الفصل ١٠
النمو في المعرفة الدقيقة للحق
لم يشرع شهود يهوه في ادخال عقائد جديدة، طريقة جديدة للعبادة، دين جديد. وعوضا عن ذلك، يعكس تاريخهم العصري جهدا مخلصا لتعليم ما هو موجود في الكتاب المقدس، كلمة اللّٰه الموحى بها. وهم يشيرون اليه بصفته الاساس لكل معتقداتهم وطريقة حياتهم. وعوضا عن تطوير معتقدات تعكس الميول المتساهلة للعالم العصري، سعوا الى العمل بدقة اكثر من ايّ وقت مضى بموجب تعاليم الكتاب المقدس وممارسات مسيحية القرن الاول.
في وقت باكر من سبعينات الـ ١٨٠٠ شرع تشارلز تاز رصل وعشراؤه في درس جدي للكتاب المقدس. وصار واضحا لهم ان العالم المسيحي قد انحرف عن تعاليم وممارسات المسيحية الباكرة. ولم يدَّع الاخ رصل انه اول من ادرك ذلك، واعترف جهارا بأنه مدين للآخرين بالعون الذي قدَّموه في سنواته الباكرة لدرس الاسفار المقدسة. وأشاد بالعمل الجيد الذي قامت به مختلف الحركات في الاصلاح بغية جعل نور الحق يضيء بشكل اسطع. وذكر بالاسم رجالا اكبر سنا مثل جونَس وِنْدِل، جورج سْتِتْسون، جورج ستورز، ونلسون باربور، الذين ساهموا شخصيا في فهمه لكلمة اللّٰه بطرائق متنوعة.a
وذكر ايضا: «ان العقائد المتنوعة التي نؤمن بها والتي تبدو جديدة ومنعشة ومختلفة جدا جرى الايمان بها في شكل ما منذ زمن طويل: مثلا — الانتخاب، النعمة المجانية، الردّ، التبرير، التقديس، التمجيد، القيامة.» ولكن غالبا ما كانت الحالة ان فريقا دينيا تميَّز بفهم اوضح لحقيقة واحدة للكتاب المقدس؛ وفريقا آخر بحقيقة اخرى. وتقدُّمهم الاضافي كثيرا ما كان يعاق لأنهم كانوا مقيَّدين بعقائد وتعاليم تضمَّنت افكارا كانت قد ازدهرت في بابل ومصر القديمتين او كانت مستعارة من الفلاسفة اليونان.
ولكن ايّ فريق، بمساعدة روح اللّٰه، كان سيتمسك من جديد تدريجيا بكامل «صورة الكلام الصحيح» التي كان قد عزَّزها مسيحيو القرن الاول؟ (٢ تيموثاوس ١:١٣) ومَن كان سيصحّ فيهم ان سبيلهم «كنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل»؟ (امثال ٤:١٨) ومَن كانوا سيقومون حقا بالعمل الذي اوصى به يسوع عندما قال: «تكونون لي شهودا . . . الى اقصى الارض»؟ ومَن هم الذين لم يكونوا ليتلمذوا الناس فقط ولكنهم كانوا ايضا ‹سيعلِّمونهم ان يحفظوا جميع ما› اوصاهم به يسوع؟ (اعمال ١:٨؛ متى ٢٨:١٩، ٢٠) حقا، هل كان قد حان للرب ان يميِّز بوضوح بين المسيحيين الحقيقيين الذين شبَّههم بالحنطة والزائفين الذين اشار اليهم بالزوان (وفي الواقع، زوان من النوع الذي يشبه كثيرا الحنطة الى ان يبلغ النضج)؟b (متى ١٣:٢٤-٣٠، ٣٦-٤٣) ومَن كان سيتبرهن انهم «العبد الامين الحكيم» الذي يأتمنه السيد، يسوع المسيح، عند حضوره في سلطة الملكوت، على مسؤولية اضافية في ما يتعلق بالعمل المنبإ به لاختتام نظام الاشياء هذا؟ — متى ٢٤:٣، ٤٥-٤٧.
جعل النور يضيء
امر يسوع تلاميذه ان يشتركوا مع الآخرين في نور الحق الالهي الذي نالوه منه. «انتم نور العالم،» قال. «فليضئ نوركم هكذا قدام الناس.» (متى ٥:١٤-١٦؛ اعمال ١٣:٤٧) وقد ادرك تشارلز تاز رصل وعشراؤه ان لديهم التزام القيام بذلك.
فهل اعتقدوا انهم يملكون كل الاجوبة، كامل نور الحق؟ اجاب الاخ رصل عن هذا السؤال بصورة صريحة: «كلا بالتأكيد؛ ولن نملكها حتى ‹النهار الكامل.›» (امثال ٤:١٨) وكثيرا ما كانوا يشيرون الى معتقداتهم المؤسسة على الاسفار المقدسة بصفتها «الحق الحاضر» — لا بفكرة ان الحق نفسه يتغير بل بالحري بفكرة ان فهمهم له تقدُّمي.
وتلاميذ الكتاب المقدس المجتهدون هؤلاء لم يتجنبوا فكرة وجود شيء يُسمَّى الحق في مسائل الدين. فقد اعترفوا بيهوه بصفته «اله الحق» وبالكتاب المقدس بصفته كلمة حقه. (مزمور ٣١:٥؛ يشوع ٢١:٤٥؛ يوحنا ١٧:١٧) وأدركوا انه لا يزال هنالك الكثير مما لا يعرفونه، لكنهم لم يحجموا عن التصريح باقتناع بما تعلَّموه من الكتاب المقدس. وعندما ناقضت العقائد والممارسات الدينية التقليدية ما وجدوه مبيَّنا بوضوح في كلمة اللّٰه الموحى بها، عندئذ شهَّروا الكذب، تمثُّلا بيسوع المسيح، على الرغم من ان ذلك جلب عليهم الاستهزاء والبغض من رجال الدين. — متى ١٥:٣-٩.
ولبلوغ وإطعام الآخرين روحيا بدأ ت. ت. رصل، في تموز ١٨٧٩، بنشر مجلة برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح.
الكتاب المقدس — كلمة اللّٰه حقا
لم تكن ثقة تشارلز تاز رصل بالكتاب المقدس مجرد مسألة قبول وجهة نظر تقليدية كانت شائعة في ذلك الوقت. على العكس، فما كان شائعا بين كثيرين في ذلك الوقت كان نقدا اعلى. والذين ايَّدوه تحدَّوا امكان الاعتماد على سجل الكتاب المقدس.
وكحدث كان رصل قد انضم الى الكنيسة الجماعية وكان نشيطا في عملها، لكنَّ عدم عقلانية العقائد التقليدية ادَّى الى صيرورته متشكِّكا. ووجد ان ما تعلَّمه لا يمكن المدافعة عنه من الكتاب المقدس بطريقة تمنح الاكتفاء. فنبذ عقائد التعليم الكنسي، ومعها الكتاب المقدس. ثم فحص الاديان الشرقية الرئيسية، لكنها هي ايضا لم تكن مانحة للاكتفاء. وبعدئذ ابتدأ يتساءل عما اذا كانت عقائد العالم المسيحي تسيء تمثيل الكتاب المقدس. واذ تشجع بما سمعه ذات مساء في اجتماع للمجيئيين، باشر درسا شاملا للاسفار المقدسة. وما رآه ينكشف امامه كان حقا كلمة اللّٰه الموحى بها.
فتأثر عميقا بانسجام الكتاب المقدس مع ذاته ومع شخصية ذاك الذي تُحدَّد هويته بصفته مؤلِّفه الالهي. ولمساعدة الآخرين على الافادة من ذلك، كتب في وقت لاحق كتاب نظام الدهور الالهي، الذي اصدره في السنة ١٨٨٦. وضمَّنه بحثا رئيسيا في «الكتاب المقدس وحي الهي كما نرى بنور العقل.» ونحو نهاية هذا الفصل، قال بصورة جلية: «ان عمق وقوة وحكمة ومدى شهادة الكتاب المقدس تقنعنا بأنه لا الانسان، بل اللّٰه القادر على كل شيء، هو مؤلِّف مقاصده وإعلاناته.»
ان الثقة بكامل الكتاب المقدس بصفته كلمة اللّٰه تستمر في ان تكون اساسا لمعتقدات شهود يهوه العصريين. وفي كل العالم لديهم ادوات مساعِدة على الدرس تمكِّنهم شخصيا من فحص الدليل على كونه موحى به. وأوجه هذا الموضوع تُبحث تكرارا في مجلاتهم. وفي السنة ١٩٦٩ اصدروا كتاب Is the Bible Really the Word of God? (هل الكتاب المقدس حقا كلمة اللّٰه؟) وبعد عشرين سنة اتَّخذ كتاب الكتاب المقدس — كلمة اللّٰه أم الانسان؟ نظرة جديدة الى موضوع صحة الكتاب المقدس، لفت الانتباه الى ادلة اضافية، وتوصَّل الى الاستنتاج نفسه: الكتاب المقدس هو فعلا كلمة اللّٰه الموحى بها. والكتاب الآخر من كتبهم، وقد طبع اولا في السنة ١٩٦٣، وجُعل عصريا في السنة ١٩٩٠، هو «كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه ونافع.» والتفصيل الاضافي موجود في موسوعتهم للكتاب المقدس، بصيرة في الاسفار المقدسة، المطبوعة في السنة ١٩٨٨.
ومن درسهم الشخصي والجماعي لمثل هذه المواد هم مقتنعون بأنه، على الرغم من ان نحو ٤٠ شخصا خلال فترة ١٦ قرنا استُخدموا لتسجيل ما هو موجود في الـ ٦٦ سفرا للكتاب المقدس، وجَّه اللّٰه نفسه الكتابة بروحه بصورة فعَّالة. كتب الرسول بولس: «كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه.» (٢ تيموثاوس ٣:١٦؛ ٢ بطرس ١:٢٠، ٢١) وهذا الاقتناع هو عامل فعَّال في حياة شهود يهوه. وتعليقا على ذلك، قالت صحيفة بريطانية: «وراء كل ما يفعله الشاهد يكمن سبب من الاسفار المقدسة. حقا، ان عقيدتهم الاساسية الواحدة هي الاعتراف بالكتاب المقدس بصفته . . . الحق.»
التعرُّف بالاله الحقيقي
واذ درس الاخ رصل وعشراؤه الاسفار المقدسة، لم يلزمهم وقت طويل ليروا ان اللّٰه الموصوف في الكتاب المقدس ليس اله العالم المسيحي. وكانت هذه مسألة مهمة لأن آمال الناس بالحياة الابدية، كما قال يسوع، تتوقف على معرفتهم الاله الحقيقي الوحيد وذاك الذي ارسله، وكيله الرئيسي للخلاص. (يوحنا ١٧:٣؛ عبرانيين ٢:١٠، عج) وأدرك ت. ت. رصل والفريق الذي اشترك معه في درس الكتاب المقدس ان عدل اللّٰه هو في توازن كامل مع الحكمة، المحبة، والقدرة الالهية، وأن هذه الصفات يجري الاعراب عنها في جميع اعماله. وعلى اساس المعرفة التي كانت لديهم آنذاك عن قصد اللّٰه، اعدُّوا بحثا عن سبب السماح بالشر وضمَّنوا ذلك احدى مطبوعاتهم الابكر والاوسع توزيعا، الكتاب المؤلَّف من ١٦٢ صفحة Food for Thinking Christians (طعام للمسيحيين المفكرين)، الذي صدر اولا كطبعة خصوصية من برج مراقبة زيون في ايلول ١٨٨١ (بالانكليزية).
ودرسهم لكلمة اللّٰه ساعدهم على الادراك ان للخالق اسما شخصيا وأنه يمكِّن البشر من معرفته والتمتع بعلاقة وثيقة به. (١ أخبار الايام ٢٨:٩؛ اشعياء ٥٥:٦؛ يعقوب ٤:٨) اوضحت برج المراقبة عدد تشرين الاول-تشرين الثاني ١٨٨١ (بالانكليزية): «يهوه هو الاسم الذي لا ينطبق على احد غير الكائن الاسمى — ابينا، والذي دعاه يسوع أبًا والها.» — مزمور ٨٣:١٨؛ يوحنا ٢٠:١٧.
وفي السنة التالية، اجابة عن السؤال، «هل تدَّعون ان الكتاب المقدس لا يعلِّم ان هنالك ثلاثة اقانيم في اله واحد؟» أُعطي الجواب: «نعم: على الضد من ذلك، يخبرنا ان هنالك الها وأبًا واحدا لربنا يسوع المسيح منه جميع الاشياء (او خلق جميع الاشياء). اذًا نحن نؤمن باله وأب واحد، وأيضا بربّ واحد يسوع المسيح . . . ولكنَّ هذين هما اثنان لا كائن واحد. وهما واحد فقط بمعنى انهما على اتفاق. ونحن نؤمن ايضا بـ روح اللّٰه . . . ولكنه ليس شخصا تماما كما هي الحال مع روح الابالسة وروح العالم وروح ضد المسيح.» — برج مراقبة زيون، حزيران ١٨٨٢ (بالانكليزية)؛ يوحنا ١٧:٢٠-٢٢.
التقدير المتزايد لاسم اللّٰه
وتدريجيا صار تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء مدركين بشكل متزايد الاهمية التي تمنحها الاسفار المقدسة الموحى بها للاسم الشخصي للّٰه. وهذا الاسم كانت قد اخفته بالانكليزية ترجمة دواي الكاثوليكية الرومانية وترجمة الملك جيمس الپروتستانتية للكتاب المقدس، كما فعلت في ما بعد معظم الترجمات بلغات عديدة في القرن الـ ٢٠. ولكنَّ مجموعة متنوِّعة من الترجمات فضلا عن اعمال مرجعية للكتاب المقدس شهدت على ان الاسم يهوه يرد في نص اللغة الاصلية آلاف المرات — وفي الواقع، اكثر بكثير من ايّ اسم آخر، وأكثر من مجموع عدد المرات التي تظهر فيها ألقاب مثل اللّٰه والرب. وبصفتهم «شعبا على اسمه،» نما تقديرهم للاسم الالهي. (اعمال ١٥:١٤) وفي برج المراقبة عدد ١ كانون الثاني ١٩٢٦ (بالانكليزية) عرضوا ما ادركوا انه قضية ينبغي لكل فرد ان يواجهها، اي «مَن سيكرمون يهوه؟»
والتشديد الذي وضعوه على اسم اللّٰه لم يكن مجرد مسألة معرفة دينية. وكما جرى الايضاح في كتاب Prophecy (النبوة، الصادر بالانكليزية في السنة ١٩٢٩)، فان القضية العظمى التي تواجه كل الخليقة الذكية تشمل اسم يهوه اللّٰه وكلمته. ويشدِّد شهود يهوه على ان الكتاب المقدس يُظهر ان كل فرد يجب ان يعرف اسم اللّٰه ويعتبره شيئا مقدسا. (متى ٦:٩؛ حزقيال ٣٩:٧) ويجب ان يكون هذا الاسم محرَّرا من كل التعيير الذي كوَّمه عليه ليس فقط اولئك الذين تحدَّوا علنا يهوه بل ايضا اولئك الذين اساءوا تمثيله بعقائدهم وأعمالهم. (حزقيال ٣٨:٢٣؛ رومية ٢:٢٤) وعلى اساس الاسفار المقدسة يدرك الشهود ان خير كل الكون وساكنيه يتوقف على تقديس اسم يهوه.
ويدركون انه، قبل ان يتخذ يهوه الاجراء لاهلاك الاشرار، من واجب وامتياز شهوده ان يخبروا الآخرين بالحق عنه. وشهود يهوه يقومون بذلك في كل الارض. وهم غيورون جدا في اتمام هذه المسؤولية حتى ان ايّ شخص، امميًّا، يستعمل اسم يهوه جهارا سرعان ما تُعيَّن هويته بأنه واحد من شهود يهوه.
تشهير الثالوث
كشهود ليهوه شعر ت. ت. رصل وعشراؤه بالمسؤولية الكبيرة لتشهير التعاليم التي اساءت تمثيل اللّٰه، لمساعدة محبي الحق ان يدركوا انها ليست مؤسسة على الكتاب المقدس. ولم يكونوا اول مَن ادركوا ان الثالوث غير مؤسس على الاسفار المقدسة،c لكنهم عرفوا تماما انه اذا كانوا سيصيرون خداما امناء للّٰه، فلديهم مسؤولية اعلان الحق عنه. وبشجاعة، لفائدة جميع محبي الحق، كشفوا عن الجذور الوثنية لهذه العقيدة الرئيسية للعالم المسيحي.
قالت برج المراقبة الصادرة في حزيران ١٨٨٢ (بالانكليزية): «ان فلاسفة وثنيين عديدين، اذ وجدوا انه من الحكمة ان ينضموا الى صفوف الدين الناشئ [شكل مرتدّ للمسيحية وافق عليه الاباطرة الرومان في القرن الرابع بم]، ابتدأوا يمهِّدون له سبيلا سهلا بمحاولة اكتشاف امور متطابقة بين المسيحية والوثنية، وبالتالي مزْج الاثنتين معا. وقد نجحوا فعلا الى حد بعيد. . . . واذ كان لدى اللاهوت القديم عدد من الآلهة الرئيسية، مع العديد من انصاف الآلهة من كلا الجنسين، صمَّم المسيحيون الوثنيون ان ينظِّموا من جديد قائمة باللاهوت الجديد. فاختُلقت في هذا الوقت عقيدة الثلاثة آلهة — اللّٰه الآب، اللّٰه الابن، واللّٰه الروح القدس.»
سعى بعض رجال الدين الى اضفاء صبغة من الكتاب المقدس على تعليمهم باقتباس آيات مثل ١ يوحنا ٥:٧، لكنَّ الاخ رصل قدَّم دليلا يُظهر ان العلماء يعرفون جيدا ان جزءا من هذه الآية هو اضافة، إقحام زائف اجراه احد الكتبة لدعم تعليم غير موجود في الاسفار المقدسة. ولجأ مدافعون آخرون عن الثالوث الى يوحنا ١:١، لكنَّ برج المراقبة حلَّلت هذه الآية على اساس المحتوى والقرينة كليهما لتبيِّن ان هذه لا تدعم مطلقا الايمان بالثالوث. وانسجاما مع ذلك، في عددها الصادر في تموز ١٨٨٣ (بالانكليزية)، قالت برج المراقبة: «المزيد من درس الكتاب المقدس عوضا عن درس كتابات الكنيسة كان سيجعل الموضوع اوضح للجميع. ان عقيدة الثالوث معارضة كليا للاسفار المقدسة.»
شهَّر الاخ رصل بصراحة حماقة ادِّعاء الايمان بالكتاب المقدس وفي الوقت نفسه تعليم عقيدة كالثالوث، التي تناقض ما يقوله الكتاب المقدس. وهكذا كتب: «يا لكومة التناقضات والتشويش التي يجد فيها انفسهم اولئك الذين يقولون ان يسوع والآب هما اله واحد! فهذا يتضمن الفكرة ان ربنا يسوع تصرَّف كالمرائي عندما كان على الارض وادَّعى فقط مخاطبة اللّٰه في الصلاة، في حين كان هو نفسه اللّٰه عينه. . . . وأيضا، ان الآب على الدوام خالد، ولذلك لا يمكن ان يموت. فكيف كان ممكنا ان يموت يسوع؟ ولو لم يمت، لكان الرسل جميعا شهود زور في اعلان موت يسوع وقيامته. لكنَّ الاسفار المقدسة تعلن انه مات فعلا.»d
وهكذا في مرحلة باكرة من تاريخهم العصري رفض شهود يهوه بثبات عقيدة ثالوث العالم المسيحي لمصلحة تعليم الكتاب المقدس نفسه المعقول والمبهج للقلب.e والعمل الذي قاموا به لنشر هذه الحقائق ولاعطاء الناس في كل مكان الفرصة لسماعها اتخذ ابعادا لم يبلغها قط ايّ فرد او فريق آخر، في الماضي او الحاضر.
ما هي حالة الموتى؟
ان ما يخبئه المستقبل للناس الذين لم يقبلوا تدبير اللّٰه للخلاص كان موضع اهتمام عميق بالنسبة الى ت. ت. رصل منذ صباه. فعندما كان مجرد ولد، آمن بما قاله رجال الدين عن نار الهاوية؛ واعتقد انهم يكرزون بكلمة اللّٰه. وكان يخرج ليلا ليكتب بالطباشير آيات من الكتاب المقدس في اماكن بارزة بحيث يمكن تحذير العمال الذين يمرّون من هناك وانقاذهم من المصير المروِّع للعذاب الابدي.
وفي وقت لاحق، بعد ان رأى لنفسه ما يعلِّمه الكتاب المقدس حقا، اقتبس منه احد عشرائه قوله: «اذا كان الكتاب المقدس يعلِّم فعلا ان العذاب الابدي هو مصير الجميع ما عدا القديسين، يجب ان يُكرَز بذلك — نعم، ان ينادَى به على السطوح كل اسبوع، كل يوم، كل ساعة؛ واذا كان لا يعلِّم ذلك فان هذا الواقع يجب اعلانه، واللطخة الكريهة المهينة لاسم اللّٰه القدوس يجب ازالتها.»
وفي مرحلة باكرة من درسه للكتاب المقدس، رأى ت. ت. رصل بوضوح ان الهاوية ليست مكانا لعذاب الانفس بعد الموت. وقد ساعده في ذلك على الارجح جورج ستورز، محرِّر فاحص الكتاب المقدس، الذي ذكره الاخ رصل بتقدير حار في كتاباته والذي كان هو نفسه قد كتب الكثير عما فهمه من الكتاب المقدس عن حالة الموتى.
ولكن ماذا عن النفس؟ هل ايَّد تلاميذ الكتاب المقدس الاعتقاد انها جزء روحاني من الانسان، شيء يبقى حيا بعد موت الجسد؟ على الضد من ذلك، ففي السنة ١٩٠٣ ذكرت برج المراقبة: «يجب ان نلاحظ بدقة ان الدرس هو ليس ان الانسان له نفس، بل ان الانسان هو نفس، او كائن. لنأخذ مثالا من الطبيعة — الهواء الذي نتنشقه: انه مؤلَّف من الأكسجين والنتروجين، وليس ايّ منهما هو الجو، او الهواء؛ ولكن عندما يتَّحد الاثنان، في نسب كيميائية صحيحة، يكون الجو هو الشيء الناتج. وكذلك هي الحال مع النفس. واللّٰه يكلِّمنا من وجهة النظر هذه، كون كل منا نفسا. وهو لا يخاطب اجسادنا ولا نسمة حياتنا، لكنه يخاطبنا نحن ككائنات ذكية، او انفس. وفي التلفظ بالعقاب على مخالفة شريعته لم يخاطب جسد آدم بالتخصيص، بل الانسان، النفس، الكائن الذكي: ‹يوم تأكل منها موتا تموت.› ‹النفس التي تخطئ هي تموت.› — تكوين ٢:١٧؛ حزقيال ١٨:٢٠.» وكان ذلك على انسجام مع ما قالته برج المراقبة في وقت باكر في نيسان ١٨٨١ (بالانكليزية).f
اذًا كيف تطور الايمان بالخلود الملازم للانفس البشرية؟ ومَن كان منشئه؟ بعد الفحص الدقيق للكتاب المقدس والتاريخ الديني كليهما، كتب الاخ رصل في برج المراقبة عدد ١٥ نيسان ١٨٩٤ (بالانكليزية): «من الواضح انه لم يأتِ من الكتاب المقدس . . . فالكتاب المقدس يعلن بشكل جلي ان الانسان مائت، أن الموت ممكن له. . . . واذ نفحص صفحات التاريخ بدقة، نجد انه على الرغم من ان عقيدة خلود النفس البشرية لا يعلِّمها شهود اللّٰه الملهَمون فهي الجوهر عينه لجميع الاديان الوثنية. . . . ولذلك ليس صحيحا ان سقراط وأفلاطون هما اول مَن علَّم العقيدة: فلها معلِّم اقدم من ايٍّ منهما، وأقدر ايضا. . . . والسجل الاول لهذا التعليم الباطل موجود في اقدم تاريخ معروف عند الانسان — الكتاب المقدس. والمعلِّم الكذاب كان الشيطان.»g
ادارة «خرطوم المياه» على الهاوية
انسجاما مع رغبة الاخ رصل القوية في ان يزيل عن اسم اللّٰه اللطخة الكريهة الناتجة من التعليم عن نار هاوية للعذاب الابدي، كتب نشرة تبرز الموضوع، «هل تعلِّم الاسفار المقدسة ان العذاب الابدي هو اجرة الخطية؟» (The Old Theology) (اللاهوت القديم، ١٨٨٩) قال فيها:
«كان لنظرية العذاب الابدي اصل وثني، على الرغم من انها كما اعتنقها الوثنيون لم تكن عقيدة عديمة الرحمة كما صارت لاحقا، عندما ابتدأت تقترن تدريجيا بالمسيحية الاسمية خلال اختلاطها بالفلسفات الوثنية في القرن الثاني. وبقي للارتداد العظيم ان يضيف الى الفلسفة الوثنية التفاصيل المروِّعة المعتقد بها عموما الآن الى حد بعيد، ان يصوِّرها على جدران الكنائس، كما جرى في اوروپا، ان يكتبها في تعاليمها وتراتيلها، وأن يحرِّف كلمة اللّٰه بغية اعطاء دعم الهي ظاهري للتجديف المهين للّٰه. ولذلك فإن الميل السريع الى التصديق في الوقت الحاضر يتقبَّلها كتراث، لا من الرب، او الرسل، او الانبياء، بل من روح المسايرة التي ضحَّت بالحق والمنطق، وحرَّفت بصورة مخزية عقائد المسيحية، في طموح غير مقدس ونزاع من اجل السلطة والثروة والارقام. والعذاب الابدي بصفته جزاء الخطية لم يكن معروفا عند الآباء الاجلَّاء في العصور الماضية؛ لم يكن معروفا عند انبياء العصر اليهودي؛ ولم يكن معروفا عند الرب والرسل؛ لكنه كان العقيدة الرئيسية للمسيحية الاسمية منذ الارتداد العظيم — السوط الذي به اقتيد السذَّج، الجهال والمؤمنون بالخرافات في العالم الى الخضوع المذِلّ للطغيان. فالعذاب الابدي جرى الحكم به على جميع الذين كانوا يقاومون او يرفضون بازدراء سلطة روما، وابتدأت المعاقبة به في الحياة الحاضرة بقدر ما نالت من سلطة.»
كان الاخ رصل يعرف جيدا ان غالبية الناس العقلاء لا يؤمنون حقا بعقيدة نار الهاوية. ولكن، كما بيَّن، في السنة ١٨٩٦، في كراس What Say the Scriptures About Hell? (ماذا تقول الاسفار المقدسة عن الهاوية؟)، «بما انهم يظنون ان الكتاب المقدس يعلِّمها، فكل خطوة يتقدَّمونها في ذكاء حقيقي ولطف اخوي . . . انما هي في معظم الحالات خطوة ابتعاد عن كلمة اللّٰه، التي يتهمونها باطلا بهذا التعليم.»
ولردّ مثل هؤلاء الناس المفكرين الى كلمة اللّٰه، عرض في هذا الكراس كل آية في ترجمة الملك جيمس وُجِدت فيها الكلمة هاوية، حتى يتسنى للقرَّاء ان يروا لانفسهم ما تقوله هذه، ثم ذكر: «شكرا للّٰه، لا نجد مكانا للعذاب الابدي كما تعلِّم خطأً القوانين الكنسية وكتب التراتيل، والكثير من منابر الوعظ. ولكننا وجدنا ‹هاوية،› شيول، آذس، حُكم بها على جنسنا بسبب خطية آدم، ومنها يُفتدى الجميع بموت ربنا؛ وهذه ‹الهاوية› هي القبر — حالة الموت. ونجد ‹هاوية› اخرى (جهنّا — الموت الثاني — الهلاك التام) يُلفَت انتباهنا اليها بصفتها الجزاء النهائي الآتي على جميع الذين، بعد افتدائهم والمجيء بهم الى المعرفة الكاملة للحق، والمقدرة التامة على اطاعته، يختارون مع ذلك الموت باختيار مسلك المقاومة للّٰه والبر. وقلوبنا تقول، آمين. عادلة وحق هي طرقك يا ملك الامم. مَن لا يخافك يا رب ويمجِّد اسمك لأنك وحدك قدوس لأن جميع الامم سيأتون ويسجدون امامك لأن احكامك قد أُظهرت.» — رؤيا ١٥:٣، ٤.
وما كان يعلِّمه صار مصدر اغاظة وارتباك لرجال دين العالم المسيحي. وفي السنة ١٩٠٣ دُعي الى مناظرة عامة. وحالة الموتى كانت احدى المسائل في سلسلة المناظرات الحاصلة بين ت. ت. رصل والدكتور إ. ل. إيتن، الذي خدم كناطق بلسان اتحاد غير رسمي للقسوس الپروتستانت في الجزء الغربي من پنسلڤانيا.
وفي اثناء تلك المناظرات ايَّد الاخ رصل بثبات القضية ان «الموت هو موت، وأن اعزَّاءنا، عندما يغيبون عنا، يكونون امواتا حقا، وأنهم ليسوا احياء مع الملائكة ولا مع الابالسة في مكان يأس.» ودعما لذلك، اشار الى آيات مثل جامعة ٩:٥، ١٠؛ رومية ٥:١٢؛ ٦:٢٣؛ وتكوين ٢:١٧. وقال ايضا: «الاسفار المقدسة هي على انسجام تام مع ما نعترف به انت وأنا وكل شخص عاقل ومنطقي في العالم انه شخصية الهنا المنطقية والحقيقية. وماذا يجري اعلانه عن ابينا السماوي؟ انه عادل، انه حكيم، انه محب، انه قدير. وجميع الاشخاص المسيحيين يعترفون بهذه الصفات للشخصية الالهية. واذا كان الامر كذلك، فهل يمكننا ان نجد ايّ معنى للكلمة يمكننا به ان نتصور اللّٰه عادلا ومع ذلك يعاقب مخلوقا من عمل يديه طوال الابدية، مهما كانت الخطية؟ انا لا ادافع عن الخطية؛ لا احيا شخصيا في الخطية، ولا اكرز ابدا بالخطية. . . . ولكنني اقول لكم ان جميع اولئك الناس حولنا الذين يقول اخونا [الدكتور إيتن] انهم يتكلمون دون توقير بتجاديفهم على اللّٰه والاسم المقدس ليسوع المسيح هم جميعا اناس تعلَّموا هذه العقيدة للعذاب الابدي. وجميع القتلة، اللصوص وفاعلي الاثم في الاصلاحيات، تعلَّموا جميعا هذه العقيدة. . . . هذه هي عقائد رديئة؛ وكانت تؤذي العالم كل هذا الزمان الطويل؛ وهي ليست جزءا من تعليم الرب على الاطلاق، وأخونا العزيز لم ينزع دخان العصور المظلمة عن عينيه بعدُ.»
ويُخبَر انه بعد المناظرة اقترب من رصل رجل دين كان بين الحضور وقال: «اني مسرور برؤيتك تدير خرطوم المياه على الهاوية وتطفئ النار.»
ولاعلان الحق عن حالة الموتى بشكل اوسع ايضا، عقد الاخ رصل سلسلة واسعة من المحافل ليوم واحد، من السنة ١٩٠٥ الى السنة ١٩٠٧، حيث ابرز المحاضرة العامة «الى الهاوية ومنها! مَن هم هناك؟ الرجاء بعودة كثيرين.» كان العنوان مثيرا للاهتمام، ولفت الكثير من الانتباه. فاحتشدت الجماهير في قاعات المحافل في المدن الكبيرة والصغيرة على السواء في الولايات المتحدة وكندا لسماع الخطاب.
وكان بين اولئك الذين تأثروا بعمق بما يقوله الكتاب المقدس عن حالة الموتى تلميذ جامعي في سِنسِناتي، اوهايو، كان يستعدّ ليصير قسا مشيخيا. ففي السنة ١٩١٣ تسلَّم من اخيه في الجسد كراس اين هم الموتى؟، بقلم جون ادغار، تلميذ للكتاب المقدس كان ايضا طبيبا في أسكتلندا. والتلميذ الذي تسلَّم الكراس كان فردريك فرانز. وبعد قراءته باعتناء، اعلن بثبات: «هذا هو الحق.» ودون تردد غيَّر اهدافه في الحياة وانخرط في الخدمة كامل الوقت كمبشر جائل لتوزيع المطبوعات. وفي السنة ١٩٢٠ صار احد المستخدَمين في المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة. وبعد سنين عديدة صار عضوا في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه، وفي وقت لاحق، رئيس جمعية برج المراقبة.
ذبيحة يسوع المسيح الفدائية
في السنة ١٨٧٢، في ما يتعلق بفحصه الاسفار المقدسة، اتخذ الاخ رصل وعشراؤه نظرة جديدة الى موضوع الردّ، من وجهة نظر الفدية التي قدَّمها يسوع المسيح. (اعمال ٣:٢١) وقد أُثير عندما رأى في العبرانيين ٢:٩ ان ‹يسوع ذاق بنعمة اللّٰه الموت لاجل كل واحد.› ولم يَقدْه ذلك الى الايمان بالخلاص العام، لانه عرف ان الاسفار المقدسة تقول ايضا ان المرء يجب ان يمارس الايمان بيسوع المسيح لكي يخلص. (اعمال ٤:١٢؛ ١٦:٣١) ولكنه ابتدأ يفهم — مع انه ليس دفعة واحدة — اية فرصة بديعة جعلتها ذبيحة يسوع المسيح الفدائية ممكنة للجنس البشري. فقد فتحت لهم الطريق ليحصلوا على ما خسره آدم، رجاء الحياة الابدية في كمال بشري. ولم يكن الاخ رصل سلبيا حيال المسألة؛ فقد ادرك الاهمية البالغة للفدية وأيَّدها بقوة، حتى عندما سمح عشراء احماء لتفكيرهم بأن تفسده الآراء الفلسفية.
وبحلول منتصف السنة ١٨٧٨، كان الاخ رصل لنحو سنة ونصف محرِّرا مساعدا لمجلة بشير الصباح، التي كان فيها ن. ه. باربور رئيس التحرير. ولكن عندما استخفّ باربور، في عدد آب ١٨٧٨ من مجلتهما، بتعليم الاسفار المقدسة عن الفدية، تجاوب رصل بدفاع قوي عن تلك الحقيقة الحيوية للكتاب المقدس.
فتَحْت عنوان «الكفارة،» اوضح باربور كيف شعر حيال التعليم، قائلا: «اقول لولدي، او لأحد خدمي، عندما يعضّ جيمس اخته، أَمسِك ذبابة، واغرز دبوسا في جسمها وعلِّقها على الحائط، فأصفح عن جيمس. هذا يوضح عقيدة الاستبدال.» وعلى الرغم من انه ادَّعى الايمان بالفدية، فقد اشار باربور الى ان الفكرة القائلة ان المسيح دفع بموته جزاء الخطية عن ذرية آدم هي «غير مؤسسة على الاسفار المقدسة، وتتعارض مع كل افكارنا عن العدل.»h
وفي العدد التالي نفسه من بشير الصباح (ايلول ١٨٧٨)، اعترض الاخ رصل بشدة على ما كتبه باربور. فحلَّل رصل ما تقوله حقا الاسفار المقدسة وانسجامها مع «كمال عدل [اللّٰه]، وأخيرا رحمته ومحبته العظيمتين» كما جرى التعبير عن ذلك بتدبير الفدية. (١ كورنثوس ١٥:٣؛ ٢ كورنثوس ٥:١٨، ١٩؛ ١ بطرس ٢:٢٤؛ ٣:١٨؛ ١ يوحنا ٢:٢) وبحلول الربيع التالي، بعد محاولات متكررة لمساعدة باربور على رؤية الامور بحسب الاسفار المقدسة، سحب رصل دعمه للـ بشير؛ وابتداء من عدد حزيران ١٨٧٩، لم يعد اسمه يظهر كمحرِّر مساعد لتلك المطبوعة. وموقفه الجريء غير المساير في ما يتعلق بهذا التعليم المركزي للكتاب المقدس كانت له نتائج بعيدة المدى.
وطوال تاريخهم العصري دافع شهود يهوه بثبات عن تعليم الاسفار المقدسة المتعلق بالفدية. والعدد الاول نفسه من برج مراقبة زيون (تموز ١٨٧٩) شدَّد على ان «الاستحقاق امام اللّٰه يكمن . . . في ذبيحة المسيح الكاملة.» وفي السنة ١٩١٩ في محفل رعته جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم في سيدر پوينت، اوهايو، عرض البرنامج المطبوع بشكل بارز الكلمات «اهلا بكم! يا جميع المؤمنين بالذبيحة الفدائية العظمى.» والغلاف الامامي الداخلي لـ برج المراقبة يستمر في لفت الانتباه الى الفدية، قائلا عن قصد المجلة: «تشجع على الايمان بملك اللّٰه الحاكم الآن، يسوع المسيح، الذي دمه المسفوك يفسح المجال لنيل الجنس البشري الحياة الابدية.»
تقدُّميون، غير مقيَّدين بعقيدة
ان الفهم الواضح لكلمة اللّٰه لم يأتِ كله دفعة واحدة. وفي حالات كثيرة فهم تلاميذ الكتاب المقدس تفصيلا واحدا لنموذج الحق لكنهم لم يكونوا قد رأوا بعدُ كامل الصورة. غير انهم كانوا على استعداد للتعلُّم. ولم يكونوا مقيَّدين بعقيدة؛ فكانوا تقدُّميين. وما تعلَّموه اخبروا به الآخرين. ولم يكتسبوا الفضل في الامور التي علَّموها؛ فقد طلبوا ان يكونوا «متعلِّمين من (يهوه).» (يوحنا ٦:٤٥) وصاروا يقدِّرون ان يهوه يجعل فهم تفاصيل قصده ممكنا في وقته الخاص وبطريقته الخاصة. — دانيال ١٢:٩؛ قارنوا يوحنا ١٦:١٢، ١٣.
وتعلُّم امور جديدة يتطلب تعديلات في وجهة النظر. واذا كانت الاخطاء سيُعتَرف بها والتغييرات المفيدة ستُصنَع، يكون التواضع لازما. وهذه الصفة وثمارها مرضيَّة عند يهوه، ومثل هذا المسلك يروق بشدة محبي الحق. (صفنيا ٣:١٢) ولكن يهزأ به اولئك الذين يفتخرون بالعقائد التي بقيت دون تغيير لقرون عديدة، بالرغم من ان رجالا ناقصين صاغوها.
طريقة رجوع الرب
في منتصف سبعينات الـ ١٨٠٠ ادرك الاخ رصل وأولئك الذين كانوا يفحصون باجتهاد الاسفار المقدسة معه انه عندما يرجع الرب سيكون غير منظور للاعين البشرية. — يوحنا ١٤:٣، ١٩.
قال الاخ رصل في ما بعد: «شعرنا بالحزن الشديد حيال خطإ المؤمنين بالمجيء الثاني، الذين كانوا يتوقعون المسيح في الجسد، ويعلِّمون ان العالم وكل ما فيه ما عدا المؤمنين بالمجيء الثاني سيحترقون في السنة ١٨٧٣ او السنة ١٨٧٤، الذين جلبت تحديداتهم المسبقة للوقت وخيباتهم وأفكارهم غير المصقولة عموما في ما يتعلق بهدف وطريقة مجيئه شيئا من التعيير علينا وعلى جميع الذين يتوقون الى ملكوته المقبل وينادون به. ووجهات النظر الخاطئة هذه المقبولة عموما في ما يتعلق بهدف وطريقة رجوع الرب كليهما قادتني الى كتابة كراس — ‹هدف وطريقة رجوع ربنا.›» وهذا الكراس صدر في السنة ١٨٧٧. وكان الاخ رصل قد طبع منه نحو ٠٠٠,٥٠ نسخة ووزَّعها.
وفي هذا الكراس كتب: «نؤمن بأن الاسفار المقدسة تعلِّم انه عند مجيئه ولفترة بعد مجيئه، سيبقى غير منظور؛ وبعد ذلك يُظهِر او يبيِّن نفسه في الاحكام ومختلف الاشكال، بحيث ‹تنظره كل عين.›» وتأييدا لذلك ناقش آيات مثل اعمال ١:١١ («سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا» — اي غير منظور من العالم) ويوحنا ١٤:١٩ («بعد قليل لا يراني العالم ايضا»). وأشار الاخ رصل ايضا الى واقع ان مؤكد اللسانين، الذي صدر اولا بالشكل الكامل في السنة ١٨٦٤ مع ترجمة انكليزية حرفية ما بين السطور، اعطى الدليل على ان التعبير اليوناني پاروسيا يعني «حضورا.» وفي تحليل استعمال الكتاب المقدس لهذا الاصطلاح، اوضح رصل في هذا الكراس: «ان الكلمة اليونانية المستعملة عموما في الاشارة الى المجيء الثاني — پاروسيا، المترجمة تكرارا الى إتيان — تدل بشكل ثابت على الحضور الشخصي، أنه قد اتى، وصل، ولا تدل ابدا على انه في الطريق، كما نستعمل الكلمة إتيان.»
وعند مناقشة قصد حضور المسيح، اوضح رصل ان ذلك ليس شيئا يُنجَز في لحظة واحدة تهز العالم. «ان المجيء الثاني، كالاول،» كتب، «يغطي فترة من الوقت، وهو ليس حدثا للحظة.» وخلال ذلك الوقت، كتب، يُمنح «القطيع الصغير» مكافأتهم مع الرب كوارثين معه في ملكوته؛ والآخرون، ربما البلايين، يُمنحون فرصة للحياة الكاملة على ارض يجري ردّها الى جمال عدني. — لوقا ١٢:٣٢.
وفي مجرد سنين قليلة، على اساس درس اضافي للاسفار المقدسة، ادرك رصل ان المسيح لا يرجع بصورة غير منظورة فحسب بل يبقى ايضا غير منظور، حتى عندما يعرب عن حضوره بالحكم على الاشرار.
وفي السنة ١٨٧٦، عندما قرأ رصل للمرة الاولى نسخة من بشير الصباح، علم ان هنالك فريقا آخر كان يؤمن آنذاك بأن رجوع المسيح سيكون غير منظور ويقرن هذا الرجوع ببركات لجميع قبائل الارض. ومن السيد باربور، محرِّر تلك المطبوعة، صار رصل ايضا مقتنعا بأن حضور المسيح غير المنظور قد بدأ في السنة ١٨٧٤.i ولُفِت الانتباه في ما بعد الى ذلك بالعنوان الفرعي «بشير حضور المسيح،» الذي ظهر على غلاف برج مراقبة زيون.
والادراك ان حضور المسيح هو غير منظور صار اساسا مهما كان سيُبنى عليه فهم الكثير من نبوات الكتاب المقدس. فقد ادرك تلاميذ الكتاب المقدس الاولون هؤلاء ان حضور الرب يجب ان يكون موضع اهتمام رئيسي لجميع المسيحيين الحقيقيين. (مرقس ١٣:٣٣-٣٧) وكانوا مهتمين بشدة برجوع السيد ومنتبهين لواقع حيازتهم مسؤولية اعلانه، إلا انهم لم يكونوا قد فهموا بعدُ بوضوح جميع التفاصيل. ولكنَّ ما مكَّنهم روح اللّٰه من فهمه في وقت باكر جدا كان حقا لافتا للنظر. واحدى هذه الحقائق شملت تاريخا بالغ الاهمية وسمته نبوة الكتاب المقدس.
نهاية ازمنة الامم
ان مسألة جدول تواريخ الكتاب المقدس كانت لمدة طويلة موضع اهتمام كبير لتلاميذ الكتاب المقدس. فقد عرض المعلِّقون وجهات نظر متنوعة من نبوة يسوع عن «ازمنة الامم» وسجلّ النبي دانيال لحلم نبوخذنصر في ما يتعلق بساق اصل الشجرة الذي جرى تقييده لمدة «سبعة ازمنة.» — لوقا ٢١:٢٤؛ دانيال ٤:١٠-١٧.
وقديما في السنة ١٨٢٣ حسب جون أ. براون، الذي نُشر عمله في لندن، انكلترا، ان طول ‹السبعة ازمنة› لدانيال الاصحاح ٤ يساوي ٥٢٠,٢ سنة. لكنه لم يفهم بوضوح التاريخ الذي ابتدأت فيه الفترة النبوية او متى كانت ستنتهي. إلا انه ربط ‹السبعة ازمنة› هذه بأزمنة الامم في لوقا ٢١:٢٤. وفي السنة ١٨٤٤، لفت إ. ب. إليوت، رجل دين بريطاني، الانتباه الى السنة ١٩١٤ كتاريخ محتمل لنهاية ‹السبعة ازمنة› لدانيال، لكنه عرض ايضا وجهة نظر بديلة اشارت الى زمن الثورة الفرنسية. وعالج روبرت سيلي، من لندن، في السنة ١٨٤٩، المسألة بطريقة مماثلة. وعلى الاقل بحلول السنة ١٨٧٠، بيَّنت مطبوعة حرَّرها جوزيف سايس وعشراؤه وطُبِعت في فيلادلفيا، پنسلڤانيا، حسابات تشير الى السنة ١٩١٤ كتاريخ مهم، بالرغم من ان الحجة التي تضمنتها كانت مؤسسة على جدول تواريخ رفضه ت. ت. رصل في ما بعد.
ثم، في أعداد آب، ايلول، وتشرين الاول ١٨٧٥ من بشير الصباح ساعد ن. ه. باربور على التوفيق بين التفاصيل التي اشار اليها الآخرون. واذ استخدم جدول تواريخ جمعه كريستوفر بووين، رجل دين في انكلترا، ونشره إ. ب. إليوت، قرَن باربور بداية ازمنة الامم بخلع الملك صدقيا من الملك كما أُنبئ مسبقا في حزقيال ٢١:٢٥، ٢٦، وأشار الى السنة ١٩١٤ بصفتها تسم نهاية ازمنة الامم.
وفي وقت مبكر من السنة ١٨٧٦ تسلَّم ت. ت. رصل نسخة من بشير الصباح. فكتب حالا الى باربور ثم صرف وقتا معه في فيلادلفيا خلال الصيف، مناقشا، بين امور اخرى، الفترات النبوية. وبُعَيد ذلك، في مقالة بعنوان «ازمنة الامم: متى تنتهي؟»، حلَّل رصل ايضا المسألة من الاسفار المقدسة وصرَّح بأن الدليل يظهر ان «السبعة ازمنة ستنتهي في السنة ١٩١٤ بم.» وهذه المقالة طُبعت في عدد تشرين الاول ١٨٧٦ من فاحص الكتاب المقدس.j وكتاب العوالم الثلاثة، وحصاد هذا العالم، الذي انتجه في السنة ١٨٧٧ ن. ه. باربور بالتعاون مع ت. ت. رصل، اشار الى الاستنتاج نفسه. وبعد ذلك، لفتت أعداد باكرة من برج المراقبة، كالتي يرجع تاريخها الى كانون الاول ١٨٧٩ وتموز ١٨٨٠ (بالانكليزية)، الانتباه الى السنة ١٩١٤ بم بصفتها سنة بالغة الاهمية من وجهة نظر نبوة الكتاب المقدس. وفي السنة ١٨٨٩ خُصِّص كامل الفصل الرابع من المجلد الثاني من الفجر الالفي (الذي دُعي في ما بعد دروس في الاسفار المقدسة) لمناقشة «ازمنة الامم.» ولكن ماذا كانت ستعني نهاية ازمنة الامم؟
لم يكن تلاميذ الكتاب المقدس على يقين تام مما سيحدث. وكانوا مقتنعين بأنها لن تؤدي الى احتراق الارض ومحو الحياة البشرية. وبالاحرى، عرفوا انها كانت ستسم نقطة مهمة في ما يختص بالحكم الالهي. وفي بادئ الامر اعتقدوا انه بحلول ذلك التاريخ سيكون ملكوت اللّٰه قد حاز السيطرة الكونية الكاملة. وعندما لم يحدث ذلك، لم تتضعضع ثقتهم بنبوات الكتاب المقدس التي وسمت ذلك التاريخ. لكنهم استنتجوا ان هذا التاريخ وسم مجرد نقطة بداية في ما يتعلق بحكم الملكوت.
وبشكل مماثل، اعتقدوا ايضا في بادئ الامر ان اضطرابات عالمية النطاق تبلغ ذروتها في فوضى (فهموا انها ستقترن بقتال «ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء») كانت ستسبق ذلك التاريخ. (رؤيا ١٦:١٤) ولكن بعدئذ، قبل السنة ١٩١٤ بعشر سنين، اقترحت برج المراقبة ان الاضطراب العالمي النطاق الذي سيفضي الى تدمير المؤسسات البشرية كان سيأتي مباشرة بعد نهاية ازمنة الامم. وتوقعوا ان تسم السنة ١٩١٤ نقطة تحوُّل مهمة بالنسبة الى اورشليم، لان النبوة قالت ان ‹اورشليم ستكون مدوسة› حتى تكمَّل ازمنة الامم. وعندما رأوا السنة ١٩١٤ تقترب ولم يموتوا بعدُ كبشر و ‹يُخطفوا في السحب› لملاقاة الرب — وفقا لتوقعات ابكر — رجوا جدِّيا ان يحدث تغيُّرهم عند نهاية ازمنة الامم. — ١ تسالونيكي ٤:١٧.
واذ مرَّت السنون وفحصوا وأعادوا فحص الاسفار المقدسة، بقي ايمانهم بالنبوات قويا، ولم يمتنعوا عن التصريح بما توقعوا حدوثه. وبدرجات متفاوتة من النجاح، سعوا الى تجنُّب الجزم في التفاصيل غير المذكورة مباشرة في الاسفار المقدسة.
هل دقَّ «المنبِّه» قبل الاوان بكثير؟
اندلع اضطراب عظيم بالتأكيد على العالم في السنة ١٩١٤ عند نشوب الحرب العالمية الاولى، التي دُعيت لسنين عديدة الحرب الكبرى، لكنَّ ذلك لم يؤدِّ حالا الى قلب جميع السلطات البشرية الموجودة. واذ تطورت الاحداث المتعلقة بفلسطين عقب السنة ١٩١٤، اعتقد تلاميذ الكتاب المقدس انهم رأوا الدليل على تغييرات مهمة لاسرائيل. ولكن مرت اشهر ثم سنون، ولم ينل تلاميذ الكتاب المقدس مكافأتهم السماوية كما كانوا يتوقعون. فكيف كان ردّ فعلهم حيال ذلك؟
ان برج المراقبة عدد ١ شباط ١٩١٦ (بالانكليزية) لفتت الانتباه خصوصا الى «١ تشرين الاول ١٩١٤،» ثم قالت: «كانت هذه نقطة الزمن الاخيرة التي بيَّنها لنا جدول تواريخ الكتاب المقدس في ما يتعلق باختبارات الكنيسة. فهل اخبرنا الرب بأننا سنُؤخذ الى هناك [السماء]؟ كلا. ماذا قال؟ بدا ان كلمته واتمامات النبوة تشير بشكل لا يخطئ الى ان هذا التاريخ وسم نهاية ازمنة الامم. وقد استنتجنا من هذا ان ‹تغيُّر› الكنيسة سيجري في ذلك التاريخ او قبله. لكنَّ اللّٰه لم يخبرنا بأنه سيكون كذلك. وقد سمح لنا بالتوصل الى هذا الاستنتاج؛ ونعتقد انه كان امتحانا ضروريا على قديسي اللّٰه الاعزاء في كل مكان.» ولكن هل برهنت هذه التطورات ان رجاءهم المجيد كان عبثا؟ كلا. لقد عنت انه لم يكن كل شيء يحدث بالسرعة التي توقعوها.
قبل السنة ١٩١٤ بعدة سنين كتب رصل: «من الواضح انه لم يُقصد بجدول التواريخ (نبوات الوقت بصورة عامة) اعطاء شعب اللّٰه معلومات دقيقة بحسب الترتيب الزمني على مر القرون. فمن الواضح انه يُقصد به اكثر ان يخدم كمنبِّه يوقظ وينشّط شعب الرب في الوقت المناسب. . . . ولكن لنفرض، مثلا، ان تشرين الاول ١٩١٤ مرَّ ولم يحدث ايّ سقوط خطير لسلطة الامم. فماذا يبرهن او يدحض ذلك؟ انه لا يدحض ايّ وجه من نظام الدهور الالهي. فقيمة الفدية المنجَزة في الجلجثة لا تزال بمثابة ضمانة للاتمام الاخير للبرنامج الالهي العظيم من اجل الردّ البشري. و ‹الدعوة العليا› للكنيسة ان تتألم مع الفادي وأن تتمجد معه بصفتها اعضاءه او بصفتها عروسه لا تزال هي نفسها. . . . والشيء الوحيد الذي يؤثر فيه جدول التواريخ انما هو الوقت لتحقيق هذه الآمال المجيدة للكنيسة وللعالم. . . . واذا انقضى ذلك التاريخ فلا يبرهن ذلك إلا ان جدول تواريخنا، ‹منبِّهنا،› دقَّ قبل الوقت بقليل. فهل نعتبره كارثة كبيرة اذا ايقظنا منبِّهنا قبل لحظات قليلة في صباح يوم عظيم حافل بالفرح والسرور؟ طبعا لا!»
لكنَّ هذا «المنبِّه» لم يدقَّ قبل الاوان بكثير. وفي الواقع، ان الاختبارات التي ايقظتهم «الساعة» اليها هي التي لم تكن تماما ما كانوا قد توقعوه.
وبعد سنوات قليلة، عندما ازداد النور اشراقا، اعترفوا: «اعتقد كثيرون من القديسين الاعزاء ان كل العمل قد أُنجز. . . . لقد ابتهجوا بسبب البرهان الواضح على ان العالم قد انتهى، ان ملكوت السماء قريب، وأن يوم انقاذهم قد دنا. لكنهم غفلوا عن شيء آخر يجب فعله. فالبشارة التي تسلَّموها يجب اخبار الآخرين بها؛ لأن يسوع اوصى: ‹يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.› (متى ٢٤:١٤)» — برج المراقبة، ١ ايار ١٩٢٥ (بالانكليزية).
واذ بدأت الاحداث عقب السنة ١٩١٤ تنكشف، وقارنها تلاميذ الكتاب المقدس بما سبق وأنبأ به السيد، صاروا يقدِّرون تدريجيا انهم يعيشون الآن في الايام الاخيرة للنظام القديم وأنهم كانوا كذلك منذ السنة ١٩١٤. وصاروا يفهمون ايضا انه في السنة ١٩١٤ بدأ حضور المسيح غير المنظور وأن ذلك كان، ليس برجوعه الشخصي (حتى بشكل غير منظور) الى جوار الارض، بل بتوجيه انتباهه نحو الارض كملك حاكم. ورأوا وقبلوا المسؤولية الحيوية التي عُهد اليهم فيها وهي ان ينادوا «ببشارة الملكوت هذه» شهادة لجميع الامم خلال هذا الوقت الحرج من التاريخ البشري. — متى ٢٤:٣-١٤ .
وماذا كانت تماما الرسالة عن الملكوت التي وجب ان يكرزوا بها؟ وهل اختلفت بشيء عن رسالة مسيحيي القرن الاول؟
ملكوت اللّٰه، الرجاء الوحيد للجنس البشري
نتيجة الدرس الدقيق لكلمة اللّٰه، فهم تلاميذ الكتاب المقدس المقترنون بالاخ رصل ان ملكوت اللّٰه هو الحكومة التي كان يهوه قد وعد باقامتها بواسطة ابنه لمباركة الجنس البشري. ويسوع المسيح، في السماء، سيكون قد اشرك معه كحكام ‹قطيعا صغيرا› اختارهم اللّٰه من بين الجنس البشري. وفهموا ان هذه الحكومة سيمثِّلها رجال امناء قدماء يخدمون كأمراء في كل الارض. وقد اشير الى هؤلاء بأنهم «الجديرون القدامى.» — لوقا ١٢:٣٢؛ دانيال ٧:٢٧؛ رؤيا ٢٠:٦؛ مزمور ٤٥:١٦، عج.
علَّم العالم المسيحي لمدة طويلة ‹الحق الالهي للملوك› كوسيلة لابقاء الشعب في خضوع. لكنَّ تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء رأوا من الاسفار المقدسة ان مستقبل الحكومات البشرية لا تؤمِّنه ضمانة الهية. وانسجاما مع ما كانوا يتعلَّمونه، ذكرت برج المراقبة عدد كانون الاول ١٨٨١ (بالانكليزية): «ان اقامة هذا الملكوت ستشمل طبعا قلب جميع ممالك الارض، اذ انها جميعها — وحتى افضلها — مؤسسة على الجور والحقوق غير المتساوية وظلم الكثيرين والتحيُّز للقليلين — كما نقرأ: ‹تسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد.›» — دانيال ٢:٤٤.
أما عن الطريقة التي بها سيتم سحق تلك الممالك الظالمة، فكان لا يزال لدى تلاميذ الكتاب المقدس الكثير ليتعلَّموه. فلم يكونوا قد فهموا بعدُ بوضوح كيف ستمتد فوائد ملكوت اللّٰه الى كل الجنس البشري. لكنهم لم يخلطوا ملكوت اللّٰه بشعور غامض داخل قلب المرء او بحكم سلطة دينية تستعمل الدولة الدنيوية كذراع لها.
وبحلول السنة ١٩١٤ لم يكن خدام اللّٰه الامناء لما قبل المسيحية قد اقيموا على الارض كأمراء يمثِّلون الملك المسيَّاني، كما جرى توقعه، ولم يكن الباقون من «القطيع الصغير» قد انضموا الى المسيح في الملكوت المسيَّاني في تلك السنة. إلا ان برج المراقبة عدد ١٥ شباط ١٩١٥ (بالانكليزية) ذكرت بثقة ان السنة ١٩١٤ كانت الوقت المعيَّن ‹لربنا ليأخذ قدرته العظيمة ويملك،› منهيا بالتالي آلاف السنين من السيطرة الاممية غير المنقطعة. وفي عددها ١ تموز ١٩٢٠ (بالانكليزية) اكَّدت برج المراقبة من جديد هذا الموقف وقرنته بالبشارة التي سبق وأنبأ يسوع بأنه سينادَى بها في كل انحاء الارض قبل النهاية. (متى ٢٤:١٤) وفي محفل تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت، اوهايو، في السنة ١٩٢٢، جرى التصريح بهذا الفهم من جديد في قرار عام، والاخ رذرفورد حثّ المحتفلين: «أَعلنوا، أَعلنوا، أَعلنوا، الملك وملكوته.»
ولكن في ذلك الوقت شعر تلاميذ الكتاب المقدس بأن اقامة الملكوت، تأسيسه الكامل في السماء، لا يجري حتى يتمجد آخر اعضاء عروس المسيح. ولذلك جرى الوصول الى مَعْلَم حقيقي في السنة ١٩٢٥ عندما قدَّمت برج المراقبة عدد ١ آذار (بالانكليزية) المقالة «ولادة الامة.» فعرضت درسا للرؤيا الاصحاح ١٢ مثيرا للدهشة. وأعطت المقالة بالتفصيل الدليل على ان الملكوت المسيَّاني وُلد — تأسس — في السنة ١٩١٤، ان المسيح ابتدأ آنذاك يحكم من عرشه السماوي، وأن الشيطان بعد ذلك طُرح من السماء الى جوار الارض. وهذه كانت البشارة التي يجب المناداة بها، الخبر بأن ملكوت اللّٰه يعمل الآن. فكم حفز هذا الفهم المستنير اولئك المنادين بالملكوت الى الكرازة الى اقاصي الارض!
بكل وسيلة ملائمة قدَّم شعب يهوه الشهادة بأن ملكوت اللّٰه وحده يمكن ان يجلب الراحة الدائمة ويحلّ المشاكل العميقة الجذور التي تصيب الجنس البشري. ففي السنة ١٩٣١ أُذيعت هذه الرسالة بالراديو بواسطة ج. ف. رذرفورد عبر اوسع شبكة اذاعية اممية على الاطلاق. ونصُّ هذا البرنامج الاذاعي نُشر ايضا بلغات عديدة في كراس The Kingdom, the Hope of the World (الملكوت، رجاء العالم) — الذي وُزِّعت منه ملايين النسخ في غضون اشهر قليلة. وبالاضافة الى التوزيع الواسع النطاق على الناس، بُذِل جهد خصوصي لايصال النسخ الى ايدي السياسيين، رجال الاعمال البارزين، ورجال الدين.
وبين امور اخرى قال هذا الكراس: «لا يمكن لحكومات العالم الاثيمة الحاضرة ان تقدِّم للناس ايّ رجاء مهما يكن. فدينونة اللّٰه عليها تعلن انها يجب ان تُهلَك. ولذلك فإن رجاء العالم، والرجاء الوحيد، هو ملكوت اللّٰه او حكومته البارة برئاسة المسيح يسوع كحاكم غير منظور لها.» لقد ادركوا ان هذا الملكوت سيجلب السلام والامن الحقيقيين للجنس البشري. وفي ظل حكمه ستصير الارض فردوسا حقيقيا، ولن يكون هنالك مرض ولا موت في ما بعد. — رؤيا ٢١:٤، ٥.
تستمر بشارة ملكوت اللّٰه في ان تكون محور معتقدات شهود يهوه. ومنذ عدد ١ آذار ١٩٣٩ (بالانكليزية)، تحمل مجلتهم الرئيسية، الصادرة الآن بأكثر من ١١٠ لغات، العنوان برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه.
ولكن قبل ان يحوِّل حكم الملكوت الارض الى فردوس، يجب ان يولّي النظام الشرير الحاضر. فكيف سيُنجَز ذلك؟
قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء
هزَّت الحرب العالمية التي بدأت في السنة ١٩١٤ نظام الاشياء الموجود حتى اساساته. ولمدة من الوقت بدا ان الاحداث ستتطور كما توقعها تلاميذ الكتاب المقدس.
قديما في آب ١٨٨٠ كتب الاخ رصل: «نفهم انه قبل ردّ العائلة البشرية او حتى الابتداء بمباركتها ستنقلب جميع ممالك الارض الحاضرة التي تقيِّد وتظلم الجنس البشري الآن وأن ملكوت اللّٰه سيتولى زمام السيطرة وأن البركة والردّ يأتيان بواسطة الملكوت الجديد.» وكيف كان سيجري هذا ‹القلب للممالك›؟ على اساس الاحوال التي استطاع ان يراها تتطور في العالم آنذاك، اعتقد رصل انه خلال حرب هرمجدون سيستخدم اللّٰه الاحزاب المتنافسة للجنس البشري لقلب المؤسسات القائمة. قال: «ان عمل تدمير الامبراطورية البشرية يبدأ. والقوة التي ستقلبها منهمكة الآن في العمل. والناس ينظِّمون قواهم الآن تحت اسم الشيوعيين، الاشتراكيين، النِّهلِسْتيين، وهلم جرا.»
وكتاب يوم الانتقام (المسمَّى لاحقا معركة هرمجدون)، الصادر في السنة ١٨٩٧، توسَّع اكثر في الطريقة التي فهم بها تلاميذ الكتاب المقدس آنذاك المسألة، قائلا: «ان الرب، بعنايته الالهية المهيمنة، سيتولَّى عموما امر هذا الجيش العظيم من الساخطين — الوطنيين، المصلِحين، الاشتراكيين، الاخلاقيين، الفوضويين، الجهال واليائسين — ويستخدم آمالهم، مخاوفهم، حماقاتهم وأنانيتهم، بحسب حكمته الالهية، لتحقيق مقاصده العظيمة في قلب المؤسسات الحاضرة، وإعداد الانسان لملكوت البر.» وهكذا فهموا ان حرب هرمجدون ستقترن بثورة اجتماعية عنيفة.
ولكن هل كانت هرمجدون ستصير مجرد صراع بين احزاب متنافسة للجنس البشري، ثورة اجتماعية يستخدمها اللّٰه لقلب المؤسسات الموجودة؟ اذ مُنِح انتباه اضافي للآيات المتعلقة بهذه المسألة، لفتت برج المراقبة عدد ١٥ تموز ١٩٢٥ (بالانكليزية) الانتباه الى زكريا ١٤:١-٣ وقالت: «بهذا نفهم ان جميع امم الارض، تحت توجيه الشيطان، ستُجمَع لمحاربة صف اورشليم، اي اولئك الذين يتخذون موقفهم الى جانب الرب . . . رؤيا ١٦:١٤، ١٦.»
وفي السنة التالية، في كتاب Deliverance (الانقاذ)، جرى تركيز الانتباه على القصد الحقيقي لهذه الحرب بالقول: «والآن فإن يهوه، بحسب كلمته، سيظهر قدرته بوضوح وبشكل لا لَبْس فيه بحيث يقتنع الناس بأن مسلكهم اثيم ويفهمون ان يهوه هو اللّٰه. لهذا السبب جلب اللّٰه الطوفان العظيم، هدم برج بابل، اهلك جيش الملك الاشوري سنحاريب، وأغرق المصريين؛ ولهذا السبب ايضا سيجلب الآن اضطرابا عظيما آخر على العالم. والكوارث السابقة كانت مجرد ظلال للتي توشك ان تحدث الآن. والتجميع هو لليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء. انه ‹يوم الرب العظيم والمخوف› (يوئيل ٢:٣١) حين يصنع اللّٰه لنفسه اسما. وفي غمرة هذا الصراع العظيم والنهائي ستعلم الشعوب من كل امة وعشيرة ولسان ان يهوه هو الاله الكلي القدرة، الكلي الحكمة والعادل.» ولكن جرى تحذير خدام يهوه على الارض: «في هذه المعركة العظيمة لن يشترك ايّ مسيحي في القتال. وسبب عدم فعلهم ذلك هو ان يهوه قال: ‹الحرب ليست لكم بل للّٰه.›» والحرب التي يجري البحث فيها هنا ليست بالتأكيد الحرب التي خاضتها الامم، ابتداء من السنة ١٩١٤. انها ستأتي بعدُ.
كانت هنالك مسائل اخرى ايضا يلزم حلّها على اساس الاسفار المقدسة. وشملت احداها هوية اورشليم التي تكون مدوسة حتى نهاية ازمنة الامم، كما ذُكر في لوقا ٢١:٢٤؛ وما ارتبط بذلك هو تحديد هوية اسرائيل المشار اليها في نبوات الردّ العديدة.
هل كان اللّٰه سيردّ اليهود الى فلسطين؟
كان تلاميذ الكتاب المقدس مطلعين جيدا على نبوات الردّ العديدة التي سُلِّمت الى اسرائيل القديمة بواسطة انبياء اللّٰه. (ارميا ٣٠:١٨؛ ٣١:٨-١٠؛ عاموس ٩:١٤، ١٥؛ رومية ١١:٢٥، ٢٦) وحتى السنة ١٩٣٢ كانوا يفهمون ان هذه تنطبق على وجه التخصيص على اليهود الطبيعيين. وهكذا اعتقدوا ان اللّٰه سيرضى ثانية على اسرائيل، رادًّا اليهود تدريجيا الى فلسطين، فاتحا عيونهم على الحق في ما يتعلق بيسوع بصفته الفادي والملك المسيَّاني، ومستخدما اياهم كوكالة لتقديم البركات الى جميع الامم. وبهذا الفهم خاطب الاخ رصل جماهير كبيرة من المستمعين اليهود في نيويورك وكذلك في اوروپا حول موضوع «الصهيونية في النبوة،» وفي السنة ١٩٢٥ كتب الاخ رذرفورد كتاب Comfort for the Jews (تعزية لليهود).
ولكن اتَّضح تدريجيا ان ما كان يجري في فلسطين في ما يتعلق باليهود لم يكن الاتمام لنبوات يهوه العظيمة للردّ. فقد حلّ الخراب بأورشليم القرن الاول لأن اليهود رفضوا ابن اللّٰه، المسيَّا، المرسل باسم يهوه. (دانيال ٩:٢٥-٢٧؛ متى ٢٣:٣٨، ٣٩) واتضح اكثر فأكثر انهم كشعب لم يغيّروا موقفهم. ولم تكن هنالك توبة عن العمل الجائر الذي اقترفه آباؤهم. ورجوع البعض الى فلسطين لم يكن مدفوعا بأية محبة للّٰه او رغبة في ان يتمجد اسمه باتمام كلمته. وجرى شرح ذلك بوضوح في المجلد الثاني من التبرئة، الذي اصدرته جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في السنة ١٩٣٢.k وصحة هذا الموقف جرى تأكيدها في السنة ١٩٤٩، عندما صارت دولة اسرائيل، المشكَّلة حديثا آنذاك كأمة وكموطن لليهود، عضوا في الامم المتحدة، مظهرة بالتالي ان اتكالها لم يكن على يهوه بل على امم العالم السياسية.
وما كان يجري اتماما لنبوات الردّ هذه اشار الى اتجاه آخر. وابتدأ خدام يهوه يدركون ان اسرائيل الروحي، «اسرائيل اللّٰه،» المؤلَّف من المسيحيين الممسوحين بالروح، هم الذين، اتماما لقصد اللّٰه، يتمتعون بالسلام مع اللّٰه بواسطة يسوع المسيح. (غلاطية ٦:١٦) والآن انفتحت عيونهم ليروا في تعاملات اللّٰه مع هؤلاء المسيحيين الحقيقيين اتماما روحيا بديعا لوعود الردّ هذه. وعلى مر الوقت ابتدأوا يدركون ايضا ان اورشليم التي رُفِّعت عند نهاية ازمنة الامم لم تكن مجرد مدينة ارضية، او حتى شعب على الارض ممثَّل بتلك المدينة، بل بالاحرى «اورشليم السماوية،» حيث قلَّد يهوه ابنه، يسوع المسيح، سلطة الحكم في السنة ١٩١٤. — عبرانيين ١٢:٢٢.
واذ اتضحت هذه المسائل، صار شهود يهوه في وضع افضل ليتمِّموا، دون تحيُّز الى ايّ فريق، تعيين الكرازة ببشارة الملكوت «في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.» — متى ٢٤:١٤.
فلمَن كان سيُعطى الفضل في جميع تفاسير الكتاب المقدس هذه التي ظهرت في مطبوعات برج المراقبة؟
الوسيلة التي يتعلَّم بها خدام يهوه
سبق وأنبأ يسوع المسيح انه بعد رجوعه الى السماء سيرسل الى تلاميذه الروح القدس. وهذا سيكون بمثابة معين، يرشدهم «الى جميع الحق.» (يوحنا ١٤:٢٦؛ ١٦:٧، ١٣) وقال يسوع ايضا انه بصفته رب او سيِّد المسيحيين الحقيقيين، سيكون لديه ‹عبد امين حكيم،› ‹وكيل امين،› يعطي الطعام الروحي «في حينه» للخدم، الفعلة في بيت الايمان. (متى ٢٤:٤٥-٤٧؛ لوقا ١٢:٤٢) فمَن هو العبد الامين الحكيم هذا؟
ان العدد الاول نفسه من برج المراقبة اشار الى متى ٢٤:٤٥-٤٧ عندما ذكر ان هدف ناشري هذه المجلة هو التنبُّه للاحداث في ما يتعلق بحضور المسيح وإعطاء «الطعام [الروحي] في حينه» لأهل بيت الايمان. لكنَّ محرِّر المجلة لم يكن هو نفسه يدَّعي انه العبد الامين الحكيم، او «الخادم الامين والحكيم» (بحسب نقل ترجمة الملك جيمس).
وهكذا، في عدد تشرين الاول-تشرين الثاني ١٨٨١ (بالانكليزية) من المجلة، ذكر ت. ت. رصل: «نعتقد ان كل عضو من جسد المسيح هذا منهمك في العمل المبارَك، إما بشكل مباشر او غير مباشر، لاعطاء الطعام في حينه لأهل بيت الايمان. ‹فمَن هو الخادم الامين والحكيم الذي اقامه سيده على اهل بيته،› ليعطيهم الطعام في حينه؟ أليس هو ذلك ‹القطيع الصغير› من الخدام المكرَّسين الذين يتمِّمون بأمانة نذور تكريسهم — جسد المسيح — وأيضا أليس هو كامل الجسد افراديا وجماعيا، الذي يعطي الطعام في حينه لأهل بيت الايمان — الجماعة الكبيرة من المؤمنين؟ مبارَك هو ذلك الخادم (كامل جسد المسيح) الذي اذا جاء (باليونانية، إلثون) سيده يجده يفعل هكذا. ‹الحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله.›»
ولكن، بعد اكثر من عقد، عبَّرت زوجة الاخ رصل علانية عن الفكرة ان رصل نفسه كان الخادم الامين والحكيم.l والنظرة التي جاهرت بها في ما يختص بهوية ‹الخادم الامين› صارت مقبولة عموما من قبل تلاميذ الكتاب المقدس لنحو ٣٠ سنة. والاخ رصل لم يرفض نظرتهم، لكنه تجنَّب شخصيا صنع مثل هذا التطبيق للآية، مشدِّدا على مقاومته لفكرة صف رجال دين مفوَّض اليهم ان يعلِّموا كلمة اللّٰه بالتباين مع صف غير اكليريكي لم يفوَّض اليه ذلك. والفهم الذي عبَّر عنه الاخ رصل في السنة ١٨٨١ ان الخادم الامين والحكيم كان في الحقيقة خادما جماعيا، مؤلَّفا من جميع اعضاء جسد المسيح الممسوحين بالروح على الارض، جرى تأكيده من جديد في برج المراقبة ١٥ شباط ١٩٢٧ (بالانكليزية). — قارنوا اشعياء ٤٣:١٠.
وكيف نظر الاخ رصل الى دوره الخاص؟ هل ادَّعى اعلانا خصوصيا من اللّٰه؟ في برج المراقبة عدد ١٥ تموز ١٩٠٦ (الصفحة ٢٢٩، بالانكليزية)، اجاب رصل بتواضع: «كلا، ايها الرفقاء الاعزاء، انا لا ادَّعي شيئا من التفوق، ولا القوة فوق الطبيعة البشرية، المنزلة او السلطة؛ ولا اطمح الى ترفيع نفسي في رأي اخوتي من اهل بيت الايمان، إلا بالمعنى الذي حث عليه السيد، قائلا، ‹مَن اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا.› (متى ٢٠:٢٧) . . . والحقائق التي اعرضها، كناطق بلسان اللّٰه، لم تُعلَن في رؤى او احلام، ولا بصوت اللّٰه المسموع، ولا كلها دفعة واحدة، بل تدريجيا . . . ولا هذا الكشف الواضح للحق بسبب اية براعة بشرية او حدَّة ادراك، بل بسبب الواقع البسيط ان وقت اللّٰه المعيَّن قد حان؛ وإن لم اتكلم، ولم يكن ممكنا ان يوجد وكيل آخر، فالحجارة تصرخ.»
جرى تشجيع قرَّاء برج المراقبة على التطلع الى يهوه بصفته معلِّمهم العظيم، تماما كما يجري تشجيع جميع شهود يهوه اليوم. (اشعياء ٣٠:٢٠، عج) وهذا الامر شُدِّد عليه بقوة في برج المراقبة ١ تشرين الثاني ١٩٣١ (بالانكليزية) في المقالة «متعلِّمون من اللّٰه،» التي ذكرت: «تعترف برج المراقبة بأن الحق هو ليهوه، وليس لأيّ مخلوق. وبرج المراقبة ليست اداة ايّ انسان او فريق من الناس، وهي لا تصدر وفق اهواء الناس. . . . يهوه اللّٰه هو المعلِّم العظيم لاولاده. ولا ريب في ان نشر هذه الحقائق يقدِّمه رجال ناقصون، ولهذا السبب ليست كاملة تماما في الشكل؛ إلا انها مقدَّمة بشكل يعكس حق اللّٰه الذي يعلِّمه لاولاده.»
في القرن الاول، عندما كانت تنشأ اسئلة تتعلق بالعقيدة او الاجراء، كانت تُحال هذه الى هيئة حاكمة مركزية مؤلَّفة من شيوخ بالمعنى الروحي. وكانت القرارات تُتَّخذ بعد التأمل في ما تقوله الاسفار المقدسة الموحى بها فضلا عن دليل النشاط المنسجم مع هذه الاسفار والمزدهر نتيجة عمل الروح القدس. وكانت القرارات تُنقَل كتابيا الى الجماعات. (اعمال ١٥:١–١٦:٥) وهذا الاجراء نفسه يُعمَل به بين شهود يهوه اليوم.
ويزوَّد الارشاد الروحي بواسطة مقالات المجلات، الكتب، برامج المحافل، وموجز خطابات الجماعات — وكلها تُعَدّ تحت توجيه الهيئة الحاكمة للعبد الامين الحكيم. ويُظهر مضمونها بوضوح ان ما سبق وأنبأ به يسوع يصحّ اليوم — أن لديه حقا صف عبد امين حكيم يعلِّم بولاء ‹جميع ما اوصى به›؛ أن هذه الوكالة ‹ساهرة،› متنبِّهة للاحداث اتماما لنبوة الكتاب المقدس وخصوصا المتعلقة بحضور المسيح؛ أنها تساعد الناس الخائفين اللّٰه على فهم ما يشمله ‹حفظ› الامور التي اوصى بها يسوع مما يبرهن أنهم حقا تلاميذه. — متى ٢٤:٤٢؛ ٢٨:٢٠؛ يوحنا ٨:٣١، ٣٢.
وتدريجيا، على مر السنين، أُزيلت الممارسات التي ربما كان لها تأثير في لفت انتباه غير مناسب الى بعض البشر في ما يتعلق بإعداد الطعام الروحي. وحتى موت ت. ت. رصل، كان اسمه يُدرَج كمحرر في كل عدد تقريبا من برج المراقبة. وأسماء الآخرين الذين يقدِّمون مواد للنشر او الاحرف الاولى من اسمائهم غالبا ما كانت تظهر في نهاية المقالات التي اعدّوها. ثم، ابتداء من عدد ١ كانون الاول ١٩١٦ (بالانكليزية)، عوضا عن اظهار اسم رجل واحد كمحرر، ادرجت برج المراقبة اسماء لجنة التحرير. وفي عدد ١٥ تشرين الاول ١٩٣١ (بالانكليزية)، أُزيلت هذه اللائحة ايضا وحلَّت مكانها اشعياء ٥٤:١٣. وكما اقتُبِست من الترجمة الاميركية القانونية، تقول: «وكل اولادك يتعلَّمون من يهوه؛ وسلام اولادك يكون كثيرا.» ومنذ السنة ١٩٤٢ صارت القاعدة العامة ان لا تلفت المطبوعات التي تصدرها جمعية برج المراقبة الانتباه الى ايّ فرد بصفته الكاتب.a وتحت اشراف الهيئة الحاكمة كان مسيحيون منتذرون في اميركا الشمالية والجنوبية، اوروپا، افريقيا، آسيا، وجزر البحر، يشتركون في تحضير مثل هذه المواد لتستخدمها جماعات شهود يهوه في كل العالم. ولكنَّ كل الفضل يُعطَى ليهوه اللّٰه.
النور يشرق اكثر فأكثر
كما ينعكس في تاريخهم العصري، كان اختبار شهود يهوه كذاك الموصوف في الامثال ٤:١٨: «أما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل.» واشراق النور كان متدرِّجا، تماما كما ان نور الفجر الباكر يتبعه شروق الشمس والنور الكامل ليوم جديد. واذ نظروا الى الامور في ضوء ما كان متوافرا، كانت لديهم احيانا مفاهيم ناقصة، وحتى غير دقيقة. وبالرغم من محاولاتهم الجدية، لم يتمكنوا من فهم نبوات معيَّنة حتى ابتدأت هذه تختبر الاتمام. واذ ألقى يهوه مزيدا من النور على كلمته بواسطة روحه، كان خدامه مستعدين بتواضع لصنع التعديلات اللازمة.
ومثل هذا الفهم المتدرِّج لم يقتصر على الفترة الباكرة من تاريخهم العصري. فهو يستمر حتى الوقت الحاضر. مثلا، في السنة ١٩٦٢ كان هنالك تعديل للفهم بخصوص «السلاطين الفائقة» لرومية ١٣:١-٧ .
فلسنوات عديدة علَّم تلاميذ الكتاب المقدس ان «السلطات العليا» (مج) هي يهوه اللّٰه ويسوع المسيح. ولماذا؟ في عددي برج المراقبة ١ حزيران و ١٥ حزيران ١٩٢٩ (بالانكليزية) أُشير الى مجموعة منوَّعة من الشرائع الدنيوية، وأُظهِر ان ما يُسمَح به في البلد الواحد يُمنع في الآخر. ولُفِت الانتباه ايضا الى الشرائع الدنيوية التي تتطلَّب من الناس ان يفعلوا ما يحظره اللّٰه او تمنع ما يوصي اللّٰه خدامه بفعله. وبسبب رغبتهم الجدية في اظهار الاحترام لسلطة اللّٰه العليا، بدا لتلاميذ الكتاب المقدس ان «السلطات العليا» لا بد ان تكون يهوه اللّٰه ويسوع المسيح. ومع ذلك اطاعوا الشرائع الدنيوية، لكنَّ التشديد كان على اطاعة اللّٰه اولا. وكان ذلك درسا مهما، درسا حصَّنهم خلال سنوات الاضطراب العالمي التي تلت. إلا انهم لم يفهموا بوضوح ما تقوله رومية ١٣:١-٧.
وبعد سنوات جرى القيام بتحليل دقيق للآية من جديد، مع قرينتها ومعناها على ضوء باقي الكتاب المقدس كله. ونتيجة لذلك، في السنة ١٩٦٢ جرى الاعتراف بأن «السلاطين الفائقة» هي الحكام الدنيويون، ولكن بمساعدة ترجمة العالم الجديد فُهِم بوضوح مبدأ الخضوع النسبي.b ولم يستلزم ذلك ايّ تغيير رئيسي في موقف شهود يهوه من حكومات العالم، ولكن صحَّح فهمهم لجزء مهم من الاسفار المقدسة. وفي مجرى ذلك كانت هنالك فرصة ليتأمل الشهود باعتناء افراديا في ما اذا كانوا يحيون حقا وفقا لمسؤولياتهم تجاه اللّٰه والسلطات الدنيوية على حد سواء. وهذا الفهم الواضح ‹للسلاطين الفائقة› كان بمثابة حماية لشهود يهوه، وخصوصا في البلدان التي ادَّى فيها جيشان القومية والمطالبة الصاخبة بحرية اعظم الى اندلاع العنف وتشكيل حكومات جديدة.
وفي السنة التالية، ١٩٦٣، جرى تقديم تطبيق موسَّع ‹لبابل العظيمة.›c (رؤيا ١٧:٥) فمراجعة التاريخ الدنيوي والديني اوصلت الى الاستنتاج ان تأثير بابل القديمة تخلل لا العالم المسيحي فحسب بل كل ناحية من الارض. وهكذا فُهِم ان بابل العظيمة هي كامل الامبراطورية العالمية للدين الباطل. ومعرفة ذلك مكَّنت شهود يهوه من مساعدة اناس اكثر، من مختلف الخلفيات، على التجاوب مع امر الكتاب المقدس: «اخرجوا منها يا شعبي.» — رؤيا ١٨:٤.
حقا، ان كشف الاحداث المنبإ بها في كامل سفر الرؤيا زوَّد وفرة من الانارة الروحية. ففي السنة ١٩١٧ نُشِر درس لسفر الرؤيا في كتاب السر المنتهي. لكنَّ «يوم الرب،» المشار اليه في الرؤيا ١:١٠، كان في مجرد البداية آنذاك؛ والكثير مما أُنبئ به لم يكن قد حدث بعدُ ولم يكن مفهوما بوضوح. لكنَّ التطورات خلال السنوات التي تلت ألقت نورا اسطع على معنى ذلك الجزء من الكتاب المقدس، وكان لهذه الاحداث تأثير عميق في الدرس المنير جدا للرؤيا الذي نُشِر في السنة ١٩٣٠ في مجلدين بعنوان Light (النور). وخلال ستينات الـ ١٩٠٠ ظهرت مواد احدث في كتابَي Babylon the Great Has Fallen!” God’s Kingdom Rules! («سقطت بابل العظيمة!» ملكوت اللّٰه يسود!) و “Then Is Finished the Mystery of God” («حينئذ يتم سر اللّٰه»). وبعد عقدين جرى درس عميق آخر لذلك الجزء من الكتاب المقدس. واللغة المجازية لسفر الرؤيا حُلِّلت باعتناء على ضوء تعابير مماثلة في اجزاء اخرى من الكتاب المقدس. (١ كورنثوس ٢:١٠-١٣) وأحداث القرن العشرين اتماما للنبوات جرت مراجعتها. ونُشِرت النتائج في السنة ١٩٨٨ في الكتاب المثير الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
خلال السنوات الباكرة لتاريخهم العصري وُضِعت الاساسات وزُوِّد الكثير من الطعام الروحي القيِّم. وفي السنوات الاخيرة زُوِّد تنوُّع اعظم من مواد درس الكتاب المقدس لسدّ حاجات المسيحيين الناضجين والتلاميذ الجدد من خلفيات كثيرة على السواء. والدرس المستمر للاسفار المقدسة، اضافة الى اتمام النبوة الالهية، مكَّن في حالات كثيرة من التعبير عن تعاليم الكتاب المقدس بأكثر وضوح. ولأن درسهم لكلمة اللّٰه تقدُّمي، لدى شهود يهوه وفرة من الطعام الروحي، تماما كما سبقت وأنبأت الاسفار المقدسة انه سيصح في خدام اللّٰه. (اشعياء ٦٥:١٣، ١٤) والتعديلات في وجهة النظر لا تُصنع ابدا بهدف الصيرورة مقبولين اكثر عند العالم بتبنّي قيمه الادبية المنحطة. وعلى العكس، يظهر تاريخ شهود يهوه ان التغييرات تُصنع بهدف الالتصاق على نحو اوثق ايضا بالكتاب المقدس، متمثلين اكثر بمسيحيي القرن الاول الامناء، وبالتالي مقبولين اكثر عند اللّٰه.
وهكذا فإن اختبارهم ينسجم مع صلاة الرسول بولس، الذي كتب الى الرفقاء المسيحيين: «نحن . . . لم نزل مصلِّين وطالبين لاجلكم ان تمتلئوا من معرفة مشيئته (الدقيقة) في كل حكمة وفهم روحي لتسلكوا كما يحق (ليهوه) في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح ونامين في معرفة اللّٰه (الدقيقة).» — كولوسي ١:٩، ١٠.
وهذا النمو في معرفة اللّٰه الدقيقة كانت له علاقة ايضا باسمهم — شهود يهوه.
[الحواشي]
a برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح، ١٥ تموز ١٩٠٦، الصفحات ٢٢٩-٢٣١ (بالانكليزية).
b انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك، المجلد ٢، الصفحة ١١٧٦ (بالانكليزية).
c مثلا: (١) بحلول القرن الـ ١٦ كانت الحركات المعارضة للثالوث قوية في اوروپا. مثلا، فِرَنْتْس داڤيد (١٥١٠-١٥٧٩)، هنڠاري، عرف وعلَّم ان عقيدة الثالوث ليست مؤسسة على الاسفار المقدسة. وبسبب معتقداته مات في السجن. (٢) الكنيسة المصلَحة الصغرى، التي ازدهرت في پولندا لنحو مئة سنة خلال القرنين الـ ١٦ و ١٧، رفضت ايضا الثالوث، والموالون لتلك الكنيسة وزَّعوا المطبوعات في كل انحاء اوروپا، الى ان نجح اليسوعيون في نفيهم من پولندا. (٣) السّر اسحق نيوتن (١٦٤٢-١٧٢٧)، في انكلترا، رفض عقيدة الثالوث وكتب اسبابا مفصَّلة تاريخية ومؤسسة على الاسفار المقدسة لفعل ذلك، ولكنه لم ينشرها في اثناء حياته، وكما يتضح بسبب الخوف من العواقب. (٤) بين آخرين في اميركا، شهَّر هنري ڠرُو الثالوث بصفته غير مؤسس على الاسفار المقدسة. وفي السنة ١٨٢٤ عالج هذه المسألة باسهاب في فحص للشهادة الالهية عن شخصية ابن اللّٰه.
d انظروا ايضا دروس في الاسفار المقدسة، السلسلة ٥، الصفحات ٤١-٨٢.
e المناقشات الشاملة للدليل التاريخي والمؤسس على الاسفار المقدسة حول هذا الموضوع نشرتها جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في اوقات مختلفة. انظروا “The Word” — Who Is He? According to John” («الكلمة» — من هو؟ بحسب شهادة يوحنا) (١٩٦٢)، “Things in Which It Is Impossible for God to Lie” («أمور لا يمكن ان اللّٰه يكذب فيها») (١٩٦٥)، Reasoning From the Scriptures (المباحثة من الاسفار المقدسة) (١٩٨٥)، و Should You Believe in the Trinity? (هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟) (١٩٨٩).
f ان ما تقوله الاسفار المقدسة عن النفس معروف لدى العلماء اليهود وكذلك علماء العالم المسيحي، ولكن نادرا ما يجري تعليمه في اماكن عبادتهم. انظروا دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة (١٩٦٧)، المجلد ١٣، الصفحتين ٤٤٩، ٤٥٠؛ قاموس إيردمنز للكتاب المقدس (١٩٨٧)، الصفحتين ٩٦٤، ٩٦٥؛ قاموس المفسِّر للكتاب المقدس بقلم جي. باتريك (١٩٦٢)، المجلد ١، الصفحة ٨٠٢؛ دائرة المعارف اليهودية (١٩١٠)، المجلد ٦، الصفحة ٥٦٤.
g في مناقشة اكثر تفصيلا للموضوع، في السنة ١٩٥٥، بيَّن كراس What Do the Scriptures Say About “Survival After Death”? (ماذا تقول الاسفار المقدسة عن «الحياة بعد الموت»؟) ان سجل الكتاب المقدس يظهر ان الشيطان شجع في الواقع حواء على الاعتقاد انها لن تموت في الجسد نتيجة تجاهل تحريم اللّٰه الاكل من ثمر «شجرة معرفة الخير والشر.» (تكوين ٢:١٦، ١٧؛ ٣:٤) وبعد مدة تبرهن بوضوح بطلان ذلك، ولكن كانت هنالك تطورات اضافية لها جذورها في تلك الكذبة الاولى. فالناس تبنَّوا الفكرة ان جزءا غير منظور من الانسان يبقى حيا. وعقب الطوفان ايام نوح عزَّزت هذه الفكرة الممارسات الارواحية الابليسية المنبثقة من بابل. — اشعياء ٤٧:١، ١٢؛ تثنية ١٨:١٠، ١١.
h ادَّعى باربور الايمان بالفدية، أن المسيح مات لاجلنا. وما رفضه كان فكرة «الاستبدال» — أن المسيح مات عوضا عنا، أنه بموته دفع المسيح جزاء الخطية عن ذرية آدم.
i ان ما اثَّر في ذلك هو الاعتقاد ان الالف السابع للتاريخ البشري بدأ في السنة ١٨٧٣ وأن فترة من عدم الرضى الالهي (بطول مساوٍ لفترة سابقة اعتُبرت فترة رضى) على اسرائيل الطبيعي كانت ستنتهي في السنة ١٨٧٨. والتقويم كان خاطئا بسبب الاعتماد على نقل غير دقيق للاعمال ١٣:٢٠ في ترجمة الملك جيمس، الاعتقاد ان هنالك خطأ نسخيا في ١ ملوك ٦:١، والفشل في اعتبار جداول الحوادث المتزامنة للكتاب المقدس في تأريخ فترات حكم ملوك يهوذا واسرائيل. وقد نُشِر فهم اوضح لجدول تواريخ الكتاب المقدس في السنة ١٩٤٣، في كتاب “The Truth Shall Make You Free” («الحق يحرركم»)، ثم نُقِّح في السنة التالية في كتاب “The Kingdom Is at Hand” («الملكوت قريب»)، وكذلك في مطبوعات لاحقة.
j مجلة من اصدار جورج ستورز، بروكلين، نيويورك.
k في السنة ١٩٧٨، عندما طُلب منها تصريح للصحافة عن موقف شهود يهوه من الصهيونية، قالت الهيئة الحاكمة: «يستمر شهود يهوه في اتخاذ الموقف المؤسس على الكتاب المقدس للكينونة حياديين ازاء الحركات السياسية والحكومات جميعها. وهم مقتنعون بأنه لن تحقق اية حركة بشرية ما يمكن لملكوت اللّٰه السماوي وحده ان ينجزه.»
l من المحزن انه بعد ذلك بوقت قصير فقط انفصلت عنه بسبب رغبتها الخاصة في البروز الشخصي.
a أما في البلدان حيث يتطلب القانون ذلك فيمكن تسمية ممثِّل محلي بصفته مسؤولا عما يُنشَر.
b برج المراقبة، ١ حزيران، ١٥ حزيران، و ١ تموز ١٩٦٣ (١ تشرين الثاني، ١٥ تشرين الثاني، و ١ كانون الاول ١٩٦٢، بالانكليزية).
c برج المراقبة، ١ تموز و ١٥ ايار ١٩٦٤ (١٥ تشرين الثاني و ١ كانون الاول ١٩٦٣، بالانكليزية).
[النبذة في الصفحة ١٢٠]
ت. ت. رصل اعترف جهارا بالمساعدة التي اتت من الآخرين في سنواته الباكرة لدرس الكتاب المقدس
[النبذة في الصفحة ١٢٢]
فحصوا شخصيا الدليل على ان الكتاب المقدس هو حقا كلمة اللّٰه
[النبذة في الصفحة ١٢٣]
ادرك تلاميذ الكتاب المقدس ان عدل اللّٰه هو في توازن كامل مع حكمته، محبته، وقدرته
[النبذة في الصفحة ١٢٧]
رأى رصل بوضوح ان الهاوية ليست مكانا للعذاب بعد الموت
[النبذة في الصفحة ١٢٨]
معظم الناس العقلاء لا يؤمنون بعقيدة نار الهاوية
[النبذة في الصفحة ١٣٢]
موقف رصل الثابت من الفدية كانت له نتائج بعيدة المدى.
[النبذة في الصفحة ١٣٥]
استطاعوا ان يروا ان نبوة الكتاب المقدس وسمت بوضوح السنة ١٩١٤
[النبذة في الصفحة ١٣٦]
لم يحدث كل شيء بالسرعة التي توقعوها
[النبذة في الصفحة ١٣٩]
البشارة التي يجب المناداة بها: ملكوت اللّٰه يعمل الآن!
[النبذة في الصفحة ١٤٠]
هل ستكون هرمجدون مجرد ثورة اجتماعية؟
[النبذة في الصفحة ١٤١]
اخيرا، في السنة ١٩٣٢، حُدِّدت هوية «اسرائيل اللّٰه» الحقيقي
[النبذة في الصفحة ١٤٣]
«العبد الامين الحكيم» — شخص ام صف؟
[النبذة في الصفحة ١٤٦]
تدريجيا، أُزيلت الممارسات التي ربما لفتت انتباها غير مناسب الى بعض البشر
[النبذة في الصفحة ١٤٨]
التغييرات المصنوعة هي بهدف الالتصاق على نحو اوثق ايضا بكلمة اللّٰه
[الاطار في الصفحة ١٢٤]
اعلان اسم اللّٰه
◆ منذ السنة ١٩٣١ يُستعمل الاسم شهود يهوه لتعيين هوية اولئك الذين يعبدون ويخدمون يهوه بصفته الاله الحقيقي الوحيد.
◆ منذ ١٥ تشرين الاول ١٩٣١ يظهر اسم اللّٰه الشخصي، يهوه، على الغلاف الامامي لكل عدد من مجلة «برج المراقبة.»
◆ في الوقت الذي فيه كان اسم اللّٰه الشخصي يُحذَف من معظم ترجمات الكتاب المقدس الحديثة، ابتدأ شهود يهوه ينشرون، في السنة ١٩٥٠، «ترجمة العالم الجديد،» التي ردَّت الاسم الالهي الى مكانه الصحيح.
◆ بالاضافة الى الكتاب المقدس نفسه، اصدرت جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس الكثير من المطبوعات الاخرى لتركيز اهتمام خصوصي على الاسم الالهي — مثلا، الكتب ”Jehovah“ («يهوه») (١٩٣٤)، “Let Your Name Be Sanctified” («ليتقدس اسمك») (١٩٦١)، و “‘The Nations Shall Know That I Am Jehovah’ — How?” («‹تعلم الامم اني انا يهوه› — كيف؟») (١٩٧١)، فضلا عن الكراسة “The Divine Name That Will Endure Forever” («الاسم الالهي الذي سيثبت الى الابد») (١٩٨٤).
[الاطار في الصفحة ١٢٦]
‹أنناقض المسيح نفسه؟›
بعد تشهير عقيدة الثالوث غير المؤسسة على الكتاب المقدس وغير المعقولة، عبَّر ت. ت. رصل عن سخط بار عندما سأل: «أنناقض اذًا الرسل والانبياء ويسوع نفسه، ونتجاهل العقل والحس العام، لكي نتمسك بعقيدة سلَّمتها الينا من الماضي المظلم الذي سادته الخرافات، كنيسة مرتدة فاسدة؟ كلا! ‹الى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر.›» — «برج المراقبة،» ١٥ آب ١٩١٥ (بالانكليزية).
[الاطار في الصفحة ١٣٣]
الحق التقدُّمي
في السنة ١٨٨٢، كتب ت. ت. رصل: «الكتاب المقدس هو مقياسنا الوحيد، وتعاليمه هي قانوننا الوحيد، واذ ندرك الميزة التقدُّمية لكشف حقائق الاسفار المقدسة، نكون جاهزين ومستعدين للاضافة الى او تعديل قانوننا (ايماننا — معتقدنا) فيما نحصل على مزيد من النور من مقياسنا.» — «برج المراقبة،» نيسان ١٨٨٢، ص ٧ (بالانكليزية).
[الاطار في الصفحتين ١٤٤ و ١٤٥]
معتقدات شهود يهوه
◆ الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الموحى بها. (٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧)
ما يحتويه ليس مجرد تاريخ او رأي بشري بل كلمة اللّٰه، المسجلة لفائدتنا. (٢ بطرس ١:٢١؛ رومية ١٥:٤؛ ١ كورنثوس ١٠:١١)
◆ يهوه هو الاله الحقيقي الوحيد. (مزمور ٨٣:١٨؛ تثنية ٤:٣٩)
يهوه هو خالق كل الاشياء، وبهذه الصفة يستحق وحده ان يُعبَد. (رؤيا ٤:١١؛ لوقا ٤:٨)
يهوه هو المتسلط الكوني، الذي ندين له بالطاعة التامة. (اعمال ٤:٢٤؛ دانيال ٤:١٧؛ اعمال ٥:٢٩)
◆ يسوع المسيح هو ابن اللّٰه الوحيد، الشخص الوحيد المخلوق مباشرة من اللّٰه نفسه. (١ يوحنا ٤:٩؛ كولوسي ١:١٣-١٦)
يسوع كان بكر خلائق اللّٰه؛ وهكذا، قبل ان حُبل به ووُلد كانسان، عاش يسوع في السماء. (رؤيا ٣:١٤؛ يوحنا ٨:٢٣، ٥٨).
يعبد يسوع اباه بصفته الاله الحقيقي الوحيد؛ ولم يدَّعِ يسوع قط المساواة باللّٰه. (يوحنا ١٧:٣؛ ٢٠:١٧؛ ١٤:٢٨)
بذل يسوع حياته البشرية الكاملة فدية عن الجنس البشري. وذبيحته تجعل الحياة الابدية ممكنة لجميع الذين يمارسون الايمان به حقا. (مرقس ١٠:٤٥؛ يوحنا ٣:١٦، ٣٦)
أُقيم يسوع من الاموات كشخص روحاني خالد. (١ بطرس ٣:١٨؛ رومية ٦:٩)
رجع يسوع (اذ وجَّه انتباهه كملك نحو الارض) وهو الآن حاضر كروح مجيد. (متى ٢٤:٣، ٢٣-٢٧؛ ٢٥:٣١-٣٣؛ يوحنا ١٤:١٩)
◆ الشيطان هو «رئيس هذا العالم» غير المنظور. (يوحنا ١٢:٣١ ؛ ١ يوحنا ٥:١٩)
في الاصل كان ابنا كاملا للّٰه، لكنه سمح لمشاعر الاهمية الذاتية بأن تتطور في قلبه، اشتهى العبادة التي هي ليهوه فقط، وأغرى آدم وحواء بإطاعته عوضا عن الاصغاء الى اللّٰه. وهكذا جعل نفسه شيطانا، الذي يعني «مقاوما.» (يوحنا ٨:٤٤؛ تكوين ٣:١-٥؛ قارنوا تثنية ٣٢:٤، ٥؛ يعقوب ١:١٤، ١٥؛ لوقا ٤:٥-٧.)
الشيطان «يضلّ العالم كله»؛ هو وأبالسته مسؤولون عن الشدة المتزايدة على الارض في وقت النهاية هذا. (رؤيا ١٢:٧-٩، ١٢)
في وقت اللّٰه المعيَّن سيُهلَك الشيطان وأبالسته الى الابد. (رؤيا ٢٠:١٠؛ ٢١:٨)
◆ ملكوت اللّٰه برئاسة المسيح سيحلّ محل جميع الحكومات البشرية ويصير الحكومة الوحيدة على كل الجنس البشري. (دانيال ٧:١٣، ١٤)
نظام الاشياء الشرير الحاضر سيدمَّر كاملا. (دانيال ٢:٤٤؛ رؤيا ١٦:١٤، ١٦؛ اشعياء ٣٤:٢)
ملكوت اللّٰه سيحكم بالبر ويجلب السلام الحقيقي لرعاياه. (اشعياء ٩:٦، ٧؛ ١١:١-٥؛ ٣٢:١٧؛ مزمور ٨٥:١٠-١٢)
الاشرار سيُقطعون الى الابد، وعبَّاد يهوه سيتمتعون بالامن الدائم. (امثال ٢:٢١، ٢٢؛ مزمور ٣٧:٩-١١؛ متى ٢٥:٤١-٤٦؛ ٢ تسالونيكي ١:٦-٩؛ ميخا ٤:٣-٥)
◆ نعيش الآن، منذ السنة ١٩١٤،d في «وقت النهاية» الذي لهذا العالم الشرير. (متى ٢٤:٣-١٤؛ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥؛ دانيال ١٢:٤)
خلال فترة الوقت هذه، تُعطى شهادة لجميع الامم؛ بعد ذلك ستأتي النهاية، لا نهاية الكرة الارضية، بل النظام الشرير والناس الفجار. (متى ٢٤:٣، ١٤؛ ٢ بطرس ٣:٧؛ جامعة ١:٤)
◆ يوجد طريق واحد فقط الى الحياة؛ ليست جميع الاديان او الممارسات الدينية مقبولة عند اللّٰه. (متى ٧:١٣، ١٤؛ يوحنا ٤:٢٣، ٢٤؛ افسس ٤:٤، ٥)
تشدِّد العبادة الحقة لا على المظهر الطقسي والخارجي بل على المحبة الحقيقية للّٰه، التي تظهر بالطاعة لوصاياه ومحبة المرء لرفيقه الانسان. (متى ١٥:٨، ٩؛ ١ يوحنا ٥:٣؛ ٣:١٠-١٨؛ ٤:٢١؛ يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥)
يمكن للناس من جميع الامم، العروق، والالسنة ان يخدموا يهوه وينالوا رضاه. (اعمال ١٠:٣٤، ٣٥؛ رؤيا ٧:٩-١٧)
الصلاة يجب ان توجَّه الى يهوه فقط بواسطة يسوع؛ الصور لا يجب ان تُستعمل كمعبودات ولا كمساعدات في العبادة. (متى ٦:٩؛ يوحنا ١٤:٦، ١٣، ١٤؛ ١ يوحنا ٥:٢١؛ ٢ كورنثوس ٥:٧؛ ٦:١٦؛ اشعياء ٤٢:٨)
الممارسات الارواحية يجب تجنبها. (غلاطية ٥:١٩-٢١؛ تثنية ١٨:١٠-١٢؛ رؤيا ٢١:٨)
لا يوجد تمييز بين رجال دين وعامة الشعب عند المسيحيين الحقيقيين. (متى ٢٠:٢٥-٢٧؛ ٢٣:٨-١٢)
المسيحية الحقة لا تشتمل على حفظ سبت اسبوعي او التقيُّد بمتطلبات اخرى للناموس الموسوي لنيل الخلاص؛ وفعل ذلك انما هو رفض للمسيح، الذي تمَّم الناموس. (غلاطية ٥:٤؛ رومية ١٠:٤؛ كولوسي ٢:١٣-١٧)
اولئك الذين يمارسون العبادة الحقة لا ينهمكون في الايمان الخليط. (٢ كورنثوس ٦:١٤-١٧؛ رؤيا ١٨:٤)
جميع الذين هم حقا تلاميذ ليسوع يعتمدون بالتغطيس الكامل. (متى ٢٨:١٩، ٢٠؛ مرقس ١:٩، ١٠؛ اعمال ٨:٣٦-٣٨)
جميع الذين يتبعون مثال يسوع ويطيعون وصاياه يشهدون للآخرين عن ملكوت اللّٰه. (لوقا ٤:٤٣؛ ٨:١؛ متى ١٠:٧؛ ٢٤:١٤)
◆ الموت هو نتيجة وراثة الخطية عن آدم. (رومية ٥:١٢؛ ٦:٢٣)
عند الموت، النفس هي التي تموت. (حزقيال ١٨:٤)
الموتى لا يشعرون بشيء. (مزمور ١٤٦:٤؛ جامعة ٩:٥، ١٠)
الهاوية (شيول، آذس) هي المدفن العام للجنس البشري. (ايوب ١٤:١٣؛ رؤيا ٢٠:١٣، ١٤)
‹بحيرة النار› التي يسلَّم اليها الاشرار الذين لا سبيل الى تقويمهم تعني، كما يقول الكتاب المقدس نفسه، «الموت الثاني،» الموت الى الابد. (رؤيا ٢١:٨)
القيامة هي رجاء الاموات وأولئك الذين فقدوا احباء في الموت. (١ كورنثوس ١٥:٢٠-٢٢؛ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ قارنوا يوحنا ١١:٢٥، ٢٦، ٣٨-٤٤؛ مرقس ٥:٣٥-٤٢.)
الموت الناجم عن خطية آدم لن يكون في ما بعد. (١ كورنثوس ١٥:٢٦؛ اشعياء ٢٥:٨؛ رؤيا ٢١:٤)
◆ ‹قطيع صغير،› ٠٠٠,١٤٤ فقط، يذهبون الى السماء. (لوقا ١٢:٣٢ ؛ رؤيا ١٤:١، ٣)
هؤلاء هم ‹المولودون ثانية› كاولاد روحيين للّٰه. (يوحنا ٣:٣؛ ١ بطرس ١:٣، ٤)
اللّٰه يختار هؤلاء من جميع الشعوب والامم ليملكوا مع المسيح في الملكوت. (رؤيا ٥:٩، ١٠؛ ٢٠:٦)
◆ الآخرون الذين ينالون رضى اللّٰه سيحيون الى الابد على الارض. (مزمور ٣٧:٢٩؛ متى ٥:٥؛ ٢ بطرس ٣:١٣)
الارض لن تدمَّر ابدا او تُحرم من سكانها. (مزمور ١٠٤:٥؛ اشعياء ٤٥:١٨)
انسجاما مع قصد اللّٰه الاصلي، ستصير الارض كلها فردوسا. (تكوين ١:٢٧، ٢٨؛ ٢:٨، ٩؛ لوقا ٢٣:٤٢، ٤٣)
ستكون هنالك بيوت ملائمة ووفرة من الطعام لمتعة كل واحد. (اشعياء ٦٥:٢١-٢٣؛ مزمور ٧٢:١٦)
المرض، كل انواع العجز، والموت نفسه ستصير من امور الماضي. (رؤيا ٢١:٣، ٤؛ اشعياء ٣٥:٥، ٦)
◆ السلطات الدنيوية يجب معاملتها باحترام لائق. (رومية ١٣:١-٧ ؛ تيطس ٣:١، ٢)
المسيحيون الحقيقيون لا يشتركون في التمرد على السلطة الحكومية. (امثال ٢٤:٢١، ٢٢؛ رومية ١٣:١)
يطيعون جميع القوانين التي لا تتعارض مع شريعة اللّٰه، لكنَّ الطاعة للّٰه تأتي اولا. (اعمال ٥:٢٩)
يتمثلون بيسوع في البقاء محايدين ازاء شؤون العالم السياسية. (متى ٢٢:١٥-٢١؛ يوحنا ٦:١٥)
◆ يجب على المسيحيين ان يتقيَّدوا بمقاييس الكتاب المقدس في ما يتعلق بالدم اضافة الى الفساد الادبي الجنسي. (اعمال ١٥:٢٨، ٢٩)
ادخال الدم الى الجسد عن طريق الفم او الاوردة يخالف شريعة اللّٰه. (تكوين ٩:٣-٦؛ اعمال ١٥:١٩، ٢٠)
يجب على المسيحيين ان يكونوا طاهرين ادبيا؛ العهارة، الزنا، ومضاجعة النظير يجب الا يكون لها مكان في حياتهم، ولا السكر او اساءة استعمال المخدرات. (١ كورنثوس ٦:٩-١١؛ ٢ كورنثوس ٧:١)
◆ الاستقامة والامانة الشخصيتان في الاعتناء بالمسؤوليات الزوجية والعائلية هما مهمتان للمسيحيين. (١ تيموثاوس ٥:٨؛ كولوسي ٣:١٨-٢١؛ عبرانيين ١٣:٤)
عدم الاستقامة في الكلام او في العمل، وكذلك التصرف برياء لا ينسجمان مع كون المرء مسيحيا. (امثال ٦:١٦-١٩؛ افسس ٤:٢٥؛ متى ٦:٥؛ مزمور ٢٦:٤)
◆ عبادة يهوه المقبولة تتطلب ان نحبه قبل ايّ شيء آخر. (لوقا ١٠:٢٧؛ تثنية ٥:٩)
فعل مشيئة يهوه، وبالتالي جلب الاكرام لاسمه، هو الشيء الاهم في حياة المسيحي الحقيقي. (يوحنا ٤:٣٤؛ كولوسي ٣:٢٣؛ ١ بطرس ٢:١٢)
اذ يعملون الخير للجميع حسبما يستطيعون، يعترف المسيحيون بالتزام خصوصي نحو خدام اللّٰه الرفقاء؛ لذلك فإن مساعدتهم في اوقات المرض والنكبة توجَّه خصوصا نحو هؤلاء. (غلاطية ٦:١٠؛ ١ يوحنا ٣:١٦-١٨)
المحبة للّٰه تتطلب من المسيحيين الحقيقيين ليس فقط ان يطيعوا وصيته بأن يحبوا قريبهم بل ايضا ان لا يحبوا طريقة حياة العالم المادية والفاسدة ادبيا. والمسيحيون الحقيقيون ليسوا جزءا من العالم ولذلك يمتنعون عن الاشتراك في النشاطات التي تثبت هويتهم كمشتركين في روحه. (رومية ١٣:٨، ٩؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧؛ يوحنا ١٥:١٩؛ يعقوب ٤:٤)
[الحاشية]
d من اجل التفاصيل، انظروا كتاب «ليأت ملكوتك.»
[الصورة في الصفحة ١٢١]
ت. ت. رصل بدأ باصدار «برج مراقبة زيون» في السنة ١٨٧٩، عندما كان في الـ ٢٧ من العمر
[الصورتان في الصفحة ١٢٥]
السّر اسحق نيوتن وهنري ڠرُو كانا بين اولئك الذين رفضوا في وقت ابكر الثالوث بصفته غير مؤسس على الاسفار المقدسة
[الصورتان في الصفحة ١٢٩]
في مناظرة عامة، حاجَّ رصل بأن الاموات هم اموات حقا، وليسوا احياء مع الملائكة ولا مع الابالسة في مكان يأس
قاعة كارنيجي، ألليڠيني، پنسلڤانيا — حيث عُقدت المناظرة
[الصورة في الصفحة ١٣١]
سافر رصل الى المدن الكبيرة والصغيرة على السواء ليخبر بالحق عن الهاوية
[الصورة في الصفحة ١٣٠]
عندما تعلَّم فردريك فرانز، تلميذ جامعي، الحق عن حالة الموتى، غيَّر كاملا اهدافه في الحياة
[الصورة في الصفحة ١٣٤]
اعلن تلاميذ الكتاب المقدس على نحو واسع السنة ١٩١٤ بصفتها نهاية ازمنة الامم، كما في هذه النشرة لجمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم الموزَّعة خلال السنة ١٩١٤
[الصورتان في الصفحة ١٣٧]
في السنة ١٩٣١، اذ استخدم اوسع شبكة اذاعية على الاطلاق، اظهر ج. ف. رذرفورد ان ملكوت اللّٰه وحده يمكن ان يجلب الراحة الدائمة للجنس البشري
أُذيعت المحاضرة «الملكوت، رجاء العالم،» عبر ١٦٣ محطة في آن واحد وكُرِّرت لاحقا عبر ٣٤٠ محطة اخرى
[الصورتان في الصفحة ١٤٢]
أُرسل أ. ه. ماكميلان بحرا الى فلسطين في السنة ١٩٢٥ بسبب اهتمام خصوصي بدور اليهود في ما يتعلق بنبوة الكتاب المقدس