تَأَمَّلْ فِي مَحَبَّةِ يَهْوَهَ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ
«أَتَأَمَّلُ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِكَ». — مز ٧٧:١٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٨، ٦١
١، ٢ (أ) مَا ٱلَّذِي يُقْنِعُكَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ شَعْبَهُ؟ (ب) أَيَّةُ حَاجَةٍ غَرَسَهَا ٱللّٰهُ فِي ٱلْإِنْسَانِ؟
لِمَ أَنْتَ عَلَى ٱقْتِنَاعٍ بِأَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ شَعْبَهُ؟ قَبْلَ أَنْ تُجِيبَ عَلَى هٰذَا ٱلسُّؤَالِ، تَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ: بَقِيَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ لِعِدَّةِ سَنَوَاتٍ يُشَجِّعُونَ بِلُطْفٍ أُخْتًا ٱسْمُهَا تَايْلِين أَنْ تَكُونَ مُتَّزِنَةً وَلَا تُحَمِّلَ نَفْسَهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا. تَقُولُ: «لَوْ لَمْ يُحِبَّنِي يَهْوَهُ، لَمَا أَحَاطَنِي بِمَشُورَتِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ». وَتَقُولُ بْرِيجِيتُ ٱلَّتِي رَبَّتْ وَحْدَهَا وَلَدَيْنِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِهَا: «تَرْبِيَةُ ٱلْأَوْلَادِ فِي نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ مِنْ أَصْعَبِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ، وَخُصُوصًا بِٱلنِّسْبَةِ لِوَالِدٍ مُتَوَحِّدٍ. لٰكِنِّي مُقْتَنِعَةٌ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنِي لِأَنَّهُ يُرْشِدُنِي فِي أَحْلَكِ ٱلظُّرُوفِ، وَلَا يَدَعُنِي أُجَرَّبُ فَوْقَ مَا أَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ». (١ كو ١٠:١٣) أَمَّا سَانْدْرَا فَتُعَانِي مِنْ مَرَضٍ لَا شِفَاءَ مِنْهُ. وَفِي أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ، خَصَّتْهَا أُخْتٌ بِٱهْتِمَامِهَا. يُعَبِّرُ زَوْجُ سَانْدْرَا قَائِلًا: «مَعَ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ ٱلْأُخْتَ شَخْصِيًّا، فَرِحْنَا كَثِيرًا بِٱهْتِمَامِهَا ٱلْعَمِيقِ. فَتَعَابِيرُ ٱلْمَحَبَّةِ مِنْ إِخْوَانِنَا، حَتَّى ٱلصَّغِيرَةُ مِنْهَا، تُؤَكِّدُ لِي كَمْ يُحِبُّنَا يَهْوَهُ».
٢ لَقَدْ غَرَسَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْإِنْسَانِ ٱلْحَاجَةَ إِلَى أَنْ يُحِبَّ وَيُحَبَّ. وَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَثَبَّطَ وَنَشْعُرَ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَعُدْ يُحِبُّنَا حِينَ تَحِلُّ بِنَا كَارِثَةٌ، نُصَابُ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ، تَتَدَهْوَرُ صِحَّتُنَا، نُعَانِي مِنْ مَشَاكِلَ ٱقْتِصَادِيَّةٍ، أَوْ حِينَ لَا تُسْفِرُ خِدْمَتُنَا عَنْ نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّنَا ثَمِينُونَ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ وَأَنَّهُ ‹يُمْسِكُ بِيَمِينِنَا› وَيُسَاعِدُنَا. وَهُوَ لَنْ يَنْسَانَا إِذَا كُنَّا أُمَنَاءَ لَهُ. — اش ٤١:١٣؛ ٤٩:١٥.
٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْوِيَةِ ٱقْتِنَاعِنَا بِأَنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ لَنَا لَا تَنْتَهِي؟
٣ إِنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمَذْكُورِينَ آنِفًا وَاثِقُونَ بِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَهُمْ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ. وَبِإِمْكَانِنَا نَحْنُ أَيْضًا ٱمْتِلَاكُ هٰذِهِ ٱلثِّقَةِ. (مز ١١٨:٦، ٧) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى كَيْفَ تَتَجَلَّى مَحَبَّةُ يَهْوَهَ فِي (١) أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ، (٢) كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا، (٣) ٱمْتِيَازِ ٱلصَّلَاةِ، وَ (٤) تَدْبِيرِ ٱلْفِدْيَةِ. فَٱلتَّأَمُّلُ فِي نِعَمِ يَهْوَهَ يُعَمِّقُ ٱمْتِنَانَنَا عَلَى مَحَبَّتِهِ ٱلَّتِي لَا تَنْتَهِي. — اقرإ المزمور ٧٧:١١، ١٢.
