أَيُّهَا ٱلشَّبَابُ، ٱثْبُتُوا ضِدَّ إِبْلِيسَ
«اِلْبَسُوا سِلَاحَ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ». — اف ٦:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٣٩، ٥٥
١، ٢ (أ) لِمَ يَنْتَصِرُ ٱلشَّبَابُ فِي حَرْبِهِمْ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
اَلرَّسُولُ بُولُسُ شَبَّهَنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِٱلْجُنُودِ. صَحِيحٌ أَنَّ حَرْبَنَا رُوحِيَّةٌ، لٰكِنَّهَا مَعَ أَعْدَاءٍ أَقْوِيَاءَ. فَهِيَ ضِدُّ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ ٱلَّذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِمَهَارَةٍ وَخِبْرَةٍ عَالِيَةٍ. وَلِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى، يَبْدُو أَنْ لَا أَمَلَ لَنَا فِي ٱلِٱنْتِصَارِ. وَٱلشَّبَابُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ خُصُوصًا يَبْدُونَ أَهْدَافًا سَهْلَةً. مَعَ ذٰلِكَ، بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَنْتَصِرُوا، وَهُمْ يَنْتَصِرُونَ بِٱلْفِعْلِ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابُ ‹يَتَقَوَّوْنَ فِي ٱلرَّبِّ›، أَيْ يَتَّكِلُونَ عَلَى دَعْمِهِ. كَمَا أَنَّهُمْ يَلْبَسُونَ «سِلَاحَ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَ»، مِثْلَمَا يَفْعَلُ ٱلْجُنُودُ ٱلْمُدَرَّبُونَ ٱسْتِعْدَادًا لِلْمَعْرَكَةِ. — اقرأ افسس ٦:١٠-١٢.
٢ عِنْدَمَا وَصَفَ بُولُسُ «سِلَاحَ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَ»، رُبَّمَا كَانَ فِي بَالِهِ ٱلسِّلَاحُ ٱلَّذِي يَلْبَسُهُ ٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ. (اع ٢٨:١٦) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى أَوْجُهَ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلسِّلَاحَيْنِ. وَفِيمَا نَسْتَعْرِضُ ٱلسِّلَاحَ ٱلرُّوحِيَّ قِطْعَةً بِقِطْعَةٍ، سَنَتَأَمَّلُ فِي مَا قَالَهُ شَبَابٌ عَنْ تَحَدِّيَاتِ وَفَوَائِدِ لُبْسِهَا.
‹مُتَمَنْطِقُونَ بِٱلْحَقِّ›
٣، ٤ مَا أَوْجُهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَحِزَامِ ٱلْجُنْدِيِّ ٱلرُّومَانِيِّ؟
٣ اقرأ افسس ٦:١٤. لَبِسَ ٱلْجُنْدِيُّ ٱلرُّومَانِيُّ مِنْطَقَةً، أَيْ حِزَامًا. وَقَدِ ٱحْتَوَى هٰذَا ٱلْحِزَامُ عَلَى صَفَائِحَ مَعْدِنِيَّةٍ. فَحَمَى خَصْرَ ٱلْجُنْدِيِّ، وَخَفَّفَ عَنْهُ ثِقْلَ دِرْعِهِ. وَٱلْحِزَامُ ٱلْمَشْدُودُ جَيِّدًا سَاعَدَهُ أَنْ يَقِفَ بِثَبَاتٍ فِي وَجْهِ أَعْدَائِهِ. كَمَا ٱحْتَوَتْ بَعْضُ ٱلْأَحْزِمَةِ مَشَابِكَ مَتِينَةً لِيُعَلِّقَ ٱلْجُنْدِيُّ عَلَيْهَا سَيْفًا وَخَنْجَرًا.
٤ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يَحْمِينَا حَقُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْبَاطِلَةِ. (يو ٨:٣١، ٣٢؛ ١ يو ٤:١) وَكُلَّمَا أَحْبَبْنَاهُ، سَهُلَ عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِلَ ‹دِرْعَنَا›، أَيْ نَتْبَعَ مَقَايِيسَ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةَ. (مز ١١١:٧، ٨؛ ١ يو ٥:٣) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، حِينَ نَفْهَمُهُ جَيِّدًا، نُدَافِعُ عَنْهُ بِثِقَةٍ فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوِمِينَ. — ١ بط ٣:١٥.
٥ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَقُولَ ٱلْحَقَّ دَائِمًا؟
٥ وَبِمَا أَنَّنَا نُقَدِّرُ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نُطَبِّقُهُ فِي حَيَاتِنَا وَنَتَكَلَّمُ بِٱلصِّدْقِ دَائِمًا. فَٱلْأَكَاذِيبُ هِيَ مِنْ أَنْجَحِ أَسْلِحَةِ ٱلشَّيْطَانِ. وَهِيَ تُؤْذِي مَنْ يَنْشُرُهَا وَمَنْ يُصَدِّقُهَا كِلَيْهِمَا. (يو ٨:٤٤) لِذَا مَعَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ، نَعْمَلُ كُلَّ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ لِنَتَجَنَّبَ ٱلْكَذِبَ. (اف ٤:٢٥) لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ سَهْلًا. تَذْكُرُ أَبِيغَايْل (١٨ سَنَةً): «يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نَقُولَ ٱلْحَقِيقَةَ، وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ ٱلْكَذِبُ يُخَلِّصُنَا مِنْ وَرْطَةٍ». لٰكِنَّهَا تَسْعَى لِتَقُولَ ٱلْحَقَّ دَائِمًا. وَتُوضِحُ ٱلسَّبَبَ: «يَرْتَاحُ ضَمِيرِي لِأَنِّي أُرْضِي يَهْوَهَ. كَمَا أَكْسِبُ ثِقَةَ وَالِدَيَّ وَأَصْدِقَائِي». وَتَقُولُ فِيكْتُورِيَا (٢٣ سَنَةً): «نَتَعَرَّضُ أَحْيَانًا لِمُضَايَقَاتٍ عِنْدَمَا نَقُولُ ٱلْحَقِيقَةَ أَوْ نُدَافِعُ عَنْ مُعْتَقَدَاتِنَا. لٰكِنَّ ٱلْفَوَائِدَ أَهَمُّ بِكَثِيرٍ. فَسَنُنَمِّي ٱلشَّجَاعَةَ وَنَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَهَ وَنَكْتَسِبُ ٱحْتِرَامَ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَنَا». فَكَمْ مُهِمٌّ أَنْ ‹نَتَمَنْطَقَ بِٱلْحَقِّ› دَائِمًا!
«دِرْعُ ٱلْبِرِّ»
٦، ٧ لِمَ يُشَبَّهُ ٱلْبِرُّ بِدِرْعٍ؟
٦ صُنِعَ أَحَدُ أَنْوَاعِ ٱلدُّرُوعِ ٱلَّتِي ٱرْتَدَاهَا ٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ مِنْ صَفَائِحَ حَدِيدِيَّةٍ أُفُقِيَّةٍ. وَكَانَتِ ٱلصَّفَائِحُ مُقَوَّسَةً لِتُحِيطَ بِٱلْقَفَصِ ٱلصَّدْرِيِّ. وَوُصِلَتْ مَعًا بِأَرْبِطَةٍ جِلْدِيَّةٍ تَمُرُّ عَبْرَ حَلَقَاتٍ مَعْدِنِيَّةٍ أَوْ بِأَحْزِمَةٍ جِلْدِيَّةٍ صَغِيرَةٍ. كَمَا غَطَّتْ صَفَائِحُ حَدِيدِيَّةٌ إِضَافِيَّةٌ ٱلْكَتِفَيْنِ، وَكَانَتْ هِيَ أَيْضًا مَوْصُولَةً مَعًا بِقِطَعٍ جِلْدِيَّةٍ. طَبْعًا، قَيَّدَ هٰذَا ٱلدِّرْعُ حَرَكَةَ ٱلْجُنْدِيِّ نَوْعًا مَا. وَتَطَلَّبَ أَنْ يَتَأَكَّدَ ٱلْجُنْدِيُّ دَائِمًا أَنَّ ٱلصَّفَائِحَ ثَابِتَةٌ فِي مَحَلِّهَا. لٰكِنَّهُ حَمَى قَلْبَهُ وَأَعْضَاءَهُ ٱلْأُخْرَى مِنَ ٱلسُّيُوفِ وَٱلسِّهَامِ.
