«لِنُحِبَّ . . . بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ»
«لِنُحِبَّ لَا بِٱلْكَلَامِ وَلَا بِٱللِّسَانِ، بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ». — ١ يو ٣:١٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧٢، ١٢٤
١ مَا أَسْمَى أَنْوَاعِ ٱلْمَحَبَّةِ، وَلِمَاذَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
يَهْوَهُ هُوَ يَنْبُوعُ ٱلْمَحَبَّةِ. (١ يو ٤:٧) وَٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تُوَجِّهُهَا ٱلْمَبَادِئُ ٱلسَّلِيمَةُ (أَغاپِه) هِيَ أَسْمَى أَنْوَاعِهَا. صَحِيحٌ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ تَشْمُلُ ٱلْعَاطِفَةَ أَحْيَانًا، لٰكِنَّ مَا يُمَيِّزُهَا هُوَ ٱلْعَمَلُ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ. فَهِيَ تَدْفَعُنَا إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ دُونَ أَنْ نَتَوَقَّعَ شَيْئًا فِي ٱلْمُقَابِلِ. كَمَا أَنَّهَا تُفَرِّحُنَا وَتُغْنِي حَيَاتَنَا.
٢، ٣ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْبَشَرِ؟
٢ لَقَدْ أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْبَشَرِ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ. فَهُوَ لَمْ يَصْنَعِ ٱلْأَرْضَ لِيَعِيشُوا عَلَيْهَا فَحَسْبُ، بَلْ لِيَتَمَتَّعُوا بِحَيَاتِهِمْ أَيْضًا. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، مَنَحَ آدَمَ وَحَوَّاءَ رَجَاءَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ. وَيَهْوَهُ عَمِلَ هٰذَا كُلَّهُ لِخَيْرِ ٱلْبَشَرِ لَيْسَ إِلَّا.
٣ وَبَعْدَمَا تَمَرَّدَ آدَمُ وَحَوَّاءُ، قَدَّمَ يَهْوَهُ أَعْظَمَ دَلِيلٍ عَلَى مَحَبَّتِهِ. فَقَدْ رَتَّبَ أَنْ يَفْدِيَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُمَا، وَاثِقًا أَنَّ بَعْضَهُمْ سَيُبَادِلُونَهُ ٱلْمَحَبَّةَ. (تك ٣:١٥؛ ١ يو ٤:١٠) وَٱللَّافِتُ أَنَّهُ ٱعْتَبَرَ أَنَّ ٱلْفِدْيَةَ دُفِعَتْ حَالَمَا وَعَدَ بِمَجِيءِ مُخَلِّصٍ. وَبَعْدَ حَوَالَيْ ٠٠٠,٤ سَنَةٍ، ضَحَّى يَهْوَهُ بِأَغْلَى مَا عِنْدَهُ، إِذْ قَدَّمَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ لِيَفْدِيَ ٱلْبَشَرَ. (يو ٣:١٦) أَفَلَا نُقَدِّرُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا لَنَا؟
٤ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ قَادِرُونَ أَنْ يُظْهِرُوا مَحَبَّةً صَادِقَةً؟
٤ وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَنَا عَلَى صُورَتِهِ، نَقْدِرُ نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ مَحَبَّةً صَادِقَةً لِلْآخَرِينَ. صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا صَعْبٌ عَلَيْنَا بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ، لٰكِنَّهُ لَيْسَ مُسْتَحِيلًا. فَهَابِيلُ أَحَبَّ يَهْوَهَ مَحَبَّةً صَادِقَةً وَقَدَّمَ لَهُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِ. (تك ٤:٣، ٤) وَنُوحٌ ٱهْتَمَّ بِخَيْرِ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِهِ. فَمَعَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَجَاوَبُوا مَعَ رِسَالَةِ ٱللّٰهِ، ٱسْتَمَرَّ يَكْرِزُ لَهُمْ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ. (٢ بط ٢:٥) وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُضَحِّيَ بِٱبْنِهِ ٱلْوَحِيدِ إِسْحَاقَ، لِأَنَّهُ وَضَعَ مَحَبَّتَهُ لِيَهْوَهَ أَوَّلًا. (يع ٢:٢١) فَلْنَتَمَثَّلْ بِهٰؤُلَاءِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ وَنُظْهِرِ ٱلْمَحَبَّةَ، مَهْمَا صَعُبَ عَلَيْنَا ذٰلِكَ.
اَلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ وَٱلْمُزَيَّفَةِ
٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ؟
٥ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَظْهَرُ «لَا بِٱلْكَلَامِ وَلَا بِٱللِّسَانِ، بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ». (١ يو ٣:١٨) فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَلَّا نُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِنَا بِٱلْكَلَامِ؟ طَبْعًا لَا. (١ تس ٤:١٨) فَٱلْمَقْصُودُ أَنَّ ٱلْكَلَامَ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي، خُصُوصًا حِينَ يَحْتَاجُ ٱلْآخَرُونَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ. مَثَلًا، إِذَا ٱحْتَاجَ أَخٌ إِلَى ضَرُورَاتِ ٱلْحَيَاةِ، فَلَا يَكْفِي أَنْ نَتَمَنَّى لَهُ ٱلْخَيْرَ. (يع ٢:١٥، ١٦) بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، لَا نَطْلُبُ مِنَ ٱللّٰهِ «أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ» وَنَجْلِسَ مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي. (مت ٩:٣٨) بَلْ نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا فِي ٱلْبِشَارَةِ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ لَهُ وَلِلْقَرِيبِ.
٦، ٧ (أ) مَا هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ «بِلَا رِيَاءٍ»؟ (ب) اُذْكُرْ أَمْثِلَةً عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمُزَيَّفَةِ.
٦ أَوْصَانَا ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا أَنْ «نُحِبَّ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ». لِذَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّتُنَا «بِلَا رِيَاءٍ»، أَيْ أَلَّا نَتَظَاهَرَ بِأَنَّنَا نُحِبُّ ٱلْآخَرِينَ فِيمَا نُخْفِي مَشَاعِرَنَا ٱلْحَقِيقِيَّةَ. (رو ١٢:٩؛ ٢ كو ٦:٦) فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ لَيْسَتْ قِنَاعًا. وَلَا يُمْكِنُ أَصْلًا أَنْ نَجْمَعَ بَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلرِّيَاءِ. فَمَشَاعِرُنَا فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ تَكُونُ مُزَيَّفَةً وَبِلَا قِيمَةٍ.
٧ لِنَأْخُذْ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمُزَيَّفَةِ. فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، تَظَاهَرَ ٱلشَّيْطَانُ أَنَّهُ مُهْتَمٌّ بِخَيْرِ حَوَّاءَ. إِلَّا أَنَّهُ كَانَ أَنَانِيًّا وَمُنَافِقًا. (تك ٣:٤، ٥) وَفِي أَيَّامِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ، تَبَيَّنَ أَنَّ أَخِيتُوفَلَ صَدِيقٌ مُزَيَّفٌ. فَقَدْ خَانَ دَاوُدَ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَتِهِ. (٢ صم ١٥:٣١) وَٱلْيَوْمَ، يَلْجَأُ ٱلْمُرْتَدُّونَ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ يُسَبِّبُونَ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ إِلَى «ٱلْكَلَامِ ٱلنَّاعِمِ وَٱلْإِطْرَاءِ». (رو ١٦:١٧، ١٨) فَيَتَظَاهَرُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَمُّونَ بِٱلْآخَرِينَ، لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ أَنَانِيُّونَ.
٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟
٨ اَلْمَحَبَّةُ ٱلْمُزَيَّفَةُ كَرِيهَةٌ جِدًّا لِأَنَّهَا تَهْدِفُ إِلَى خِدَاعِ ٱلْآخَرِينَ. وَلٰكِنْ لِنَتَذَكَّرْ أَنَّهَا لَا تَخْدَعُ يَهْوَهَ. وَيَسُوعُ قَالَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتَصَرَّفُونَ كَٱلْمُرَائِينَ سَيُعَاقَبُونَ «عِقَابًا شَدِيدًا». (مت ٢٤:٥١) طَبْعًا، نَحْنُ نَرْغَبُ كَخُدَّامٍ لِلّٰهِ أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلرِّيَاءَ. لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ مِنَّا: ‹هَلْ مَحَبَّتِي حَقِيقِيَّةٌ، أَمْ تُلَوِّثُهَا ٱلْأَنَانِيَّةُ وَٱلْخِدَاعُ؟›. وَفِي مَا يَلِي، سَنُنَاقِشُ تِسْعَ طَرَائِقَ نُظْهِرُ بِوَاسِطَتِهَا «مَحَبَّةً بِلَا رِيَاءٍ».
كَيْفَ تُحِبُّ «بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ»؟
٩ إِلَامَ تَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ؟
٩ اِفْرَحْ بِٱلْخِدْمَةِ وَرَاءَ ٱلْكَوَالِيسِ. لِنَسْعَ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِإِخْوَتِنَا «فِي ٱلْخَفَاءِ»، أَيْ دُونَ لَفْتِ ٱلِٱنْتِبَاهِ إِلَيْنَا. (اقرأ متى ٦:١-٤.) فَلَا نَرْغَبُ أَنْ نَكُونَ مِثْلَ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ. فَقَدْ أَرَادَا أَنْ يَعْرِفَ ٱلْجَمِيعُ بِتَبَرُّعِهِمَا، حَتَّى إِنَّهُمَا ضَخَّمَا ٱلْمَبْلَغَ ٱلَّذِي تَبَرَّعَا بِهِ. لٰكِنَّهُمَا نَالَا عِقَابًا شَدِيدًا عَلَى رِيَائِهِمَا. (اع ٥:١-١٠) بِٱلْمُقَابِلِ، إِذَا أَحْبَبْنَا إِخْوَتَنَا بِصِدْقٍ، نَفْرَحُ بِمُسَاعَدَتِهِمْ دُونَ أَنْ نُسَلِّطَ ٱلضَّوْءَ عَلَيْنَا. وَهٰذَا مَا يَفْعَلُهُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يُسَاعِدُونَ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ فِي إِعْدَادِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَهُمْ لَا يَلْفِتُونَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ، وَلَا يَكْشِفُونَ مَا هِيَ ٱلْمَوَادُّ ٱلَّتِي شَارَكُوا فِي إِعْدَادِهَا.
١٠ كَيْفَ نَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٠ خُذِ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ ٱلْآخَرِينَ. (اقرأ روما ١٢:١٠.) أَكْرَمَ يَسُوعُ رُسُلَهُ حِينَ غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ. (يو ١٣:٣-٥، ١٢-١٥) وَلٰكِنْ لَيْسَ سَهْلًا عَلَيْنَا أَنْ نَخْدُمَ ٱلْآخَرِينَ بِتَوَاضُعٍ مِثْلَهُ. حَتَّى ٱلرُّسُلُ لَمْ يَفْهَمُوا ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي عَلَّمَهُمْ إِيَّاهُ إِلَّا بَعْدَمَا نَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. (يو ١٣:٧) وَنَحْنُ نُكْرِمُ ٱلْآخَرِينَ حِينَ لَا نَعْتَبِرُ أَنْفُسَنَا أَفْضَلَ مِنْهُمْ بِسَبَبِ مُسْتَوَى تَعْلِيمِنَا أَوْ مُمْتَلَكَاتِنَا أَوْ تَعْيِينَاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (رو ١٢:٣) وَلَا نَحْسِدُهُمْ عِنْدَمَا يَنَالُونَ ٱلْمَدْحَ عَلَى إِنْجَازٍ مُعَيَّنٍ. بَلْ نَفْرَحُ مِنْ أَجْلِهِمْ، حَتَّى لَوْ شَعَرْنَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْفَضْلِ يَرْجِعُ إِلَيْنَا.
١١ لِمَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَدْحُنَا صَادِقًا؟
١١ اِمْدَحِ ٱلْإِخْوَةَ مَدْحًا صَادِقًا. عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَغِلَّ ٱلْفُرَصَ لِنَمْدَحَ ٱلْآخَرِينَ بِكَلِمَاتٍ مُشَجِّعَةٍ ‹صَالِحَةٍ لِلْبُنْيَانِ›. (اف ٤:٢٩) وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ. فَلَا نُرِيدُ أَنْ نَتَمَلَّقَ إِخْوَتَنَا أَوْ نَتَهَرَّبَ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلنَّصِيحَةِ لَهُمْ عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ. (ام ٢٩:٥) وَلَا نُرِيدُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ مُرَائِينَ، فَنَمْدَحَ شَخْصًا ثُمَّ نَنْتَقِدَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَقَدْ مَدَحَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ مَدْحًا صَادِقًا عَلَى نَوَاحٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ سُلُوكِهِمْ. (١ كو ١١:٢) لٰكِنَّهُ قَدَّمَ لَهُمْ مَشُورَةً مُبَاشِرَةً وَلَطِيفَةً حِينَ لَزِمَ ٱلْأَمْرُ. — ١ كو ١١:٢٠-٢٢.
١٢ مَتَى يَكُونُ إِظْهَارُ ٱلْكَرَمِ وَٱلضِّيَافَةِ دَلِيلًا عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟
١٢ كُنْ مِضْيَافًا وَكَرِيمًا. يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ لِإِخْوَتِنَا. (اقرأ ١ يوحنا ٣:١٧.) وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ ذٰلِكَ دُونَ دَوَافِعَ أَنَانِيَّةٍ. فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَسْتَضِيفُ فَقَطْ أَصْدِقَائِي ٱلْمُقَرَّبِينَ أَوِ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْبَارِزِينَ أَوِ ٱلَّذِينَ يَرُدُّونَ لِي ٱلْمَعْرُوفَ؟ أَمْ أُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ لِإِخْوَةٍ لَا أَعْرِفُهُمْ جَيِّدًا أَوْ إِخْوَةٍ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُبَادِلُونِي ٱلْعَطَاءَ؟›. (لو ١٤:١٢-١٤) فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلْحَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ: أَخٌ يَطْلُبُ مُسَاعَدَتَكَ بَعْدَمَا وَقَعَ فِي مُشْكِلَةٍ نَتِيجَةَ قَرَارَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ، وَآخَرُ لَا يَشْكُرُكَ عَلَى ضِيَافَتِكَ. فَمَاذَا تَفْعَلُ؟ تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ يُوصِينَا: «كُونُوا مُضِيفِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ غَيْرِ تَأَفُّفٍ». (١ بط ٤:٩) وَلَا تَنْسَ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ بِدَافِعٍ جَيِّدٍ سَيُشْعِرُكَ بِٱلسَّعَادَةِ. — اع ٢٠:٣٥.
١٣ (أ) مَتَى نَحْتَاجُ إِلَى ٱلصَّبْرِ خُصُوصًا؟ (ب) كَيْفَ نَدْعَمُ ٱلضُّعَفَاءَ؟
١٣ اِدْعَمِ ٱلضُّعَفَاءَ. نُبَرْهِنُ أَنَّ مَحَبَّتَنَا حَقِيقِيَّةٌ عِنْدَمَا نُطَبِّقُ ٱلْوَصِيَّةَ بِأَنْ ‹نَدْعَمَ ٱلضُّعَفَاءَ› وَنَصْبِرَ عَلَى ٱلْجَمِيعِ. (١ تس ٥:١٤) فَأَشْخَاصٌ ضُعَفَاءُ كَثِيرُونَ يَتَقَدَّمُونَ وَيَصِيرُونَ أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا. لٰكِنَّ آخَرِينَ يَحْتَاجُونَ أَنْ نَصْبِرَ عَلَيْهِمْ وَنُسَاعِدَهُمْ مُدَّةً أَطْوَلَ. فَكَيْفَ نَدْعَمُهُمْ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهِمْ، نُشَجِّعَهُمْ بِآيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، أَوْ نُرَافِقَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَلَا نَعْتَبِرْ إِخْوَتَنَا إِمَّا «ضُعَفَاءَ» أَوْ «أَقْوِيَاءَ». بَلْ لِنَتَذَكَّرْ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا لَدَيْهِ نِقَاطُ قُوَّةٍ وَضُعْفٍ. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ نَفْسُهُ ٱعْتَرَفَ بِضَعَفَاتِهِ. (٢ كو ١٢:٩، ١٠) فَفِي ٱلنِّهَايَةِ، كُلُّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ.
١٤ مَاذَا نَفْعَلُ لِنُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ؟
١٤ سَالِمِ ٱلْجَمِيعَ. نَحْنُ نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعَ إِخْوَتِنَا، وَلَوْ شَعَرْنَا أَنَّهُمْ ظَلَمُونَا أَوْ أَسَاءُوا فَهْمَنَا. (اقرأ روما ١٢:١٧، ١٨.) أَمَّا إِذَا جَرَحْنَا نَحْنُ مَشَاعِرَ أَحَدٍ، فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَعْتَذِرَ إِلَيْهِ بِصِدْقٍ. مَثَلًا، لَا نَقُولُ: ‹يُؤْسِفُنِي أَنَّكَ أَسَأْتَ فَهْمِي›. بَلْ نَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّةَ خَطَئِنَا وَنَقُولُ: ‹آسِفٌ لِأَنِّي جَرَحْتُكَ بِكَلَامِي›. كَمَا أَنَّ ٱلسَّلَامَ مُهِمٌّ خُصُوصًا بَيْنَ ٱلزَّوْجَيْنِ. فَلَا يَجِبُ أَنْ يَتَظَاهَرَا أَمَامَ ٱلنَّاسِ أَنَّهُمَا مُغْرَمَانِ، فِيمَا يَمْتَنِعَانِ عَنِ ٱلْكَلَامِ فِي ٱلْبَيْتِ أَوْ يُؤْذِيَانِ وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ شَفَهِيًّا أَوْ جَسَدِيًّا.
١٥ كَيْفَ نُسَامِحُ مِنْ قَلْبِنَا؟
١٥ سَامِحِ ٱلْآخَرِينَ. عِنْدَمَا يُخْطِئُ ٱلْآخَرُونَ إِلَيْنَا، نُسَامِحُهُمْ وَلَا نَظَلُّ مُتَضَايِقِينَ مِنْهُمْ. وَنَحْنُ نُسَامِحُ حَتَّى ٱلَّذِينَ لَا يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ آذَوْنَا. ‹فَنَتَحَمَّلُ بَعْضُنَا بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ›، وَنَسْعَى لِنُحَافِظَ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ وَٱلسَّلَامِ. (اف ٤:٢، ٣) وَلِكَيْ نُسَامِحَ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا، نَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ فِي مَا ضَايَقَنَا. فَٱلْمَحَبَّةُ لَا تَحْفَظُ «حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ». (١ كو ١٣:٤، ٥) وَلِنُظْهِرَ أَيْضًا أَنَّنَا سَامَحْنَا فِعْلًا، نُصَلِّي لِأَجْلِ ٱلَّذِي أَخْطَأَ إِلَيْنَا. (لو ٦:٢٧، ٢٨) مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، إِذَا بَقِينَا مُتَضَايِقِينَ مِنْهُ، نُفْسِدُ عَلَاقَتَنَا بِهِ وَبِيَهْوَهَ. — مت ٦:١٤، ١٥.
١٦ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى ٱلتَّعْيِينَاتِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
١٦ قَدِّمِ ٱلتَّضْحِيَاتِ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ. نَحْنُ نَعْتَبِرُ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ فُرَصًا لِنُثْبِتَ أَنَّ مَحَبَّتَنَا حَقِيقِيَّةٌ. فَلَا ‹نَطْلُبُ مَنْفَعَةَ أَنْفُسِنَا، بَلْ مَنْفَعَةَ غَيْرِنَا›. (١ كو ١٠:٢٤) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَدْخُلُ ٱلْحُجَّابُ إِلَى مَوْقِعِ ٱلْمَحْفِلِ قَبْلَ غَيْرِهِمْ. مَعَ ذٰلِكَ، لَا يَسْتَغِلُّ مُعْظَمُهُمْ هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةَ لِيَحْجِزُوا أَفْضَلَ ٱلْمَقَاعِدِ لَهُمْ وَلِعَائِلَاتِهِمْ، بَلْ يَتْرُكُونَهَا لِلْآخَرِينَ. وَهٰكَذَا يُظْهِرُونَ لِلْإِخْوَةِ مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً. فَلِمَ لَا تَبْحَثُ عَنْ طَرَائِقَ لِتَتَمَثَّلَ بِهِمْ؟
١٧ إِلَامَ تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ ٱلْخَاطِئَ؟
١٧ اِعْتَرِفْ بِخَطَايَاكَ وَٱتْرُكْهَا. يُخْفِي ٱلْبَعْضُ خَطَايَا خَطِيرَةً ٱرْتَكَبُوهَا لِكَيْلَا يَتَعَرَّضُوا لِلْإِحْرَاجِ أَوْ يُخَيِّبُوا ظَنَّ ٱلْآخَرِينَ فِيهِمْ. (ام ٢٨:١٣) لٰكِنَّهُمْ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ لَا يُظْهِرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ. فَإِخْفَاءُ ٱلْخَطَايَا لَا يَضُرُّهُمْ وَحْدَهُمْ. فَهٰذَا ٱلتَّصَرُّفُ يُعِيقُ عَمَلَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَيُعَكِّرُ سَلَامَهَا. (اف ٤:٣٠) بِٱلْمُقَابِلِ، تَدْفَعُهُمُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ أَنْ يَطْلُبُوا مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ. — يع ٥:١٤، ١٥.
١٨ لِمَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ مُهِمَّةٌ؟
١٨ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ أَعْظَمُ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (١ كو ١٣:١٣) فَهِيَ تُمَيِّزُنَا كَأَتْبَاعٍ لِلْمَسِيحِ. وَتُظْهِرُ أَنَّنَا نَتَمَثَّلُ فِعْلًا بِيَهْوَهَ، يَنْبُوعِ ٱلْمَحَبَّةِ. (اف ٥:١، ٢) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَحَبَّةٌ، ‹فَلَسْنَا شَيْئًا›. (١ كو ١٣:٢) فَلْنَسْتَمِرَّ إِذًا فِي إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ «لَا بِٱلْكَلَامِ» فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا «بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ».