اِنْبِذِ ٱلتَّفَاهَاتِ وَٱلْأُمُورَ ٱلْعَدِيمَةَ ٱلنَّفْعِ
«اَلسَّاعِي فِي أَثَرِ ٱلتَّفَاهَاتِ نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ». — ام ١٢:١١.
١ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلنَّفَائِسِ ٱلَّتِي نَمْلِكُهَا، وَمَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِٱسْتِعْمَالِهَا؟
نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ جَمِيعًا نَمْلِكُ أُمُورًا نَعْتَبِرُهَا ذَاتَ قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ لَنَا وَنُعِزُّهَا كَٱلنَّفَائِسِ. فَرُبَّمَا نَتَمَتَّعُ بِٱلْقُوَّةِ وَٱلصِّحَّةِ ٱلْجَيِّدَةِ، أَوْ لَدَيْنَا مَوَاهِبُ فِطْرِيَّةٌ مُمَيَّزَةٌ، أَوْ نَنْعَمُ بِٱلثَّرَاءِ. وَبِمَا أَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَه، يَسُرُّنَا أَنْ نَسْتَعْمِلَ هذِهِ ٱلْأُمُورَ فِي خِدْمَتِنَا لَهُ، وَذلِكَ تَجَاوُبًا مَعَ هذِهِ ٱلْمُنَاشَدَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ: «أَكْرِمْ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِكَ». — ام ٣:٩.
٢ مِمَّ يُحَذِّرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِشَأْنِ ٱلتَّفَاهَاتِ، وَكَيْفَ يَنْطَبِقُ هذَا ٱلتَّحْذِيرُ بِمَعْنًى حَرْفِيٍّ؟
٢ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أُمُورٍ تَافِهَةٍ لَا قِيمَةَ لَهَا، وَيُحَذِّرُنَا مِنْ تَبْدِيدِ مَوَارِدِنَا بِٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِهَا. وَعَنْ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ تَذْكُرُ ٱلْأَمْثَالُ ١٢:١١: «مَنْ يَفْلَحْ أَرْضَهُ يَشْبَعْ خُبْزًا، وَٱلسَّاعِي فِي أَثَرِ ٱلتَّفَاهَاتِ نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ». إِنَّ ٱلِٱنْطِبَاقَ ٱلْحَرْفِيَّ لِهذَا ٱلْمَثَلِ وَاضِحٌ جِدًّا. فَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَصْرِفُ وَقْتَهُ وَطَاقَتَهُ فِي ٱلْعَمَلِ لِإِعَالَةِ عَائِلَتِهِ يَسْتَطِيعُ عُمُومًا أَنْ يُوَفِّرَ لِنَفْسِهِ وَلِعَائِلَتِهِ نَوْعًا مِنَ ٱلِٱسْتِقْرَارِ. (١ تي ٥:٨) أَمَّا إِذَا كَانَ يُبَدِّدُ مَوَارِدَهُ بِٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلتَّفَاهَاتِ، فَهُوَ «نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ»، أَيْ لَا يُمَيِّزُ ٱلْأُمُورَ جَيِّدًا وَيُعْوِزُهُ ٱلدَّافِعُ ٱلصَّائِبُ. وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ جِدًّا أَنْ يَعِيشَ إِنْسَانٌ كَهذَا فِي فَقْرٍ.
٣ كَيْفَ يَنْطَبِقُ تَحْذِيرُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنَ ٱلتَّفَاهَاتِ عَلَى عِبَادَتِنَا؟
٣ وَٱلْمَبْدَأُ ٱلْوَارِدُ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ يَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى عِبَادَتِنَا. فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يَخْدُمُ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ وَٱجْتِهَادٍ يَنْعَمُ بِٱسْتِقْرَارٍ حَقِيقِيٍّ لِأَنَّهُ وَاثِقٌ مِنْ نَيْلِ بَرَكَةِ ٱللّٰهِ ٱلآنَ وَلَهُ رَجَاءٌ رَاسِخٌ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ. (مت ٦:٣٣؛ ١ تي ٤:١٠) أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي تُلْهِيهِ ٱلتَّفَاهَاتُ وَٱلْأُمُورُ ٱلْعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ فَيُعَرِّضُ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَه وَآمَالَهُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ لِلْخَطَرِ. فَكَيْفَ نَتَفَادَى حُدُوثَ ذلِكَ؟ بِتَحْدِيدِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُعْتَبَرَةِ «تَفَاهَاتٍ» فِي حَيَاتِنَا وَعَقْدِ ٱلْعَزْمِ عَلَى رَفْضِهَا. — اِقْرَأْ تيطس ٢:١١، ١٢.
