الفصل ٢١
مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يَقْضِي عَلَى أَعْدَائِهِ
١، ٢ (أ) أَيَّةُ بَرَاهِينَ تُظْهِرُ أَنَّ مَلِكَنَا يَحْكُمُ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤؟ (ب) مَاذَا نَتَفَحَّصُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
أَوَلَمْ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا بَعْدَمَا ٱسْتَعْرَضْنَا إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي حَقَّقَهَا وَسْطَ أَعْدَائِهِ؟! (مز ١١٠:٢) فَقَدْ حَشَدَ مَلِكُنَا جَيْشًا مِنَ ٱلْمُبَشِّرِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ. كَمَا طَهَّرَ وَمَحَّصَ أَتْبَاعَهُ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا. وَرَغْمَ كَافَّةِ جُهُودِ أَعْدَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى تَقْسِيمِنَا، تَجْمَعُ بَيْنَنَا ٱلْيَوْمَ وَحْدَةٌ عَالَمِيَّةٌ. وَهٰذِهِ لَيْسَتْ سِوَى عَيِّنَةٍ مِنْ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا، إِنْجَازَاتٍ تُشَكِّلُ بَرَاهِينَ قَاطِعَةً تُؤَكِّدُ أَنَّ مَلِكَنَا يَحْكُمُ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤ وَسْطَ أَعْدَاءِ مَلَكُوتِهِ.
٢ وَهَلِ ٱنْتَهَتْ بِذٰلِكَ إِنْجَازَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلرَّائِعَةُ؟ كَلَّا. فَهُوَ ‹سَيَأْتِي› فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ ‹لِيَسْحَقَ وَيُفْنِيَ› أَعْدَاءَهُ. (مت ٦:١٠؛ دا ٢:٤٤) غَيْرَ أَنَّ أَحْدَاثًا بَارِزَةً أُخْرَى سَتَقَعُ قَبْلَ حُلُولِ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ. عَمَّ نَتَكَلَّمُ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي عَدَدٍ مِنْ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِنَتَفَحَّصْ بَعْضًا مِنْهَا فَنَرَى أَيَّةُ أَحْدَاثٍ لَا تَزَالُ بِٱنْتِظَارِنَا.
حَدَثٌ يُنْذِرُ ‹بِهَلَاكٍ مُفَاجِئٍ›
٣ مَا أَوَّلُ حَدَثٍ نَنْتَظِرُهُ؟
٣ إِعْلَانُ ٱلسَّلَامِ. فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ أَوَّلِ حَدَثٍ نَنْتَظِرُهُ. (اقرأ ١ تسالونيكي ٥:٢، ٣.) فَفِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنْ «يَوْمِ يَهْوَهَ» ٱلَّذِي يَبْدَأُ بِهُجُومٍ عَلَى «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»، ذَكَرَ أَنَّ ٱلْأُمَمَ سَتُنَادِي «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!» قُبَيْلَ بِدَايَةِ هٰذَا ٱلْيَوْمِ. (رؤ ١٧:٥) وَهٰذِهِ ٱلْعِبَارَةُ تُشِيرُ إِمَّا إِلَى إِعْلَانٍ وَاحِدٍ أَوْ سِلْسِلَةِ تَصْرِيحَاتٍ بَارِزَةٍ. وَهَلْ يَكُونُ لِلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ أَيُّ دَخْلٍ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ؟ هٰذَا أَمْرٌ وَارِدٌ. فَبِمَا أَنَّهُمْ جُزْءٌ مِنَ ٱلْعَالَمِ، فَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى ٱلْأُمَمِ قَائِلِينَ: «سَلَامٌ!». (ار ٦:١٤؛ ٢٣:١٦، ١٧؛ رؤ ١٧:١، ٢) وَإِعْلَانُ ‹ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ› هٰذَا هُوَ بِمَثَابَةِ إِنْذَارٍ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ مُوشِكٌ أَنْ يَبْدَأَ. إِذَّاكَ لَنْ «يُفْلِتَ» أَيٌّ مِنْ أَعْدَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنَ ٱلْعِقَابِ.
٤ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ فَهْمِ نُبُوَّةِ بُولُسَ عَنْ إِعْلَانِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ؟
٤ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ فَهْمِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ؟ كَتَبَ بُولُسُ: «لَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ كَمَا يُدْرِكُ ٱلسَّارِقِينَ». (١ تس ٥:٣، ٤) فَبِخِلَافِ عُمُومِ ٱلنَّاسِ، نَحْنُ نُمَيِّزُ إِلَامَ سَتُؤَدِّي ٱلْأَحْدَاثُ ٱلرَّاهِنَةُ. مَعَ ذٰلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَظِرَ وَنَرَى ٱلْمُسْتَجِدَّاتِ عَلَى ٱلسَّاحَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ حَتَّى نَعْرِفَ كَيْفَ سَتَتِمُّ بِٱلضَّبْطِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ عَنِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ. لِذَا «لِنَبْقَ مُسْتَيْقِظِينَ وَوَاعِينَ» مُرَاقِبِينَ مَا سَيَحْدُثُ. — ١ تس ٥:٦؛ صف ٣:٨.
بِدَايَةُ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ
٥ مَا ٱلْمَرْحَلَةُ ٱلْأُولَى مِنَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›؟
٥ اَلْهُجُومُ عَلَى ٱلدِّينِ. لَاحِظْ مُجَدَّدًا مَا ذَكَرَهُ بُولُسُ: «حِينَ يَقُولُونَ: ‹سَلَامٌ وَأَمْنٌ!›، حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمْ سَرِيعًا هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ». فَكَمَا يُدَوِّي ٱلرَّعْدُ مُبَاشَرَةً بَعْدَ وَمِيضِ ٱلْبَرْقِ، كَذٰلِكَ يَأْتِي «هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ» فَوْرَ إِعْلَانِ ‹ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ›. وَمَنْ سَيَهْلِكُ آنَذَاكَ؟ أَوَّلُ ٱلْهَالِكِينَ هِيَ «بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ»، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، ٱلَّتِي تُدْعَى أَيْضًا «ٱلْعَاهِرَةَ». (رؤ ١٧:٥، ٦، ١٥) وَدَمَارُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَسَائِرِ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ يُشَكِّلُ ٱلْمَرْحَلَةَ ٱلْأُولَى مِنَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›. (مت ٢٤:٢١؛ ٢ تس ٢:٨) وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَثِيرِينَ سَيَتَفَاجَأُونَ بِهٰذَا ٱلْحَدَثِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلْعَاهِرَةَ سَتَظَلُّ تَظُنُّ نَفْسَهَا حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ‹مَلِكَةً . . . لَنْ تَرَى نَوْحًا أَبَدًا›. فَإِذَا بِهَا تَكْتَشِفُ فَجْأَةً أَنَّهَا وَضَعَتْ ثِقَتَهَا فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا! وَسُقُوطُهَا هٰذَا سَيَكُونُ سَرِيعًا كَمَا لَوْ أَنَّهُ «فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ». — رؤ ١٨:٧، ٨.
٦ مَا هُوِيَّةُ مُنَفِّذِ ٱلْهُجُومِ عَلَى «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»؟
٦ وَهَلْ نَعْرِفُ هُوِيَّةَ مُنَفِّذِ ٱلْهُجُومِ عَلَى «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»؟ نَعَمْ. إِنَّهُ «وَحْشٌ» لَهُ «عَشَرَةُ قُرُونٍ». وَسِفْرُ ٱلرُّؤْيَا يُشِيرُ أَنَّ هٰذَا ٱلْوَحْشَ هُوَ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. أَمَّا ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ فَتَرْمُزُ إِلَى كَافَّةِ ٱلْقِوَى ٱلسِّيَاسِيَّةِ فِي أَيَّامِنَا ٱلَّتِي تَدْعَمُ هٰذَا ‹ٱلْوَحْشَ ٱلْقِرْمِزِيَّ ٱللَّوْنِ›. (رؤ ١٧:٣، ٥، ١١، ١٢) وَٱلضَّرْبَةُ ٱلْمُوَجَّهَةُ إِلَى ٱلْعَاهِرَةِ سَتَكُونُ قَاضِيَةً، إِذْ إِنَّ ٱلدُّوَلَ ٱلْأَعْضَاءَ فِي ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ سَيَنْهَبُونَ ثَرَاءَهَا وَيَلْتَهِمُونَهَا «وَيُحْرِقُونَهَا كَامِلًا». — اقرإ الرؤيا ١٧:١٦.a
٧ كَيْفَ تَمَّتْ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:٢١، ٢٢ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ، وَكَيْفَ تَتِمُّ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
٧ تَقْصِيرُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ. كَشَفَ مَلِكُنَا مَاذَا سَيَحْدُثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَرْحَلَةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. قَالَ: «لِأَجْلِ ٱلْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ». (اقرأ متى ٢٤:٢١، ٢٢.) تَمَّتْ كَلِمَاتُ يَسُوعَ عَلَى نِطَاقٍ ضَيِّقٍ عَامَ ٦٦ بم حِينَ «قَصَّرَ» يَهْوَهُ هُجُومَ ٱلْجَيْشِ ٱلرُّومَانِيِّ عَلَى أُورُشَلِيمَ. (مر ١٣:٢٠) وَهٰكَذَا أُتِيحَ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ أَنْ يَخْلُصُوا. فَمَاذَا سَيَحْصُلُ إِذًا عَلَى نِطَاقٍ عَالَمِيٍّ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَادِمِ؟ سَوْفَ «يُقَصِّرُ» يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ مَلِكِنَا هُجُومَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ عَلَى ٱلدِّينِ بِحَيْثُ لَا يُدَمَّرُ ٱلدِّينُ ٱلْحَقُّ مَعَ ٱلْبَاطِلِ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ يَنْجُو ٱلدِّينُ ٱلْحَقُّ ٱلْوَحِيدُ فِي حِينِ تَزُولُ جَمِيعُ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ. (مز ٩٦:٥) لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي تَتْلُو هٰذَا ٱلْجُزْءَ مِنَ ٱلضِّيقِ.
تَطَوُّرَاتٌ تَتَوَالَى قَبْلَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ
٨، ٩ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ٱلظَّوَاهِرُ ٱلَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا يَسُوعُ، وَمَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ تِجَاهَهَا؟
٨ تُشِيرُ نُبُوَّةُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ إِلَى عِدَّةِ تَطَوُّرَاتٍ بَارِزَةٍ تَقَعُ قُبَيْلَ هَرْمَجِدُّونَ. وَٱلْحَدَثَانِ ٱلْأَوَّلَانِ ٱللَّذَانِ نُنَاقِشُهُمَا فِي مَا يَلِي مَذْكُورَانِ فِي أَنَاجِيلِ مَتَّى وَمَرْقُسَ وَلُوقَا. — اقرأ متى ٢٤:٢٩-٣١؛ مر ١٣:٢٣-٢٧؛ لو ٢١:٢٥-٢٨.
٩ اَلظَّوَاهِرُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ. أَنْبَأَ يَسُوعُ: «تُظْلِمُ ٱلشَّمْسُ، وَلَا يُعْطِي ٱلْقَمَرُ نُورَهُ، وَتَسْقُطُ ٱلنُّجُومُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ». طَبْعًا لَنْ يَعْتَبِرَ أَحَدٌ فِي مَا بَعْدُ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ أَنْوَارًا يَسْتَرْشِدُونَ بِهَا. وَلٰكِنْ هَلْ قَصَدَ يَسُوعُ بِكَلِمَاتِهِ أَيْضًا ظَوَاهِرَ خَارِقَةً تُرَى فِعْلِيًّا فِي ٱلسَّمَاءِ؟ يَجُوزُ ذٰلِكَ. (اش ١٣:٩-١١؛ يوء ٢:١، ٣٠، ٣١) وَمَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ حِينَ يَرَوْنَ إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ؟ سَيَسْتَوْلِي عَلَيْهِمْ «كَرْبٌ» إِذْ ‹لَا يَدْرُونَ أَيْنَ ٱلْمَنْفَذُ›. (لو ٢١:٢٥؛ صف ١:١٧) فَأَعْدَاءُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ جَمِيعًا، مِنَ ‹ٱلْمُلُوكِ إِلَى ٱلْعَبِيدِ›، «يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي» وَيَفِرُّونَ طَلَبًا لِلسُّتْرَةِ. غَيْرَ أَنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا أَيَّ مَخْبَإٍ قَادِرٍ أَنْ يَقِيَهِمْ مِنْ سُخْطِ مَلِكِنَا. — لو ٢١:٢٦؛ ٢٣:٣٠؛ رؤ ٦:١٥-١٧.
١٠ أَيُّ فَرْزٍ سَيَقُومُ بِهِ يَسُوعُ، وَمَا رَدَّةُ فِعْلِ أَتْبَاعِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَأَعْدَائِهِ؟
١٠ فَرْزُ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ. فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ، سَيَشْهَدُ أَعْدَاءُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ جَمِيعًا غَصْبًا عَنْهُمْ حَدَثًا سَيُضَاعِفُ عَذَابَاتِهِمْ. ذَكَرَ يَسُوعُ: «وَيَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي ٱلسُّحُبِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمَيْنِ». (مر ١٣:٢٦) إِنَّ عَرْضَ ٱلْقُوَّةِ ٱلْخَارِقَ هٰذَا سَيَخْدُمُ مُؤَشِّرًا أَنَّ يَسُوعَ أَتَى لِيَفْرِزَ ٱلْبَشَرَ. وَفِي جُزْءٍ آخَرَ مِنَ ٱلنُّبُوَّةِ نَفْسِهَا عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يُقَدِّمُ يَسُوعُ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةً عَنْ هٰذَا ٱلْفَرْزِ. فَفِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ، يُخْبِرُنَا مَا مَصِيرُ أَتْبَاعِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ جِهَةٍ وَأَعْدَائِهِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى. (اقرأ متى ٢٥:٣١-٣٣، ٤٦.) فَأَتْبَاعُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءُ سَيُفْرَزُونَ بِصِفَتِهِمْ ‹خِرَافًا›. ‹فَيَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ› عِنْدَئِذٍ إِذْ يُدْرِكُونَ أَنَّ ‹نَجَاتَهُمْ تَقْتَرِبُ›. (لو ٢١:٢٨) بِٱلْمُقَابِلِ سَيُدَانُ أَعْدَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ بِوَصْفِهِمْ «جِدَاءً»، ‹فَيَلْطِمُونَ صُدُورَهُمْ حُزْنًا› إِذْ يَسْتَوْعِبُونَ أَنَّهُمْ مَاضُونَ إِلَى «قَطْعٍ أَبَدِيٍّ». — مت ٢٤:٣٠؛ رؤ ١:٧.
١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا فِيمَا نَتَنَاوَلُ ٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُرْتَقَبَةِ؟
١١ وَبَعْدَمَا يَفْرِزُ يَسُوعُ «كُلَّ ٱلْأُمَمِ»، يَبْقَى عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلْمُرْتَقَبَةِ قَبْلَ بِدَايَةِ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ. (مت ٢٥:٣٢) لِنَتَنَاوَلِ ٱلْآنَ ٱثْنَيْنِ مِنْهَا، تَحْدِيدًا هُجُومَ جُوجٍ وَتَجْمِيعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ لَا تَكْشِفُ بِٱلضَّبْطِ عَنْ زَمَنِ وُقُوعِهِمَا. وَعَلَى مَا يَبْدُو، مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ يَتَدَاخَلَ هٰذَانِ ٱلْحَدَثَانِ إِلَى حَدٍّ مَا.
١٢ أَيُّ هُجُومٍ شَامِلٍ سَيَشُنُّهُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلْمَلَكُوتِ؟
١٢ هُجُومٌ شَامِلٌ. سَيَنْقَضُّ جُوجٌ ٱلْمَاجُوجِيُّ عَلَى ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ وَرِفَاقِهِمْ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ. (اقرأ حزقيال ٣٨:٢، ١١.) وَهٰذَا ٱلِٱعْتِدَاءُ عَلَى حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي سَبَقَ وَتَأَسَّسَ عَامَ ١٩١٤ سَيَكُونُ مَعْرَكَةَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَخِيرَةَ فِي ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي يَشُنُّهَا عَلَى ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ مُنْذُ طَرْدِهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. (رؤ ١٢:٧-٩، ١٧) فَهُوَ حَاوَلَ قَبْلًا أَنْ يَقْضِيَ عَلَى ٱزْدِهَارِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ، خُصُوصًا مُنْذُ بِدَايَةِ تَجْمِيعِهِمْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُسْتَرَدَّةِ. إِلَّا أَنَّ مُحَاوَلَاتِهِ كُلَّهَا بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ. (مت ١٣:٣٠) لِذَا بَعْدَمَا تَزُولُ كُلُّ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ وَيَبْقَى شَعْبُ ٱللّٰهِ كَأَنَّمَا «بِلَا سُورٍ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَزَالِيجُ وَلَا مَصَارِيعُ»، يَرَى ٱلشَّيْطَانُ فِي هٰذَا ٱلْوَضْعِ فُرْصَتَهُ ٱلذَّهَبِيَّةَ. فَيُحَرِّضُ مُنَاصِرِيهِ أَنْ يَشُنُّوا هُجُومًا شَامِلًا عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَلَكُوتِ.
١٣ كَيْفَ سَيَتَدَخَّلُ يَهْوَهُ لِمَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ؟
١٣ يَصِفُ حَزْقِيَالُ مَا يَحْصُلُ تَالِيًا. فَيُخَاطِبُ جُوجًا قَائِلًا: «تَأْتِي مِنْ مَكَانِكَ، مِنْ أَقَاصِي ٱلشَّمَالِ، أَنْتَ وَشُعُوبٌ كَثِيرَةٌ مَعَكَ، كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ خَيْلًا، جَمَاعَةٌ عَظِيمَةٌ وَجَيْشٌ كَثِيرٌ. وَتَصْعَدُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ كَسَحَابٍ يُغَطِّي ٱلْأَرْضَ». (حز ٣٨:١٥، ١٦) وَكَيْفَ يَرُدُّ يَهْوَهُ عَلَى هٰذَا ٱلْهُجُومِ ٱلْمُدَمِّرِ فِي ٱلظَّاهِرِ؟ يَقُولُ: «سُخْطِي يَصْعَدُ إِلَى أَنْفِي . . . وَأَسْتَدْعِي ٱلسَّيْفَ». (حز ٣٨:١٨، ٢١؛ اقرأ زكريا ٢:٨.) وَعَلَيْهِ، سَيَتَدَخَّلُ يَهْوَهُ لِمَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَتَدَخُّلُهُ هٰذَا يَتَلَخَّصُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ: هَرْمَجِدُّونَ!
١٤، ١٥ أَيُّ حَدَثٍ آخَرَ سَيَقَعُ فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ بِدَايَةِ هُجُومِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشَّامِلِ؟
١٤ قَبْلَ أَنْ نَنْتَقِلَ لِنَتَفَحَّصَ كَيْفَ سَيُدَافِعُ يَهْوَهُ عَنْ شَعْبِهِ خِلَالَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ، لِنَتَرَيَّثْ قَلِيلًا وَلْنَتَنَاوَلِ ٱلْحَدَثَ ٱلثَّانِيَ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهِ فِي ٱلْفِقْرَةِ ١١، أَلَا وَهُوَ تَجْمِيعُ آخِرِ أَعْضَاءِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ. وَهٰذَا ٱلْحَدَثُ سَيَقَعُ فِي وَقْتٍ مَا بَيْنَ بِدَايَةِ هُجُومِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشَّامِلِ وَتَدَخُّلِ يَهْوَهَ فِي هَرْمَجِدُّونَ.
١٥ تَجْمِيعُ ٱلْمَمْسُوحِينَ. سَجَّلَ مَتَّى وَمَرْقُسُ كِلَاهُمَا كَلِمَاتِ يَسُوعَ عَنِ ‹ٱلْمُخْتَارِينَ›، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنْ سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ تَسْبِقُ ٱنْدِلَاعَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.) أَنْبَأَ يَسُوعُ عَمَّا سَيَفْعَلُهُ خِلَالَ مُلْكِهِ: «يُرْسِلُ بَعْدَ ذٰلِكَ ٱلْمَلَائِكَةَ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ، مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَى ٱلسَّمَاءِ». (مر ١٣:٢٧؛ مت ٢٤:٣١) فَعَنْ أَيِّ تَجْمِيعٍ تَحَدَّثَ يَسُوعُ؟ لَمْ يَكُنْ يَقْصِدُ بِكَلَامِهِ خَتْمَ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلنِّهَائِيَّ ٱلَّذِي يَحْدُثُ قُبَيْلَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. (رؤ ٧:١-٣) بَلْ كَانَ يَتَطَرَّقُ إِلَى حَدَثٍ سَيَقَعُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَادِمِ. وَعَلَيْهِ، يَبْدُو أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَيُجْمَعُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ بِدَايَةِ هُجُومِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشَّامِلِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ.
١٦ كَيْفَ يَشْتَرِكُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمُقَامُونَ فِي حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ؟
١٦ وَمَا عَلَاقَةُ تَجْمِيعِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ بِٱلْحَدَثِ ٱلتَّالِي، أَيْ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ؟ يَدُلُّ تَوْقِيتُ ٱلتَّجْمِيعِ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ كُلَّهُمْ سَيَكُونُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ بِدَايَةِ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ. وَهُنَاكَ سَيُمْنَحُ ٱلْحُكَّامُ ٱلْمُعَاوِنُونَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ ٱلسُّلْطَةَ لِيَشْتَرِكُوا مَعَ يَسُوعَ فِي إِهْلَاكِ كُلِّ أَعْدَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ «بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ». (رؤ ٢:٢٦، ٢٧) إِذَّاكَ سَيَتْبَعُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمُقَامُونَ وَٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْقَدِيرُونَ ٱلْمَلِكَ ٱلْمُحَارِبَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ فِيمَا يَنْطَلِقُ لِمُوَاجَهَةِ «جَيْشٍ كَثِيرٍ» مِنَ ٱلْأَعْدَاءِ ٱلَّذِينَ يُحَاوِطُونَ شَعْبَ يَهْوَهَ. (حز ٣٨:١٥) وَمَعَ وُقُوعِ هٰذِهِ ٱلْمُوَاجَهَةِ ٱلْعَنِيفَةِ تَنْدَلِعُ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ. — رؤ ١٦:١٦.
خَاتِمَةُ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ
١٧ مَا مَصِيرُ «ٱلْجِدَاءِ» خِلَالَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ؟
١٧ تَنْفِيذُ ٱلدَّيْنُونَةِ. تُشَكِّلُ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ خَاتِمَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، سَيَتَوَلَّى يَسُوعُ مُهِمَّةً إِضَافِيَّةً. فَبَعْدَمَا يَدِينُ «كُلَّ ٱلْأُمَمِ»، يَحِينُ ٱلْوَقْتُ كَيْ يُنَفِّذَ دَيْنُونَتَهُ. (مت ٢٥:٣٢، ٣٣) فَمَلِكُنَا سَوْفَ «يَضْرِبَ . . . ٱلْأُمَمَ» مُسْتَخْدِمًا ‹سَيْفًا طَوِيلًا مَاضِيًا›، أَيْ أَنَّهُ سَيُهْلِكُ ٱلَّذِينَ أَدَانَهُمْ سَابِقًا بِوَصْفِهِمْ «جِدَاءً». فَيَذْهَبُ هٰؤُلَاءِ جَمِيعًا، ‹مُلُوكًا› كَانُوا أَمْ ‹عَبِيدًا›، «إِلَى قَطْعٍ أَبَدِيٍّ». — رؤ ١٩:١٥، ١٨؛ مت ٢٥:٤٦.
١٨ (أ) كَيْفَ تَنْقَلِبُ حَالُ «ٱلْخِرَافِ»؟ (ب) كَيْفَ يُتِمُّ يَسُوعُ ٱنْتِصَارَهُ؟
١٨ وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي مَنِ ٱعْتَبَرَهُمْ يَسُوعُ ‹خِرَافًا›؟ لَقَدِ ٱنْقَلَبَتْ حَالُهُمْ مِئَةً وَثَمَانِينَ دَرَجَةً! فَهٰذَا ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› كَادَ أَنْ يُسْحَقَ تَحْتَ أَقْدَامِ جَيْشِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْجَرَّارِ. وَلٰكِنْ هَا هُمُ ٱلْآنَ، هٰؤُلَاءِ «ٱلْخِرَافُ» ٱلْعَاجِزُونَ فِي ٱلظَّاهِرِ، يَنْجُونَ مِنْ هُجُومِ «ٱلْجِدَاءِ» ثُمَّ «يَأْتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». (رؤ ٧:٩، ١٤) وَحِينَ يَهْزِمُ يَسُوعُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ ٱلْمُعَادِينَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيُهْلِكُهُمْ، سَيَطْرَحُ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ حَيْثُ سَيَخْتَبِرُونَ حَالَةً مِنَ ٱلْخُمُولِ شَبِيهَةً بِٱلْمَوْتِ مُدَّةَ أَلْفِ سَنَةٍ. — اقرإ الرؤيا ٦:٢؛ ٢٠:١-٣.
كَيْفَ نَسْتَعِدُّ لِمَا يَنْتَظِرُنَا؟
١٩، ٢٠ كَيْفَ نُطَبِّقُ مَغْزَى ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي إِشَعْيَا ٢٦:٢٠ وَ ٣٠:٢١؟
١٩ كَيْفَ نَسْتَعِدُّ لِمَا يَنْتَظِرُنَا مِنْ أَحْدَاثٍ سَتَهُزُّ ٱلْمَسْكُونَةَ بِأَسْرِهَا؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَاتٍ وَرَدَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ قَرِيبَةٍ. فَفِي حَدِيثِهَا عَنْ نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ: «تَعْتَمِدُ ٱلنَّجَاةُ عَلَى ٱلطَّاعَةِ». وَكَيْفَ تَوَصَّلَتْ إِلَى هٰذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجِ؟ تَذَكَّرِ ٱلتَّحْذِيرَ ٱلَّذِي وَجَّهَهُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْيَهُودِ ٱلْأَسْرَى ٱلْعَائِشِينَ فِي بَابِلَ ٱلْقَدِيمَةِ. فَبَعْدَمَا أَنْبَأَ بِغَزْوِهَا، ذَكَرَ مَاذَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ ٱسْتِعْدَادًا لِهٰذَا ٱلْحَدَثِ. قَالَ: «هَلُمَّ يَا شَعْبِي ٱدْخُلْ مَخَادِعَكَ، وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ وَرَاءَكَ. اِخْتَبِئْ لَحْظَةً إِلَى أَنْ تَعْبُرَ ٱلْإِدَانَةُ». (اش ٢٦:٢٠) هَلْ لَاحَظْتَ سِلْسِلَةَ ٱلْأَوَامِرِ ٱلَّتِي وَجَّهَهَا يَهْوَهُ إِلَى شَعْبِهِ: «هَلُمَّ»، «ٱدْخُلْ»، «أَغْلِقْ»، وَ «ٱخْتَبِئْ»؟ إِنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَثَلُوا لِهٰذِهِ ٱلْأَوَامِرِ لَزِمُوا مَنَازِلَهُمْ، فَبَقُوا فِي مَأْمَنٍ مِنَ ٱلْغُزَاةِ ٱلْمُنْتَشِرِينَ فِي ٱلشَّوَارِعِ. خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ: اِعْتَمَدَتْ نَجَاةُ شَعْبِ يَهْوَهَ عَلَى إِطَاعَتِهِمْ إِرْشَادَاتِهِ.b
٢٠ وَعَلَى غِرَارِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا، تَعْتَمِدُ نَجَاتُنَا مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُقْبِلَةِ عَلَى إِطَاعَتِنَا إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ. (اش ٣٠:٢١) وَإِرْشَادَاتٌ كَهٰذِهِ تَأْتِينَا مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَلْنَعْتَدْ إِذًا أَنْ نُطِيعَ تَعْلِيمَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ طَاعَةً قَلْبِيَّةً. (١ يو ٥:٣) وَإِذَا فَعَلْنَا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ، نُسَهِّلُ عَلَيْنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ أَنْ نُطِيعَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ، فَنَنْعَمُ بِحِمَايَةِ أَبِينَا يَهْوَهَ وَمَلِكِنَا يَسُوعَ. (صف ٢:٣) وَبِفَضْلِ هٰذِهِ ٱلْحِمَايَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ، سَنَشْهَدُ بِأُمِّ عَيْنِنَا كَيْفَ سَيَمْحُو مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ أَعْدَاءَهُ عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهِمْ. أَوَلَا تَتُوقُ أَنْ تَعِيشَ هٰذَا ٱلْحَدَثَ ٱلِٱسْتِثْنَائِيَّ؟!
a مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يُشِيرَ دَمَارُ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ» بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ إِلَى دَمَارِ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ، لَا إِلَى إِبَادَةِ ٱلْمُتَدَيِّنِينَ إِبَادَةً جَمَاعِيَّةً. وَعَلَيْهِ، سَيَنْجُو مُعْظَمُ ٱلْمُنْتَسِبِينَ ٱلسَّابِقِينَ إِلَى بَابِلَ مِنْ دَمَارِهَا، ثُمَّ سَيُحَاوِلُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ يَنْأَوْا بِأَنْفُسِهِمْ عَنِ ٱلدِّينِ، أَقَلُّهُ فِي ٱلظَّاهِرِ، حَسْبَمَا تُشِيرُ زَكَرِيَّا ١٣:٤-٦.
b لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، رَاجِعْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا — نُورٌ لِكُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ١، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٢٨٢-٢٨٣.