اَلْجَمَاعَاتُ تُبْنَى
«اَلْجَمَاعَةُ . . . نَعِمَتْ بِفَتْرَةِ سَلَامٍ، وَكَانَتْ تُبْنَى». — اعمال ٩:٣١.
١ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ قَدْ تَنْشَأُ بِخُصُوصِ «جَمَاعَةِ ٱللّٰهِ»؟
يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، قَبِلَ يَهْوَه مَجْمُوعَةً مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ كَأُمَّةٍ جَدِيدَةٍ، «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ». (غلاطية ٦:١٦) وَقَدْ شَكَّلَ أَيْضًا هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ مَا يَدْعُوهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «جَمَاعَةُ ٱللّٰهِ». (١ كورنثوس ١١:٢٢) وَلكِنْ مَاذَا عَنَى ذلِكَ؟ وَكَيْفَ نُظِّمَتْ «جَمَاعَةُ ٱللّٰهِ» هذِهِ؟ وَكَيْفَ كَانَتْ سَتَعْمَلُ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِيهِ أَعْضَاؤُهَا؟ وَمَا هُوَ تَأْثِيرُ ذلِكَ فِي حَيَاتِنَا وَسَعَادَتِنَا؟
٢، ٣ بِأَيَّةِ كَلِمَاتٍ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ سَتَكُونُ مُنَظَّمَةً؟
٢ كَمَا جَاءَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، أَنْبَأَ يَسُوعُ بِتَشَكُّلِ هذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّتِي تَتَأَلَّفُ مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَقَدْ قَالَ لِلرَّسُولِ بُطْرُسَ: «عَلَى هٰذَا ٱلصَّخْرِ [يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ] سَأَبْنِي جَمَاعَتِي، وَأَبْوَابُ هَادِسَ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا». (متى ١٦:١٨) فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، أَعْطَاهُمْ إِرْشَادَاتٍ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ عَمَلِ وَتَنْظِيمِ هذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَتَشَكَّلَ.
٣ فَقَدْ عَلَّمَ يَسُوعُ قَوْلًا وَعَمَلًا أَنَّ ٱلْبَعْضَ سَيَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَعَنَى ذلِكَ أَنَّهُمْ سَيَخْدُمُونَ ٱلْآخَرِينَ ضِمْنَ فِرَقِهِمْ. قَالَ ٱلْمَسِيحُ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ مَنْ يُعَدُّونَ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيعِ». (مرقس ١٠:٤٢-٤٤) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ «جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ» لَنْ تَكُونَ جَمَاعَةً تَفْتَقِرُ إِلَى ٱلتَّنْظِيمِ مُؤَلَّفَةً مِنْ أَفْرَادٍ مُتَفَرِّقِينَ، بَلْ سَتَكُونُ مُنَظَّمَةً وَمُؤَلَّفَةً مِنْ أَفْرَادٍ يَعْمَلُونَ مَعًا جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ.
٤، ٥ مَا ٱلَّذِي يَدُلُّ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ بِحَاجَةٍ إِلَى إرْشَادٍ رُوحِيٍّ؟
٤ وَقَدْ ذَكَرَ يَسُوعُ رَأْسُ «جَمَاعَةِ ٱللّٰهِ» هذِهِ أَنَّ رُسُلَهُ وَٱلْآخَرِينَ ٱلَّذِينَ تَعَلَّمُوا مِنْهُ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّاتٌ مُحَدَّدَةٌ تِجَاهَ سَائِرِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتُ؟ أَحَدُ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ هُوَ مَنْحُ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْإِرْشَادَ ٱلرُّوحِيَّ. فَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ مَعَ بَعْضِ رُسُلِهِ، قَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُوحَنَّا، أَتُحِبُّنِي؟». فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «نَعَمْ، يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ عِنْدِي لَكَ مَوَدَّةً». عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَطْعِمْ حُمْلَانِي. . . . اِرْعَ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ. . . . أَطْعِمْ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ». (يوحنا ٢١:١٥-١٧) وَيَا لَهُ مِنْ تَعْيِينٍ بَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ!
