اِعْرِفْ عَدُوَّكَ
«نَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ». — ٢ كو ٢:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٣٣، ٢٧
١ مَاذَا كَشَفَ يَهْوَهُ فِي عَدْنٍ عَنْ عَدُوِّنَا؟
لَا شَكَّ أَنَّ آدَمَ عَرَفَ أَنَّ ٱلْحَيَّاتِ لَا تَتَكَلَّمُ. لِذَا رُبَّمَا ٱسْتَنْتَجَ أَنَّ مَخْلُوقًا رُوحَانِيًّا تَكَلَّمَ مَعَ حَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ ٱلْحَيَّةِ. (تك ٣:١-٦) لٰكِنَّهُ هُوَ وَزَوْجَتَهُ لَمْ يَعْرِفَا هُوِيَّتَهُ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱخْتَارَ آدَمُ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَى هٰذَا ٱلْغَرِيبِ وَيَتَمَرَّدَ عَلَى أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ. (١ تي ٢:١٤) وَعَلَى ٱلْفَوْرِ، بَدَأَ يَهْوَهُ يَكْشِفُ مَعْلُومَاتٍ عَنْ ذٰلِكَ ٱلْمَخْلُوقِ ٱلرُّوحَانِيِّ. فَحَذَّرَ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَدُوَّ سَيُقَاوِمُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْأُمَنَاءَ، لٰكِنَّهُ وَعَدَ أَيْضًا أَنَّهُ سَيُدَمَّرُ فِي ٱلنِّهَايَةِ. — تك ٣:١٥.
٢، ٣ لِمَاذَا لَمْ يَكْشِفْ يَهْوَهُ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا؟
٢ لَمْ يَكْشِفْ يَهْوَهُ وَلَا مَرَّةً ٱسْمَ هٰذَا ٱلْمَلَاكِ ٱلْمُتَمَرِّدِ.a حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يُخْبِرْ عَنْ لَقَبِهِ إِلَّا بَعْدَ حَوَالَيْ ٥٠٠,٢ سَنَةٍ مِنَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ. (اي ١:٦) وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، لَا يَرِدُ لَقَبُهُ «ٱلشَّيْطَانُ»، وَمَعْنَاهُ «ٱلْمُقَاوِمُ»، إِلَّا فِي أَخْبَارِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَوَّلِ وَأَيُّوبَ وَزَكَرِيَّا. فَلِمَاذَا لَمْ يَكْشِفْ يَهْوَهُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ عَدُوِّنَا قَبْلَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا؟
٣ كَمَا يَبْدُو، لَمْ يُرِدْ يَهْوَهُ أَنْ يُعْطِيَ ٱلشَّيْطَانَ أَهَمِّيَّةً لَا يَسْتَحِقُّهَا. وَقَدْ أَوْحَى بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ أَسَاسًا لِيَدُلَّ شَعْبَهُ عَلَى ٱلْمَسِيَّا وَيَقُودَهُمْ إِلَيْهِ. (لو ٢٤:٤٤؛ غل ٣:٢٤) لِذَا لَمْ يَكْشِفْ فِيهَا ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَعْمَالِهِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا، كَشَفَ بِوَاسِطَتِهِ هُوَ وَتَلَامِيذِهِ مُعْظَمَ مَا نَعْرِفُهُ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَلَائِكَتِهِ ٱلْأَشْرَارِ.b وَهٰذَا فِي مَحَلِّهِ. فَيَهْوَهُ سَيَسْتَخْدِمُ يَسُوعَ وَٱلْمَمْسُوحِينَ لِيَسْحَقَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَتْبَاعَهُ. — رو ١٦:٢٠؛ رؤ ١٧:١٤؛ ٢٠:١٠.
٤ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنْ إِبْلِيسَ؟
٤ فِي رِسَالَةِ بُطْرُسَ ٱلْأُولَى، يُوصَفُ ٱلشَّيْطَانُ بِأَنَّهُ «أَسَدٌ زَائِرٌ». (١ بط ٥:٨) وَفِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا، يُدْعَى «ٱلْحَيَّةَ» وَ «ٱلتِّنِّينَ». (رؤ ١٢:٩) وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنْهُ، فَقُوَّتُهُ مَحْدُودَةٌ. (اقرأ يعقوب ٤:٧.) وَلَدَيْنَا دَعْمُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأُمَنَاءِ. فَبِمُسَاعَدَتِهِمْ نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ عَدُوَّنَا هٰذَا. مَعَ ذٰلِكَ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُجِيبَ عَنْ ٣ أَسْئِلَةٍ: مَا مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟ كَيْفَ يُضِلُّ ٱلنَّاسَ؟ وَمَا هِيَ حُدُودُهُ؟ وَفِيمَا نُنَاقِشُ كُلًّا مِنْهَا، سَنَسْتَخْلِصُ دُرُوسًا مُفِيدَةً لَنَا.
مَا مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟
٥، ٦ لِمَ تَعْجَزُ ٱلْحُكُومَاتُ عَنْ تَحْقِيقِ أَهَمِّ ٱلتَّغْيِيرَاتِ؟
٥ اِنْضَمَّ مَلَائِكَةٌ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فِي تَمَرُّدِهِ. وَقَبْلَ ٱلطُّوفَانِ، أَغْرَى عَلَى ٱلْأَقَلِّ بَعْضًا مِنْهُمْ بِمُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَ ٱلنِّسَاءِ. وَهٰذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حِينَ قَالَ إِنَّ ٱلتِّنِّينَ جَرَّ ثُلُثَ نُجُومِ ٱلسَّمَاءِ. (تك ٦:١-٤؛ يه ٦؛ رؤ ١٢:٣، ٤) وَعِنْدَمَا تَرَكَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَلَائِكَةُ عَائِلَةَ ٱللّٰهِ، أَصْبَحُوا تَحْتَ سَيْطَرَةِ ٱلشَّيْطَانِ. لٰكِنَّهُمْ لَيْسُوا مَجْمُوعَةً فَوْضَوِيَّةً. فَٱلشَّيْطَانُ حَاوَلَ أَنْ يُقَلِّدَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. فَأَسَّسَ مَمْلَكَةً غَيْرَ مَنْظُورَةٍ وَنَصَّبَ نَفْسَهُ مَلِكًا عَلَيْهَا. كَمَا نَظَّمَ ٱلشَّيَاطِينَ فِي رِئَاسَاتٍ، أَيْ حُكُومَاتٍ. وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً، وَجَعَلَهُمْ وُلَاةً عَلَى ٱلْعَالَمِ. — اف ٦:١٢.
٦ وَبِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ، يُسَيْطِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى كُلِّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. وَقَدْ ظَهَرَ ذٰلِكَ بِوُضُوحٍ عِنْدَمَا جَرَّبَ يَسُوعَ. فَبَعْدَمَا أَرَاهُ «جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْمَسْكُونَةِ»، قَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هٰذَا ٱلسُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ، لِأَنَّهُ قَدْ سُلِّمَ إِلَيَّ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ». (لو ٤:٥، ٦) لَا شَكَّ أَنَّ حُكُومَاتٍ كَثِيرَةً تُنْجِزُ أَعْمَالًا تُفِيدُ مُوَاطِنِيهَا، وَبَعْضَ ٱلْحُكَّامِ يَهْتَمُّونَ فِعْلًا بِمَصْلَحَةِ ٱلنَّاسِ. وَلٰكِنْ مَا مِنْ حُكُومَةٍ تَقْدِرُ أَنْ تُحَقِّقَ أَهَمَّ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي نَحْتَاجُ إِلَيْهَا. — مز ١٤٦:٣، ٤؛ رؤ ١٢:١٢.
٧ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ، كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ وَٱلنِّظَامَ ٱلتِّجَارِيَّ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ، يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ وَٱلنِّظَامَ ٱلتِّجَارِيَّ لِيُضِلُّوا «ٱلْمَسْكُونَةَ كُلَّهَا». (رؤ ١٢:٩) فَمِنْ خِلَالِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، يَنْشُرُ ٱلشَّيْطَانُ أَكَاذِيبَ عَنْ يَهْوَهَ، وَيُحَاوِلُ أَنْ يَمْحُوَ ٱسْمَهُ مِنْ ذَاكِرَةِ ٱلنَّاسِ. (ار ٢٣:٢٦، ٢٧) فَيَظُنُّ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ ٱللّٰهَ فِي حِينِ أَنَّهُمْ فِعْلِيًّا يَعْبُدُونَ ٱلشَّيَاطِينَ. (١ كو ١٠:٢٠؛ ٢ كو ١١:١٣-١٥) وَبِوَاسِطَةِ ٱلنِّظَامِ ٱلتِّجَارِيِّ، يَنْشُرُ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا ٱلْأَكَاذِيبَ. فَهُوَ يُوهِمُ ٱلنَّاسَ مَثَلًا بِأَنَّ ٱلسَّعَادَةَ تَأْتِي مِنَ ٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ. (ام ١٨:١١) وَبِٱلنَّتِيجَةِ، يَقْضِي كَثِيرُونَ حَيَاتَهُمْ فِي خِدْمَةِ «ٱلْمَالِ» بَدَلَ ٱللّٰهِ. (مت ٦:٢٤) حَتَّى لَوْ كَانَتْ لَدَيْهِمْ مَحَبَّةٌ لِلّٰهِ، يَخْنُقُهَا حُبُّ ٱلْمَادِّيَّاتِ عَاجِلًا أَمْ آجِلًا. — مت ١٣:٢٢؛ ١ يو ٢:١٥، ١٦.
٨، ٩ (أ) أَيُّ دَرْسَيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا مِمَّا حَصَلَ مَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَٱلشَّيَاطِينِ؟ (ب) لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُدْرِكَ مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟
٨ إِذًا نَتَعَلَّمُ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ مِمَّا حَصَلَ مَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ. أَوَّلًا، هُنَاكَ جَانِبَانِ وَعَلَيْنَا أَنْ نَخْتَارَ أَحَدَهُمَا. فَإِمَّا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ، أَوْ نَنْضَمَّ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ. (مت ٧:١٣) ثَانِيًا، يَنَالُ ٱلَّذِينَ يَنْضَمُّونَ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فَوَائِدَ مَحْدُودَةً فَقَطْ. فَآدَمُ وَحَوَّاءُ ٱسْتَطَاعَا أَنْ يُحَدِّدَا لِأَنْفُسِهِمَا ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ. وَٱلشَّيَاطِينُ نَالُوا مِقْدَارًا مِنَ ٱلسُّلْطَةِ عَلَى ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. (تك ٣:٢٢) لٰكِنَّ ٱلثَّمَنَ ٱلَّذِي يَدْفَعُهُ ٱلْمُنْضَمُّونَ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ يَفُوقُ دَائِمًا أَيَّ فَوَائِدَ ظَاهِرِيَّةٍ. — اي ٢١:٧-١٧؛ غل ٦:٧، ٨.
٩ وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُدْرِكَ مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟ مِنْ جِهَةٍ، يُسَاعِدُنَا ذٰلِكَ أَنْ نَنْظُرَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ. فَيَهْوَهُ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَحْتَرِمَهَا. (١ بط ٢:١٧) وَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نُطِيعَ قَوَانِينَهَا، مَا دَامَتْ لَا تُخَالِفُ مَبَادِئَهُ. (رو ١٣:١-٤) وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَلْزَمُ أَنْ نَبْقَى حِيَادِيِّينَ وَلَا نَنْحَازَ إِلَى أَيِّ حِزْبٍ أَوْ قَائِدٍ سِيَاسِيٍّ. (يو ١٧:١٥، ١٦؛ ١٨:٣٦) وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، عِنْدَمَا نُدْرِكُ مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ، يَزْدَادُ تَصْمِيمُنَا أَنْ نُنَادِيَ بِٱلْبِشَارَةِ. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ يُحَاوِلُ أَنْ يُخْفِيَ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَيُشَوِّهَ سُمْعَتَهُ. لِذَا نَنْدَفِعُ إِلَى تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ ٱلْحَقَّ عَنْ يَهْوَهَ. كَمَا نَحْمِلُ ٱسْمَهُ وَنَسْتَعْمِلُهُ بِكُلِّ فَخْرٍ. وَلَا نَنْسَى أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ لَيْسَتْ شَيْئًا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ. — اش ٤٣:١٠؛ ١ تي ٦:٦-١٠.
كَيْفَ يُضِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ؟
١٠-١٢ (أ) كَيْفَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ طُعْمًا لِيُغْرِيَ ٱلْمَلَائِكَةَ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَدَثَ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ؟
١٠ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ أَسَالِيبَ نَاجِحَةً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ. فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَسْتَعْمِلُ طُعْمًا لِيُغْرِيَهُمْ. وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى، يَضْغَطُ عَلَيْهِمْ وَيُخِيفُهُمْ لِيُنَفِّذُوا مَا يُرِيدُهُ.
١١ لِنَأْخُذْ مَثَلًا كَيْفَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ طُعْمًا لِيُوقِعَ بِعَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ. فَلَا بُدَّ أَنَّهُ رَاقَبَهُمْ مُدَّةً طَوِيلَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ لِيَعْرِفَ كَيْفَ يَجْذِبُهُمْ إِلَى جَانِبِهِ. وَبَعْضُ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱبْتَلَعُوا ٱلطُّعْمَ. فَمَارَسُوا ٱلْجِنْسَ مَعَ ٱلنِّسَاءِ، وَأَنْجَبُوا عَمَالِقَةً عُنَفَاءَ ظَلَمُوا ٱلنَّاسَ. (تك ٦:١-٤) وَلٰكِنْ رُبَّمَا لَمْ يُغْرِهِمِ ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْجِنْسِ فَقَطْ، بَلْ وَعَدَهُمْ أَيْضًا بِأَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَى ٱلْبَشَرِ. وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّهُ أَرَادَ بِذٰلِكَ أَنْ يُعَرْقِلَ مَجِيءَ ‹نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ› ٱلْمُنْتَظَرِ. (تك ٣:١٥) عَلَى أَيِّ حَالٍ، وَضَعَ يَهْوَهُ حَدًّا لِهٰذِهِ ٱلْمُخَطَّطَاتِ حِينَ جَلَبَ ٱلطُّوفَانَ.
١٢ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟ يَجِبُ أَلَّا نَسْتَخِفَّ بِخَطَرِ ٱلْعَهَارَةِ وَٱلْكِبْرِيَاءِ. فَٱلْمَلَائِكَةُ ٱلَّذِينَ ٱنْضَمُّوا إِلَى ٱلشَّيْطَانِ كَانُوا فِي حَضْرَةِ يَهْوَهَ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ جِدًّا. مَعَ ذٰلِكَ، سَمَحُوا لِلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ بِأَنْ تَتَأَصَّلَ فِيهِمْ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُمْكِنُ أَنْ تَتَأَصَّلَ فِينَا ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ، حَتَّى لَوْ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ. (١ كو ١٠:١٢) كَمْ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نَفْحَصَ قَلْبَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ، نَطْرُدَ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْفَاسِدَةَ، وَنَتَجَنَّبَ ٱلْكِبْرِيَاءَ! — غل ٥:٢٦؛ اقرأ كولوسي ٣:٥.
١٣ أَيُّ طُعْمٍ آخَرَ يَسْتَعْمِلُهُ ٱلشَّيْطَانُ بِنَجَاحٍ، وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُهُ؟
١٣ وَٱلْفُضُولُ بِشَأْنِ ٱلسِّحْرِ وَعُلُومِ ٱلْغَيْبِ هُوَ طُعْمٌ آخَرُ يَسْتَعْمِلُهُ ٱلشَّيْطَانُ بِنَجَاحٍ. فَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لِيُثِيرَ ٱهْتِمَامَ ٱلنَّاسِ بِٱلشَّيَاطِينِ. كَمَا أَنَّ ٱلْأَفْلَامَ وَٱلْأَلْعَابَ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةَ وَأَشْكَالَ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْأُخْرَى تَضَعُ ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ فِي قَالَبٍ جَذَّابٍ. فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ هٰذَا ٱلطُّعْمَ؟ طَبْعًا، لَا نَتَوَقَّعُ أَنْ تُعْطِيَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ لَائِحَةً بِٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْمُفِيدَةِ أَوِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَيْهِ أَنْ يُدَرِّبَ ضَمِيرَهُ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ. (عب ٥:١٤) وَسَنَتَّخِذُ خِيَارَاتٍ حَكِيمَةً إِذَا كَانَتْ مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ «بِلَا رِيَاءٍ». (رو ١٢:٩) فَحِينَ نُطَبِّقُ مَا نُعَلِّمُهُ، يَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ أَشْرَاكَ ٱلشَّيْطَانِ. فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ إِذًا: ‹هَلْ أُطَبِّقُ ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي أُعَلِّمُهَا لِلْآخَرِينَ؟ مَاذَا يَقُولُ ٱلَّذِينَ أَزُورُهُمْ أَوْ أَدْرُسُ مَعَهُمْ إِذَا عَرَفُوا ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلَّتِي أَخْتَارُهَا؟›. — ١ يو ٣:١٨.
١٤ كَيْفَ يَضْغَطُ عَلَيْنَا ٱلشَّيْطَانُ، وَكَيْفَ نَثْبُتُ فِي وَجْهِهِ؟
١٤ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلْإِغْرَاءَاتِ، يَضْغَطُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْنَا وَيُخِيفُنَا لِكَيْلَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ. فَأَحْيَانًا، تَحْظُرُ ٱلْحُكُومَاتُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ. وَأَحْيَانًا أُخْرَى، يَسْتَهْزِئُ بِنَا زُمَلَاؤُنَا لِأَنَّنَا نَتْبَعُ مَقَايِيسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (١ بط ٤:٤) كَمَا يُحَاوِلُ أَقَارِبُنَا بِحُسْنِ نِيَّةٍ أَنْ يَمْنَعُونَا عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. (مت ١٠:٣٦) فَكَيْفَ نَثْبُتُ فِي وَجْهِ ضُغُوطٍ كَهٰذِهِ؟ يَلْزَمُ أَوَّلًا أَنْ نَتَوَقَّعَ هٰذَا ٱلْهُجُومَ ٱلْمُبَاشَرَ. فَٱلشَّيْطَانُ فِي حَرْبٍ مَعَنَا. (رؤ ٢:١٠؛ ١٢:١٧) ثَانِيًا، عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا ٱلْقَضِيَّةَ ٱلْأَهَمَّ. فَٱلشَّيْطَانُ يَدَّعِي أَنَّنَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ حِينَ يَكُونُ ذٰلِكَ سَهْلًا عَلَيْنَا، وَأَنَّنَا نُدِيرُ ظَهْرَنَا لَهُ حِينَ نُوَاجِهُ ضَغْطًا. (اي ١:٩-١١؛ ٢:٤، ٥) وَثَالِثًا، نَحْتَاجُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ لِيُقَوِّيَنَا. فَهُوَ لَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا. — عب ١٣:٥.
مَا هِيَ حُدُودُ ٱلشَّيْطَانِ؟
١٥ هَلْ يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُجْبِرَنَا أَنْ نَفْعَلَ مَا يُرِيدُهُ؟ أَوْضِحْ.
١٥ لَا يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُجْبِرَ ٱلْبَشَرَ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ غَصْبًا عَنْهُمْ. (يع ١:١٤) لٰكِنَّ كَثِيرِينَ يُنَفِّذُونَ مَا يُرِيدُهُ دُونَ أَنْ يَدْرُوا. أَمَّا عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ، فَيُقَرِّرُ كُلُّ وَاحِدٍ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَخْدُمَ. (اع ٣:١٧؛ ١٧:٣٠) وَإِذَا صَمَّمَ أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ، فَلَنْ يَسْتَطِيعَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَهُ. — اي ٢:٣؛ ٢٧:٥.
١٦، ١٧ (أ) عَمَّ يَعْجَزُ أَيْضًا ٱلشَّيْطَانُ وَٱلْأَبَالِسَةُ؟ (ب) لِمَ لَا نَخَافُ أَنْ نُصَلِّيَ بِصَوْتٍ عَالٍ؟
١٦ وَلِلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ حُدُودٌ أُخْرَى. مَثَلًا، لَا تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّهُمْ يَقْدِرُونَ أَنْ يَعْرِفُوا مَا فِي عُقُولِنَا وَقُلُوبِنَا. فَلَا أَحَدَ غَيْرَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ يَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْقُدْرَةِ. (١ صم ١٦:٧؛ مر ٢:٨) وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ صَلَّيْنَا أَوْ تَكَلَّمْنَا بِصَوْتٍ عَالٍ؟ هَلْ نَخَافُ أَنْ يَسْمَعَنَا ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ وَيَسْتَخْدِمُوا مَا نَقُولُهُ ضِدَّنَا؟ لَا دَاعِيَ إِلَى ذٰلِكَ. فَنَحْنُ لَا نَخَافُ أَنْ نُمَارِسَ نَشَاطَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ، رَغْمَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَرَانَا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَا يَجِبُ أَنْ نَخَافَ مِنَ ٱلصَّلَاةِ بِصَوْتٍ عَالٍ لِأَنَّهُ يَسْمَعُنَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ خُدَّامًا لِلّٰهِ كَثِيرِينَ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ فِي ٱلصَّلَاةِ، وَلَا يَذْكُرُ إِطْلَاقًا أَنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يَسْمَعَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ. (١ مل ٨:٢٢، ٢٣؛ يو ١١:٤١، ٤٢؛ اع ٤:٢٣، ٢٤) وَإِذَا سَعَيْنَا لِتَنْسَجِمَ أَقْوَالُنَا وَأَفْعَالُنَا مَعَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، فَلَنْ يَسْمَحَ لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يُلْحِقَ بِنَا ضَرَرًا دَائِمًا. — اقرإ المزمور ٣٤:٧.
١٧ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ عَدُوَّنَا، وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنْهُ. فَرَغْمَ نَقْصِنَا، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَغْلِبَهُ لِأَنَّ يَهْوَهَ مَعَنَا. (١ يو ٢:١٤) فَإِذَا قَاوَمْنَا ٱلشَّيْطَانَ فَسَيَهْرُبُ مِنَّا. (يع ٤:٧؛ ١ بط ٥:٩) وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّهُ يَسْتَهْدِفُ ٱلشَّبَابَ خُصُوصًا. فَكَيْفَ يَثْبُتُونَ فِي وَجْهِهِ؟ سَنَرَى ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
a يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱسْمَ مَلَاكَيْنِ. (قض ١٣:١٨؛ دا ٨:١٦؛ لو ١:١٩؛ رؤ ١٢:٧) وَيَهْوَهُ سَمَّى كُلَّ ٱلنُّجُومِ. (مز ١٤٧:٤) لِذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّهُ سَمَّى أَيْضًا كُلَّ ٱلْمَلَائِكَةِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِي أَصْبَحَ ٱلشَّيْطَانَ.
b يَرِدُ ٱللَّقَبُ «ٱلشَّيْطَانُ» بِٱللُّغَاتِ ٱلْأَصْلِيَّةِ ١٨ مَرَّةً فَقَطْ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، وَأَكْثَرَ مِنْ ٣٠ مَرَّةً فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.