّهَ كَلَامَهُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، لكِنَّ مَا قَالَهُ عَنْ رُوحِ ٱللّٰهِ وَذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ يَنْفَعُ جَمِيعَ خُدَّامِ يَهْوَهَ مَهْمَا كَانَ رَجَاؤُهُمْ. فَبِمَا أَنَّهُ أَسْدَى هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ بِوَحْيٍ إِلهِيٍّ، فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَفْهَمَهَا كَافَّةُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ وَيَسْعَوْا لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْهَا.
كَيْفَ ‹حَكَمَ ٱللّٰهُ عَلَى ٱلْخَطِيَّةِ فِي ٱلْجَسَدِ›
٧، ٨ (أ) بِأَيِّ مَعْنًى ‹أَضْعَفَ ٱلْجَسَدُ ٱلشَّرِيعَةَ›؟ (ب) مَاذَا حَقَّقَ ٱللّٰهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ وَٱلْفِدْيَةِ؟
٧ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٧ مِنْ رُومَا، ٱعْتَرَفَ بُولُسُ بِقُوَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ عَلَى ٱلْجَسَدِ ٱلنَّاقِصِ. وَفِي ٱلْإِصْحَاحِ ٨ عَلَّقَ عَلَى قُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَقَدْ أَوْضَحَ كَيْفَ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي صِرَاعِهِمْ ضِدَّ قُوَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ، بِحَيْثُ يَعِيشُونَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ وَيَحُوزُونَ رِضَاهُ. وَبَيَّنَ أَنَّ ٱللّٰهَ حَقَّقَ، بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ وَذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، مَا عَجِزَتْ عَنْهُ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ.
٨ فَٱلشَّرِيعَةُ بِوَصَايَاهَا ٱلْكَثِيرَةِ حَكَمَتْ عَلَى ٱلْخُطَاةِ. وَرُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ فِي ظِلِّ ٱلشَّرِيعَةِ كَانُوا نَاقِصِينَ وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ تَقْدِيمُ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْمُلَائِمَةِ لِلتَّكْفِيرِ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ. لِذلِكَ ‹أَضْعَفَ ٱلْجَسَدُ ٱلشَّرِيعَةَ›. لكِنَّ ٱللّٰهَ «بِإِرْسَالِ ٱبْنِهِ . . . فِي شَبَهِ ٱلْجَسَدِ ٱلْخَاطِئِ» وَتَقْدِيمِهِ فِدْيَةً، «حَكَمَ عَلَى ٱلْخَطِيَّةِ فِي ٱلْجَسَدِ» مُتَغَلِّبًا بِٱلتَّالِي عَلَى «عَجْزِ ٱلشَّرِيعَةِ». وَعَلَيْهِ، يُحْسَبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ أَبْرَارًا عَلَى أَسَاسِ إِيمَانِهِمْ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ. وَيَجْرِي تَشْجِيعُهُمْ ‹أَلَّا يَسِيرُوا بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ، بَلْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ›. (اِقْرَأْ روما ٨:٣، ٤.) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُدَاوِمُوا عَلَى ذلِكَ بِأَمَانَةٍ حَتَّى نِهَايَةِ مَسْلَكِهِمِ ٱلْأَرْضِيِّ كَيْ يُمْنَحُوا «تَاجَ ٱلْحَيَاةِ». — رؤ ٢:١٠.
٩ مَا مَعْنَى كَلِمَةِ «شَرِيعَةٍ» ٱلْوَارِدَةِ فِي رُومَا ٨:٢؟
٩ وَفَضْلًا عَنِ «ٱلشَّرِيعَةِ»، أَتَى بُولُسُ عَلَى ذِكْرِ «شَرِيعَةِ ٱلرُّوحِ» وَ «شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ». (رو ٨:٢) فَمَاذَا قَصَدَ؟ لَا تُشِيرُ كَلِمَةُ «شَرِيعَةٍ» هُنَا إِلَى قَوَاعِدَ مُحَدَّدَةٍ كَٱلَّتِي تُؤَلِّفُ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ. يُورِدُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ: «إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلَّتِي تُقَابِلُ شَرِيعَةً هُنَا تَعْنِي مَبْدَأً نَابِعًا مِنَ ٱلدَّاخِلِ يُوَجِّهُ تَصَرُّفَاتِ ٱلْمَرْءِ، خَيِّرَةً كَانَتْ أَمْ شِرِّيرَةً، فَاعِلًا فِعْلَ ٱلْقَانُونِ. وَتُشِيرُ هذِهِ ٱلْكَلِمَةُ أَيْضًا إِلَى مِقْيَاسِ ٱلْمَرْءِ فِي ٱلْحَيَاةِ».
