هَلْ نُوَاصِلُ ‹ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ›؟
«سِيرُوا بِٱلرُّوحِ فَلَا تُتِمُّوا أَيَّةَ شَهْوَةٍ جَسَدِيَّةٍ». — غلاطية ٥:١٦.
١ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَبْدِيدُ ٱلْمَخَاوِفِ بِشَأْنِ مَا إِذَا أَخْطَأْنَا إِلَى ٱلرُّوحِ؟
إِذَا سَاوَرَتْنَا ٱلْمَخَاوِفُ بِشَأْنِ مَا إِذَا أَخْطَأْنَا إِلَى رُوحِ يَهْوَه ٱلْقُدُسِ، فَهُنَالِكَ طَرِيقَةٌ لِتَبْدِيدِهَا. مَا هِيَ؟ يَقُولُ لَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «سِيرُوا بِٱلرُّوحِ فَلَا تُتِمُّوا أَيَّةَ شَهْوَةٍ جَسَدِيَّةٍ». (غلاطية ٥:١٦) فَإِذَا سَمَحْنَا لِرُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ بِأَنْ يُوَجِّهَنَا، فَلَنْ تُسَيْطِرَ عَلَيْنَا ٱلشَّهَوَاتُ ٱلْجَسَدِيَّةُ. — روما ٨:٢-١٠.
٢، ٣ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا مُوَاصَلَتُنَا ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ؟
٢ وَإِذْ نُوَاصِلُ ‹ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ›، يَدْفَعُنَا رُوحُ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسُ إِلَى إِطَاعَتِهِ. فَنُعْرِبُ عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلهِيَّةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، ٱلْجَمَاعَةِ، ٱلْبَيْتِ، وَأَيِّ مَكَانٍ آخَرَ. وَيَكُونُ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ ظَاهِرًا فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ رَفِيقِ زَوَاجِنَا، أَوْلَادِنَا، رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ، وَغَيْرِهِمْ.
٣ وَٱلْعَيْشُ «بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ» يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْكَفِّ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ. (١ بطرس ٤:١-٦) فَإِذَا كُنَّا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ، فَلَنْ نَرْتَكِبَ خَطِيَّةً لَا تُغْفَرُ. وَلكِنْ أَيَّةُ مَجَالَاتٍ أُخْرَى تُؤَثِّرُ فِيهَا مُوَاصَلَتُنَا ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ؟
لِنَبْقَ قَرِيبِينَ مِنَ ٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ
٤، ٥ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلسَّيْرُ بِٱلرُّوحِ فِي نَظْرَتِنَا إِلَى يَسُوعَ؟
٤ إِنَّ سَيْرَنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ. قَالَ بُولُسُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي كُورِنْثُوسَ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنِ ٱلْمَوَاهِبِ ٱلرُّوحِيَّةِ: «أُرِيدُ أَنْ تَعْرِفُوا [عَبَدَةُ ٱلْأَصْنَامِ ٱلسَّابِقُونَ] أَنْ لَا أَحَدَ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ ٱللّٰهِ، يَقُولُ: ‹يَسُوعُ مَلْعُونٌ!›، وَلَا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: ‹يَسُوعُ رَبٌّ!› إِلَّا بِرُوحٍ قُدُسٍ». (١ كورنثوس ١٢:١-٣) فَأَيُّ رُوحٍ يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ إِلَى لَعْنِ يَسُوعَ هُوَ حَتْمًا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ. أَمَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلسَّائِرِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَمُقْتَنِعُونَ أَنَّ يَهْوَه أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ وَرَفَّعَهُ إِلَى مَرْكَزٍ أَسْمَى مِنْ كُلِّ خَلِيقَةٍ أُخْرَى. (فيلبي ٢:٥-١١) وَلَدَيْنَا إِيمَانٌ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَنَقْبَلُ يَسُوعَ رَبًّا لَنَا مُعَيَّنًا مِنَ ٱللّٰهِ.
٥ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ، أَنْكَرَ بَعْضُ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ أَنَّ يَسُوعَ أَتَى فِي ٱلْجَسَدِ. (٢ يوحنا ٧-١١) وَقَدْ أَدَّى بِهِمْ تَبَنِّي هذِهِ ٱلنَّظْرَةِ ٱلْخَاطِئَةِ إِلَى رَفْضِ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلصَّحِيحَةِ عَنْ يَسُوعَ، ٱلْمَسِيَّا. (مرقس ١:٩-١١؛ يوحنا ١:١، ١٤) لكِنَّ ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يَمْنَعُنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلِٱسْتِسْلَامِ لِٱرْتِدَادٍ كَهذَا. فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِنِعْمَةِ يَهْوَه وَأَنْ ‹نُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ› إِلَّا إِذَا بَقِينَا مُتَيَقِّظِينَ رُوحِيًّا. (٣ يوحنا ٣، ٤) لِذلِكَ لِنُصَمِّمْ عَلَى رَفْضِ كُلِّ ٱرْتِدَادٍ بُغْيَةَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَةٍ مَتِينَةٍ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.
٦ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُنْتِجُهَا قُوَّةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِٱلرُّوحِ؟
٦ أَدْرَجَ بُولُسُ ٱلصَّنَمِيَّةَ وَٱلْبِدَعَ بَيْنَ «أَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ» ٱلَّتِي تَشْمُلُ أَيْضًا ٱلْعَهَارَةَ وٱلْفُجُورَ. بَعْدَ ذلِكَ أَوْضَحَ: «إِنَّ ٱلَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ يَسُوعَ عَلَّقُوا ٱلْجَسَدَ عَلَى خَشَبَةٍ مَعَ أَهْوَائِهِ وَشَهَوَاتِهِ. إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ، فَلْنُتَابِعِ ٱلسُّلُوكَ بِتَرْتِيبٍ بِٱلرُّوحِ أَيْضًا». (غلاطية ٥:١٩-٢١، ٢٤، ٢٥) فَمَا هِيَ ٱلصِّفَاتُ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا قُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ فِي ٱلَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِٱلرُّوحِ؟ كَتَبَ بُولُسُ: «أَمَّا ثَمَرُ ٱلرُّوحِ فَهُوَ: اَلْمَحَبَّةُ، ٱلْفَرَحُ، ٱلسَّلَامُ، طُولُ ٱلْأَنَاةِ، ٱللُّطْفُ، ٱلصَّلَاحُ، ٱلْإِيمَانُ، ٱلْوَدَاعَةُ، وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ». (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) فَلْنَتَحَدَّثْ فِي مَا يَلِي عَنْ هذِهِ ٱلثِّمَارِ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً.
‹لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا›
٧ مَا هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ، وَمَا هِيَ بَعْضُ مُمَيِّزَاتِهَا؟
٧ تَشْمُلُ ٱلْمَحَبَّةُ، أَوَّلُ ثَمَرَةٍ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ، ٱلْمَوَدَّةَ ٱلشَّدِيدَةَ وَٱلِٱهْتِمَامَ غَيْرَ ٱلْأَنَانِيِّ بِٱلْآخَرِينَ، إِضَافَةً إِلَى ٱلتَّعَلّقِ بِهِمْ. وَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَقُولُ إِنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ» لِأَنَّهُ مُجَسَّمُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ. وَقَدْ تَجَلَّتْ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ ٱلْفَائِقَةُ لِلْبَشَرِ فِي ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. (١ يوحنا ٤:٨؛ يوحنا ٣:١٦؛ ١٥:١٣؛ روما ٥:٨) فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، فَإِنَّ ٱلصِّفَةَ ٱلَّتِي تُمَيِّزُنَا نَحْنُ أَتْبَاعَ يَسُوعَ هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ وَاحِدُنَا لِلْآخَرِ. (يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، نَحْنُ مَأْمُورُونَ أَنْ «نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا». (١ يوحنا ٣:٢٣) وَيَقُولُ بُولُسُ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ. وَهِيَ لَا تَغَارُ، لَا تَتَبَجَّحُ، لَا تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ، لَا تَطْلُبُ مَصْلَحَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ، لَا تَحْتَدُّ، وَلَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ. كَمَا أَنَّهَا لَا تَفْرَحُ بِٱلْإِثْمِ، بَلْ تَفْرَحُ بِٱلْحَقِّ. وَٱلْمَحَبَّةُ تَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ. حَقًّا، إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لَا تَفْنَى أَبَدًا. — ١ كورنثوس ١٣:٤-٨.