٥ نُلَاحِظُ أَنَّ يَسُوعَ بِكَلِمَاتِهِ هذِهِ شَبَّهَ مَنْ يُجْمَعُونَ إِلَى دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ بِٱلْخِرَافِ فِي ٱلْحَظِيرَةِ. فَهؤُلَاءِ ٱلْخِرَافُ، ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ وَٱلْأَوْلَادُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ، يَحْتَاجُونَ إِلَى مَنْ يُزَوِّدُهُمْ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ وَيُحْسِنُ رِعَايَتَهُمْ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ كُلَّهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا ٱلنَّاسَ وَيُتَلْمِذُوهُمْ. لِذلِكَ يَحْتَاجُ ٱلْجُدُدُ بَيْنَ خِرَافِهِ إِلَى مَنْ يُدَرِّبُهُمْ لِيَتَمَكَّنُوا مِنْ تَنْفِيذِ هذَا ٱلتَّفْوِيضِ ٱلْإِلهِيِّ. — متى ٢٨:١٩، ٢٠.
٦ أَيُّ تَرْتِيبَاتٍ صُنِعَتْ دَاخِلَ «جَمَاعَةِ ٱللّٰهِ» ٱلْمُشَكَّلَةِ حَدِيثًا؟
٦ عِنْدَمَا تَشَكَّلَتْ «جَمَاعَةُ ٱللّٰهِ»، بَدَأَ أَعْضَاؤُهَا يَجْتَمِعُونَ مَعًا بِٱنْتِظَامٍ لِيَنَالُوا ٱلْإِرْشَادَ وَيَتَبَادَلُوا ٱلتَّشْجِيعَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كَانُوا يَعْكُفُونَ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلرُّسُلِ وَٱلشَّرِكَةِ وَتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ وَٱلصَّلَوَاتِ». (اعمال ٢:٤٢، ٤٦، ٤٧) وَنُلَاحِظُ فِي سِجِلِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَفْصِيلًا مُهِمًّا آخَرَ، وَهُوَ أَنَّ عَدَدًا مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْأَكْفَاءِ عُيِّنُوا لِلْقِيَامِ بِبَعْضِ ٱلْمُهِمَّاتِ. وَلَمْ يَجْرِ ٱخْتِيَارُ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ عَلَى أَسَاسِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ أَوِ ٱلْمَهَارَاتِ ٱلْفَنِّيَّةِ، بَلِ ٱخْتِيرُوا لِأَنَّهُمْ كَانُوا «مُمْتَلِئِينَ رُوحًا وَحِكْمَةً». وَكَانَ إِسْتِفَانُوسُ أَحَدَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ. تَقُولُ عَنْهُ رِوَايَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِنَّهُ كَانَ «رَجُلًا مُمْتَلِئًا إِيمَانًا وَرُوحًا قُدُسًا». وَنَتِيجَةَ هذِهِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ، «بَقِيَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ ٱلتَّلَامِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ». — اعمال ٦:١-٧.
رِجَالٌ ٱسْتَخْدَمَهُمُ ٱللّٰهُ
٧، ٨ (أ) مَا ٱلدَّوْرُ ٱلَّذِي لَعِبَهُ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ فِي أُورُشَلِيمَ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ؟ (ب) مَاذَا كَانَ تَجَاوُبُ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ حِينَ تَسَلَّمُوا ٱلْإِرْشَادَاتِ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَاتِ؟
٧ بِطَبِيعَةِ ٱلْحَالِ، أَخَذَ ٱلرُّسُلُ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْبَاكِرَةِ، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا ٱلْوَحِيدِينَ. وَهذَا مَا يَتَبَيَّنُ مِمَّا حَدَثَ مَعَ بُولُسَ عِنْدَمَا عَادَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ. تُخْبِرُ ٱلْأَعْمَال ١٤:٢٧: «لَمَّا وَصَلَا [بُولُسُ وَبَرْنَابَا] وَجَمَعَا ٱلْجَمَاعَةَ، أَخَذَا يَرْوِيَانِ ٱلْأُمُورَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا ٱللّٰهُ بِوَاسِطَتِهِمَا». وَأَثْنَاءَ وُجُودِهِمَا فِي تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ، نَشَأَ سُؤَالٌ عَمَّا إِذَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْأُمَمِيُّونَ بِحَاجَةٍ أَنْ يَخْتَتِنُوا. وَلِحَلِّ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ، أُرْسِلَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا «إِلَى ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ»، ٱلَّذِينَ كَانُوا عَلَى مَا يَتَّضِحُ يَخْدُمُونَ كَهَيْئَةٍ حَاكِمَةٍ. — اعمال ١٥:١-٣.
٨ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلشَّيْخَ ٱلْمَسِيحِيَّ يَعْقُوبَ (أَخَا يَسُوعَ مِنْ أُمِّهِ) لَمْ يَكُنْ رَسُولًا، فَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ حِينَ «ٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ لِيَنْظُرُوا فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ». (اعمال ١٥:٦) وَبَعْدَ ٱلْمُدَاوَلَةِ، تَوَصَّلُوا بِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ إِلَى قَرَارٍ يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. ثُمَّ بَعَثُوا بِرِسَالَةٍ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. (اعمال ١٥:٢٢-٣٢) وَقَدْ قَبِلَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ هذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتِ وَطَبَّقَتْهَا. فَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ بُنِيَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ وَتَقَوَّوْا. يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ تَتَشَدَّدُ فِي ٱلْإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي ٱلْعَدَدِ يَوْمًا فَيَوْمًا». — اعمال ١٦:٥.
٩ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ يُحَدِّدُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لِلرِّجَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَكْفَاءِ؟
٩ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْيَوْمِيَّةِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ؟ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْجَمَاعَةَ فِي جَزِيرَةِ كِرِيتَ. فَمَعَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ سَكَنُوا هذِهِ ٱلْجَزِيرَةَ كَانَتْ سُمْعَتُهُمْ سَيِّئَةً، غَيَّرَ ٱلْبَعْضُ نَمَطَ حَيَاتِهِمْ وَصَارُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ. (تيطس ١:١٠-١٢؛ ٢:٢، ٣) وَكَانَ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَعِيشُونَ فِي مُدُنٍ مُخْتَلِفَةٍ تَبْعُدُ كَثِيرًا عَنْ أُورُشَلِيمَ، مَقَرِّ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ. لكِنَّ ذلِكَ لَمْ يُسَبِّبْ لِلْجَمَاعَاتِ هُنَاكَ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ. فَعَلَى غِرَارِ سَائِرِ ٱلْجَمَاعَاتِ، عُيِّنَ فِي جَمَاعَاتِ كِرِيتَ ٱلْمَحَلِّيَّةِ «شُيُوخٌ» رُوحِيُّونَ تَحَلَّوْا بِٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلَّتِي يُحَدِّدُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. فَقَدْ عُيِّنُوا شُيُوخًا أَوْ نُظَّارًا لِأَنَّهُمْ مُؤَهَّلُونَ لِكَيْ ‹يَعِظُوا بِٱلتَّعْلِيمِ ٱلصَّحِيحِ وَيُوَبِّخُوا ٱلَّذِينَ يُنَاقِضُونَ›. (تيطس ١:٥-٩؛ ١ تيموثاوس ٣:١-٧) كَمَا كَانَ ٱلْبَعْضُ مُؤَهَّلِينَ لِلْخِدْمَةِ كَخُدَّامٍ مُسَاعِدِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. — ١ تيموثاوس ٣:٨-١٠، ١٢، ١٣.