١٠ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا شَرِيعَةُ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ؟
١٠ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَخْطَأُوا». (رو ٥:١٢) فَبِمَا أَنَّنَا ذُرِّيَّةُ آدَمَ، فَنَحْنُ جَمِيعًا تَحْتَ تَأْثِيرِ شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. فَجَسَدُنَا ٱلْخَاطِئُ يَدْفَعُنَا بِٱسْتِمْرَارٍ إِلَى فِعْلِ أُمُورٍ تُحْزِنُ ٱللّٰهَ وَعَاقِبَتُهَا ٱلْوَحِيدَةُ هِيَ ٱلْمَوْتُ. وَفِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَهْلِ غَلَاطِيَةَ، دَعَا بُولُسُ أَفْعَالًا وَصِفَاتٍ كَهذِهِ «أَعْمَالَ ٱلْجَسَدِ». ثُمَّ أَضَافَ: «إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ مِثْلَ هٰذِهِ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». (غل ٥:١٩-٢١) وَهؤُلَاءِ مَثَلُهُمْ مَثَلُ ٱلَّذِينَ يَسِيرُونَ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ. (رو ٨:٤) ‹فَٱلْمَبْدَأُ ٱلدَّاخِلِيُّ ٱلَّذِي يُوَجِّهُ تَصَرُّفَاتِهِمْ› وَكَذلِكَ ‹مِقْيَاسُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ› جَسَدِيَّانِ بِكُلِّ مَا فِي ٱلْكَلِمَةِ مِنْ مَعْنًى. وَلكِنْ هَلِ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْعَهَارَةَ أَوِ ٱلصَّنَمِيَّةَ أَوِ ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ أَوْ يَقْتَرِفُونَ خَطَايَا جَسِيمَةً أُخْرَى هُمْ فَقَطْ مَنْ يَسِيرُ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ؟ كَلَّا، فَأَعْمَالُ ٱلْجَسَدِ تَشْمُلُ أَيْضًا مَا قَدْ يَعْتَبِرُهُ ٱلْبَعْضُ عُيُوبًا فِي ٱلشَّخْصِيَّةِ مِثْلَ ٱلْغَيْرَةِ وَنَوْبَاتِ ٱلْغَضَبِ وَٱلْمُخَاصَمَاتِ وَٱلْحَسَدِ. وَمَنْ فِي وُسْعِهِ ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ تَحَرَّرَ كُلِّيًّا مِنَ ٱلسَّيْرِ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ؟!
١١، ١٢ أَيُّ تَدْبِيرٍ هَيَّأَهُ يَهْوَهُ لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى ٱلتَّحَرُّرِ مِنْ شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ، وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَتَمَتَّعَ بِرِضَاهُ؟
١١ كَمْ نَحْنُ سُعَدَاءُ لِأَنَّ يَهْوَهَ فَسَحَ لَنَا ٱلْمَجَالَ لِنَتَغَلَّبَ عَلَى شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ! قَالَ يَسُوعُ: «إِنَّ ٱللّٰهَ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». فَبِقُبُولِ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ وَمُمَارَسَةِ ٱلْإِيمَانِ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، نَسْتَطِيعُ أَنْ نُفْلِتَ مِنَ ٱلْحُكْمِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ خَطِيَّتِنَا ٱلْمَوْرُوثَةِ. (يو ٣:١٦-١٨) وَعِنْدَئِذٍ يَكُونُ لِسَانُ حَالِنَا كَلِمَاتِ بُولُسَ: «اَلشُّكْرُ لِلّٰهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا!».
١٢ فَنَحْنُ فِي وَضْعِنَا هذَا أَشْبَهُ بِمَنْ يَتَلَقَّى ٱلْعِلَاجَ مِنْ مَرَضٍ خَطِيرٍ. فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَتَعَافَى تَمَامًا فَعَلَيْنَا إِطَاعَةُ أَوَامِرِ ٱلطَّبِيبِ بِحَذَافِيرِهَا. صَحِيحٌ أَنَّ مُمَارَسَةَ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْفِدْيَةِ يُمْكِنُ أَنْ تُحَرِّرَنَا مِنْ شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ، لكِنَّنَا مَا زِلْنَا نَاقِصِينَ وَخُطَاةً. لِذَا عَلَيْنَا فِعْلُ ٱلْمَزِيدِ كَيْ نَنْعَمَ بِصِحَّةٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ وَنَتَمَتَّعَ بِرِضَى ٱللّٰهِ وَبَرَكَتِهِ. مِنْ هُنَا، طَرَحَ بُولُسُ أَيْضًا مَوْضُوعَ ٱلسَّيْرِ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ فِي حَدِيثِهِ عَنْ إِتْمَامِ «مَطْلَبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْبَارِّ».
كَيْفَ تَسِيرُ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ؟
١٣ مَاذَا يَعْنِي ٱلسَّيْرُ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ؟
١٣ حِينَ نَسِيرُ بِٱتِّجَاهِ مَكَانٍ أَوْ هَدَفٍ مُحَدَّدٍ، نُوَاصِلُ ٱلتَّقَدُّمَ نَحْوَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَتَطَلَّبُ ٱلسَّيْرُ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ إِحْرَازَ تَقَدُّمٍ رُوحِيٍّ مُنْتَظِمٍ، لَا بُلُوغَ ٱلْكَمَالِ ٱلرُّوحِيِّ. (١ تي ٤:١٥) فَيَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، عَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى قَدْرَ ٱسْتِطَاعَتِنَا لِلسَّيْرِ، أَيْ عَيْشِ حَيَاتِنَا، بِحَسَبِ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ. فَهذَا يُكْسِبُنَا مَرْضَاةَ ٱللّٰهِ. — غل ٥:١٦.
١٤ إِلَامَ يَمِيلُ «ٱلَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ»؟
١٤ يَتَحَدَّثُ بُولُسُ بَعْدَ ذلِكَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا عَنْ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلنَّاسِ فِكْرُ كُلٍّ مِنْهُمَا مُوَجَّهٌ بِعَكْسِ ٱلْآخَرِ. (اِقْرَأْ روما ٨:٥.) إِنَّ كَلِمَةَ «ٱلْجَسَدِ» فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ لَا تَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ جِسْمَ ٱلْإِنْسَانِ. فَهِيَ تُسْتَعْمَلُ أَحْيَانًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى طَبِيعَةِ جَسَدِنَا ٱلْخَاطِئَةِ وَٱلنَّاقِصَةِ. وَهذِهِ ٱلطَّبِيعَةُ هِيَ وَرَاءَ ٱلنِّزَاعِ ٱلْقَائِمِ بَيْنَ ٱلْجَسَدِ وَٱلْعَقْلِ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُولُسُ آنِفًا. وَلكِنْ بِخِلَافِ بُولُسَ، إِنَّ «ٱلَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ» لَا يُحَاوِلُونَ أَسَاسًا مُحَارَبَةَ مُيُولِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ. فَعِوَضَ أَنْ يَأْخُذُوا فِي ٱلْحُسْبَانِ مَا يَطْلُبُهُ ٱللّٰهُ مِنْهُمْ وَيَقْبَلُوا مُسَاعَدَتَهُ، تَرَاهُمْ يَمِيلُونَ إِلَى ‹تَوْجِيهِ فِكْرِهِمْ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ›، مُنْصَرِفِينَ فِي ٱلْغَالِبِ إِلَى إِمْتَاعِ أَنْفُسِهِمْ وَإِشْبَاعِ رَغَبَاتِهِمِ ٱلْجَسَدِيَّةِ. أَمَّا «ٱلَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ» فَيَمِيلُونَ إِلَى تَوْجِيهِ فِكْرِهِمْ نَحْوَ «أُمُورِ ٱلرُّوحِ»، أَيِ ٱلتَّدَابِيرِ وَٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ يُؤَثِّرُ تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى أَمْرٍ مَا عَلَى ٱلْمَوْقِفِ ٱلْعَقْلِيِّ؟ (ب) مَا هُوَ ٱلِٱتِّجَاهُ ٱلْفِكْرِيُّ لَدَى مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ؟
١٥ اِقْرَأْ روما ٨:٦. قَبْلَ أَنْ يَقُومَ ٱلْمَرْءُ بِعَمَلٍ مَا، جَيِّدًا كَانَ أَمْ رَدِيئًا، عَلَيْهِ أَوَّلًا أَنْ يُوَجِّهَ فِكْرَهُ إِلَيْهِ. وَٱلَّذِينَ يُوَجِّهُونَ فِكْرَهُمْ دَوْمًا إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ سُرْعَانَ مَا يُنَمُّونَ مَوْقِفًا أَوْ مَيْلًا عَقْلِيًّا يَتَمَحْوَرُ كَامِلًا حَوْلَ هذِهِ ٱلْأُمُورِ. فَتُصْبِحُ شُغْلَهُمُ ٱلشَّاغِلَ مُسْتَحْوِذَةً فِي ٱلْغَالِبِ عَلَى أَفْكَارِهِمْ وَٱهْتِمَامَاتِهِمْ وَأَحَاسِيسِهِمْ.
١٦ وَبِمَ يَنْشَغِلُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «كُلُّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ — شَهْوَةُ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةُ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ — لَيْسَ مِنَ ٱلْآبِ، بَلْ مِنَ ٱلْعَالَمِ». (١ يو ٢:١٦) وَتَشْمُلُ هذِهِ ٱلشَّهَوَاتُ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ ٱلْجِنْسِيَّ، حُبَّ ٱلْبُرُوزِ، وَٱقْتِنَاءَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ. فَٱلْكُتُبُ، ٱلْمَجَلَّاتُ، ٱلصُّحُفُ، ٱلْأَفْلَامُ، بَرَامِجُ ٱلتِّلِفِزْيُونِ، وَٱلْإِنْتِرْنِت تُمْطِرُنَا بِفَيْضٍ مِنَ ٱلْمَوَادِّ ٱلَّتِي تُرَوِّجُ لِهذِهِ ٱلشَّهَوَاتِ. وَمَرَدُّ ذلِكَ بِشَكْلٍ أَسَاسِيٍّ هُوَ أَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلنَّاسِ يُحِبُّونَهَا وَيُوَجِّهُونَ فِكْرَهُمْ إِلَيْهَا. لكِنْ «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ إِنَّمَا هُوَ مَوْتٌ» رُوحِيٌّ ٱلْآنَ وَحَرْفِيٌّ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ. وَٱلسَّبَبُ «أَنَّ مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ، إِذْ إِنَّهُ لَيْسَ خَاضِعًا لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ، بَلْ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْخُضُوعَ لَهَا. فَٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْجَسَدِ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا ٱللّٰهَ». — رو ٨:٧، ٨.
١٧، ١٨ كَيْفَ نَسْعَى وَرَاءَ مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
١٧ بِٱلتَّبَايُنِ، «مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ . . . هُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ»، أَيْ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَسَلَامٌ مَعَ ٱلذَّاتِ وَمَعَ ٱللّٰهِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ. فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نَسْعَى وَرَاءَ «مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ»؟ بِتَوْجِيهِ فِكْرِنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ فَاسِحِينَ ٱلْمَجَالَ أَنْ يَنْمُوَ فِي دَاخِلِنَا مَيْلٌ أَوْ مَوْقِفٌ رُوحِيٌّ. وَفِيمَا نَفْعَلُ ذلِكَ، يَصِيرُ ٱتِّجَاهُ فِكْرِنَا «خَاضِعًا لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ» وَ «فِي ٱنْسِجَامٍ مَعَ» أَفْكَارِهِ. وَحِينَ تَعْتَرِضُ سَبِيلَنَا تَجْرِبَةٌ مَا، لَنْ نَحْتَارَ فِي أَمْرِنَا مُتَسَائِلِينَ أَيُّ مَسْلَكٍ يَنْبَغِي لَنَا ٱتِّبَاعُهُ بَلْ سَنَنْدَفِعُ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ، ٱلْقَرَارِ ٱلْمُنْسَجِمِ مَعَ ٱلرُّوحِ.
١٨ لِذَا مِنَ ٱلْحَيَوِيِّ أَنْ نُوَجِّهَ فِكْرَنَا إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ. فَعَلَيْنَا أَنْ ‹نُمَنْطِقَ أَذْهَانَنَا لِلْعَمَلِ› جَاعِلِينَ حَيَاتَنَا تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ رُوتِينٍ رُوحِيٍّ يَشْمُلُ ٱلصَّلَاةَ بِٱنْتِظَامٍ، قِرَاءَةَ وَدَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَٱلْخِدْمَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. (١ بط ١:١٣) فَعِوَضَ ٱلسَّمَاحِ لِأُمُورِ ٱلْجَسَدِ بِتَلْهِيَتِنَا، لِنُوَجِّهْ فِكْرَنَا إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ. وَهكَذَا نَسْتَمِرُّ فِي ٱلسَّيْرِ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ وَنَحْصُدُ بَرَكَاتٍ جَزِيلَةً لِأَنَّ مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ. — غل ٦:٧، ٨.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• مَاذَا كَانَ «عَجْزُ ٱلشَّرِيعَةِ»، وَكَيْفَ تَغَلَّبَ ٱللّٰهُ عَلَيْهِ؟
• مَا هِيَ «شَرِيعَةُ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ»، وَكَيْفَ نَتَحَرَّرُ مِنْهَا؟
• مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَسْعَى وَرَاءَ «مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ»؟
[الصور في الصفحتين ١٢ و ١٣]
هَلْ تَسِيرُ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ أَمْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ؟