تَأَمَّلْ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْخَلْقِيَّةِ
٤ مَاذَا يَكْشِفُ ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْخَلْقِيَّةِ؟
٤ يَكْشِفُ ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْخَلْقِيَّةِ أَنَّ مَحَبَّتَهُ لَنَا لَا تَنْقَطِعُ أَبَدًا. فَعَمَلِيَّةُ ٱلْخَلْقِ بِحَدِّ ذَاتِهَا دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ. (رو ١:٢٠) وَقَدْ صَمَّمَ ٱلْأَرْضَ حَتَّى نَعِيشَ عَلَيْهَا وَنَتَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ. فَهُوَ لَمْ يَكْتَفِ بِسَدِّ حَاجَتِنَا إِلَى ٱلطَّعَامِ، بَلْ جَعَلَ ٱلْأَرْضَ تُنْتِجُ أَنْوَاعًا لَا تُحْصَى مِنَ ٱلنَّبَاتَاتِ وَٱلْأَطْعِمَةِ ٱلْمُغَذِّيَةِ. وَخَلَقَ فِينَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلتَّلَذُّذِ بِٱلطَّعَامِ ٱلَّذِي نَتَنَاوَلُهُ! (جا ٩:٧) تَقُولُ كَاثْرِين، أُخْتٌ فِي كَنَدَا تَسْتَمْتِعُ كَثِيرًا بِمُرَاقَبَةِ ٱلطَّبِيعَةِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ، خَاصَّةً فِي فَصْلِ ٱلرَّبِيعِ: «إِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُذْهِلِ كَيْفَ يَنْبِضُ كُلُّ شَيْءٍ بِٱلْحَيَاةِ، مِنَ ٱلْأَزْهَارِ ٱلَّتِي تَعْرِفُ مَوْعِدَ ٱنْبِثَاقِهَا مِنَ ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلطُّيُورِ ٱلَّتِي تَرْجِعُ مِنْ هِجْرَتِهَا، وَمِنْ بَيْنِهَا طَائِرُ ٱلطَّنَّانِ ٱلصَّغِيرُ ٱلَّذِي يَجِدُ طَرِيقَهُ إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلَّذِي وَضَعْتُهُ لَهُ خَارِجَ نَافِذَةِ مَطْبَخِي. لَا بُدَّ أَنَّ يَهْوَهَ أَوْجَدَ مَبَاهِجَ ٱلْحَيَاةِ هٰذِهِ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا». فَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يُسَرُّ بِخَلِيقَتِهِ، وَيُرِيدُ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. — اع ١٤:١٦، ١٧.
٥ كَيْفَ تَتَجَلَّى مَحَبَّةُ يَهْوَهَ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي خَلَقَ بِهَا ٱلْإِنْسَانَ؟
٥ لَقَدْ خَلَقَ يَهْوَهُ فِينَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلٍ نَافِعٍ وَٱلتَّمَتُّعِ بِهِ. (جا ٢:٢٤) وَقَصَدَ أَنْ يَمْلَأَ ٱلْبَشَرُ ٱلْأَرْضَ وَيُخْضِعُوهَا وَيَتَسَلَّطُوا عَلَى ٱلْأَسْمَاكِ وَٱلطُّيُورِ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ. (تك ١:٢٦-٢٨) كَمَا أَوْجَدَ فِينَا صِفَاتٍ جَمِيلَةً تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ. — اف ٥:١.
قَدِّرْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا
٦ مَاذَا يَكْشِفُ لَنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
٦ أَعْرَبَ ٱللّٰهُ عَنْ مَحَبَّةٍ عَظِيمَةٍ حِينَ أَعْطَانَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. فَكَلِمَتُهُ تَكْشِفُ لَنَا مَا نَحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَتِهِ عَنْهُ وَعَنْ تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ. مَثَلًا، تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ كَيْفَ تَعَامَلَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا. يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ٧٨:٣٨: «كَانَ رَحِيمًا، يُكَفِّرُ عَنِ ٱلذَّنْبِ وَلَا يُهْلِكُ. وَكَثِيرًا مَا رَدَّ غَضَبَهُ، وَلَمْ يُثِرْ كُلَّ سُخْطِهِ». وَٱلتَّأَمُّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ يُمْكِنُ أَنْ يُرِيَكَ كَمْ يُحِبُّكَ يَهْوَهُ وَيَهُمُّهُ أَمْرُكَ. فَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِكَ كَثِيرًا. — اقرأ ١ بطرس ٥:٦، ٧.
٧ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّرَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ؟
٧ يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّرَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ، لِأَنَّهُ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي يَتَوَاصَلُ بِهَا ٱللّٰهُ مَعَنَا. وَكَمَا تَقْوَى أَوَاصِرُ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلثِّقَةِ بَيْنَ ٱلْأَبَوَيْنِ وَأَوْلَادِهِمَا عَبْرَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ، كَذٰلِكَ عَلَاقَتُنَا بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَهَ. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَمْ نَرَهُ وَلَمْ نَسْمَعْ صَوْتَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ «يَتَكَلَّمُ» مَعَنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا، وَعَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهِ بِٱسْتِمْرَارٍ. (اش ٣٠:٢٠، ٢١) فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُرْشِدَنَا وَيَحْمِيَنَا مِنَ ٱلْأَذَى، وَيُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَتَعَرَّفَ وَنَثِقَ بِهِ. — اقرإ المزمور ١٩:٧-١١؛ امثال ١:٣٣.
٨، ٩ مَاذَا يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَعْرِفَ؟ أَعْطِ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٨ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّهُ يُحِبُّنَا وَلَا يُرَكِّزُ عَلَى نَقَائِصِنَا. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُبَيِّنُ أَنَّهُ يَبْحَثُ عَمَّا هُوَ صَالِحٌ فِينَا. (٢ اخ ١٦:٩) لَاحِظْ مَثَلًا كَيْفَ تَعَامَلَ مَعَ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، وَافَقَ يَهُوشَافَاطُ بِحَمَاقَةٍ عَلَى مُرَافَقَةِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فِي حَمْلَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ لِٱسْتِرْدَادِ رَامُوتَ جِلْعَادَ مِنَ ٱلْأَرَامِيِّينَ. وَمَعَ أَنَّ ٤٠٠ نَبِيٍّ كَاذِبٍ أَكَّدُوا لِأَخْآبَ أَنَّهُ سَيَنْجَحُ فِي مَسْعَاهُ، أَكَّدَ لَهُ نَبِيُّ يَهْوَهَ ٱلْحَقِيقِيُّ مِيخَايَا أَنَّهُ سَيُهْزَمُ لَا مَحَالَةَ. فَمَاتَ أَخْآبُ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ، وَبِٱلْكَادِ نَجَا يَهُوشَافَاطُ مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَعِنْدَ رُجُوعِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، أَنَّبَهُ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ يَاهُو بْنِ حَنَانِي صَاحِبِ ٱلرُّؤَى عَلَى تَحَالُفِهِ مَعَ أَخْآبَ. لٰكِنَّهُ قَالَ لَهُ أَيْضًا: «وُجِدَتْ فِيكَ أُمُورٌ صَالِحَةٌ». — ٢ اخ ١٨:٤، ٥، ١٨-٢٢، ٣٣، ٣٤؛ ١٩:١-٣.
٩ فَفِي بِدَايَةِ مُلْكِهِ، أَمَرَ يَهُوشَافَاطُ أَنْ يَعْبُرَ ٱلرُّؤَسَاءُ وَٱللَّاوِيُّونَ فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا، وَمَعَهُمْ أَلِيشَامَاعُ وَيَهُورَامُ ٱلْكَاهِنَانِ، لِيُعَلِّمُوا ٱلشَّعْبَ شَرِيعَةَ يَهْوَهَ. وَكَانَتِ ٱلْحَمْلَةُ فَعَّالَةً جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْأُمَمَ ٱلْمُحِيطَةَ بِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ بَدَأَتْ تَخَافُ يَهْوَهَ. (٢ اخ ١٧:٣-١٠) وَٱلْأُمُورُ ٱلصَّالِحَةُ ٱلَّتِي فَعَلَهَا يَهُوشَافَاطُ لَمْ يَنْسَهَا يَهْوَهُ حِينَ ٱتَّخَذَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ قَرَارًا خَاطِئًا. وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ تُذَكِّرُنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَظَلُّ يُحِبُّنَا رَغْمَ نَقْصِنَا ٱلْبَشَرِيِّ إِذَا سَعَيْنَا جَاهِدِينَ لِإِرْضَائِهِ.
أَعِزَّ ٱمْتِيَازَ ٱلصَّلَاةِ
١٠، ١١ (أ) لِمَ ٱلصَّلَاةُ هِبَةٌ فَرِيدَةٌ مِنْ يَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَجِيبَ ٱللّٰهُ صَلَوَاتِنَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٠ يَصْرِفُ ٱلْأَبُ ٱلْمُحِبُّ وَقْتًا لِيُصْغِيَ إِلَى أَوْلَادِهِ حِينَ يُرِيدُونَ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَيْهِ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ مَخَاوِفَهُمْ وَهُمُومَهُمْ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِهِمْ. وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُصْغِي أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يَهْوَهُ حِينَ نُصَلِّي إِلَيْهِ. فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ ثَمِينٍ أَنْ نَتَوَاصَلَ مَعَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ!
١١ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ وَقْتَمَا نُرِيدُ، لِأَنَّهُ صَدِيقُنَا وَمُسْتَعِدٌّ دَائِمًا لِلِٱسْتِمَاعِ إِلَيْنَا. تَقُولُ تَايْلِينُ ٱلْمَذْكُورَةُ آنِفًا: «يُمْكِنُكَ أَنْ تَقُولَ لَهُ أَيَّ شَيْءٍ يَجُولُ فِي بَالِكَ». وَعِنْدَمَا نُعَبِّرُ لِلّٰهِ عَنْ مَكْنُونَاتِ قَلْبِنَا، قَدْ يَسْتَجِيبُ لَنَا عَبْرَ آيَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، مَقَالَةٍ فِي إِحْدَى مَجَلَّاتِنَا، أَوْ كَلِمَةٍ مُشَجِّعَةٍ مِنْ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ. فَهُوَ يَسْمَعُ تَضَرُّعَاتِنَا وَيَفْهَمُ مَشَاعِرَنَا حَتَّى حِينَ لَا يَفْهَمُهَا ٱلْآخَرُونَ. وَٱسْتِجَابَتُهُ لِصَلَوَاتِنَا دَلِيلٌ أَنَّهُ يُكِنُّ لَنَا مَحَبَّةً لَامُتَنَاهِيَةً.
١٢ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٢ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ دُرُوسًا مُهِمَّةً مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. لِذَا، مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ نَتَأَمَّلَ أَحْيَانًا فِي بَعْضِهَا أَثْنَاءَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. فَٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَبَّرَ بِهَا خُدَّامُ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَاضِي عَنْ مَشَاعِرِهِمِ ٱلدَّفِينَةِ يُغْنِي صَلَوَاتِنَا. فَكِّرْ مَثَلًا فِي صَلَاةِ يُونَانَ ٱلْمُتَوَاضِعَةِ وَهُوَ فِي جَوْفِ سَمَكَةٍ كَبِيرَةٍ. (يون ١:١٧–٢:١٠) رَاجِعْ صَلَاةَ سُلَيْمَانَ ٱلنَّابِعَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ عِنْدَ تَدْشِينَ ٱلْهَيْكَلِ. (١ مل ٨:٢٢-٥٣) وَتَأَمَّلْ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ ٱلَّتِي عَلَّمَنَا إِيَّاهَا يَسُوعُ. (مت ٦:٩-١٣) وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ ‹تُعْرَفَ طَلِبَاتُنَا لَدَى ٱللّٰهِ› عَلَى ٱلدَّوَامِ. ‹فَسَلَامُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَنَا وَقُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ› إِذَا وَاظَبْنَا عَلَى ٱلصَّلَاةِ. وَهٰكَذَا، يَزِيدُ ٱمْتِنَانُنَا لِيَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ ٱلَّتِي لَا تَنْتَهِي. — في ٤:٦، ٧.
قَدِّرْ تَدْبِيرَ ٱلْفِدْيَةِ
١٣ أَيَّةُ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٌ لِلْبَشَرِ بِفَضْلِ تَدْبِيرِ ٱلْفِدْيَةِ؟
١٣ هَيَّأَ لَنَا يَهْوَهُ تَدْبِيرَ ٱلْفِدْيَةِ «لِنَحْيَا». (١ يو ٤:٩) وَفِي ٱلْإِشَارَةِ إِلَى هٰذَا ٱلتَّعْبِيرِ ٱلْعَظِيمِ عَنْ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَلْمَسِيحُ . . . مَاتَ عَنِ ٱلْكَافِرِينَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ. وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَمُوتُ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ بَارٍّ، أَمَّا مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ صَالِحٍ فَرُبَّمَا يَجْسُرُ أَحَدٌ أَنْ يَمُوتَ. أَمَّا ٱللّٰهُ فَبَيَّنَ لَنَا فَضْلَ مَحَبَّتِهِ بِأَنَّهُ إِذْ كُنَّا بَعْدُ خُطَاةً مَاتَ ٱلْمَسِيحُ عَنَّا». (رو ٥:٦-٨) وَقَدْ فَتَحَتِ ٱلْفِدْيَةُ ٱلْمَجَالَ أَمَامَ ٱلْبَشَرِ لِيَتَمَتَّعُوا بِعَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِيَهْوَهَ.
١٤، ١٥ مَاذَا تَعْنِي ٱلْفِدْيَةُ (أ) لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟ (ب) لِذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ؟
١٤ نَتِيجَةَ تَدْبِيرِ ٱلْفِدْيَةِ، يَشْعُرُ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِشَكْلٍ خُصُوصِيٍّ بِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ. (يو ١:١٢، ١٣؛ ٣:٥-٧) فَإِذْ مُسِحَ هٰؤُلَاءِ بِرُوحٍ قُدُسٍ، صَارُوا «أَوْلَادَ ٱللّٰهِ». (رو ٨:١٥، ١٦) وَقَدْ قَالَ بُولُسُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ رُفَقَائِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ: «أَقَامَنَا مَعًا وَأَجْلَسَنَا مَعًا فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». (اف ٢:٦) وَهُمْ يَشْغَلُونَ هٰذِهِ ٱلْمَكَانَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِأَنَّهُمْ ‹خُتِمُوا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ، ٱلَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِهِمْ›، أَيِ ‹ٱلرَّجَاءِ ٱلْمَحْفُوظِ لَهُمْ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›. — اف ١:١٣، ١٤؛ كو ١:٥.
١٥ أَمَّا أَغْلَبِيَّةُ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْفِدْيَةِ، فَٱلطَّرِيقُ مَفْتُوحَةٌ أَمَامَهُمْ لِيَصِيرُوا أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ عَلَى أَمَلِ أَنْ يَتَبَنَّاهُمْ كَأَوْلَادٍ لَهُ وَيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. وَهٰكَذَا يُظْهِرُ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ بِوَاسِطَةِ فِدْيَةِ ٱلْمَسِيحِ. (يو ٣:١٦) فَإِذَا بَقِينَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ، فَسَنَتَمَتَّعُ بِأَفْضَلِ حَيَاةٍ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. فَكَمْ مُلَائِمٌ أَنْ نَعْتَبِرَ ٱلْفِدْيَةَ أَعْظَمَ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ لَنَا لَنْ تَفْنَى أَبَدًا!
بَادِلْ يَهْوَهَ ٱلْمَحَبَّةَ
١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ لَنَا؟
١٦ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنْ نُحْصِيَ كُلَّ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُظْهِرُ بِهَا يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا. رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ عِنْدِي، وَمَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا يَا اَللّٰهُ! إِنْ أُحْصِهَا، فَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ ٱلرَّمْلِ». (مز ١٣٩:١٧، ١٨) فَلْنَدَعْ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ تُنَمِّي فِينَا ٱلرَّغْبَةَ فِي أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ مَحَبَّةً عَمِيقَةً تَقْدِيرًا لِعِنَايَتِهِ ٱلْحُبِّيَّةِ بِنَا، مُقَدِّمِينَ لَهُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا.
١٧، ١٨ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱللّٰهَ؟
١٧ ثَمَّةَ طَرَائِقُ كَثِيرَةٌ نُعْرِبُ بِهَا عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ. مَثَلًا، نُبَادِلُهُ ٱلْمَحَبَّةَ حِينَ نُشَارِكُ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. (مت ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) كَمَا نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ عِنْدَمَا نَحْتَمِلُ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ وَنُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا سَالِكِينَ بِلَا عَيْبٍ. (اقرإ المزمور ٨٤:١١؛ يعقوب ١:٢-٥.) حَتَّى إِذَا ٱشْتَدَّتْ عَلَيْنَا ٱلْمِحَنُ، فَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱللّٰهَ عَالِمٌ بِمُعَانَاتِنَا وَسَيُسَاعِدُنَا لِأَنَّنَا ثَمِينُونَ فِي نَظَرِهِ. — مز ٥٦:٨.
١٨ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، تَدْفَعُنَا مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي كُلِّ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا. وَنُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنُقَدِّرُ كَلِمَتَهُ حَقًّا بِدَرْسِهَا بِٱجْتِهَادٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ مَحَبَّتَنَا لَهُ تَجْعَلُنَا نُعِزُّ ٱمْتِيَازَ ٱلصَّلَاةِ ٱلَّذِي يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ. كَمَا تَزْدَادُ مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ عُمْقًا بِٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْفِدْيَةِ ٱلَّتِي هَيَّأَهَا لِمَغْفِرَةِ خَطَايَانَا. (١ يو ٢:١، ٢) وَمَا هٰذِهِ إِلَّا بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي نُظْهِرُ بِهَا تَقْدِيرَنَا لِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ.