أَحْبِبِ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي يُحِبُّكَ
«تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ». — متى ٢٢:٣٧.
١، ٢ مَاذَا رُبَّمَا أَدَّى إِلَى ٱلسُّؤَالِ عَنِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْعُظْمَى؟
كَانَ ٱلسُّؤَالُ ٱلتَّالِي مَوْضِعَ جِدَالٍ حَامٍ بَيْنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ: أَيٌّ هِيَ ٱلْعُظْمَى بَيْنَ ٱلشَّرَائِعِ ٱلْأَكْثَرِ مِنْ ٦٠٠ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ؟ هَلْ هِيَ شَرِيعَةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِٱلذَّبَائِحِ؟ فَٱلذَّبَائِحُ كَانَتْ تُقَرَّبُ مِنْ أَجْلِ نَيْلِ غُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا وَتَقْدِيمِ ٱلشُّكْرِ للّٰهِ. أَمْ هَلْ هِيَ شَرِيعَةُ ٱلْخِتَانِ؟ فَهذِهِ أَيْضًا كَانَتْ مُهِمَّةً، لِأَنَّ ٱلْخِتَانَ كَانَ عَلَامَةَ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَه مَعَ إِبْرَاهِيمَ. — تكوين ١٧:٩-١٣.
٢ لكِنَّ ٱلْمُحَافِظِينَ كَانَ لَهُمْ رَأْيٌ آخَرُ عَلَى مَا يَبْدُو. فَبِمَا أَنَّ كُلَّ ٱلشَّرَائِعِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ هِيَ عَظِيمَةٌ (رَغْمَ أَنَّ بَعْضَهَا رُبَّمَا بَدَا أَقَلَّ أَهَمِّيَّةً)، فَمِنَ ٱلْخَطَإِ تَرْفِيعُ وَصِيَّةٍ عَلَى ٱلْأُخْرَى. وَقَدْ قَرَّرَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنْ يَطْرَحُوا هذَا ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُثِيرَ لِلْجِدَالِ عَلَى يَسُوعَ، فَرُبَّمَا يَقُولُ شَيْئًا يُفْقِدُهُ مِصْدَاقِيَّتَهُ. وَهكَذَا، ٱقْتَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلَى يَسُوعَ وَسَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ؟». — متى ٢٢:٣٤-٣٦.
٣ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهَا ٱلْعُظْمَى؟
٣ يَحْمِلُ ٱلْجَوَابُ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ مَغْزًى كَبِيرًا لَنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ. فَقَدْ لَخَّصَ مَا كَانَ وَسَيَظَلُّ أَبَدًا جَوْهَرَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. قَالَ يَسُوعُ مُقْتَبِسًا مِنَ ٱلتَّثْنِيَةِ ٦:٥: «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›. هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى». وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيَّ سَأَلَ عَنْ وَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ، أَعْطَاهُ يَسُوعُ وَصِيَّةً أُخْرَى. قَالَ مُقْتَبِسًا مِنَ ٱللَّاوِيِّينَ ١٩:١٨: «اَلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا، وَهِيَ هٰذِهِ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›». بَعْدَئِذٍ، أَظْهَرَ أَنَّ هَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ هُمَا جَوْهَرُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ. وَلَمْ يَتْرُكْ مَجَالًا لِأَيَّةِ مُحَاوَلَةٍ لِحَمْلِهِ عَلَى تَعْدَادِ ٱلْوَصَايَا ٱلْأُخْرَى بِحَسَبِ أَهَمِّيَّتِهَا، إِذِ ٱخْتَتَمَ قَائِلًا: «بِهَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ تَتَعَلَّقُ ٱلشَّرِيعَةُ كُلُّهَا وَٱلْأَنْبِيَاءُ». (متى ٢٢:٣٧-٤٠) وَفِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْعُظْمَى بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ. فَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ ٱللّٰهَ؟ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا تَنْمِيَةُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ؟ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَعْرِفَ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ لِأَنَّهُ لِكَيْ نَنَالَ رِضَى يَهْوَه، يَجِبُ أَنْ نُحِبَّهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنَفْسِنَا وَعَقْلِنَا.
أَهَمِّيَّةُ ٱلْمَحَبَّةِ
٤، ٥ (أ) لِمَاذَا لَمْ يُفَاجِئْ جَوَابُ يَسُوعَ ٱلْفَرِّيسِيَّ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ يَعْتَبِرُهُ ٱللّٰهُ أَكْثَرَ قِيمَةً مِنَ ٱلذَّبَائِحِ وَٱلْمُحْرَقَاتِ؟
٤ يَبْدُو أَنَّ جَوَابَ يَسُوعَ لَمْ يَصْدِمْ أَوْ يُفَاجِئِ ٱلْفَرِّيسِيَّ ٱلَّذِي طَرَحَ عَلَيْهِ ٱلسُّؤَالَ. فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ هِيَ وَجْهٌ بَارِزٌ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، رَغْمَ أَنَّ كَثِيرِينَ لَمْ يُعْرِبُوا عَنْهَا. فَفِي ٱلْمَجَامِعِ، جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنْ تُتْلَى صَلَاةُ ‹ٱلسَّمَاعِ› (قَانُونُ ٱلْإِيمَانِ) ٱلَّتِي تَضَمَّنَتِ ٱلْمَقْطَعَ ٱلْمَوْجُودَ فِي ٱلتَّثْنِيَةِ ٦:٤-٩ ٱلَّذِي ٱقْتَبَسَهُ يَسُوعُ. وَوَفْقًا لِلرِّوَايَةِ ٱلْمُنَاظِرَةِ فِي مَرْقُسَ، قَالَ ٱلْفَرِّيسِيُّ بَعْدَئِذٍ: «يَا مُعَلِّمُ، أَحْسَنْتَ إِذْ قُلْتَ بِٱلْحَقِّ: ‹وَاحِدٌ هُوَ، وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ›. وَمَحَبَّتُهُ بِكُلِّ ٱلْقَلْبِ وَبِكُلِّ ٱلْفَهْمِ وَبِكُلِّ ٱلْقُوَّةِ وَمَحَبَّةُ ٱلْقَرِيبِ كَٱلنَّفْسِ، أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلذَّبَائِحِ». — مرقس ١٢:٣٢، ٣٣.
٥ فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلذَّبَائِحَ كَانَتْ مَطْلُوبَةً فِي ظِلِّ ٱلشَّرِيعَةِ، فَٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي كَانَ يَهُمُّ ٱللّٰهَ فِعْلًا هُوَ ٱمْتِلَاكُ خُدَّامِهِ قَلْبًا تَدْفَعُهُ ٱلْمَحَبَّةُ. فَقَدِ ٱعْتَبَرَ ٱلْعُصْفُورَ ٱلدُّورِيَّ ٱلْمُقَدَّمَ لَهُ بِمَحَبَّةٍ وَإِخْلَاصٍ أَكْثَرَ قِيمَةً مِنْ أُلُوفِ ٱلْكِبَاشِ ٱلْمُقَدَّمَةِ بِدَافِعٍ خَاطِئٍ. (ميخا ٦:٦-٨) تَذَكَّرْ رِوَايَةَ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْفَقِيرَةِ ٱلَّتِي رَآهَا يَسُوعُ فِي هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ. فَٱلْفَلْسَانِ ٱللَّذَانِ أَلْقَتْهُمَا فِي صُنْدُوقِ ٱلْخِزَانَةِ لَمْ يَكْفِيَا لِشِرَاءِ عُصْفُورٍ دُورِيٍّ وَاحِدٍ. رَغْمَ ذلِكَ، فَإِنَّ هذَا ٱلتَّبَرُّعَ ٱلْمُقَدَّمَ لِيَهْوَه بِمَحَبَّةٍ قَلْبِيَّةٍ عَنَى لَهُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْأَغْنِيَاءُ مِنْ فَضْلَتِهِمْ. (مرقس ١٢:٤١-٤٤) فَكَمْ هُوَ مُشَجِّعٌ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ أَكْثَرَ مَا يُقَدِّرُهُ يَهْوَه هُوَ أَمْرٌ يُمْكِنُنَا جَمِيعًا ٱلتَّعْبِيرُ عَنْهُ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا: مَحَبَّتُنَا لَهُ!
٦ مَاذَا كَتَبَ بُولُسُ عَنْ أَهَمِّيَّةِ ٱلْمَحَبَّةِ؟
٦ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مُشَدِّدًا عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمَحَبَّةِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ: «إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ ٱلنَّاسِ وَٱلْمَلَائِكَةِ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ قِطْعَةَ نُحَاسٍ تَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ لِي مَوْهِبَةُ ٱلتَّنَبُّؤِ وَكُنْتُ مُطَّلِعًا عَلَى كُلِّ ٱلْأَسْرَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَكُلِّ مَعْرِفَةٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ ٱلْإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ ٱلْجِبَالَ، وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. وَإِنْ بَذَلْتُ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِي لِإِطْعَامِ ٱلْآخَرِينَ، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي كَيْ أَفْتَخِرَ، وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَا أَسْتَفِيدُ أَيَّ شَيْءٍ». (١ كورنثوس ١٣:١-٣) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ضَرُورِيَّةٌ لِتَكُونَ عِبَادَتُنَا مَرْضِيَّةً عِنْدَ ٱللّٰهِ. وَلكِنْ كَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه؟
كَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه؟
٧، ٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَه؟
٧ يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ عَاطِفَةٌ لَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِيهَا. مَثَلًا، يُقَالُ إِنَّ ٱلنَّاسَ يَقَعُونَ فِي ٱلْحُبِّ. لكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عَوَاطِفَ. فَهِيَ تَتَمَيَّزُ وَتُجَسَّدُ بِٱلْأَعْمَالِ وَلَيْسَ بِٱلْمَشَاعِرِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ‹طَرِيقٌ أَفْضَلُ جِدًّا› وَأَمْرٌ ‹نَسْعَى فِي أَثَرِهِ›. (١ كورنثوس ١٢:٣١؛ ١٤:١) كَمَا أَنَّهُ يَحُضُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُحِبُّوا «لَا بِٱلْكَلَامِ وَلَا بِٱللِّسَانِ، بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ». — ١ يوحنا ٣:١٨.
٨ وَمَحَبَّةُ ٱللّٰهِ تَدْفَعُنَا إِلَى فِعْلِ مَا يُرْضِيهِ وَتَأْيِيدِ سُلْطَانِهِ وَٱلْمُدَافَعَةِ عَنْهُ، بِٱلْأَقْوَالِ وَٱلْأَفْعَالِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. وَهِيَ تَدْفَعُنَا أَيْضًا إِلَى تَجَنُّبِ مَحَبَّةِ ٱلْعَالَمِ وَطُرُقِهِ ٱلْأَثِيمَةِ. (١ يوحنا ٢:١٥، ١٦) وَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ يُبْغِضُونَ ٱلشَّرَّ. (مزمور ٩٧:١٠) كَمَا أَنَّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ تَشْمُلُ مَحَبَّةَ ٱلْقَرِيبِ ٱلَّتِي سَنُنَاقِشُهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، تَتَطَلَّبُ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ إِظْهَارَ ٱلطَّاعَةِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ، أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ». — ١ يوحنا ٥:٣.
٩ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ للّٰهِ؟
٩ أَظْهَرَ يَسُوعُ بِشَكْلٍ كَامِلٍ مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ. فَقَدْ جَعَلَتْهُ ٱلْمَحَبَّةُ يَتْرُكُ مَسْكِنَهُ ٱلسَّمَاوِيَّ وَيَأْتِي إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَعِيشَ كَإِنْسَانٍ. وَدَفَعَتْهُ إِلَى تَمْجِيدِ أَبِيهِ مِنْ خِلَالِ أَعْمَالِهِ وَتَعَالِيمِهِ. كَمَا أَنَّهَا كَانَتْ حَافِزًا لَهُ ‹لِيُطِيعَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ›. (فيلبي ٢:٨) وَهذِهِ ٱلطَّاعَةُ (ٱلَّتِي أَظْهَرَ مَحَبَّتَهُ مِنْ خِلَالِهَا) فَسَحَتِ ٱلْمَجَالَ لِلْأُمَنَاءِ أَنْ يَمْتَلِكُوا مَوْقِفًا بَارًّا أَمَامَ ٱللّٰهِ. كَتَبَ بُولُسُ: «كَمَا بِعِصْيَانِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَاحِدِ [آدَمَ] جُعِلَ ٱلْكَثِيرُونَ خُطَاةً، كَذٰلِكَ أَيْضًا بِطَاعَةِ ٱلْوَاحِدِ [ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ] سَيُجْعَلُ ٱلْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا». — روما ٥:١٩.
١٠ لِمَاذَا تَشْمُلُ ٱلْمَحَبَّةُ للّٰهِ ٱلطَّاعَةَ؟
١٠ أُسْوَةً بِيَسُوعَ، نَحْنُ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا للّٰهِ بِإِطَاعَتِهِ. كَتَبَ يُوحَنَّا، رَسُولُ يَسُوعَ ٱلْحَبِيبُ: «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ ٱلْمَحَبَّةُ، أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلسَّيْرِ وَفْقَ وَصَايَاهُ». (٢ يوحنا ٦) فَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه حَقًّا يَتُوقُونَ إِلَى نَيْلِ إِرْشَادِهِ. فَإِذْ يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْجِيهَ خُطُوَاتِهِمْ، يَثِقُونَ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ وَيُذْعِنُونَ لِتَوْجِيهِهِ ٱلْحُبِّيِّ. (ارميا ١٠:٢٣) فَهُمْ يُشْبِهُونَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلشُّرَفَاءَ ٱلْخُلُقِ فِي بِيرِيَةَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلَّذِينَ قَبِلُوا رِسَالَةَ ٱللّٰهِ «بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ» فِي فِعْلِ مَشِيئَتِهِ. (اعمال ١٧:١١) فَقَدْ فَحَصُوا بِٱعْتِنَاءٍ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لِيَفْهَمُوا مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ، مِمَّا سَاعَدَهُمْ عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَحَبَّتِهِمْ مِنْ خِلَالِ أَعْمَالِ طَاعَةٍ أُخْرَى.
١١ مَاذَا تَعْنِي مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ بِكُلِّ قَلْبِنَا، عَقْلِنَا، نَفْسِنَا، وَقُوَّتِنَا؟
١١ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ عَلَيْنَا مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ قَلْبِنَا، عَقْلِنَا، نَفْسِنَا، وَقُوَّتِنَا. (مرقس ١٢:٣٠) فَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تَنْبَعُ مِنَ ٱلْقَلْبِ ٱلَّذِي يَشْمُلُ مَشَاعِرَنَا، رَغَبَاتِنَا، وَأَفْكَارَنَا ٱلْبَاطِنِيَّةَ. وَنَحْنُ نَرْغَبُ بِشِدَّةٍ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَه. وَيَلْعَبُ ٱلْعَقْلُ أَيْضًا دَوْرًا فِي هذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ. فَتَعَبُّدُنَا لَيْسَ أَعْمَى، إِذْ إِنَّنَا نِلْنَا ٱلْمَعْرِفَةَ عَنْ يَهَوَه: عَنْ صِفَاتِهِ، مَقَايِيسِهِ، وَمَقَاصِدِهِ. وَنَحْنُ نُحِبُّ يَهْوَه بِكُلِّ نَفْسِنَا أَوْ كِيَانِنَا بِمَعْنَى أَنَّنَا نَسْتَخْدِمُ حَيَاتَنَا لِنَخْدُمَهُ وَنُسَبِّحَهُ. كَمَا أَنَّنَا نَسْتَخْدِمُ قُوَّتَنَا أَيْضًا فِي خِدْمَتِهِ وَتَسْبِيحِهِ.
لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّ يَهْوَه؟
١٢ لِمَاذَا يَطْلُبُ ٱللّٰهُ أَنْ نُحِبَّهُ؟
١٢ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه هُوَ أَنَّهُ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَعْكِسَ صِفَاتِهِ. فَٱللّٰهُ هُوَ مَصْدَرُ ٱلْمَحَبَّةِ وَأَسْمَى مِثَالٍ لَهَا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا بِٱلْوَحْيِ: «اَللّٰهُ مَحَبَّةٌ». (١ يوحنا ٤:٨) وَٱلْبَشَرُ مَصْنُوعُونَ عَلَى صُورَةِ ٱللّٰهِ، إِذْ إِنَّهُمْ خُلِقُوا بِٱلْقُدْرَةِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَرْتَكِزُ سُلْطَانُ يَهْوَه عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ. وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ رَعَايَاهُ أَشْخَاصًا يَخْدُمُونَهُ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ وَيَرْغَبُونَ فِي طَرِيقَةِ حُكْمِهِ ٱلْبَارَّةِ. حَقًّا، إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ضَرُورِيَّةٌ لِلسَّلَامِ وَٱلِٱنْسِجَامِ فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ.
١٣ (أ) لِمَاذَا قِيلَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ»؟ (ب) لِمَاذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَتَوَقَّعَ يَهْوَه مِنَّا أَنْ نُحِبَّهُ؟
١٣ وَٱلسَّبَبُ ٱلْآخَرُ لِنُحِبَّ يَهْوَه هُوَ أَنَّنَا نُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِنَا. تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِلْيَهُودِ: «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ». فَلَمْ يُتَوَقَّعْ مِنْهُمْ أَنْ يُحِبُّوا إِلهًا بَعِيدًا عَنْهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ، بَلْ إِلهًا أَظْهَرَ مَحَبَّتَهُ لَهُمْ. لَقَدْ كَانَ يَهْوَه إِلهَهُمْ. فَهُوَ ٱلَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، ٱلَّذِي حَمَاهُمْ وَدَعَمَهُمْ وَأَحَبَّهُمْ، وَٱلَّذِي أَدَّبَهُمْ بِمَحَبَّةٍ. اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَهْوَه هُوَ إِلهُنَا ٱلَّذِي بَذَلَ ٱبْنَهُ فِدْيَةً لِكَيْ نَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. لِذلِكَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَتَوَقَّعَ يَهْوَه مِنَّا أَنْ نُبَادِلَهُ ٱلْمَحَبَّةَ، أَيْ أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَ مَحَبَّتِهِ. فَعَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي «أَحَبَّنَا أَوَّلًا». — ١ يوحنا ٤:١٩.
١٤ كَيْفَ تُشْبِهُ مَحَبَّةُ يَهْوَه مَحَبَّةَ ٱلْوَالِدِ ٱلْعَطُوفِ؟
١٤ إِنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لِلْبَشَرِ هِيَ أَشْبَهُ بِمَحَبَّةِ ٱلْوَالِدِ ٱلْعَطُوفِ لِأَوْلَادِهِ. فَرَغْمَ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمُحِبِّينَ نَاقِصُونَ، فَهُمْ يَكْدَحُونَ طَوَالَ سَنَوَاتٍ لِلِٱعْتِنَاءِ بِأَوْلَادِهِمْ، مِمَّا يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ تَضْحِيَةً كَبِيرَةً عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلْمَالِيِّ وَغَيْرِهِ. وَٱلْوَالِدُونَ يُرْشِدُونَ أَوْلَادَهُمْ وَيُشَجِّعُونَهُمْ وَيَدْعَمُونَهُمْ وَيُؤَدِّبُونَهُمْ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَهُمْ سُعَدَاءَ وَنَاجِحِينَ. وَمَاذَا يُرِيدُونَ بِٱلْمُقَابِلِ؟ أَنْ يُحِبَّهُمْ أَوْلَادُهُمْ وَيُطِيعُوا ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي مَنَحُوهُمْ إِيَّاهُ لِفَائِدَتِهِمْ. أَفَلَيْسَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ إِذًا أَنْ يَتَوَقَّعَ مِنَّا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْكَامِلُ أَنْ نُظْهِرَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلتَّقْدِيرَ لِكُلِّ مَا فَعَلَهُ لِأَجْلِنَا؟!
تَنْمِيَةُ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ
١٥ مَا هِيَ ٱلْخُطْوَةُ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يَنْبَغِي ٱتِّخَاذُهَا لِتَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ؟
١٥ نَحْنُ لَمْ نَرَ ٱللّٰهَ وَلَمْ نَسْمَعْ صَوْتَهُ. (يوحنا ١:١٨) مَعَ ذلِكَ، فَهُوَ يَدْعُونَا إِلَى ٱمْتِلَاكِ عَلَاقَةٍ حُبِّيَّةٍ بِهِ. (يعقوب ٤:٨) فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ذلِكَ؟ إِنَّ ٱلْخُطْوَةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهَا ٱلْمَرْءُ لِيُحِبَّ شَخْصًا مَا هِيَ ٱلتَّعَرُّفُ بِهِ. فَمِنَ ٱلصَّعْبِ ٱمْتِلَاكُ مَوَدَّةٍ عَمِيقَةٍ تِجَاهَ شَخْصٍ لَا نَعْرِفُهُ. وَقَدْ زَوَّدَنَا يَهْوَه بِكَلِمَتِهِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، لِكَيْ نَتَعَلَّمَ عَنْهُ. وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ يُشَجِّعُنَا بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ عَلَى قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ. فَهذَا ٱلْكِتَابُ يُعَلِّمُنَا عَنِ ٱللّٰهِ، صِفَاتِهِ، شَخْصِيَّتِهِ، وَتَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلنَّاسِ عَلَى مَرِّ آلَافِ ٱلسِّنِينَ. وَإِذْ نَتَأَمَّلُ فِي رِوَايَاتِهِ، يَنْمُو تَقْدِيرُنَا وَمَحَبَّتُنَا لَهُ. — روما ١٥:٤.
١٦ كَيْفَ يَزِيدُ تَأَمُّلُنَا فِي خِدْمَةِ يَسُوعَ مِنْ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ؟
١٦ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِلنُّمُوِّ فِي مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي حَيَاةِ يَسُوعَ وَخِدْمَتِهِ. فَقَدْ عَكَسَ يَسُوعُ صِفَاتِ أَبِيهِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ حَتَّى إِنَّهُ ٱسْتَطَاعَ ٱلْقَوْلَ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا». (يوحنا ١٤:٩) أَفَلَا تُؤَثِّرُ فِيكَ ٱلرَّأْفَةُ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَسُوعُ حِينَ أَعَادَ ٱبْنَ أَرْمَلَةٍ إِلَى ٱلْحَيَاةِ؟ (لوقا ٧:١١-١٥) أَلَيْسَ رَائِعًا أَنْ تَعْرِفَ أَنَّ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي هُوَ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ عَاشَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ قَدْ غَسَلَ بِتَوَاضُعٍ أَقْدَامَ تَلَامِيذِهِ؟ (يوحنا ١٣:٣-٥) أَوَلَا تَتَحَرَّكُ مَشَاعِرُكَ عِنْدَمَا تَعْلَمُ أَنَّ ٱلْجَمِيعَ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَوْلَادُ، تَمَكَّنُوا مِنَ ٱلتَّقَرُّبِ إِلَى أَعْظَمِ وَأَحْكَمِ رَجُلٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ؟ (مرقس ١٠:١٣، ١٤) فِيمَا نَتَأَمَّلُ بِتَقْدِيرٍ فِي هذِهِ ٱلْأُمُورِ، يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا مَا كَتَبَهُ بُطْرُسُ عَنْ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَيَّامِهِ: «اَلَّذِي [يَسُوعُ] وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ قَطُّ تُحِبُّونَهُ». (١ بطرس ١:٨) وَكُلَّمَا نَمَتْ مَحَبَّتُنَا لِيَسُوعَ، نَمَتْ مَعَهَا مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَه.
١٧، ١٨ أَيَّةُ تَدَابِيرَ حُبِّيَّةٍ تُنَمِّي مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه إِذَا تَأَمَّلْنَا فِيهَا؟
١٧ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلنُّمُوِّ فِي مَحَبَّتِنَا للّٰهِ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلتَّدَابِيرِ ٱلْحُبِّيَّةِ ٱلْوَافِرَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا كَيْ نَتَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ: اَلْخَلِيقَةُ ٱلسَّاحِرَةُ، ٱلتَّنَوُّعُ ٱلْهَائِلُ مِنَ ٱلْمَأْكُولَاتِ ٱللَّذِيذَةِ، ٱلرِّفْقَةُ ٱلسَّارَّةُ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا مَعَ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱلْجَيِّدِينَ، وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلْمَبَاهِجِ ٱلَّتِي تَمْلَأُنَا سُرُورًا وَٱكْتِفَاءً. (اعمال ١٤:١٧) وَكُلَّمَا تَعَلَّمْنَا عَنْ إِلهِنَا، صَارَتْ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ أَكْثَرُ لِتَقْدِيرِ صَلَاحِهِ ٱلْفَائِقِ وَسَخَائِهِ ٱلْوَافِرِ. فَكِّرْ فِي كُلِّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَفْعَلُهَا يَهْوَه مِنْ أَجْلِكَ شَخْصِيًّا. أَفَلَا تُوَافِقُ أَنَّهُ جَدِيرٌ بِمَحَبَّتِكَ؟
١٨ وَإِحْدَى ٱلْهِبَاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يَمْنَحُهَا ٱللّٰهُ هِيَ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ فِي ٱلصَّلَاةِ مَتَى شِئْنَا، عَالِمِينَ أَنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» يُصْغِي إِلَيْنَا. (مزمور ٦٥:٢) لَقَدْ فَوَّضَ يَهْوَه إِلَى ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ سُلْطَةَ ٱلْحُكْمِ وَٱلدَّيْنُونَةِ. لكِنَّهُ لَا يُفَوِّضُ إِلَى أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ، حَتَّى وَلَا إِلَى ٱبْنِهِ، مُهِمَّةَ سَمَاعِ ٱلصَّلَوَاتِ. فَهُوَ يُصْغِي شَخْصِيًّا إِلَى صَلَوَاتِنَا. وَٱلِٱهْتِمَامُ ٱلشَّخْصِيُّ ٱلْحُبِّيُّ ٱلَّذِي يُظْهِرُهُ يَهْوَه يُقَرِّبُنَا أَكْثَرَ إِلَيْهِ.
١٩ أَيَّةُ وُعُودٍ تَجْذِبُنَا إِلَى يَهْوَه؟
١٩ نَحْنُ نَنْجَذِبُ أَيْضًا إِلَى يَهْوَه عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي مَا يُخَبِّئُهُ لِلْبَشَرِ. فَقَدْ وَعَدَ بِإِزَالَةِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْحُزْنِ وَٱلْمَوْتِ. (رؤيا ٢١:٣، ٤) وَعِنْدَمَا يَصِيرُ ٱلْبَشَرُ كَامِلِينَ، لَنْ يُعَانِيَ أَحَدٌ مِنَ ٱلْكَآبَةِ أَوِ ٱلتَّثَبُّطِ أَوِ ٱلْمَآسِي. وَلَنْ يَكُونَ فِي مَا بَعْدُ جُوعٌ أَوْ فَقْرٌ أَوْ حَرْبٌ. (مزمور ٤٦:٩؛ ٧٢:١٦) وَسَتَتَحَوَّلُ ٱلْأَرْضُ إِلَى فِرْدَوْسٍ. (لوقا ٢٣:٤٣) وَيَهْوَه لَنْ يُغْدِقَ عَلَيْنَا هذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ لِأَنَّهُ مُجْبَرٌ عَلَى ذلِكَ، بَلْ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا.
٢٠ مَاذَا قَالَ مُوسَى عَنْ فَوَائِدِ مَحَبَّةِ يَهْوَه؟
٢٠ وَهكَذَا نَرَى أَنَّ هُنَالِكَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً تَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّةِ إِلهِنَا وَتَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ. فَهَلْ تَسْتَمِرُّ فِي تَعْمِيقِ مَحَبَّتِكَ للّٰهِ وَتَسْمَحُ لَهُ بِتَوْجِيهِ خُطُوَاتِكَ؟ إِنَّ ٱلْخِيَارَ هُوَ خِيَارُكَ. وَقَدْ أَدْرَكَ مُوسَى فَوَائِدَ تَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَه وَٱلْحِفَاظِ عَلَيْهَا. قَالَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا: «اِخْتَرِ ٱلْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ، إِذْ تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ، وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلْتَصِقُ بِهِ، لِأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ وَطُولُ أَيَّامِكَ». — تثنية ٣٠:١٩، ٢٠.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• لِمَاذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُحِبَّ يَهْوَه؟
• كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ؟
• أَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه؟
• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلْمَحَبَّةَ للّٰهِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٠]
يُقَدِّرُ يَهْوَه كَثِيرًا أَمْرًا يُمْكِنُنَا جَمِيعًا ٱلتَّعْبِيرُ عَنْهُ: مَحَبَّتُنَا لَهُ
[الصور في الصفحة ٢٣]
«مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا». — يوحنا ١٤:٩