اُخْدُمْ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ
«يَا يَهْوَهُ، أَرْجُوكَ ٱذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِٱلْحَقِّ وَبِقَلْبٍ كَامِلٍ». — ٢ مل ٢٠:٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٢، ٦٥
١-٣ مَاذَا تَعْنِي خِدْمَةُ يَهْوَهَ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ»؟ أَوْضِحْ.
كُلُّنَا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا «يُعَامِلُنَا حَسَبَ خَطَايَانَا». فَهُوَ يَغْفِرُ لَنَا عَلَى أَسَاسِ فِدْيَةِ يَسُوعَ، شَرْطَ أَنْ نَتُوبَ عَنْ خَطَايَانَا وَنَطْلُبَ غُفْرَانَهُ بِتَوَاضُعٍ. (مز ١٠٣:١٠) وَلٰكِنْ رَغْمَ نَقْصِنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَخْدُمَهُ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ». (١ اخ ٢٨:٩) فَهَلْ هٰذَا مُمْكِنٌ؟
٢ تُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ ٱلْمُقَارَنَةُ بَيْنَ ٱلْمَلِكَيْنِ آسَا وَأَمَصْيَا. فَكِلَاهُمَا فَعَلَا مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ وَٱرْتَكَبَا أَيْضًا أَخْطَاءً بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ «قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا كُلَّ أَيَّامِهِ». (٢ اخ ١٥:١٦، ١٧؛ ٢٥:١، ٢؛ ام ١٧:٣) فَهُوَ أَحَبَّ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَلَمْ يَحِدْ قَطُّ عَنْ طُرُقِهِ. أَمَّا أَمَصْيَا فَلَمْ يَخْدُمْهُ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ». فَبَعْدَمَا ٱنْتَصَرَ عَلَى أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ، أَحْضَرَ آلِهَتَهُمْ وَٱبْتَدَأَ يَعْبُدُهَا. — ٢ اخ ٢٥:١١-١٦.
٣ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ هٰذَيْنِ ٱلْمَلِكَيْنِ أَنَّ مَنْ يَخْدُمُ يَهْوَهَ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ» لَا يَعْبُدُهُ عِبَادَةً رِيَائِيَّةً أَوْ شَكْلِيَّةً. بَلْ يُحِبُّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ وَيَرْغَبُ فِي عِبَادَتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يُشِيرُ «ٱلْقَلْبُ» عَادَةً إِلَى مَا فِي دَاخِلِ ٱلْإِنْسَانِ: رَغَبَاتِهِ، أَفْكَارِهِ، طِبَاعِهِ، مَوَاقِفِهِ، قُدُرَاتِهِ، دَوَافِعِهِ، أَهْدَافِهِ، وَغَيْرِهَا. إِذًا، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، شَرْطَ أَنْ نُحِبَّهُ مِنْ دُونِ رِيَاءٍ. — ٢ اخ ١٩:٩.
٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي حَيَاةِ أَرْبَعَةِ مُلُوكٍ حَكَمُوا يَهُوذَا. وَهُمْ آسَا وَيَهُوشَافَاطُ وَحَزَقِيَّا وَيُوشِيَّا. وَيُسَاعِدُنَا مِثَالُهُمْ أَنْ نَفْهَمَ مَا تَعْنِيهِ خِدْمَةُ ٱللّٰهِ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكُ نَالُوا رِضَى يَهْوَهَ رَغْمَ ٱرْتِكَابِهِمِ ٱلْأَخْطَاءَ. فَلِمَ ٱعْتَبَرَ ٱللّٰهُ أَنَّهُمْ خَدَمُوهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِمْ؟
«كَانَ قَلْبُ آسَا كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ»
٥ أَيَّةُ إِجْرَاءَاتٍ ٱتَّخَذَهَا آسَا بَعْدَمَا مَلَكَ؟
٥ كَانَ آسَا ثَالِثَ مَلِكٍ يَحْكُمُ يَهُوذَا بَعْدَمَا ٱنْقَسَمَتِ ٱلْأُمَّةُ إِلَى مَمْلَكَتَيْنِ. وَٱتَّخَذَ عِدَّةَ إِجْرَاءَاتٍ سَاعَدَتِ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. مَثَلًا، أَزَالَ ٱلصَّنَمِيَّةَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ وَطَرَدَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ كُلَّ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ. حَتَّى إِنَّهُ خَلَعَ جَدَّتَهُ مَعْكَةَ مِنْ أَنْ تَكُونَ «ٱلسَّيِّدَةَ ٱلْكُبْرَى، لِأَنَّهَا صَنَعَتْ صَنَمًا مُرِيعًا». (١ مل ١٥:١١-١٣) كَمَا شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ «أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ . . . وَأَنْ يَعْمَلُوا بِٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ». — ٢ اخ ١٤:٤.
٦ كَيْفَ تَصَرَّفَ آسَا حِينَ غَزَا ٱلْحَبَشِيُّونَ مَمْلَكَةَ يَهُوذَا؟
٦ وَخِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْعَشْرِ ٱلْأُولَى مِنْ حُكْمِ آسَا، عَاشَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوذَا بِسَلَامٍ. بَعْدَ ذٰلِكَ، أَتَى عَلَيْهِمْ زَارَحُ ٱلْحَبَشِيُّ بِجَيْشٍ مِنْ مِلْيُونِ رَجُلٍ وَثَلَاثِ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ. (٢ اخ ١٤:١، ٦، ٩، ١٠) فَمَاذَا فَعَلَ آسَا؟ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ وَٱتَّكَلَ كَامِلًا عَلَيْهِ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ١٤:١١.) فَٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ صَلَاتَهُ، وَمَنَحَهُمْ نَصْرًا سَاحِقًا عَلَى ٱلْجَيْشِ ٱلْحَبَشِيِّ. (٢ اخ ١٤:١٢، ١٣) صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَ أَحْيَانًا مُلُوكًا غَيْرَ أُمَنَاءَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ، لٰكِنَّهُ سَاعَدَ شَعْبَهُ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ لِأَنَّ آسَا ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ. (١ مل ٢٠:١٣، ٢٦-٣٠) إِلَّا أَنَّ آسَا لِلْأَسَفِ لَمْ يَتَصَرَّفْ بِحِكْمَةٍ دَائِمًا. فَقَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا حِينَ ٱسْتَنْجَدَ بِمَلِكِ أَرَامَ. (١ مل ١٥:١٦-٢٢) مَعَ ذٰلِكَ، عَرَفَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ، وَأَنَّ ‹قَلْبَهُ كَامِلٌ مَعَهُ›. فَكَيْفَ نَتْبَعُ مِثَالَهُ ٱلْجَيِّدَ؟ — ١ مل ١٥:١٤.
٧، ٨ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِآسَا؟
٧ عَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَفْحَصَ قَلْبَهُ لِيَعْرِفَ هَلْ يُحِبُّ يَهْوَهَ فِعْلًا. لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مُصَمِّمٌ أَنْ أُرْضِيَ يَهْوَهَ دَائِمًا وَأُحَافِظَ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟›. تَذَكَّرْ أَنَّ آسَا تَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَعْزِلَ جَدَّتَهُ عَنْ مَنْصِبِهَا ٱلْمَلَكِيِّ. أَنْتَ أَيْضًا تَحْتَاجُ إِلَى شَجَاعَةٍ كَهٰذِهِ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ. فَمَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبَ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ أَوْ أَصْدِقَائِكَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، وَفُصِلَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُ غَيْرُ تَائِبٍ؟ هَلْ يَدْفَعُكَ قَلْبُكَ أَنْ تَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا وَتَتَوَقَّفَ عَنْ مُعَاشَرَتِهِ؟
٨ وَمِثْلَ آسَا، رُبَّمَا تَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّ ٱلْكُلَّ ضِدُّكَ. فَقَدْ يَسْخَرُ مِنْكَ ٱلْأَسَاتِذَةُ أَوِ ٱلتَّلَامِيذُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ لِأَنَّكَ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. أَوْ يَنْتَقِدُكَ زُمَلَاؤُكَ فِي ٱلْعَمَلِ حِينَ تَأْخُذُ عُطْلَةً لِتَحْضُرَ ٱلْمَحْفِلَ أَوْ تَرْفُضُ أَنْ تَعْمَلَ سَاعَاتٍ إِضَافِيَّةً. فِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ، ٱتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ، صَلِّ إِلَيْهِ، تَحَلَّ بِٱلشَّجَاعَةِ، وَٱثْبُتْ عَلَى مَوْقِفِكَ. وَتَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَوِّيكَ، مِثْلَمَا قَوَّى آسَا وَسَاعَدَهُ.
