مقالة الدرس ٢٤
تَخَلَّصْ مِنَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ
«نَحْنُ نَهْدِمُ أَفْكَارًا وَكُلَّ شَامِخٍ يُرْفَعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ». — ٢ كو ١٠:٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢٤ أَوْلِيَاءُ كُلَّ حِينٍ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ أَيُّ تَحْذِيرٍ وَجَّهَهُ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
«كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (رو ١٢:٢) وَجَّهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. وَلٰكِنْ لِمَاذَا أَعْطَى هٰذَا ٱلتَّحْذِيرَ ٱلْقَوِيَّ لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ مُنْتَذِرِينَ لِلّٰهِ وَمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟ — رو ١:٧.
٢-٣ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُبْعِدَنَا عَنْ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ؟
٢ كَانَ بُولُسُ قَلِقًا عَلَى هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَكَمَا يَبْدُو، تَأَثَّرَ بَعْضُهُمْ بِأَفْكَارِ وَفَلْسَفَاتِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. (اف ٤:١٧-١٩) وَٱلْيَوْمَ، قَدْ يَحْدُثُ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ لِأَيٍّ مِنَّا. فَٱلشَّيْطَانُ، إِلٰهُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، يَلْجَأُ إِلَى أَسَالِيبَ مُتَنَوِّعَةٍ كَيْ يُبْعِدَنَا عَنْ يَهْوَهَ. فَهُوَ يَسْتَفِيدُ مِنْ طُمُوحِنَا وَرَغْبَتِنَا فِي ٱلْبُرُوزِ. كَمَا يَسْتَغِلُّ تَرْبِيَتَنَا وَحَضَارَتَنَا وَثَقَافَتَنَا لِكَيْ نُفَكِّرَ مِثْلَهُ.
٣ وَلٰكِنْ هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلْمُيُولِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلَّتِي صَارَتْ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا؟ (٢ كو ١٠:٤) يُجِيبُ بُولُسُ: «نَحْنُ نَهْدِمُ أَفْكَارًا وَكُلَّ شَامِخٍ يُرْفَعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ، وَنَأْسِرُ كُلَّ فِكْرٍ لِنُصَيِّرَهُ طَائِعًا لِلْمَسِيحِ». (٢ كو ١٠:٥) إِذًا، نَقْدِرُ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ. فَمِثْلَمَا يَشْفِينَا ٱلدَّوَاءُ مِنَ ٱلسُّمِّ، تَشْفِينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ مِنْ سُمُومِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.
‹غَيِّرْ ذِهْنَكَ›
٤ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ قَامَ بِهَا كَثِيرُونَ حِينَ قَبِلُوا ٱلْحَقَّ؟
٤ هَلْ تَذْكُرُ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي قُمْتَ بِهَا حِينَ قَبِلْتَ ٱلْحَقَّ؟ كَثِيرُونَ مِنَّا تَوَقَّفُوا عَنْ مُمَارَسَاتٍ خَاطِئَةٍ. (١ كو ٦:٩-١١) وَنَحْنُ نَشْكُرُ يَهْوَهَ ٱلَّذِي سَاعَدَنَا أَنْ نَقُومَ بِهٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.
٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ حَسَبَ رُومَا ١٢:٢؟
٥ وَلٰكِنْ لَا يَكْفِي أَنْ نَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ جَيِّدًا لِئَلَّا يُغْرِيَنَا شَيْءٌ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَيْهَا. يُوصِينَا بُولُسُ: «كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، بَلْ غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ». (رو ١٢:٢) إِذًا عَلَيْنَا أَوَّلًا أَنْ ‹نَكُفَّ عَنْ مُشَاكَلَةِ› هٰذَا ٱلْعَالَمِ، أَيِ ٱلتَّشَبُّهِ بِهِ. ثَانِيًا، يَلْزَمُ أَنْ ‹نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا›، أَيْ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا.
٦ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ١٢:٤٣-٤٥؟
٦ وَٱلتَّغْيِيرَاتُ ٱلَّتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا بُولُسُ لَيْسَتْ ظَاهِرِيَّةً. (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «تَغْيِيرٌ جَذْرِيٌّ أَمْ ظَاهِرِيٌّ؟».) فَعَلَيْنَا أَنْ نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا. وَهٰذَا يَشْمُلُ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا وَمُيُولَنَا. لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ ٱلَّتِي أَقُومُ بِهَا لِأَتَمَثَّلَ بِٱلْمَسِيحِ ظَاهِرِيَّةٌ، أَمْ إِنِّي أَتَغَيَّرُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ؟›. تُعَلِّمُنَا كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ١٢:٤٣-٤٥ حَقِيقَةً مُهِمَّةً. (اقرأها.) فَلَا يَكْفِي أَنْ نَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْخَاطِئَةِ، بَلْ يَلْزَمُ أَنْ نُبَدِّلَهَا بِأَفْكَارِ ٱللّٰهِ.