١٠ كَيْفَ وَجَبَ حَلُّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْخَطِيرَةِ، حَسْبَمَا تَذْكُرُ مَتَّى ١٨:١٥-١٧؟
١٠ لَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى هذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلتَّنْظِيمِ. فَفِي ٱلرِّوَايَةِ فِي مَتَّى ١٨:١٥-١٧، ذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَشَاكِلَ قَدْ تَنْشَأُ أَحْيَانًا بَيْنَ ٱثْنَيْنِ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ، فَقَدْ يُخْطِئُ أَحَدُهُمَا بِحَقِّ ٱلْآخَرِ. وَأَضَافَ أَنَّ عَلَى ٱلطَّرَفِ ٱلْمُتَضَرِّرِ ٱلِٱقْتِرَابَ مِمَّنْ أَخْطَأَ إِلَيْهِ ‹وَمُعَاتَبَتَهُ› عَلَى ٱنْفِرَادٍ. فَإِنْ لَمْ يَتَمَكَّنَا مِنْ فَضِّ ٱلْخِلَافِ بَيْنَهُمَا، يُمْكِنُ طَلَبُ مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ أَوِ ٱثْنَيْنِ يَعْرِفَانِ تَفَاصِيلَ ٱلْقَضِيَّةِ. وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ إِنْ لَمْ تُحَلَّ ٱلْمُشْكِلَةُ؟ يَقُولُ يَسُوعُ: «إِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْجَمَاعَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْجَمَاعَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْأُمَمِيِّ وَجَابِي ٱلضَّرَائِبِ». عِنْدَمَا تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، كَانَ ٱلْيَهُودُ لَا يَزَالُونَ يُؤَلِّفُونَ «جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ». لِذلِكَ ٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ فِي ٱلْبِدَايَةِ.a وَلكِنْ حِينَ تَأَسَّسَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ، صَارَتْ تَوْجِيهَاتُ يَسُوعَ تَنْطَبِقُ عَلَيْهَا. وَهذَا دَلِيلٌ إِضَافِيٌّ عَلَى أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ كَانَ سَيُنَظَّمُ وَفْقَ تَرْتِيبٍ جَمَاعِيٍّ، وَذلِكَ بُغْيَةَ بُنْيَانِ وَتَوْجِيهِ كُلِّ مَسِيحِيٍّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
١١ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ ٱلشُّيُوخُ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ؟
١١ كَانَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُمَثِّلَ ٱلشُّيُوخُ أَوِ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ عِنْدَ مُعَالَجَةِ أَوْ حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ أَوِ ٱلْقَضَايَا ٱلَّتِي تَشْمُلُ ٱرْتِكَابَ خَطِيَّةٍ. وَهذَا يَنْسَجِمُ مَعَ مُؤَهِّلَاتِ ٱلشُّيُوخِ فِي تِيطُسَ ١:٩. طَبْعًا، كَانَ ٱلشُّيُوخُ رِجَالًا نَاقِصِينَ، تَمَامًا مِثْلَ تِيطُسَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ بُولُسُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ‹لِكَيْ يُقَوِّمَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُخَالِفَةَ›. (تيطس ١:٤، ٥) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، فَإِنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يُوصَى بِهِمْ لِيَخْدُمُوا كَشُيُوخٍ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا قَدْ بَرْهَنُوا طَوَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ عَنْ إِيمَانِهِمْ وَتَعَبُّدِهِمْ للّٰهِ. لِذلِكَ يُمْكِنُ لِسَائِرِ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَثِقُوا بِٱلتَّوْجِيهِ وَٱلْإِرْشَادِ ٱللَّذَيْنِ يَنَالُونَهُمَا مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ.
١٢ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ يَجِبُ أَنْ يَتَوَلَّاهَا ٱلشُّيُوخُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٢ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي أَفَسُسَ: «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ ٱلَّتِي عَيَّنَكُمْ فِيهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ نُظَّارًا، لِتَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ». (اعمال ٢٠:٢٨) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا يُعَيَّنُ ٱلنُّظَّارُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ‹لِيَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ›. وَيَنْبَغِي أَنْ يَتَوَلَّوْا مَسْؤُولِيَّتَهُمْ هذِهِ بِمَحَبَّةٍ دُونَ أَنْ يَسُودُوا عَلَى ٱلرَّعِيَّةِ. (١ بطرس ٥:٢، ٣) فَيَجِبُ أَنْ يَسْعَوْا إِلَى بُنْيَانِ وَمُسَاعَدَةِ «جَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ».
اَلْبَقَاءُ قَرِيبِينَ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ
١٣ مَاذَا يَحْدُثُ أَحْيَانًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ، وَلِمَاذَا؟
١٣ بِمَا أَنَّ ٱلشُّيُوخَ وَكُلَّ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ هُمْ أَشْخَاصٌ نَاقِصُونَ، يَقَعُ أَحْيَانًا سُوءُ تَفَاهُمٍ أَوْ خِلَافٌ بَيْنَهُمْ، تَمَامًا كَمَا حَدَثَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عِنْدَمَا كَانَ بَعْضُ ٱلرُّسُلِ لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً. (فيلبي ٤:٢، ٣) فَقَدْ يَتَفَوَّهُ أَحَدُ ٱلنُّظَّارِ أَوِ ٱلْإخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِكَلِمَاتٍ تَبْدُو فَظَّةً، جَارِحَةً، أَوْ غَيْرَ دَقِيقَةٍ. أَوْ قَدْ نَظُنُّ أَنَّ تَصَرُّفَاتٍ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَحْدُثُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَيَبْدُو أَنَّ ٱلشُّيُوخَ يَرَوْنَ مَا يَحْدُثُ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يُحَاوِلُونَ تَقْوِيمَ ٱلْأُمُورِ. وَلكِنْ رُبَّمَا يَكُونُ ٱلشُّيُوخُ قَدْ عَالَجُوا ٱلْمَسْأَلَةَ أَوْ لَا يَزَالُونَ يُعَالِجُونَهَا بِطَرِيقَةٍ تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، آخِذِينَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ تَفَاصِيلَ نَجْهَلُهَا. حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلْوَضْعُ بِٱلسُّوءِ ٱلَّذِي نَظُنُّهُ، يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَا يَلِي: مَعَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ يَهْتَمُّ بِجَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ، فَقَدِ ٱرْتُكِبَ فِيهَا خَطَأٌ خَطِيرٌ طَوَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ. إِلَّا أَنَّ ٱللّٰهَ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ قَوَّمَ هذَا ٱلْوَضْعَ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ وَحَازِمَةٍ. (١ كورنثوس ٥:١، ٥، ٩-١١) فَلَوْ كُنَّا نَعِيشُ فِي كُورِنْثُوسَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، فَهَلْ كُنَّا سَنَنْتَظِرُ حَتَّى يَتَدَخَّلَ يَهْوَه وَيُعَالِجَ ٱلْمَسْأَلَةَ؟
١٤، ١٥ لِمَ تَوَقَّفَ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱتِّبَاعِ يَسُوعَ، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟
١٤ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَالَةٍ أُخْرَى قَدْ تَنْشَأُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. لِنَفْتَرِضْ أَنَّ شَخْصًا ٱسْتَصْعَبَ فَهْمَ أَوْ قَبُولَ أَحَدِ تَعَالِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَلَرُبَّمَا قَامَ بِٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْبَحْثِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي تُزَوِّدُهَا ٱلْجَمَاعَةُ وَطَلَبَ مُسَاعَدَةَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاضِجِينَ أَوْ حَتَّى ٱلشُّيُوخِ. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ كُلِّ ذلِكَ، لَا يَزَالُ يَسْتَصْعِبُ فَهْمَ أَوْ قَبُولَ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. فَمَا ٱلْحَلُّ؟ حَدَثَ أَمْرٌ مُمَاثِلٌ قَبْلَ سَنَةٍ تَقْرِيبًا مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ «خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ»، وَلِكَيْ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ إِلَى ٱلْأَبَدِ يَجِبُ أَنْ ‹يَأْكُلَ جَسَدَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَيَشْرَبَ دَمَهُ›. فَصَدَمَ هذَا ٱلْكَلَامُ بَعْضَ تَلَامِيذِهِ. وَبَدَلَ أَنْ يُحَاوِلُوا ٱلِٱسْتِفْسَارَ عَنْ مَعْنَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَوِ ٱلِٱنْتِظَارَ رَيْثَمَا يُوضِحُ لَهُمْ يَهْوَه هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ، ‹لَمْ يَعُدْ تَلَامِيذُ كَثِيرُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ›. (يوحنا ٦:٣٥، ٤١-٦٦) وَمَرَّةً أُخْرَى نَسْأَلُ: لَوْ كُنَّا نَحْنُ مَعَ يَسُوعَ آنَذَاكَ، فَكَيْفَ كُنَّا سَنَتَجَاوَبُ مَعَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
١٥ يَتَوَقَّفُ ٱلْبَعْضُ فِي يَوْمِنَا هذَا عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَيُقَرِّرُونَ أَنْ يَخْدُمُوا ٱللّٰهَ بِمُفْرَدِهِمْ. وَقَدْ يُعَلِّلُونَ تَصَرُّفَهُمْ بِٱلْقَوْلِ إِنَّ أَحَدًا جَرَحَ مَشَاعِرَهُمْ، أَوْ إِنَّ خَطَأً يُرْتَكَبُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلَا أَحَدَ يُحَاوِلُ إِصْلَاحَهُ، أَوْ إِنَّهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ قَبُولِ تَعْلِيمٍ مُعَيَّنٍ. فَهَلْ قَرَارُهُمْ سَلِيمٌ؟ صَحِيحٌ أَنَّ كُلَّ مَسِيحِيٍّ يَجِبُ أَنْ يُنَمِّيَ عَلَاقَةً شَخْصِيَّةً بِٱللّٰهِ، وَلكِنْ لَا يَسَعُنَا أَنْ نُنْكِرَ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَخْدِمُ ٱلْيَوْمَ جَمَاعَةً عَالَمِيَّةً كَتِلْكَ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا أَيَّامَ ٱلرُّسُلِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَه وَبَارَكَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَرَتَّبَ أَنْ يُعَيَّنَ فِيهَا شُيُوخٌ وَخُدَّامٌ مُسَاعِدُونَ أَكْفَاءٌ لِفَائِدَةِ كُلِّ أَعْضَائِهَا. وَهذَا مَا يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.
١٦ فِي أَيَّةِ أُمُورٍ يَجِبُ أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْمَرْءُ إِذَا شَعَرَ بِرَغْبَةٍ فِي تَرْكِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٦ إِذَا شَعَرَ ٱلْمَسِيحِيُّ أَنَّ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَكْتَفِيَ بِعَلَاقَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ بِٱللّٰهِ، فَهُوَ بِذلِكَ يَرْفُضُ تَرْتِيبًا أَعَدَّهُ ٱللّٰهُ، تَرْتِيبَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ وَجَمَاعَاتِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. فَصَحِيحٌ أَنَّهُ قَدْ يَعْبُدُ ٱللّٰهَ بِمُفْرَدِهِ أَوْ يُعَاشِرُ عَدَدًا مَحْدُودًا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ، وَلكِنَّهُ لَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ تَرْتِيبِ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ ٱلْمَوْجُودِ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فَقَطْ. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، عِنْدَمَا كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَةً إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي كُولُوسِّي وَطَلَبَ أَنْ تُقْرَأَ أَيْضًا عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي لَاوُدِكِيَّةَ، حَضَّهُمْ أَنْ يَكُونُوا «مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِي» ٱلْمَسِيح. فَٱلْأَشْخَاصُ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ، لَا ٱلْأَفْرَادُ ٱلَّذِينَ يَتْرُكُونَ ٱلْجَمَاعَةَ، هُمْ مَنْ سَيَنَالُونَ هذِهِ ٱلْفَائِدَةَ. — كولوسي ٢:٦، ٧؛ ٤:١٦.
عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَدِعَامَتُهُ
١٧ مَاذَا تُعَلِّمُنَا ١ تيموثاوس ٣:١٥ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٧ حَدَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى إِلَى ٱلشَّيْخِ ٱلْمَسِيحِيِّ تِيمُوثَاوُسَ مُؤَهِّلَاتِ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ مُبَاشَرَةً، ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ «جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ . . . هِيَ عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَدِعَامَتُهُ». (١ تيموثاوس ٣:١٥) وَقَدْ بَرْهَنَتْ كَامِلُ جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنَّهَا عَمُودُ ٱلْحَقِّ. وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ هِيَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي تُتِيحُ لِكُلِّ مَسِيحِيٍّ ٱلْحُصُولَ عَلَى هذَا ٱلْحَقِّ. فَفِي ٱلْجَمَاعَةِ نَسْمَعُ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَرَى ٱلْبَرَاهِينَ ٱلَّتِي تَدْعَمُهُ، وَنُبْنَى رُوحِيًّا.
١٨ لِمَ ٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْجَمَاعَةِ مُهِمَّةٌ جِدًّا؟
١٨ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، فَإِنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ هِيَ أَهْلُ بَيْتِ ٱللّٰهِ، «عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَدِعَامَتُهُ». وَحُضُورُنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَمُشَارَكَتُنَا فِيهَا هُوَ وَسِيلَةٌ أَسَاسِيَّةٌ لِنُبْنَى وَنُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ وَنَكُونَ مُجَهَّزِينَ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ. فَفِي رِسَالَةٍ إِلَى جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ، رَكَّزَ بُولُسُ عَلَى مَا يُقَالُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَعَبَّرَ عَنْ رَغْبَتِهِ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَا يُقَالُ فِي ٱجْتِمَاعَاتِهِمْ وَاضِحًا وَمَفْهُومًا كَيْ «يُبْنَى» ٱلْحُضُورُ. (١ كورنثوس ١٤:١٢، ١٧-١٩) وَنَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُ أَنْ نُبْنَى ٱلْيَوْمَ إِذَا ٱعْتَرَفْنَا أَنَّ يَهْوَه ٱللّٰهَ هُوَ مَنْ وَضَعَ تَرْتِيبَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَأَنَّهُ هُوَ مَنْ يَدْعَمُهَا.
١٩ لِمَ نَشْعُرُ أَنَّنَا مَدْيُونُونَ بِٱلْكَثِيرِ لِجَمَاعَتِنَا؟
١٩ إِذًا، إِنْ كُنَّا نَرْغَبُ فِي أَنْ نُبْنَى كَمَسِيحِيِّينَ، يَجِبُ أَلَّا نَتْرُكَ ٱلْجَمَاعَةَ. فَهِيَ كَانَتْ دَوْمًا سَدًّا يَحْمِي ٱلْمَسِيحِيَّ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ. وَلَطَالَمَا ٱسْتَخْدَمَهَا ٱللّٰهُ لِيَنْشُرَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ مَلَكُوتِهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. نَعَمْ، يُنْجِزُ يَهْوَه ٱلْكَثِيرَ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. — افسس ٣:٩، ١٠.
[الحاشية]
a يَقُولُ عَالِمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَلْبِرْت بَارْنز إِنَّ يَسُوعَ، بِكَلِمَاتِهِ «قُلْ لِلْجَمَاعَةِ»، رُبَّمَا كَانَ يُشِيرُ إِلَى «أُولئِكَ ٱلْمُفَوَّضِ إِلَيْهِمِ ٱلنَّظَرَ فِي قَضَايَا كَهذِهِ: مُمَثِّلِي ٱلْكَنِيسَةِ، أَوِ ٱلَّذِينَ يَنُوبُونَ عَنْهُمْ. فَفِي ٱلْمَجْمَعِ ٱلْيَهُودِيِّ، كَانَ هُنَالِكَ شُيُوخٌ يُعْرَضُ عَلَيْهِمْ هذَا ٱلنَّوْعُ مِنَ ٱلْقَضَايَا».
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• لِمَ نَقُولُ إِنَّ ٱللّٰهَ يَسْتَخْدِمُ جَمَاعَاتٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
• مَعَ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ نَاقِصُونَ، مَا هُوَ دَوْرُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
• كَيْفَ تُبْنَوْنَ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٦]
شَكَّلَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ
[الصورة في الصفحة ٢٨]
يَتَلَقَّى ٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ ٱلْإِرْشَادَاتِ لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلِٱضْطِلَاعِ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِمْ تِجَاهَ ٱلْجَمَاعَةِ