٤ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلتَّفَاهَاتُ وَٱلْأُمُورُ ٱلْعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ بِشَكْلٍ عَامٍّ؟
٤ وَمَاذَا تَشْمُلُ ٱلتَّفَاهَاتُ وَٱلْأُمُورُ ٱلْعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ؟ بِشَكْلٍ عَامٍّ، تَشْمُلُ أَيَّ أَمْرٍ يُلْهِينَا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، هُنَاكَ أَشْكَالٌ عَدِيدَةٌ مِنَ ٱلِٱسْتِجْمَامِ تُوضَعُ فِي هذِهِ ٱلْخَانَةِ. لَا يَعْنِي ذلِكَ طَبْعًا أَنَّ ٱلِٱسْتِجْمَامَ غَيْرُ مُفِيدٍ. وَلكِنْ عِنْدَمَا نُبَدِّدُ وَقْتًا طَوِيلًا فِي ٱلتَّسْلِيَةِ عَلَى حِسَابِ نَشَاطَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ، يَصِيرُ ٱلِٱسْتِجْمَامُ تَفَاهَةً لَا نَفْعَ مِنْهَا، مِمَّا يُؤَثِّرُ سَلْبًا فِي صِحَّتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ. (جا ٢:٢٤؛ ٤:٦) وَلِتَفَادِي حُدُوثِ ذلِكَ، يُمَارِسُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلِٱتِّزَانَ وَيَنْتَبِهُ جَيِّدًا كَيْفَ يَصْرِفُ وَقْتَهُ ٱلنَّفِيسَ. (اِقْرَأْ كولوسي ٤:٥.) غَيْرَ أَنَّهُ تُوجَدُ أُمُورٌ أُخْرَى تَافِهَةٌ وَعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ أَخْطَرُ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلِٱسْتِجْمَامِ. وَأَحَدُهَا هُوَ ٱلْآلِهَةُ ٱلْبَاطِلَةُ.
اِنْبِذِ ٱلْآلِهَةَ ٱلْعَدِيمَةَ ٱلنَّفْعِ
٥ عَلَامَ يُطْلِقُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عِبَارَةَ «عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ» فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟
٥ كَثِيرًا مَا يَسْتَعْمِلُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عِبَارَةَ «عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ» فِي وَصْفِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. مَثَلًا، قَالَ يَهْوَه لِإِسْرَائِيلَ: «لَا تَصْنَعُوا لَكُمْ آلِهَةً عَدِيمَةَ ٱلنَّفْعِ، وَلَا تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا أَوْ نُصْبًا مُقَدَّسًا، وَلَا تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مَنْحُوتًا لِتَسْجُدُوا لَهُ». (لا ٢٦:١) وَكَتَبَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: «لِأَنَّ يَهْوَهَ عَظِيمٌ وَلَهُ ٱلتَّسْبِيحُ ٱلْجَزِيلُ، وَمَخُوفٌ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْآلِهَةِ. لِأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ ٱلشُّعُوبِ آلِهَةٌ عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ. أَمَّا يَهْوَهُ فَصَنَعَ ٱلسَّمٰوَاتِ». — ١ اخ ١٦:٢٥، ٢٦.
٦ لِمَاذَا يُقَالُ عَنِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ إِنَّهَا عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ؟
٦ كَمَا ذَكَرَ دَاوُدُ، هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُبَرْهِنُ عَنْ عَظَمَةِ يَهْوَه. (مز ١٣٩:١٤؛ ١٤٨:١-١٠) فَيَا لَلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي تَمَتَّعَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْ يَكُونُوا فِي عَلَاقَةِ عَهْدٍ مَعَهُ! وَيَا لَحَمَاقَتِهِمْ حِينَ تَحَوَّلُوا عَنْهُ وَسَجَدُوا لِلتَّمَاثِيلِ ٱلْمَنْحُوتَةِ وَٱلْأَنْصَابِ ٱلْمُقَدَّسَةِ! فَعِنْدَمَا مَرُّوا بِأَوْقَاتِ شِدَّةٍ، تَبَيَّنَ أَنَّ آلِهَتَهُمُ ٱلْبَاطِلَةَ عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ لِأَنَّهَا لَمْ تَعْجَزْ فَقَطْ عَنْ إِنْقَاذِ عُبَّادِهَا بَلْ أَيْضًا عَنْ إِنْقَاذِ نَفْسِهَا. — قض ١٠:١٤، ١٥؛ اش ٤٦:٥-٧.