‹تَجَدَّدْ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَكَ›
٧ كَيْفَ نَتَغَيَّرُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ؟
٧ هَلْ نَقْدِرُ فِعْلًا أَنْ نَتَغَيَّرَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ؟ يُوصِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ‹أَنْ نَتَجَدَّدَ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَنَا، وَنَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ›. (اف ٤:٢٣، ٢٤) إِذًا ٱلتَّغْيِيرُ مُمْكِنٌ. لٰكِنَّهُ لَيْسَ سَهْلًا. فَلَا يَكْفِي أَنْ نَضْبُطَ رَغَبَاتِنَا ٱلسَّيِّئَةَ وَنَتَوَقَّفَ عَنْ فِعْلِ ٱلْخَطَإِ. بَلْ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَتَجَدَّدَ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَنَا›، أَيْ نُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا. وَيَشْمُلُ ذٰلِكَ أَنْ نُغَيِّرَ رَغَبَاتِنَا وَمُيُولَنَا وَدَوَافِعَنَا. وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ جُهْدًا مُسْتَمِرًّا.
٨-٩ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱخْتِبَارُ أَخٍ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّغَيُّرِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ؟
٨ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ أَخٍ كَانَ عَنِيفًا وَسِكِّيرًا، إِلَّا أَنَّهُ تَغَيَّرَ وَٱعْتَمَدَ. وَهٰذَا قَدَّمَ شَهَادَةً رَائِعَةً لِلنَّاسِ فِي بَلْدَتِهِ ٱلصَّغِيرَةِ. وَلٰكِنْ ذَاتَ مَسَاءٍ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ، تَعَرَّضَ هٰذَا ٱلْأَخُ لِمَوْقِفٍ صَعْبٍ. فَقَدْ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِهِ رَجُلٌ سَكْرَانٌ وَتَحَدَّاهُ أَنْ يَتَشَاجَرَ مَعَهُ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، ضَبَطَ ٱلْأَخُ نَفْسَهُ. وَلٰكِنْ حِينَ سَبَّ ٱلرَّجُلُ يَهْوَهَ، فَقَدَ ٱلْأَخُ أَعْصَابَهُ. فَخَرَجَ وَضَرَبَهُ. فَمَعَ أَنَّ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ سَاعَدَهُ أَنْ يَضْبُطَ مَيْلَهُ إِلَى ٱلْعُنْفِ، فَهُوَ لَمْ يَكُنْ قَدْ غَيَّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، لَمْ يَكُنْ قَدْ تَغَيَّرَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ.
٩ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْأَخَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ. (ام ٢٤:١٦) بَلِ ٱسْتَمَرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ بِمُسَاعَدَةِ ٱلشُّيُوخِ. وَصَارَ فِي مَا بَعْدُ شَيْخًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَذَاتَ مَسَاءٍ، وَاجَهَ أَمَامَ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مَوْقِفًا كَٱلَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ قَبْلَ سَنَوَاتٍ. فَقَدْ رَأَى رَجُلًا سَكْرَانًا يَنْوِي أَنْ يَضْرِبَ أَحَدَ ٱلشُّيُوخِ. فَمَاذَا فَعَلَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ؟ تَحَدَّثَ مَعَهُ بِلُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ وَهَدَّأَهُ ثُمَّ رَافَقَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْأَخَ غَيَّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ. فَهُوَ تَغَيَّرَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَصَارَ رَجُلًا مُسَالِمًا وَمُتَوَاضِعًا. وَهٰذَا جَلَبَ ٱلْإِكْرَامَ لِيَهْوَهَ.
١٠ إِلَامَ نَحْتَاجُ كَيْ نَتَغَيَّرَ؟
١٠ لَا تَحْدُثُ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ بِسُرْعَةٍ وَلَا بِطَرِيقَةٍ آلِيَّةٍ. فَهِيَ تَحْتَاجُ إِلَى جُهْدٍ كَبِيرٍ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ. (٢ بط ١:٥) فَلَا يَكْفِي أَنْ نَعْرِفَ ٱلْحَقَّ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ. بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَتَغَيَّرَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ. لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثِ خُطُوَاتٍ ضَرُورِيَّةٍ.
كَيْفَ تُغَيِّرُ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِكَ؟
١١ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ أَنْ نُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا؟
١١ أَوَّلُ خُطْوَةٍ هِيَ ٱلصَّلَاةُ. فَعَلَيْنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِثْلَ دَاوُدَ: «قَلْبًا نَقِيًّا ٱخْلُقْ فِيَّ يَا اَللّٰهُ، وَرُوحًا ثَابِتًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي». (مز ٥١:١٠) فَيَلْزَمُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِحَاجَتِنَا إِلَى تَغْيِيرِ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِنَا وَنَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱللّٰهِ. وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ سَيَسْتَجِيبُ صَلَاتَنَا؟ لِنَتَذَكَّرْ وَعْدَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُعَانِدِينَ أَيَّامَ حَزْقِيَالَ. قَالَ: «أُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَضَعُ فِي دَاخِلِهِمْ رُوحًا جَدِيدَةً . . . وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا مِنْ لَحْمٍ»، أَيْ قَلْبًا يَتَجَاوَبُ مَعَ إِرْشَادِ ٱللّٰهِ. (حز ١١:١٩) وَمِثْلَمَا سَاعَدَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، هُوَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُسَاعِدَنَا نَحْنُ أَيْضًا.
١٢-١٣ (أ) حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ١١٩:٥٩، بِمَ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟
١٢ اَلْخُطْوَةُ ٱلثَّانِيَةُ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ. فَفِيمَا نَقْرَأُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ كُلَّ يَوْمٍ، لِنُفَكِّرْ جَيِّدًا مَا هِيَ ٱلْمَشَاعِرُ وَٱلْأَفْكَارُ ٱلَّتِي نَحْتَاجُ إِلَى تَغْيِيرِهَا. (اقرإ المزمور ١١٩:٥٩؛ عب ٤:١٢؛ يع ١:٢٥) فَيَلْزَمُ أَنْ نُمَيِّزَ هَلْ لَدَيْنَا مَيْلٌ إِلَى أَفْكَارِ أَهْلِ ٱلْعَالَمِ ٱلْخَاطِئَةِ، ثُمَّ نَعْتَرِفَ بِضَعَفَاتِنَا وَنَجْتَهِدَ لِنَتَخَلَّصَ مِنْهَا.
١٣ مَثَلًا، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: هَلْ لَدَيَّ شَيْءٌ مِنَ ٱلْغَيْرَةِ وَٱلْحَسَدِ؟ (١ بط ٢:١) هَلْ أَتَكَبَّرُ وَلَوْ قَلِيلًا بِسَبَبِ جِنْسِيَّتِي أَوْ ثَقَافَتِي أَوْ مَرْكَزِي ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ؟ (ام ١٦:٥) هَلْ أَعْتَبِرُ ٱلنَّاسَ أَدْنَى مِنِّي إِذَا كَانُوا مِنْ عِرْقٍ آخَرَ أَوْ لَا يَمْلِكُونَ مَا أَمْلِكُ؟ (يع ٢:٢-٤) هَلْ أَنْجَذِبُ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمُغْرِيَةِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟ (١ يو ٢:١٥-١٧) وَهَلْ أَمِيلُ إِلَى ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْفَاسِدَةِ أَوِ ٱلْعَنِيفَةِ؟ (مز ٩٧:١٠؛ ١٠١:٣؛ عا ٥:١٥) تُسَاعِدُنَا هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةُ أَنْ نُحَدِّدَ أَيَّةُ مَجَالَاتٍ يَجِبُ أَنْ نُحَسِّنَهَا. وَعِنْدَمَا نَنْزِعُ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْخَاطِئَةَ مِنْ عُقُولِنَا، نُرْضِي أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ. — مز ١٩:١٤.
١٤ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَخْتَارَ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ؟
١٤ اَلْخُطْوَةُ ٱلثَّالِثَةُ هِيَ ٱخْتِيَارُ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ. فَنَحْنُ نَتَأَثَّرُ كَثِيرًا بِأَصْدِقَائِنَا. (ام ١٣:٢٠) وَفِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ، يُحِيطُ بِنَا عُمُومًا أَشْخَاصٌ مِنَ ٱلْعَالَمِ يُشَجِّعُونَنَا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَهُمْ. أَمَّا فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، فَنَجِدُ أَفْضَلَ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱلَّذِينَ يُشَجِّعُونَنَا «عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ». — عب ١٠:٢٤، ٢٥.
قَوِّ إِيمَانَكَ
١٥-١٦ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا؟
١٥ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ مُصَمِّمٌ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا. لِذَا يَسْتَعْمِلُ أَفْكَارًا وَحُجَجًا بَاطِلَةً كَيْ يَجْعَلَنَا نُشَكِّكُ فِي مَا تَقُولُهُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ، فَلَا تَعُودُ تُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِنَا.
١٦ فَٱلشَّيْطَانُ لَا يَزَالُ يَطْرَحُ نَفْسَ ٱلسُّؤَالِ ٱلَّذِي طَرَحَهُ عَلَى حَوَّاءَ: «أَحَقًّا قَالَ ٱللّٰهُ . . .؟». (تك ٣:١) فَفِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ، غَالِبًا مَا نَسْمَعُ أَسْئِلَةً مِثْلَ: ‹أَحَقًّا لَا يُوَافِقُ ٱللّٰهُ عَلَى زَوَاجِ ٱلْمِثْلِيِّينَ؟ أَحَقًّا لَا يُرِيدُ ٱللّٰهُ أَنْ تَحْتَفِلَ بِعِيدِ مِيلَادِكَ أَوْ عِيدِ مِيلَادِ يَسُوعَ؟ أَحَقًّا يَمْنَعُكَ إِلٰهُكَ عَنْ نَقْلِ ٱلدَّمِ؟ أَحَقًّا يُرِيدُ ٱللّٰهُ أَنْ تَقْطَعَ عَلَاقَتَكَ بِأَصْدِقَائِكَ وَأَقْرِبَائِكَ ٱلْمَفْصُولِينَ؟›.
١٧ مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا طُرِحَتْ عَلَيْنَا أَسْئِلَةٌ تُشَكِّكُ فِي مُعْتَقَدَاتِنَا، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ حَسَبَ كُولُوسِّي ٢:٦، ٧؟
١٧ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُقْتَنِعِينَ بِمُعْتَقَدَاتِنَا. فَإِذَا بَقِيَتْ فِي فِكْرِنَا أَسْئِلَةٌ مُهِمَّةٌ بِلَا جَوَابٍ، فَقَدْ تَتَحَوَّلُ إِلَى شُكُوكٍ خَطِيرَةٍ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، تُشَوِّشُ هٰذِهِ ٱلشُّكُوكُ تَفْكِيرَنَا وَتَقْضِي عَلَى إِيمَانِنَا. فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذًا؟ تُوصِينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَنْ نَتَأَكَّدَ نَحْنُ بِأَنْفُسِنَا «مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ». (رو ١٢:٢) فَحِينَ نَدْرُسُ بِٱنْتِظَامٍ، نَتَأَكَّدُ أَنَّ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ صَحِيحَةٌ وَمَبَادِئَهُ صَائِبَةٌ. وَهٰكَذَا نَصِيرُ أَقْوِيَاءَ وَثَابِتِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ، مِثْلَ شَجَرَةٍ جُذُورُهَا قَوِيَّةٌ وَثَابِتَةٌ. — اقرأ كولوسي ٢:٦، ٧.
١٨ كَيْفَ نَتَخَلَّصُ مِنْ سُمُومِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟
١٨ لَا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يُقَوِّيَ إِيمَانَكَ بَدَلًا مِنْكَ. لِذَا صَمِّمْ أَنْ تُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِكَ. صَلِّ دَائِمًا وَٱطْلُبِ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. تَأَمَّلْ فِي أَفْكَارِكَ وَدَوَافِعِكَ وَدَاوِمْ عَلَى فَحْصِهَا. وَٱخْتَرْ أَصْدِقَاءَ جِيِّدِينَ يُسَاعِدُونَكَ أَنْ تُغَيِّرَ تَفْكِيرَكَ. وَهٰكَذَا تَتَخَلَّصُ مِنْ سُمُومِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَتَهْدِمُ «أَفْكَارًا وَكُلَّ شَامِخٍ يُرْفَعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ». — ٢ كو ١٠:٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٠ صَلَاةُ ٱلِٱنْتِذَارِ
a تَرْبِيَتُنَا وَحَضَارَتُنَا وَثَقَافَتُنَا تُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِنَا سَلْبِيًّا أَوْ إِيجَابِيًّا. فَنُلَاحِظُ أَحْيَانًا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمُيُولِ ٱلْخَاطِئَةِ صَارَتْ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ شَخْصِيَّتِنَا. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةَ سَتُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَخَلَّصُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُيُولِ.