يَهْوَهُ يَقُودُ شَعْبَهُ
«يَقُودُكَ يَهْوَهُ دَائِمًا». — اش ٥٨:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٥٢، ٢٢
١، ٢ (أ) كَيْفَ يَخْتَلِفُ شُهُودُ يَهْوَهَ عَنْ بَاقِي ٱلْأَدْيَانِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
كَثِيرًا مَا يَسْأَلُنَا ٱلنَّاسُ: «مَنْ هُوَ قَائِدُكُمْ؟». وَلَا عَجَبَ، فَٱلنَّاسُ فِي أَدْيَانٍ كَثِيرَةٍ تَعَوَّدُوا أَنْ يَتْبَعُوا قَائِدًا أَوْ زَعِيمًا رُوحِيًّا. أَمَّا نَحْنُ فَنُجِيبُ بِكُلِّ فَخْرٍ أَنَّ قَائِدَنَا لَيْسَ إِنْسَانًا نَاقِصًا إِنَّمَا هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. وَيَسُوعُ بِدَوْرِهِ يَتْبَعُ قِيَادَةَ أَبِيهِ يَهْوَهَ. — مت ٢٣:١٠.
٢ وَلٰكِنْ هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ فَرِيقٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ، وَهُمْ يُؤَلِّفُونَ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ». (مت ٢٤:٤٥) فَكَيْفَ نَقُولُ إِذًا إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ يَقُودُنَا بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ؟ سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ طَوَالَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ بَشَرًا لِيَقُودُوا شَعْبَهُ. وَسَنُنَاقِشُ أَيْضًا ثَلَاثَةَ أَدِلَّةٍ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ وَلَا يَزَالُ قَائِدَنَا ٱلْفِعْلِيَّ. — اش ٥٨:١١.
دَعْمُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
٣ مَاذَا سَاعَدَ مُوسَى أَنْ يَقُودَ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ؟
٣ دَعَمَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ مُمَثِّلِي ٱللّٰهِ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا مُوسَى ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ ٱللّٰهُ لِيَقُودَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَكَيْفَ ٱسْتَطَاعَ تَحَمُّلَ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ ٱلثَّقِيلَةِ؟ لَقَدْ «جَعَلَ [يَهْوَهُ] فِي دَاخِلِهِ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ». (اقرأ اشعيا ٦٣:١١-١٤.) وَهٰكَذَا، أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ ٱلْقَائِدُ ٱلْفِعْلِيُّ لِلْأُمَّةِ.
٤ كَيْفَ عَرَفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ يَدْعَمُ مُوسَى؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٤ وَلٰكِنْ كَيْفَ عَرَفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَدْعَمُ مُوسَى؟ لَقَدْ مَكَّنَهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ يَصْنَعَ عَجَائِبَ وَيُعْلِنَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. (خر ٧:١-٣) كَمَا سَاعَدَهُ أَنْ يُعْرِبَ عَنْ صِفَاتٍ رَائِعَةٍ كَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلصَّبْرِ وَٱلْوَدَاعَةِ، صِفَاتٍ أَهَّلَتْهُ لِيَقُودَ شَعْبَ ٱللّٰهِ وَمَيَّزَتْهُ عَنْ قَادَةِ ٱلْأُمَمِ ٱلْقُسَاةِ وَٱلْأَنَانِيِّينَ. (خر ٥:٢، ٦-٩) وَهٰكَذَا تَأَكَّدَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَ مُوسَى لِيَقُودَهُمْ.
٥ اُذْكُرْ أَشْخَاصًا دَعَمَهُمْ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.
٥ لَاحِقًا، دَعَمَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ رِجَالًا آخَرِينَ كَيْ يَقُودُوا شَعْبَ ٱللّٰهِ. مَثَلًا، ‹ٱمْتَلَأَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ رُوحَ حِكْمَةٍ›. (تث ٣٤:٩) وَحَلَّ ‹رُوحُ يَهْوَهَ عَلَى جِدْعُونَ›. (قض ٦:٣٤) كَمَا «ٱبْتَدَأَ رُوحُ يَهْوَهَ يَعْمَلُ فِي دَاوُدَ». (١ صم ١٦:١٣) وَلِأَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ ٱتَّكَلُوا عَلَى رُوحِ ٱللّٰهِ، أَنْجَزُوا أَعْمَالًا مَا كَانُوا لِيُنْجِزُوهَا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ. (يش ١١:١٦، ١٧؛ قض ٧:٧، ٢٢؛ ١ صم ١٧:٣٧، ٥٠) فَٱلْفَضْلُ فِي ذٰلِكَ يَعُودُ أَوَّلًا وَأَخِيرًا إِلَى يَهْوَهَ.
٦ لِمَ أَرَادَ يَهْوَهُ مِنْ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ أَنْ تَحْتَرِمَ قَادَتَهَا؟
٦ وَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ جِهَتِهِمْ لَزِمَ أَنْ يَحْتَرِمُوا مُوسَى وَيَشُوعَ وَجِدْعُونَ وَدَاوُدَ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلْقَادَةُ حَصَلُوا عَلَى دَعْمِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعِنْدَمَا تَذَمَّرَ ٱلشَّعْبُ عَلَى قِيَادَةِ مُوسَى، سَأَلَ يَهْوَهُ: «إِلَى مَتَى يَسْتَهِينُ بِي هٰذَا ٱلشَّعْبُ؟». (عد ١٤:٢، ١١) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنِ ٱخْتَارَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ. وَبِٱتِّبَاعِ قِيَادَتِهِمْ، كَانَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلْوَاقِعِ يَتْبَعُ قِيَادَةَ يَهْوَهَ.
دَعْمُ ٱلْمَلَائِكَةِ
٧ كَيْفَ دَعَمَ ٱلْمَلَائِكَةُ مُوسَى؟
٧ دَعَمَ ٱلْمَلَائِكَةُ مُمَثِّلِي ٱللّٰهِ. (اقرإ العبرانيين ١:٧، ١٤.) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، وَجَّهَ ٱللّٰهُ مُوسَى بِوَاسِطَةِ مَلَائِكَةٍ. فَقَدْ ‹تَرَاءَى لَهُ مَلَاكٌ فِي ٱلْعُلَّيْقَةِ› وَأَعْطَاهُ ٱلتَّعْيِينَ لِيُحَرِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَيَقُودَهُمْ. (اع ٧:٣٥) كَمَا نَقَلَ لَهُ يَهْوَهُ ٱلشَّرِيعَةَ «بِوَاسِطَةِ مَلَائِكَةٍ» لِيُعَلِّمَهَا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. (غل ٣:١٩) وَحِينَ أَوْصَاهُ أَنْ يَقُودَ ٱلشَّعْبَ، طَمْأَنَهُ قَائِلًا: «هُوَذَا مَلَاكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ». (خر ٣٢:٣٤) لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ رَأَوْا مَلَاكًا بِأُمِّ عَيْنِهِمْ، إِلَّا أَنَّ طَرِيقَةَ مُوسَى فِي قِيَادَةِ ٱلْأُمَّةِ أَثْبَتَتْ أَنَّهُ يَنَالُ دَعْمَ ٱلْمَلَائِكَةِ.
٨ كَيْفَ نَالَ يَشُوعُ وَحَزَقِيَّا دَعْمَ ٱلْمَلَائِكَةِ؟
٨ وَمَنْ نَالَ أَيْضًا دَعْمَ ٱلْمَلَائِكَةِ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ يَشُوعَ ظَهَرَ لَهُ ‹رَئِيسٌ لِجُنْدِ يَهْوَهَ› وَقَوَّاهُ. فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ ٱنْتَصَرَ فِي مَعْرَكَةٍ ضِدَّ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ. (يش ٥:١٣-١٥؛ ٦:٢، ٢١) وَفِي زَمَنِ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، هَدَّدَ جَيْشٌ أَشُّورِيٌّ ضَخْمٌ مَدِينَةَ أُورُشَلِيمَ. لٰكِنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ ضَرَبَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ «مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا فِي مُعَسْكَرِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ». — ٢ مل ١٩:٣٥.
٩ رَغْمَ ضَعَفَاتِ مُمَثِّلِي ٱللّٰهِ، مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ؟
٩ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ كَامِلُونَ، بِعَكْسِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ نَالُوا ٱلدَّعْمَ مِنْهُمْ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، لَمْ يُعْطِ مُوسَى ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ. (عد ٢٠:١٢) وَيَشُوعُ أَيْضًا لَمْ يَطْلُبْ إِرْشَادَ ٱللّٰهِ قَبْلَ أَنْ يَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ ٱلْجِبْعُونِيِّينَ. (يش ٩:١٤، ١٥) وَفِي وَقْتٍ مِنَ ٱلْأَوْقَاتِ، ‹تَكَبَّرَ قَلْبُ› حَزَقِيَّا. (٢ اخ ٣٢:٢٥، ٢٦) مَعَ ذٰلِكَ، لَزِمَ أَنْ يَتْبَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قِيَادَتَهُمْ. فَيَهْوَهُ دَعَمَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ بِوَاسِطَةِ مَلَائِكَتِهِ مُؤَكِّدًا بِٱلتَّالِي أَنَّهُ ٱلْقَائِدُ ٱلْفِعْلِيُّ لِلْأُمَّةِ.
إِرْشَادُ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ
١٠ كَيْفَ ٱتَّبَعَ مُوسَى إِرْشَادَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٠ أَرْشَدَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ مُمَثِّلِيهِ. يَدْعُو ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ «شَرِيعَةَ مُوسَى». (١ مل ٢:٣) وَلٰكِنْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ يَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَعْطَاهُمْ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ، وَمُوسَى ٱتَّبَعَهَا بِدِقَّةٍ. (٢ اخ ٣٤:١٤) مَثَلًا، عِنْدَمَا أَوْصَاهُ يَهْوَهُ أَنْ يَبْنِيَ ٱلْمَسْكَنَ، «صَنَعَ مُوسَى بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ يَهْوَهُ بِهِ. هٰكَذَا صَنَعَ». — خر ٤٠:١-١٦.
١١، ١٢ (أ) مَاذَا طَلَبَ يَهْوَهُ مِنْ يَشُوعَ وَٱلْمُلُوكِ؟ (ب) كَيْفَ أَرْشَدَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلرِّجَالَ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ؟
١١ كَمَا أَوْصَى يَهْوَهُ ٱلْقَائِدَ ٱلتَّالِيَ يَشُوعَ أَنْ ‹يَقْرَأَ فِي سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ هَمْسًا نَهَارًا وَلَيْلًا لِيَحْرَصَ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِحَسَبِ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ›. (يش ١:٨) وَلَاحِقًا، كَانَ عَلَى كُلِّ مَلِكٍ أَنْ يَكْتُبَ لِنَفْسِهِ نُسْخَةً مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ، يَقْرَأَ فِيهَا يَوْمِيًّا، ‹وَيَحْفَظَ كَلَامَهَا كُلَّهُ وَيَعْمَلَ بِهَا›. — اقرإ التثنية ١٧:١٨-٢٠.
١٢ وَكَيْفَ أَرْشَدَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلرِّجَالَ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ؟ لِنَأْخُذِ ٱلْمَلِكَ يُوشِيَّا عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ. فَبَعْدَ ٱلْعُثُورِ عَلَى سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ، قَرَأَهُ كَاتِبُ ٱلدِّيوَانِ أَمَامَهُ.a فَلَمَّا «سَمِعَ ٱلْمَلِكُ كَلَامَ سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ، مَزَّقَ ثِيَابَهُ». فَشَنَّ حَمْلَةً وَاسِعَةً ضِدَّ ٱلصَّنَمِيَّةِ وَأَعَدَّ ٱحْتِفَالًا عَظِيمًا بِٱلْفِصْحِ. (٢ مل ٢٢:١١؛ ٢٣:١-٢٣) وَلِأَنَّ يُوشِيَّا وَغَيْرَهُ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱتَّبَعُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، أَظْهَرُوا ٱسْتِعْدَادًا لِيُعَدِّلُوا تَعْلِيمَاتِهِمْ. وَهٰذَا مَا سَاعَدَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ.
١٣ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ قَادَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَنْ قَادَةِ ٱلْأُمَمِ ٱلْوَثَنِيَّةِ؟
١٣ أَمَّا قَادَةُ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُجَاوِرَةِ، فَٱتَّبَعُوا ٱلْحِكْمَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ ٱلنَّاقِصَةَ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، ٱرْتَكَبَ ٱلْقَادَةُ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ وَشَعْبُهُمْ فَظَائِعَ كَثِيرَةً. فَقَدْ عَبَدُوا ٱلْأَصْنَامَ، قَدَّمُوا أَوْلَادَهُمْ ذَبَائِحَ لَهَا، وَمَارَسُوا كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلشُّذُوذِ ٱلْجِنْسِيِّ. (لا ١٨:٦، ٢١-٢٥) هٰذَا وَإِنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلْبَابِلِيِّينَ وَٱلْمِصْرِيِّينَ لَمْ يَتَّبِعُوا ٱلْعَادَاتِ ٱلصِّحِّيَّةَ ٱلْجَيِّدَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ لِشَعْبِهِ. (عد ١٩:١٣) بِٱلْمُقَابِلِ، شَجَّعَ ٱلْقَادَةُ ٱلْأُمَنَاءُ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى طَهَارَتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْأَخْلَاقِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ. وَهٰذَا أَظْهَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّهُمْ يَتْبَعُونَ قِيَادَةَ يَهْوَهَ.
١٤ لِمَ أَدَّبَ يَهْوَهُ بَعْضَ ٱلْقَادَةِ؟
١٤ وَلٰكِنْ لَمْ يَتَّبِعْ كُلُّ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ إِرْشَادَ ٱللّٰهِ. فَكَانَ هُنَالِكَ قَادَةٌ مُتَمَرِّدُونَ رَفَضُوا تَوْجِيهَ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ، مَلَائِكَتِهِ، وَكَلِمَتِهِ. لِذَا أَدَّبَهُمْ يَهْوَهُ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ أَوْ أَقَامَ مَكَانَهُمْ قَادَةً آخَرِينَ. (١ صم ١٣:١٣، ١٤) وَقَدْ وَعَدَ يَهْوَهُ أَنَّهُ سَيُعَيِّنُ لَاحِقًا قَائِدًا كَامِلًا لَا مَثِيلَ لَهُ.
يَهْوَهُ يُعَيِّنُ قَائِدًا كَامِلًا
١٥ (أ) كَيْفَ أَشَارَ ٱلْأَنْبِيَاءُ إِلَى مَجِيءِ قَائِدٍ كَامِلٍ؟ (ب) مَنْ هُوَ هٰذَا ٱلْقَائِدُ ٱلْكَامِلُ؟
١٥ أَنْبَأَ يَهْوَهُ قَبْلَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ أَنَّهُ سَيُعَيِّنُ قَائِدًا كَامِلًا عَلَى شَعْبِهِ. أَخْبَرَ مُوسَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «يُقِيمُ لَكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسْطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي — لَهُ تَسْمَعُونَ». (تث ١٨:١٥) وَذَكَرَ إِشَعْيَا أَنَّ ذٰلِكَ ٱلشَّخْصَ سَيَكُونُ «قَائِدًا وَآمِرًا». (اش ٥٥:٤) كَمَا كَتَبَ دَانِيَالُ بِٱلْوَحْيِ عَنْ مَجِيءِ «ٱلْمَسِيَّا ٱلْقَائِدِ». (دا ٩:٢٥) وَأَخِيرًا، أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى نَفْسِهِ بِصِفَتِهِ «قَائِدَ» شَعْبِ ٱللّٰهِ. (اقرأ متى ٢٣:١٠.) وَٱلتَّلَامِيذُ أَيْضًا آمَنُوا أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَ يَسُوعَ وَٱتَّبَعُوهُ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. (يو ٦:٦٨، ٦٩) فَمَاذَا أَقْنَعَهُمْ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱلْقَائِدُ ٱلْمُنْتَظَرُ؟
١٦ مَاذَا يُثْبِتُ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ دَعَمَ يَسُوعَ؟
١٦ دَعْمُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. عِنْدَ مَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ، رَأَى يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدُ ‹ٱلرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلًا عَلَيْهِ›. وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى «دَفَعَ ٱلرُّوحُ [يَسُوعَ] أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ». (يو ١:٣٢؛ مر ١:١٠-١٢) كَمَا مَكَّنَهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يَصْنَعَ ٱلْعَجَائِبَ وَيُعَلِّمَ بِسُلْطَةٍ. (اع ١٠:٣٨) وَسَاعَدَهُ أَيْضًا أَنْ يُعْرِبَ عَنْ صِفَاتٍ كَٱلْمَحَبَّةِ، ٱلْفَرَحِ، وَٱلْإِيمَانِ. (يو ١٥:٩؛ عب ١٢:٢) وَمَا مِنْ قَائِدٍ آخَرَ شَهِدَ لَهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. فَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَ يَسُوعَ لِيَقُودَ شَعْبَهُ.
١٧ كَيْفَ دَعَمَ ٱلْمَلَائِكَةُ يَسُوعَ؟
١٧ دَعْمُ ٱلْمَلَائِكَةِ. بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ، ‹جَاءَ مَلَائِكَةٌ وَصَارُوا يَخْدُمُونَهُ›. (مت ٤:١١) كَمَا «تَرَاءَى لَهُ مَلَاكٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَوَّاهُ» قَبْلَ سَاعَاتٍ مِنْ مَوْتِهِ. (لو ٢٢:٤٣) وَكَانَ يَسُوعُ وَاثِقًا تَمَامًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُرْسِلُ إِلَيْهِ مَلَائِكَةً كُلَّمَا ٱحْتَاجَ إِلَى مُسَاعَدَةٍ. — مت ٢٦:٥٣.
١٨، ١٩ كَيْفَ ٱتَّبَعَ يَسُوعُ إِرْشَادَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِهِ وَتَعْلِيمِهِ؟
١٨ إِرْشَادُ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. اِتَّبَعَ يَسُوعُ تَوْجِيهَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنْ بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ وَإِلَى نِهَايَتِهَا. حَتَّى إِنَّهُ ٱقْتَبَسَ نُبُوَّتَيْنِ عَنِ ٱلْمَسِيَّا وَهُوَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. (مت ٤:٤؛ ٢٧:٤٦؛ لو ٢٣:٤٦) أَمَّا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي أَيَّامِهِ، فَتَجَاهَلُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ حِينَ تَعَارَضَتْ مَعَ تَقَالِيدِهِمْ. لِذَا ٱقْتَبَسَ يَسُوعُ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا عَنْهُمْ: «هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. عَبَثًا يَعْبُدُونَنِي، لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ». (مت ١٥:٧-٩) فَهَلْ كَانَ يَهْوَهُ سَيَخْتَارُ رِجَالًا كَهٰؤُلَاءِ لِيَقُودُوا شَعْبَهُ؟!
١٩ وَلَمْ يَسْتَنِدْ يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي حَيَاتِهِ فَقَطْ بَلْ فِي تَعْلِيمِهِ أَيْضًا. فَعِنْدَمَا تَحَدَّاهُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ، لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ مُعْتَمِدًا عَلَى حِكْمَتِهِ أَوْ خِبْرَتِهِ. بَلْ لَجَأَ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِصِفَتِهَا ٱلْمَرْجِعَ ٱلْأَوَّلَ وَٱلْأَخِيرَ. (مت ٢٢:٣٣-٤٠) كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُحَاوِلْ أَنْ يُثِيرَ إِعْجَابَ سَامِعِيهِ بِإِخْبَارِهِمْ قِصَصًا عَنْ حَيَاتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَنْ خَلْقِ ٱلْكَوْنِ. بَلْ «فَتَّحَ أَذْهَانَهُمْ لِيَفْهَمُوا مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». (لو ٢٤:٣٢، ٤٥) فَيَسُوعُ أَحَبَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، وَكَانَ يَتُوقُ إِلَى إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهَا.
٢٠ (أ) كَيْفَ أَكْرَمَ يَسُوعُ يَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ ٱخْتَلَفَ يَسُوعُ عَنْ هِيرُودُسَ أَغْرِيبَاسَ ٱلْأَوَّلِ؟
٢٠ رَغْمَ أَنَّ ٱلنَّاسَ تَعَجَّبُوا مِنْ ‹كَلِمَاتِهِ ٱلْمُسِرَّةِ›، نَسَبَ يَسُوعُ ٱلْفَضْلَ كُلَّهُ إِلَى مُعَلِّمِهِ يَهْوَهَ. (لو ٤:٢٢) وَعِنْدَمَا دَعَاهُ رَجُلٌ غَنِيٌّ «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ»، أَجَابَهُ يَسُوعُ بِتَوَاضُعٍ: «لِمَ تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ، وَهُوَ ٱللّٰهُ». (مر ١٠:١٧، ١٨) بِٱلْمُقَابِلِ، لَاحِظْ مَا فَعَلَهُ هِيرُودُسُ أَغْرِيبَاسُ ٱلْأَوَّلُ ٱلَّذِي مَلَكَ عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ بَعْدَ ٨ سَنَوَاتٍ تَقْرِيبًا مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ. فَخِلَالَ ٱجْتِمَاعٍ خُصُوصِيٍّ، لَبِسَ هِيرُودُسُ «ٱلْحُلَّةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ». وَعِنْدَمَا رَآهُ ٱلنَّاسُ وَسَمِعُوهُ، هَتَفُوا: «إِنَّهُ صَوْتُ إِلٰهٍ لَا صَوْتُ إِنْسَانٍ!». فَأَحَبَّ هِيرُودُسُ هٰذَا ٱلْمَدْحَ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ «فِي ٱلْحَالِ ضَرَبَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ ٱلْمَجْدَ لِلّٰهِ، فَصَارَ ٱلدُّودُ يَأْكُلُهُ كُلَّهُ وَمَاتَ». (اع ١٢:٢١-٢٣) طَبْعًا، لَمْ يَكُنْ هِيرُودُسُ قَائِدًا مُعَيَّنًا مِنْ يَهْوَهَ، بِعَكْسِ يَسُوعَ ٱلَّذِي بَرْهَنَ أَنَّهُ ٱلْقَائِدُ ٱلْمِثَالِيُّ ٱلْمُعَيَّنُ مِنْ يَهْوَهَ.
٢١ مَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
٢١ مَا كَانَتْ قِيَادَةُ يَسُوعَ لِتَدُومَ سَنَوَاتٍ قَلِيلَةً فَقَطْ. فَبَعْدَ قِيَامَتِهِ، قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «دُفِعَتْ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ». ثُمَّ وَعَدَهُمْ: «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:١٨-٢٠) لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱلْيَوْمَ شَخْصٌ رُوحَانِيٌّ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَكَيْفَ يَقُودُ شَعْبَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ مَنِ ٱخْتَارَهُمْ يَهْوَهُ لِيُمَثِّلُوا يَسُوعَ وَيَتَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ شَعْبِهِ؟ وَكَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَنْ هُمْ مُمَثِّلُو ٱللّٰهِ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
a عَلَى ٱلْأَرْجَحِ كَانَ هٰذَا ٱلنَّصَّ ٱلْأَصْلِيَّ ٱلَّذِي كَتَبَهُ مُوسَى بِيَدِهِ.