حبقوق
سأظَلُّ مُنتَبِهًا لِأرى ماذا يُريدُ أن أقول،
وماذا أُجيبُ عِندَما يُوَبِّخُني.
٢ فأجابَني يَهْوَه:
«أُكتُبِ الرُّؤيا، احفِرْها بِوُضوحٍ على ألواح، +
حتَّى إذا قَرَأها أحَدٌ بِصَوتٍ عالٍ، يَقرَأُها بِسُهولَة. *+
حتَّى لَو تَأخَّرَت * فانتَظِرْها، *+
لِأنَّها ستَتَحَقَّقُ بِالتَّأكيد.
لن تَتَأخَّر!
٤ «أُنظُروا إلى المُتَكَبِّر؛
إنَّهُ لَيسَ مُستَقيمًا في داخِلِه.
أمَّا الصَّالِحُ فسَيَعيشُ بِسَبَبِ أمانَتِه. *+
٥ النَّبيذُ يَجعَلُ الشَّخصَ يَتَصَرَّفُ بِغَباء،
وتَحتَ تَأثيرِهِ لن يَصِلَ المُتَكَبِّرُ إلى هَدَفِه.
شَهِيَّتُهُ كَبيرَة مِثلَ القَبر، *
هو مِثلُ المَوتِ لا يَشبَع.
يَظَلُّ يَجمَعُ كُلَّ الأُمَمِ
ويَأخُذُ كُلَّ الشُّعوبِ أسْرى له. +
٦ ألَنْ يَسخَرَ مِنهُ كُلُّ هؤُلاء بِألغازٍ وأمثالٍ وتَلميحات؟ +
سيَقولون:
‹يا وَيْلَ الَّذي يُجَمِّعُ أشياءَ لَيسَت لهُ
ويَزيدُ دُيونَهُ أكثَرَ فأكثَر!
ولكنْ إلى متى؟
٧ سيَقومُ ضِدَّكَ فَجْأةً الَّذينَ دَيَّنوك.
سيَستَيقِظونَ ويَهُزُّونَكَ بِعُنف،
ويَنهَبونَ مُمتَلَكاتِك. +
٨ سيَنهَبُكَ كُلُّ الباقينَ مِنَ الشُّعوبِ
لِأنَّكَ نَهَبْتَ أُمَمًا كَثيرَة، +
لِأنَّكَ سَفَكْتَ دَمَ البَشَرِ
ودَمَّرْتَ الأراضِيَ
والمُدُنَ وسُكَّانَها. +
٩ يا وَيْلَ الَّذي يَربَحُ المالَ الحَرامَ مِن أجْلِ عائِلَتِه، *
كَي يَضَعَ عُشَّهُ في مَكانٍ عالٍ
لِيَهرُبَ مِنَ المُصيبَة!
١٠ خُطَطُكَ تَجلُبُ العارَ على بَيتِك.
حينَ تُهلِكُ شُعوبًا كَثيرَة، تُخطِئُ في حَقِّ نَفْسِك. +
١١ حتَّى الحَجَرُ في الحائِطِ سيَصرُخ،
وخَشَبَةٌ مِنَ السَّقفِ ستُكَرِّرُ صُراخَه.
١٢ يا وَيْلَ الَّذي يَبْني مَدينَةً بِالدَّم،
ومَن يُؤَسِّسُ بَلدَةً بِالشَّرّ!
١٣ ألَيسَ يَهْوَه إلهُ الجُنودِ هو مَن يَجعَلُ جُهدَ الشُّعوبِ يَذهَبُ إلى النَّار،
ويَجعَلُ الأُمَمَ تَتعَبُ بِلا فائِدَة؟ +
١٥ يا وَيْلَ الَّذي يُعْطي أصحابَهُ مَشروبًا،
مَخلوطًا بِغَضَبِهِ وغَيظِه، كَي يُسكِرَهُم
ويَراهُم عُريانين!
١٦ ستَشبَعُ مِنَ الذُّلِّ لا مِنَ المَجد.
فاشرَبْ أنتَ أيضًا واكشِفْ أنَّكَ غَيرُ مَختون. *
الكَأسُ الَّذي في يَدِ يَهْوَه اليَمينِ سيَصِلُ إلَيك، +
وسَيُغَطِّي العارُ مَجدَك.
١٧ فالعُنفُ الَّذي فَعَلْتَهُ بِلُبْنَان سيَأتي علَيك،
والدَّمارُ الَّذي أرعَبَ الحَيَواناتِ سيُدَمِّرُك،
لِأنَّكَ سَفَكْتَ دَمَ البَشَر،
ودَمَّرْتَ الأراضِيَ
والمُدُنَ وسُكَّانَها. +
١٨ ما فائِدَةُ التَّماثيلِ المَنحوتَة
الَّتي يَصنَعُها إنسان؟!
ما فائِدَةُ التَّماثيلِ المَعدِنِيَّة * الَّتي تُعَلِّمُ الأكاذيب؟!
كَيفَ يَقدِرُ صانِعُها أن يَتَّكِلَ علَيها؟!
إنَّها آلِهَةٌ خَرساءُ لا نَفعَ لها! +
١٩ يا وَيْلَ الَّذي يَقولُ لِقِطعَةِ خَشَب: «إستَيقِظي»،
أو لِحَجَرٍ أخرَس: «قُمْ عَلِّمْنا»!
٢٠ أمَّا يَهْوَه فهو في هَيكَلِهِ المُقَدَّس. +
فاسكُتي أمامَهُ يا كُلَّ الأرض!›». +