دُرُوسٌ مِنْ رُؤَى زَكَرِيَّا
«اِرْجِعُوا إِلَيَّ . . . فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ». — زك ١:٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢٠، ١١٧
١-٣ (أ) كَيْفَ كَانَ وَضْعُ شَعْبِ يَهْوَهَ حِينَ بَدَأَ زَكَرِيَّا يَتَنَبَّأُ؟ (ب) لِمَ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنْ شَعْبِهِ أَنْ ‹يَرْجِعُوا إِلَيْهِ›؟
دَرْجٌ طَائِرٌ، ٱمْرَأَةٌ مَحْبُوسَةٌ فِي سَلَّةٍ، وَٱمْرَأَتَانِ تُحَلِّقَانِ بِأَجْنِحَةٍ كَأَجْنِحَةِ ٱللَّقْلَقِ. مَا هٰذِهِ إِلَّا بَعْضُ ٱلْمَشَاهِدِ ٱلْمُثِيرَةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي سِفْرِ زَكَرِيَّا. (زك ٥:١، ٧-٩) فَلِمَ أَرَاهُ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاهِدَ ٱلْغَرِيبَةَ؟ كَيْفَ كَانَتْ حَالُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَيَّامَ زَكَرِيَّا؟ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ مَا رَآهُ؟
٢ حَمَلَ عَامُ ٥٣٧ قم فَرَحًا عَظِيمًا إِلَى شَعْبِ يَهْوَهَ. فَبَعْدَ ٧٠ سَنَةً فِي ٱلسَّبْيِ، تَحَرَّرُوا أَخِيرًا مِنْ بَابِلَ. وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مُتَحَمِّسِينَ لِيُعِيدُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ وَيَعْبُدُوا يَهْوَهَ هُنَاكَ. وَحِينَ وَضَعُوا أَسَاسَاتِهِ عَامَ ٥٣٦ قم، فَرِحُوا كَثِيرًا وَهَتَفُوا «هُتَافًا عَالِيًا حَتَّى كَانَ ٱلصَّوْتُ يُسْمَعُ مِنْ بَعِيدٍ». (عز ٣:١٠-١٣) وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، ٱشْتَدَّتْ عَلَيْهِمِ ٱلْمُقَاوَمَةُ. فَضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُهُمْ وَتَوَقَّفُوا عَنْ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. وَرَاحُوا يَبْنُونَ بُيُوتَهُمْ وَيَزْرَعُونَ حُقُولَهُمْ. وَبَقِيَ ٱلْوَضْعُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَالِ ١٦ سَنَةً. لِذَا كَانَ ٱلشَّعْبُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُذَكِّرُهُمْ بِأَنْ يَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ، بَدَلَ أَنْ يَسْعَوْا وَرَاءَ مَصَالِحِهِمْ. فَيَهْوَهُ أَرَادَ أَنْ يَعْبُدُوهُ مُجَدَّدًا بِغَيْرَةٍ وَشَجَاعَةٍ.
٣ لِذَا أَرْسَلَ يَهْوَهُ نَبِيَّهُ زَكَرِيَّا عَامَ ٥٢٠ قم لِيُذَكِّرَ شَعْبَهُ لِمَ حَرَّرَهُمْ مِنْ بَابِلَ. وَٱلِٱسْمُ زَكَرِيَّا، ٱلَّذِي يَعْنِي «يَهْوَهُ يَتَذَكَّرُ»، يَلْفِتُ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى حَقِيقَةٍ مُهِمَّةٍ. فَٱللّٰهُ ظَلَّ يَتَذَكَّرُ شَعْبَهُ، مَعَ أَنَّهُمْ نَسُوا مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِهِمْ. (اقرأ زكريا ١:٣، ٤.) وَمِنْ خِلَالِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ، أَكَّدَ يَهْوَهُ لَهُمْ بِمَحَبَّةٍ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُهُمْ عَلَى رَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، حَذَّرَهُمْ أَنَّهُ لَنْ يَقْبَلَ عِبَادَتَهُمْ إِلَّا إِذَا كَانَتْ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ. فَلْنَرَ كَيْفَ شَجَّعَهُمْ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِوَاسِطَةِ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةِ وَٱلسَّابِعَةِ. وَلْنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي دُرُوسٍ تُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ.
يَهْوَهُ يُعَاقِبُ عَلَى ٱلسَّرِقَةِ
٤ مَاذَا شَاهَدَ زَكَرِيَّا فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلسَّادِسَةِ، وَعَلَامَ تَدُلُّ كِتَابَةُ ٱلرِّسَالَةِ عَلَى جِهَتَيِ ٱلدَّرْجِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ ١ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٤ يَبْدَأُ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ مِنْ زَكَرِيَّا بِرُؤْيَا غَرِيبَةٍ. (اقرأ زكريا ٥:١، ٢.) فَٱلنَّبِيُّ يَرَى دَرْجًا طَائِرًا فِي ٱلْهَوَاءِ، طُولُهُ ٩ م وَعَرْضُهُ ٥,٤ م تَقْرِيبًا. وَهُوَ مَفْتُوحٌ وَجَاهِزٌ لِيُقْرَأَ، وَيَتَضَمَّنُ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ مَكْتُوبَةً عَلَيْهِ مِنَ ٱلْجِهَتَيْنِ. (زك ٥:٣) وَبِمَا أَنَّ ٱلنَّاسَ ٱعْتَادُوا أَنْ يَكْتُبُوا عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ، فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلدَّرْجَ يَحْتَوِي عَلَى رِسَالَةٍ مُهِمَّةٍ جِدًّا.
٥، ٦ كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلسَّرِقَةِ بِكُلِّ أَنْوَاعِهَا؟
٥ اقرأ زكريا ٥:٣، ٤. اَلْبَشَرُ جَمِيعًا مَسْؤُولُونَ عَنْ تَصَرُّفَاتِهِمْ أَمَامَ يَهْوَهَ. فَكَمْ بِٱلْأَكْثَرِ شَعْبُهُ! فَهُمْ يَحْمِلُونَ ٱسْمَهُ، وَيَعْرِفُونَ أَنَّ ٱلسَّرِقَةَ بِكُلِّ أَشْكَالِهَا تُهِينُ ‹ٱسْمَ إِلٰهِهِمْ›. (ام ٣٠:٨، ٩) وَمَهْمَا كَانَتْ مُبَرِّرَاتُ ٱلسَّارِقِ أَوْ دَافِعُهُ، فَهُوَ يَضَعُ رَغْبَتَهُ ٱلْجَشِعَةَ قَبْلَ يَهْوَهَ وَٱسْمِهِ وَشَرَائِعِهِ.
٦ وَلٰكِنْ لَاحِظْ أَنَّ زَكَرِيَّا ٥:٣، ٤ تَقُولُ إِنَّ «ٱللَّعْنَةَ . . . تَدْخُلُ بَيْتَ ٱلسَّارِقِ . . . وَتَبِيتُ فِي وَسَطِ بَيْتِهِ وَتُفْنِيهِ». فَمَا مِنْ عَائِقٍ يَقِفُ فِي طَرِيقِ دَيْنُونَةِ يَهْوَهَ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَيُّ خَاطِئٍ بَيْنَ شَعْبِهِ أَنْ يَخْتَبِئَ مِنْهَا. حَتَّى لَوْ أَخْفَى ٱلسَّارِقُ فِعْلَتَهُ عَنِ ٱلشُّرْطَةِ أَوْ مُدِيرِهِ أَوِ شُيُوخِ جَمَاعَتِهِ أَوْ وَالِدَيْهِ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْفِيَهَا عَنِ ٱللّٰهِ. فَيَهْوَهُ يُؤَكِّدُ أَنَّ كُلَّ سَرِقَةٍ سَتُكْشَفُ حَتْمًا. (عب ٤:١٣) فَكَمْ يَسُرُّنَا أَنْ نُعَاشِرَ أَشْخَاصًا يَجْتَهِدُونَ لِيَكُونُوا أُمَنَاءَ «فِي كُلِّ شَيْءٍ»! — عب ١٣:١٨.
٧ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ لَعْنَةَ ٱلدَّرْجِ ٱلطَّائِرِ، أَيْ دَيْنُونَةَ يَهْوَهَ؟
٧ إِنَّ كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلسَّرِقَةِ تُهِينُ يَهْوَهَ. أَمَّا حِينَ نَعِيشُ بِحَسَبِ مَبَادِئِهِ ٱلسَّامِيَةِ، فَنُمَجِّدُ ٱسْمَهُ بِسُلُوكِنَا. وَهٰكَذَا لَا نَنَالُ دَيْنُونَةَ ٱلَّذِينَ يَكْسِرُونَ شَرَائِعَهُ عَنْ قَصْدٍ.
أَوْفِ نُذُورَكَ «يَوْمًا فَيَوْمًا»
٨-١٠ (أ) مَا هُوَ ٱلْحَلْفُ؟ (ب) أَيُّ حَلْفٍ نَقَضَهُ ٱلْمَلِكُ صِدْقِيَّا؟
٨ يَحْمِلُ ٱلدَّرْجُ ٱلطَّائِرُ أَيْضًا تَحْذِيرًا لِلَّذِينَ ‹يَحْلِفُونَ بِٱسْمِ ٱللّٰهِ زُورًا›. (زك ٥:٤) وَٱلْحَلْفُ يَعْنِي أَنْ يُقْسِمَ ٱلشَّخْصُ لِيَشْهَدَ عَلَى صِحَّةِ وَاقِعٍ مُعَيَّنٍ، أَوْ أَنْ يَعِدَ بِتَنْفِيذِ أَمْرٍ مَا أَوْ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْهُ.
٩ وَٱلْحَلْفُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ مَسْأَلَةٌ خَطِيرَةٌ جِدًّا. لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ صِدْقِيَّا، آخِرِ مَلِكٍ حَكَمَ فِي أُورُشَلِيمَ. فَقَدْ حَلَفَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ أَنْ يَخْضَعَ لِمَلِكِ بَابِلَ، لٰكِنَّهُ لَمْ يُتَمِّمْ وَعْدَهُ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ أَدَانَ يَهْوَهُ صِدْقِيَّا قَائِلًا: «مَنِ ٱحْتَقَرَ قَسَمَهُ وَنَقَضَ عَهْدَهُ، فِي ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ فِي وَسَطِ بَابِلَ يَمُوتُ». — حز ١٧:١٦.
١٠ فَبِمَا أَنَّ صِدْقِيَّا حَلَفَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ، كَانَ مَسْؤُولًا أَمَامَهُ أَنْ يَفِيَ بِوَعْدِهِ. (٢ اخ ٣٦:١٣) إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَلْتَزِمْ بِكَلَامِهِ، وَٱسْتَنْجَدَ بِمِصْرَ فِي مُحَاوَلَةٍ فَاشِلَةٍ لِلتَّحَرُّرِ مِنْ بَابِلَ. — حز ١٧:١١-١٥، ١٧، ١٨.
١١، ١٢ (أ) مَا أَهَمُّ وَعْدٍ نَقْطَعُهُ؟ (ب) كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱنْتِذَارُنَا عَلَى حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟
١١ يَسْمَعُ يَهْوَهُ وُعُودَنَا نَحْنُ أَيْضًا، وَهِيَ مُهِمَّةٌ فِي نَظَرِهِ. لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفِيَ بِهَا لِكَيْ نُرْضِيَهُ. (مز ٧٦:١١) وَأَهَمُّ وَعْدٍ نَقْطَعُهُ هُوَ ٱنْتِذَارُنَا لِيَهْوَهَ، أَيِ ٱلْوَعْدُ بِأَنْ نَخْدُمَهُ مَهْمَا حَدَثَ فِي حَيَاتِنَا.
١٢ وَكَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا مُلْتَزِمُونَ بِٱنْتِذَارِنَا؟ مِنْ خِلَالِ مَوَاقِفِنَا فِي ٱلتَّجَارِبِ ٱلصَّغِيرَةِ وَٱلْكَبِيرَةِ. فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، نُظْهِرُ أَنَّنَا لَا نَسْتَخِفُّ بِوَعْدِنَا أَنْ نُمَجِّدَ يَهْوَهَ «يَوْمًا فَيَوْمًا». (مز ٦١:٨) مَثَلًا، مَاذَا لَوْ غَازَلَنَا شَخْصٌ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ مَكَانِ ٱلْعَمَلِ؟ هَلْ نَصُدُّ مُحَاوَلَاتِهِ، وَنُظْهِرُ بِٱلتَّالِي أَنَّنَا ‹نُسَرُّ بِطُرُقِ› يَهْوَهَ؟ (ام ٢٣:٢٦) وَمَاذَا لَوْ كُنَّا ٱلْوَحِيدِينَ مِنْ عَائِلَتِنَا فِي ٱلْحَقِّ؟ هَلْ نَطْلُبُ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ لِنَعْكِسَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ دَائِمًا؟ وَمَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا، فَهَلْ نَشْكُرُ يَهْوَهَ يَوْمِيًّا عَلَى مَحَبَّتِهِ وَإِرْشَادِهِ؟ وَهَلْ نُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا؟ نَحْنُ فِعْلِيًّا وَعَدْنَا يَهْوَهَ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ حِينَ ٱنْتَذَرْنَا. وَلِكَيْ نُتَمِّمَ ٱنْتِذَارَنَا وَنُثْبِتَ مَحَبَّتَنَا لَهُ، عَلَيْنَا أَنْ نُطِيعَهُ وَنَخْدُمَهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا. فَعِبَادَتُنَا لَيْسَتْ شَكْلِيَّةً، بَلْ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا. وَٱلْوَفَاءُ بِٱنْتِذَارِنَا هُوَ لِخَيْرِنَا. فَإِذَا حَافَظْنَا عَلَى أَمَانَتِنَا، نَنْعَمُ بِمُسْتَقْبَلٍ سَعِيدٍ. — تث ١٠:١٢، ١٣.
١٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةِ؟
١٣ إِذًا، مَاذَا تُظْهِرُ لَنَا رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةُ؟ عَلَى مُحِبِّي يَهْوَهَ أَنْ يَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَشْكَالِ ٱلسَّرِقَةِ وَيَفُوا بِوُعُودِهِمْ. وَيَهْوَهُ وَفَى بِوَعْدِهِ وَلَمْ يَتَخَلَّ عَنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ رَغْمَ تَقْصِيرَاتِهِمْ. فَقَدْ تَفَهَّمَ ٱلضُّغُوطَ ٱلَّتِي وَاجَهُوهَا بِسَبَبِ ٱلْأَعْدَاءِ مِنْ حَوْلِهِمْ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَرْسُمُ لَنَا ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْوَفَاءِ بِٱلْوُعُودِ فَحَسْبُ، بَلْ يُسَاعِدُنَا أَيْضًا لِنَفِيَ بِوُعُودِنَا. فَهُوَ يُطَمْئِنُنَا مَثَلًا بِأَنَّهُ سَيُزِيلُ عَمَّا قَرِيبٍ كُلَّ ٱلشَّرِّ مِنَ ٱلْأَرْضِ. وَهٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلتَّالِيَةُ.
اَلشَّرُّ يُوضَعُ «فِي مَكَانِهِ»
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا يُشَاهِدُ زَكَرِيَّا فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلسَّابِعَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ ٢ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا تُمَثِّلُ ٱلْمَرْأَةُ دَاخِلَ ٱلسَّلَّةِ، وَلِمَ يُغْلِقُ ٱلْمَلَاكُ عَلَيْهَا؟
١٤ بَعْدَمَا يَرَى زَكَرِيَّا ٱلدَّرْجَ ٱلطَّائِرَ، يَقُولُ لَهُ ٱلْمَلَاكُ أَنْ ‹يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ›. فَمَاذَا يُشَاهِدُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلسَّابِعَةِ؟ يَرَى أَوَّلًا سَلَّةً تُسَمَّى «إِيفَةً». (اقرأ زكريا ٥:٥-٨.) وَهٰذِهِ ٱلسَّلَّةُ مُتَوَسِّطَةُ ٱلْحَجْمِ، وَلَهَا «غِطَاءٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ رَصَاصٍ». ثُمَّ يُرْفَعُ ٱلْغِطَاءُ، فَيَرَى زَكَرِيَّا «ٱمْرَأَةً جَالِسَةً فِي وَسَطِ ٱلْإِيفَةِ». فَيُوضِحُ لَهُ ٱلْمَلَاكُ: «هٰذِهِ هِيَ ٱلشَّرُّ». بَعْدَ ذٰلِكَ، تُحَاوِلُ ٱلْمَرْأَةُ أَنْ تَفْلِتَ مِنْ حَبْسِهَا! وَلَا بُدَّ أَنَّ وَجْهَ زَكَرِيَّا يَصْفَرُّ مِنَ ٱلْخَوْفِ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَلَاكَ يَتَدَخَّلُ بِسُرْعَةٍ وَيَدْفَعُهَا إِلَى دَاخِلِ ٱلسَّلَّةِ. ثُمَّ يُغْلِقُ عَلَيْهَا بِٱلْغِطَاءِ ٱلثَّقِيلِ. فَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟
١٥ لَا يَسْمَحُ يَهْوَهُ إِطْلَاقًا بِوُجُودِ أَيِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلشَّرِّ بَيْنَ شَعْبِهِ. فَمِثْلَمَا أَغْلَقَ ٱلْمَلَاكُ ٱلسَّلَّةَ فَوْرًا بِغِطَاءِ ٱلرَّصَاصِ، يَحْرِصُ يَهْوَهُ أَنْ يَضَعَ حَدًّا لِلشَّرِّ وَيُزِيلَهُ سَرِيعًا. — ١ كو ٥:١٣.
١٦ (أ) مَاذَا يَحْدُثُ لِلسَّلَّةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ ٣ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) إِلَى أَيْنَ تَأْخُذُ ٱلْمَرْأَتَانِ ٱلسَّلَّةَ؟
١٦ بَعْدَ ذٰلِكَ، تَظْهَرُ فِي ٱلْمَشْهَدِ ٱمْرَأَتَانِ لَهُمَا أَجْنِحَةٌ قَوِيَّةٌ كَأَجْنِحَةِ ٱللَّقْلَقِ. (اقرأ زكريا ٥:٩-١١.) إِلَّا أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَتَانِ كُلِّيًّا عَنِ ٱلْمَرْأَةِ دَاخِلَ ٱلسَّلَّةِ. وَتَنْقَضَّانِ عَلَى ٱلسَّلَّةِ حَيْثُ «ٱلشَّرُّ»، ثُمَّ تَرْفَعَانِهَا وَتُحَلِّقَانِ بِهَا بَعِيدًا بِأَجْنِحَتِهِمَا ٱلْقَوِيَّةِ. وَإِلَى أَيْنَ تَأْخُذَانِهَا؟ إِلَى «أَرْضِ شِنْعَارَ»، أَيْ بَابِلَ. وَلٰكِنْ لِمَاذَا تَحْمِلَانِهَا إِلَى هُنَاكَ تَحْدِيدًا؟
١٧، ١٨ (أ) لِمَ بَابِلُ مَكَانٌ مُلَائِمٌ لِٱحْتِجَازِ «ٱلشَّرِّ»؟ (ب) مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟
١٧ مَا كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ آنَذَاكَ لِيَسْتَغْرِبُوا أَنْ يُوضَعَ ٱلشَّرُّ فِي بَابِلَ. فَزَكَرِيَّا وَيَهُودٌ آخَرُونَ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يُؤَكِّدُوا أَنَّهَا وَكْرٌ لِلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. فَقَدْ كَبِرُوا هُنَاكَ، وَٱضْطُرُّوا أَنْ يُصَارِعُوا تَأْثِيرَهَا ٱلْوَثَنِيَّ كُلَّ يَوْمٍ. لِذَا حَمَلَتْ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا بُشْرَى سَارَّةً. فَيَهْوَهُ أَكَّدَ مِنْ خِلَالِهَا أَنَّهُ سَيُحَافِظُ عَلَى عِبَادَتِهِ طَاهِرَةً.
١٨ وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، ذَكَّرَتِ ٱلرُّؤْيَا ٱلْيَهُودَ بِوَاجِبِهِمْ أَنْ يُبْقُوا عِبَادَتَهُمْ نَقِيَّةً. فَشَعْبُ يَهْوَهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَسْمَحُوا لِلشَّرِّ بِأَنْ يَتَسَلَّلَ وَيَسْتَقِرَّ بَيْنَهُمْ. وَٱلْيَوْمَ، جَذَبَنَا يَهْوَهُ إِلَى هَيْئَتِهِ ٱلطَّاهِرَةِ، حَيْثُ نَنْعَمُ بِمَحَبَّتِهِ وَحِمَايَتِهِ. أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى طَهَارَتِهَا؟! فَلَا مَكَانَ لِأَيِّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلشَّرِّ فِي فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ.
شَعْبٌ طَاهِرٌ يُمَجِّدُ يَهْوَهَ
١٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةِ وَٱلسَّابِعَةِ؟
١٩ تَحْمِلُ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةُ وَٱلسَّابِعَةُ تَحْذِيرًا قَوِيًّا لِلَّذِينَ لَا يَسْلُكُونَ بِنَزَاهَةٍ. فَيَهْوَهُ لَا يَتَسَاهَلُ أَبَدًا مَعَ ٱلشَّرِّ. وَعَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكْرَهَ ٱلشَّرَّ. وَإِذَا ٱجْتَهَدْنَا لِنُرْضِيَ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ، نَنْعَمُ بِحِمَايَتِهِ وَبَرَكَتِهِ وَلَا تَأْتِي عَلَيْنَا ٱللَّعْنَةُ. وَمَعَ أَنَّ ٱلْبَقَاءَ طَاهِرِينَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ لَيْسَ سَهْلًا، يُمْكِنُنَا ٱلنَّجَاحُ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ سَتَصْمُدُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلشَّرِّ؟ وَمَاذَا يَضْمَنُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْمِي هَيْئَتَهُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَرِيبِ؟ تُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.