٨ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْعُبَّادِ؟
٨ وَإِذَا سَمَحْنَا لِرُوحِ ٱللّٰهِ بِأَنْ يُنْتِجَ ٱلْمَحَبَّةَ فِينَا، فَسَتَتَخَلَّلُ هذِهِ ٱلصِّفَةُ عَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ وَقَرِيبِنَا. (متى ٢٢:٣٧-٣٩) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «مَنْ لَا يُحِبُّ فَإِنَّهُ يَبْقَى فِي ٱلْمَوْتِ. كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ إِنْسَانٍ، وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَا مِنْ قَاتِلِ إِنْسَانٍ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بَاقِيَةٌ فِيهِ». (١ يوحنا ٣:١٤، ١٥) فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، لَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِ ٱلْقَاتِلِ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى إِحْدَى مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ إِلَّا إِذَا كَانَ لَا يُبْغِضُ ٱلْقَتِيلَ. (تثنية ١٩:٤، ١١-١٣) نَحْنُ أَيْضًا لَا يَنْبَغِي أَنْ نُكِنَّ ٱلْبُغْضَ فِي قُلُوبِنَا، بَلْ يَجِبُ أَنْ نَدَعَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُوَجِّهُنَا. وَهذَا مَا سَيَجْعَلُنَا نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ للّٰهِ، ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْعُبَّادِ، وَٱلْآخَرِينَ.
‹فَرَحُ يَهْوَهَ هُوَ حِصْنُنَا›
٩، ١٠ مَا هُوَ ٱلْفَرَحُ، وَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَجْعَلُنَا فَرِحِينَ؟
٩ اَلْفَرَحُ هُوَ حَالَةٌ مِنَ ٱلسَّعَادَةِ ٱلشَّدِيدَةِ. وَيَهْوَه هُوَ «ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ». (١ تيموثاوس ١:١١؛ مزمور ١٠٤:٣١) وَٱبْنُهُ يَسُوعُ يُسَرُّ بِفِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ. (مزمور ٤٠:٨؛ عبرانيين ١٠:٧-٩) نَحْنُ أَيْضًا ‹فَرَحُ يَهْوَهَ هُوَ حِصْنُنَا›. — نحميا ٨:١٠.
١٠ فَٱلْفَرَحُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ يَجْلُبُ لَنَا ٱكْتِفَاءً عَمِيقًا عِنْدَمَا نَفْعَلُ مَشِيئَتَهِ حَتَّى عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمَصَاعِبَ، ٱلْأَحْزَانَ، أَوِ ٱلِٱضْطِهَادَ. فَنَحْنُ نَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ غَامِرَةٍ لِأَنَّ لَدَيْنَا «مَعْرِفَةَ ٱللّٰهِ». (امثال ٢:١-٥) وَٱلْمَعْرِفَةُ ٱلدَّقِيقَةُ عَنْهُ وَٱلْإِيمَانُ بِهِ وَبِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُؤَدِّيَانِ إِلَى نَيْلِنَا عَلَاقَةً بِهِ، مِمَّا يُدْخِلُ ٱلْبَهْجَةَ إِلَى قَلْبِنَا. (١ يوحنا ٢:١، ٢) وَٱنْتِمَاؤُنَا إِلَى مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْعَالَمِيِّ هُوَ سَبَبٌ آخَرُ لِلْفَرَحِ. (صفنيا ٣:٩؛ حجاي ٢:٧) كَمَا أَنَّ ٱمْتِلَاكَنَا رَجَاءَ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلِٱمْتِيَازَ ٱلرَّفِيعَ أَنْ نُعْلِنَ ٱلْبِشَارَةَ يَمْلَأُنَا سُرُورًا. (متى ٦:٩، ١٠؛ ٢٤:١٤) إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، هُنَالِكَ أَيْضًا رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. (يوحنا ١٧:٣) نَظَرًا إِلَى هذَا ٱلرَّجَاءِ ٱلرَّائِعِ، لَا يَنْبَغِي أَنْ ‹نَكُونَ إِلَّا فَرِحِينَ›. — تثنية ١٦:١٥.
لِنَكُنْ مُسَالِمِينَ وَطَوِيلِي ٱلْأَنَاةِ
١١، ١٢ (أ) مَا هُوَ ٱلسَّلَامُ؟ (ب) أَيُّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ ٱلسَّلَامُ ٱلْإِلهِيُّ فِينَا؟
١١ اَلسَّلَامُ، ثَمَرَةٌ أُخْرَى مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ، هُوَ حَالَةٌ مِنَ ٱلسَّكِينَةِ وَعَدَمِ وُجُودِ ٱلِٱضْطِرَابِ. وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ هُوَ إِلٰهُ سَلَامٍ، لِذلِكَ يُعْطِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلتَّأْكِيدَ: «يَهْوَهُ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِٱلسَّلَامِ». (مزمور ٢٩:١١؛ ١ كورنثوس ١٤:٣٣) كَمَا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ، سَلَامِي أُعْطِيكُمْ». (يوحنا ١٤:٢٧) فَكَيْفَ كَانَ ذلِكَ سَيُسَاعِدُ أَتْبَاعَهُ؟
١٢ إِنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ هَدَّأَ قُلُوبَهُمْ وَعُقُولَهُمْ وَبَدَّدَ مَخَاوِفَهُمْ. وَقَدِ ٱمْتَلَكُوا ٱلسَّلَامَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عِنْدَمَا نَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ. (يوحنا ١٤:٢٦) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، نَحْنُ نَتَمَتَّعُ ‹بِسَلَامِ ٱللّٰهِ› ٱلَّذِي يُرِيحُ قَلْبَنَا وَعَقْلَنَا لِأَنَّنَا نَطْلُبُهُ فِي صَلَوَاتِنَا وَلِأَنَّنَا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ. (فيلبي ٤:٦، ٧) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يُسَاعِدُنَا رُوحُ يَهْوَه أَنْ نَكُونَ هَادِئِينَ وَمُسَالِمِينَ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْآخَرِينَ. — روما ١٢:١٨؛ ١ تسالونيكي ٥:١٣.
١٣، ١٤ مَا هُوَ طُولُ ٱلْأَنَاةِ، وَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِهذِهِ ٱلصِّفَةِ؟
١٣ يَرْتَبِطُ طُولُ ٱلْأَنَاةِ بِٱلْمُسَالَمَةِ. فَطُولُ ٱلْأَنَاةِ هُوَ ٱحْتِمَالُ ٱلْخَطَإِ وَٱلِٱسْتِفْزَازِ بِصَبْرٍ عَلَى أَمَلِ تَحَسُّنِ ٱلْوَضْعِ. وَٱللّٰهُ يَتَحَلَّى بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ. (روما ٩:٢٢-٢٤) وَيَسُوعُ أَيْضًا هُوَ طَوِيلُ ٱلْأَنَاةِ. وَبِإِمْكَانِنَا ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ إِعْرَابِ يَسُوعَ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ. فَقَدْ قَالَ بُولُسُ: «لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ نِلْتُ رَحْمَةً، لِيُظْهِرَ ٱلْمَسِيحُ يَسُوعُ بِي، أَنَا أَبْرَزَ ٱلْخُطَاةِ، كُلَّ طُولِ أَنَاتِهِ نَمُوذَجًا لِلَّذِينَ يُؤَسِّسُونَ إِيمَانَهُمْ عَلَيْهِ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — ١ تيموثاوس ١:١٦.
١٤ نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ. فَهذِهِ ٱلصِّفَةُ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُ أَوْ يَتَصَرَّفُ ٱلْآخَرُونَ مَعَنَا بِفَظَاظَةٍ أَوْ دُونَ تَفْكِيرٍ. حَثَّ بُولُسُ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «تَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ». (١ تسالونيكي ٥:١٤) وَبِمَا أَنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ، فَنَحْنُ نَرْغَبُ حَتْمًا أَنْ يَكُونَ ٱلنَّاسُ صَبُورِينَ مَعَنَا، أَنْ يُعَامِلُونَا بِطُولِ أَنَاةٍ عِنْدَمَا نُخْطِئُ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَهُمْ. لِذلِكَ لِنَسْعَ أَنْ نَكُونَ «طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ». — كولوسي ١:٩-١٢.
لِنُعْرِبْ عَنِ ٱللُّطْفِ وَٱلصَّلَاحِ
١٥ مَا هُوَ ٱللُّطْفُ، وَمَنْ أَعْرَبُوا عَنْهُ؟
١٥ نَحْنُ نُعْرِبُ عَنِ ٱللُّطْفِ عِنْدَمَا نَهْتَمُّ بِٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْوُدِّيَّةِ وَٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ. وَيَهْوَه وَٱبْنُهُ كِلَاهُمَا يَتَّصِفَانِ بِٱللُّطْفِ. (روما ٢:٤؛ ٢ كورنثوس ١٠:١) لِذلِكَ يُتَوَقَّعُ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ أَنْ يَكُونُوا لُطَفَاءَ. (ميخا ٦:٨؛ كولوسي ٣:١٢) فَحَتَّى بَعْضُ ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ عَلَاقَةٌ شَخْصِيَّةٌ بِٱللّٰهِ أَظْهَرُوا «لُطْفًا إِنْسَانِيًّا غَيْرَ عَادِيٍّ». (اعمال ٢٧:٣؛ ٢٨:٢) فَلَا شَكَّ إِذًا أَنَّهُ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ أَيْضًا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱللُّطْفِ إِذَا وَاصَلْنَا ‹ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ›.
١٦ مَتَى يَنْبَغِي أَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱللُّطْفِ؟
١٦ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱللُّطْفِ حَتَّى لَوْ غَضِبْنَا غَضَبًا مُبَرَّرًا لِأَنَّ أَحَدًا وَجَّهَ إِلَيْنَا كَلِمَاتٍ جَارِحَةً أَوْ تَصَرَّفَ مَعَنَا دُونَ مُرَاعَاةٍ لِمَشَاعِرِنَا. قَالَ بُولُسُ: «اِسْخَطُوا، وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا. لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا. . . . كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، ذَوِي حَنَانٍ، مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللّٰهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ». (افسس ٤:٢٦، ٢٧، ٣٢) وَمِنَ ٱلْمُنَاسِبِ خُصُوصًا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱللُّطْفِ تِجَاهَ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمِحَنَ. لكِنَّ ٱللُّطْفَ لَا يَعْنِي أَنْ يَمْتَنِعَ ٱلشَّيْخُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنْ تَقْدِيمِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خَشْيَةَ أَنْ يَجْرَحَ مَشَاعِرَ شَخْصٍ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَهْجُرَ مَسْلَكَ «ٱلصَّلَاحِ وَٱلْبِرِّ وَٱلْحَقِّ». — افسس ٥:٩.
١٧، ١٨ مَا هُوَ ٱلصَّلَاحُ، وَأَيُّ دَوْرٍ يَنْبَغِي أَنْ تَلْعَبَهُ هذِهِ ٱلصِّفَةُ فِي حَيَاتِنَا؟
١٧ اَلصَّلَاحُ هُوَ فَضِيلَةٌ، مَزِيَّةٌ أَدَبِيَّةٌ، صِفَةُ أَوْ حَالَةُ كَوْنِ ٱلْمَرْءِ صَالِحًا. وَٱللّٰهُ هُوَ صَالِحٌ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ. (مزمور ٢٥:٨؛ زكريا ٩:١٧) يَسُوعُ أَيْضًا هُوَ صَاحِبُ فَضِيلَةٍ وَيَتَحَلَّى بِهذِهِ ٱلْمَزِيَّةِ ٱلْأَدَبِيَّةِ. مَعَ ذلِكَ، لَمْ يَقْبَلْ أَنْ تُطْلَقَ عَلَيْهِ هذِهِ ٱلصِّفَةُ كَلَقَبٍ عِنْدَمَا دَعَاهُ رَجُلٌ «ٱلْمُعَلِّمَ ٱلصَّالِحَ». (مرقس ١٠:١٧، ١٨) وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ رَفَضَ ذلِكَ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ أَسْمَى مِثَالٍ لِلصَّلَاحِ.
١٨ أَمَّا نَحْنُ فَلَدَيْنَا إِمْكَانِيَّةٌ مَحْدُودَةٌ لِفِعْلِ ٱلصَّلَاحِ بِسَبَبِ خَطِيَّتِنَا ٱلْمَوْرُوثَةِ. (روما ٥:١٢) وَلكِنْ بِإِمْكَانِنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ إِذَا صَلَّيْنَا إِلَى ٱللّٰهِ ‹لِيُعَلِّمَنَا ٱلصَّلَاحَ›. (مزمور ١١٩:٦٦) قَالَ بُولُسُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي رُومَا: «أَنَا مُقْتَنِعٌ فِي أَمْرِكُمْ يَا إِخْوَتِي، أَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مَمْلُوُّونَ صَلَاحًا، إِذِ ٱمْتَلَأْتُمْ بِكُلِّ مَعْرِفَةٍ». (روما ١٥:١٤) وَٱلنَّاظِرُ ٱلْمَسِيحِيُّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ «مُحِبًّا لِلصَّلَاحِ». (تيطس ١:٧، ٨) وَهذَا يَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَيْنَا جَمِيعًا. فَإِذَا سَمَحْنَا لِرُوحِ ٱللّٰهِ بِأَنْ يُوَجِّهَنَا، نَصِيرُ مَعْرُوفِينَ بِأَنَّنَا أَشْخَاصٌ صَالِحُونَ، وَيَهْوَه ‹سَيَذْكُرُنَا بِٱلْخَيْرِ› عَلَى ٱلصَّلَاحِ ٱلَّذِي أَعْرَبْنَا عَنْهُ. — نحميا ٥:١٩؛ ١٣:٣١.
«إِيمَانٌ بِلَا رِيَاءٍ»
١٩ اِنْسِجَامًا مَعَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١١:١، مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ؟
١٩ اَلْإِيمَانُ هُوَ ثَمَرَةٌ أُخْرَى مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ. إِنَّهُ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ، وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى». (عبرانيين ١١:١) فَإِذَا ٱمْتَلَكْنَا ٱلْإِيمَانَ، نَكُونُ مُتَأَكِّدِينَ أَنَّ كُلَّ وُعُودِ يَهْوَه سَتَتَحَقَّقُ لَا مَحَالَةَ. وَٱلْإِيمَانُ بِٱلْحَقَائِقِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ قَوِيٌّ جِدًّا بِحَيْثُ يُقَالُ إِنَّهُ ٱلدَّلِيلُ ٱلْمُقْنِعُ عَلَى هذِهِ ٱلْحَقَائِقِ. مَثَلًا، إِنَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ هِيَ دَلِيلٌ مُقْنِعٌ عَلَى وُجُودِ خَالِقٍ. وَهذَا هُوَ نَوْعُ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي سَنُعْرِبُ عَنْهُ إِذَا وَاصَلْنَا ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ.
٢٠ مَا هِيَ «ٱلْخَطِيَّةُ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ»، وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا تَجَنُّبُهَا وَتَجَنُّبُ أَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ؟
٢٠ أَمَّا عَدَمُ ٱلْإِيمَانِ فَهُوَ «ٱلْخَطِيَّةُ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ». (عبرانيين ١٢:١) لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى رُوحِ ٱللّٰهِ لِكَيْ نَتَجَنَّبَ أَعْمَالَ ٱلْجَسَدِ، ٱلْمَادِّيَّةَ، وَٱلتَّعَالِيمَ ٱلْبَاطِلَةَ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُقَوِّضَ ٱلْإِيمَانَ. (كولوسي ٢:٨؛ ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠؛ ٢ تيموثاوس ٤:٣-٥) وَرُوحُ ٱللّٰهِ يُنْتِجُ فِي خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيِّينَ إِيمَانًا كَإِيمَانِ ٱلشُّهُودِ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَغَيْرِهِمِ ٱلَّذِينَ يَرِدُ ذِكْرُهُمْ فِي سِجِلِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (عبرانيين ١١:٢-٤٠) وَ ‹إِيمَانُنَا ٱلَّذِي بِلَا رِيَاءٍ› يُقَوِّي إِيمَانَ ٱلْآخَرِينَ. — ١ تيموثاوس ١:٥؛ عبرانيين ١٣:٧.
لِنُعْرِبْ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ
٢١، ٢٢ مَا هِيَ ٱلْوَدَاعَةُ، وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَحَلَّى بِهَا؟
٢١ اَلْوَدَاعَةُ هِيَ ٱلرِّفْقُ فِي ٱلطِّبَاعِ وَٱلسُّلُوكِ. وَهِيَ إِحْدَى ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا ٱللّٰهُ. وَنَحْنُ نَعْرِفُ ذلِكَ مِنْ خِلَالِ مِثَالِ يَسُوعَ لِأَنَّهُ كَانَ ٱنْعِكَاسًا تَامًّا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَه. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ شَخْصًا وَدِيعًا. (متى ١١:٢٨-٣٠؛ يوحنا ١:١٨؛ ٥:١٩) فَمَاذَا يَطْلُبُ ٱللّٰهُ مِنْ خُدَّامِهِ؟
٢٢ يَتَوَقَّعُ ٱللّٰهُ مِنَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹نُعْرِبَ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ نَحْوَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›. (تيطس ٣:٢) فَيَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْوَدَاعَةِ فِي خِدْمَتِنَا. وَيَجْرِي أَيْضًا نُصْحُ ذَوِي ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَنْ يُصْلِحُوا ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْخَاطِئَ «بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ». (غلاطية ٦:١) كَمَا أَنَّ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نُسَاهِمَ فِي ٱلْوَحْدَةِ وَٱلسَّلَامِ حِينَ نَتَحَلَّى ‹بِٱلِٱتِّضَاعِ ٱلْعَقْلِيِّ وٱلْوَدَاعَةِ›. (افسس ٤:١-٣) وَلَا يُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ إِلَّا إِذَا وَاصَلْنَا ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ وَمَارَسْنَا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ.
٢٣، ٢٤ مَا هُوَ ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ، وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا؟
٢٣ يُمَكِّنُنَا ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ مِنَ ٱلتَّحَكُّمِ فِي أَفْكَارِنَا، كَلِمَاتِنَا، وَتَصَرُّفَاتِنَا. وَقَدْ ‹ضَبَطَ يَهْوَه نَفْسَهُ› عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْبَابِلِيِّينَ ٱلَّذِينَ دَمَّرُوا أُورُشَلِيمَ. (اشعيا ٤٢:١٤) وَ ‹تَرَكَ› لَنَا ٱبْنُهُ أَيْضًا «قُدْوَةً» بِمُمَارَسَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ عِنْدَمَا قَاسَى ٱلْآلَامَ. وَقَدْ نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يُضِيفُوا إِلَى مَعْرِفَتِهِمْ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ›. — ١ بطرس ٢:٢١-٢٣؛ ٢ بطرس ١:٥-٨.
٢٤ لِذلِكَ يُتَوَقَّعُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ. (تيطس ١:٧، ٨) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يُمْكِنُ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُوَجِّهُهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ يُمَارِسُوا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ، وَبِٱلتَّالِي أَنْ يَتَجَنَّبُوا ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ، ٱلْكَلَامَ ٱلْبَذِيءَ، أَوْ أَيَّ أَمْرٍ قَدْ يُؤَدِّي بِهِمْ إِلَى خَسَارَةِ رِضَى يَهْوَه. فَإِذَا سَمَحْنَا لِرُوحِ ٱللّٰهِ بِأَنْ يُنْتِجَ فِينَا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ، فَسَيَكُونُ ذلِكَ ظَاهِرًا لِلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ كَلَامِنَا وَسُلُوكِنَا.
لِنُوَاصِلِ ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ
٢٥، ٢٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلسَّيْرُ بِٱلرُّوحِ فِي عَلَاقَاتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ، وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِنَا؟
٢٥ إِذَا سِرْنَا بِٱلرُّوحِ، فَسَنَكُونُ مُنَادِينَ غَيُورِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. (اعمال ١٨:٢٤-٢٦) وَسَنَكُونُ أَيْضًا أَشْخَاصًا يُسَرُّ بِمُعَاشَرَتِهِمِ ٱلْآخَرُونَ، وَخُصُوصًا ٱلْمُتَعَبِّدِينَ للّٰهِ. كَمَا أَنَّنَا سَنَكُونُ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْعُبَّادِ إِذَا سَمَحْنَا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِأَنْ يُرْشِدَنَا. (فيلبي ٢:١-٤) أَلَيْسَ هذَا مَا يَرْغَبُ فِيهِ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟!
٢٦ إِنَّ ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَوْضُوعِ فِي قَبْضَةِ ٱلشَّيْطَانِ. (١ يوحنا ٥:١٩) إِلَّا أَنَّ مَلَايِينَ ٱلْأَشْخَاصِ يَتَمَكَّنُونَ مِنْ فِعْلِ ذلِكَ. فَإِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَى يَهْوَه بِكُلِّ قَلْبِنَا، فَسَنَتَمَتَّعُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْآنَ وَسَنَتَمَكَّنُ إِلَى ٱلْأَبَدِ مِنَ ٱلسُّلُوكِ فِي ٱلطُّرُقِ ٱلْبَارَّةِ لِلْإِلهِ ٱلْمُحِبِّ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. — مزمور ١٢٨:١؛ امثال ٣:٥، ٦.
مَا هُوَ جَوَابُكُمْ؟
• كَيْفَ يُؤَثِّرُ ‹ٱلسَّيْرُ بِٱلرُّوحِ› فِي عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ؟
• أَيَّةُ صِفَاتٍ تُؤَلِّفُ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ؟
• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ لِلْإِعْرَابِ عَنْ ثَمَرِ رُوحِ ٱللّٰهِ؟
• كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلسَّيْرُ بِٱلرُّوحِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ، وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِنَا؟
[الصورة في الصفحة ٢٣]
يُسَاعِدُنَا رُوحُ يَهْوَه ٱلْقُدُسُ عَلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ
[الصورة في الصفحة ٢٤]
أَعْرِبْ عَنِ ٱللُّطْفِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْوُدِّيَّةِ وَٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