٧، ٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ «ٱلْمَالُ» إِلهًا لَنَا؟
٧ وَلَا يَزَالُ ٱلنَّاسُ، فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْيَوْمَ، يَسْجُدُونَ لِتَمَاثِيلَ مِنْ صُنْعِ ٱلْبَشَرِ. وَهذِهِ ٱلْآلِهَةُ عَدِيمَةُ ٱلْجَدْوَى كَمَا فِي ٱلْمَاضِي كَذلِكَ فِي ٱلْحَاضِرِ. (١ يو ٥:٢١) غَيْرَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَصِفُ أُمُورًا أُخْرَى غَيْرَ ٱلتَّمَاثِيلِ بِأَنَّهَا آلِهَةٌ. إِلَيْكَ مَثَلًا كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلتَّالِيَةَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا للّٰهِ وَٱلْمَالِ». — مت ٦:٢٤.
٨ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ «ٱلْمَالُ» إِلهًا؟ لِفَهْمِ ٱلْفِكْرَةِ، تَخَيَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَجَرًا مُلْقًى فِي أَحَدِ ٱلْحُقُولِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. فَكَانَ يُمْكِنُ ٱسْتِعْمَالُ هذَا ٱلْحَجَرِ فِي بِنَاءِ بَيْتٍ أَوْ سُورٍ. أَمَّا إِذَا أُقِيمَ «نُصْبًا مُقَدَّسًا» أَوْ «حَجَرًا مَنْحُوتًا»، فَيَصِيرُ عِنْدَئِذٍ مَعْثَرَةً لِشَعْبِ يَهْوَه. (لا ٢٦:١) كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَالِ. فَٱلْمَالُ ضَرُورِيٌّ إِذْ نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِنَعِيشَ، كَمَا يُمْكِنُنَا ٱسْتِعْمَالُهُ بِشَكْلٍ مُفِيدٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه. (جا ٧:١٢؛ لو ١٦:٩) وَلكِنْ إِذَا وَضَعْنَا ٱلسَّعْيَ فِي أَثَرِ ٱلْمَالِ قَبْلَ خِدْمَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ، يَصِيرُ عِنْدَئِذٍ إِلهًا لَنَا. (اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠.) وَفِي هذَا ٱلْعَالَمِ حَيْثُ يُعَلِّقُ ٱلنَّاسُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً جِدًّا عَلَى ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيِّ، يَجِبُ أَنْ نَحْرَصَ عَلَى ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى نَظْرَةٍ مُتَّزِنَةٍ إِلَى هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. — ١ تي ٦:١٧-١٩.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى ٱلتَّعْلِيمِ؟ (ب) أَيُّ خَطَرٍ يَنْطَوِي عَلَيْهِ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلْعَالِي؟
٩ وَٱلتَّعْلِيمُ ٱلدُّنْيَوِيُّ هُوَ مِثَالٌ آخَرُ لِأَمْرٍ نَافِعٍ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ عَدِيمَ ٱلنَّفْعِ. فَنَحْنُ جَمِيعًا نُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ أَوْلَادُنَا جَيِّدًا لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ كَسْبِ رِزْقِهِمْ. وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُثَقَّفَ تَسْهُلُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِفَهْمٍ، تَحْلِيلُ ٱلْمَشَاكِلِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ وَٱلتَّوَصُّلُ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ سَلِيمَةٍ، وَتَعْلِيمُ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَمُقْنِعٍ. صَحِيحٌ أَنَّ تَحْصِيلَ ٱلْعِلْمِ يَسْتَغْرِقُ وَقْتًا طَوِيلًا، لكِنَّ هذَا ٱلْوَقْتَ لَا يَذْهَبُ هَبَاءً.
١٠ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي ٱلَّذِي يُحَصِّلُهُ ٱلْمَرْءُ فِي كُلِّيَّةٍ أَوْ جَامِعَةٍ؟ كَثِيرُونَ يَعْتَبِرُونَهُ ضَرُورِيًّا لِلنَّجَاحِ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَلكِنْ، نَتِيجَةً لِهذَا ٱلتَّعْلِيمِ، تُشْحَنُ عُقُولُ كَثِيرِينَ مِمَّنْ يُحَصِّلُونَهُ بِٱلْحِكْمَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. وَهُوَ يُؤَدِّي أَيْضًا إِلَى تَبْدِيدِ سَنَوَاتِ ٱلشَّبَابِ ٱلنَّفِيسَةِ فِي حِينِ يُمْكِنُ ٱسْتِعْمَالُهَا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه. (جا ١٢:١) وَلَيْسَ مُدْهِشًا أَنْ يَسْتَمِرَّ ٱنْخِفَاضُ عَدَدِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي يُحَصِّلُ فِيهَا كَثِيرُونَ تَعْلِيمًا عَالِيًا. أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّ فَيَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَه وَلَا يَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ فِي حَيَاتِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ ٱلْمُتَقَدِّمَةِ لِهذَا ٱلْعَالَمِ. — ام ٣:٥.
لَا تَدَعِ ٱلرَّغْبَةَ ٱلْجَسَدِيَّةَ تَتَحَوَّلُ إِلَى إِلهٍ
١١، ١٢ لِمَاذَا قَالَ بُولُسُ عَنِ ٱلْبَعْضِ إِنَّ «إِلٰهَهُمْ بَطْنُهُمْ»؟
١١ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي، أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى شَيْءٍ آخَرَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى إِلهٍ. فَقَدْ قَالَ مُتَحَدِّثًا عَنْ بَعْضِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يُشَارِكُونَهُ فِي عِبَادَةِ ٱللّٰهِ: «لِأَنَّ هُنَاكَ كَثِيرِينَ، كُنْتُ آتِي عَلَى ذِكْرِهِمْ مِرَارًا وَٱلْآنَ آتِي عَلَى ذِكْرِهِمْ أَيْضًا بَاكِيًا، يَسِيرُونَ كَأَعْدَاءٍ لِخَشَبَةِ آلَامِ ٱلْمَسِيحِ، وَنِهَايَتُهُمُ ٱلْهَلَاكُ، وَإِلٰهُهُمْ بَطْنُهُمْ، . . . وَفِكْرُهُمْ مُنْصَرِفٌ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ». (في ٣:١٨، ١٩) فكَيْفَ يَصِيرُ ٱلْبَطْنُ إِلهًا؟
١٢ يَبْدُو أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ عَرَفَهُمْ بُولُسُ تَمَلَّكَتْهُمُ الرَّغْبَةُ فِي إِطْلَاقِ ٱلْعِنَانِ لِلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ بِحَيْثُ صَارَتْ أَهَمَّ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه مَعَ بُولُسَ. فَرُبَّمَا أَخَذَ ٱلْبَعْضُ يُسْرِفُونَ حَرْفِيًّا فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلشُّرْبِ إِلَى حَدِّ ٱلشَّرَاهَةِ وَٱلسُّكْرِ. (ام ٢٣:٢٠، ٢١؛ قَارِنْ تثنية ٢١:١٨-٢١.) وَرُبَّمَا ٱخْتَارَ آخَرُونَ ٱلِٱسْتِفَادَةَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِمَّا يُقَدِّمُهُ ٱلْعَالَمُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَهذَا مَا أَلْهَاهُمْ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه. فَلَا نَسْمَحْ أَبَدًا لِلرَّغْبَةِ فِي ٱلْعَيْشِ حَيَاةَ رَخَاءٍ بِأَنْ تَجْعَلَنَا نَتَبَاطَأُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. — كو ٣:٢٣، ٢٤.
١٣ (أ) مَا هُوَ ٱلطَّمَعُ، وَكَيْفَ وَصَفَهُ بُولُسُ؟ (ب) كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلطَّمَعَ؟
١٣ كَمَا أَتَى بُولُسُ عَلَى ذِكْرِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ فِي سِيَاقٍ آخَرَ. فَقَدْ كَتَبَ: «أَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلنَّجَاسَةِ، ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ، ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي، وَٱلطَّمَعِ ٱلَّذِي هُوَ صَنَمِيَّةٌ». (كو ٣:٥) اَلطَّمَعُ هُوَ ٱلرَّغْبَةُ ٱلشَّدِيدَةُ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى مَا لَا نَمْلِكُهُ. وَعَادَةً يَطْمَعُ ٱلْإِنْسَانُ فِي أَشْيَاءَ مَادِّيَّةٍ، لكِنَّ ٱلطَّمَعَ قَدْ يَشْمُلُ أَيْضًا ٱلرَّغْبَةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ ٱلْمُحَرَّمَةَ. (خر ٢٠:١٧) أَوَلَا يَلْفِتُ نَظَرَكَ أَنْ يُقَالَ عَنِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلطَّمَّاعَةِ إِنَّهَا تُعَادِلُ ٱلصَّنَمِيَّةَ، أَيْ عِبَادَةَ إِلهٍ بَاطِلٍ؟! وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ وَصْفًا قَوِيًّا لِيُظْهِرَ مَدَى أَهَمِّيَّةِ ضَبْطِ هذِهِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ بِأَيِّ ثَمَنٍ. — اِقْرَأْ مرقس ٩:٤٧؛ ١ يو ٢:١٦.
اِحْذَرِ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ
١٤، ١٥ (أ) أَيُّ كَلَامٍ «لَا نَفْعَ مِنْهُ» أَعْثَرَ كَثِيرِينَ فِي أَيَّامِ إِرْمِيَا؟ (ب) لِمَاذَا كَانَتْ كَلِمَاتُ مُوسَى نَفِيسَةً؟
١٤ يُمْكِنُ أَنْ تَشْتَمِلَ ٱلتَّفَاهَاتُ عَلَى ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ. مَثَلًا، قَالَ يَهْوَه لِإِرْمِيَا: «بِٱلْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ ٱلْأَنْبِيَاءُ بِٱسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ، وَلَا أَمَرْتُهُمْ وَلَا كَلَّمْتُهُمْ. فَإِنَّمَا هُمْ بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَمَا لَا نَفْعَ مِنْهُ وَبِٱحْتِيَالِ قَلْبِهِمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ». (ار ١٤:١٤) لَقَدْ زَعَمَ هؤُلَاءِ ٱلْأَنْبِيَاءُ ٱلْكَذَبَةُ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِٱسْمِ يَهْوَه، لَكِنَّهُمْ كَانُوا يَنْشُرُونَ أَفْكَارَهُمْ وَحِكْمَتَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ. لِذَا كَانَ كَلَامُهُمْ تَافِهًا «لَا نَفْعَ مِنْهُ». فَقَدْ شَكَّلَ خَطَرًا رُوحِيًّا كَبِيرًا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. وَكَثِيرُونَ مِمَّنِ ٱسْتَمَعُوا لِهذَا ٱلْكَلَامِ ٱلْعَدِيمِ ٱلنَّفْعِ مَاتُوا مِيتَةً مُبَكِّرَةً عَلَى يَدِ ٱلْجُنُودِ ٱلْبَابِلِيِّينَ فِي سَنَةِ ٦٠٧ قم.
١٥ بِٱلتَّبَايُنِ، قَالَ مُوسَى لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «وَجِّهُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي أُحَذِّرُكُمْ بِهَا ٱلْيَوْمَ . . . لِأَنَّهَا لَيْسَتْ كَلَامًا فَارِغًا لَكُمْ، بَلْ هِيَ حَيَاتُكُمْ، وَبِهٰذَا ٱلْكَلَامِ تُطِيلُونَ أَيَّامَكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ ٱلْأُرْدُنَّ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا». (تث ٣٢:٤٦، ٤٧) نَعَمْ، كَانَتْ كَلِمَاتُ مُوسَى مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ. لِذَا لَمْ تَكُنْ كَلَامًا فَارِغًا بَلْ نَفِيسًا، كَلَامًا مُهِمًّا جِدًّا لِخَيْرِ ٱلْأُمَّةِ. وَٱلَّذِينَ ٱسْتَمَعُوا لَهُ عَاشُوا حَيَاةً مَدِيدَةً مُزْدَهِرَةً. فَلْنَنْبِذْ دَائِمًا ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ وَنَتَمَسَّكْ بِكَلَامِ ٱلْحَقِّ ٱلنَّفِيسِ.
١٦ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى أَقْوَالِ ٱلْعُلَمَاءِ ٱلَّتِي تُنَاقِضُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ؟
١٦ وَهَلْ تَتَرَدَّدُ عَلَى مَسَامِعِنَا ٱلْيَوْمَ تَفَاهَاتٌ لَا نَفْعَ مِنْهَا؟ نَعَمْ. مَثَلًا، يَقُولُ بَعْضُ ٱلْعُلَمَاءِ إِنَّ نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ وَٱلِٱكْتِشَافَاتِ ٱلْعِلْمِيَّةَ فِي مَجَالَاتٍ أُخْرَى تُثْبِتُ أَنَّهُ لَمْ تَعُدْ هُنَاكَ حَاجَةٌ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱللّٰهِ وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُفَسَّرُ بِأَنَّهُ نَاجِمٌ عَنْ عَمَلِيَّاتٍ طَبِيعِيَّةٍ. فَهَلْ يَجِبُ أَنْ تُثِيرَ فِينَا هذِهِ ٱلْأَقْوَالُ ٱلْمُتَغَطْرِسَةُ أَيَّةَ شُكُوكٍ؟ طَبْعًا لَا! فَشَتَّانَ مَا بَيْنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ! (١ كو ٢:٦، ٧) وَحِينَ تَتَعَارَضُ ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْبَشَرِيَّةُ مَعَ مَا يَكْشِفُهُ ٱللّٰهُ، فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلتَّعَالِيمَ ٱلْبَشَرِيَّةَ هِيَ دَائِمًا عَلَى خَطَإٍ. (اِقْرَأْ روما ٣:٤.) وَرَغْمَ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلَّذِي يُحْرِزُهُ ٱلْعِلْمُ فِي بَعْضِ ٱلْمَجَالَاتِ، يَبْقَى تَقْيِيمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ صَحِيحًا: «حِكْمَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ حَمَاقَةٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ». فَٱلتَّفْكِيرُ ٱلْبَشَرِيُّ بَاطِلٌ إِذَا مَا قُورِنَ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ. — ١ كو ٣:١٨-٢٠.
١٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى كَلَامِ قَادَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَٱلْمُرْتَدِّينَ؟
١٧ وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ لِلْكَلَامِ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ نَجِدُهُ لَدَى ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. فَهؤُلَاءِ يَزْعَمُونَ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِٱسْمِ ٱللّٰهِ، لكِنَّ مُعْظَمَ أَقْوَالِهِمْ غَيْرُ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَمَا يَقُولُونَهُ هُوَ فِي جَوْهَرِهِ تَفَاهَةٌ. كَمَا أَنَّ ٱلْمُرْتَدِّينَ يَتَكَلَّمُونَ بِٱلتَّفَاهَاتِ وَيَدَّعُونَ أَنَّ لَهُمْ حِكْمَةً تَفُوقُ حِكْمَةَ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (مت ٢٤:٤٥-٤٧) لكِنَّهُمْ لَا يُرَوِّجُونَ إِلَّا لِحِكْمَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ. وَكَلِمَاتُهُمْ لَا نَفْعَ مِنْهَا بَلْ تُعْثِرُ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْهَا. (لو ١٧:١، ٢) فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ضَلَالَهُمْ؟
كَيْفَ نَنْبِذُ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ
١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْمَشُورَةَ فِي ١ يوحنا ٤:١؟
١٨ قَدَّمَ ٱلرَّسُولُ ٱلْمُسِنُّ يُوحَنَّا مَشُورَةً جَيِّدَةً فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. (اِقْرَأْ ١ يوحنا ٤:١.) وَعَلَى أَسَاسِ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ، نُشَجِّعُ دَائِمًا مَنْ نَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ أَنْ يَمْتَحِنُوا مَا يَتَعَلَّمُونَهُ عَنْ طَرِيقِ مُقَارَنَتِهِ بِمَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْقَاعِدَةَ تُفِيدُنَا نَحْنُ أَيْضًا. فَإِذَا بَلَغَتْ مَسَامِعَنَا أَقْوَالٌ تَنْتَقِدُ ٱلْحَقَّ أَوْ تُشَهِّرُ بِٱلْجَمَاعَةِ أَوِ ٱلشُّيُوخِ أَوْ أَيٍّ مِنْ إِخْوَتِنَا، فَلَا نُصَدِّقُهَا بِشَكْلٍ أَعْمَى بَلْ نَتَسَاءَلُ: «هَلِ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَنْشُرُ هذِهِ ٱلْقِصَّةَ يَتَصَرَّفُ بِحَسَبِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟ هَلْ هذِهِ ٱلْقِصَصُ أَوِ ٱلْمَزَاعِمُ تُسَاهِمُ فِي تَقَدُّمِ قَصْدِ يَهْوَه؟ وَهَلْ تُرَوِّجُ ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟». فَكُلُّ مَا نَسْمَعُهُ يُعْتَبَرُ تَفَاهَةً إِذَا كَانَ يَهْدِمُ أُخُوَّتَنَا بَدَلًا مِنْ أَنْ يَبْنِيَهَا. — ٢ كو ١٣:١٠، ١١.
١٩ كَيْفَ يَحْرِصُ ٱلشُّيُوخُ أَنْ يَكُونَ كَلَامَهُمْ نَافِعًا؟
١٩ وَهُنَا يَتَعَلَّمُ ٱلشُّيُوخُ أَيْضًا دَرْسًا مُهِمًّا. فَعِنْدَمَا تُطْلَبُ مِنْهُمْ مَشُورَةٌ، يَتَذَكَّرُونَ حُدُودَهُمْ وَلَا يُبَادِرُونَ إِلَى تَقْدِيمِ مَشُورَةٍ تَسْتَنِدُ فَقَطْ إِلَى خِبْرَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ، بَلْ يُشِيرُونَ دَائِمًا إِلَى مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. وَنَجِدُ فِي كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ قَاعِدَةً سَلِيمَةً يَحْسُنُ ٱتِّبَاعُهَا: «لَا تَتَجَاوَزُوا مَا هُوَ مَكْتُوبٌ». (١ كو ٤:٦) فَٱلشُّيُوخُ لَا يَتَجَاوَزُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَكَذلِكَ لَا يَتَجَاوَزُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي مَطْبُوعَاتِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٢٠ كَيْفَ نَلْقَى ٱلمُسَاعَدَةَ عَلَى نَبْذِ ٱلتَّفَاهَاتِ وَٱلْأُمُورِ ٱلْعَدِيمَةِ ٱلنَّفْعِ؟
٢٠ تُسَبِّبُ ٱلتَّفَاهَاتُ وَٱلْأُمُورُ ٱلْعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ — سَوَاءٌ أَكَانَتْ «آلِهَةً» أَوْ كَلَامًا أَوْ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ — أَذًى كَبِيرًا لَنَا. لِهذَا ٱلسَّبَبِ نُصَلِّي دَوْمًا إِلَى يَهْوَه طَالِبِينَ مِنْهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ عَلَى كَشْفِ هذِهِ ٱلْأُمُورِ عَلَى حَقِيقَتِهَا، وَنَحْنُ نَلْتَمِسُ مِنْهُ ٱلْإِرْشَادَ لِنَعْرِفَ كَيْفَ نَنْبِذُهَا. وَبِذلِكَ نَضُمُّ صَوْتَنَا إِلَى صَوْتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٱلَّذِي قَالَ: «حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي». (مز ١١٩:٣٧) وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَتَوَسَّعُ فِي مُنَاقَشَةِ أَهَمِّيَّةِ قُبُولِ إِرْشَادِ يَهْوَه.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• أَيَّةُ أُمُورٍ يَنْبَغِي أَنْ نَنْبِذَهَا هِيَ بِشَكْلٍ عَامٍّ تَفَاهَاتٌ وَعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ؟
• كَيْفَ نَحُولُ دُونَ صَيْرُورَةِ ٱلْمَالِ إِلهًا لَنَا؟
• كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَوَّلَ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلجَسَدِيَّةُ إِلَى صَنَمِيَّةٍ؟
• كَيْفَ نَنْبِذُ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ؟
[الصورة في الصفحة ٣]
جَرَى تَشْجِيعُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ ‹يَفْلَحُوا أَرْضَهُمْ› وَأَلَّا يَسْعَوْا فِي أَثَرِ ٱلتَّفَاهَاتِ
[الصورة في الصفحة ٥]
لَا تَسْمَحْ أَبَدًا لِلرَّغْبَةِ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ بِأَنْ تَجْعَلَكَ تَتَبَاطَأُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه
[الصورة في الصفحة ٦]
يُمْكِنُ أَنْ يَأْتِيَ نَفْعٌ جَزِيلٌ مِنْ كَلَامِ ٱلشُّيُوخِ