٩ كَيْفَ نُظْهِرُ بِبِشَارَتِنَا أَنَّ قَلْبَنَا كَامِلٌ؟
٩ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، لَمْ يُفَكِّرْ آسَا فِي نَفْسِهِ فَقَطْ، بَلْ شَجَّعَ غَيْرَهُ أَيْضًا «أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ». بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، عَلَيْنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَيَهْوَهُ يُسَرُّ جِدًّا عِنْدَمَا يَرَانَا نُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ. فَبِذٰلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنَهْتَمُّ بِٱلنَّاسِ وَمُسْتَقْبَلِهِمْ.
يَهُوشَافَاطُ طَلَبَ يَهْوَهَ
١٠، ١١ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهُوشَافَاطَ؟
١٠ سَارَ يَهُوشَافَاطُ بْنُ آسَا «فِي طُرُقِ أَبِيهِ» وَشَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ. (٢ اخ ٢٠:٣١، ٣٢) لِذَا أَرْسَلَ رِجَالًا إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا لِيُعَلِّمُوهُمْ مِنْ ‹سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ›. (٢ اخ ١٧:٧-١٠) حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ إِلَى مِنْطَقَةِ أَفْرَايِمَ ٱلْجَبَلِيَّةِ فِي مَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ «لِيَرُدَّهُمْ إِلَى يَهْوَهَ». (٢ اخ ١٩:٤) فِعْلًا، كَانَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكًا وَلِيًّا «طَلَبَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ». — ٢ اخ ٢٢:٩.
١١ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَتَعَلَّمَ كُلُّ ٱلنَّاسِ عَنْهُ. وَتُتَاحُ لَنَا جَمِيعًا فُرْصَةُ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّعْلِيمِ هٰذَا كُلَّ شَهْرٍ. فَهَلْ تَرْغَبُ أَنْ تَبْدَأَ دَرْسًا مَعَ أَحَدِ ٱلْمُهْتَمِّينَ وَتُسَاعِدَهُ أَنْ يَعْبُدَ يَهْوَهَ؟ هَلْ تُصَلِّي بِشَأْنِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟ وَهَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ تُضَحِّيَ بِبَعْضِ أَوْقَاتِ فَرَاغِكَ لِتَدْرُسَ مَعَهُ؟ سَيُسَاعِدُكَ يَهْوَهُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ إِذَا بَذَلْتَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِكَ. رَأَيْنَا أَيْضًا أَنَّ يَهُوشَافَاطَ شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ. نَحْنُ كَذٰلِكَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْخَامِلِينَ كَيْ يَسْتَعِيدُوا نَشَاطَهُمْ. وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَفْصُولِينَ ٱلَّذِينَ تَرَكُوا مَسْلَكَهُمُ ٱلْخَاطِئَ؟ يُرَتِّبُ ٱلشُّيُوخُ لِزِيَارَتِهِمْ وَيُقَدِّمُونَ لَهُمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ كَيْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا فَعَلَ يَهُوشَافَاطُ عِنْدَمَا شَعَرَ بِٱلْخَوْفِ؟ (ب) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهُوشَافَاطَ وَنَعْتَرِفَ بِضَعَفَاتِنَا؟
