-
أَبْشالُومبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
احتل ابشالوم اورشليم والقصر. وبعد ان اشار بطريقة ساخرة الى كون حوشاي «صاحب» داود الامين، صدّق ان حوشاي انشق عن داود وانحاز الى جانبه. ثم عمل ابشالوم بمشورة اخيتوفل، فدخل على سراري ابيه على مرأى من الجميع دلالة على انشقاقه التام عن داود وتصميمه الاكيد على الاستمرار في السيطرة على العرش. (٢ صم ١٦:١٥-٢٣) وهكذا تم الجزء الاخير من نبوة ناثان الموحى بها. — ٢ صم ١٢:١١.
-
-
داوُدبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
لكن يهوه كان يراقب ما حدث، فكشف النقاب عن هذه الفعلة التي تستوجب التوبيخ. ولو سمح يهوه لقضاة بشر ان يحكموا في قضية داود وبثشبع وفقا للشريعة الموسوية، لقُتِل الخاطئان كلاهما ولَكان الجنين الذي حُبل به نتيجة ارتكابهما الزنى سيموت مع امه دون شك. (تث ٥:١٨؛ ٢٢:٢٢) غير ان يهوه تولى القضية شخصيا وأظهر الرحمة لداود بسبب عهد الملكوت (٢ صم ٧:١١-١٦)، ولأن داود نفسه كان شخصا رحيما (١ صم ٢٤:٤-٧؛ قارن يع ٢:١٣)، وأيضا لأن اللّٰه رأى ان الخاطئَين اعربا عن التوبة. (مز ٥١:١-٤) مع ذلك، لم يفلت داود وبثشبع تماما من العقاب. فقد اعلن يهوه بفم النبي ناثان: «هأنذا اقيم عليك البلية من بيتك». — ٢ صم ١٢:١-١٢.
وهذا ما حصل فعلا. فسرعان ما مات الطفل غير الشرعي الذي ولدته بثشبع، مع ان داود صام وناح على الطفل المريض سبعة ايام. (٢ صم ١٢:١٥-٢٣) كما ان ابن داود البكر امنون اغتصب اخته من ابيه ثامار ثم قُتل على يد شقيقها، مما سبب حزنا كبيرا لأبيه. (٢ صم ١٣:١-٣٣) وفي وقت لاحق، لم يحاول ابشالوم ثالث ابناء داود والمحبب لديه اغتصاب العرش وحسب، بل دخل ايضا على سراري ابيه محتقرا اياه علنا ومسببا له الخزي على مرأى من الجميع. (٢ صم ١٥:١–١٦:٢٢) وأخيرا، بلغ الذل ذروته حين غرقت البلاد في حرب اهلية نشبت بين الابن وأبيه وانتهت بموت ابشالوم، امر لم يتمن داود حدوثه قط وسبّب له الكثير من الاسى. (٢ صم ١٧:١–١٨:٣٣) وأثناء هروب داود من وجه ابشالوم، ألّف المزمور ٣ الذي يقول فيه: «ليهوه الخلاص». — مز ٣:٨.
-