مقالة الدرس ٥٠
«كَيْفَ سَيُقَامُ ٱلْأَمْوَاتُ؟»
«أَيْنَ، يَا مَوْتُ، نَصْرُكَ؟ أَيْنَ، يَا مَوْتُ، شَوْكَتُكَ؟». — ١ كو ١٥:٥٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤١ مُعْجِزَةُ ٱلْحَيَاةِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١-٢ لِمَ ٱلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ تَهُمُّنَا جَمِيعًا؟
اَلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ تَهُمُّنَا جَمِيعًا. فَبَيْنَنَا مُخْتَارُونَ يَرْجُونَ أَنْ يَعِيشُوا فِي ٱلسَّمَاءِ. وَهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يَعْرِفُوا كَيْفَ سَتَكُونُ حَيَاتُهُمْ هُنَاكَ. وَمَعْ أَنَّ مُعْظَمَ شَعْبِ يَهْوَهَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ، فَهٰذَا ٱلْمَوْضُوعُ يَهُمُّهُمْ أَيْضًا. فَكَمَا سَنَرَى، ٱلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ سَتَجْلُبُ لَهُمْ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً.
٢ لَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. وَلٰكِنْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، أَوْحَى ٱللّٰهُ إِلَى بَعْضِ تَلَامِيذِ يَسُوعَ أَنْ يُخْبِرُونَا مَعْلُومَاتٍ عَنْهَا. مَثَلًا، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «نَحْنُ ٱلْآنَ أَوْلَادُ ٱللّٰهِ. وَمَعْ أَنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ، نَعْلَمُ أَنَّنَا سَنَكُونُ مِثْلَهُ حِينَ يُظْهِرُ نَفْسَهُ». (١ يو ٣:٢) فَٱلْمُخْتَارُونَ لَا يَعْرِفُونَ كَيْفَ سَتَكُونُ حَيَاتُهُمْ حِينَ يَقُومُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَامٍ رُوحِيَّةٍ. لٰكِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ سَيَرَوْنَ يَهْوَهَ حِينَ يَنَالُونَ مُكَافَأَتَهُمْ. أَيْضًا، ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ ٱلْمُخْتَارِينَ سَيَكُونُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ حِينَ يُبِيدُ «كُلَّ حُكْمٍ وَكُلَّ سُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ» وَكَذٰلِكَ «ٱلْمَوْتَ». وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، بَعْدَمَا يُخْضِعُ يَسُوعُ كُلَّ شَيْءٍ، سَيَخْضَعُ هُوَ وَٱلْمُخْتَارُونَ لِيَهْوَهَ. (١ كو ١٥:٢٤-٢٨) فَكَمْ سَيَكُونُ هٰذَا رَائِعًا!b
٣ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:٣٠-٣٢، كَيْفَ سَاعَدَ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ بُولُسَ؟
٣ آمَنَ بُولُسُ بِٱلْقِيَامَةِ، وَهٰذَا سَاعَدَهُ أَنْ يَتَحَمَّلَ صُعُوبَاتٍ كَثِيرَةً. (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٣٠-٣٢.) قَالَ لِأَهْلِ كوُرِنْثُوسَ: «كُلَّ يَوْمٍ أُوَاجِهُ ٱلْمَوْتَ». وَأَضَافَ: «قَاتَلْتُ وُحُوشًا فِي أَفَسُسَ». فَرُبَّمَا صَارَعَ وُحُوشًا حَرْفِيَّةً فِي مَلْعَبٍ بِأَفَسُسَ. (٢ كو ١:٨؛ ٤:١٠؛ ١١:٢٣) أَوْ رُبَّمَا وَاجَهَ مُقَاوَمَةً وَحْشِيَّةً مِنَ ٱلْيَهُودِ أَوْ غَيْرِهِمْ. (اع ١٩:٢٦-٣٤؛ ١ كو ١٦:٩) فِي ٱلْحَالَتَيْنِ، وَاجَهَ بُولُسُ مَخَاطِرَ كَبِيرَةً، لٰكِنَّهُ ظَلَّ مُرَكِّزًا عَلَى رَجَائِهِ. — ٢ كو ٤:١٦-١٨.
٤ كَيْفَ يُقَوِّي رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.)
٤ اَلْيَوْمَ أَيْضًا يُوَاجِهُ شَعْبُ يَهْوَهَ مَخَاطِرَ كَثِيرَةً. فَبَعْضُ إِخْوَتِنَا يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ ٱلْجَرَائِمِ. وَيَسْكُنُ آخَرُونَ فِي مَنَاطِقَ فِيهَا حَرْبٌ. كَمَا أَنَّ بَعْضَ إِخْوَتِنَا يَعِيشُونَ فِي بُلْدَانٍ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ، وَيُخَاطِرُونَ بِحُرِّيَّتِهِمْ وَحَيَاتِهِمْ لِيَخْدُمُوا يَهْوَهَ. لٰكِنَّهُمْ جَمِيعًا يَسْتَمِرُّونَ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ، وَيَرْسُمُونَ بِذٰلِكَ مِثَالًا لَنَا. فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ حَتَّى لَوْ خَسِرُوا حَيَاتَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ، تَنْتَظِرُهُمْ بَرَكَاتٌ كَثِيرَةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
٥ أَيُّ فِكْرَةٍ خَاطِئَةٍ حَذَّرَ مِنْهَا بُولُسُ؟
٥ حَذَّرَ بُولُسُ إِخْوَتَهُ مِنْ فِكْرَةٍ خَاطِئَةٍ نَشَرَهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْقِيَامَةِ. فَقَدْ قَالُوا: «إِنْ كَانَ ٱلْأَمْوَاتُ لَا يُقَامُونَ، ‹فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ، لِأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ›». وَهٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ كَانَتْ مَوْجُودَةً قَبْلَ أَيَّامِ بُولُسَ. فَرُبَّمَا ٱقْتَبَسَ مِنْ إِشَعْيَا ٢٢:١٣ ٱلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. فَبَدَلَ أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَى ٱللّٰهِ، كَانَ كُلُّ هَمِّهِمْ أَنْ يَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا وَيَفْرَحُوا. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، كَانَ شِعَارُهُمْ «عِشِ ٱللَّحْظَةَ»، وَهُوَ شِعَارُ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ. لٰكِنَّ هٰذَا أَوْصَلَهُمْ إِلَى نَتَائِجَ كَارِثِيَّةٍ، كَمَا يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. — ٢ اخ ٣٦:١٥-٢٠.
٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ إِيمَانُنَا بِٱلْقِيَامَةِ عَلَى ٱخْتِيَارِنَا لِلْأَصْدِقَاءِ؟
٦ لَزِمَ أَنْ لَا يَخْتَارَ ٱلْإِخْوَةُ فِي كُورِنْثُوسَ أَصْدِقَاءَ يُضْعِفُونَ إِيمَانَهُمْ بِٱلْقِيَامَةِ. فَمَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ ٱلْيَوْمَ؟ لَا يَجِبُ أَنْ نَخْتَارَ أَصْدِقَاءَ كُلُّ هَمِّهِمْ أَنْ يَعِيشُوا ٱللَّحْظَةَ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْقِيَامَةِ. فَعِشْرَتُهُمْ تُخَرِّبُ تَفْكِيرَنَا وَعَادَاتِنَا. حَتَّى إِنَّهَا قَدْ تَدْفَعُنَا أَنْ نَفْعَلَ أُمُورًا يَكْرَهُهَا يَهْوَهُ. لِذٰلِكَ أَوْصَى بُولُسُ: «اُصْحُوا . . . وَلَا تُمَارِسُوا ٱلْخَطِيَّةَ». — ١ كو ١٥:٣٣، ٣٤.
بِأَيِّ جِسْمٍ يُقَامُونَ؟
٧ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:٣٥-٣٨، أَيُّ سُؤَالٍ رُبَّمَا طَرَحَهُ ٱلَّذِينَ شَكَّكُوا فِي ٱلْقِيَامَةِ؟
٧ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٣٥-٣٨. أَجَابَ بُولُسُ عَنْ سُؤَالٍ رُبَّمَا طَرَحَهُ ٱلَّذِينَ شَكَّكُوا فِي ٱلْقِيَامَةِ: «كَيْفَ سَيُقَامُ ٱلْأَمْوَاتُ؟». وَجَوَابُهُ يَهُمُّنَا لِأَنَّ ٱلنَّاسَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْهِمْ أَفْكَارٌ مُخْتَلِفَةٌ عَنِ ٱلْحَيَاةِ بَعْدَ ٱلْمَوْتِ، أَفْكَارٌ تَتَعَارَضُ مَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.
٨ أَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ لَنَا ٱلْقِيَامَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟
٨ حِينَ يَمُوتُ ٱلْإِنْسَانُ، يَتَحَلَّلُ جِسْمُهُ. لٰكِنَّ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْكَوْنَ مِنْ لَا شَيْءٍ يَقْدِرُ أَنْ يُعْطِيَهُ جِسْمًا مُنَاسِبًا عِنْدَمَا يُقِيمُهُ. (تك ١:١؛ ٢:٧) وَلَا دَاعِيَ أَنْ يُعِيدَ لَهُ ٱلْجِسْمَ نَفْسَهُ. لِيُوضِحَ بُولُسُ ٱلْفِكْرَةَ، أَعْطَى مَثَلًا عَنْ بُزُورِ ٱلنَّبَاتَاتِ مِثْلِ حَبَّةِ ٱلْحِنْطَةِ. فَحِينَ تُزْرَعُ فِي ٱلْأَرْضِ، تُفْرِخُ وَتَصِيرُ نَبْتَةً جَدِيدَةً. وَهٰذِهِ ٱلنَّبْتَةُ تَخْتَلِفُ كُلِّيًّا عَنِ ٱلْبِزْرَةِ ٱلصَّغِيرَةِ. وَهٰكَذَا أَوْضَحَ بُولُسُ أَنَّ ٱللّٰهَ حِينَ يُقِيمُ ٱلشَّخْصَ، يَقْدِرُ أَنْ ‹يُعْطِيَهُ جِسْمًا كَيْفَمَا شَاءَ›.
٩ كَيْفَ تُظْهِرُ ١ كُورِنْثُوس ١٥:٣٩-٤١ أَنَّ هُنَاكَ أَجْسَامًا مُخْتَلِفَةً؟
٩ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٣٩-٤١. ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ ٱللّٰهَ أَعْطَى ٱلْمَخْلُوقَاتِ أَجْسَامًا مُخْتَلِفَةً. مَثَلًا، يَخْتَلِفُ جِسْمُ ٱلْمَاشِيَةِ عَنْ جِسْمِ ٱلطُّيُورِ وَٱلسَّمَكِ. وَفِي ٱلسَّمَاءِ، تَخْتَلِفُ ٱلشَّمْسُ عَنِ ٱلْقَمَرِ. كَمَا قَالَ بُولُسُ: «إِنَّ نَجْمًا يَخْتَلِفُ عَنْ نَجْمٍ». وَٱلْعُلَمَاءُ يُؤَكِّدُونَ أَنَّ ٱلنُّجُومَ تَخْتَلِفُ فِي ٱلْحَجْمِ وَٱللَّوْنِ. فَهُنَاكَ ٱلنُّجُومُ ٱلْعِمْلَاقَةُ ٱلْحَمْرَاءُ، ٱلْأَقْزَامُ ٱلْبَيْضَاءُ، وَٱلنُّجُومُ ٱلصَّفْرَاءُ مِثْلُ ٱلشَّمْسِ. أَيْضًا، قَالَ بُولُسُ: «هُنَاكَ أَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ». فَٱلْمَخْلُوقَاتُ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَدَيْهَا أَجْسَامٌ لَحْمِيَّةٌ. أَمَّا ٱلْمَخْلُوقَاتُ فِي ٱلسَّمَاءِ، فَلَدَيْهَا أَجْسَامٌ رُوحِيَّةٌ.
١٠ أَيُّ جِسْمٍ يُعْطِيهِ ٱللّٰهُ لِلَّذِينَ يُقِيمُهُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟
١٠ قَالَ بُولُسُ بَعْدَ ذٰلِكَ: «هٰكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ ٱلْأَمْوَاتِ. يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ، وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ». طَبْعًا، عِنْدَمَا يَمُوتُ ٱلْإِنْسَانُ، يَتَحَلَّلُ جِسْمُهُ وَيَعُودُ إِلَى ٱلتُّرَابِ. (تك ٣:١٩) فَكَيْفَ يُقَامُ ٱلْجِسْمُ فِي «عَدَمِ فَسَادٍ»؟ لَمْ يَكُنْ بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْأشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، مِثْلِ ٱلَّذِينَ أَقَامَهُمْ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ وَيَسُوعُ. بَلْ كَانَ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلَّذِينَ سَيَقُومُونَ بِأَجْسَامٍ سَمَاوِيَّةٍ، أَيْ ‹أَجْسَامٍ رُوحِيَّةٍ›. — ١ كو ١٥:٤٢-٤٤.
١١-١٢ كَيْفَ يَتَغَيَّرُ جِسْمُ ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟
١١ عِنْدَمَا عَاشَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَ لَدَيْهِ جِسْمٌ بَشَرِيٌّ. وَلٰكِنْ حِينَ قَامَ، صَارَ «رُوحًا» وَعَادَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. وَمِثْلَ يَسُوعَ، يَقُومُ ٱلْمُخْتَارُونَ بِأَجْسَامٍ سَمَاوِيَّةٍ. أَوْضَحَ بُولُسُ: «كَمَا حَمَلْنَا صُورَةَ ٱلتُّرَابِيِّ، سَنَحْمِلُ أَيْضًا صُورَةَ ٱلسَّمَاوِيِّ». — ١ كو ١٥:٤٥-٤٩.
١٢ بَعْدَ ذٰلِكَ، ذَكَرَ بُولُسُ لِمَاذَا لَمْ يَقُمْ يَسُوعُ بِجِسْمٍ لَحْمِيٍّ. قَالَ: «إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَا يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». (١ كو ١٥:٥٠) فَٱلرُّسُلُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ ٱلْمُخْتَارِينَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَقُومُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَامٍ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ قَابِلَةٍ لِلْفَسَادِ. وَمَتَى كَانُوا سَيَقُومُونَ؟ حِينَ كَتَبَ بُولُسُ كُورِنْثُوسَ ٱلْأُولَى، كَانَ بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ مِثْلُ ٱلرَّسُولِ يَعْقُوبَ قَدْ «رَقَدُوا». (اع ١٢:١، ٢) وَبَاقِي ٱلرُّسُلِ وَمُخْتَارُونَ آخَرُونَ كَانُوا ‹سَيَرْقُدُونَ› أَيْضًا. (١ كو ١٥:٦) لٰكِنَّ بُولُسَ أَوْضَحَ أَنَّ قِيَامَتَهُمْ لَنْ تَحْدُثَ فَوْرًا بَعْدَ مَوْتِهِمْ بَلْ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ.
اَلنَّصْرُ عَلَى ٱلْمَوْتِ
١٣ مَاذَا يُمَيِّزُ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ؟
١٣ أَنْبَأَ يَسُوعُ وَبُولُسُ عَنْ فَتْرَةٍ مُمَيَّزَةٍ، وَهِيَ ‹حُضُورُ ٱلْمَسِيحِ›. وَتَتَمَيَّزُ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةُ بِٱلْحُرُوبِ، ٱلزَّلَازِلِ، ٱلْأَوْبِئَةِ، وَمَشَاكِلَ أُخْرَى تَحْدُثُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَنَحْنُ نَرَى إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ مِنْ سَنَةِ ١٩١٤. وَلٰكِنْ يُوجَدُ أَمْرٌ آخَرُ يُمَيِّزُ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةَ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللّٰهِ سَيُبَشَّرُ بِهَا «فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ، فَيَكُونُ ذٰلِكَ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ». (مت ٢٤:٣، ٧-١٤) أَيْضًا، قَالَ بُولُسُ إِنَّ ٱلْمُخْتَارِينَ «ٱلرَّاقِدِينَ» سَيَقُومُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ خِلَالَ «حُضُورِ ٱلرَّبِّ». — ١ تس ٤:١٤-١٦؛ ١ كو ١٥:٢٣.
١٤ مَاذَا يَحْدُثُ لِلْمُخْتَارِينَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٤ وَمَاذَا يَحْدُثُ لِلْمُخْتَارِينَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ؟ يَقُومُونَ فَوْرًا إِلَى ٱلسَّمَاءِ. وَهٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ كَلِمَاتُ بُولُسَ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥:٥١، ٥٢: «لَنْ نَرْقُدَ كُلُّنَا، وَلٰكِنَّنَا كُلَّنَا سَنَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ، فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، أَثْنَاءَ ٱلْبُوقِ ٱلْأَخِيرِ». وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تَتِمُّ فِي أَيَّامِنَا. وَسَيَفْرَحُ إِخْوَةُ ٱلْمَسِيحِ كَثِيرًا بَعْدَ أَنْ يَقُومُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ. فَهُمْ سَيَكُونُونَ «مَعَ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلدَّوَامِ». — ١ تس ٤:١٧.
١٥ أَيُّ عَمَلٍ يَنْتَظِرُ ٱلْمُخْتَارِينَ بَعْدَ قِيَامَتِهِمْ؟
١٥ وَهُنَاكَ عَمَلٌ يَنْتَظِرُ ٱلْمُخْتَارِينَ بَعْدَ قِيَامَتِهِمْ. قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ يَغْلِبُ وَيُطِيعُ وَصَايَايَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ سَأُعْطِيهِ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأُمَمِ، مِثْلَمَا نِلْتُ أَنَا سُلْطَةً مِنْ أَبِي. فَيَحْكُمُهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ فَيَتَكَسَّرُونَ مِثْلَ أَوَانٍ فَخَّارِيَّةٍ». (رؤ ٢:٢٦، ٢٧) فَٱلْمُخْتَارُونَ سَيَتْبَعُونَ قَائِدَهُمْ وَيَحْكُمُونَ ٱلْأُمَمَ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. — رؤ ١٩:١١-١٥.
١٦ كَيْفَ سَيَنْتَصِرُ بَشَرٌ كَثِيرُونَ عَلَى ٱلْمَوْتِ؟
١٦ حِينَ يَقُومُ ٱلْمُخْتَارُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، يَنْتَصِرُونَ عَلَى ٱلْمَوْتِ. (١ كو ١٥:٥٤-٥٧) وَقِيَامَتُهُمْ سَتَسْمَحُ لَهُمْ أَنْ يَنْتَصِرُوا أَيْضًا عَلَى ٱلشَّرِّ فِي حَرْبِ هَرْمَجَدُّونَ. كَمَا أَنَّ مَلَايِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْآخَرِينَ سَوْفَ «يَأْتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ» وَيَعْبُرُونَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. (رؤ ٧:١٤) وَهُمْ سَيَرَوْنَ بِعُيُونِهِمْ نَصْرًا آخَرَ عَلَى ٱلْمَوْتِ حِينَ يَقُومُ بَلَايِينُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي ٱلْمَاضِي. تَخَيَّلْ كَمْ سَيَفْرَحُونَ بِهٰذَا ٱلنَّصْرِ. (اع ٢٤:١٥) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، كُلُّ ٱلَّذِينَ سَيَبْقَوْنَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ سَيَنْتَصِرُونَ أَيْضًا عَلَى ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وَرِثْنَاهُ مِنْ آدَمَ. فَهُمْ سَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.
١٧ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:٥٨؟
١٧ كُلُّنَا نَتَشَجَّعُ بِمَا كَتَبَهُ بُولُسُ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥. وَهٰذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نُطَبِّقَ نَصِيحَتَهُ وَنَكُونَ «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ». (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٥٨.) وَإِذَا ٱجْتَهَدْنَا فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ، فَأَمَامَنَا مُسْتَقْبَلٌ جَمِيلٌ يَفُوقُ كُلَّ تَوَقُّعَاتِنَا. وَعِنْدَئِذٍ، سَنَتَأَكَّدُ أَنَّ جُهْدَنَا «لَيْسَ عَبَثًا فِي ٱلرَّبِّ».
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٠ هَا هِيَ ٱلْحَيَاةُ أَخِيرًا!
a يُخْبِرُنَا بَاقِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٥ مِنْ كُورِنْثُوسَ ٱلْأُولَى تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ، وَخُصُوصًا قِيَامَةَ ٱلْمُخْتَارِينَ. وَهٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتُ تَهُمُّ أَيْضًا ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ. فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى كَيْفَ يُؤَثِّرُ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ عَلَى حَيَاتِنَا ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
b فِي هٰذَا ٱلْعَدَدِ، تُنَاقِشُ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» كَلِمَاتِ بُولُسَ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥:٢٩.