١٢ يَرْسُمُ لَنَا يَهُوشَافَاطُ مِثَالًا جَيِّدًا فِي مَجَالٍ آخَرَ. فَتَمَامًا مِثْلَ أَبِيهِ آسَا، ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰهِ حِينَ أَتَى جَيْشٌ كَبِيرٌ جِدًّا لِمُحَارَبَةِ يَهُوذَا. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٢٠:٢-٤.) فَعَبَّرَ لِيَهْوَهَ عَنْ مَخَاوِفِهِ وَٱعْتَرَفَ بِتَوَاضُعٍ: «لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هٰذَا ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ ٱلْآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَاذَا نَفْعَلُ». لٰكِنَّهُ وَثِقَ بِهِ كَامِلًا حِينَ قَالَ: «عُيُونُنَا إِلَيْكَ». — ٢ اخ ٢٠:١٢.
١٣ نَحْنُ أَيْضًا نَشْعُرُ أَحْيَانًا بِٱلِٱرْتِبَاكِ أَوِ ٱلْخَوْفِ. (٢ كو ٤:٨، ٩) لِذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهُوشَافَاطَ ٱلَّذِي صَلَّى عَلَنًا وَٱعْتَرَفَ بِضَعْفِهِ هُوَ وَشَعْبِهِ. (٢ اخ ٢٠:٥) فَلَا يَجِبُ أَنْ يَخْجَلَ ٱلْآبَاءُ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى يَهْوَهَ أَمَامَ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ وَيَطْلُبُوا مُسَاعَدَتَهُ وَإِرْشَادَهُ لِيَتَخَطَّوُا ٱلْمَشَاكِلَ. عِنْدَئِذٍ تَلْمُسُ ٱلْعَائِلَةُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّهُمْ يَثِقُونَ بِيَهْوَهَ. وَهُوَ بِٱلتَّالِي سَيُسَاعِدُهُمْ كَمَا سَاعَدَ يَهُوشَافَاطَ.
حَزَقِيَّا فَعَلَ مَا هُوَ صَائِبٌ
١٤، ١٥ كَيْفَ وَثِقَ حَزَقِيَّا كَامِلًا بِٱللّٰهِ؟
١٤ حَزَقِيَّا مَلِكٌ «ٱلْتَصَقَ بِيَهْوَهَ»، رَغْمَ مِثَالِ أَبِيهِ ٱلسَّيِّئِ. فَأَبُوهُ كَانَ يَعْبُدُ ٱلْأَصْنَامَ. أَمَّا هُوَ فَنَزَعَ «ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَكَسَّرَ ٱلْأَنْصَابَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَطَعَ ٱلسَّارِيَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَسَحَقَ حَيَّةَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي كَانَ مُوسَى قَدْ صَنَعَهَا»، لِأَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا. لَقَدْ أَحَبَّ حَزَقِيَّا يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِهِ «وَلَمْ يَحِدْ عَنِ ٱتِّبَاعِهِ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ». — ٢ مل ١٨:١-٦.
١٥ وَخِلَالَ حُكْمِهِ، غَزَا ٱلْجَيْشُ ٱلْأَشُّورِيُّ يَهُوذَا وَهَدَّدَ بِتَدْمِيرِ أُورُشَلِيمَ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْأَشُّورِيَّ سَنْحَارِيبَ ٱسْتَهْزَأَ بِيَهْوَهَ، وَحَاوَلَ أَنْ يُخِيفَ حَزَقِيَّا وَيَحْمِلَهُ عَلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْمَلِكَ ٱلْأَمِينَ ٱتَّكَلَ كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ وَطَلَبَ مُسَاعَدَتَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ. (اقرأ اشعيا ٣٧:١٥-٢٠.) فَٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ صَلَاتَهُ وَأَرْسَلَ مَلَاكًا قَتَلَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ٠٠٠,١٨٥ جُنْدِيٍّ أَشُّورِيٍّ. — اش ٣٧:٣٦، ٣٧.
١٦، ١٧ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِحَزَقِيَّا؟
١٦ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، مَرِضَ حَزَقِيَّا إِلَى حَدِّ ٱلْمَوْتِ. فَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يَذْكُرَ أَمَانَتَهُ وَيُسَاعِدَهُ. (اقرأ ٢ ملوك ٢٠:١-٣.) فَسَمِعَ يَهْوَهُ صَلَاتَهُ وَشَفَاهُ. نَحْنُ نَعْرِفُ ٱلْيَوْمَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَشْفِينَا وَلَا يُطِيلُ عُمْرَنَا عَجَائِبِيًّا. إِلَّا أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ مِثْلَ حَزَقِيَّا وَنَقُولَ: «أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا يَهْوَهُ، أَرْجُوكَ ٱذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِٱلْحَقِّ وَبِقَلْبٍ كَامِلٍ». فَهَلْ نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَعْتَنِي بِنَا عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَرَضِ؟ — مز ٤١:٣.
١٧ وَٱلتَّمَثُّلُ بِحَزَقِيَّا يُسَاعِدُنَا أَيْضًا أَلَّا نَسْمَحَ لِأَيِّ شَيْءٍ بِإِضْعَافِ عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ أَوْ إِلْهَائِنَا عَنْ خِدْمَتِهِ. طَبْعًا، يُحِبُّ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَوَاصَلُوا مَعَ أَقْرِبَائِهِمْ وَأَصْدِقَائِهِمْ عَبْرَ وَسَائِلِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ. لٰكِنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِأَهْلِ ٱلْعَالَمِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَهُمْ يُؤَلِّهُونَ ٱلْبَشَرَ وَيَصْرِفُونَ وَقْتًا كَثِيرًا فِي مُتَابَعَةِ أَخْبَارِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ لَا يَعْرِفُونَهُمْ وَتَصَفُّحِ صُوَرِهِمْ. أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ، فَلَا يُضَيِّعُونَ وَقْتَهُمْ فِي تَفَاهَاتٍ كَهٰذِهِ. وَهُمْ لَا يَتَبَاهَوْنَ بِعَدَدِ ٱلْمُعْجَبِينَ بِصُوَرِهِمْ، وَلَا يَشْعُرُونَ بِٱلْإِهَانَةِ إِذَا تَوَقَّفَ أَحَدُهُمْ عَنْ مُتَابَعَتِهِمْ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَوَاقِعِ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَثَلًا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ أَوْ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا كَانُوا يَشْغَلُونَ أَنْفُسَهُمْ بِنَشْرِ صُوَرِهِمْ أَوْ مُتَابَعَةِ أَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ؟ كَلَّا، عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. نَقْرَأُ أَنَّ بُولُسَ كَانَ «أَكْثَرَ ٱنْشِغَالًا بِٱلْكَلِمَةِ». وَأَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا ٱسْتَغَلَّا وَقْتَهُمَا لِيَشْرَحَا لِلْآخَرِينَ «طَرِيقَ ٱللّٰهِ عَلَى وَجْهٍ أَصَحَّ». (اع ١٨:٤، ٥، ٢٦) لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَتَجَنَّبُ تَأْلِيهَ ٱلْبَشَرِ وَإِضَاعَةَ ٱلْوَقْتِ فِي أُمُورٍ تَافِهَةٍ؟›. — اقرأ افسس ٥:١٥، ١٦.
يُوشِيَّا حَفِظَ وَصَايَا يَهْوَهَ
١٨، ١٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيُوشِيَّا؟
١٨ اَلْمَلِكُ يُوشِيَّا مِثَالٌ رَائِعٌ لَنَا، لِأَنَّهُ حَفِظَ وَصَايَا يَهْوَهَ «مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ». (٢ اخ ٣٤:٣١) فَقَدِ «ٱبْتَدَأَ يَطْلُبُ إِلٰهَ دَاوُدَ» وَهُوَ لَا يَزَالُ مُرَاهِقًا. وَعِنْدَمَا بَلَغَ ٱلْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، رَاحَ يُطَهِّرُ يَهُوذَا مِنَ ٱلْأَصْنَامِ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٤:١-٣.) كَمَا ٱجْتَهَدَ لِيُرْضِيَ ٱللّٰهَ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ مُلُوكٍ عَدِيدِينَ حَكَمُوا يَهُوذَا. فَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، وَجَدَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ فِي ٱلْهَيْكَلِ سِفْرَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّذِي يُرَجَّحُ أَنَّ مُوسَى كَتَبَهُ بِيَدِهِ. وَعِنْدَمَا سَمِعَ يُوشِيَّا مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ، سَعَى لِيُتَمِّمَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ. كَمَا شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، «لَمْ يَحِيدُوا كُلَّ أَيَّامِهِ عَنِ ٱتِّبَاعِ يَهْوَهَ». — ٢ اخ ٣٤:٢٧، ٣٣.
١٩ فَيَا أَيُّهَا ٱلشَّابُّ، لِمَ لَا تَتَمَثَّلُ بِيُوشِيَّا وَتَتَعَرَّفُ بِيَهْوَهَ أَكْثَرَ؟ لَرُبَّمَا تَعَلَّمَ يُوشِيَّا عَنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ مِنْ جَدِّهِ ٱلْمَلِكِ ٱلتَّائِبِ مَنَسَّى. أَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا فِي عَائِلَتِكَ أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي فَعَلَهَا يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِهِمْ. وَلَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّ قِرَاءَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَسَّتْ قَلْبَ يُوشِيَّا وَدَفَعَتْهُ إِلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، تُشَجِّعُكَ قِرَاءَةُ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَنْ تُطِيعَ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا يَزْدَادُ فَرَحُكَ وَتَقْوَى عَلَاقَتُكَ بِٱللّٰهِ، فَتَنْدَفِعُ إِلَى إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٤:١٨، ١٩.) وَفِيمَا تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، سَتُلَاحِظُ مَجَالَاتٍ تُحَسِّنُ فِيهَا خِدْمَتَكَ. فَٱبْذُلْ وِسْعَكَ لِتُجْرِيَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ، مِثْلَمَا فَعَلَ يُوشِيَّا.
اُخْدُمْ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ
٢٠، ٢١ (أ) مَا أَوْجُهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ تَحَدَّثْنَا عَنْهُمْ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢٠ مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ خَدَمُوا يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟ لَقَدْ صَمَّمُوا أَنْ يُرْضُوا ٱللّٰهَ وَيَعْبُدُوهُ طَوَالَ حَيَاتِهِمْ. كَمَا ٱتَّكَلُوا عَلَيْهِ حِينَ وَاجَهُوا أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ جِدًّا. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُمْ خَدَمُوهُ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.
٢١ صَحِيحٌ أَنَّهُمُ ٱرْتَكَبُوا أَخْطَاءً، لٰكِنَّهُمْ نَالُوا رِضَى يَهْوَهَ. فَقَدْ رَأَى قَلْبَهُمْ وَعَرَفَ أَنَّهُمْ أَحَبُّوهُ فِعْلًا. نَحْنُ أَيْضًا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنَّا حِينَ يَرَى أَنَّنَا نَخْدُمُهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ دُرُوسًا نَتَعَلَّمُهَا مِنْ أَخْطَاءِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ.