مقالة الدرس ٣٣
اَلْقِيَامَةُ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَحِكْمَتِهِ وَصَبْرِهِ
«سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ». — اع ٢٤:١٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٥١ عِنْدَمَا يُنَادِي يَهْوَهُ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ لِمَاذَا بَدَأَ يَهْوَهُ بِٱلْخَلْقِ؟
فِي وَقْتٍ مِنَ ٱلْأَوْقَاتِ، كَانَ يَهْوَهُ وَحْدَهُ. لٰكِنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِٱلْوَحْدَةِ. فَهُوَ كَامِلٌ مِنْ كُلِّ ٱلنَّوَاحِي وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ لِيَكُونَ سَعِيدًا. مَعْ ذٰلِكَ، أَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعَ آخَرُونَ بِٱلْحَيَاةِ. لِذَا دَفَعَتْهُ مَحَبَّتُهُ أَنْ يَبْدَأَ بِٱلْخَلْقِ. — مز ٣٦:٩؛ ١ يو ٤:١٩.
٢ كَيْفَ شَعَرَ يَسُوعُ وَٱلْمَلَائِكَةُ حِينَ خَلَقَ يَهْوَهُ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ؟
٢ فِي ٱلْبِدَايَةِ، خَلَقَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ يَسُوعَ. ثُمَّ خَلَقَ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ «سَائِرَ ٱلْأَشْيَاءِ»، بِمَا فِي ذٰلِكَ مَلَايِينُ ٱلْمَلَائِكَةِ. (كو ١:١٦) وَقَدْ فَرِحَ يَسُوعُ بِٱلْعَمَلِ مَعْ أَبِيهِ. (ام ٨:٣٠) وَٱلْمَلَائِكَةُ أَيْضًا فَرِحُوا حِينَ رَأَوْا يَهْوَهَ يَخْلُقُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ، ٱلْعَامِلِ ٱلْمَاهِرِ. فَهُمْ جَمِيعًا ‹هَتَفُوا مُبْتَهِجِينَ› عِنْدَمَا خُلِقَتِ ٱلْأَرْضُ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُمُ ٱبْتَهَجُوا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ حِينَ خَلَقَ يَهْوَهُ بَاقِيَ ٱلْأَشْيَاءِ، وَخَاصَّةً ٱلْبَشَرَ. (اي ٣٨:٧؛ ام ٨:٣١) وَكُلُّ مَا خَلَقَهُ يَهْوَهُ كَانَ دَلِيلًا عَلَى مَحَبَّتِهِ وَحِكْمَتِهِ. — مز ١٠٤:٢٤؛ رو ١:٢٠.
٣ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:٢١، ٢٢، كَيْفَ تُفِيدُنَا فِدْيَةُ يَسُوعَ؟
٣ أَرَادَ أَبُونَا ٱلْمُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْجَمِيلَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا. لٰكِنْ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَيْهِ آدَمُ وَحَوَّاءُ، صَارَ ٱلْبَشَرُ تَحْتَ رَحْمَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. (رو ٥:١٢) فَمَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ؟ أَوْضَحَ فَوْرًا كَيْفَ سَيُنْقِذُ ٱلْبَشَرَ. (تك ٣:١٥) فَهُوَ رَتَّبَ أَنْ يُقَدِّمَ ٱبْنَهُ فِدْيَةً كَيْ يُحَرِّرَ أَوْلَادَ آدَمَ وَحَوَّاءَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَهٰكَذَا أَعْطَى ٱلْفُرْصَةَ لِكُلِّ شَخْصٍ أَنْ يَخْتَارَ أَنْ يَخْدُمَهُ وَيَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. — يو ٣:١٦؛ رو ٦:٢٣؛ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٢١، ٢٢.
٤ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ قَدْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا أَسْئِلَةٌ عَدِيدَةٌ عَنْ وَعْدِ يَهْوَهَ بِٱلْقِيَامَةِ. مَثَلًا، كَيْفَ سَتَحْدُثُ ٱلْقِيَامَةُ؟ هَلْ سَنَعْرِفُ أَحِبَّاءَنَا عِنْدَمَا يَقُومُونَ؟ أَيَّةُ أَفْرَاحٍ سَتَجْلُبُهَا ٱلْقِيَامَةُ؟ وَمَاذَا تُعَلِّمُنَا عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَحِكْمَتِهِ وَصَبْرِهِ؟ سَنُجِيبُ ٱلْآنَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
كَيْفَ سَتَحْدُثُ ٱلْقِيَامَةُ؟
٥ لِمَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يُقَامَ ٱلْأَمْوَاتُ تَدْرِيجِيًّا؟
٥ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ لَا يُقِيمَ يَهْوَهُ، بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ، بَلَايِينَ ٱلْأَمْوَاتِ دَفْعَةً وَاحِدَةً. لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ لِأَنَّ قِيَامَةَ هٰذَا ٱلْعَدَدِ ٱلْهَائِلِ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ سَتُسَبِّبُ ٱلْفَوْضَى عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. وَيَهْوَهُ لَا يَفْعَلُ أَيَّ شَيْءٍ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُنَظَّمَةٍ. فَهُوَ يَعْرِفُ أَنْ لَا سَلَامَ مِنْ دُونِ نِظَامٍ. (١ كو ١٤:٣٣) كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ أَظْهَرَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلصَّبْرَ عِنْدَمَا هَيَّأَ هُوَ وَٱبْنُهُ ٱلْأَرْضَ تَدْرِيجِيًّا كَيْ يَعِيشَ عَلَيْهَا ٱلْبَشَرُ. وَتَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ، سَيُظْهِرُ يَسُوعُ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ. فَهُوَ وَٱلنَّاجُونَ مِنْ هَرْمَجَدُّونَ سَيُهَيِّئُونَ ٱلْأَرْضَ تَدْرِيجِيًّا لِٱسْتِقْبَالِ ٱلْمُقَامِينَ.
٦ حَسَبَ ٱلْأَعْمَال ٢٤:١٥، مَنْ سَيَكُونُ بَيْنَ ٱلْمُقَامِينَ؟
٦ وَأَهَمُّ عَمَلٍ سَيَقُومُ بِهِ ٱلنَّاجُونَ مِنْ هَرْمَجَدُّونَ هُوَ تَعْلِيمُ ٱلْمُقَامِينَ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللّٰهِ وَمَطَالِبِهِ. فَمُعْظَمُ ٱلْمُقَامِينَ سَيَكُونُونَ مِنَ «ٱلْأَثَمَةِ». (اقرإ الاعمال ٢٤:١٥.) وَسَيَكُونُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَقُومُوا بِتَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةٍ كَيْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ فِدْيَةِ يَسُوعَ. فَكِّرْ كَمْ يَلْزَمُ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ لِتَعْلِيمِ ٱلْمَلَايِينِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ شَيْئًا عَنْ يَهْوَهَ. فَهَلْ سَنَدْرُسُ مَعْ كُلِّ شَخْصٍ بِمُفْرَدِهِ، مِثْلَمَا نَفْعَلُ عَادَةً ٱلْيَوْمَ؟ هَلْ سَيُعَيَّنُ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْجُدُدُ فِي جَمَاعَاتٍ كَيْ يَتَدَرَّبُوا عَلَى تَعْلِيمِ ٱلَّذِينَ سَيَقُومُونَ بَعْدَهُمْ؟ نَنْتَظِرُ لِنَرَى. لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ ٱلْأَكِيدَ هُوَ أَنَّ ٱلْأَرْضَ سَوْفَ «تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ يَهْوَهَ» فِي نِهَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. (اش ١١:٩) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَكُونُ مَشْغُولِينَ وَسُعَدَاءَ جِدًّا فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ.
٧ لِمَاذَا سَيُحِسُّ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلْمُقَامِينَ؟
٧ خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ، كُلُّ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَلْزَمُ أَنْ يَقُومُوا بِتَغْيِيرَاتٍ كَيْ يُرْضُوهُ. لِذَا سَيُحِسُّونَ مَعَ ٱلْمُقَامِينَ وَهُمْ يُسَاعِدُونَهُمْ أَنْ يُحَارِبُوا مُيُولَهُمُ ٱلْخَاطِئَةَ وَيَعِيشُوا حَسَبَ مَبَادِئِ يَهْوَهَ. (١ بط ٣:٨) وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمُقَامِينَ سَيَنْجَذِبُونَ إِلَى خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ ٱلَّذِينَ هُمْ أَيْضًا ‹يَعْمَلُونَ لِأَجْلِ خَلَاصِهِمْ›. — في ٢:١٢.
هَلْ سَنَعْرِفُ أَحِبَّاءَنَا عِنْدَمَا يَقُومُونَ؟
٨ لِمَ نَتَوَقَّعُ أَنْ نَعْرِفَ أَحِبَّاءَنَا ٱلْمُقَامِينَ؟
٨ هُنَاكَ أَسْبَابٌ عَدِيدَةٌ كَيْ نَتَوَقَّعَ أَنْ نَعْرِفَ أَحِبَّاءَنَا عِنْدَمَا يَقُومُونَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. مَثَلًا، بِنَاءً عَلَى ٱلْقِيَامَاتِ ٱلسَّابِقَةِ، نَتَوَقَّعُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَخْلُقُ ٱلْأَشْخَاصَ مِنْ جَدِيدٍ بِنَفْسِ ٱلشَّكْلِ وَطَرِيقَةِ ٱلتَّفْكِيرِ وَٱلْكَلَامِ ٱلَّتِي كَانَتْ لَدَيْهِمْ قَبْلَ مَوْتِهِمْ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ. لِنَتَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ شَبَّهَ ٱلْمَوْتَ بِٱلنَّوْمِ وَٱلْقِيَامَةَ بِٱلِٱسْتِيقَاظِ مِنَ ٱلنَّوْمِ. (مت ٩:١٨، ٢٤؛ يو ١١:١١-١٣) فَٱلشَّخْصُ عِنْدَمَا يَسْتَيْقِظُ، يَبْقَى شَكْلُهُ وَطَرِيقَةُ تَفْكِيرِهِ وَكَلَامِهِ كَمَا كَانَتْ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ. وَيَبْقَى لَدَيْهِ أَيْضًا نَفْسُ ٱلذِّكْرَيَاتِ. فَكِّرْ مَثَلًا فِي قِيَامَةِ لِعَازَرَ. فَهُوَ بَقِيَ مَيِّتًا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ وَبَدَأَ جِسْمُهُ يَتَحَلَّلُ. مَعْ ذٰلِكَ حِينَ أَقَامَهُ يَسُوعُ، عَرَفَتْهُ أُخْتَاهُ فَوْرًا، وَوَاضِحٌ أَنَّهُ هُوَ أَيْضًا تَذَكَّرَهُمَا. — يو ١١:٣٨-٤٤؛ ١٢:١، ٢.
٩ لِمَ لَنْ يُقَامَ ٱلْأَمْوَاتُ بِعَقْلٍ وَجِسْمٍ كَامِلَيْنِ؟
٩ أَيْضًا، وَعَدَ يَهْوَهُ أَنْ لَا أَحَدَ سَيَقُولُ خِلَالَ حُكْمِ يَسُوعَ: «أَنَا مَرِيضٌ». (اش ٣٣:٢٤؛ رو ٦:٧) وَهٰذَا يَدُلُّ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَخْلُقُ ٱلْمُقَامِينَ بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ وَجِسْمٍ سَلِيمٍ. لٰكِنَّهُمْ لَنْ يَقُومُوا كَامِلِينَ. فَإِذَا قَامُوا كَامِلِينَ، فَرُبَّمَا لَنْ تَعْرِفَهُمْ عَائِلَاتُهُمْ. وَيَبْدُو أَنَّ كُلَّ ٱلْبَشَرِ سَيَصِيرُونَ كَامِلِينَ تَدْرِيجِيًّا خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. وَلَنْ يُسَلِّمَ يَسُوعُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى أَبِيهِ قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ ٱلْأَلْفُ سَنَةٍ. فَآنَذَاكَ فَقَطْ سَتَكُونُ مَمْلَكَةُ ٱللّٰهِ قَدْ أَنْهَتْ عَمَلَهَا، بِمَا فِيهِ مُسَاعَدَةُ ٱلْبَشَرِ أَنْ يَصِيرُوا كَامِلِينَ. — ١ كو ١٥:٢٤-٢٨؛ رؤ ٢٠:١-٣.
أَيَّةُ أَفْرَاحٍ سَتَجْلُبُهَا ٱلْقِيَامَةُ؟
١٠ كَيْفَ سَتَشْعُرُ حِينَ يَقُومُ أَحِبَّاؤُكَ؟
١٠ تَخَيَّلِ ٱلْمَشْهَدَ حِينَ تَسْتَقْبِلُ أَحِبَّاءَكَ ٱلْمُقَامِينَ. هَلْ سَتَضْحَكُ أَمْ تَبْكِي مِنْ شِدَّةِ ٱلْفَرَحِ؟ هَلْ سَتُرَنِّمُ وَتَشْكُرُ يَهْوَهَ؟ مَهْمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِكَ، فَلَا شَكَّ أَنَّ قَلْبَكَ سَيَمْتَلِئُ مَحَبَّةً لِإِلٰهِنَا ٱلْحَنُونِ وَٱبْنِهِ ٱلْمُحِبِّ لِأَنَّهُمَا قَدَّمَا لَكَ هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةَ.
١١ حَسَبَ يُوحَنَّا ٥:٢٨، ٢٩، أَيَّةُ قِيَامَةٍ سَتَكُونُ لِلْمُقَامِينَ ٱلَّذِينَ يُرْضُونَ يَهْوَهَ؟
١١ تَخَيَّلْ أَيْضًا كَمْ سَيَفْرَحُ ٱلْمُقَامُونَ حِينَ يُغَيِّرُونَ شَخْصِيَّتَهُمُ ٱلْقَدِيمَةَ كَيْ يُرْضُوا يَهْوَهَ. وَقِيَامَةُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ سَتَكُونُ قِيَامَةً لِلْحَيَاةِ. أَمَّا ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ أَنْ يَتَغَيَّرُوا، فَلَنْ يُسْمَحَ لَهُمْ أَنْ يُعَكِّرُوا ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ. — اش ٦٥:٢٠؛ اقرأ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩.
١٢ أَيُّ بَرَكَةٍ سَيَنَالُهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ؟
١٢ وَفِي ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَنَرَى كَمْ صَحِيحَةٌ هِيَ كَلِمَاتُ ٱلْأَمْثَال ١٠:٢٢: «بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي، وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً». فَبِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، سَيَصِيرُ كُلُّ شَعْبِ ٱللّٰهِ أَغْنِيَاءَ رُوحِيًّا، أَيْ سَيُشْبِهُونَ ٱلْمَسِيحَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَيُصْبِحُونَ مَعَ ٱلْوَقْتِ أَشْخَاصًا كَامِلِينَ. (يو ١٣:١٥-١٧؛ اف ٤:٢٣، ٢٤) فَكُلَّ يَوْمٍ، سَتَصِيرُ صِحَّتُهُمْ وَشَخْصِيَّتُهُمْ أَفْضَلَ مِنْ قَبْلُ. وَهَلْ هُنَاكَ أَجْمَلُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ؟! (اي ٣٣:٢٥) لِنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ.
مَاذَا تُعَلِّمُنَا ٱلْقِيَامَةُ عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ؟
١٣ بِنَاءً عَلَى ٱلْمَزْمُور ١٣٩:١-٤، كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْقِيَامَةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا؟
١٣ كَمَا رَأَيْنَا مِنْ قَبْلُ، حِينَ يُقِيمُ يَهْوَهُ ٱلْأَمْوَاتَ، سَيَرُدُّ لَهُمْ ذِكْرَيَاتِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ. فَكِّرْ فِي مَا يَعْنِيهِ ذٰلِكَ: يَهْوَهُ يُحِبُّكَ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ لَا يَنْسَى أَفْكَارَكَ، مَشَاعِرَكَ، كَلَامَكَ، وَأَعْمَالَكَ. لِذَا إِنْ لَزِمَ ٱلْأَمْرُ، يَقْدِرُ بِكُلِّ سُهُولَةٍ أَنْ يَرُدَّ لَكَ ذِكْرَيَاتِكَ وَشَخْصِيَّتَكَ. وَقَدْ عَرَفَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ كَمْ يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا. (اقرإ المزمور ١٣٩:١-٤.) فَكَيْفَ تَشْعُرُ حِينَ تُفَكِّرُ كَمْ يَعْرِفُكَ يَهْوَهُ؟
١٤ لِمَ لَا تُخِيفُنَا ٱلْفِكْرَةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا؟
١٤ لَا دَاعِيَ أَنْ تُخِيفَكَ ٱلْفِكْرَةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُكَ جَيِّدًا. فَهُوَ يَهْتَمُّ بِكَ كَثِيرًا وَيُحِبُّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُكَ. وَيَعْرِفُ جَيِّدًا مَا مَرَرْتَ بِهِ فِي حَيَاتِكَ وَكَيْفَ أَثَّرَ ذٰلِكَ عَلَى شَخْصِيَّتِكَ. فَلَا تَظُنَّ أَبَدًا أَنَّكَ وَحْدَكَ. يَهْوَهُ يَقِفُ إِلَى جَانِبِكَ فِي كُلِّ دَقِيقَةٍ مِنْ حَيَاتِكَ، وَيَبْحَثُ كُلَّ يَوْمٍ عَنْ فُرَصٍ لِيُسَاعِدَكَ. — ٢ اخ ١٦:٩.
مَاذَا تُعَلِّمُنَا ٱلْقِيَامَةُ عَنْ حِكْمَةِ يَهْوَهَ؟
١٥ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْقِيَامَةُ حِكْمَةَ يَهْوَهَ؟
١٥ اَلْخَوْفُ مِنَ ٱلْمَوْتِ هُوَ سِلَاحٌ قَوِيٌّ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ. فَهُوَ وَأَتْبَاعُهُ يَسْتَعْمِلُونَهُ كَيْ يُجْبِرُوا ٱلنَّاسَ أَنْ يَخُونُوا أَصْدِقَاءَهُمْ أَوْ يَتَخَلَّوْا عَنْ قَنَاعَاتِهِمْ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلسِّلَاحَ لَا يَنْفَعُ مَعَنَا. فَحَتَّى لَوْ قَتَلَنَا أَعْدَاؤُنَا، نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيدُنَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ. (رؤ ٢:١٠) وَنَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنْ لَا شَيْءَ قَدْ يَفْعَلُونَهُ يَقْدِرُ أَنْ يُدَمِّرَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ. (رو ٨:٣٥-٣٩) فِعْلًا، ٱلْوَعْدُ بِٱلْقِيَامَةِ يُظْهِرُ حِكْمَةَ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةَ. فَمِنْ خِلَالِ هٰذَا ٱلْوَعْدِ، يُجَرِّدُ يَهْوَهُ ٱلشَّيْطَانَ مِنْ أَحَدِ أَقْوَى أَسْلِحَتِهِ، وَيُسَلِّحُنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ بِشَجَاعَةٍ لَا مَثِيلَ لَهَا.
١٦ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ تَسْأَلَ نَفْسَكَ، وَعَلَامَ تَدُلُّ أَجْوِبَتُكَ؟
١٦ إِذَا هَدَّدَكَ ٱلْمُقَاوِمُونَ بِٱلْمَوْتِ، فَهَلْ تَبْقَى أَمِينًا لِيَهْوَهَ وَتَضَعُ حَيَاتَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ؟ كَيْ تَعْرِفَ مَاذَا سَتَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ تَدُلُّ قَرَارَاتِي ٱلصَّغِيرَةُ أَنِّي أَثِقُ بِيَهْوَهَ؟ هَلْ تُظْهِرُ حَيَاتِي أَنِّي أُصَدِّقُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُؤَمِّنُ حَاجَاتِي ٱلْمَادِّيَّةَ إِذَا وَضَعْتُ مَمْلَكَتَهُ أَوَّلًا؟›. (مت ٦:٣١-٣٣؛ لو ١٦:١٠) إِذَا أَجَبْتَ بِنَعَمْ، فَهٰذَا دَلِيلٌ أَنَّكَ تَثِقُ بِيَهْوَهَ وَأَنَّكَ مُسْتَعِدٌّ لِأَيِّ مُشْكِلَةٍ أَوِ ٱضْطِهَادٍ قَدْ تُوَاجِهُهُ. — ام ٣:٥، ٦.
مَاذَا تُعَلِّمُنَا ٱلْقِيَامَةُ عَنْ صَبْرِ يَهْوَهَ؟
١٧ (أ) كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْقِيَامَةُ أَنَّ يَهْوَهَ صَبُورٌ؟ (ب) كَيْفَ نُقَدِّرُ صَبْرَ يَهْوَهَ؟
١٧ حَدَّدَ يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ وَٱلسَّاعَةَ كَيْ يُنْهِيَ هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ. (مت ٢٤:٣٦) وَهُوَ لَنْ يَفْقِدَ صَبْرَهُ وَيَتَدَخَّلَ قَبْلَ هٰذَا ٱلْوَقْتِ. فَمَعْ أَنَّهُ مُشْتَاقٌ أَنْ يُقِيمَ ٱلْأَمْوَاتَ، يَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُنَاسِبَ لِيُقِيمَهُمْ. (اي ١٤:١٤، ١٥؛ يو ٥:٢٨) وَصَبْرُ يَهْوَهَ يُفِيدُنَا كَثِيرًا. فَلَوْلَا صَبْرُهُ لَمَا نِلْنَا نَحْنُ وَكَثِيرُونَ غَيْرُنَا ٱلْفُرْصَةَ أَنْ ‹نَتُوبَ›. (٢ بط ٣:٩) فَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ يَحْصُلَ أَكْبَرُ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ عَلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ صَبْرَ يَهْوَهَ؟ حِينَ نَبْذُلُ جُهْدَنَا كَيْ نَجِدَ «ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ»، وَنُسَاعِدَهُمْ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ وَيَخْدُمُوهُ. (اع ١٣:٤٨) وَهٰكَذَا يَسْتَفِيدُونَ هُمْ أَيْضًا مِنْ صَبْرِ إِلٰهِنَا.
١٨ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَصْبِرَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ؟
١٨ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، سَيَصْبِرُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا إِلَى أَنْ نَصِيرَ كَامِلِينَ. فَهُوَ لَنْ يَتَوَقَّعَ مِنَّا ٱلْكَمَالَ قَبْلَ نِهَايَةِ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ. وَحَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، هُوَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُسَامِحَنَا عَلَى خَطَايَانَا. نَحْنُ أَيْضًا، جَيِّدٌ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ وَنُرَكِّزَ عَلَى ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَمِيلَةِ فِي ٱلْآخَرِينَ وَنَصْبِرَ عَلَيْهِمْ. هٰذَا مَا فَعَلَتْهُ أُخْتٌ بَدَأَ زَوْجُهَا يُعَانِي مِنْ نَوْبَاتِ قَلَقٍ شَدِيدَةٍ ثُمَّ تَوَقَّفَ عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. تُخْبِرُ: «كَانَ ذٰلِكَ صَعْبًا جِدًّا عَلَيَّ. فَحَيَاتُنَا ٱنْقَلَبَتْ وَتَغَيَّرَ كُلُّ مَا خَطَّطْنَا لَهُ». مَعْ ذٰلِكَ، لَمْ تَسْتَسْلِمْ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ ٱلْمُحِبَّةُ، بَلِ ٱتَّكَلَتْ عَلَى يَهْوَهَ وَصَبَرَتْ عَلَى زَوْجِهَا. وَمِثْلَ يَهْوَهَ، نَظَرَتْ إِلَى أَبْعَدَ مِنَ ٱلْمُشْكِلَةِ وَرَكَّزَتْ عَلَى ٱلصِّفَاتِ ٱلْحُلْوَةِ فِي زَوْجِهَا. تَقُولُ: «لَدَى زَوْجِي صِفَاتٌ جَمِيلَةٌ. وَهُوَ يَبْذُلُ جُهْدَهُ كَيْ يَتَعَافَى، وَصِحَّتُهُ تَتَحَسَّنُ شَيْئًا فَشَيْئًا». فِعْلًا، مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ نَصْبِرَ عَلَى أَفْرَادِ عَائِلَتِنَا أَوْ جَمَاعَتِنَا ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ جُهْدَهُمْ كَيْ يَتَخَطَّوُا ٱلصُّعُوبَاتِ.
١٩ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟
١٩ فَرِحَ يَسُوعُ وَٱلْمَلَائِكَةُ عِنْدَمَا خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ. لٰكِنَّهُمْ سَيَفْرَحُونَ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ حِينَ تَمْتَلِئُ بِأَشْخَاصٍ كَامِلِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ وَيَخْدُمُونَهُ. تَخَيَّلْ أَيْضًا فَرْحَةَ ٱلَّذِينَ ٱخْتَارَهُمْ يَهْوَهُ لِيَحْكُمُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ ٱلْبَشَرَ يَسْتَفِيدُونَ مِنْ عَمَلِهِمْ. (رؤ ٤:٤، ٩-١١؛ ٥:٩، ١٠) تَخَيَّلْ حَيَاتَنَا بِلَا وَجَعٍ وَلَا مَرَضٍ وَلَا مَوْتٍ، حَيَاةً نَنْسَى فِيهَا دُمُوعَ ٱلْحُزْنِ وَلَا نَبْكِي إِلَّا مِنَ ٱلْفَرَحِ. (رؤ ٢١:٤) وَإِلَى أَنْ يَأْتِيَ هٰذَا ٱلْوَقْتُ، صَمِّمْ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِأَبِيكَ ٱلْمُحِبِّ وَٱلْحَكِيمِ وَٱلصَّبُورِ. وَهٰكَذَا تَبْقَى فَرِحًا مَهْمَا عَانَيْتَ مِنْ مَشَاكِلَ. (يع ١:٢-٤) كَمْ نَشْكُرُ يَهْوَهَ عَلَى وَعْدِهِ: «سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ»! — اع ٢٤:١٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤١ مُعْجِزَةُ ٱلْحَيَاةِ
a يَهْوَهُ أَبٌ مُحِبٌّ وَحَكِيمٌ وَصَبُورٌ. وَهٰذَا يَظْهَرُ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي خَلَقَ بِهَا ٱلْأَشْيَاءَ وَفِي وَعْدِهِ بِٱلْقِيَامَةِ. فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُجِيبُ عَنْ أَسْئِلَةٍ حَوْلَ ٱلْقِيَامَةِ، وَسَنَرَى مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَحِكْمَتِهِ وَصَبْرِهِ.
b وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: رَجُلٌ مِنْ سُكَّانِ أَمِيرْكَا ٱلْأَصْلِيِّينَ مَاتَ مِنْ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ يَقُومُ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. أَخٌ نَجَا مِنْ هَرْمَجَدُّونَ يُعَلِّمُ هٰذَا ٱلرَّجُلَ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ لِيَسْتَفِيدَ مِنْ فِدْيَةِ ٱلْمَسِيحِ.
c وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أَخٌ يُخْبِرُ مُدِيرَهُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ سَاعَاتٍ إِضَافِيَّةً فِي عِدَّةِ أَيَّامٍ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ. وَيُوضِحُ لَهُ أَنَّهُ يُخَصِّصُ هٰذَا ٱلْوَقْتَ لِنَشَاطَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِعِبَادَتِهِ لِيَهْوَهَ. لٰكِنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَعْمَلَ فِي أَوْقَاتٍ أُخْرَى إِذَا كَانَ ٱلْأَمْرُ طَارِئًا.