لِمَ ‹نُدَاوِمُ عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ›؟
«فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي، أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُوا تَلَامِيذِي». — يو ١٥:٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٤٥، ١٤٤
١، ٢ (أ) عَمَّ تَحَدَّثَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَذَكَّرَ لِمَاذَا نُبَشِّرُ؟ (ج) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
تَحَدَّثَ يَسُوعُ مُطَوَّلًا مَعَ رُسُلِهِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ. وَفِي حَدِيثِهِ، أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ مَثَلَ ٱلْكَرْمَةِ ٱلَّذِي نَاقَشْنَاهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ. فَشَجَّعَهُمْ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ›، أَيْ أَنْ يُوَاصِلُوا ٱلْبِشَارَةَ بِٱحْتِمَالٍ. — يو ١٥:٨.
٢ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُوصِ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُبَشِّرُوا فَقَطْ، بَلْ أَوْضَحَ لَهُمُ ٱلْأَسْبَابَ أَيْضًا. وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَذَكَّرَ نَحْنُ كَذٰلِكَ لِمَاذَا نُبَشِّرُ. فَهٰذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَقْدِيمِ «شَهَادَةٍ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٣، ١٤) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي أَرْبَعَةِ أَسْبَابٍ لِنُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ. وَسَنُنَاقِشُ أَرْبَعَ عَطَايَا مِنْ يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُوَاصِلَ خِدْمَتَنَا بِٱحْتِمَالٍ.
نُمَجِّدُ يَهْوَهَ
٣ (أ) بِحَسَبِ يُوحَنَّا ١٥:٨، مَا ٱلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ لِنَكْرِزَ؟ (ب) مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْعِنَبُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ، وَلِمَ هٰذَا ٱلتَّشْبِيهُ فِي مَحَلِّهِ؟
٣ أَوَّلًا، نُبَشِّرُ لِكَيْ نُمَجِّدَ يَهْوَهَ وَنُقَدِّسَ ٱسْمَهُ، وَهٰذَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ. (اقرأ يوحنا ١٥:١، ٨.) فِي مَثَلِ ٱلْكَرْمَةِ، شَبَّهَ يَسُوعُ أَبَاهُ بِفَلَّاحٍ يَزْرَعُ عِنَبًا. وَشَبَّهَ نَفْسَهُ بِٱلْكَرْمَةِ وَأَتْبَاعَهُ بِٱلْأَغْصَانِ. (يو ١٥:٥) فَمِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ إِذًا أَنْ يُمَثِّلَ ٱلْعِنَبُ ٱلثَّمَرَ ٱلَّذِي يَحْمِلُهُ أَتْبَاعُهُ، أَيْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ. وَقَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ: «فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي، أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ». فَنَحْنُ نَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ حِينَ نُبَشِّرُ بِٱجْتِهَادٍ، مِثْلَمَا تَجْلُبُ ٱلْكَرْمَةُ ٱلْفَخْرَ لِلْفَلَّاحِ حِينَ تُنْتِجُ عِنَبًا جَيِّدًا. — مت ٢٥:٢٠-٢٣.
٤ (أ) كَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ ٱمْتِيَازِنَا أَنْ نُقَدِّسَ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟
٤ وَكَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ يَهْوَهَ حِينَ نُبَشِّرُ؟ طَبْعًا، لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَزِيدَ ٱسْمَهُ قَدَاسَةً. فَهُوَ مُقَدَّسٌ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ. وَلٰكِنْ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنْ شَعْبِهِ: «يُقَدِّسُونَ ٱسْمِي . . . وَيَهَابُونَ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ». (اش ٢٩:٢٣) إِذًا، نُقَدِّسُ ٱسْمَ يَهْوَهَ حِينَ نَعْتَبِرُهُ أَرْفَعَ مِنْ بَاقِي ٱلْأَسْمَاءِ، وَحِينَ نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَعْتَبِرُوهُ هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسًا. (مت ٦:٩) لِذَا نُخْبِرُ ٱلنَّاسَ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَحِقُّ «ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ». (رؤ ٤:١١) كَمَا نُعَلِّمُهُمُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنْ صِفَاتِهِ وَقَصْدِهِ لِلْبَشَرِ. وَهٰكَذَا نُدَافِعُ عَنِ ٱسْمِهِ وَنَفْضَحُ أَكَاذِيبَ ٱلشَّيْطَانِ. (تك ٣:١-٥) يَقُولُ رُونِي، وَهُوَ فَاتِحٌ مُنْذُ ١٦ سَنَةً: «يُشَرِّفُنِي أَنْ أَكُونَ شَاهِدًا لِخَالِقِ ٱلْكَوْنِ. وَهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازُ يُشَجِّعُنِي أَنْ أَسْتَمِرَّ فِي ٱلْبِشَارَةِ».
نُحِبُّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ
٥ (أ) لِمَ نُبَشِّرُ بِحَسَبِ يُوحَنَّا ١٥:٩، ١٠؟ (ب) كَيْفَ أَبْرَزَ يَسُوعُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
٥ اقرأ يوحنا ١٥:٩، ١٠. ثَانِيًا، نَكْرِزُ بِٱلْمَلَكُوتِ لِأَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. (مر ١٢:٣٠؛ يو ١٤:١٥) وَٱللَّافِتُ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَطْلُبْ مِنْ أَتْبَاعِهِ أَنْ يُحِبُّوهُ فَحَسْبُ، بَلْ أَنْ ‹يَثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِهِ›. فَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ لِيَظَلُّوا مِنْ تَلَامِيذِهِ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ. لِذَا شَدَّدَ تَكْرَارًا فِي يُوحَنَّا ١٥:٤-١٠ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْبَقَاءِ فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ وَٱلثَّبَاتِ فِي مَحَبَّتِهِ.
٦ كَيْفَ نَثْبُتُ فِي مَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ؟
٦ وَكَيْفَ نُرْضِي يَسُوعَ وَنَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَهُوَ رَسَمَ لَنَا ٱلْمِثَالَ فِي ٱلطَّاعَةِ. (يو ١٣:١٥) قَالَ: «إِنِّي حَفِظْتُ وَصَايَا ٱلْآبِ وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ». — يو ١٥:١٠.
٧ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ ٱلطَّاعَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ؟
٧ وَلِيُوضِحَ يَسُوعُ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ ٱلطَّاعَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ، قَالَ لِرُسُلِهِ: «اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا، فَذَاكَ هُوَ ٱلَّذِي يُحِبُّنِي». (يو ١٤:٢١) لٰكِنَّ وَصَايَا يَسُوعَ أَتَتْ أَسَاسًا مِنْ أَبِيهِ. لِذَا حِينَ نُطِيعُ وَصِيَّتَهُ بِٱلْبِشَارَةِ، نُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ أَيْضًا. (مت ١٧:٥؛ يو ٨:٢٨) وَبِٱلْمُقَابِلِ، يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ أَنْ نَثْبُتَ فِي مَحَبَّتِهِمَا.
نُحَذِّرُ ٱلنَّاسَ
٨، ٩ (أ) مَا ٱلسَّبَبُ ٱلثَّالِثُ لِنُبَشِّرَ؟ (ب) لِمَ تَدْفَعُنَا كَلِمَاتُ يَهْوَهَ فِي حَزْقِيَال ٣:١٨، ١٩ وَ ١٨:٢٣ أَنْ نُبَشِّرَ؟
٨ ثَالِثًا، نُنَادِي بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ كَيْ نُحَذِّرَ ٱلنَّاسَ. مَثَلًا، يَصِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ نُوحًا بِأَنَّهُ «كَارِزٌ». (اقرأ ٢ بطرس ٢:٥.) إِلَّا أَنَّ كِرَازَتَهُ قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ تَضَمَّنَتْ دُونَ شَكٍّ تَحْذِيرًا مِنَ ٱلدَّمَارِ ٱلْقَرِيبِ. وَلِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ ذَكَرَ يَسُوعُ: «لِأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَٱلرِّجَالُ يَتَزَوَّجُونَ وَٱلنِّسَاءُ يُزَوَّجْنَ، إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ ٱلْفُلْكَ، وَلَمْ يَكْتَرِثُوا حَتَّى جَاءَ ٱلطُّوفَانُ وَجَرَفَهُمْ جَمِيعًا، كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ». (مت ٢٤:٣٨، ٣٩) فَمُعْظَمُ ٱلنَّاسِ تَجَاهَلُوا نُوحًا وَرِسَالَتَهُ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱسْتَمَرَّ فِي إِعْلَانِ رِسَالَةِ ٱلتَّحْذِيرِ.
٩ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، نَحْنُ نُبَشِّرُ لِكَيْ نُتِيحَ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْ قَصْدِ يَهْوَهَ لَهُمْ. فَمِثْلَ إِلٰهِنَا، نُحِبُّ أَنْ يَقْبَلُوا رِسَالَتَنَا وَ ‹يَحْيَوْا› إِلَى ٱلْأَبَدِ. (حز ١٨:٢٣) وَفِيمَا نُبَشِّرُ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، نُحَذِّرُ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيُدَمِّرُ هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ. — حز ٣:١٨، ١٩؛ دا ٢:٤٤؛ رؤ ١٤:٦، ٧.
نُحِبُّ قَرِيبَنَا
١٠ (أ) لِمَ نُبَشِّرُ بِحَسَبِ مَتَّى ٢٢:٣٩؟ (ب) كَيْفَ سَاعَدَ بُولُسُ وَسِيلَا سَجَّانًا فِي فِيلِبِّي؟
١٠ رَابِعًا، نَسْتَمِرُّ بِٱحْتِمَالٍ فِي ٱلْبِشَارَةِ لِأَنَّنَا نُحِبُّ قَرِيبَنَا. (مت ٢٢:٣٩) فَنَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّ مَوْقِفَ بَعْضِ ٱلنَّاسِ يَتَغَيَّرُ حِينَ تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُهُمْ. وَهٰذَا مَا شَهِدَهُ بُولُسُ وَسِيلَا. فَقَدْ سَجَنَهُمَا ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي مَدِينَةِ فِيلِبِّي. وَلٰكِنْ نَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ، حَدَثَ زِلْزَالٌ هَزَّ ٱلسِّجْنَ وَفَتَحَ أَبْوَابَهُ. فَظَنَّ ٱلسَّجَّانُ أَنَّ ٱلسُّجَنَاءَ هَرَبُوا وَأَوْشَكَ أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ. عِنْدَئِذٍ نَادَاهُ بُولُسُ قَائِلًا: «لَا تُؤْذِ نَفْسَكَ». فَسَأَلَ ٱلسَّجَّانُ: «مَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟». فَأَجَابَهُ بُولُسُ وَسِيلَا: «آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ». — اع ١٦:٢٥-٣٤.
١١، ١٢ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَادِثَةِ ٱلسَّجَّانِ؟ (ب) لِمَ نُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا بِأَمَانَةٍ؟
١١ وَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ؟ لَمْ يُغَيِّرِ ٱلسَّجَّانُ مَوْقِفَهُ وَيَطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ إِلَّا بَعْدَ ٱلزِّلْزَالِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُمْكِنُ أَنْ يُغَيِّرَ ٱلنَّاسُ مَوْقِفَهُمْ وَيَطْلُبُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ بَعْدَمَا تَهُزُّهُمْ مُصِيبَةٌ مَا. فَٱلْبَعْضُ يَخْسَرُونَ عَمَلَهُمْ فَجْأَةً أَوْ يَنْهَارُ زَوَاجُهُمْ. وَآخَرُونَ يُصَابُونَ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ أَوْ يَفْقِدُونَ شَخْصًا يُحِبُّونَهُ. وَعِنْدَئِذٍ يَبْدَأُونَ بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ عَنِ ٱلْحَيَاةِ، أَسْئِلَةٍ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِهِمْ مِنْ قَبْلُ. وَرُبَّمَا يَسْأَلُونَ: ‹مَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟›. لِذٰلِكَ، وَلِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِهِمْ، يَقْبَلُونَ أَنْ يَسْمَعُوا رِسَالَةَ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّتِي نُبَشِّرُ بِهَا.
١٢ فَإِذَا وَاصَلْنَا خِدْمَتَنَا بِأَمَانَةٍ، نَكُونُ جَاهِزِينَ لِنُعَزِّيَ ٱلنَّاسَ وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ. (اش ٦١:١) تَقُولُ شَارْلُوت، وَهِيَ أُخْتٌ تَخْدُمُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ ٣٨ سَنَةً: «يَشْعُرُ ٱلنَّاسُ ٱلْيَوْمَ بِٱلضَّيَاعِ وَيَحْتَاجُونَ إِلَى بِشَارَتِنَا». وَلَاحَظَتْ آيْفُر، فَاتِحَةٌ مُنْذُ ٣٤ سَنَةً: «كَثِيرُونَ فِي أَيَّامِنَا فَقَدُوا ٱلْأَمَلَ. لِذَا أُحِبُّ مِنْ كُلِّ قَلْبِي أَنْ أُسَاعِدَهُمْ. وَهٰذَا يَدْفَعُنِي أَنْ أُبَشِّرَهُمْ». فِعْلًا، إِنَّ مَحَبَّتَنَا لِلْقَرِيبِ سَبَبٌ مُهِمٌّ لِنُوَاصِلَ خِدْمَتَنَا.
عَطَايَا تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ
١٣، ١٤ (أ) أَيُّ عَطِيَّةٍ مَذْكُورَةٌ فِي يُوحَنَّا ١٥:١١؟ (ب) كَيْفَ يَكُونُ فَرَحُ يَسُوعَ فِينَا؟ (ج) كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْفَرَحُ عَلَى خِدْمَتِنَا؟
١٣ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَ يَسُوعَ، تَحَدَّثَ أَيْضًا إِلَى رُسُلِهِ عَنْ عَطَايَا تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ٱلثَّمَرِ. فَمَا هِيَ؟ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْهَا؟
١٤ اَلْفَرَحُ. هَلْ تُشَكِّلُ ٱلْبِشَارَةُ عِبْئًا عَلَيْنَا؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ. فَيَسُوعُ قَالَ إِنَّنَا سَنَفْرَحُ مِثْلَهُ لِأَنَّنَا نُبَشِّرُ بِٱلْمَلَكُوتِ. (اقرأ يوحنا ١٥:١١.) كَيْفَ ذٰلِكَ؟ شَبَّهَ يَسُوعُ نَفْسَهُ بِٱلْكَرْمَةِ وَأَتْبَاعَهُ بِٱلْأَغْصَانِ. وَحِينَ تَكُونُ ٱلْأَغْصَانُ مُتَّصِلَةً بِٱلْكَرْمَةِ، تَسْتَمِدُّ مِنْهَا ٱلْمَاءَ وَٱلْغِذَاءَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، نَسْتَمِدُّ ٱلْفَرَحَ حِينَ نَكُونُ فِي ٱتِّحَادٍ بِيَسُوعَ وَنَتَّبِعُ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. فَعِنْدَئِذٍ نَفْرَحُ بِعَمَلِ مَشِيئَةِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ، مِثْلَمَا فَرِحَ هُوَ. (يو ٤:٣٤؛ ١٧:١٣؛ ١ بط ٢:٢١) تُخْبِرُ هَانَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مُنْذُ ٤٠ سَنَةً: «أَرْجِعُ سَعِيدَةً مِنَ ٱلْخِدْمَةِ، مِمَّا يَدْفَعُنِي أَنْ أَسْتَمِرَّ فِيهَا». فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْفَرَحَ يُقَوِّينَا لِنُتَابِعَ ٱلْخِدْمَةَ فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ ٱلصَّعْبَةِ. — مت ٥:١٠-١٢.
١٥ (أ) مَا ٱلْعَطِيَّةُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي يُوحَنَّا ١٤:٢٧؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلسَّلَامُ أَنْ نُوَاصِلَ ٱلْخِدْمَةَ بِٱحْتِمَالٍ؟
١٥ اَلسَّلَامُ. (اقرأ يوحنا ١٤:٢٧.) قَبْلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْفَرَحِ، قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «سَلَامِي أُعْطِيكُمْ». فَكَيْفَ تُشَجِّعُنَا هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةُ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلْبِشَارَةِ؟ حِينَ نَحْتَمِلُ وَنُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا، نَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ لِأَنَّنَا نُرْضِي يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. (مز ١٤٩:٤؛ رو ٥:٣، ٤؛ كو ٣:١٥) يَقُولُ أُولْف، خَادِمٌ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مِنْ ٤٥ سَنَةً: «عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ فِيهِ تَعَبٌ، لٰكِنَّهُ يُعْطِي حَيَاتِي مَعْنًى وَيُشْعِرُنِي بِٱلرِّضَى». فَكَمْ نُقَدِّرُ هٰذَا ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي يَصْمُدُ فِي وَجْهِ ٱلصُّعُوبَاتِ!
١٦ (أ) أَيُّ عَطِيَّةٍ تَرِدُ فِي يُوحَنَّا ١٥:١٥؟ (ب) بِمَ أَوْصَى يَسُوعُ رُسُلَهُ كَيْ يَبْقَوْا أَصْدِقَاءَهُ؟
١٦ اَلصَّدَاقَةُ مَعَ يَسُوعَ. عَبَّرَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ عَنْ رَغْبَتِهِ أَنْ ‹يَكُونَ فَرَحُهُمْ تَامًّا›. ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يُحِبُّوا ٱلْآخَرِينَ لِدَرَجَةِ أَنْ يُضَحُّوا مِنْ أَجْلِهِمْ. (يو ١٥:١١-١٣) وَبَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ: «دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ». فَيَا لَهَا مِنْ عَطِيَّةٍ ثَمِينَةٍ! وَلٰكِنْ لِكَيْ يَبْقَوْا أَصْدِقَاءَهُ، أَوْصَاهُمْ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ›. (اقرأ يوحنا ١٥:١٤-١٦.) فَهُوَ سَبَقَ أَنْ أَوْصَاهُمْ قَبْلَ سَنَتَيْنِ: «اِكْرِزُوا قَائِلِينَ: ‹قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ›». (مت ١٠:٧) أَمَّا ٱلْآنَ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ، فَأَرَادَ أَنْ يُشَجِّعَهُمْ أَنْ يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي بَدَأُوهُ. (مت ٢٤:١٣؛ مر ٣:١٤) وَقَدْ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ لَيْسَتْ سَهْلَةً. فَأَخْبَرَهُمْ عَنْ عَطِيَّةٍ أُخْرَى تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُتَمِّمُوا ٱلْعَمَلَ وَيَبْقَوْا أَصْدِقَاءَهُ.
١٧، ١٨ (أ) مَا ٱلْعَطِيَّةُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي يُوحَنَّا ١٥:١٦؟ (ب) كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلرُّسُلُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ؟ (ج) أَيُّ عَطِيَّتَيْنِ تُقَوِّيَانِنَا ٱلْيَوْمَ أَيْضًا؟
١٧ اَلصَّلَاةُ. قَالَ يَسُوعُ: «يُعْطِيكُمُ ٱلْآبُ مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي». (يو ١٥:١٦) فَكَمْ قَوَّى ٱلرُّسُلَ بِهٰذَا ٱلْوَعْدِ!a فَمَوْتُهُ كَانَ وَشِيكًا، وَهٰذِهِ حَقِيقَةٌ لَمْ يَفْهَمُوهَا كَامِلًا. لٰكِنَّهُمْ مَا كَانُوا لِيَبْقَوْا دُونَ مُسَاعَدَةٍ. فَيَهْوَهُ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهِمْ وَيُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُتَمِّمُوا كِرَازَتَهُمْ. وَبِٱلْفِعْلِ، لَمَسَ ٱلرُّسُلُ ذٰلِكَ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ. — اع ٤:٢٩، ٣١.
١٨ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، نَتَمَتَّعُ بِصَدَاقَةِ يَسُوعَ إِذَا دَاوَمْنَا عَلَى حَمْلِ ٱلثَّمَرِ. كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا كَيْ نَحْتَمِلَ فِي كِرَازَتِنَا. (في ٤:١٣) وَنَحْنُ نُقَدِّرُ كَثِيرًا هَاتَيْنِ ٱلْبَرَكَتَيْنِ. فَبِفَضْلِهِمَا نُدَاوِمُ عَلَى حَمْلِ ٱلثَّمَرِ. — يع ١:١٧.
١٩ (أ) لِمَ نَسْتَمِرُّ فِي ٱلْبِشَارَةِ؟ (ب) مَاذَا يُقَوِّينَا لِنُتَمِّمَ عَمَلَنَا؟
١٩ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، نَحْنُ نَسْتَمِرُّ فِي ٱلْبِشَارَةِ لِنُمَجِّدَ يَهْوَهَ وَنُقَدِّسَ ٱسْمَهُ، نُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِنَا لَهُ وَلِيَسُوعَ، نُحَذِّرَ ٱلنَّاسَ، وَنُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِقَرِيبِنَا. كَمَا نَسْتَفِيدُ مِنْ عَطَايَا تُقَوِّينَا لِنُتَمِّمَ عَمَلَنَا، وَهِيَ: اَلْفَرَحُ، ٱلسَّلَامُ، ٱلصَّدَاقَةُ مَعَ يَسُوعَ، وَٱلصَّلَاةُ. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نَجْتَهِدُ ‹لِنُدَاوِمَ عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ›.
a فِي لَيْلَةِ يَسُوعَ ٱلْأَخِيرَةِ، أَكَّدَ لِرُسُلِهِ تَكْرَارًا أَنَّ صَلَوَاتِهِمْ سَتُسْتَجَابُ. — يو ١٤:١٣؛ ١٥:٧، ١٦؛ ١٦:٢٣.