٧ وَمَقَايِيسُ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةُ تُشْبِهُ دِرْعًا يَحْمِي ‹قَلْبَنَا› ٱلْمَجَازِيَّ. (ام ٤:٢٣) طَبْعًا، مَا كَانَ ٱلْجُنْدِيُّ لِيُبَادِلَ دِرْعَهُ ٱلْحَدِيدِيَّ بِآخَرَ مِنْ مَعْدِنٍ أَقَلَّ صَلَابَةً. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَا يَجِبُ أَنْ نُبَادِلَ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ ٱلسَّامِيَةَ بِمَقَايِيسِنَا نَحْنُ؛ فَلَيْسَتْ لَدَيْنَا ٱلْحِكْمَةُ ٱلْكَافِيَةُ لِنَحْمِيَ قَلْبَنَا. (ام ٣:٥، ٦) عِوَضًا عَنْ ذٰلِكَ، لِنَتَأَكَّدْ دَائِمًا أَنَّ ‹دِرْعَنَا› ثَابِتٌ فِي مَحَلِّهِ.
٨ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتْبَعَ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ؟
٨ هَلْ تَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةَ ثَقِيلَةٌ وَتُقَيِّدُ حُرِّيَّتَكَ؟ يَتَذَكَّرُ دَانِيَال (٢١ سَنَةً): «اِسْتَهْزَأَ بِي ٱلْأَسَاتِذَةُ وَٱلتَّلَامِيذُ لِأَنِّي أُطَبِّقُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَٱكْتَأَبْتُ مُدَّةً مِنَ ٱلْوَقْتِ، وَخَسِرْتُ خِلَالَهَا ثِقَتِي بِنَفْسِي». فَمَاذَا سَاعَدَهُ؟ يُخْبِرُ: «رَأَيْتُ أَنَّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ تُفِيدُنَا فِعْلًا. فَبَعْضُ ‹رِفَاقِي› بَدَأُوا يَتَعَاطَوْنَ ٱلْمُخَدِّرَاتِ؛ وَتَرَكَ آخَرُونَ ٱلْمَدْرَسَةَ. وَعِنْدَمَا رَأَيْتُ إِلَى أَيْنَ وَصَلُوا، قَدَّرْتُ كَمْ يَحْمِينَا يَهْوَهُ». وَتَقُولُ مَادِيسُون (١٥ سَنَةً): «لَيْسَ سَهْلًا أَنْ أُطَبِّقَ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ وَأَلَّا أُقَلِّدَ رِفَاقِي». فَمَاذَا سَاعَدَهَا؟ تُخْبِرُ: «أُذَكِّرُ نَفْسِي أَنِّي أَحْمِلُ ٱسْمَ يَهْوَهَ، وَأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُهَاجِمُنِي مِنْ خِلَالِ ٱلْإِغْرَاءَاتِ. لِذَا أَشْعُرُ بِٱلْفَخْرِ عِنْدَمَا أَغْلِبُهُ».
حِذَاءُ «ٱلتَّأَهُّبِ لِبِشَارَةِ ٱلسَّلَامِ»
٩-١١ (أ) أَيُّ حِذَاءٍ مَجَازِيٍّ يَلْبَسُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟ (ب) كَيْفَ نُبَشِّرُ بِثِقَةٍ وَٱرْتِيَاحٍ؟
٩ اقرأ افسس ٦:١٥. لَمْ يَكُنِ ٱلْجُنْدِيُّ ٱلرُّومَانِيُّ مُسْتَعِدًّا لِلْمَعْرَكَةِ مَا لَمْ يَلْبَسْ حِذَاءَهُ. وَقَدْ صُنِعَ ٱلْحِذَاءُ عَادَةً مِنْ ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ مِنَ ٱلْجِلْدِ. فَسَاعَدَ ٱلْجُنْدِيَّ أَنْ يَتَقَدَّمَ بِثِقَةٍ وَيَتَجَنَّبَ ٱلِٱنْزِلَاقَ. وَكَانَ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ مُرِيحًا وَمَتِينًا جِدًّا.
١٠ صَحِيحٌ أَنَّ حِذَاءَ ٱلْجُنْدِيِّ ٱلرُّومَانِيِّ سَاعَدَهُ عَلَى ٱلْقِتَالِ، إِلَّا أَنَّ حِذَاءَنَا ٱلْمَجَازِيَّ يُسَاعِدُنَا عَلَى إِيصَالِ رِسَالَةِ ٱلسَّلَامِ. (اش ٥٢:٧؛ رو ١٠:١٥) وَلٰكِنْ لِنَكْرِزَ كُلَّمَا سَنَحَتِ ٱلْفُرْصَةُ، نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ. يَقُولُ بُو (٢٠ سَنَةً): «خِفْتُ أَنْ أُبَشِّرَ زُمَلَائِي، رُبَّمَا لِأَنِّي خَجِلْتُ مِنَ ٱلشَّهَادَةِ لَهُمْ. وَلٰكِنْ فِيمَا أَتَذَكَّرُ ٱلْمَاضِيَ، لَا أَرَى مُبَرِّرًا لِذٰلِكَ. وَيُفْرِحُنِي ٱلْآنَ أَنْ أُبَشِّرَ ٱلَّذِينَ مِنْ عُمْرِي».
١١ كَمَا لَاحَظَ شَبَابٌ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ يُبَشِّرُونَ بِثِقَةٍ وَٱرْتِيَاحٍ حِينَ يَسْتَعِدُّونَ مُسْبَقًا. فَكَيْفَ يَسْتَعِدُّونَ؟ تُخْبِرُ جُولِيَا (١٦ سَنَةً): «أَحْمِلُ مَطْبُوعَاتٍ فِي حَقِيبَتِي دَائِمًا. وَأُصْغِي إِلَى رِفَاقِي عِنْدَمَا يُعَبِّرُونَ عَنْ آرَائِهِمْ وَمُعْتَقَدَاتِهِمْ. ثُمَّ أُفَكِّرُ كَيْفَ أُسَاعِدُهُمْ. فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، أُكَلِّمُهُمْ بِٱلتَّحْدِيدِ عَنِ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلَّتِي تَهُمُّهُمْ». وَتَقُولُ مَاكِنْزِي (٢٣ سَنَةً): «إِذَا أَصْغَيْتُ إِلَى رِفَاقِي وَكُنْتُ لَطِيفَةً مَعَهُمْ، أَفْهَمُ مَا يَمُرُّونَ بِهِ. وَلِأَنِّي أَقْرَأُ كُلَّ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلَّتِي تُنْشَرُ لِلشَّبَابِ، أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتٍ مُنَاسِبَةٍ أَوْ مَقَالَاتٍ مُفِيدَةٍ عَلَى jw.org». فَعِنْدَمَا نَسْتَعِدُّ جَيِّدًا لِلْكِرَازَةِ، يَكُونُ رِبَاطُ ‹حِذَائِنَا› ٱلرُّوحِيِّ مَشْدُودًا بِإِحْكَامٍ.
«تُرْسُ ٱلْإِيمَانِ ٱلْكَبِيرُ»
١٢، ١٣ مَاذَا تَشْمُلُ «سِهَامُ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُشْتَعِلَةُ»؟
١٢ اقرأ افسس ٦:١٦. حَمَلَ ٱلْجُنْدِيُّ ٱلرُّومَانِيُّ ‹تُرْسًا كَبِيرًا› مُسْتَطِيلَ ٱلشَّكْلِ. وَقَدْ غَطَّاهُ مِنَ ٱلْكَتِفِ إِلَى ٱلرُّكْبَةِ. فَحَمَاهُ مِنَ ٱلسُّيُوفِ وَٱلرِّمَاحِ وَٱلسِّهَامِ.
١٣ وَٱلْيَوْمَ، يُطْلِقُ عَلَيْكَ ٱلشَّيْطَانُ ‹سِهَامًا مُشْتَعِلَةً›، وَمِنْهَا ٱلْأَكَاذِيبُ عَنْ يَهْوَهَ. فَهُوَ يَدَّعِي أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَهْتَمُّ بِكَ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُحِبَّكَ. تَقُولُ آيْدَا (١٩ سَنَةً): «كَثِيرًا مَا أَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ بَعِيدٌ عَنِّي وَلَا تَهُمُّهُ صَدَاقَتِي». فَكَيْفَ تَصُدُّ هٰذَا ٱلْهُجُومَ؟ تُخْبِرُ: «اَلِٱجْتِمَاعَاتُ تُقَوِّي إِيمَانِي كَثِيرًا. فَفِي ٱلْمَاضِي، لَمْ أُقَدِّمِ ٱلتَّعْلِيقَاتِ لِأَنِّي ٱعْتَقَدْتُ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ لَنْ يُحِبُّوا أَنْ يَسْمَعُوهَا. أَمَّا ٱلْآنَ، فَأُحَضِّرُ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَأَضَعُ هَدَفًا أَنْ أُقَدِّمَ تَعْلِيقَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً. هٰذَا صَعْبٌ عَلَيَّ، لٰكِنَّهُ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِي. وَٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ يُشَجِّعُونَنِي كَثِيرًا. فَأَعُودُ مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعِ مُتَأَكِّدَةً أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنِي».
١٤ مَاذَا يُؤَكِّدُ ٱخْتِبَارُ آيْدَا؟
١٤ يُبَرْهِنُ ٱخْتِبَارُ آيْدَا حَقِيقَةً مُهِمَّةً. فَبِعَكْسِ ٱلتُّرْسِ ٱلْحَرْفِيِّ ٱلَّذِي كَانَ ثَابِتَ ٱلْحَجْمِ، يُمْكِنُ لِتُرْسِ ٱلْإِيمَانِ أَنْ يَصْغُرَ أَوْ يَكْبُرَ. وَٱلْأَمْرُ بِيَدِنَا نَحْنُ. (مت ١٤:٣١؛ ٢ تس ١:٣) فَكَمْ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا!
«خُوذَةُ ٱلْخَلَاصِ»
١٥، ١٦ كَيْفَ يُشْبِهُ رَجَاؤُنَا ٱلْخُوذَةَ؟
١٥ اقرأ افسس ٦:١٧. لَبِسَ ٱلْجُنْدِيُّ ٱلرُّومَانِيُّ خُوذَةً حَمَتْ رَأْسَهُ وَرَقَبَتَهُ وَوَجْهَهُ. وَكَانَتْ لِبَعْضِ ٱلْخُوذَاتِ مَسْكَةٌ لِتُحْمَلَ بِٱلْيَدِ.
١٦ وَمِثْلَمَا حَمَتِ ٱلْخُوذَةُ رَأْسَ ٱلْجُنْدِيِّ، يَحْمِي «رَجَاءُ ٱلْخَلَاصِ» تَفْكِيرَنَا. (١ تس ٥:٨؛ ام ٣:٢١) فَٱلرَّجَاءُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى وُعُودِ ٱللّٰهِ، وَنَنْظُرَ إِلَى مَشَاكِلِنَا بِٱلْمِنْظَارِ ٱلصَّحِيحِ. (مز ٢٧:١، ١٤؛ اع ٢٤:١٥) وَلٰكِنْ لِتَحْمِيَنَا هٰذِهِ ‹ٱلْخُوذَةُ›، يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَهَا عَلَى رَأْسِنَا، لَا أَنْ نَحْمِلَهَا بِيَدِنَا.
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ يَخْدَعُنَا ٱلشَّيْطَانُ لِنَخْلَعَ خُوذَتَنَا؟ (ب) كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَلْبَسُ خُوذَةَ ٱلْخَلَاصِ؟
١٧ إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَخْدَعُنَا لِنَنْزِعَ خُوذَتَنَا. كَيْفَ؟ فَكِّرْ فِي ٱلْأُسْلُوبِ ٱلَّذِي لَجَأَ إِلَيْهِ حِينَ جَرَّبَ يَسُوعَ. فَقَدْ عَرَفَ ٱلشَّيْطَانُ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ يَسُوعَ سَيَحْكُمُ عَلَى ٱلْبَشَرِ. وَلٰكِنْ قَبْلَ ذٰلِكَ، وَجَبَ عَلَى يَسُوعَ أَنْ يَتَأَلَّمَ وَيَمُوتَ، وَيَنْتَظِرَ أَيْضًا حَتَّى يَحِينَ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي حَدَّدَهُ يَهْوَهُ. فَعَرَضَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُوَفِّرَ عَلَيْهِ ٱلِٱنْتِظَارَ. وَوَعَدَهُ أَنْ يُصْبِحَ حَاكِمَ ٱلْعَالَمِ فَوْرًا، شَرْطَ أَنْ يَقُومَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ لَهُ. (لو ٤:٥-٧) بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يَعْرِفُ ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعِدُنَا بِبَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَظِرَ حَتَّى يَتَحَقَّقَ هٰذَا ٱلْوَعْدُ، وَنَتَحَمَّلَ ٱلْمَصَاعِبَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ. لِذٰلِكَ يُغْرِينَا بِأَنْ نَعِيشَ حَيَاةً مُرِيحَةً ٱلْآنَ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَطْلُبَ ٱلْمَلَكُوتَ ثَانِيًا. — مت ٦:٣١-٣٣.
١٨ لٰكِنَّ شَبَابًا كَثِيرِينَ لَا يَنْخَدِعُونَ بِهٰذِهِ ٱلْحِيلَةِ، وَمِنْهُمْ كِيَانَا (٢٠ سَنَةً). تُخْبِرُ: «أَعْرِفُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْوَحِيدُ لِمَشَاكِلِنَا». فَكَيْفَ يُؤَثِّرُ رَجَاؤُهَا عَلَى تَفْكِيرِهَا وَحَيَاتِهَا؟ تَقُولُ: «يُذَكِّرُنِي رَجَاءُ ٱلْفِرْدَوْسِ أَنَّ ٱلْأَهْدَافَ ٱلْمَادِّيَّةَ لَهَا فَوَائِدُ مُؤَقَّتَةٌ. لِذَا لَا أَسْتَغِلُّ مَوَاهِبِي لِأَجْنِيَ ٱلْمَالَ وَأَتَرَقَّى فِي عَمَلِي. بَلْ أَسْتَغِلُّ وَقْتِي وَطَاقَتِي فِي ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ».
«سَيْفُ ٱلرُّوحِ، أَيْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ»
١٩، ٢٠ كَيْفَ نُحَسِّنُ مَهَارَتَنَا فِي ٱسْتِخْدَامِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٩ أَيَّامَ بُولُسَ، حَمَلَ ٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ سُيُوفًا طُولُهَا حَوَالَيْ ٥٠ سم. وَقَدِ ٱسْتَعْمَلُوهَا بِمَهَارَةٍ بِفَضْلِ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلْيَوْمِيِّ.
٢٠ وَبُولُسُ شَبَّهَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِسَيْفٍ. وَهُوَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ، وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ ٱسْتِعْمَالَهُ بِمَهَارَةٍ لِكَيْ نُدَافِعَ عَنْ إِيمَانِنَا وَنُصَحِّحَ تَفْكِيرَنَا. (٢ كو ١٠:٤، ٥؛ ٢ تي ٢:١٥) فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ يَقُولُ سِبَاسْتِيَان (٢١ سَنَةً): «اِعْتَدْتُ أَنْ أَخْتَارَ آيَةً مِنْ كُلِّ إِصْحَاحٍ أَقْرَأُهُ. وَهٰكَذَا أَضَعُ قَائِمَةً بِآيَاتِي ٱلْمُفَضَّلَةِ». وَدَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَاعِدُهُ أَنْ يَفْهَمَ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ. وَيَقُولُ دَانِيَالُ ٱلْمَذْكُورُ سَابِقًا: «فِيمَا أَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، أُدَوِّنُ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ أَسْتَعْمِلَهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَقَدْ وَجَدْتُ أَنَّ ٱلنَّاسَ يَتَجَاوَبُونَ أَكْثَرَ مَعَ رِسَالَتِنَا عِنْدَمَا يَرَوْنَ مَحَبَّتَنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱهْتِمَامَنَا بِهِمْ».
٢١ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ؟
٢١ كَمَا تُؤَكِّدُ ٱلتَّعْلِيقَاتُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ. صَحِيحٌ أَنَّهُمْ أَعْدَاءٌ أَقْوِيَاءُ، لٰكِنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَغْلِبَهُمْ. وَلَا نَنْسَ أَنَّهُمْ لَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَخِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَيُسْجَنُونَ وَلَنْ يُؤْذُوا أَحَدًا. وَبَعْدَ ذٰلِكَ سَيُدَمَّرُونَ. (رؤ ٢٠:١-٣، ٧-١٠) أَمَّا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ، فَنَحْنُ نَعْرِفُ عَدُوَّنَا وَمُخَطَّطَاتِهِ وَنَوَايَاهُ. وَبِدَعْمِ يَهْوَهَ، نَقْدِرُ أَنْ نَثْبُتَ ضِدَّهُ.