اِبْنِ زَوَاجًا سَعِيدًا عَلَى أُسُسٍ قَوِيَّةٍ
«إِنْ لَمْ يَبْنِ يَهْوَهُ ٱلْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَكُدُّ ٱلْبَنَّاؤُونَ». — مز ١٢٧:١أ.
١-٣ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
يُخْبِرُ رَجُلٌ يَنْعَمُ بِزَوَاجٍ سَعِيدٍ مُنْذُ ٣٨ سَنَةً: «حِينَ تَكُونُ لَدَيْكَ ٱلرَّغْبَةُ فِي إِنْجَاحِ زَوَاجِكَ وَتَسْعَى لِذٰلِكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، تَحْظَى بِبَرَكَةِ يَهْوَهَ». فِعْلًا، فِي مُتَنَاوَلِ ٱلْأَزْوَاجِ وَٱلزَّوْجَاتِ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِأَوْقَاتٍ حُلْوَةٍ مَعًا وَيَدْعَمُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْمُرَّةِ. — ام ١٨:٢٢.
٢ وَلٰكِنْ لَيْسَ مُسْتَغْرَبًا أَنْ يَخْتَبِرَ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ ‹ضِيقًا فِي جَسَدِهِمْ›. (١ كو ٧:٢٨) فَمُجَرَّدُ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ مَشَاكِلِ ٱلْحَيَاةِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ يُوَتِّرُ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ. وَنَتِيجَةَ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ، يَتَسَبَّبُ ٱللِّسَانُ أَحْيَانًا بِجَرْحِ ٱلْمَشَاعِرِ أَوْ بِحُدُوثِ سُوءِ تَفَاهُمٍ أَوْ تَوَاصُلٍ، مَا يُعَرْقِلُ نَجَاحَ أَحْسَنِ ٱلزِّيجَاتِ. (يع ٣:٢، ٥، ٨) هٰذَا وَيُوَاجِهُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ صُعُوبَةً فِي ٱلتَّوْفِيقِ بَيْنَ ضَغْطِ ٱلْعَمَلِ ٱلْمُتَزَايِدِ وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْأَوْلَادِ. وَبِسَبَبِ شُعُورِهِمْ بِٱلتَّوَتُّرِ وَٱلْإِجْهَادِ، لَا يَتَسَنَّى لِلْبَعْضِ تَمْضِيَةُ وَقْتٍ كَافٍ مَعًا لِيُقَوُّوا رِبَاطَ زَوَاجِهِمْ. فَتَرُوحُ ٱلضِّيقَاتُ ٱلْمَادِّيَّةُ وَٱلْمَشَاكِلُ ٱلصِّحِّيَّةُ وَٱلْمَصَاعِبُ ٱلْأُخْرَى تُخْمِدُ شَيْئًا فَشَيْئًا شُعْلَةَ ٱلْحُبِّ وَٱلِٱحْتِرَامَ بَيْنَهُمْ. حَتَّى ٱلزَّوَاجُ ٱلَّذِي يَبْدُو قَوِيَّ ٱلْأَسَاسِ قَدْ تُزَعْزِعُهُ «أَعْمَالُ ٱلْجَسَدِ» مِثْلُ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلْفُجُورِ، ٱلْعَدَاوَاتِ، ٱلنِّزَاعِ، ٱلْغَيْرَةِ، نَوْبَاتِ ٱلْغَضَبِ، وَٱلْمُخَاصَمَاتِ. — غل ٥:١٩-٢١.
٣ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ» تَسِمُهَا ٱلْمَوَاقِفُ ٱلشِّرِّيرَةُ وَٱلْأَنَانِيَّةُ ٱلَّتِي تُسَمِّمُ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ. (٢ تي ٣:١-٤) وَأَخِيرًا وَلَيْسَ آخِرًا، عَلَى ٱلزِّيجَاتِ أَنْ تَصْمُدَ أَمَامَ هَجَمَاتِ عَدُوٍّ خَبِيثٍ مُصَمِّمٍ عَلَى تَحْطِيمِهَا. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يُحَذِّرُنَا: «إِنَّ خَصْمَكُمْ إِبْلِيسَ يَجُولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». — ١ بط ٥:٨؛ رؤ ١٢:١٢.
٤ مَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى بِنَاءِ زَوَاجٍ قَوِيٍّ وَسَعِيدٍ؟
٤ يَعْتَرِفُ زَوْجٌ فِي ٱلْيَابَان: «مَرَرْتُ بِضَغْطٍ مَادِّيٍّ كَبِيرٍ. وَلِأَنِّي لَمْ أَتَوَاصَلْ بِصَرَاحَةٍ مَعَ زَوْجَتِي، وَقَعَتْ هِيَ ٱلْأُخْرَى تَحْتَ ضَغْطٍ شَدِيدٍ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّهَا عَانَتْ مُؤَخَّرًا مَشَاكِلَ صِحِّيَّةً خَطِيرَةً. كُلُّ هٰذَا ٱلتَّوَتُّرِ سَبَّبَ أَحْيَانًا مُشَاحَنَاتٍ بَيْنَنَا». صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلزَّوْجِيَّةِ عَوِيصَةٌ، لٰكِنَّهَا لَيْسَتْ مُسْتَعْصِيَةً. فَبِعَوْنِ يَهْوَهَ، فِي وِسْعِ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ أَنْ يَنْعَمُوا بِعَلَاقَةٍ سَعِيدَةٍ وَقَوِيَّةٍ. (اقرإ المزمور ١٢٧:١.) فَلْنَتَفَحَّصْ خَمْسَةَ مُقَوِّمَاتٍ أَسَاسِيَّةٍ لِبِنَاءِ زَوَاجٍ مَتِينٍ يَدُومُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. ثُمَّ لِنَرَ كَيْفَ تَجْمَعُ ٱلْمَحَبَّةُ بَيْنَ هٰذِهِ ٱلْمُقَوِّمَاتِ وَتَعْمَلُ عَلَى تَمَاسُكِ بِنْيَةِ ٱلزَّوَاجِ.
لِيَكُنْ يَهْوَهُ ٱلطَّرَفَ ٱلثَّالِثَ فِي زَوَاجِكَ
٥، ٦ كَيْفَ لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ أَنْ يَجْعَلَا يَهْوَهَ ٱلطَّرَفَ ٱلثَّالِثَ فِي عَلَاقَتِهِمَا؟
٥ إِنَّ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّ لِلزَّوَاجِ ٱلْمُسْتَقِرِّ هُوَ ٱلْوَلَاءُ وَٱلْإِذْعَانُ لِمُؤَسِّسِهِ يَهْوَهَ. (اقرإ الجامعة ٤:١٢.) وَيُمْكِنُ لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ أَنْ يَجْعَلَا يَهْوَهَ ٱلطَّرَفَ ٱلثَّالِثَ فِي زَوَاجِهِمَا بِٱتِّبَاعِ إِرْشَادِهِ ٱلْحُبِّيِّ. يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «تَسْمَعُ أُذُنَاكَ كَلِمَةً خَلْفَكَ تَقُولُ: ‹هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا›، حِينَ تَمِيلُ إِلَى ٱلْيَمِينِ، وَحِينَ تَمِيلُ إِلَى ٱلْيَسَارِ». (اش ٣٠:٢٠، ٢١) وَٱلْيَوْمَ، ‹يَسْمَعُ› ٱلزَّوْجَانِ كَلِمَةَ يَهْوَهَ بِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ سَوِيًّا. (مز ١:١-٣) كَمَا أَنَّهُمَا يُعَزِّزَانِ عَلَاقَتَهُمَا عِنْدَمَا يَعْقِدَانِ بِٱنْتِظَامٍ عِبَادَةً عَائِلِيَّةً مُمْتِعَةً وَمُنْعِشَةً رُوحِيًّا. وَلِلصَّلَاةِ مَعًا كُلَّ يَوْمٍ أَهَمِّيَّتُهَا أَيْضًا فِي بِنَاءِ زَوَاجٍ يَصْمُدُ فِي وَجْهِ هَجَمَاتِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.
٦ يُخْبِرُ غِيرْهَارْت مِنْ أَلْمَانِيَا: «حِينَ تُعَكِّرُ ٱلْمَشَاكِلُ وَإِسَاءَاتُ ٱلْفَهْمِ صَفْوَ فَرَحِنَا، تُسَاعِدُنَا ٱلْمَشُورَةُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلصَّبْرَ وَنَعْتَادَ ٱلْمُسَامَحَةَ. فَلَا غِنَى عَنْ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ فِي ٱلزَّوَاجِ ٱلنَّاجِحِ». وَكُلَّمَا سَعَى ٱلطَّرَفَانِ جَاهِدَيْنِ لِإِبْقَاءِ يَهْوَهَ ثَالِثَهُمَا عَبْرَ ٱلِٱنْهِمَاكِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ مَعًا، ٱتَّحَدَا بِهِ وَوَاحِدُهُمَا بِٱلْآخَرِ فِي رِبَاطٍ وَثِيقٍ يَمْنَحُ ٱلسَّعَادَةَ.
أَيُّهَا ٱلزَّوْجُ، مَارِسْ دَوْرَكَ ٱلرِّئَاسِيَّ بِمَحَبَّةٍ
٧ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُمَارِسَ ٱلزَّوْجُ دَوْرَهُ ٱلرِّئَاسِيَّ؟
٧ إِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يَتَوَلَّى بِهَا ٱلزَّوْجُ رِئَاسَتَهُ تَلْعَبُ دَوْرًا كَبِيرًا فِي بِنَاءِ زَوَاجٍ رَاسِخٍ وَسَعِيدٍ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «رَأْسُ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ، وَرَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ هُوَ ٱلرَّجُلُ». (١ كو ١١:٣) وَيُظْهِرُ سِيَاقُ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ أَنَّ عَلَى ٱلزَّوْجِ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِيَسُوعَ فِي كُلِّ ٱلْمَجَالَاتِ، بِمَا فِي ذٰلِكَ مُمَارَسَةُ دَوْرِهِ ٱلرِّئَاسِيِّ. فَيَسُوعُ، ٱلَّذِي هُوَ رَأْسُ ٱلرَّجُلِ، لَمْ يَتَّصِفْ قَطُّ بِٱلِٱسْتِبْدَادِ أَوِ ٱلْقَسْوَةِ. بَلْ كَانَ دَائِمًا مُحِبًّا، لَطِيفًا، مُتَفَهِّمًا، وَدِيعًا، وَمُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ. — مت ١١:٢٨-٣٠.
٨ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلزَّوْجَ أَنْ يَكْسِبَ حُبَّ وَٱحْتِرَامَ زَوْجَتِهِ؟
٨ وَٱلزَّوْجُ ٱلْمَسِيحِيُّ لَا يَحْتَاجُ أَنْ يُطَالِبَ زَوْجَتَهُ بِٱلِٱحْتِرَامِ. فَهُوَ ‹يَبْقَى سَاكِنًا مَعَهَا بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ›، أَيْ يُظْهِرُ لَهَا ٱلِٱعْتِبَارَ وَيَتَفَهَّمُهَا وَيُعْطِيهَا «كَرَامَةً كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ». (١ بط ٣:٧) كَمَا أَنَّهُ يُكَلِّمُهَا بِٱحْتِرَامٍ وَيُعَامِلُهَا بِتَعَاطُفٍ، عَلَنًا وَعَلَى ٱنْفِرَادٍ، مُبَرْهِنًا أَنَّهَا غَالِيَةٌ عَلَى قَلْبِهِ. (ام ٣١:٢٨) وَهٰكَذَا يَكْسِبُ حُبَّهَا وَٱحْتِرَامَهَا وَيَلْمُسُ بَرَكَةَ يَهْوَهَ عَلَى زَوَاجِهِ.
أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَةُ، تَحَلَّيْ بِٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْخُضُوعِ
٩ كَيْفَ تُعْرِبُ ٱلزَّوْجَةُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْخُضُوعِ؟
٩ إِنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ غَيْرَ ٱلْأَنَانِيَّةِ ٱلَّتِي تَحْكُمُهَا ٱلْمَبَادِئُ تُسَاعِدُنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَوَاضَعَ تَحْتَ يَدِهِ ٱلْقَدِيرَةِ. (١ بط ٥:٦) وَتُظْهِرُ ٱلزَّوْجَةُ ٱلْمُذْعِنَةُ ٱحْتِرَامَهَا لِسُلْطَةِ يَهْوَهَ حِينَ تَكُونُ مُتَعَاوِنَةً وَدَاعِمَةً ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَاتُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِأَزْوَاجِكُنَّ، كَمَا يَلِيقُ فِي ٱلرَّبِّ». (كو ٣:١٨) طَبْعًا، لَنْ تَكُونَ كُلُّ قَرَارَاتِ ٱلزَّوْجِ عَلَى كَيْفِ زَوْجَتِهِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلزَّوْجَةَ ٱلْخَاضِعَةَ تُذْعِنُ مَا دَامَتْ هٰذِهِ ٱلْقَرَارَاتُ لَا تَتَعَارَضُ مَعَ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ. — ١ بط ٣:١.
١٠ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تُظْهِرَ ٱلزَّوْجَةُ ٱلْإِذْعَانَ ٱلْحُبِّيَّ؟
١٠ تَحْظَى ٱلزَّوْجَةُ بِمَكَانَةٍ مُكَرَّمَةٍ بِصِفَتِهَا «شَرِيكَةَ» زَوْجِهَا. (مل ٢:١٤) فَهِيَ تُسْهِمُ مُسَاهَمَةً فَعَّالَةً فِي ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِ ٱلْعَائِلَةِ إِذْ تُعَبِّرُ عَنْ رَأْيِهَا وَمَشَاعِرِهَا بِٱحْتِرَامٍ وَتَبْقَى خَاضِعَةً فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ. وَٱلزَّوْجُ ٱلْحَكِيمُ يُعِيرُهَا أُذُنًا صَاغِيَةً. (ام ٣١:١٠-٣١) وَإِذْعَانُهَا ٱلْحُبِّيُّ هٰذَا يُعَزِّزُ بِدَوْرِهِ ٱلسَّعَادَةَ وَٱلسَّلَامَ وَٱلِٱنْسِجَامَ فِي ٱلْعَائِلَةِ، وَيَمْنَحُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْفَرَحَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ. — اف ٥:٢٢؛ ٦:١-٣.
سَامِحْ شَرِيكَكَ بِغَيْرِ حِسَابٍ
١١ لِمَ ٱلْمُسَامَحَةُ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟
١١ تُشَكِّلُ ٱلْمُسَامَحَةُ أَحَدَ ٱلْمُقَوِّمَاتِ ٱلْبَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لِزَوَاجٍ مَدِيدٍ. فَعِنْدَمَا يُوَاظِبُ ٱلشَّرِيكَانِ عَلَى ‹تَحَمُّلِ وَمُسَامَحَةِ بَعْضِهِمَا بَعْضًا›، يَزْدَادُ رِبَاطُهُمَا ٱلزَّوْجِيُّ مَتَانَةً. (كو ٣:١٣) مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَتَخَلْخَلُ هٰذَا ٱلرِّبَاطُ حِينَ يَحْفَظَانِ سِجِلًّا بِٱلْإِسَاءَاتِ ٱلْقَدِيمَةِ وَيَتَسَلَّحَانِ بِهَا عِنْدَمَا تَنْشَأُ بَيْنَهُمَا خِلَافَاتٌ جَدِيدَةٌ. فَٱلْحِقْدُ وَٱلِٱسْتِيَاءُ هُمَا مِثْلُ ٱلشُّقُوقِ ٱلَّتِي تُضْعِفُ تَمَاسُكَ ٱلْبِنَاءِ. وَكُلَّمَا نَمَيَا فِي ٱلْقَلْبِ، صَعُبَتِ ٱلْمُسَامَحَةُ. أَمَّا حِينَ يَغْفِرُ ٱلزَّوْجُ وَٱلزَّوْجَةُ وَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ كَمَا يَغْفِرُ لَهُمَا يَهْوَهُ، تَقْوَى عَلَاقَتُهُمَا وَتَتَرَسَّخُ. — مي ٧:١٨، ١٩.
١٢ مَاذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ «كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا»؟
١٢ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ «لَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ»، حَتَّى إِنَّهَا «تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا». (١ كو ١٣:٤، ٥؛ اقرأ ١ بطرس ٤:٨.) بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، تَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ أَنْ نَغْفِرَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. فَعِنْدَمَا سَأَلَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ كَمْ مَرَّةً يَجِبُ أَنْ يَغْفِرَ لِأَخِيهِ، أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً». (مت ١٨:٢١، ٢٢) وَقَدْ أَظْهَرَ بِذٰلِكَ أَنْ لَا حُدُودَ تَقْرِيبًا لِعَدَدِ مَرَّاتِ ٱلْمُسَامَحَةِ. — ام ١٠:١٢.a
١٣ كَيْفَ يُحَارِبُ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْمَيْلَ إِلَى عَدَمِ ٱلْمُسَامَحَةِ؟
١٣ تَذْكُرُ أَنِيت: «إِنَّ ٱمْتِنَاعَ ٱلزَّوْجَيْنِ عَنِ ٱلْمُسَامَحَةِ يُوَلِّدُ بَيْنَهُمَا ٱلِٱسْتِيَاءَ وَقِلَّةَ ٱلثِّقَةِ، وَمَشَاعِرُ كَهٰذِهِ سُمٌّ يَفْتِكُ بِٱلزَّوَاجِ. وَلٰكِنْ حِينَ يَعْتَادَانِ ٱلْغُفْرَانَ، تَقْوَى عَلَاقَتُهُمَا وَيَقْتَرِبَانِ وَاحِدُهُمَا مِنَ ٱلْآخَرِ». فَإِذَا كَانَ لَدَيْكَ مَيْلٌ إِلَى عَدَمِ ٱلْمُسَامَحَةِ، فَحَارِبْهُ بِتَنْمِيَةِ مَوْقِفٍ عَقْلِيٍّ يَدْفَعُكَ إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱلشُّكْرِ وَٱلتَّقْدِيرِ. اِمْدَحْ رَفِيقَ زَوَاجِكَ بِصِدْقٍ فِي كُلِّ فُرْصَةٍ سَانِحَةٍ. (كو ٣:١٥) عِنْدَئِذٍ تَنْعَمُ مَعَهُ بِرَاحَةِ ٱلْبَالِ، وَٱلْوَحْدَةِ، وَٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَمْنَحُهَا ٱللّٰهُ لِمَنْ تَكُونُ ٱلْمُسَامَحَةُ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِهِ. — رو ١٤:١٩.
طَبِّقِ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ
١٤، ١٥ مَا هِيَ ٱلْقَاعِدَةُ ٱلذَّهَبِيَّةُ، وَكَيْفَ تُفِيدُ عَمَلِيًّا فِي ٱلزَّوَاجِ؟
١٤ أَنْتَ تَرْغَبُ دُونَ شَكٍّ أَنْ يُعَامِلَكَ ٱلْآخَرُونَ بِٱحْتِرَامٍ وَيَصُونُوا كَرَامَتَكَ. وَيُسِرُّكَ أَنْ تَرَاهُمْ يُصْغُونَ إِلَى أَفْكَارِكَ وَيَأْخُذُونَ مَشَاعِرَكَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ. وَلٰكِنْ لَعَلَّكَ سَمِعْتَ أَحَدًا تَأَذَّى يَقُولُ: «سَأَكِيلُ لَهُ بِٱلْمِثْلِ». صَحِيحٌ أَنَّ رَدَّ ٱلْفِعْلِ هٰذَا طَبِيعِيٌّ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَحُثُّنَا: «لَا تَقُلْ: ‹كَمَا فَعَلَ بِي هٰكَذَا أَفْعَلُ بِهِ›». (ام ٢٤:٢٩) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، أَوْصَى يَسُوعُ بِطَرِيقَةٍ إِيجَابِيَّةٍ لِحَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ. وَوَصِيَّتُهُ هٰذِهِ مَشْهُورَةٌ جِدًّا بِحَيْثُ تُدْعَى غَالِبًا ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ. تَقُولُ: «كَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمْ، كَذٰلِكَ ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ بِهِمْ». (لو ٦:٣١) وَقَدْ قَصَدَ يَسُوعُ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نُرِيدُ أَنْ يُعَامِلُونَا وَأَلَّا نُبَادِلَ ٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْفَظَّةَ بِمِثْلِهَا. وَفِي ٱلزَّوَاجِ، يَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ نَبْذُلَ فِي سَبِيلِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ مَا نَرْجُو أَنْ نَنَالَهُ مِنْهَا.
١٥ لِذَا عَلَى ٱلزَّوْجَيْنِ أَنْ يُرَاعِيَا وَاحِدُهُمَا مَشَاعِرَ ٱلْآخَرِ. يَقُولُ زَوْجٌ مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا: «نَحْنُ نُحَاوِلُ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ. صَحِيحٌ أَنَّنَا نَغْضَبُ أَحْيَانًا، لٰكِنَّنَا نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُعَامِلَ بَعْضُنَا بَعْضًا مِثْلَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ، أَيْ بِٱحْتِرَامٍ وَكَرَامَةٍ».
١٦ أَيَّةُ أَفْعَالٍ يَجِبُ عَلَى رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ تَجَنُّبُهَا؟
١٦ بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، لَا تَفْضَحْ نِقَاطَ ضَعْفِ شَرِيكِكَ أَوْ تَنِقَّ طَوَالَ ٱلْوَقْتِ بِشَأْنِ طِبَاعِهِ وَعَادَاتِهِ ٱلَّتِي لَا تُعْجِبُكَ، وَلَا حَتَّى مِنْ بَابِ ٱلْمُزَاحِ. أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلزَّوَاجَ لَيْسَ مُنَافَسَةً تَكْشِفُ أَيُّكُمَا ٱلْأَقْوَى، ٱلْأَعْلَى صَوْتًا، أَوِ ٱلْأَبْرَعُ فِي قَوْلِ مُلَاحَظَاتٍ جَارِحَةٍ. صَحِيحٌ أَنَّ لِكِلَا ٱلطَّرَفَيْنِ عُيُوبًا قَدْ تُزْعِجُ ٱلْآخَرَ، وَلٰكِنْ مَا مِنْ سَبَبٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ يُبَرِّرُ لِأَيٍّ مِنْهُمَا أَنْ يُوَجِّهَ لِرَفِيقِهِ كَلَامًا تَهَكُّمِيًّا وَمُحَقِّرًا، أَوِ ٱلْأَسْوَأُ أَنْ يَدْفَعَهُ بِقُوَّةٍ أَوْ يَضْرِبَهُ. — اقرإ الامثال ١٧:٢٧؛ ٣١:٢٦.
١٧ كَيْفَ يُطَبِّقُ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ؟
١٧ فِي بَعْضِ ٱلْمُجْتَمَعَاتِ، يُعْتَبَرُ ٱلِٱسْتِقْوَاءُ عَلَى ٱلنِّسَاءِ أَوْ ضَرْبُهُنَّ دَلِيلًا عَلَى ٱلرُّجُولَةِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ: «اَلْبَطِيءُ ٱلْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ ٱلْجَبَّارِ، وَٱلضَّابِطُ رُوحَهُ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَسْتَوْلِي عَلَى مَدِينَةٍ». (ام ١٦:٣٢) فَعَلَى ٱلرَّجُلِ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلْقُوَّةِ وَٱلتَّصْمِيمِ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ لِيَضْبِطَ نَفْسَهُ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، أَعْظَمِ رَجُلٍ عَاشَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. أَمَّا ٱلَّذِي يُسِيءُ إِلَى زَوْجَتِهِ شَفَهِيًّا أَوْ جَسَدِيًّا، فَهُوَ بَعِيدٌ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنِ ٱلرُّجُولَةِ، وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُ يَخْسَرُ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ. كَتَبَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ ٱلَّذِي كَانَ رَجُلًا قَوِيًّا وَشُجَاعًا: «اِغْضَبُوا، وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا. تَكَلَّمُوا فِي قُلُوبِكُمْ، عَلَى فِرَاشِكُمْ، وَٱسْكُتُوا». — مز ٤:٤.
‹اِلْبَسِ ٱلْمَحَبَّةَ›
١٨ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلِٱسْتِمْرَارُ فِي تَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ؟
١٨ اقرأ ١ كورنثوس ١٣:٤-٧. اَلْمَحَبَّةُ هِيَ ٱلرَّكِيزَةُ ٱلْأَهَمُّ فِي ٱلزَّوَاجِ. تَحُثُّنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ. وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». (كو ٣:١٢، ١٤) فَٱلْمَحَبَّةُ إِلَى حَدِّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ، كَمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ، هِيَ ٱلَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ مُقَوِّمَاتِ ٱلزَّوَاجِ ٱلْمَتِينِ وَتَعْمَلُ عَلَى تَمَاسُكِهِ. وَزَوَاجٌ كَهٰذَا يَصْمُدُ فِي وَجْهِ ٱلْعُيُوبِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْمُزْعِجَةِ، ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ ٱلْمُؤْلِمَةِ، ٱلْأَزَمَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلْمُقْلِقَةِ، وَٱلِٱحْتِكَاكَاتِ مَعَ ٱلْحَمَوَيْنِ.
١٩، ٢٠ (أ) كَيْفَ يَنْجَحُ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ فِي بِنَاءِ زَوَاجٍ سَعِيدٍ وَمَتِينٍ؟ (ب) مَاذَا تَتَنَاوَلُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٩ إِذًا يَتَطَلَّبُ إِنْجَاحُ ٱلزَّوَاجِ مَحَبَّةً، وَإِخْلَاصًا، وَتَفَانِيًا، وَجُهُودًا جِدِّيَّةً. لِذَا عَلَى ٱلزَّوْجَيْنِ أَنْ يَسْعَيَا لِيَكُونَ رِبَاطُ زَوَاجِهِمَا قَوِيًّا مَشْدُودًا، وَلَيْسَ بِٱلْكَادِ مَعْقُودًا. عِنْدَئِذٍ لَنْ يَلْجَأَا إِلَى فَكِّهِ حَالَمَا تَدُقُّ ٱلْمَشَاكِلُ بَابَهُمَا. فَٱلزَّوْجَانِ ٱلْوَلِيَّانِ لِيَهْوَهَ وَٱلْوَفِيَّانِ وَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ يَحُلَّانِ ٱلْخِلَافَاتِ فِي إِطَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِأَنَّ «ٱلْمَحَبَّةَ لَا تَفْنَى أَبَدًا». — ١ كو ١٣:٨؛ مت ١٩:٥، ٦؛ عب ١٣:٤.
٢٠ إِنَّ بِنَاءَ زَوَاجٍ سَعِيدٍ وَمَتِينٍ هُوَ تَحَدٍّ كَبِيرٌ، لَا سِيَّمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ». (٢ تي ٣:١) إِلَّا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ بِعَوْنِ يَهْوَهَ. مَعَ ذٰلِكَ، عَلَى ٱلْمُتَزَوِّجِينَ أَنْ يُحَارِبُوا ٱلْفَسَادَ ٱلْأَخْلَاقِيَّ ٱلْمُتَفَشِّيَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى كَيْفَ لَهُمْ أَنْ يُعَزِّزُوا دِفَاعَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَةَ لِحِمَايَةِ زَوَاجِهِمْ مِنْ هٰذَا ٱلْخَطَرِ.
a صَحِيحٌ أَنَّ عَلَى ٱلشَّرِيكَيْنِ أَنْ يُسَامِحَا وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ وَيَعْمَلَا عَلَى حَلِّ خِلَافَاتِهِمَا، وَلٰكِنْ فِي حَالِ زَنَى أَحَدُهُمَا، يُعْطِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلطَّرَفَ ٱلْبَرِيءَ ٱلْحَقَّ أَنْ يَخْتَارَ بَيْنَ ٱلْمُسَامَحَةِ وَٱلطَّلَاقِ. (مت ١٩:٩) اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ: «وُجْهَةُ نَظَرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: اَلزِّنَا — هَلْ يَجِبُ أَنْ أَغْفِرَ أَمْ لَا؟» فِي عَدَدِ ٨ آبَ (أُغُسْطُس) ١٩٩٥ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!.