الفصل ٣
يَهْوَهُ يَكْشِفُ قَصْدَهُ
١، ٢ كَيْفَ كَشَفَ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ؟
يُشْرِكُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمُحِبُّونَ أَوْلَادَهُمْ فِي مُنَاقَشَةِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. لٰكِنَّهُمْ يَتَحَفَّظُونَ فِي كَمِّيَّةِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي يُطْلِعُونَهُمْ عَلَيْهَا. فَلَا يُخْبِرُونَهُمْ إِلَّا بِٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي يَقْدِرُونَ أَنْ يَسْتَوْعِبُوهَا.
٢ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَكْشِفُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ تَدْرِيجِيًّا لِلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. غَيْرَ أَنَّهُ يَحْرِصُ عَلَى ٱخْتِيَارِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ لِذٰلِكَ. إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي لَمْحَةً تُبَيِّنُ كَيْفَ كَشَفَ يَهْوَهُ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ حَقَائِقَ عَنْ مَلَكُوتِهِ.
مَا ٱلْحَاجَةُ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ؟
٣، ٤ هَلْ قَدَّرَ يَهْوَهُ مَسَارَ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ؟ أَوْضِحُوا.
٣ لَمْ يَكُنِ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ فِي ٱلْأَصْلِ جُزْءًا مِنَ ٱلْقَصْدِ ٱلْإِلٰهِيِّ. وَلِمَ لَا؟ لِأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُعَيِّنْ مُسْبَقًا مَسَارَ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ، بَلْ أَنْعَمَ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ. لِذٰلِكَ أَطْلَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَى قَصْدِهِ لِلْبَشَرِ وَأَوْصَاهُمَا: «أَثْمِرَا وَٱكْثُرَا وَٱمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَأَخْضِعَاهَا». (تك ١:٢٨) كَمَا تَطَلَّبَ مِنْهُمَا أَنْ يَحْتَرِمَا مَقَايِيسَهُ ٱلَّتِي تُحَدِّدُ مَا ٱلصَّوَابُ وَمَا ٱلْخَطَأُ. (تك ٢:١٦، ١٧) وَهٰكَذَا كَانَ بِإِمْكَانِ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يُحَافِظَا عَلَى وَلَائِهِمَا. وَلَوِ ٱخْتَارَا ذٰلِكَ هُمَا وَنَسْلُهُمَا، لَمَا ٱحْتَجْنَا إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ لِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ، وَلَعَجَّتِ ٱلْأَرْضُ ٱلْيَوْمَ بِبَشَرٍ كَامِلِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ جَمِيعًا.
٤ غَيْرَ أَنَّ تَمَرُّدَ ٱلشَّيْطَانِ وَآدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يَدْفَعْ يَهْوَهَ قَطُّ إِلَى ٱلتَّخَلِّي عَنْ قَصْدِهِ أَنْ تَمْلَأَ ٱلْأَرْضَ عَائِلَةٌ بَشَرِيَّةٌ كَامِلَةٌ. عِوَضَ ذٰلِكَ، كَيَّفَ ٱللّٰهُ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يُحَقِّقُ بِهَا هٰذِهِ ٱلْغَايَةَ. فَقَصْدُهُ لَا يُشْبِهُ قِطَارًا مُلْزَمًا ٱلسَّيْرَ فِي سِكَّةٍ مُحَدَّدَةٍ وَيُمْكِنُ أَنْ يَنْحَرِفَ عَنْهَا بِفِعْلِ عَوَامِلَ خَارِجِيَّةٍ. بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ، مَا مِنْ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ قَادِرَةٌ أَنْ تَحُولَ دُونَ تَحْقِيقِ قَصْدِ يَهْوَهَ حَالَمَا يُخْبِرُ بِهِ. (اقرأ اشعيا ٥٥:١١.) فَإِذَا نَشَأَتْ عَقَبَةٌ تُعَرْقِلُ مَسَارًا مُعَيَّنًا، يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ مَسَارًا آخَرَ.a (خر ٣:١٤، ١٥) وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُنَاسِبِ، يَضَعُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ فِي ٱلصُّورَةِ كَاشِفًا لَهُمْ عَنِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلْجَدِيدَةِ لِإِتْمَامِ قَصْدِهِ.
٥ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ إِثْرَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ؟
٥ لَقَدْ قَصَدَ يَهْوَهُ أَنْ يُؤَسِّسَ ٱلْمَلَكُوتَ عَلَى إِثْرِ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ. (مت ٢٥:٣٤) وَفِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ ٱلْحَالِكَةِ مِنَ ٱلتَّارِيخِ، سَلَّطَ ٱلضَّوْءَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى عَلَى ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي سَيَسْتَخْدِمُهَا لِيُقَوِّمَ ٱلْبَشَرَ وَيَمْحُوَ ٱلضَّرَرَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ مُحَاوَلَةِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْفَاشِلَةِ لِٱغْتِصَابِ ٱلسُّلْطَةِ. (تك ٣:١٤-١٩) مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَكْشِفْ آنَذَاكَ جَمِيعَ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ دُفْعَةً وَاحِدَةً.
يَهْوَهُ يُبَاشِرُ بِكَشْفِ حَقَائِقَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ
٦ بِمَ وَعَدَ يَهْوَهُ، وَأَيُّ تَفَاصِيلَ لَمْ يُفْصِحْ عَنْهَا؟
٦ فِي أُولَى ٱلنُّبُوَّاتِ، وَعَدَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ بِمَجِيءِ «نَسْلٍ» سَيَسْحَقُ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ. (اقرإ التكوين ٣:١٥.) غَيْرَ أَنَّ هُوِيَّةَ هٰذَا ٱلنَّسْلِ وَهُوِيَّةَ نَسْلِ ٱلْحَيَّةِ ظَلَّتَا مَجْهُولَتَيْنِ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ. وَلَمْ يُفْصِحْ يَهْوَهُ عَنْ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةٍ إِلَّا بَعْدَ مُرُورِ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ تَقْرِيبًا.b
٧ لِمَ ٱخْتَارَ يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَيُّ دَرْسٍ مُهِمٍّ نَتَعَلَّمُهُ؟
٧ فَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، ٱخْتَارَ يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ لِيَتَحَدَّرَ مِنْهُ ٱلنَّسْلُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ. وَوَقَعَ ٱخْتِيَارُهُ عَلَى هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ لِأَنَّهُ ‹سَمِعَ لِقَوْلِهِ›. (تك ٢٢:١٨) وَمِنْ هُنَا نَسْتَقِي دَرْسًا مُهِمًّا: يَهْوَهُ لَا يَكْشِفُ قَصْدَهُ إِلَّا لِلَّذِينَ يَخَافُونَهُ وَيُوَقِّرُونَهُ. — اقرإ المزمور ٢٥:١٤.
٨، ٩ أَيُّ مَعْلُومَاتٍ عَنِ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ كَشَفَهَا يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ وَيَعْقُوبَ؟
٨ وَلِصَدِيقِهِ إِبْرَاهِيمَ بَاحَ يَهْوَهُ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى بِمَعْلُومَةٍ بَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ عِنْدَمَا كَلَّمَهُ مِنْ خِلَالِ مَلَاكٍ. فَقَدْ كَشَفَ أَنَّ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ سَيَكُونُ إِنْسَانًا. (تك ٢٢:١٥-١٧؛ يع ٢:٢٣) وَلٰكِنْ كَيْفَ سَيَسْحَقُ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ؟ وَمَنْ هِيَ هٰذِهِ ٱلْحَيَّةُ أَسَاسًا؟ بَقِيَ هٰذَانِ ٱلسُّؤَالَانِ مُعَلَّقَيْنِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ.
٩ بَعْدَئِذٍ قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ ٱلنَّسْلَ سَيَتَحَدَّرُ مِنْ رَجُلٍ آمَنَ بِهِ إِيمَانًا عَظِيمًا هُوَ يَعْقُوبُ حَفِيدُ إِبْرَاهِيمَ. (تك ٢٨:١٣-٢٢) ثُمَّ كَشَفَ ٱللّٰهُ بِوَاسِطَتِهِ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةً. فَٱلنَّسْلُ سَيَأْتِي مِنْ سُلَالَةِ يَهُوذَا ٱبْنِهِ وَسَيَتَسَلَّمُ «ٱلصَّوْلَجَانَ»، أَيِ ٱلْعَصَا ٱلَّتِي تَرْمُزُ إِلَى ٱلسُّلْطَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ، «وَلَهُ تَكُونُ طَاعَةُ ٱلشُّعُوبِ». (تك ٤٩:١، ١٠) وَهٰكَذَا، أَشَارَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلنَّسْلَ ٱلْمُنْتَظَرَ سَيُصْبِحُ مَلِكًا.
١٠، ١١ لِمَ كَشَفَ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِدَاوُدَ وَدَانِيَالَ؟
١٠ بَعْدَ ٦٥٠ سَنَةً تَقْرِيبًا عَلَى أَيَّامِ يَهُوذَا، أَطْلَعَ يَهْوَهُ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ ٱلْمُتَحَدِّرَ مِنْ يَهُوذَا عَلَى تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةٍ عَنْ قَصْدِهِ. فَقَدْ كَانَ دَاوُدُ «رَجُلًا يُوَافِقُ قَلْبَ» يَهْوَهَ. (١ صم ١٣:١٤؛ ١٧:١٢؛ اع ١٣:٢٢) وَبِمَا أَنَّهُ خَافَ ٱللّٰهَ وَوَقَّرَهُ، قَطَعَ ٱلْخَالِقُ مَعَهُ عَهْدًا وَاعِدًا إِيَّاهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ سُلَالَتِهِ سَيَحْكُمُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. — ٢ صم ٧:٨، ١٢-١٦.
١١ ثُمَّ بَعْدَ نَحْوِ ٥٠٠ سَنَةٍ، كَشَفَ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ بِدِقَّةٍ سَنَةَ ظُهُورِ ٱلْمَسِيَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ. (دا ٩:٢٥) فَدَانِيَالُ كَانَ ‹مَحْبُوبًا جِدًّا› عِنْدَ يَهْوَهَ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ ٱحْتَرَمَ ٱللّٰهَ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا وَوَاظَبَ عَلَى خِدْمَتِهِ. — دا ٦:١٦؛ ٩:٢٢، ٢٣.
١٢ مَاذَا قِيلَ لِدَانِيَالَ أَنْ يَفْعَلَ، وَلِمَاذَا؟
١٢ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَ أَنْبِيَاءَ أُمَنَاءَ كَدَانِيَالَ لِتَدْوِينِ عَشَرَاتِ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنِ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ، أَيِ ٱلْمَسِيَّا، وَلٰكِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلْوَقْتُ قَدْ حَانَ بَعْدُ لِيَفْهَمَ خُدَّامُهُ كَامِلًا مَغْزَى هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْمُلْهَمَةِ. وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، قِيلَ لِدَانِيَالَ مَثَلًا بَعْدَمَا تَلَقَّى رُؤْيَا عَنْ تَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَنْ يَخْتِمَ ٱلنُّبُوَّةَ حَتَّى وَقْتِ يَهْوَهَ ٱلْمُعَيَّنِ. فَعِنْدَئِذٍ سَوْفَ «تَزْدَادُ» ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ. — دا ١٢:٤.
يَسُوعُ يُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى قَصْدِ ٱللّٰهِ
١٣ (أ) مَنْ هُوَ ٱلنَّسْلُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ؟ (ب) كَيْفَ سَلَّطَ يَسُوعُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلتَّكْوِين ٣:١٥؟
١٣ لَمْ يَتْرُكْ يَهْوَهُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ نَسْلُ دَاوُدَ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ ٱلَّذِي سَيَحْكُمُ مَلِكًا. (لو ١:٣٠-٣٣؛ ٣:٢١، ٢٢) وَحِينَ ٱسْتَهَلَّ يَسُوعُ خِدْمَتَهُ، أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ مُضِيئَةً مَعْرِفَةَ ٱلْبَشَرِ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ. (مت ٤:١٣-١٧) مَثَلًا، لَقَدْ كَشَفَ بِكُلِّ وُضُوحٍ هُوِيَّةَ ‹ٱلْحَيَّةِ› ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلتَّكْوِين ٣:١٤ وَ ١٥، إِذْ وَصَفَ إِبْلِيسَ بِأَنَّهُ «قَاتِلٌ» لِلنَّاسِ «وَأَبُو ٱلْكَذِبِ». (يو ٨:٤٤) وَفِي ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لِيُوحَنَّا، قَالَ إِنَّ «ٱلْحَيَّةَ ٱلْأُولَى» هِيَ نَفْسُهَا «ٱلْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَٱلشَّيْطَانَ».c (اقرإ الرؤيا ١:١؛ ١٢:٩.) كَمَا بَيَّنَ فِي تِلْكَ ٱلرُّؤْيَا كَيْفَ سَيُتَمِّمُ أَخِيرًا بِصِفَتِهِ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْمُعْطَاةَ فِي عَدْنٍ وَيُزِيلُ ٱلشَّيْطَانَ مِنَ ٱلْوُجُودِ. — رؤ ٢٠:٧-١٠.
١٤-١٦ هَلْ فَهِمَ ٱلتَّلَامِيذُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ كَامِلًا ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي كَشَفَهَا يَسُوعُ؟ أَوْضِحُوا.
١٤ وَلٰكِنْ مَعَ أَنَّ يَسُوعَ أَسْهَبَ فِي ٱلْكَلَامِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْأَوَّلِ، لَمْ يُفْصِحْ دَائِمًا عَنْ كُلِّ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي رَغِبَ تَلَامِيذُهُ فِي مَعْرِفَتِهَا. حَتَّى عِنْدَمَا كَشَفَ تَفَاصِيلَ مُعَيَّنَةً، لَمْ يَتَمَكَّنْ أَتْبَاعُهُ مِنْ فَهْمِهَا كَامِلًا إِلَّا بَعْدَ مُرُورِ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ بَلَغَتْ أَحْيَانًا مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ. تَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ.
١٥ عَامَ ٣٣ بم، أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْحُكَّامَ ٱلْمُعَاوِنِينَ لَهُ فِي ٱلْمَلَكُوتِ سَيُؤْخَذُونَ مِنَ ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ حَيْثُ يُقَامُونَ كَمَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةٍ. أَمَّا ٱلتَّلَامِيذُ فَلَمْ يَفْهَمُوا كَلِمَاتِهِ فِي ٱلْحَالِ. (دا ٧:١٨؛ يو ١٤:٢-٥) وَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ أَيْضًا، أَشَارَ مِنْ خِلَالِ مَثَلَيْنِ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ لَنْ يَتَأَسَّسَ قَبْلَ مُضِيِّ وَقْتٍ طَوِيلٍ عَلَى صُعُودِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. (مت ٢٥:١٤، ١٩؛ لو ١٩:١١، ١٢) وَلٰكِنْ مَرَّةً أُخْرَى لَمْ يَفْهَمِ ٱلتَّلَامِيذُ هٰذِهِ ٱلنُّقْطَةَ ٱلْمُهِمَّةَ، وَسَأَلُوهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ: «أَفِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَرُدُّ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟». وَيَسُوعُ مِنْ جِهَتِهِ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَكْشِفَ مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ. (اع ١:٦، ٧) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، أَخْبَرَ ٱلْمَسِيحُ عَنْ وُجُودِ «خِرَافٍ أُخَرَ» لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلَّذِي يُعَاوِنُهُ فِي ٱلْحُكْمِ. (يو ١٠:١٦؛ لو ١٢:٣٢) لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَمْ يَفْهَمُوا تَمَامًا هُوِيَّةَ هٰذَيْنِ ٱلْفَرِيقَيْنِ إِلَّا بَعْدَ وَقْتٍ طَوِيلٍ عَلَى تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤.
١٦ وَخِلَالَ وُجُودِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَ عِنْدَهُ بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ لِيَقُولَهَا لِتَلَامِيذِهِ، لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا تَحَمُّلَهَا آنَذَاكَ. (يو ١٦:١٢) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ كُشِفَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَانَ بَعْدُ لِتَزْدَادَ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ.
اَلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ تَزْدَادُ فِي «وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ»
١٧ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَفْهَمَ حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ، وَإِلَامَ نَحْتَاجُ أَيْضًا؟
١٧ أَنْبَأَ يَهْوَهُ عَنْ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ قَائِلًا إِنَّ ‹كَثِيرِينَ يَتَصَفَّحُونَ ٱلْكِتَابَ، وَٱلْمَعْرِفَةَ ٱلْحَقَّةَ عَنْ قَصْدِهِ تَزْدَادُ›. (دا ١٢:٤) وَفْقًا لِأَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ، تَدُلُّ صِيغَةُ ٱلْفِعْلِ ٱلْعِبْرَانِيِّ ٱلْمَنْقُولِ إِلَى «يَتَصَفَّحُونَ» عَلَى شَخْصٍ يَتَفَحَّصُ كِتَابًا فَحْصًا دَقِيقًا وَشَامِلًا. وَهٰكَذَا يَجِبُ عَلَى ٱلرَّاغِبِينَ فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنْ يَعْمَلُوا جَاهِدِينَ لِٱكْتِسَابِهَا. وَلٰكِنْ مَهْمَا دَرَسْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَفْهَمَ كَامِلًا حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَّا إِذَا أَنْعَمَ يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ. — اقرأ متى ١٣:١١.
١٨ كَيْفَ يُعْرِبُ خَائِفُو يَهْوَهَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّوَاضُعِ؟
١٨ وَفِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، يُوَاصِلُ يَهْوَهُ ٱلْكَشْفَ تَدْرِيجِيًّا عَنْ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ تَمَامًا مِثْلَمَا فَعَلَ خِلَالَ ٱلْعُقُودِ قَبْلَ سَنَةِ ١٩١٤. فَكَمَا نَرَى فِي ٱلْفَصْلَيْنِ ٱلرَّابِعِ وَٱلْخَامِسِ، وَجَبَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي أَنْ يُعَدِّلُوا مِرَارًا فَهْمَهُمْ لِبَعْضِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُمْ لَا يَحْظَوْنَ بِدَعْمِ يَهْوَهَ؟ إِطْلَاقًا! بَلِ ٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ خَائِفِي يَهْوَهَ هٰؤُلَاءِ يَتَحَلَّوْنَ بِصِفَتَيْنِ مُحَبَّبَتَيْنِ إِلَيْهِ، هُمَا ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّوَاضُعُ. (عب ١١:٦؛ يع ٤:٦) فَمِنْ جِهَةٍ، يُؤْمِنُ خُدَّامُ يَهْوَهَ أَنَّ جَمِيعَ ٱلْوُعُودِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَتِهِ سَتَتِمُّ لَا مَحَالَةَ. وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ حِينَ يُقِرُّونَ أَنَّهُمْ أَسَاءُوا فَهْمَ طَرِيقَةِ إِتْمَامِ هٰذِهِ ٱلْوُعُودِ. وَمَوْقِفُهُمُ ٱلْمُتَوَاضِعُ هٰذَا يَظْهَرُ بِكُلِّ وُضُوحٍ فِي عَدَدِ ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٢٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. ذَكَرَ: «نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلرَّبَّ . . . سَيُفَسِّرُ كَلِمَتَهُ لِشَعْبِهِ بِطَرِيقَتِهِ ٱلْمُنَاسِبَةِ وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ».
«اَلرَّبُّ . . . سَيُفَسِّرُ كَلِمَتَهُ لِشَعْبِهِ بِطَرِيقَتِهِ ٱلْمُنَاسِبَةِ وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ»
١٩ أَيُّ فَهْمٍ مَنَحَنَا إِيَّاهُ يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ، وَلِمَاذَا؟
١٩ حِينَ تَأَسَّسَ ٱلْمَلَكُوتُ عَامَ ١٩١٤، لَمْ يَمْلِكْ شَعْبُ ٱللّٰهِ سِوَى مَعْرِفَةٍ جُزْئِيَّةٍ عَنْ طَرِيقَةِ إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. (١ كو ١٣:٩، ١٠، ١٢) وَمِنْ شِدَّةِ حَمَاسَتِنَا لِتَحَقُّقِ وُعُودِ ٱللّٰهِ، تَوَصَّلْنَا أَحْيَانًا إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ خَاطِئَةٍ. لٰكِنَّنَا عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ، لَمَسْنَا لَمْسَ ٱلْيَدِ صِحَّةَ كَلِمَاتٍ وَرَدَتْ فِي مَقَالَةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْآنِفَةِ ٱلذِّكْرِ. نَقْرَأُ فِيهَا: «مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ، لَا يُمْكِنُنَا فَهْمُ ٱلنُّبُوَّاتِ إِلَّا خِلَالَ إِتْمَامِهَا أَوْ بَعْدَ إِتْمَامِهَا». وَٱلْيَوْمَ بَعْدَمَا تَوَغَّلْنَا فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، فَإِنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ إِمَّا قَدْ تَمَّ أَوْ أَنَّهُ قَيْدُ ٱلْإِتْمَامِ. وَبِمَا أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ مُتَوَاضِعٌ وَيَقْبَلُ ٱلتَّقْوِيمَ، فَقَدْ مَنَحَهُ يَهْوَهُ فَهْمًا أَوْضَحَ لِقَصْدِهِ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ اَلنُّبُوَّةُ تَمَّتْ، وَٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ ٱزْدَادَتْ!
اَلنُّورُ ٱلْجَدِيدُ يُغَرْبِلُ شَعْبَ ٱللّٰهِ
٢٠، ٢١ كَيْفَ أَثَّرَ ٱلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلْجَدِيدُ فِي مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
٢٠ عِنْدَمَا يُوَضِّحُ يَهْوَهُ فَهْمَنَا لِلْحَقِّ، تُوضَعُ قُلُوبُنَا عَلَى ٱلْمِحَكِّ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. فَهَلْ يَدْفَعُنَا ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّوَاضُعُ إِلَى قُبُولِ هٰذِهِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ؟ لَقَدْ وَاجَهَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَضْعًا مُمَاثِلًا فِي مُنْتَصَفِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. اِرْجِعْ بِٱلزَّمَنِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَتَخَيَّلْ نَفْسَكَ وَاحِدًا مِنْهُمْ؛ تَخَيَّلْ نَفْسَكَ شَخْصًا يُكِنُّ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ وَيَفْتَخِرُ بِإِرْثِهِ ٱلْقَوْمِيِّ. وَإِذَا بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ يَبْعَثُ بِرَسَائِلَ مُلْهَمَةٍ تَطْلُبُ مِنْكَ تَغْيِيرَ وُجْهَةِ نَظَرِكَ! فَيَذْكُرُ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ لَمْ تَعُدْ مُلْزِمَةً وَأَنَّ يَهْوَهَ رَفَضَ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيَّ لِيَجْمَعَ عِوَضًا عَنْهُمْ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ يَهُودٍ وَأُمَمِيِّينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. (رو ١٠:١٢؛ ١١:١٧-٢٤؛ غل ٦:١٥، ١٦؛ كو ٢:١٣، ١٤) فَمَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ؟
٢١ مِنْ جِهَةٍ، قَبِلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ تَفْسِيرَ بُولُسَ ٱلْمُلْهَمَ، فَنَالُوا بَرَكَةَ يَهْوَهَ. (اع ١٣:٤٨) بِٱلْمُقَابِلِ، ٱسْتَاءَ آخَرُونَ مِنَ ٱلنُّورِ ٱلْجَدِيدِ وَكَانُوا مَيَّالِينَ إِلَى ٱلتَّشَبُّثِ بِفَهْمِهِمِ ٱلْخَاصِّ. (غل ٥:٧-١٢) وَفِي حَالِ لَمْ يُغَيِّرُوا وُجْهَةَ نَظَرِهِمْ، فَقَدْ خَسِرُوا فُرْصَةَ ٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. — ٢ بط ٢:١.
٢٢ مَا رَدَّةُ فِعْلِكَ حِيَالَ فَهْمِنَا ٱلْمُوَضَّحِ لِقَصْدِ ٱللّٰهِ؟
٢٢ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلْأَخِيرَةِ أَيْضًا، وَضَّحَ يَهْوَهُ فَهْمَنَا عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَسَاعَدَنَا مَثَلًا أَنْ نَفْهَمَ بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ أَجْوِبَةَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: مَتَى يُفْرَزُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ عَمَّنْ لَا يَقْبَلُونَ ٱلْبِشَارَةَ مِثْلَمَا تُفْرَزُ ٱلْخِرَافُ مِنَ ٱلْجِدَاءِ؟ مَتَى يَكْتَمِلُ عَدَدُ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤؟ مَا مَغْزَى أَمْثِلَةِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ وَمَتَى يُقَامُ آخِرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ؟d وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹مَا رَدَّةُ فِعْلِي حِيَالَ تَوْضِيحَاتٍ كَهٰذِهِ؟ هَلْ يَتَقَوَّى إِيمَانِي؟ وَهَلْ أَرَى فِيهَا دَلِيلًا أَنَّ يَهْوَهَ يُوَاصِلُ تَعْلِيمَ شَعْبِهِ ٱلْمُتَوَاضِعِ؟›. إِنَّ ٱلْفُصُولَ ٱللَّاحِقَةَ سَتُرَسِّخُ ٱقْتِنَاعَكَ بِأَنَّ يَهْوَهَ يَكْشِفُ قَصْدَهُ تَدْرِيجِيًّا لِخَائِفِيهِ.
a اِسْمُ ٱللّٰهِ صِيغَةٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ فِعْلٍ عِبْرَانِيٍّ يَعْنِي «صَارَ»، وَهُوَ يُشِيرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُتَمِّمُ وُعُودَهُ. اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «مَا مَعْنَى ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟» فِي ٱلْفَصْلِ ٤.
b صَحِيحٌ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمُدَّةَ تَبْدُو طَوِيلَةً فِي نَظَرِنَا ٱلْيَوْمَ، وَلٰكِنْ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلْبَشَرَ آنَذَاكَ كَانُوا يَعِيشُونَ مُدَّةً أَطْوَلَ بِكَثِيرٍ. فَآدَمُ عَاصَرَ لَامِكَ أَبَا نُوحٍ، وَلَامِكُ عَاصَرَ سَامًا بْنَ نُوحٍ، وَسَامٌ عَاصَرَ إِبْرَاهِيمَ. — تك ٥:٥، ٣١؛ ٩:٢٩؛ ١١:١٠، ١١؛ ٢٥:٧.
c يَرِدُ ٱلتَّعْبِيرُ «شَيْطَانٌ» ١٨ مَرَّةً فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ إِشَارَةً إِلَى شَخْصٍ مُحَدَّدٍ، فِي حِينِ يَظْهَرُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ مَرَّةً فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ لَمْ تُشَدِّدْ فَوْقَ ٱللُّزُومِ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ، بَلْ كَانَ تَرْكِيزُهَا عَلَى تَحْدِيدِ هُوِيَّةِ ٱلْمَسِيَّا. وَحِينَ أَتَى ٱلْمَسِيَّا، فَضَحَ هُوَ بِنَفْسِهِ ٱلشَّيْطَانَ كَامِلًا كَمَا تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ.
d لِلِٱطِّلَاعِ عَلَى مُنَاقَشَةٍ مُفَصَّلَةٍ حَوْلَ ٱلنُّورِ ٱلْجَدِيدِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَوَاضِيعِ، رَاجِعِ ٱلْأَعْدَادَ ٱلتَّالِيَةَ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٩٥، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٣-٢٨؛ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠٠٨، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٠-٢٤؛ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠٠٨، ٱلصَّفَحَاتِ ١٧-٢١؛ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٣، ٱلصَّفَحَاتِ ٩-١٤.